إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

أنا هو الرب شافيك (2-2)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أنا هو الرب شافيك (2-2)

    تكملة موضوع
    أنا هو الرب شافيك (2-2)

    رابعاً: أنا هو الرب شافيك؛ فلا تنسى الشكر بعد الشفاء.

    وأرجوك أن تردد هنا هاتيْن الآيتين المباركتين اللتيْن توضح المطلوب من مختبر الشفاء وسلام الشفاء:
    " فجاء إليه جمـوع كثيرة معهم عرج وعمي وخرس وشـل وآخرون كثيرون. وطرحوهم عند قدمي يســـوع. فشـفاهم. حتى تعجب الجموع إذ رأوا الخرس يتكلمون والشل يصحون والعرج يمشون والعمي يبصرون. ومجدوا اله إسرائيل." (مت 15:30و31).
    "..اسـتقبله عشرة رجال برص.. وفيما هم منطلقون طهروا. فواحد منهم لما رأي أنه شفي رجع يمجد الله بصوت عظيم. وخر عند رجليه شـاكرا له. وكان سـامرياً. فأجاب يســوع وقال أليس العشرة قد طهروا. فأين التسعة؟. ألم يوجد من يرجع ليعطي مجدا لله غير هذا الغريب الجنس. ثم قال له قم وامض. إيمانك خلصك." ( لو17:12ـ19).

    شكراً لله لأنه الشافي ومانح سلام الشفاء وشكراً له لأنه يريد استمرار العلاقة ويفرح بنا عندما نعود ونشكره ونسبحه ونعطيه المجد. إنني أسمعه يقول "أنا هو الرب شافيك فلا تنسى الشكر بعد الشفاء".

    وهذا ما ينبغي علينا فعله بعد اختبار الشفاء:
    • تمجيد الله: وذلك من فرط السرور والفرح بنعمة الشــفاء كما أظهر الناس والأفراد هذا الموقف أكثر من مرة ( مت 9:6- 8 و15:30و31 ). و لا ننسى هنا الرجل الأبرص السامري الغريب الجنس الذي شفي ضمن العشرة عندما رجع يمجد الله عكس التسعة اليهود من شـعب الله الذين التهوا وانشغلوا في الشـفاء ونسـوا الشافي كما نفعل نحن مـرات كثيرة عندما ننسي العاطي ونلتهي وننشغل في عطاياه (لو17:12و19). وتمجيد الله يشمل التسبيح والترنيم.

    • الشكر والحمد: وأكرر كما رجع الأبرص السـامري الذي شفاه يسـوع ضمن العشرة لكي يمجد الله؛ فخر ساجداً عند رجلي المسيح شــاكرا من فرط السرور بالشفاء ليعط مجدا لله معترفا بالجميل ( لو 17:12-19 ). وهكذا عندما يشـفينا الله لنتعلم أن نشكره و نحمده غير ناسين وغير جاحدين أو ناكرين للجميل.

    والي جوار كل ذلك علينا أن نتدرب علي روح السلام وروح الشكر والرضى والقبول بكل ما يأمره الرب لنا حتى وان طالت فترة المرض. فروح الله روح سلام كما أنه روح شــفاء؛ أعطانا روح الشكر والنجاح وليس الفشل. وكثيراً ما يكون قصد الرب من المرض فترة راحة إجبارية لهؤلاء الذين يفنون أجسادهم دون اتخاذ ما يلزم لراحتها. فتعلم أن تختبر السلام في وقت المرض.

    خامساً: أنا هو الرب شافيك؛ فقم برسالة الشفاء:

    تأمل في الختام هذه الآيات المرشدة عن رسالة الشفاء التي ينبغي أن نقوم بها:
    " يوجد من يهذر مثل طعن السيف. أما لسان الحكماء فشفاء." ( أم 12: 18 ).
    " الرسول الشرير يقع في الشر والسفير الأمين شفاء." ( أم 13: 17 ).
    " اعترفوا بعضكم لبعض بالزلات وصلوا بعضكم لأجل بعض لكي تشفوا. طلبة البار تقتدر كثيراً في فعلها" ( يـع 5: 16 ).
    " ثم دعا تلاميذه الاثني عشر وأعطاهم سلطاناً علي أرواح نجسة حتى يخــرجـوهـا ويشفوا كل مرض وكل ضعف.... اشفوا مرضى. طهروا برصاً. أقيموا موتى. أخرجـوا شياطين. مجانا أخذتم مجاناً أعطوا." ( مت10: 1و8 ).
    " و دعا تلاميذه الاثني عشر و أعطاهم قوة و سلطاناً علي جميع الشياطين و شفاء أمراض. وأرسلهم ليكرزوا بملكوت الله ويشفوا المرضى." ( لو 9: 1و2 ).
    " وأية مدينة دخلتموها وقبلوكم فكلوا مما يقدم لكم. واشـفـوا المرضى الذين فيها. وقولوا لهم قد اقترب منكم ملكوت الله." (لو10: 8و9 ).
    " باسم يسوع المسيح الناصري قم وامش." ( أع 3: 6-9 ).
    " فقال له بطرس يااينياس يشفيك يسـوع المسيح. قم وافرش لنفسك. فـقــام للوقت." ( أع 9 : 34 ).

    شكراً له لأنه دائماً يشرفنا بالمشاركة فكما أعطانا سلطاناً أن نصير أولاده أعطانا سلطاناً أن نشفى وهذا لجميع المؤمنين الذين يمارسون الإيمان العملي والاتكال الفعلي على الرب الذي أسمعه يقول لنا "أنا هو الرب شافيك؛ فقم برسالة الشفاء ومارس سلطان الشفاء".

    فماذا تعني رسالة الشفاء ؟ وماذا يُقصد بسلطان الشفاء يا تُرى؟
    وهنا ينبغي أن نتذكر ونتأكد أنه من عادة الرب أنه يشـركنا معه في كل شيء؛ فهو هـنا يشركنا في رسالة وسلطان الشفاء. نحن علينا مسئولية هامة لنقوم بدور حساس في تخفيف الآلام عن الناس. وتتركز رسالة ومسئولية الشـفاء الواضحة لنا في آيات هذا القسم الخامس والأخير في هذه النقاط الرائعة:

    (1) رسالة الشفاء في كلام الحكمة: فيعلمنا سـليمان الحكيم أن لـسان الحكماء شـفاء وهو عكس لسان الهذر الذي يؤذي مثل طعن السيف القاطع. وهنا ينبغي أخذ الحيطة والحذر في كلامنا مع المرضـى فلربما كلمة تجرح. بالطبع إن سليمان يقصد في الآية كلام الحكماء في مختلف المناسبات العامة فلماذا لا نتذكر ذلك وقت المرض وفي حديثنا مع المرضى فدعونا نستخدم الكلمات المشجعة والحكيمة لنضـع في قلوبهم الأمل وليس الفشل والألم. ( أم 12:18 ).

    (2) رسالة الشفاء في الأمانة للرسالة: عندما نكون أمناء ومخلصين في رسالتنا يمنحنا الرب سؤل قلوبنا ونقوم برسالة شـافية. وهنا يقول لنا سـليمان الحكيم أيضا أن السفير الأمين شفاء (أم 13:17) وتقتضي الأمانة أن لا يفكر صاحبها في أي أمر شرير عكس الرسالة الممنوحة لنا. ويقتضي الإخلاص البحث عن السبل المعينة علي الشفاء.

    (3) رسالة الشفاء في زيارة المرضي: وهذا واضح عندما أمر الرب يسـوع تلاميذه بأن يذهبوا إلي كل مدينة وقرية ليشفوا مرضي. والرب بنفسه ذهب إلي بيت بطرس وشفى حماته. (مت 10:1و8). إن شعور المريض يزداد حزناً وألماً عندما لا يزوره أهـله وأصدقائه. فالشعور بالوحدة والنسيان من مـهـيجات الألم وزيادة المرض. وأضـعف الإيمان بدل الزيارة الفعلية بسبب المشغولية هو أن نســأل عن المريض بالتـليفون مثلا. ولكن الرب يطلب منا هذه المسئولية في زيارة المرضى. وزيارة المرضى لها أسلوبها في عدم التطويل في المساعدة في التشجيع في الصلاة وفي .. وفي ... الكثير من فن زيارة المرض.

    (4) رسالة الشفاء في الصلاة من أجل المرضي: سـواء عندما نتمكن من زيارتهم أو عندما تفصلنا المسـافات البعيدة. وقد أرســل المســيح تلاميذه ليشــفوا مرضى بصلاتهم؛ وقـد أكد لنا الرسول يعقوب هذا الدور العظيم والمســئولية الكبيرة. والصلاة مـن اجل المريض مسموعة ومستجابة من الرب عندما تكون حسب إرادته ومن قلب صـادق بإيمان مكتوب:" أعلي أحد بينكم مشقات فليصل. أ مسـرور أحد فليرتل. أ مريـض أحد بينكم فليدع شيوخ الكنيسة فيصلوا عليه ويدهنوه بزيت باسم الرب. وصـلاة الإيمان تشفي المريض والرب يقيمه وان كان قد فعل خـطـية تـغــفـر له. اعترفوا بعضكم لبعض بالزلات وصلوا بعضكم من أجل بعض لكي تشفوا. طلبة البار تقتدر كثيرا في فعلها." ( يع 5:13-16 ).

    (5) رسالة الشفاء في اقترانه بالشفاء الروحي: ذلك لأن الهدف من شفاء الجسد هو في ليس نزع آلام الجسد بل أيضا السمو بالنفس والروح لتكون مخلصة ومرتفعة عن دنايا الخطية والعصيان والشر الذين جلبوا أساسا المرض. ولعلكم لاحظتم في الآية السابقة الربط بين الشفاء الجسدي وبين غفران الخطايا. و لقد ربط الرب يسوع بين التبشير والشفاء " يبشرون ويشفون " ( لو6:6و,9 9:1و2 ). فكان الشفاء يسير جنبا إلي جنب مع التبشير بملكوت الله وغــــفران الخطايا والتعليم الروحي. وحتى في معجزات المسيح ربط بين غفران الخطايا والشفاء من المرض. ولعل هذا ما حاولت الإرساليات الكنسية المسيحية تطبيقه في البلاد التي خدمت فيها عندما أنشئوا المدارس والمستشفيات جنبا إلي جنب مـع الكنائس. وأنت يا مؤمن معك إرسالية الشفاء. فبعد أن تُشفى ستتحرك بنعمة الله بإرسالية الشفاء لتعين كل مريض يحتاج إليك وأنت صاحب رسالة وإرسالية.

    (6) رسالة الشفاء في سلطان الشفاء: لقد منح المسيح سلطان الشفاء للتلاميذ؛ لشفاء كل مرض وكل ضعف؛ وأمرهم: اشفوا مرضى. طهروا برصا. أقيموا موتى. أخرجوا شياطين. مـجانا أخذتم. مجانا أعطوا. ( مت10:1و8 ولو9:1و2 و10:8و9 ). ولقد كان هذا السلطان نافعا جدا في بداية انتشار الكنيسـة الأولى. ونري هنا مثلا بطرس في بلدة لدة يقول لمفلوج منذ ثماني سنين و بسـلطان الشفاء: " يا اينياس يشفيك يسوع المسيح. قم وافرش لنفسك. فقام للوقت." ( أع 9:33و34).

    وقد استعمل هذا السلطان التلاميذ والرسل بكثرة. وهذا السلطان غير مســـتعمل عندنا لقـلة إيماننا وكـثرة شـكنا وزيادة ضـعـفنا. وعلينا أن نعرف أن عصـر المعجزات لم ينتهِ وأن إلهنا لم يتغير فهو هو أمساً واليوم والي الأبد.

    فدعونا نحمل مسئولية ورسالة الشفاء في كلام الحكمة وفي الأمانة وفي زيارة المرضى وفي الصلاة من أجلهم وفي الربط بين الشفاء الروحي والجسدي ليتحقق سلطان الشفاء في اسم الرب يسوع الشافي المسيح العافي؛ للجميع حسب إيمانهم.

    وهكذا رأينا سلام الله العجيب في وقت المرض. إن سلام الله في كل موقف وفي كل وقت وعلي أي وضع. انه سلام داخلي وخارجي. سلام شامل كامل عامل و فاعل علي الدوام. وهكذا تأكدنا من كلمة الله في كل الآيات السابقة أنه يوجد سلام حتى وقت المرض أيا كان المرض حتى لو تأخر الرب في الاستجابة أو حتى أجاب بالرفض في عدم الشفاء لمصلحتنا. وسلام الشفاء صادر من رب الشفاء الذي منحنا رسالة الشفاء فلنقم بها.

    تمنياتي لك بالشفاء العاجل لك ولجميع المرضى مثلك.

    وليباركك الرب الشافي الكافي وليبارك الآخرين المرضى علي يدك بعد شفائك وبصلاتك. معك رسالة وإرسالية وسلطان الشفاء فلا تنسى أن تستعملهما ...

    آمين.

    :thumbup::thumbup:
    القس / الفريد فائق صموئيل
    قسيس إنجيلي

    D. Min. Studies, Fuller

من قاموا بقراءة الموضوع

تقليص

الأعضاء اللذين قرأوا هذا الموضوع: 0

    معلومات المنتدى

    تقليص

    من يتصفحون هذا الموضوع

    يوجد حاليا 1 شخص يتصفح هذا الموضوع. (0 عضو و 1 زائر)

      يعمل...
      X