إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

العمل الفردي..كوسيلة لربح النفوس

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • العمل الفردي..كوسيلة لربح النفوس



    مقدمة


    إن التبشير العلني يجب أن يتبع بالعمل الفردي وإلاّ يفقد تأثيره وتضيع نتائجه..

    فحملاتنا التبشيرية وأسابيع النهضة لا تؤثر كما يجب بدون العمل الفردي.

    فبالوعظ نطرح شبكة الإنجيل في البحر وبالعمل الفردي نسحبها إلى البرّ ونمسك بكل نفس بمفردها ونجذبها إلى شاطئ الخلاص وإذا ترك الصياد شبكته في البحر فلا يصطاد شيئاً وإذا كان الواعظ لا يتبع عظته بالعمل الفردي فلا يصطاد نفوساً للمسيح.

    بالوعظ نزرع ونلقي البذار في قلوب السامعين وبالعمل الفردي نحصد الأثمار فوعظ بدون عمل فردي كزرع بلا حصاد وكإلقاء شباك في البحر بدون صيد السمك-

    هنا تشبيه آخر للوعظ فهو يشبه بصفارة الإنذار والتحذير التي يصفر بها الغطاس لجمهور السابحين في البحر عندما تحملهم الأمواج إلى موضع خطر والعمل الفردي يشبه برجل الإسعاف الذي يذهب للغريق حاملاً منطقة النجاة التي بها يجذبه إلى الشاطئ..

    فما أهم وأعظم العمل الفردي فبالوعظ نحذر وننذر وبالعمل الفردي ننقذ وننجي فيعقوب الرسول أدرك قيمة العمل الفردي وأهميته عندما قال في رسالته 5: 20

    "من ردّ خاطئاً عن ضلال طريقه يخلّص نفساً من الموت ويستر كثرة من الخطايا".

    إن الوعظ يعتبر وسيلة لغاية وهي أن نصل عن طريق الوعظ أمام الجمهور إلى الفرد وبدون هذه الغاية تلك الواسطة لا تفيد شيئاً وبالتالي عن طريق الفرد نصل إلى الجمهور.

    يقال أن ترمبل زعيم العمل الفردي في القرن التاسع عشر في أميركا قد ربح عشرة آلاف شخص للمسيح عن طريق العمل الفردي في مدة خمسين سنة وكان يقول إن أعظم عمل قام به ليس هو أثناء الوعظ بمقابلة الأفراد.

    إن مودي وتوري كانا واعظين للجماهير ولكن كلاهما كانا يربحان الأفراد للمسيح وقد كتبا كثيراً عن أهمية العمل الفردي فمودي كان يفكر في الأفراد الذين يربحهم للمسيح أكثر مما يفكر في الجماهير التي كانت تأتي لتسمعه فكان بعد العظة يسرع ليقابل السامعين المتأثرين فردياً.

    فلتشر الواعظ الشهير تكلم عن اختباره فقال "إن الواعظ للجماهير يجب أن يتبع بحديث مع الأفراد فبالاحتكاك بالأفراد نأتي بأعظم النتائج والأعمال فقد يتأثر البعض في الاجتماعات الكبيرة ولكن يندر أن شخصاً يقبل إلى النور والخلاص إلا إذا أرشده أحد فردياً فالوعظ الجمهوري يجهز ويمهد للعمل الفردي مكمل للوعظ العلني


    فهل ننظم العمل الفردي كما ننظم الوعظ ونستعد له بكل أمانة وإتقان ؟ وهل للعمل الفردي مقام في حياتنا كخدام قد جعلوا ربح النفوس غرضهم الأوحد ؟

    قيل أن ضابطاً بريطانياً كان يصلي على أحد جبال الهند لأجل فرد كوسلي أو هويتفيلد أو فني يرسله الله إلى الهند ليربح الألوف للمسيح فبينما كان يصلي سمع صوتاً سماوياً يقول له أنت تطلب لأجل فرد واحد يجذب الألوف من الهنود إلى المسيح ولكن أنا أفتش عن ألوف من المؤمنين العاملين الذين يجذب كل واحد منهم فرداً للمسيح. فالمسيح يفتش اليوم ليس عن واعظ جذاب للجماهير ولكن عن خادم أو عضو في الكنيسة مكرس للعمل الفردي يستعمله الله لجذب أفراد ومن الأفراد يتكون الجمهور فقد يكون غرضك أيها الخادم أن تجذب الجمهور ليحضر لسماع عظاتك الثمينة ولكن ليكن غرضك الأول أن تصل عن طريق الجمهور إلى الفرد الذي تربحه للمسيح.


    فلندع الآن الجمهور جانباً ولنول وجوهنا شطر الفرد الذي مات المسيح لأجله. لنترك التسعة والتسعين برهة ولنذهب الآن لأجل الفرد الضال حتى نجده فما أكثر اهتمامنا بالتسعة والتسعين وما أقل اهتمامنا بالواحد وهذا هو سر فشلنا في الخدمة فلنحضر الآن تأملاتنا في هذا الواحد- في هذا الفرد الواحد- في العمل الفردي في أربعة أمور هامة :

    (1) العمل الفردي كأفضل وسيلة لربح النفوس.

    (2) إهمال العمل الفردي.

    (3) الاستعداد للعمل الفردي.

    (4) طرق للعمل الفردي.

  • #2
    (1)العمل الفردي أفضل وسيلة لربح النفوس الثمينة



    (1)

    العمل الفردي أفضل وسيلة لربح النفوس الثمينة


    قد يسأل البعض ما هو العمل الفردي؟ فليس هو دعوة شخص إلى الكنيسة لحضور الاجتماعات أو إلى مطالعة الكتاب أو إلى مطالعة الكتاب أو إلى ممارسة الصلاة أو إلى الانضمام لعضوية الكنيسة ولكن هو الإتيان بشخص خاطئ إلى المسيح ليخلص ويتجدد.
    فأندراوس هو أول رسول للعمل الفردي وأول من مارس العمل الفردي إذ قيل عنه "جاء به إلى يسوع" أي بأخيه سمعان فالعمل الفردي إذاً هو أن يأتي فرد بفرد آخر إلى المسيح وهذه الطريقة هي أفضل وسيلة لربح النفوس الثمينة ولكن قد يقول أحدهم هذه طريقة بطيئة- أفلا ترى أنه بعظة واحدة قد ربح بطرس ثلاثة آلاف نفس

    ولكن هل تنسى أيها القارئ إن خلاص هذه الألوف كان متوقفاً على العمل الفردي- على حديث أندراوس الفردي مع أخيه بطرس فأين يكون بطرس بعظته المؤثرة يوم الخمسين لو لم يكن أندراوس قد أتى بأخيه إلى المسيح بواسطة العمل الفردي فلا يذكر الكتاب أن أندراوس ألقى عظة واحدة في حياته وإذا كان قد وعظ فالروح القدس لم يرَ لذكر ذلك أهمية كبرى ولكن قد رأى أن يذكر عمل أندراوس الفردي ليرينا طريقاً أفضل لربح النفوس فما أعظم نتائج العمل الفردي في العصر الرسولي,

    وأيضاً في عصرنا الحديث فأين يكون مودي اليوم الذي أنهض قارتين روحياً وربح نحو نصف مليون نفس للمسيح لو لم يربح نفسه معلم بمدرسة الأحد في مدينة بوسطن يدعى إدوارد كمبل بواسطة العمل الفردي فمن هذا يتضح جلياً أن بطرس ومودي لم يربحا للمسيح بتأثير عظة ألقيت على جمهرة من السامعين ولكن عن طريق العمل الفردي لا يجلب مدح الناس و تعظيمهم كالوعظ العلني ولكن هو العمل الذي يمدحه الله ويعظمه الله.

    أليست هذه طريقة المسيح كما يظهر لنا من دراسة العهد الجديد الذي نرى فيه تاريخاً للعمل الفردي فالمسيح يبدأ خدمته بالعمل الفردي عندما دعا أندراوس ويوحنا على انفراد قائلاً لهما تعاليا وانظرا فأتيا ونظرا أين كان يمكث ومكثا عنده ذلك اليوم يوحنا 1: 39 ثم دعا فيلبس على انفراد قائلاً له اتبعني. ادرس في الأناجيل الأربعة كيف كان المسيح يؤثر على الأفراد- كيف ربح نفس السامرية وزكا ونيقوديموس والشاب المجنون والأعمى والمفلوج وغيرهم من الذين شفاهم فردياً وخلص نفوسهم روحياً ..

    فعمل المسيح التبشيري بين الجماهير لم يعطل عمله العظيم بين الأفراد فيوماً ما ترك الجمهور وراءه لأجل الفرد لكي يدخل بيت زكا ويخلصه على إنفراد فهذه غاية مجيئه إلى العالم أن يطلب الفرد ويخلص ما قد هلك.

    ألا ترى أن الأمة المبرحة على الصليب لم تبطل عمله الفردي فآخر عمل أتاه هو ربح فرد هو نفس اللص التائب على الصليب فمن بدء حياته في الناصرة إلى نهايتها على الصليب نرى محبة المسيح لربح نفوس الأفراد وهو في السماء الآن يفرح بخلاص نفس الفرد " بخاطئ واحد يتوب " فالمسيح يعلمنا قيمة نفس الفرد في مثل الخروف الضال والدرهم المفقود.

    وعلى هذه الطريقة نهج التلاميذ فقد أدركوا قيمة العمل الفردي فأندراوس كما ذكر جاء بأخيه بطرس قائلاً قد وجدنا مسيا الذي تفسيره المسيح, وفيلبس عندما دعي شعر بمسؤولية نحو نثنائيل ولم يسترح إلا لما ربح هذا التلميذ الجديد للمسيح و ألا نقرأ في سفر أعمال الرسل أن حنانيا تلميذ دمشق ربح نفس شاول المتأثر وأرشده على انفراد إلى المسيح وبولس بعدما تجدد بدأ يربح نفوس الأفراد كتيموثاوس وأنسيمس والسجان وغيرهم.

    وهكذا امتدت هذه الطريقة الرابحة إلى الكنيسة في العصر الأول فالذين تشتتوا من جرّاء الاضطهاد جالوا مبشرين بالكلمة ففيلبس ربح نفس الوزير الحبشي بواسطة العمل الفردي وفي عصر يعقوب أدرك المسيحيون الأولون قيمة العمل الفردي بل مارسوه عملياً كما يظهر في رسالة يعقوب 5: 19 " أيها الأخوة إن ضلّ أحد بينكم عن الحق فرده أحد فلم يقل خادم أو واعظ أو مراسل أو وارع ولكن أحد من الأخوة وهكذا نمت هذه الروح وتغلغلت في الكنيسة المسيحية ".

    يقول جبون المؤرخ الشهير " لقد كان واجباً مقدساً على كل متجدد أن يتحدث مع أصدقائه عن بركات الخلاص العظيمة التي حصل عليها "

    ويحدثنا كارليل عن كيفية انتشار المسيحية في العالم فيقول أنها لم تنتشر بإقامة المعاهد الدينية والمنشآت والمؤسسات الاجتماعية ولكنها انتشرت من نفس إلى نفس ومن قلب إلى قلب ومن فرد إلى فرد.

    لقد قال أحد التابعين للبابا عن جماعة الولدنيين الإنجيليين في شمال إيطاليا في القرن الثالث عشر أنه بعدما يتجدد الفرد منهم بسبعة أيام يكون قد ربح شخصاً آخر وبهذه الطريقة كثر عددهم وازداد وفي منتصف القرن التاسع عشر قام رجل يدعى هنري كلاي ترمبل قد أشرت إليه في بلاء كلامي منادياً بطريقة العمل الفردي كأفضل وسيلة لربح النفوس في أميركا وفي إنكلترا قد تأسست جمعية للعمل الفردي سنة 1890 تدعى واحد بواسطة الآخر وقد ربحت كثيرين للمسيح ولها فروع في أنحاء شتى من العالم وهنا قد أوردت لكم خلاصة موجزة لتاريخ العمل الفردي في مدى عشرين قرناً فهل نجرب هذه الطريقة في العالم العربي في منتصف القرن العشرين.

    ولنسأل الآن لماذا العمل الفردي أفضل وسيلة لربح النفوس؟ وإجابة لهذا السؤال أذكر لكم بكل إيجاز خمسة أسباب

    تعليق


    • #3
      العمل الفردي أفضل وسيلة لربح النفوس الثمينة



      ولنسأل الآن لماذا العمل الفردي أفضل وسيلة لربح النفوس؟ وإجابة لهذا السؤال أذكر لكم بكل إيجاز خمسة أسباب
      .

      أولاً لأنه بمتناول كل شخص ويمكننا جميعاً القيام به.

      فلا يمكن لكل واحد أن يعظ أو يرنم أو يعلم في مدرسة الأحد ولكن يمكن لكل متجدد صغيراً كان أم كبيراً جاهلاً أو عالماً ذا مواهب أو بلا مواهب أن يشهد عن مخلصه الذي وجده حتى المريض في البيت يمكنه القيام بالعمل الفردي فليس كل صياد يستطيع الصيد بالشبكة ولكن كل فرد يقدر أن يصطاد بالصنارة حتى الصبي الصغير ومن هذا يتضح أنه ليس في مقدور كل شخص أن يستعمل شبكة الوعظ بل يمكن لكل مسيحي متجدد أن يربح النفوس بصنارة العمل الفردي.


      ثانياً: لأنه لا يمكن القيام به في كل وقت:

      يقول بولس "عظ في وقت مناسب وغير مناسب" فلا يمكنك أن تعظ أمام الجماعة في كل وقت بينما تستطيع أن تعمل عملاً فردياً 365 يوماً في السنة وفي أية ساعة من اليوم نهاراً أم ليلاً- قيل عن مودي الواعظ الشهير أنه عزم ألا يدع يوماً يمضي دون أن يتكلم مع شخص واحد على الأقل عن قبول المسيح مخلصاً ففي أحد الأيام كان مشغولاً لدرجة أنه نسي أن يتكلم مع شخص عن المسيح وفي ذلك اليوم وصل إلى المنزل متأخراً في المساء فخلع ملابسه وأوى إلى فراشه وكاد ينام وهنا تذكر أنه لم يتحدث مع أحد حديثاً خلاصياً فقال في نفسه لا فائدة من الخروج في هذا الوقت المتأخر من الليل وغالباً لا أجد شخصاً سائراً في الطريق الآن ولكنه لم يستطع أن ينام فقام ولبس ثيابه وخرج إلى الباب فرأى المطر ينزل بشدة وفي تلك اللحظة سمع وقع أقدام رجل يسير في الشارع حاملاً مظلة على رأسه فخرج إليه مسرعاً وطلب إليه قائلاً هل يمكن أن أحتمي بمظلتك من المطر فأجابه الرجل مرحباً نعم وبدأ مودي يتجاذب معه أطراف الحديث وحينئذ قال له "هل لك ملجأ في وقت الزوبعة" وهنا بشّره بالمسيح كملجأ من السيل. فيا ليت لنا هذه الغيرة في العمل الفردي فلا ندع يوماً يمر من حياتنا دون أن نشهد للمسيح على الأقل أمام شخص واحد وننتهز كل فرصة للتحدث عنه سواء كنا في القطار أو الترام في السيارة أو الطيارة في المكتب أو الدكان بل في كل مكان وبذا يمكننا أن نربح ألوفاً من النفوس في كل عام.


      ثالثاً: لأننا به نصل إلى كل نوع من الناس

      فيوجد البعض الذين لا يمكن أن تصل إليهم عن طريق الوعظ العلني لأنهم لا يحضرون اجتماعات الكنيسة العامة أو الخاصة في أسابيع النهضة ولكن بالعمل الفردي تصل إليهم سواء كانوا على فراش المرض أو الموت أو في حمأة الخطية والشهوات منغمسين فالكافرين والمستهترون والماديون والمهملون لا يأتون إلى الكنيسة ولكن يمكنك أن تذهب إليهم فبالعمل الفردي استطاع قسيس أميركي أن يصل إلى نفوس زعماء النازي فتجدد على يده ريبنتروب وكيتل رئيس قوات الدفاع الألماني وريدار قائد الأسطول وغيرهم من زعماء الألمان وبالعمل الفردي تستطيع أيها القارئ أن تصل إلى نفوس غير المؤمنين وتربحها للمسيح.


      رابعاً: في العمل الفردي نجد أفضل وسيلة مؤثرة في السامعين فهي تنجح بينما كل طريقة أخرى تفشل.

      يقول توري رأيت أناساً لا يتأثرون أو يتحركون بعظات أقدر الواعظين ويخرجون بدون تأثير مما سمعوه ثم رأيت بعض أعضاء الكنيسة العاملين يذهبون بعد الاجتماع الديني فوراً ليقابلوا هؤلاء الأشخاص الذين لم يتأثروا من عظات مودي القوية وفي مدى ربع ساعة تصرف معهم في الحديث الفردي الروحي يسلمون ذواتهم للمسيح, فالعمل الفردي بواسطة أناس مكرسين ينجح ويثمر بينما عظة أقدر الواعظين تعجز وتفشل فلا يهم من هو الواعظ فكل عظة يجب أن تتبع بالعمل الفردي.

      إن الحديث مع شخص واحد إذ تكلمه عيناً لعين وقلباً لقلب هو الذي يؤثر في النفس ففوائد العظة تقسم على عدد السامعين فإذا كان لديك مائة سامع يستفيد واحداً في المائة وإذا كان لديك عشرون سامعاً فكل شخص يستفيد خمسة في المائة وإذا كان لديك عشرة من السامعين فكل يستفيد عشرة في المائة وإذا كان أمامك سامع واحد فهو يستفيد مائة في المائة. قال هنري وارد بيتشر الواعظ المشهور بأميركا "كلما أتقدم في العمر كلما أقتنع بتأثر العظة التي يلقيها شخص واحد لفرد واحد كعظة المسيح للمرأة السامرية" التي كان تأثيرها ونتيجتها مائة في المائة.


      خامساً: في العمل الفردي نرى أفضل وسيلة منتجة لربح النفوس

      بعد خمسين سنة قضاها ترمبل في العمل الفردي قال أنه ألقى عظات كثيرة على جماهير غفيرة تتراوح بين خمسة عشر وخمسة آلاف سامع وكان يحرر مجلة دينية يشترك في مطالعتها نحو مئة ألف قارئ وقد ألف نحو ثلاثين كتاباً دينياً وبعد كل هذه المجهودات يحدثنا عن اختباره الشخصي فيقول

      "إني رأيت نتائج أفضل من حديثي مع الأفراد مما رأيت من عظاتي التي ألقيتها على ألوف السامعين وكتبي الدينية التي انتشرت بين الكثيرين" إن محاضرة قيّمة عن فوائد التأمين على الحياة لا تؤثر في السامعين كي يؤمنّوا على حياتهم في شركات التأمين بقدر ما تؤثر زيادة فردية من وكيل الشركة للشخص الذي يراد التأمين على حياته وفي معارك الانتخابات البرلمانية لا تؤثر الخطب الحماسية في المنتخبين بقدر ما تؤثر زيادة المرشح للانتخابات لكل منتخب على انفراد

      فالعمل الفردي حتى في دوائر الأعمال الدنيوية أكثر إنتاجاً ونفعاً وتأثيراً فلماذا لا نجربه في خدماتنا الدينية وفي ربح النفوس فالأشخاص الذين يخلصون بالعمل الفردي أفراداً أكثر من الذين يخلصون بالوعظ جملة.قال ستيوارت مولدن الواعظ الكبير "إني أزداد اعتقاداً واقتناعاً يوماً بعد آخر بأن حلّ مشكلة ربح العالم للمسيح يتوقف على طريقة العمل الفردي فالمؤتمرات الروحية والاجتماعات الانتعاشيّة تعمل شيئاً ولكن العمل لا يكمل والعالم لا يربح بجملته للمسيح إلا لما كل نفس خلقت تربح نفساً أخرى بالعمل الفردي" نحن هنا في هذا المؤتمر يبلغ عددنا نحو مئة خادم فلنفرض أن كلامنا ربح نفساً في الأسبوع ففي آخر السنة نكون قد ربحنا خمسة آلاف نفس للمسيح ولو أن كل نفس من هذه الخمسة آلاف تربح شخصاً واحداً في السنة وهكذا كل نفس تخلص تربح أخرى فبعد عشرة أعوام نكون قد ربحنا مليونين ونصف للمسيح وبعد ثلاثة عشر عاماً نكون قد ربحنا عشرين مليوناً وهكذا تكون مصر كلها للمسيح.

      إن مصر لا تربح للمسيح بواسطة التبشير العلني ولكن بالعمل الفردي إذا كان كل مسيحي حقيقي يعمل لربح آخر فهل نجرب الآن هذه الطريقة المنتجة ونبدأ العمل بجد ونشاط وغيرة واجتهاد.

      إن مفتاح مشكلة التبشير بأيدينا فهل نجربه في فتح الأبواب المغلقة فقد يغلق في وجوهنا باب التعليم أو باب التبشير العلني بعد حين ولكن لا يمكن أن يغلق باب العمل الفردي فهو الباب المفتوح على الدوام فلندخل منه ناظرين إلى يسوع الذي يخاطبنا اليوم قائلاً "هانذا قد جعلت أمامك باباً مفتوحاً ولا يستطيع أحد أن يغلقه" فاليوم يوم بشارة ولكن نحن ساكتون.

      تعليق


      • #4
        إهمال العمل الفردي




        -2-

        إهمال العمل الفردي


        إذا كان العمل الفردي أفضل وسيلة منتجة ومؤثرة لربح النفوس فلماذا يهمله الكثيرون. أفلا نشعر نحن الخدام قبل الأعضاء بأننا أهملنا هذا الواجب الخطير في خدمتنا في أورشليم أي في دائرة البيت والعائلة وفي اليهودية والسامرة أي بين الجيران والأصدقاء وفي أقصى الأرض بين البعيدين وغير المؤمنين. قيل أن شخصاً أصيب بمرض عضال فكان صديقه يزوره ويواسيه في غالب الأحيان ويتحدث معه في أمور شتى ولما اشتد المرض عليه وقبل أن يلفظ الأنفاس الأخيرة قال لصديقه بصوت خافت متهدج "لقد حدثتني عن أمور عالمية كثيرة فلماذا لم تكلمني عن خلاص نفسي. إني سأموت الآن ودمي يطلب منك لأنك أهملت ربح نفسي للمسيح" ألا ينطبق هذا القول على كثيرين من المسيحيين اليوم وهنا لنقف متسائلين لماذا نهمل هذا العمل العظيم وإني أذكر لكم ثلاثة أسباب هامة:
        (1) هناك سبب خارجي وهو الشيطان. فالشيطان يمنع المؤمن من التكلم عن
        المسيح فردياً مع أنه لا يمنعنا عن الوعظ للجمهور فيهمس في آذاننا أنه الآن ليس وقتاً مناسباً للكلام ويجاهد في منعنا عن الشهادة لأنه يرى في العمل الفردي أفضل طريقة لهدم حصونه وتقويض أركان ملكوته وتخليص النفوس الهالكة من قبضة يده. يقول ترمبل الذي مارس العمل الفردي مدة خمسين عاماً "كان لي فرص كثيرة لأحادث ألوفاً من الناس ولكن في كل مرة كنت أشرع في الكلام مع أحد الأفراد أرى الشيطان ماثلاً أمامي يجاهد في تعطيلي ذاكراً أن هذا يضر بمصلحة هذه النفس إذا حدثتها الآن فيشير علي بالتأجيل وقد نجح في منعي عن الشهادة لسيدي عدة مرات" فلا تعطوا إبليس مكاناً- قاوموه فيهرب منكم.

        (2) وهنا سبب داخلي فينا يقودنا إلى الإهمال وهو الفتور والانشغال فلا شيء يلجم ألسنتنا عن الكلام مع الخطاة نظير الفتور في الحياة الروحية والانهزام أمام الخطية فعندما نعثر في الصلاة وتنقطع شركتنا مع الله نهمل الشهادة للمسيح أمام الأفراد وبالعكس عندما نمتلئ بروح الغيرة والانتعاش نتكلم بكلمة الله بكل مجاهرة ونؤدي الشهادة بقوة وتأثير كما كان يفعل الرسل فلنكن دائماً في روح الصلاة وفي الصلاة في الروح فنسمع صوت الروح ينادينا قائلاً "تقدم ورافق هذه المركبة".

        قيل أن شاباً بينما كان يعمل في مصانع الصلب والحديد في مدينة شفيلد في إنكلترا قد سقط على لوح من الصلب محمي بالنار الملتهبة فاحترق جسمه من الداخل وأصبحت حياته في خطر الموت وهنا صرخ رفقاؤه بصوت عال "أحضروا الطبيب". أحضروا الطبيب لإسعافه و لكن هذا الشاب المتألم صرخ قائلاً "لا يهمني أن تستدعوا الطبيب ليعالج جسمي بقدر ما يهمني أن يخبرني أحدكم كيف أحصل على خلاص نفسي وها أنا الآن أموت بدون مسيح- بدون خلاص- بدون إله- هل يوجد أحد بينكم الآن يستطيع أن يسعفني روحياً"

        ومع أنه كان يقف حوله نحو ثلثمائة رجل من العمال فلم يوجد أحد بينهم ليخبره عن طريق الخلاص وبعد ما مرت عليه عشرون دقيقة وهو يتوجع من شدة الألم مات بدون رجاء فأحد الرجال الذين شاهدوا هذه الحادثة الأليمة وسمع صراخ هذا الشاب المسكين قال "لقد سمعت أنين هذا الشاب المحترق وصرخاته المؤلمة وكنت أود لو أخبرته عن يسوع المخلص ولكن بكل أسف اعوجاج وفتور حياتي قد أغلق شفاهي" فيا ليت الله يجعلنا في حالة روحية مقدسة لنكون مستعدين على الدوام لنخبر الآخرين عن طريق الخلاص الثمين.

        ومن جهة أخرى نرى الانشغال مانعاً عن القيام بواجب العمل الفردي فالخادم منشغل في الاستعداد للوعظ العلني فيصرف ساعات طويلة في إعداد عظة صباح الأحد جاعلاً هذه العظة الرسمية غرضاً له في خدمته ناسياً أن وراء العظة نفس ذلك الفرد الذي يجب أن يربحه للمسيح- لقد عظمنا العظة فوق ما ينبغي فهل ننظم العمل الفردي وتخليص النفوس مسترشدين بقول بوندز عن الخدام "نحن لسنا صانعي عظات ولكننا صانعو رجال ورابحو نفوس" فهل تنشغل أيها الواعظ عن الغاية بالوسيلة وهل تجعل غايتك كذلك خلاص النفوس قائلاً معه "صرت للكل كل شيء لأخلص على كل حال قوماً" إن الكنيسة الإنجيلية في العالم وفي البلاد العربية قد عظمت الوعظ العلني فهذا أحسن ومفيد ولازم ولكنها في مسيس الحاجة لتشدد وتنبر على العمل الفردي فيصرف طالب اللاهوت ثلاث سنوات في تعلم طرق العمل الفردي فيا ليت يدرس للطلبة في كليات اللاهوت كتاب توري أو ترمبل عن العمل الفردي فتخرج خداماً يلمون بأعظم علم بين العلوم اللاهوتية وهو علم ربح النفوس الذي يجب أن يدرسه جميع أعضاء الكنيسة فتصبح الكنيسة رابحة وعاملة وناهضة. قرأت عن خادم يهتم بالعمل الفردي أنه زار طالباً في إحدى مدارس اللاهوت بأميركا فبينما هو في غرفة الانتظار شعر بوجوب انتهاز الفرصة وإشغال الوقت بالحديث مع فرّاش المدرسة عن خلاص نفسه فوجده في حاجة إلى المساعدة الروحية وقادة إلى المخلّص وقد علم منه أثناء الحديث أنه لم يتحدث معه أحد الطلبة كل هذه السنين عن خلاص نفسه فكانوا منشغلين في استعداد للوعظ العلني عن ممارسة العمل الفردي.

        لقد انشغلنا كخدام بالعمل بين المسيحيين وبزيارتهم والصلاة لأجلهم وقينا البعيدين وغير المؤمنين- لقد أنشلنا بخدمة التسعة والتسعين في الحظيرة والكنيسة ونسينا الخروف البعيد الضال وأهملنا التفتيش عليه بين التلال وعلى الجبال فبإهمالنا هذا الخروف الضال نحن نكسر أهم وصية للمسيح القائلة "اذهبوا إلى العالم أجمع وتلمذوا جميع الأمم" ولنسمع صوت المسيح الآن ينادينا في هذا المؤتمر قائلاً "لا تخف بل تكلم ولا تسكت لأني معك ولا يقع بك أحد ليؤذيك لأني لي شعب كثير في هذه المدينة وفي هذه البلاد".

        (2) وهنا سبب ثالث في العمل نفسه. فالبعض يهملون العمل الفردي لأنهم

        يرونه حقيراً وفقيراً بالنسبة إلى الوعظ وأنه عمل غير ظاهر أو جذاب لأنه يعمل في زاوية فلا يكتسب صاحبه صيتاً أو شهرة ولكن ألا تعلم أن المسدسات الصغيرة والهادئة ذات الصوت الخافت تقتل أناساً أكثر مما تقتل المدافع التي تحدث دوياً في الفضاء كالرعد القاصف هكذا العمل الفردي الصامت الهادئ يخلص نفوساً أكثر من الوعظ المرعد. قال واعظ كبير لخادم صغير "ربما يكون هذا أمر تافه وصغير عندك أن تتحدث مع فرد عن المسيح ولكن لا تنسى أن هذا أمر عظيم وكبير عند المسيح فهو يقدر الخدمة الفردية قائلاً "بما أنكم فعلتموه بأحد إخوتي هؤلاء الأصاغر فبي قد فعلتم" فلا تحتقر يوماً الأمور الصغيرة فربما نفس واحدة تربحها يستعملها الله لجذب ألوف من النفوس كما استعمل بطرس ومودي وكيف ننجو إن أهملنا عملاً فيه خلاص لكثيرين هذا مقداره

        تعليق


        • #5
          استعداد للعمل الفردي

          -3-

          استعداد للعمل الفردي


          متى اقتنعنا بعدم إهمال العمل الفردي كأفضل وسيلة لربح النفوس فلنبدأ الآن في الاستعداد له ولكني أسمع أحدكم يهمس في أذني قائلاً "وهل يحتاج العمل الفردي إلى استعداد؟ فالوعظ يحتاج إلى استعداد أما العمل الفردي فلا يحتاج إلى أي مجهود". يقول فلتشر أن العمل الفردي يتطلب تكريساً أعمق وجلاء أكثر مما يتطلب إلقاء المواعظ ويقول بوسويه الواعظ الفرنسي الشهير "تحتاج إلى إيمان وشجاعة لتقول كلمتين وجهاً لوجه لخاطئ واحد في المقعد أكثر مما تحتاج في توبيخ ألف سامع من المنبر" وهنا لنقف متسائلين:

          كيف نستعد للعمل الفردي؟

          في العمل الفردي نحن نعمل مع أفراد من الناس ونعرفهم بالله ونرشدهم إلى ذلك بالكتاب فنحتاج أن نستعد لهذا العمل العظيم بمعرفة ثلاثة أمور وهي الناس والكتاب والله قيل أن واعظاً كان عليه أن يخاطب ابنه في حفلة رسامته فوجه إليه هذه النصيحة المثلثة "كن قريباً من الناس- كن قريباً من الكتاب- كن قريباً من الله- فتستطيع أن تقرب الناس إلى الله وهذا هو غرض الخدمة" فهذا أفضل استعداد ثلاثي للخدمة الرابحة.(1)

          اعرف الناس.

          يقول مودي "لكي تعرف شخصين ببعضهما يجب أن تعرف كليهما فرابح النفوس لا يجب أن يكون له فقط معرفة متينة شخصية بالله ولكن أيضاً بالشخص الذي يبغي أن يقوده إلى الخلاص"

          ففي عالم التجارة التاجر الناجح رابح الفلوس هو الذي يعرف الطبيعة البشرية ويفهم كيف يؤثر على عقول الناس ويختلط بهم ويجتذبهم إليه وهكذا رابح النفوس عليه أن يعرف من شعر منهم بالله ويمتزج بهم ويعاشرهم ويقوي روابط الصداقة بينه وبينهم فالمسيح ربح كثيرين لأنه كان صديقاً للعشارين والخطاة ولذا كانوا يدنون منه ليسمعوه حتى قيل عنه هذا يقبل خطاة ويأكل معهم وبولس قد اندمج مع الناس حتى صار مثلهم ليربحهم للمسيح

          فيقول "صرت لليهود كيهودي لأربح اليهود وللذين تحت الناموس كأني تحت الناموس لأربح الذين تحت الناموس وللذين بلا ناموس كأني بلا ناموس لأربح الذين بلا ناموس- صرت للضعفاء كضعيف لأربح الضعفاء" فأعرف أشخاصاً كبولس على اختلاف أنواعهم وأشكالهم ومذاهبهم وأديانهم فلا تقتصر على معرفة نوع واحد بل اعرف الجميع وكن ذا شخصية جذّابة للناس
          .

          (2) اعرف الكتاب.


          لقد قدم اسبرجن الواعظ المعروف نصيحة ذهبية لتلاميذه في كلية اللاهوت

          "كونوا قريبين دائماً من الحق الخلاصي في الكتاب" ويقول بولس عن صفات الأسقف أن يكون ملازماً للكلمة الصادقة. في قصة الوزير الحبشي التي هي نموذج للعمل الفردي أع8: 35 نرى السائل المهتم وهو الوزير الحبشي والعامل الفردي وهو فيلبس ونسخة من الكتاب وهي سفر اشعياء ففيلبس كان يعمل قليلاً مع الوزير الحبشي لو لم يكن معه نسخة من الكتاب أمامه فقيل "وابتدأ من هذا الكتاب فبشره بيسوع" فهل تعرف كيف تستعمل الكتاب في قيادة الخاطئ إلى المسيح كفيلبس.

          يقول توري توجد أربعة أشياء في الكتاب التي يجب أن يعرفها كل شخص يرغب أن يكون رابحاً للنفوس.

          (أ‌) يجب أن يعرف كيف يستعمل كتابه ليري الآخرين حاجتهم إلى مخلّص.

          (ب) يجب أن يعرف كيف يستعمل كتابه ليريهم أن المسيح هو هذا المخلّص الذي يحتاجون إليه.

          (ج) يجب أن يعرف كيف يستعمل كتابه ليريهم كيف يقبلون هذا المخلص لأشخاصهم.

          (د)يجب أن يعرف كيف يستعمل كتابه لحل كل الصعوبات التي تقف حائلاً بين الخاطئ والمسيح.
          فهل لنا إلمام تام كخدام وأعضاء بهذه الأمور الأربعة الهامة في العمل الفردي.

          إن أعظم كتاب يعلمنا كيف نربح النفوس هو الكتاب المقدس فقد قال عنه بولس لتيموثاوس "وأنك منذ الطفولية تعرف الكتب المقدسة القادرة أن تحكمك للخلاص بالإيمان الذي في المسيح يسوع. كل الكتاب هو موحى به من الله ونافع للتعليم والتوبيخ للتقويم والتأديب الذي في البر لكي يكون إنسان الله كاملاً متأهباً لكل عمل صالح" 2تي3: 15-17. فهل يوجد عمل صالح يعدنا له الكتاب نظير ربح النفوس ففيه نرى كيف ربح المسيح نفس الإمرأة السامرية وكيف حادث نيقوديموس وجذب زكا العشار وفيه ندرس الآيات الخلاصية التي تناسب الخطاة والثابتين والمرتدين والفاترين والمهملين وغير المؤمنين.

          يوجد خدام فصحاء ومقتدرون ولكنهم لا يربحون نفوساً وذلك لأنهم لا يعرفون الكتاب كما يجب بينما يوجد خدام بسطاء لم يتخرجوا من كلية لاهوتية ولكنهم يربحون نفوساً لأنهم يفحصون الكتب فمودي الواعظ الشهير لم يتخرج من مدرسة ثانوية ولكن لأن معرفة عجيبة بالكتاب المقدس فقد استعمله الله لربح نفوس عديدة فأعظم رابحي النفوس كانوا من البيروتانيين وسر نجاحهم في الخدمة هو لأنهم كانوا من الصباح إلى المساء يدرسون الكتاب فهل أنت تلميذ للكتاب هل أنت رابح نفوس؟ يقول الأسقف مول "اعرف كتابك كما يعرف الإنجليزي عاصمة بلاده لندن ونحن نقول اعرف كتابك كما يعرف المسلم قرآنه واليهودي توراته ويقول ملاخي "لأن شفتي الكاهن تحفظان معرفة ومن فمه يطلبون الشريعة لأنه رسول رب الجنود 2: 7.

          (3) اعرف الله

          اعرف الناس- اعرف الكتاب- اعرف الله وكن قريباً من المسيح فلا تقدر أن تستعد لربح النفوس فردياً بمعرفة الناس أو الكتاب فقط بل بمعرفة الله معرفة شخصية متينة وقوية فكيف تقدم شخصاً لآخر لا تعرفه وليس لك علاقة متينة معه ورابح النفوس يقدم الخاطئ إلى المسيح فيجب أن تكون له معرفة جيدة بالمسيح كمخلص وأن يتأكد من تجديده وميلاده الثاني قبل أن يسعى في خلاص غيره فباكتر يقول "يوجد كثيرون من الخدام وغيرهم ينادون بالخلاص وهم غير مخلصين وبالتجديد وهم غير متجددين.

          إن أردت أن تربح النفوس ليكن لك شركة عميقة مع المسيح حتى تقود الآخرين إليه فاصنع إليه وهو يناديك هلم ورائي فأجعلك تصير صياد الناس وادخل مدرسة المسيح وهو يعدك لصيد الناس كما أعد أندراوس الذي مكث معه يوماً فخرج وهو يعرف كيف يربح أخاه بطرس وكما فيلبس لربح نفس الوزير الحبشي لأنه كان في شركة مع الروح وكما أعد بطرس لربح ثلاثة آلاف نفس لأنه كان ممتلئاً بالروح.فعش في شركة مستمرة مع المسيح وحينئذ يكون حولك جو روحي جذاب للنفوس ولا تتحدث عن الخدمة الروحية الفضلى أيام الآحاد بينما تعيش الحياة السفلى باقي أيام الأسبوع بل كن قريباً من الله على الدوام فيبارك كل خطوة من خطواتك في الخدمة ويتقدم أمامك في كل حديث وزيارة فيعدك للكلام كما يعد الشخص الذي تتحدث معه بل يرشدك بروحه إلى من تتحدث معه كما أرشد فيلبس..

          ولكي تحفظ شركتك مع الله بدون انقطاع عليك أن تعيش بالقداسة وتترك كل خطية وتكرس نفسك تماماً للرب فالله لا يستعمل إلا الأواني الطاهرة المقدسة فإن طهر أحد نفسه من هذه يكون إناء للكرامة نافعاً للسيد مستعداً لكل عمل صالح ويقول إشعياء تطهروا يا حاملي آنية الرب. وعندما نتفرغ تماماً نمتلئ بقوة الروح والامتلاء بالروح هو خير استعداد لربح النفوس بواسطة العمل الفردي كما يقول السيد "ستنالون قوة متى حلّ الروح القدس عليكم وتكونون لي شهوداً (أع1: 8).

          في مؤتمر كهذا بمدينة نورثفيلد سنة 1895 بعدما ألقى ترمبل الواعظ خطاباً عن العمل الفردي قاد المؤتمر في الصلاة شاب يدعى ستد وهنا يسجل ترمبل هذه الكلمات "شعرت أن السماء فتحت فوقنا وكنا وجهاً لوجه مع محب النفوس ومخلصها فأثرت في حياتي قوة تلك الصلاة وقلت في نفسي من له قوة مع الله لأجل الناس لا بد أن له قوة مع الناس لأجل الله" فهل لنا قوة الصلاة في الروح في العمل الفردي؟ ونقل مع بولس أعظم رابح للنفوس.

          "لأعرفه وقوة قيامته وشركة آلامه متشبهاً بموته".

          تعليق


          • #6
            طرق للعمل الفردي



            -4-

            طرق للعمل الفردي


            بعد أن سمعنا عن العمل الفردي كأفضل وسيلة فعالة لربح النفوس وعن إهمالنا الفظيع لهذا العمل العظيم وعن الاستعداد الثلاثي للقيام به فلنبدأ في الحال في ممارسة هذا العمل الجليل وقد بقي لنا أمر أخير وهو السؤال الخطير كيف نربح النفوس فردياً؟ ولكي نجيب على هذا السؤال العملي فأول خطوة نتقدم إليها هي:

            أولاً: أن نختار الشخص الذي ترغب ربحه للمسيح

            يجب أن يكون أمامك شخص معين محدود فيوجد كثيرون الذين يشتاقون لربح النفوس ولكن لأنهم لم يختاروا نفساً واحدة ليربحوها فلذا لم ينجحوا في مسعاهم فكيف إذا نختار هذا الشخص المعين ولكي نحسن الاختيار

            أ-اطلب إرشاد الله كما يقول يعقوب 1: 5 "إن كان أحد تعوزه حكمة فليطلب من الله الذي يعطي الجميع بسخاء ولا يعير فسيعطي له" وحينئذ يرشدك الروح إلى من تذهب إليه وتتحدث معه عن المسيح له.

            ب-اختر شخصاً يسهل الوصول إليه. فأين الأشخاص الذين يسهل الوصول إليهم- أليسوا هم أولاً أفراد عائلتك من أخوة وأخوات وبنين وبنات وأزواج وزوجات وآباء وأمهات فاقرأ عن أندراوس لما وجد المسيح قيل عنه "هذا وجد أولاً سمعان" وعن الشاب المجنون لما شفي قال له المسيح "اذهب إلى بيتك وخبر بكم صنع بك الرب ورحمك" فواضح من هذا أن قصد الله هو أن نربح أولاً أفراد عائلتنا ثم بعد ذلك أصدقاءنا وزملاءنا في مكتب العمل أو من يحترف ذات الحرفة التي نعمل بها فالمحامي يربح نفس محام آخر وهكذا الطبيب والمهندس والطالب والتاجر والمزارع والصانع والعامل ولنلاحظ أن من نعمل في وسطهم يكونون من ذات العمر فالصبي يسهل عليه أن يربح نفس صبي آخر وهكذا الشاب والكهل والشيخ فليت روح الله يرشدنا اليوم إلى أشخاص معينين لنربحهم للفادي.

            ثانياً: والخطوة الثانية هي كيف تربح هذا الشخص المعين الذي أرشدك الله إليه.
            إن داود في مزمور 126: 6 يلقي علينا نوراً لامعاً في كيفية العمل الفردي الذي نجني من ورائه حصاداً وافراًً فيقول "الذاهب ذهاباً بالبكاء حاملاً مبذور الزرع مجيئاً يجئ بالترنم حاملاً حزمه".

            كيف تذهب لربح الفرد؟

            (1) اذهب إلى هذا الفرد وفي يدك كلمة الله: "حاملاً مبذر الزرع" كما ذهب فيلبس إلى الوزير الحبشي وفي يده الكتاب فالبذار هنا هي كلمة الله فإن أردنا حصاداً وافراً لنزرع البذار الصالحة وإن رغبنا في ربح النفوس لنقدم لها كلمة الله وكلمة الله لا ترجع إليه فارغة فهي كمطرقة تحطم الصخر وكنار تحرق أشواك الخطية في القلب وكسيف ماض ذي حدين نافع في حالتي الدفاع والهجوم يخترق مفرق النفس والروح ويميز أفكار القلب ونياته فتوجد واسطة واحدة فقط التي عينها الله لتبكيت الناس على الخطية ولجعلهم يروا حاجتهم إلى مخلص وأن يسوع هو هذا المخلص وعنده الواسطة هي كلمة الله- مولودين ثانية لا من زرع يفنى بل مما لا يفنى بكلمة الله الحية الباقية إلى الأبد 1بطرس1: 23

            قرأت عن شابة التي لم تكن تعرف سوى آية واحدة من الكتاب وهي "استعد للقاء إلهك" عاموس4: 12 وقد استعمل الروح القدس هذه الآية الواحدة على فم هذه الشابة لربح كثيرين إلى المسيح. لقد ذهب القس جريك الأميركي حاملاً مبذر الزرع إلى زعماء النازي في ألمانيا فرجع مترنماً فرحاً لأنه ربح نفوس أغلبهم فقد تأثروا بشدة بالآيات التي تتحدث عن الصليب ودم المسيح فخذوا سيف الروح الذي هو كلمة الله معكم في عملكم الفردي بين غير المسيحيين فتجدونه حاداً قاطعاً بتّاراً.

            (2) اذهب إليه وعلى فمك صلاة: إن عكاز أليشع لم يحدث حركة في جسم الصبي المائت ابن الشونمية فعصا التعاليم الدينية لا تؤثر في إحياء الخطاة الأموات في الذنوب والخطايا بدون مرافقتها بالصلاة ولذا لم يكتف أليشع بوضع العكاز على وجه الصبي ولكنه جاء ودخل إليه وأغلق الباب وصلى إلى الرب. فصلِّ قبل أن تكلم الخاطئ ليرشدك الله إلى ما تقول ثم صل معه منفرداً ثم صلِّ لأجله بعد أن تتركه ويجدر بكل عامل فردي أن يدون أسماء الأشخاص الذين يصلي لأجلهم في دفتر خاص يدعى بدفتر "عرش النعمة" وعليه أن يصلي لأجل كل اسم حتى ينال الخلاص ولتحوِ قائمة الأسماء أشخاصاً كثيرين من غير المسيحيين فما أقوى الصلاة في ربح النفوس فليلة واحدة قضاها القس جريك في الصلاة كانت سبباً في ربح نفوس زعماء النازي الذين سبقت الإشارة إليهم فالصلاة الغالبة تفتح القلوب المغلقة وتحمي النفوس الجامدة.

            (3) اذهب إليه وفي قلبك حرارة الحيوية: اعلم أنك تذهب إلى شخص ميت كما ذهب أليشع إلى الصبي المائت وعليك أن تهب بقوة روح الله هذا الشخص المائت الحياة فالخاطئ ميت روحياً ويحتاج إلى القيامة الحياة.

            إن احتكاك جسم أليشع الحي الحار بجسم الصبي الميت البارد كان واسطة في يد الله في إعادة الحياة ففم الصبي البارد قد مس فم النبي الحار وعينا أليشع ويداه الدافئتان قد مستا عيني ويدي الصبي الباردتين فسخن جسم الولد وهنا أليشع لم يكتف بأن يسخن جسد الصبي بل بأن ينال الحياة فعاد وتمشى في البيت تارة إلى هنا وتارة إلى هناك وصعد وتمدد عليه فعطس الصبي سبع مرات ثم فتح الصبي عينيه 2مل4: 35 فلا تكتف أيها العامل بالتأثيرات الروحية الخارجية بل يجب أن ينال الخاطئ التجديد والحياة فلنذهب عدة مرات إلى الخاطئ إلى أن يحصل على الخلاص فلا تفشل كالصياد الذي يلقي صنارته في البحر عدة مرات إلى أن تصطاد.

            لو كان أليشع جثة باردة فما نفع احتكاك جثة باردة بجسم ميت بارد فلا ترجى من وراء ذلك حياة هكذا لا ترجى فائدة من مجهوداتنا الفردية مع الخطاة الأموات إذا كنا فاترين روحياً فهل بيننا اليوم خادم كجيحزي الذي يحمل فقط عصا التعليم الباردة بدون حرارة روح الحياة وقوة الصلاة فكما كان أليشع ممتلئاً بالروح فاستعمله الله لإحياء الصبي هكذا يملأنا الله بروح الحياة حتى نحيي الآخرين ونربح الهالكين وهل ننتصر إن كنيسة فاترة باردة يستعملها الله لإحياء العالم الذي كجثة باردة فيجب أن الكنيسة بأعضائها وخدامها تلتهب بنار الروح لتبعث الحياة في عالم ميت ولنسمع المسيح يخاطب الكنيسة في هذا المؤتمر قائلاً "أنا عارف أعمالك إنك لست حاراً أو بارداً ولكن لأنك فاتر أنا مزمع أن أتقيأك من فمي- لك اسم أنك حي وأنت ميت".

            فلنصل إلى الله بكل حرارة وإيمان أن يلهب الكنيسة بنار الروح والانتعاش فتربح العالم للمسيح.

            (4) اذهب إليه وفي عينك دمعة المحبة والبكاء: "الذاهب ذهاباً بالبكاء" فلا يكفي أن تذهب وفي يدك كلمة الله وعلى فمك صلاة وفي قلبك حرارة روح الحياة بل اذهب وفي عينك دمعة المحبة والبكاء اذهب وقلبك مشتعل غيرة لخلاص الخطاة فتفيض عينك بالدموع حزناً على هلاكهم فلا توجد قوة فعالة في جذب النفوس سواء نفوس المسيحيين أو غيرهم نظير قوة المحبة فهي أبلغ من قوة اللسان وفصاحة البيان وبدونها لا يحدث تأثير كما يقول بولس "إن كنت أتكلم بألسنة الناس والملائكة ولكن ليس لي محبة فقد صرت نحاساً يطن أو صنجاً يرن" فالمحبة تربح وتنجح بينما كل شيء آخر يسقط ويفشل ولكن المحبة لا تسقط أبداً. قيل أن شخصاً بارزاً في بلاد العجم في طهران ربح للمسيح بواسطة دموع أحد المرسلين الغيورين فلغة الدموع الصامتة لهي أفصح من العظات البالغة والبراهين المقنعة القاطعة. ألم يذهب المسيح إلى أورشليم وفي عينه دمعة على الخطاة وألم يذهب إرميا إلى شعب إسرائيل وفي عينه ليس دمعة فقط بل ينبوع من الدموع وهل وصلنا إلى اختبار بولس الذي قال "اسهروا متذكرين أني لمدة ثلاث سنين لم أفتر عن أن أنذر بدموع كل واحد وأن لي وجعاً وحزناً عظيماً لا ينقطع من أجل إخوتي أنسبائي حسب الجسد".

            قيل أن توري في أحد اجتماعاته بمدينة شيكاغو قابل شخصاً غيوراً عاملاً قص عليه كيف تجدد فقال "لما كنت في شيكاغو ترددت على الكنيسة التي أنت راعيها الآن وكنت أذهب لأنتقد الحاضرين فأسمعهم يصلون في الكنيسة وخارجاً يسلكون ضد صلواتهم وكان هذا سبباً في قساوة قلبي ويوماً ما أصبت بمرض وقد قطع الأطباء كل رجاء في شفائي وقد زارني في المستشفى أحد القسوس المتقاعدين وطلب إلي إن كان يقرأ لي فصلاً من الكتاب فأجبته لا مانع وبعد نهاية القراءة طلب إلي إن كان يصلي معي فقلت نعم كما تريد ولما ركع القس يصلي كنت أراقبه من زاوية عيني فرأيت لدهشتي دمعة تنحدر على وجهه فقلت في نفسي هنا شخص لا يعرفني وأنا غريب عنه وها هو يبكي على نفسي الهالكة فهذه الدمعة كان لها تأثير بالغ في نفسي دفعني إلى قبول المسيح كمخلص" فهل اختبرنا صدق هذه الحقيقة في خدمتنا "إن الذين يزرعون بالدموع يحصدون بالابتهاج".

            (5) اذهب إلى المؤمنين وليس فقط إلى الخطاة. فكم يوجد من المؤمنين الفاترين الذين يحتاجون أن نعمل معهم عملاً فردياً لإنعاش حياتهم وإرجاع غيرتهم الأولى فربح النفس ليس عملاً أفضل أو أهم من أن تقود مؤمناً إلى شركة أعمق مع المسيح وليس العبرة بعدد الجنود الجدد ولكن بعدد الجنود المدربين العاملين فالحاجة في الكنيسة اليوم ماسة ليس إلى ربح نفوس أكثر فقط ولكن إلى تحسين حياة الأعضاء الروحية وتقويتها وإنعاشها فلنبدأ عملاً فردياً مع أعضاء الكنائس الذين فترت محبتهم وانطفأت غيرتهم والمطلوب اليوم في خدمة المسيح ليس أشخاصاً أكثر عدداً ولكن شخصيات أكثر تكريسا ًللمسيح.

            (6) إن كنت لا تستطيع الذهاب إلى بعض الأفراد فاستعمل البريد كطريقة من طرق التبشير فيمكنك أن ترسل خطابات روحية لأصدقائك فقد ربح كثيرون من زعماء المسيحية بواسطة خطابات كهذه فترمبل زعيم العمل الفردي قد قبل المسيح مخلّصاً بواسطة رسالة من صديق له كان لها وقع شديد في نفسه فلنكرّس أقلامنا للرب وما أعظم قوة القلم المكرّس فربما خطاب يؤثر في نفس أكثر مما تؤثر فيها المواعظ وقد تعبر عن أفكارنا بالقلم أكثر مما نعبر باللسان وتوجد طريقة أخرى للوصول إلى النفوس البعيدة وهي إرسال النبذ الدينية الخلاصية وبعض الأجزاء من الكتاب المقدس فقد خلص بهذه الكيفية كثيرون من المسيحيين وغيرهم فلنستعمل كل الطرق التي تؤدي إلى ربح النفوس.

            (7) وأخيراً درّب أعضاء كنيستك على الذهاب فلا تذهب أيها الخادم بنفسك فقط ولكن درّب آخرين معك. قال مودي: "إنه أفضل أن يقوم عشرة أشخاص بعمل ما من أن يقوم شخص واحد بعمل هؤلاء العشرة" فواحد يطرد ألفا واثنان ربوة. ابدأ حلقة في كنيستك للصلاة والعمل الفردي ولتجتمع هذه الحلقة بمنزل الراعي مرة كل أسبوع للصلاة ودرس الكلمة على ضوء العمل الفردي وليستخدم الراعي هؤلاء المتطوعين بعد كل خدمة صباح أحد أو بعد مدرسة الأحد أو بعد خدمات المساء أو الاجتماعات الانتعاشية في مقابلة الأفراد المتأثرين وربحهم للمسيح فإن كل عظة يجب أن تتبع بالعمل الفردي لتكون منتجة مؤثرة لا في النفوس.يقول اسبرجن إن أغلب الذين يخلصون في كنيسته هم الذين يحادثهم أعضاء المكرّسون للخدمة حديثاً فردياً بعد كل عظة يلقيها وكان يحث أعضاء كنيسته على الدوام على العمل الفردي وهنا اختبار آخر للواعظ توري يؤيد تلك الحقيقة وهو أنه بعد ما ألقى عظة في سدني باستراليا على جمهور يبلغ عدده نحو خمسة آلاف وكان بين السامعين رجل مثقف معه زوجته لم يتأثرا من عظته التي استغرقت نحو الساعة إن شخصاً من الحاضرين ومن طبقة العمال رآهما وهما يخرجان من الكنيسة فقال في نفسه يجب أن أكلّم هذين الشخصين عن الخلاص وبعد أن تردد في نفسه قليلاً ذهب إليهما وقلبه يتقد غيرة على ربح نفسيهما وفي مدة عشر دقائق سلّما قلبيهما للمسيح فهل يوجد بين أعضاء كنائسنا من لهم هذه الغيرة الوقادة والاستعداد الروحي لربح النفوس وهل لنا في كنائسنا فرقة مدربة للعمل الفردي أو هل نعمل وحدنا دون مساعدة الأعضاء فنفشل في كثير من الأحيان ولا توجد طريقة بها تنتعش الكنائس الفاترة إلا بتدريب أعضائها على العمل الفردي وبذلك تصبح الكنيسة عاملة ومبشرة وألا تموت. قدم رجل عجوز نصيحة ثمينة لشاب فقال له "إن أردت أن تحفظ حياتك الروحية في إنعاش مستمر فكلّم الله كل يوم بالصلاة مدة ربع ساعة ودع الله يكلمك كل يوم ربع ساعة بمطالعة الكلمة وكلّم الآخرين كل يوم عن الله مدة ربع ساعة".

            نادي الصيادين

            في يوم ما ذهب شخص لأميركا منذ بضعة أعوام زار كنيسة إنجيلية بمدينة شيكاغو وبعدما طاف بقاعة الكنيسة والغرف المحيطة بها قال له الراعي هلم فأريك نادي الصيادين فقال له مندهشاً وماذا تقصد بنادي الصيادين فأجابه سوف تراه الآن وهنا تقدم بكل شجاعة نحو اثني عشر شاباً إلى المنبر وتكلم كل واحد منهم بكل غيرة وحماس عن النفوس التي ربحها الشهر الفائت من بين السكيرين والمقامرين والفجّار والأشرار وهنا قال له هذا هو نادي الصيادين وهذا هو شعاره "هلم ورائي فأجعلكما تصيران صيادي الناس". فهل تؤسس في كنائسنا بالبلاد العربية نواد كهذه للخلاص عوضاً عن نوادي الهلاك المنتشرة في بلادنا للمسكر ولعب القمار الفتاك.

            تعليق


            • #7
              الخاتمة



              الخاتمة

              إن ذهبت أيها القارئ إلى الخاطئ وفي يدك كلمة الله وعلى فمك صلاة وفي قلبك روح الحياة وفي عينيك دمعة المحبة والبكاء حينئذ ترجع بالترنم حاملاً حزمك من النفوس المخلّصة وتفرح كما يفرح الراعي الذي يرجع وعلى منكبيه خروفه الضال..

              فلا يوجد فرح يعادل الفرح بخلاص النفوس فهو جزء من أفراح السماء التي تفرح بخاطئ واحد يتوب فهل اختبرت فرح الخدمة وهل تقدر تقول مع بولس "لست احتسب لشئ ولا نفسي ثمينة عندي حتى أتمم بفرح سعيي والخدمة التي أخذتها من الرب يسوع"


              إنني أخاف أن بعضنا اختبر فقط أتعاب الخدمة وفشلها وليس مجدها وفرحها فيقول مع سمعان "يا معلم قد تعبنا الليل كله ولم نمسك شيئاً وقد صرفنا سنوات في الخدمة ولم نربح نفوساً فلنسمع المسيح يقول لنا اليوم ما قاله للتلاميذ "ابعدوا إلى العمق وألقوا شباككم للصيد" ابعدوا إلى عمق معرفة الناس ومعرفة الكتاب ومعرفة الله- أبعدوا إلى عمق الشركة مع الله فتصيروا صيادي الناس-

              لنجرب العمل الفردي كأفضل وسيلة لربح النفوس فهو عمل العضو والخادم على السواء ولنذهب لأجل الضال حتى نجده فنرجع فرحين قائلين "لقد عظم الرب العمل معنا وصرنا فرحين قائلين إنني لا أسألك اليوم إن كنت عضواً أو مبشراً أو واعظاً أو راعياً ولكن هل أنت رابح نفوس؟- هل أنت صياد للناس؟ فهذا عمل كل مسيحي متجدد قد اختبر الخلاص وامتلأ بالروح القدس.


              نحن في مكان ما مثلا نحو مائة شخص فلو كرّسنا نفوسنا تماماً للخدمة عن طريق العمل الفردي الذي أهملناه زمناً وعزمنا أن لا يمر يوم من حياتنا دون أن نسعى لربح نفس واحدة للمسيح فإني أؤكد لكم أننا نربح ألوفاً وربوات من سكان هذه البلاد ويحضرني هنا قول يوحنا وسلي "أعطوني مائة شخص مكرسين تماماً للمسيح لا يكرهون شيئاً سوى الخطية ولا يحبون شيئاً سوى الله وإني أربح بهم العالم للمسيح في زمن قصير.

              هل تسمع صوت الفرد المشتاق إلى معرفة طريق الخلاص يرن في آذانك اليوم كما سمعه فيلبس قديماً قائلاً "كيف يمكنني أن لم يرشدني أحد"
              وهل تلبي هذا النداء قائلاً مع إشعياء
              "هأنذا أرسلني".

              تعليق


              • #8
                مشاركة: العمل الفردي..كوسيلة لربح النفوس

                موضوع جميل جداً
                و أرجو أن لا ننسى جميعنا أن ما عرفناه في مدارس الأحد يصلح مع روح الصلاة والغيرة والمحبة الصادقة لبداية قوية للعمل الفردي.
                لا تتكاسل أخي المؤمن.
                قم وانهض وأعمل العمل الفردي؛ إنه الكرازة الفردية والبشارة الفردية وربح النفوس؛ المهم أن تقوم وتخدم و لا تتكاسل. فالشيطان يعمل ليل نهار وينبغي علينا أن لا نقل عنه في النشاط والعمل ونحن أصحاب الرسالة الحق والضمان ونمتلك قوة روح الله ومعنا الحماية والأمان في وعد المسيح الأعظم؛ وها أنا معكم كل الأيام إلي إنقضاء الدهر.
                وعايز كمان أطمن الخايف إنه لا يوجد في أي قانون ما يمنع الحديث الفردي بين أثنين وهي ليست جريمة أو جنحة أو أي نوع من المخالفة.يسألونك عن سبب الرجاء الذي فيك.... وكمل إنت بقى....
                سلام
                القس / الفريد فائق صموئيل
                قسيس إنجيلي

                D. Min. Studies, Fuller

                تعليق


                • #9
                  مشاركة: العمل الفردي..كوسيلة لربح النفوس

                  موضوع جميل [i][quote]جداا

                  تعليق


                  • #10
                    مشاركة: العمل الفردي..كوسيلة لربح النفوس

                    والأجمل لنا جميعاً أن نقوم نحن بالعمل الفردي وننقذ نفوس من الخطية والهلاك؛ ليحصلوا على الخلاص وضمان الحياة الأبدية.
                    القس / الفريد فائق صموئيل
                    قسيس إنجيلي

                    D. Min. Studies, Fuller

                    تعليق


                    • #11
                      مشاركة: العمل الفردي..كوسيلة لربح النفوس

                      الرب يباركك حضرة القس واضافتك المميزة

                      تحياتي

                      تعليق


                      • #12
                        مشاركة: العمل الفردي..كوسيلة لربح النفوس

                        في قسم (درس كتاب و شخصيات كتابية) هناك دراسة كتبتها عن ( الكرازة والعمل الفردي) أرجو الاطلاع عليها.
                        سلام المسيح معكم
                        القس / الفريد فائق صموئيل
                        قسيس إنجيلي

                        D. Min. Studies, Fuller

                        تعليق


                        • #13
                          مشاركة: العمل الفردي..كوسيلة لربح النفوس

                          موضوع رائع نحتاج اليه فى هذه الايام الرب يبارك حياتك .انا اعرف منذ فترة طويلة شغفك لربح النفوس لكن لى ملاحظة صغيرة فى هذا المجال :
                          ليس كل فرد يصلح للعمل الفردى فيجب على من يقوم بهذه الخدمة ان يكون بلا لوم من ناحية السلوك .حتى لا تلام الخدمة .
                          ان يكون العمل الفردى من ذات الجنس :اى ان يكون الاخ مع اخ و الاخت مع اخت.و فى حالة زيارة البيوت لا تتكلم مع الجنس الاخر مهما كانت المبررات .و اذا سؤؤلت اى سؤال من الجنس الاخر حول الموضوع إلى واحد من ذات الجنس .حتى لا تكون هناك شكاية من الشيطان على الخدمة .لان الرب طلب منا ان نكون حكماء كالحيات و بسطاء كالحمام
                          و الرب معكم و يستخدم هذه المحاضرة لمجد اسمه
                          مرة اخرى شكرا يا قسيس و الرب يبارك خدمتك فى كل مكان توجد فيه
                          وحيد جرجس

                          تعليق


                          • #14
                            مشاركة: العمل الفردي..كوسيلة لربح النفوس

                            الأخ وحيد جرجس
                            أراؤك صحيحة وأؤيدها
                            ولم يقل أحد ـ في المنتدى عن هذا الموضوع ـ غير ما قلت
                            الرب يباركك
                            سلام المسيح معك
                            القس / الفريد فائق صموئيل
                            قسيس إنجيلي

                            D. Min. Studies, Fuller

                            تعليق


                            • #15
                              مشاركة: العمل الفردي..كوسيلة لربح النفوس

                              موضوع شيق وبامكان كل شخص العمل على ذلك شكرا لجهودك

                              تعليق

                              من قاموا بقراءة الموضوع

                              تقليص

                              الأعضاء اللذين قرأوا هذا الموضوع: 0

                                معلومات المنتدى

                                تقليص

                                من يتصفحون هذا الموضوع

                                يوجد حاليا 1 شخص يتصفح هذا الموضوع. (0 عضو و 1 زائر)

                                  يعمل...
                                  X