أن تصبحين أما
كنا نجلس معا لتناول الطعام عندما
ذكرت ابنتى عارضا أنها تفكر هى
وزوجها بالبدأ فى تكوين عائلة
وقالت وهى تكاد تضحك " ونحن نجرى بحثا حول ذلك "
" ألا تعتقدين أنه يجب على أن أنجب طفلا "
فأجبتها فى حذر ، وأنا أحتفظ بنبرة صوتى محايدة
" أنه سيبدل حياتك ".
فقالت " أنا اعرف ، أنه لن يكون هناك نوم
لفترات إضافية أيام العطلات الإسبوعية ، ولا أجازات ترفيهية .. "
لم يكن ذلك الذى عنيته على الاطلاق . ونظرت
لإبنتى ، محاولة تقرير ما أقوله لها
فأنا أريد لها أن تعرف ، الذى لن تتعلمه أبدا
فى فصول الإعداد للأمومة . أريد أن أقول لها أن
جراح الولادة التى فى الجسد ستشفى ،
ولكن كونها تصبح أما سيترك بها
جرحا عاطفيا متجددا ، حتى أنها
ستكون عرضة للالم على الدوام .
وفكرت أن أحذرها أنه لن يمكنها ثانية
أن تقرأ مجلة من غير ان تتساءل
" ماذا لو كان هذا إبنى ؟ " ستتطاردها المخاوف
عند تحطم أية طائرة أو احتراق أى منزل
وعند رؤيتها صورة لطفل يتضور جوعا فى
مجاعة ، ستتسائل أى شئ أسوا من
أن تراقبى إبنك وهو يحتضر ؟
نظرت لأظافرها المعتنى بها بالمانكير
وفستانها الذى على أحدث موضة وقلت مهما كانت
هى الآن متزينة متحذلقة ، فكونها تصير أما
سيرجع بها الى مستوى بدائى
لشخص يحاول حماية كوب يحمله !!
كأم سماعها لاستغاثةعاجلة ، يجعلها
تسقط من يدها ما تصنعه من حلوى أو أحسن
ما لديها من وعاء كريستال بدون لحظة ترد
أحسست أنه يجب على أن أخبرها ، أنه مهما
كان عدد السنين التى استثمرتها فى مهنتها ،
فإنها من ناحية الإحتراف ستخرج حتما عن خطها بواسطة امومتها
لابد أنها ستدبر رعاية مناسبة لطفلها
ولكن مرة ستكون فى اجتماع عمل هام جد
ومع ذلك ستفكر فى رائحة طفلها الطيبة
وستحتاج لتستخدم كل قطرة
لديها من ضبط النفس لكى لا تترك الإجتماع وتسرع للمنزل
لمجرد أن تطمئن أن طفلها بحال طيبة .
أريد لأبنتى أن تعرف أن القرارات اليومية العادية
لن تكون روتينية بعد ذلك
لأن طفل عمره 5 أعوام يرغب
فى الذهاب الى دورة مياه الرجال وليس السيدات
فى محل عام ، سيسبب لها حيرة شديدة .
لأنه فى مثل هذا المكان ، ووسط قعقعة صوانى الطعام
وصراخ الأطفال ، فإن مواضيع الإعتماد على النفس
والإحساس بالرجولة ستقاس مقابل
احتمال تحرش آخرين به .
ومهما كانت صاحبة قرار فى عملها
ستكون صاحبة احتمالات آخرى ورأى ثان دائما كأم .
ونظرت الى ابنتى الجميلة ، وأردت أن
أطمئنها أنها ستفقد ما ستزيده من الوزن بسبب الحمل ،
ولكنها لن تشعر بنفسها كما كانت أبدا
لأن حياتها التى هى الآن مهمة جداً
ستصبح لديها أقل قيمة بمجرد أن يكون لها ابن .
لأنها يمكنها أن تقدمها فى لحظة لكى تنقذ
ذريتها ، ولكنها مع ذلك ستتمنى أن يطول عمرها
ليس لتحقق أحلامها الخاصة ، ولكن لتشاهد
طفلها يحقق أحلامه .
أريد لها أن تعرف أن جرح عملية قيصرية
أو وجود علامات انتفاخ البطن اللامعة ، سيسصيران شارات للمجد
وإن علاقتها بزوجها ستتغير ،
ولكن ليس بالطريقة التى تفكر هى فيها . رغبت لو أنها تستطيع أن تعرف
كم هى ستحب رجلا يكون معتنيا
بتغيير الغيارات للطفل ، والذى لا يتردد مطلقا
فى اللعب مع ابنه ، أنا أعتقد أنها يجب أن تعرف
أنها ستقع فى حبه من جديد لأسباب
تراها هى الآن أنها غير شاعرية بالمرة !! .
أريد أن ابنتى تستطيع أن تحس بالترابط الذى
ستشعر به مع النساء الاخريات عبر التاريخ واللاتى
حاولن إيقاف حرب ، أو منع القيادة المتهورة أولمن هم مسطولون.
أنا آمل أن تدرك ، كيف أننى افكر
بمنطقية فى معظم المواضيع ، ولكننى أصبح
مؤقتا غير عاقلة وأنا أناقش تأثيرات خطر
حرب نووية على مستقبل أطفالى .
أنا أرغب فى أن أصف لإبنتى مقدار البهجة والإنتعاش
التى ستحس بهما وهى ترى ابنها يتعلم قيادة الدراجات
أريد أن أمسك لها بضحكة صغير من القلب
وبطنه تهتز من الضحك وهو يلمس لأول مرة
فراء كلب أو قطة !! .
أريد لها أن تتذوق الفرح الحقيقى
الذى هو يؤلم فعليا
نظرة ابنتى المستغربة ، حعلتنى أدرك
أن الدموع قد تكونت فى عيناى
فقلت لها أخيرا " أنك لن تندمى أبداً "
ثم مددت يدى عبر المنضدة ، واخذت بيدها بين يدىّ
ورفعت صلاة صامتة من أجلها ،
ومن أجلى ، ومن أجل كل أم فمع كوننا من الأموات
ونتعثر فى خطواتنا ، لكننا نؤدى أعذب الرسالات
هذه العطية المباركة من الله .. أن تصبحين أماً .
وصلتنى بالبرد الالكترونى
كنا نجلس معا لتناول الطعام عندما
ذكرت ابنتى عارضا أنها تفكر هى
وزوجها بالبدأ فى تكوين عائلة
وقالت وهى تكاد تضحك " ونحن نجرى بحثا حول ذلك "
" ألا تعتقدين أنه يجب على أن أنجب طفلا "
فأجبتها فى حذر ، وأنا أحتفظ بنبرة صوتى محايدة
" أنه سيبدل حياتك ".
فقالت " أنا اعرف ، أنه لن يكون هناك نوم
لفترات إضافية أيام العطلات الإسبوعية ، ولا أجازات ترفيهية .. "
لم يكن ذلك الذى عنيته على الاطلاق . ونظرت
لإبنتى ، محاولة تقرير ما أقوله لها
فأنا أريد لها أن تعرف ، الذى لن تتعلمه أبدا
فى فصول الإعداد للأمومة . أريد أن أقول لها أن
جراح الولادة التى فى الجسد ستشفى ،
ولكن كونها تصبح أما سيترك بها
جرحا عاطفيا متجددا ، حتى أنها
ستكون عرضة للالم على الدوام .
وفكرت أن أحذرها أنه لن يمكنها ثانية
أن تقرأ مجلة من غير ان تتساءل
" ماذا لو كان هذا إبنى ؟ " ستتطاردها المخاوف
عند تحطم أية طائرة أو احتراق أى منزل
وعند رؤيتها صورة لطفل يتضور جوعا فى
مجاعة ، ستتسائل أى شئ أسوا من
أن تراقبى إبنك وهو يحتضر ؟
نظرت لأظافرها المعتنى بها بالمانكير
وفستانها الذى على أحدث موضة وقلت مهما كانت
هى الآن متزينة متحذلقة ، فكونها تصير أما
سيرجع بها الى مستوى بدائى
لشخص يحاول حماية كوب يحمله !!
كأم سماعها لاستغاثةعاجلة ، يجعلها
تسقط من يدها ما تصنعه من حلوى أو أحسن
ما لديها من وعاء كريستال بدون لحظة ترد
أحسست أنه يجب على أن أخبرها ، أنه مهما
كان عدد السنين التى استثمرتها فى مهنتها ،
فإنها من ناحية الإحتراف ستخرج حتما عن خطها بواسطة امومتها
لابد أنها ستدبر رعاية مناسبة لطفلها
ولكن مرة ستكون فى اجتماع عمل هام جد
ومع ذلك ستفكر فى رائحة طفلها الطيبة
وستحتاج لتستخدم كل قطرة
لديها من ضبط النفس لكى لا تترك الإجتماع وتسرع للمنزل
لمجرد أن تطمئن أن طفلها بحال طيبة .
أريد لأبنتى أن تعرف أن القرارات اليومية العادية
لن تكون روتينية بعد ذلك
لأن طفل عمره 5 أعوام يرغب
فى الذهاب الى دورة مياه الرجال وليس السيدات
فى محل عام ، سيسبب لها حيرة شديدة .
لأنه فى مثل هذا المكان ، ووسط قعقعة صوانى الطعام
وصراخ الأطفال ، فإن مواضيع الإعتماد على النفس
والإحساس بالرجولة ستقاس مقابل
احتمال تحرش آخرين به .
ومهما كانت صاحبة قرار فى عملها
ستكون صاحبة احتمالات آخرى ورأى ثان دائما كأم .
ونظرت الى ابنتى الجميلة ، وأردت أن
أطمئنها أنها ستفقد ما ستزيده من الوزن بسبب الحمل ،
ولكنها لن تشعر بنفسها كما كانت أبدا
لأن حياتها التى هى الآن مهمة جداً
ستصبح لديها أقل قيمة بمجرد أن يكون لها ابن .
لأنها يمكنها أن تقدمها فى لحظة لكى تنقذ
ذريتها ، ولكنها مع ذلك ستتمنى أن يطول عمرها
ليس لتحقق أحلامها الخاصة ، ولكن لتشاهد
طفلها يحقق أحلامه .
أريد لها أن تعرف أن جرح عملية قيصرية
أو وجود علامات انتفاخ البطن اللامعة ، سيسصيران شارات للمجد
وإن علاقتها بزوجها ستتغير ،
ولكن ليس بالطريقة التى تفكر هى فيها . رغبت لو أنها تستطيع أن تعرف
كم هى ستحب رجلا يكون معتنيا
بتغيير الغيارات للطفل ، والذى لا يتردد مطلقا
فى اللعب مع ابنه ، أنا أعتقد أنها يجب أن تعرف
أنها ستقع فى حبه من جديد لأسباب
تراها هى الآن أنها غير شاعرية بالمرة !! .
أريد أن ابنتى تستطيع أن تحس بالترابط الذى
ستشعر به مع النساء الاخريات عبر التاريخ واللاتى
حاولن إيقاف حرب ، أو منع القيادة المتهورة أولمن هم مسطولون.
أنا آمل أن تدرك ، كيف أننى افكر
بمنطقية فى معظم المواضيع ، ولكننى أصبح
مؤقتا غير عاقلة وأنا أناقش تأثيرات خطر
حرب نووية على مستقبل أطفالى .
أنا أرغب فى أن أصف لإبنتى مقدار البهجة والإنتعاش
التى ستحس بهما وهى ترى ابنها يتعلم قيادة الدراجات
أريد أن أمسك لها بضحكة صغير من القلب
وبطنه تهتز من الضحك وهو يلمس لأول مرة
فراء كلب أو قطة !! .
أريد لها أن تتذوق الفرح الحقيقى
الذى هو يؤلم فعليا
نظرة ابنتى المستغربة ، حعلتنى أدرك
أن الدموع قد تكونت فى عيناى
فقلت لها أخيرا " أنك لن تندمى أبداً "
ثم مددت يدى عبر المنضدة ، واخذت بيدها بين يدىّ
ورفعت صلاة صامتة من أجلها ،
ومن أجلى ، ومن أجل كل أم فمع كوننا من الأموات
ونتعثر فى خطواتنا ، لكننا نؤدى أعذب الرسالات
هذه العطية المباركة من الله .. أن تصبحين أماً .
وصلتنى بالبرد الالكترونى
تعليق