إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

المسيح يقتل رمياً بالرصاص

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • المسيح يقتل رمياً بالرصاص

    المسيح ... يقتل رمياً بالرصاص

    يرويها لكم: عماد حنا


    - أوقف البريمة يا ديفيد ... أسمع صوت رجل يستغيث من باطن الأرض
    كانت صيحة رئيس العمال مدوية، مع حركة سريعة في اتجاه البريمة التي كانت تدور كالمجنونة متجهة إلى باطن الأرض، ولكنها استمرت تشق طريقها في إصرار داخل باطن الأرض، قبل أن يفصل الكهرباء من البريمة ... كان هذا الموقع واحد من أحد مواقع البناء المنتشرة في أنحاء ولاية ميامي، كان البناء في مراحله الأولى، إذا كانوا يحفرون الأرض باستخدام البريمة تمهيداً لوضع خوازيق الخرسانة المسلحة، ولكن صرخات من باطن الأرض الطينية أوقف العملية كلها ... مما جعل رئيس العمال يسرع بإيقاف العمل، ولكن في الواقع لقد كانت صرخة متأخرة جداً إذ أنه عندما أعاد رئيس العمال البريمة إلى أعلى، رجعت البريمة الحديدية وبها آثار من أشلاء ودماء رجل كان مدفون داخل صندوق خشبي في تلك الأرض، وكان من الواضح أنه دفن حياً قبل دقائق قليلة من بدء العمل، إذ كان الرجل مصاباً بطلق ناري ويصارع مع الحياة إلى أن أتت تلك البريمة وقضت على هذا الصراع تماماً.
    راح الرجال يحفرون كالمجانين في الأرض الرخوة، ليظهر أخيراً رجل داخل الصندوق، وبطنه ممزقة تماماً
    - إنه الأب مايك
    نظر رئيس العمال الى المتكلم الشاب
    - هل تعرفه؟
    نظر اليه الشاب في أسي، وقال
    - ومن لا يعرف الأب مايك أوليفرا؟!!
    ***
    وقف الملازم هوريشيو ينظر إلى الجثة في تساؤل، وعلامات الاستفهام تعلو وجهه .. فكيف وصلت الجئة إلى باطن الأرض قبل بدء العمل، وكيف وضع هذا الرجل حياً في هذا الصندوق؟! ... ولم يبق هوريشيو مندهشاً طويلاً ولكنه بدأ هو ورجاله العمل، وسرعان ما تكشفت الحقائق من خلال جمع الأدلة.
    اكتشف فريق هوريشيو أن الرجل ضرب بالرصاص في صدره، وبعد ان فقد وعيه لسبب ما لم يُترَك على الأرض بل وضع في صندوق ودفن في موضع البناء هذا ... وكل هذا أثار تساؤل هوريشيو، لماذا؟ ... في هذه المدينة الممتلئة برجال العصابات كثيرا ما يقتلون قتلاهم ويتركونهم ملقون على الأرض دون أي محاولة لعمل أي شيء بل سريعاً ما يلوزون بالفرار، فلماذا كلف القاتل نفسه عناء دفنه!!
    وبدأت رحلة التحريات، لمعرفة هوية هذا الرجل المسمى الأب مايك، وكانت البداية في بيته.
    ***
    اتجه هوريشيو الى منزل الأب مايك ليجد أحد الشباب ويدعي "فريدي" يعيش هناك، ومن تحرياته عرف أن وجود شباب يعيشون في منزل الأب أمر طبيعي جداً في حياته، وهو شبه دائم، فقد فتح الأب مايك بيته لجيل كامل من الشباب، بعد أن دخل وسطهم وأحبهم وأحبوه، ومن خلال محبته أستطاع أن يعرفهم بأعظم شخص قادر على التغيير، شخص السيد المسيح له كل المجد. فتغير هؤلاء الشباب، ومنهم من احتاج الى سكن أو أحتاج أن يهرب من سيطرة رجال العصابات المسيطرين على المدينة.
    في الواقع أجد أنه قبل أن نسترسل في سرد القصة يجب أن نحكي ظروف ولاية ميامي، ففي ولاية ميامي بعض المقاطعات والمناطق مثل منطقة "ويليس درايف" تلك المنطقة التي اختار أن يعيش فيه الأب مايك، وهي منطقة شعبية، تعج بتجار المخدرات والسموم بكل أنواعها، يجوب بها رجال العصابات الذين انهكوا رجال المباحث بأساليبهم الملتوية، وخوف الناس منهم حيث إذا قتل شخص ما في الشارع أمام الناس جميعاً يكون الأمر أمام البوليس ان أحداً لم يشاهد شيئاً.
    ورجال العصابات مدربون على استخدام الفتية المراهقين وذلك لأن هؤلاء الفتية يغلب عليهم طابع الأسر المفككة، التي غالباً لا تحتوي على الأبوين معاً، فيعيشون بصورة بهيمية ويحتاجون دائماً الى قدوة ورفقة، لذلك من السهل على رجال العصابات استقطاب هؤلاء المراهقون.
    ولكن تغير الوضع كثيراً منذ بدأت خدمة الأب مايك، إذ ركز خدمته على توصيل رسالة المسيح لشباب الشوارع، ويفتح بيته لمن يريد الملجأ، لذلك حصد الأب مايك محبة الفتيان، وكراهية رجال العصابات. إذ فقدوا مركزهم، وفقدوا زبائنهم وتجارهم في آن واحد، بل أن الأب مايك أتجه إلى رجال العصابات أنفسهم يعظهم ويساعدهم على التغير ويدبر لهم المشاريع والأعمال البديلة لما يعملونه، لذلك كان من الطبيعي أن هذا الرجل يقتل!!
    كان الأب مايك مسيحاً يسير في ميامي، مستعداً للموت في أي لحظة، كان الهدف أمامه أكبر من حياته، ورؤيته هي الهدف الذي يسير لأجله، والآن ها هو قد مات بطلقة في صدره.
    عرف هوريشيو كل هذا ببساطة، وعلى غير العادة برز أمام هوريشيو بعض شهود العيان، فها هي فتاة تظهر فجأة وتعترف أنها شاهدت الأب المحترم وهو يقتل، بل وترشد عن مسرح الجريمة الرئيسي، بعد أن تغير مكانه بعملية الدفن هذه، ولكنها ببساطة أرشدت عن المكان الذي قتل فيه بالفعل، وأيضاً برز بسهولة أسم شخص خرج من السجن من أسبوع واحد كان الأب مايك قد تسبب في سجنه، وبسرعة غير طبيعية قبض على هذا الشاب وأسمه "سالازار". ويبدو أن القضية أسهل من تصورات هوريشيو.
    ***
    وواجه "هوريشيو" رجل العصابات الخطير "سالازار" وبداخله تأكيد تام أنه وراء مقتل الأب مايك، ولكنه فوجيء باستعداد سالازار الكلام، بل وفاجأه بهذه البداية
    - سيدي الملازم، كان لابد أن أراك، ولكن ما كنت أستطيع أن آتي اليك بنفسي، كان يجب أن تقبض علي، لأني أريد أن أتحدث معك.
    - هل تريد أن تقول ...
    - أنا الذي أرسلت لك كل المعلومات اللازمة لتقبض علي.
    - لماذا لم تأتي الي ببساطة
    - تأكد أني على باب القسم سأقتل بالرصاص .. هل تريد من رجل أفنى حياته في ترويج المخدرات واغتصاب الفتيات وترويع الناس ان يتجه ببساطة الى الأمن؟ الانقلاب على العصابات في ميامي ممنوع .. اننا دائما في طريق واحد ... من يدخله لن يخرج منه ابداً
    - وماذا تريد أن تقول
    - أريد أن أخرج من هذا الطريق ... ولن يتم هذا الا بتدمير العصابة تماماً ... وهذا هو هدفي. . هل تثق في
    ابتسم هوريشيو ساخراً، ولم يرد على سؤاله ولكنه بادره بسؤال آخر
    - لماذا اخترتني أنا بالذات؟
    لمعت عينا سالازار وقال بحماس:
    - لأني أعرفك، لي صديق سجين اتهم بقتل سجين آخر ... وفي كل أمريكا هذا الموضوع لا يهم، لايهم أن تقضي الحيوانات على بعضها البعض، ولكنك كنت مختلف، لم تعتبر السجين مجرد حيوان، بل بحثت وأعطيته العدل
    فكر هوريشيو قليلا ثم قال ساهماٍ
    - "توبي هانز"
    - أجل هو، لقد كان شابا جيداً ولكنه وهو يدافع عن نفسه اضطر لقتل زميله،
    فترة من الصمت قطعها هوريشيو
    - انا لازلت أهتم بالأب مايك، وأنت لم تكلمني مطلقاً عن تلك الحادثة، ومعلوماتي أن بينك وبين الأب مايك عداوة كبيرة تسببت في النهاية لدخولك السجن
    - تقصد كنت
    - معذرة ... لم أفهم
    - كنت على عداوة معه، فهو بالفعل سبب دخولي للسجن ولكن بعد أن دخلت السجن بدأ يزورني في السجن، وفيه تعلمت المحبة الحقيقية، عرفت أنه يمكن ان تكون لحياتي قيمة ومعنى هدف، معه وجدت نفسي وعرفت أن هناك ما يجعلني أفرح بعيدا عن المخدرات ... عرفت المسيح. سلمت حياتي له وشعرت بروحه القدوس يسكن بداخلي فيغير من كل أهداف حياتي.
    برقت عينا هورشيوا وهو يسمع، وينظر الى زميله المحقق ليرى الانطباع الذي عليه، ولكن الزميل لا يعلق ... فيكمل سالازار كلامه
    - لقد عشت فتررة جميلة في السجن رغم قساوتها، ولكن انتهت فترة سجني، والآن بعد أن خرجت من سجني كان لابد أن أرجع للعصابة من جديد،
    - لماذا؟ اعلن تمردك وسأساعدك
    - سأقتل، وايضا لن أكون مفيدا وأنا في الخارج، أني أريد أن أهدم كيان الشر من الداخل، أقدم لكم رؤوسهم، لقد استطاعوا قتل أبي، الأب مايك هو أبي الذي لم أعرفه مطلقاً، لذلك لابد أن أسير مثل أبي.
    - قالوا أن الأب مايك مسيحاً قتل بالرصاص، ألا تتوقع أن تكون مثله
    - أتوقع، ولا أهتم، على الأقل سألتقيه سريعاً
    نظر هوريشيو مرة أخرى الى وجه زميله الخالي من أي تعبير، ثم قال عبارة واحدة أنهت هذا الموضوع.
    - سأثق بك يا سالازار، ولكن لا تجعلني أندم على ثقتي هذه.
    ***
    من هذا الوقت اتخذت التحريات منهجاً آخر، وبدأ هوريشيو يرى نتاج خدمة الاب مايك في الشباب، وأيضا نتاج خدمة رجل العصابات سالازار في الايقاع بالعصابة فرداً وراء آخر.
    عرف هوريشيو من قتل الأب مايك، لقد كان فريدي الذي تركه الأب يسكن معه، قتله لكي يتمكن من العودة الى حياة العصابات مرة أخرى. ولأنه كان يحب الأب نايك لم يستطع أن يتركه مرمياً في الأرض فدفنه في صندوق بعد أن قتله،
    استطاع الملازم هوريشيو أن يقبض عليه بسهولة، ولكن للأسف استطاعت العصابة قتل سالازار أيضاً مثل ابيه رميا بالرصاص، تماماً كما أراد، بعد أن أصبحت لحياته قيمة ومعنى.
    قتل الأب مايك رمياً بالرصاص، تاركاً جيلاً كاملاً من محبي المسيح، دخلوا منزل الأب مايك، وحولوه الى مكان رائع لخدمة المسيح، مركزا كبيراً يقصده الشباب، يتعرفون فيه على الرب في مكان كان مخصصاً للشر، ولكن الرب أوجد لنفسه فيه مكان.

    عن المسلسل الأمريكي CSI Miami – Session 4 (بتصرف)
    الأسكندرية في 1-12- 2010
    أحب الرب الهك من كل قلبك ومن كل فكرك ومن كل نفسك ومن كل قدرتك ... وقريبك كتفسك
    Emad Hanna

من قاموا بقراءة الموضوع

تقليص

الأعضاء اللذين قرأوا هذا الموضوع: 0

    معلومات المنتدى

    تقليص

    من يتصفحون هذا الموضوع

    يوجد حاليا 1 شخص يتصفح هذا الموضوع. (0 عضو و 1 زائر)

      يعمل...
      X