إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

رسالة إلي الأفاضل شيوخ ودعاة الإسلام

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • رسالة إلي الأفاضل شيوخ ودعاة الإسلام

    رسالة إلي الأفاضل شيوخ ودعاة الإسلام
    بقلم القس / الفريد فائق صموئيل


    رسالتي لكم هي في حب مصر وكل المصريين.
    رسالتي من قلبي كرجل دين مسيحي إلي قلوبكم جميعا.
    رسالتي لكم في حب الأمن والأمان والسلام للجميع.
    رسالتي لكم هي لاستمرار العيش المشترك بين المصريين جميعا في مودة وتشارك ومعايشة وحب.
    رسالتي لكم هي للاعمار في الأرض؛ لنشر الرخاء وعيشة التقدم والفلاح.
    رسالتي لكم هي لتغليب المحبة على العقيدة؛ حيث أن العقيدة ترتبط بالأمور الايمانية والمباديء والمحبة ترتبط بالامور السلوكية والفضائل. وإن كان من الصعب الفصل بين العقيدة والسلوك.
    رسالتي لكم ليس أن تتنازلوا عن عقيدتكم بل أن تقولوا تفسيرها للعامة.
    رسالتي لكم هي لإعلاء الحق والقانون والدستور والسماحة الدينية؛
    لذلك
    اطلب إليكم أن تصفونا كمسيحيين بحسب ما فسرتم في أقوالكم أن كلمة كافر تعني أنه غير مؤمن بالدين الفلاني. فأنت كافر بالمسيحية أي غير مؤمن بالمسيحية. أنا كافر بالاسلام أي غير مؤمن بالاسلام. وأنا مشرك بالاسلام أي غير مؤمن بالاسلام. وأنت مشرك بالمسيحية أي غير مؤمن بالمسيحية. هذا ما سمعته بنفسي من الأفاضل متحدث السلفية بالاسكندرية المهندس الشحات وفضيلة الدكتور الشيخ ياسر البرهامي وفضيلة الشيخ على جمعة مفتي الديار المصرية. وذلك لأنكم تقولون هذه عقيدة و لا يمكننا التنازل عنها.
    فقولوا عنا (دون التنازل عن عقيدتكم) ـ في خطابكم الديني ودروسكم الدينية ولقاءاتكم الصحفية والتليفزيونية وكتاباتكم ـ قولوا عنا إننا نحن معشر المسيحيين غير مؤمنين بالاسلام ـ وأرجوكم لا تقولوا عنا كفرة و لاتصفونا بالكفار و لا تنعوتنا بالمشركيين.
    فكلمة كافر أو مشرك عندنا كمسيحيين وعند كافة العامة من المصريين تعني عدم الايمان بالله وتعني الالحاد والعياذ بالله؛ وتعطي للجاهل ـ الذي يجهل علمكم الغزير وتفسيركم العقائدي ـ الحق في التعالي والظلم و المضايقة والاضطهاد والقتل لكل كافر ومشرك. وقد ظهر ذلك في كل الحوادث التي حدثت للمسيحيين في مصر في الخانكة والكشح والاسكندرية والقاهرة والجيزة والمنيا وأبو قرقاص ونجع حمادي والعمرانية وامبابة وجرزا والمريناب وماسبيرو وغيرها.
    ومعظم الشيوخ والدعاة الأفاضل أحزنتهم هذه الحوادث وهم بصدق لا يريدون حدوثها لكن أقوالهم عنا ككفار ومشركين كانت بمثابة النار التي حرقت والسكين التي طعنت والمعول الذي هدم وحتى المدرعة التي دهست. كونوا أسباب رحمة للعالمين وللمصريين جميعا.
    و لا تنسوا أننا جميعنا سنقف للحساب والدينونة أمام خالق المُلك الذي له في خلقه شئون. نحن لا نقول عنكم أي سوء ونقبل أي آخر مختلف عنا. نحن نحبكم ونحب الجميع ونريد الخير للكل. وكل إنسان حر في عقيدته والله سبحانه هو الذي سيحاسبنا جميعا.
    نرجوكم ذلك قولوا عنا حسب عقيدتكم أننا غير مؤمنين بالاسلام و لا تقولوا عنا كفار أو مشركين لنزيل الاحتقان الموجود بين المصريين الآن والذي لم يكن موجودا قبل ذلك إلي عهد قريب. طلب بسيط يتعلق بالكلام والتفسير قبل أن يحترق الوطن. والله سبحانه المستعان.
    القس / الفريد فائق صموئيل
    قسيس إنجيلي

    D. Min. Studies, Fuller

  • #2
    رد: رسالة إلي الأفاضل شيوخ ودعاة الإسلام

    جواب دكتور أزهري على رسالة القس الفاضل "ألفريد فائق صموئيل":

    نحمد الله إليكم رب العالمين .. ثم أما بعد ..

    فجوابنا هو حب الله ، والوطن ، والبر بإخوة المواطنة ، والقسط معهم.

    لقد أمرنا الله بحب المؤمنين به فقط، والرحمة بغيرهم .. وفي ذات الوقت أمرنا ببركم والقسط معكم .. فقال عز وجل في الأولى: { لا تجد قومًا يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا ... } .. وقال في الأخرى: { لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين، ولم يخرجوكم من دياركم، أن تبروهم، وتقسطوا إليهم } ..
    وهذا أدعى "لاستمرار العيش المشترك بين المصريين جميعًا"، وأيضـًا "للاعمار في الأرض؛ لنشر الرخاء وعيشة التقدم والفلاح" كما تفضلتم.

    التوحيد الإسلامي هو حب الله غاية الحب، حبًا "عبّد" صاحبه لله .. تستطيع أن تقول إن "لا إله إلا الله" معناها بالعبارة المسيحية : "أن تحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل فكرك " هذه أعظم الكل.
    بهذا يتبين لكم – أيها الفاضل – أن المحبة والعقيدة في الله عندنا لفظان لشيء واحد.

    وإذا أحببنا الله أحببنا أحباءه .. من هنا كان تخصيص المؤمنين بالمحبة .. كما تقدم بين يديكم الآية القرآنية الكريمة .. وإن شئت فهي الوصية المسيحية الثانية : "و ثانية مثلها هي : تحب قريبك كنفسك .. ليس وصية اخرى أعظم من هاتين".

    قد استبان لكم بهذا الرباط الوثيق بين محبة الله ومحبة المؤمنين في الإسلام والمسيحية .. وعلمكم به واضح في قولكم الكريم "وإن كان من الصعب الفصل بين العقيدة والسلوك".

    إلى هنا لا مشكلة .. المشكلة تحديدًا أن البعض – منا ومنكم – يتسرعون فيرتبون على ما سبق: ظلم المسلمين لغيرهم .. وهذا غير صحيح على الإطلاق .. لأن الله الذي أمرنا بالبغض الديني لغير المسلمين هو نفسه الذي أمرنا مع هذا أن نبر المسالمين منهم ونقسط إليهم.

    لقد وعى المسلمون إجمالاً هذه الحقيقة – بشقيها - على مر القرون ، وكانوا أكثر الأمم تسامحًا مع غيرهم بشهادة المؤرخين على اختلاف مللهم، وإن وقعت شوائب هنا أو هناك بحكم القصور البشري.

    بخصوص كلمة "كافر"، فلها إطلاقان : عام ومقيد .. وقد تفضلتم في رسالتكم ببيان الإطلاق المقيد ..
    وأما في الإطلاق العام عندنا، فاللفظ يشمل من جحد وجود الله – كما أشرتم - ، ويشمل أيضـًا من كذّب ولو رسولاً واحدًا من رسل الله، قال القرآن عن هؤلاء: { أولئك هم الكافرون حقـًا } ..
    وقد بين هذا وذاك علماء المسلمين ، ومنهم مفتي مصر الحالي، وكذا علماء الأزهر ، ومشايخ السلفية في الإسكندرية وغيرها ..

    وهذا ليس ببعيد عن إطلاق الكلمة عندكم، فأنتم قد تقيدونها فتقولون : "كافر بكذا وكذا" .. وقد تطلقونها بغير قيد: فتقولون: "كافر" فقط ، وهذه الأخيرة قد تعني الكافر الذي يجحد وجود الرب، وقد تعني أيضـًا الكافر الذي يكذب الرسل والكتب، أو لا يستجيب لأوامر الله، وإن أقر بوجوده .. وأبلغ مثال على هذا هو "الشيطان"، فلا شك أنه مقر بوجود الله، ومع هذا لا يتردد مسلم ولا مسيحي في وصم الشيطان بأنه "كافر" قولاً واحدًا، لأنه لا يطيع الله ولا يحبه.

    التنبيه الواجب هنا: أن اعتقادنا بكفر غير المسلمين، لا يلزم منه أن نجابههم بهذا الوصف في كل مقام وحين.

    أنت تطالبنا بأن نقول عنكم – معشر المسيحيين – "غير مؤمنين بالإسلام" ..
    أقول : وما الداعي لهذا أصلاً ؟! .. لسنا مغرمين بالخروج على الناس وتعييرهم بأنهم غير مؤمنين بالإسلام ، هكذا من الباب للطاق !

    وإنما هو الإعلام "الخائن" .. نعم "الخائن" لهذا الوطن .. هذا الإعلام الذي يتأكل أهله من إشعال "الحرائق" بين طوائف المجتمع .. بدون هذه الحرائق قد تتقاصر رواتبهم وقد يُطردون ! .. رواج بضاعتهم في الحرائق، كما أن رواج "الحانوتي" في آجال الناس !
    نعم، هذا الإعلام الخائن هو الذي ذهب إلى مشايخ المسلمين وقال لهم: "ماذا تقولون في النصارى ؟!" .. وهم يعلمون سلفـًا الجواب الإسلامي القاطع !

    وقساوسة النصارى يعلمون سلفـًا جواب مشايخ المسلمين .. وإنما "إعلان" هذا والطنطنة به بغير مناسبة هو المؤذي لهم ..

    ولأن هذا الإعلام "علماني" ، فيحلو له عادة لعب دور المساند "للأقباط" على حساب المسلمين .. وهذا يفسر لك لماذا لم نسمع إعلاميًا واحدًا يسأل قسيسًا : ماذا تقولون في المسلمين ؟! .. هل يدخلون الملكوت أم يُحرمون منه ؟!
    لا تجد إعلاميًا قال هذا؛ لأنه ليس من قواعد اللعبة .. قواعد اللعبة: استعداء الأقلية على الأغلبية؛ ليخلقوا لأنفسهم دور الشهم المدافع عن الأقلية المضطهدة !!

    كلمة "مشرك" لا تعني إنكار وجود الله أصلاً، لا عند المسلمين ولا عند غيرهم، لأن لفظة الشرك بذاتها تعني الإشراك بالله مع آخر.

    نعم، حدثت حوادث للمسيحيين في مصر ، ولكن أحدًا من مرتكبي هذه الحوادث لم يزعم أن دافعه هو كفر النصارى .. وإنما كانت هناك دوافع أخرى معلنة وغير معلنة، إذا تباحثنا فيها فلن نستثني أمورًا بأيدي النصارى أنفسهم .. ولا يخفى عليكم أن كل أمة فيها سفهاؤها ، وما حصل ويحصل من بعض أقباط المهجر ليس منكم ببعيد ..

    لو كان مجرد وصم النصارى بالكفر كافيًا كدافع لقتل النصارى، لكان النصارى أبيدوا عن آخرهم في كل بلد دخله المسلمون، ولكن هذا لم يحدث ، لأن مجرد الوصف ليس دافعًا كما قدمنا، لا سيما وصاحب الوصف يقرن وصفه لهم بالتحذير من المساس بالمسالمين منهم.

    ونحن نطالبكم أيها الفاضل :

    نطالبكم أن تقفوا معنا ضد الإعلام الخائن الذي يشعل الحرائق، وضد "العلمانيين" الذين ينفخون فيها لتزداد اشتعالاً ..
    نطالبكم أن تأخذوا على أيدي سفهائكم في الداخل والخارج ..
    نطالبكم أن تنددوا بكل قس يتأكل من مهاجمة الإسلام، وأن تتبرءوا منه، وأن تبينوا موافقة هذا أو مخالفته لتعاليم المسيح ..
    نطالبكم ألا تصمتوا إزاء من ينشر صورًا مسيئة لنبينا عليه الصلاة والسلام كأنكم لم تروا شيئًا حصل ..
    نطالبكم ألا تحبسوا مَن أسلمت أو تريد أن تسلم ..
    نطالبكم ألا تؤلفوا وتمثلوا "مسرحيات" تسخر من ديننا ونبينا .. وإذا فعل سفهاؤكم هذا، فكنا ننتظر أن تأخذوا على أيديهم، لا أن تصمتوا كأن شيئًا لم يكن ..
    نطالبكم بالحفاظ على أمن هذا الوطن .. ولن يكون هذا بالصمت المستمر منكم إزاء ما يفعله سفهاؤكم ، ولكن بالأخذ على أيديهم، وإعلان براءة المسيح من أفعالهم .. بهذا وحده تتحقق المعايشة بالحسنى.

    نسأل الله أن يحفظ هذا الوطن .. وأن يوفقنا وإياكم إلى كل حق وخير.

    نبيل عبد الحميد - دكتور أزهري

    تعليق

    من قاموا بقراءة الموضوع

    تقليص

    الأعضاء اللذين قرأوا هذا الموضوع: 0

      معلومات المنتدى

      تقليص

      من يتصفحون هذا الموضوع

      يوجد حاليا 1 شخص يتصفح هذا الموضوع. (0 عضو و 1 زائر)

        يعمل...
        X