شعب مصر العظيم وشهادات استثمار قناة السويس بقلم: القس / الفريد فائق صموئيل

[القس / الفريد فائق صموئيل]

شعب مصر العظيم وشهادات استثمار قناة السويس
بقلم: القس / الفريد فائق صموئيل

ذهبت لعمل شهادات استثمار قناة السويس مرتين لأخي ولزوجتي ولي وشاهدت ملحمة شعبية رائعة. ومن وحي مشاهداتي في بنك مصر بالسويس يومي 9و14/9/2014م. والبنك الأهلي المصري بالسويس يوم 10/9/2014م. أكتب هذه الملاحظات:
1. ذهاب الناس في يوم لايعرفون إن كان بداية شراء شهادات استثمار قناة السويس أم لا؛ وفي نفس الوقت كانت الكهرباء مقطوعة ـ دليل كبير على اقتناع شعب مصر بهذا المشروع القومي الهام؛ والثقة في جيش مصر العظيم.
2. مهما طالت مدة الانتظار لم يتذمر أحد؛ الكل يتنظر جالسًا في مكان مناسب أو غير مناسب أو ينتظر واقفـًا أو يذهب لعمل مشوار ثم يعود. وحتى من عبّروا عن اعتراضهم كانوا يفعلونها بابتسامة وبهدوء ويتنتظرون.
3. كان هناك من طلب شهادات بمبلغ 50 جنيه أو100 جنيه أو990 جنيه أي أقل من ألف جنيه باسماء أولادهم وبناتهم. كان ذلك ليتجنبوا فكرة فتح حساب لما هو أكثر من ألف جنيه؛ وأيضا لأن هذا يناسب مستواهم الاقتصادي الضعيف. ولم أعرف مبالغ شهادات أكثر من أربعين ألف جنيه؛ فالأكثرية كانت مبالغ ليست بالمرتفعة جدا. ربما كان هناك أكثر من ذلك ـ لكني لست في سبيل عمل احصائية؛ ولا يمكنني من ذلك النظام البنكي. وكان طابور التصوير طويلا جدا؛ لتصوير البطاقات ـ وكان هناك تصوير كثير لشهادات الميلاد؛ حتى للأطفال الرضع. وفي نفس كان هناك كبار في السن ومن شكلهم كانوا طاعنين في السن. كان هناك السيدات والشابات والرجال والشبان من كل طوائف ومستويات شعب مصر الأبّي. عجيبة أنتِ يا مصر.
4. شاهدت عددًا كبيرًا من كبار السن وهم يأتون على عصى أو بمساندة الآخرين، نظرًا لمرضهم. وشاهدت أكثر من أسرة مكونة من الجد والأب والحفدة؛ واُسر أخرى معهم أطفالهم؛ وتحوّل البنك إلي فسحة حضانة أو حديقة عامة أو نادي عائلي أو شاطيء يلعب عليه الأطفال للدرجة التي صرخ فيها الموظفون طلبـًا للهدوء للتركيز. وهذا يوضح الروح التى ذهب بها المصريون لشراء شهادات قناة السويس؛ روح التنزه والرحلة لقضاء وقت للاستمتاع.
5. أعان الله الموظفين؛ نظرًا للضغط الشديد عليهم. انهم يتركون مقر البنك في وقت متأخر جدا؛ حتى بعد الانتهاء من خدمة العملاء. جزاهم الله عنا كل خير.
6. ارتفاع دخل الشهادات إلي أكثر من نصف المطلوب في خمسة أيام (المطلوب 60 مليار جنيه ـ والذي تمّ شراؤه هو أكثر من 31 مليار جنيه ـ وبعد تمديد ساعات عمل البنوك تمّ قفل باب الشراء بعد اليوم الثامن حيث وصلت حصيلة الشهادات إلي أكثر من 64 مليار ـ أي بأربعة مليار زيادة عن المطلوب ـ هذا في وقت كتابة هذه السطور؛ والرقم النهائي سيُعلن في الاحصاء النهائي)؛ دليل على نجاح قاعدة تبادل المصلحة في الاقتصاد. تطلب من الناس أن يساهموا وفي نفس الوقت هم يستفيدون من العائد. وأيضا ـ كما سبق الذكر ـ هو دليل على اقتناع المصريين بالمشروع وثقتهم بالجيش المصري الأصيل. مع العلم أنه كان منذ فترة قصيرة مضت شهادات بعائد ربع سنوي 11,5% ولمدة ثلاث سنوات (وليس خمس سنوات كما شهادات قناة السويس) ولم يكن عليها هذا الاقبال الشديد. بل وهناك أنظمة توفيرية تعطيك ال 12% وأكثر لكن لم تشاهد هذا الاقبال.
7. لقنّ شعب مصر العالم درسـًا جديدًا؛ ليعرف الجميع قدرة شعب مصر على إدارة مشروعات بلاده، والاستقلال بقراراته مع المضي في المسيرة رغم اعتراض القوى الدولية أو القوى الداخلية المتطرفة. شعب مصر هو الشعب الذي يُبهر العالم في مواقفه الفارقة مثل الوقوف مع القيادة السياسية في حرب أكتوبر1973م. ومثل ثورة 25 يناير 2011م. و التي أكملها في 30 يونيو 2013م. ويستمر اليوم في ابهار العالم في شراء شهادات استثمار قناة السويس.
8. أرجو أن يظل شعب مصر وطنيـًا صاحب مواقف وطنية يبني بلده ويعيش متناغمًا مع ذاته وبعضه البعض ومع الحكومة. عاشت مصر حرة خلاقّة ومعطاءة. وتحيا مصر مرفوعة الرأس لا تفرق بين أحد؛ تعيش حسب موروثها الحضاري الضارب في القدم.