إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

محبة لا متناهية رغم الغدر المتوقع

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • محبة لا متناهية رغم الغدر المتوقع

    محبة لا متناهية رغم الغدر المتوقع

    ما أروع محبة الله لنا في المسيح يسوع، إنها محبة قوية كنيران شديدة لا يمكن للمياه الغزيرة أن تخمد محبة يسوع، لقد أحبّ المسيح الكنيسة واسلم نفسه لأجلها، وأحبّ المسيح خاصته أي التلاميذ محبة إلى المنتهى، وأحبنا المسيح فرديا لذلك هتف بولس الرسول قائلاً: ابن الله الذي أحبني وأسلم نفسه لأجلي. ويوحنا التلميذ الذي كان يسوع يحبه يقول " نحن نحبه لأنه هو ( المسيح ) أحبنا أولاً .
    لكن أليس من الغريب أن تقابل هذه المحبة بالغدر والخيانة ؟ ليس من الأعداء ليسوع بل من أقرب المقربين ، عجيب أمر هذا الشخص الذي أكل وشرب مع يسوع ، عشرة عمر لمدة ثلاث سنوات ونصف رأى محبة يسوع المضحية ، سمع أسمى التعاليم من المعلم العظيم !! هل عرفت عن من أتكلم ؟ نعم إنه يهوذا الاسخريوطي واحد من الإثني عشر .
    لقد كان وضع يهوذا مكشوفا للرب يسوع لذلك نجد أن يسوع المحب كان في كل مرة يتكلم للجموع أو للتلاميذ لا يستثني أن يكلم يهوذا برسالة حتى لو كانت ضمنية !!
    فعلا سيبل المثال ألم يسمع يهوذا هذه الأقوال " ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم وخسر نفسه ؟ ألم يسمع " لا يقدر أحد أن يخدم سيدين. لأنه إما أن يبغض الواحد ويحب الآخر أو يلازم الواحد ويحتقر الآخر . لا تقدرون أن تخدموا الله والمال"
    لكن للأسف قلب يهوذا صلب لم يتأثر .
    ما أصعب أن يسير الإنسان في طريق يؤدى للهلاك الأبدي ويصّر أن يكمله ولا يقبل الرجوع مهما كانت التحذيرات والتنبيهات !!
    لقد بدأ الرب يسوع ينبه يهوذا بشكل واضح بعد أن أعلن بطرس قائلا يا رب إلى من نذهب ؟ كلام الحياة الأبدية عندك. ونحن قد آمنا وعرفنا أنك أنت المسيح ابن الله الحي .أجابهم يسوع أليس أني أنا اخترتكم الاثني عشر وواحد منكم شيطان . " (يوحنا 68:6-70 ).لم يرتعد يهوذا مع أنه كان يعرف نفسه لأنه كان سارقا !!
    ثم كانت هناك رسالة عملية ليهوذا من خلال مريم أخت لعازر ، لقد سكبت قارورة طيب( عطر ) كثير الثمن لكن يهوذا الاسخريوطي أغتاظ وعكر الجلسة لأنه استطاع أن يخمّن العطر ب300 دينار أي ما يعادل أجرة عامل لمدة سنة!!! نعم لقد تمنى يهوذا أن يكون المبلغ من نصيبه إذ كان يختلس باسم الفقراء ( يوحنا 12 ).
    وتفيض محبة الرب لكل التلاميذ وضمنهم يهوذا في ليلة الفصح فبكل محبة وتواضع عجيب من السيد يقوم ويأخذ دور الخادم في غسل أرجل التلاميذ، ويغسل الرب أيضاً رجلي يهوذا وكأنّ الرب يقول له هل ستذهب برجليك بعد أن غسلتها لك لكي تسلمني ؟ ألم أقل لك وللجميع مراراً أني أتيت وبكل إرادتي أذهب إلى الصليب؟! لكن لم ينفع كل ذلك لأن يهوذا قلبه متسخا بالشر مُمتلكاً من الشيطان .
    وعند العشاء يعطي الرب فرصة أخرى ليهوذا ، إذ قدم له اللقمة وكانت العادة المتبعة أن المضيّف الذي يقدم لقمة بيده للقريب أو الصديق تدل على المعزّة الخاصة ‍‍‍، لكن للأسف يهوذا لا يعرف معنى لذلك الجميل … ثم يليه إنذار أخر ( ما تعمله فاعمله بأكثر سرعة ) كان على يهوذا أن يخجل من هذا الكلام ويتوب ويقول للرب سامحني لأن فكري شرير تجاهك ، لكن للأسف لقد قتل الطمع قلب يهوذا .
    وقبل أن يخرج يهوذا يأتيه إنذار أخر "إن ابن الإنسان ماضٍ كما هو مكتوب عنه ولكن ويل لذلك الرجل الذي به يسلم ابن الإنسان. كان خيراً لذلك الرجل لو لم يولد" ( مرقس 21:14 ) يا له من كلام خطير فجرس الإنذار يزداد قوة لكن ما جدواه للأذن الصماء؟‍ إنّ معنى الكلام هو أن يسوع ذاهب إلى الصليب سواء سلمه يهوذا أو لم يسلمه لأنه جاء لأجل الصليب، ويحذر الرب يهوذا بكلمة (ويل)
    لقد كانت هذه الكلمات كصاعقة شديدة لكنه لم توقظ ضمير يهوذا الميت
    "الكثير التوبّخ المُقسيّ عنقه بغتة يُكسّر ولا شفاء" ( أمثال 1:29 )
    ما أخطر قساوة القلب.. قديماً قسّى فرعون قلبه … فلم يستطع التوبة أبداً .. وقسى يهوذا قلبه فلم يرجع عن خيانته وغدره‍‍‍.
    وآخر محاولة يجاهد فيها الرب مع يهوذا في بستان جسثيماني( يوحنا 18 ) فقد خرج الرب يسوع لملاقاة الجمع ( رؤساء الكهنة والجنود مع يهوذا ) فقد بادر يسوع بسؤالهم : من تطلبون ؟ وعندما أجابوه يسوع الناصري ، قال لهم ( أنا هو)
    وبهذا العمل والكلام أضاع الرب عمداً الفرصة على يهوذا لكي لا يذهب إلى الهلاك ولكن للأسف يهوذا ابن الهلاك رأى أن الفرصة لم تفت بعد فبعد أن سقط مع الجمع قام بسرعة وكأنه يقوم بخدمة جليلة فتقدم إلى يسوع قائلا يا سيدي يا سيدي .. وقبله .. وهنا كانت آخر كلمات يقولها الرب يسوع " أ بقبلة تسلم ابن الإنسان ؟" أي يا يهوذا تستخدم أسلوب المحبة ( القبلة ) لأجل 30 من الفضة ؟
    لقد استلم يهوذا المبلغ من رؤساء الكهنة يا للغدر والخيانة أنه ثمن عبد، لقد باع يهوذا الرب يسوع بثمن العبد الذي كان يباع ويشترى في تلك الأيام
    كان ليهوذا بعد حزنه على ما فعل فرصة للتوبة لكنه للأسف ذهب إلى طريق خاطئ حيث ذهب إلى رؤساء الكهنة ، أعترف لديهم وطلب منهم أن يجدوا له حلا لخطيئته وربما حاول أن يسمع من رؤساء الكهنة كلمات تطمئنه كأن يقولوا له لا تخف غدا نقدم لك ذبيحة أو قربان ، لكن أي ذبيحة للذي يدوس ابن الله ؟؟؟ !!!
    إن هذه الرسالة لا تنتهي كأنها خاصة بيهوذا الخائن الغادر، لكنها رسالة إنذار تصل لك شخص اعترف بالمسيح لكنه يسلك في طريق يهوذا لأجل أمور تافهة ربما مبلغ من المال، أو شهوات رديئة وخطايا ليس هناك نيّة للتوبة عنها !!!
    فكم من المسيحيين بالاسم يسمعون كلام الرب،سواء من قراءتهم بالكتاب المقدس أو من خلال خدام المسيح ، لكن للأسف القلب كما هو والسلوك رديء لم يتغير.
    لنتحذر أن يكون أحدنا بهذا القلب!! وإن كان أحدنا هكذا فالفرصة موجودة الآن، ارجع عن طريقك تائباً لله فاتحاً باب قلبك للرب يسوع الذي حمل خطاياك في الصليب، فتتغير حياتك وتصبح إنسان آخر .
    لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية ( إنجيل يوحنا 16:3 )

من قاموا بقراءة الموضوع

تقليص

الأعضاء اللذين قرأوا هذا الموضوع: 0

    معلومات المنتدى

    تقليص

    من يتصفحون هذا الموضوع

    يوجد حاليا 1 شخص يتصفح هذا الموضوع. (0 عضو و 1 زائر)

      يعمل...
      X