إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

صور الفداء في سفر الخروج (3) الفصح (خروج 12)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • صور الفداء في سفر الخروج (3) الفصح (خروج 12)

    أمطار الكلمة


    في رحلتنا في العهد القديم تكلمنا عن العديد من صور الفداء، والنبوات التي كانت تعكس لنا صورة من صور العهد الجديد، ووصلنا في رحلتنا إلى ذلك المٌرسَل من قِبل الله ليُخِرج شعبه من عبودية مصر إلى حرية أرض الميعاد التي من خلالها سيكونون كشعب نور لجميع الأمم.

    ورأينا كيف أن الصورة باهتة جداً بين ذلك المخلص، وبين المسيح المخلص الحقيقي لحياتنا، ولكننا الآن سنتقدم خطوة أخرى وندرس صورة أخرى من صور الفداء، صورة أكثر وضوحاً، وأكثر أهمية، لأنها تهتم بذلك الحكم الالهي الصادر على الانسان الخاطيء، فنحن نعرف أن أجرة الخطية هي الموت، هكذا أوضح الله لآدم منذ القديم أن يوم أن تأكل من الشجرة (تقترف التعدي ) موتاً تموت، فكيف نتلافي حكم الموت؟

    هذا ما اراد ان يوضحه الوحي من خلال الصورة، والأصل في سفر الخروج، فلنرى الآن هذه الصورة الرائعة التي طُُبقت في العهد الجديد، من خلال عمل المسيح الفدائي على الصليب.

    الموقف الموجود في الخروج.

    شعب يئن تحت ضغوط العبودية في مصر، ومحاولات مستميتة من فرعون مصر لكي لا يترك الشعب يتحرر ويرجع إلى دياره الموعود، ويأتي حكم الموت على كل بكر في أرض مصر " وَقَالَ مُوسَى: «هكَذَا يَقُولُ الرَّبُّ: إِنِّي نَحْوَ نِصْفِ اللَّيْلِ أَخْرُجُ فِي وَسَطِ مِصْرَ، فَيَمُوتُ كُلُّ بِكْرٍ فِي أَرْضِ مِصْرَ، مِنْ بِكْرِ فِرْعَوْنَ الْجَالِسِ عَلَى كُرْسِيِّهِ إِلَى بِكْرِ الْجَارِيَةِ الَّتِي خَلْفَ الرَّحَى، وَكُلُّ بِكْرِ بَهِيمَةٍ.(خروج 11: 5، 6)

    ونلاحظ ما يلي:
    • الحكم صار على كل أرض مصر بما فيها اليهود الموجودين في الأرض – والدليل على ذلك أن اليهود طلب منهم الله أن يميزوا بينهم وبين الآخرين من خلال سلوك معين شرحع لهم، وهو الفصح الذي من خلاله يبرز الدم بصورة واضحة جداً للملاك، فيرى الدم ويعبر، الامر الذي لن يراه في بيوت المصريين وبالتالي لن يعبر بل يقتحم المكان لينفذ حكم الموت.
    • جاء الحكم نتيجة العصيان والتمرد على إرادة الله – وعلى الرغم من أن التمرد جاء من الحاكم، إلا أن الحكم جاء على الكل، وذلك لأن فرعون هو ممثل للجميع، ويقود الجميع، أما شعب اسرائيل فكان عليه أن يميز نفسه أنه خارج دائرة العصيان بتنفيذ الفصح.
    • الحكم إلهي، وله سلطان الهي، إذ بدأ بعبارة هكذا قال الرب
    • الحكم بالموت، لأن عاقبة العصيان هو الموت.

    وهنا نجد صورة العصيان منذ بداية سفر التكوين الى النهاية وهو أن عاقبة الخطية والتمرد والعصيان هو الموت، هذه هي الصورة الموجودة، ولكن نرى بعض العبارات الغير مفهومة من جهة الشكل، وهذه العبارات هي "وَلكِنْ جَمِيعُ بَنِي إِسْرَائِيلَ لاَ يُسَنِّنُ كَلْبٌ لِسَانَهُ إِلَيْهِمْ، لاَ إِلَى النَّاسِ وَلاَ إِلَى الْبَهَائِمِ. لِكَيْ تَعْلَمُوا أَنَّ الرَّبَّ يُمَيِّزُ بَيْنَ الْمِصْرِيِّينَ وَإِسْرَائِيلَ" (خروج 11: 7)

    فهل الله يميز بين شعبين لمجرد التمييز؟

    في الواقع التمييز جاء من الطاعة، والكفارة، فقد أعلن الله لشعبه أنه لكي يتبرأ من حكم الموت لابد من أن يضع علامة لملاك الموت، وهذه العلامة تعني الحياة.
    فما هي هذه العلامة؟!
    أنها علامة الدم!!
    دم الخروف البريء الذي سفك لكي توضع العلامة على الأبواب فلا ينُفذ حكم الموت على من كان عليه الحكم.

    وهنا نجد صورة قوية جدا للمسيح الذي وصفه يوحنا المعمدان أنه "هُوَذَا حَمَلُ اللهِ الَّذِي يَرْفَعُ خَطِيَّةَ الْعَالَمِ" (يوحنا 1: 29)، فنجد أن المسيح مات لأجل خطايانا، هذا الموت البدلي الذي من خلاله استطعنا أن نتواصل مع الله على حساب دمه الثمين

    المسيح هو الأصل بينما الصورة موجودة بوضوح في سفر الخروج، فيقول كاتب الخروج "فَدَعَا مُوسَى جَمِيعَ شُيُوخِ إِسْرَائِيلَ وَقَالَ لَهُمُ: «اسْحَبُوا وَخُذُوا لَكُمْ غَنَمًا بِحَسَبِ عَشَائِرِكُمْ وَاذْبَحُوا الْفِصْحَ، وَخُذُوا بَاقَةَ زُوفَا وَاغْمِسُوهَا فِي الدَّمِ الَّذِي فِي الطَّسْتِ وَمُسُّوا الْعَتَبَةَ الْعُلْيَا وَالْقَائِمَتَيْنِ بِالدَّمِ الَّذِي فِي الطَّسْتِ. وَأَنْتُمْ لاَ يَخْرُجْ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنْ بَابِ بَيْتِهِ حَتَّى الصَّبَاحِ" (خروج 12: 21-22) فما هي النتيجة؟ يقول النبي موسى "فَإِنَّ الرَّبَّ يَجْتَازُ لِيَضْرِبَ الْمِصْرِيِّينَ. فَحِينَ يَرَى الدَّمَ عَلَى الْعَتَبَةِ الْعُلْيَا وَالْقَائِمَتَيْنِ يَعْبُرُ الرَّبُّ عَنِ الْبَابِ وَلاَ يَدَعُ الْمُهْلِكَ يَدْخُلُ بُيُوتَكُمْ لِيَضْرِبَ" (خروج 12: 23) إذا فمن يضع ثقته في العمل الالهي ويحتمي بالدم سوف يُنقذ من الموت، حتى ولو كان مصري، لأنه ببساطة الملاك لا يرى إلا العلامة، وهي القياس الذي من خلاله يعبر او يدخل،

    وقد عبر كاتب الرسالة الى العبارانيين عن ذلك طالباً أن "لِنَتَقَدَّمْ بِقَلْبٍ صَادِق فِي يَقِينِ الإِيمَانِ، مَرْشُوشَةً قُلُوبُنَا مِنْ ضَمِيرٍ شِرِّيرٍ، وَمُغْتَسِلَةً أَجْسَادُنَا بِمَاءٍ نَقِيٍّ." (عب10: 22) فالأمر يحتاج الى قلب صادق، ويقينة إيمان أن نجعل قلوبنا وأفكارنا مرشوشة بدم المسيح، والمعنى هو وضع ثقتنا في ذلك الدم المسفوك عنا فننال النجاة من ذلك الموت المحتوم، إذ أن أجرة الخطية هي الموت، أما من آمن بذلك الحمل المذبوح فينال الحياة الأبدية .

    صورة جميلة من سفر الخروج، وواضحة، وعلى الرغم من بهتان الصورة بالنسبة للأصل إلا أنها توضح هذه المرة بحق أهمية الصليب والمصلوب في عملية الخلاص، إلى اللقاء مع صورة أخرى من صور الفداء قي سفر الخروج

    عماد حنا
    أحب الرب الهك من كل قلبك ومن كل فكرك ومن كل نفسك ومن كل قدرتك ... وقريبك كتفسك
    Emad Hanna

من قاموا بقراءة الموضوع

تقليص

الأعضاء اللذين قرأوا هذا الموضوع: 0

    معلومات المنتدى

    تقليص

    من يتصفحون هذا الموضوع

    يوجد حاليا 2 شخص يتصفح هذا الموضوع. (0 عضو و 2 زائر)

      يعمل...
      X