عيونك تنظر الى أفكارك
هناك حقيقة علمية تقول : انك تنظر باتجاه ما تريد أنتَ أن تراه ، ولست ترى ما موجود أمامك فعلا ، شِئتَ ذلك أم أبيت !! أي ان نظرك يتجه باتجاه الفكرة التي يحملها ذهنك ، لتبحث عنها محاولا رؤيتها مجسدة شيئا ، بين آلاف الأشياء الموجودة فعلا أمامك .
فعلى سبيل المثال نرى الطفل الصغير في جولته مع أُمه في المتاجر المليئة بكل شيء ، لا يرى أمامه إلا اللعبة التي يطمح بامتلاكها ، حتى لو تواجدت فوق رفوف العرض بدلا منها مئات الأنواع من اللُعَب الأُخرى .
وطالبة الجامعة عندما تذهب للتسوق ، تحاول عيونها أن تلتقط نفس تلك البلوزة التي ترتديها صاحبتها عندما حضرت معها محاضرتها صباح اليوم ، وتغض النظر عن مئات التصاميم والأنواع المختلفة الأُخرى المعروضة أمامها !! ان عيونها ليس في مقدورها أن تراها .
والمرأة في بيتها لا ترى الا ذرات الغبار المتراكمة فوق الأثاث لتبذل بعد أن تقتنصها عيونها كل جهد لإزالتها .
والفلاح في موسم تلقيح النخيل نراه يتجول بين الدور ناظرة عيونه ، رغما عنه ، الى قمم نخيلها ، باحثا أيهم يحتاج الى تهذيب سعفه أو الى تعديل مظهره أو الى تلقيح نخلاته حتى لو لم يُطلَبْ منه ذلك .
انهم جميعا في الحقيقة يبحثون بين آلاف الأشياء عن ما موجود أصلا في أذهانهم من أفكار . فالنظر هو تجسيد لفكرة مستقلة في الذهن ، وليس نقل ما موجود من أشياء مختلفة الأشكال أمام عيون الانسان الى داخل ذهنه . وبتلك الطريقة تُخْتَرَع الأشياء .
حيث يرى الانسان الشيء الذي يتخيله مُحَدَدَاً في فكره ، راسماً خطوط شكله الخارجي في خياله ، ثم يعمد الى تصنيعه وفق ما فكّرَ به هو مُجَسِدَاً إياه شكلا خارجيا مادياً أمامه .
فانظر ، بعد كل ذلك ، بماذا عليك أن تفكر لترى ربنا الحي يسوع المسيح ببهاءِ مجدهِ وحضوره القدوس واقفا أمامك !!!
ـــــــــــــــــــــــــ
لأنك رأيتني يا توما آمنت !! طوبى للذين آمنوا ولم يروا . يوحنا 20 : 29 .