إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

لمسات الفنان المحب (2) لمسة مغيرة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • لمسات الفنان المحب (2) لمسة مغيرة

    لمسة مغيرة

    لانجيل بحسب لوقا 19: 1-10

    أولا : لمحة تاريخية عن الظروف في وقت المسيح


    واحتل الرومان بني اسرائيل، مثلما احتلوا أغلب شعوب العالم في ذلك الوقت.. وعلا اسم قيصر في كل البلدان، ولم يكن الاحتلال غريبا على شعب اسرائيل.. فقد ذاق اليهود مرارة الاحتلال كثيرا جدا. ولكن هذه المرة كان النير قاسيا.

    بدأ الرومان يعدون االطرق المختلفة لجمع الضرائب من الشعوب المختلفة، بأفضل أسلوب ممكن لجمع المال. فبدأوا يجبرون اليهود على استخدام العملات الأجنبية.. مثل الوزنات والدينار، بدلا من العملات اليهودية والمحلية والتي كانت تستخدم منذ عهد سمعان المكابي عام 141 ق.م ثم بدأوا في تعيين مومظفين من نفس البلد التي سوف يأخذون منها الضريبة

    الموظف الذي تعينه السلطات الرومانية يتولى هو جمع الضريبة التي يقررها الرومان بالطريقة التي يراها هو، وتحميه السلطات الرومانية.


    وتسابق عدد من اليهود المحبين للمال للحصول على تلك الوظيفة، فهذا يمكنهم من الحصول على ربح وفير .. ولكن كانت هناك فئة غاضبة جدا من هؤلاء الذي تسابقوا للحصول على وظيفة الجباة.. انهم الفريسون (جماعة متدينة من اليهود) .. لقد اعتبروا جباة الضرائب خونة للشعب وخونة ليهوة اله اليهود العظيم.

    أما الشعب العادي فقد أخذ يئن تحت وطأة الضرائب الباهظة التي يفرضها عشارون ومن وراءهم حامية رومانية قوية تدعمهم وتشد من أذرهم وتمنع عنهم أي أذى.


    كان الشعب ينتظر المسيا الذي وعد به الأنبياء.. فهم يظنون أنه سوف يطرد الرومان ويقتل كل من خان الشعب وأولهم هؤلاء العشارين الذين لا يزيدون عن "عخان بن كرمي " الذي سرق الله أيام يشوع بن نون.


    الرومان وضعوا الدينار مع العملات المتداولة الأخرى ووضعوا على هذا الدينار صورة قيصر.. ورضي الشعب استخدام هذه العملة، وعلى الرغم من أن الشعب اليهودي رضي استخدام عملة الرومان..كان غاضبا على دفع الجزية لقيصر.. ويكرهون جباة الجزية (العشارون) وينتظرون المسيا.. المسيا الذي يريدونه هم .. الذين صنعوه بخيالهم. وجاء المسيا ..جاء يسوع .. ولكن .......


    ***
    النص

    " ثم دخل واجتاز في أريحا وإذا رجل اسمه زكا وهو رئيس العشارين وكان غنيا, وطلب أن يرى يسوع وهو لم يقدر من الجمع لأنه كان قصير القامة " الانجيل بحسب لوقا 19: 3

    كان الزحام شديدا.. فقد جاء يسوع الى أريحا .. تلك المدينة العظيمة والتي معنى أسمها مدينة القمر .. وكان يسوع يجول يصنع خيرا والشعب مزدحم عليه .. فقد سمع عنه الكثير .. ومنذ قليل صنع يسوع معجزة, شفى أعمى قبل أن يدخل المدينة.. لذلك دخل يسوع المدينة في احتفال كبير.. الكل يسبح الله.. يهللون ويحمدون العلي، وفي وسط الزحام كان هناك رجل يجري.. ويحاول أن ينظر يسوع، لكن .. لم يعطه أحد الفرصة، كانوا يزدحمون على المعلم بصورةكبيرة.. وعندما يقترب هو كانو ينظرون اليه في امتعاض , ويحاولون ابعاده.. كانت أفواههم تسبح الله وقلوبهم تشير بأصابع الاتهام لذلك الرجل بشدة ونفوسهم تشمأذ.. فيبعدونه بقسوة..ذلك التصرف الذي لم يكن من الممكن أبدا أن يظهروه وهو في مكان عمله أما الآن فيحق لهم اظهار الكراهية وسوء المعاملة.. لماذا لا وهو لأول مرة بدون حاميته الرومانية التي كانت تحميه .
    لم يفكر الرجل في كل هذا بل كان كل همه أن يرى يسوع، هو يريج هذا .. لقد سمع الكثير عنه ولكنه لم يراه بعد.. كان موقف الناس منه لا يخجله ولا يغضبه, لقد اعتاد على هذا , بل كان يتوقعه, عندما رضي أن يشتغل بتلك المهنة الملعونة التي ينظر اليها الناس على أنها عملا خسيسا .. ولكنه طوال عمره ما كان يهتم برأي الناس طالما الأمر فيه ربحا وفيرا ذلك الأمر الذي يحققه له عمله هذا.. من لا يحب النقود كثيرون يجلبون النقود بطرق كثيرة ولا يلومهم أحد.. وهو اختار هذا الطريق.. أن يكون عشارا.. لماذا لا ؟ هل هو يتعامل مع الأعداء كما يدعي قومه!! نعم .. وماذا في ذلك.. أن العملة التي يتعامل بها اليهود جميعا هي عملة قيصر .. ما يفعله هو أنه يعيد عملة قيصر اليه.. مع بقاء جزء منها معه نظير تعبه.. هم قبلوا على أنفسهم استخدام هذه العملة .. هم ليسوا أفضل منه اذن.. ثم أذا لم يفعل هو هذا سيفعلها غيره.. اذا ليستفد هو بهذا المال.. حتى لو تسبب هذا في كراهية الجميع له,
    ولكن كل هذا لم يمنع شوقه أن يرى المسيا الذي ينتظره اليهود جميعا.. ذلك الرجل الموعود بأنه سيخلص اسرائيل ويعيد لها هيبتها وكرامتها.. لن يكون هناك رومان بعد اليوم.. يسوع هذا صانع المعجزات.. يود أن يراه.. يتعرف عليه.. هذه هي رغبة قلبه.
    نعم.. ربما يسوع سوف يفقده عمله، بعد أن يطرد الرومان مصدر هيبته وكرامته.. ربما يجرده من ماله..ذلك المال الذي جمعه طوال السنين الماضية ودفع ثمن له كراهية الجموع له واحتقارهم اياه.. بل وربما يتهمه يسوع بالخيانة العظمى لتعامله مع الأعداء ..ولكن هو يريد أن يراه, رغم كل شئ..
    ما العمل الآن .. اليست هناك وسيلة يستطيع بها أن يرى يسوع؟ هل يذهب الى بيته ويلتفت الى عمله ويترك يسوع وشأنه ؟ .. كلا .. لن يحدث هذا .. انه عنيد وسيراه.. بأي وسيلة سيراه.. عندما طلب الأعمى الرحمة من يسوع..حاول الجموع اسكاته.. لكن الأعمى لم يفشل وظل يصرخ " يا بن داود ارحمني.. حتى استجاب السيد له.. هو أيضا لن يعرف السيأس .. ولكن ماذا يفعل وهو قصير القامة, لا يستطيع أن يتقدم ويرى يسوع.. ولا أحد يريد أن يفسح له الطريق.. ما العمل؟ ماذا تفعل يا زكا.
    دعونا نرى زكا كيف يفكر وكيف يتصرف.

    ***
    "فركض متقدما وصعد الى جميزة لكي يراه لأنه كان مزمعا أن يمر من هناك" لوقا 19: 4

    أنا أريد أن أرى يسوع.. ذلك الرجل الذي سمعت عنه الكثير.. يقولون أنه يصنع المعجزات، وأنه سوف يخلص البلاد من الاستعمار.. لست أدري لماذا لا أستطيع مقاومة رؤية ذلك الرجل الذي سوف يقطع رزقي قريبا.. نعم .. أريد أن أراه رغم ذلك.. هو سوف يطرد الرومان كما سمعته، وأنا معتمد على الرومان في معيشتي.. هم رأس مالي ومصدر حمايتي.. ولكن أنا أريد أن أرى مخلص اسرائيل.
    أريد أن أراه رغم عدم استحقاقي , ورغم احتقار الجميع لي , لا أعلم ماذا يمكن أن يفعل لي ربما يوف يحتقرني بدورهولكن هذا لا يقلل من رغبتي في رؤيته أبدا.. ولكن كيف أراه وقد خلقني الله قصيرا جدا؟ فلا أستطيع أن أراه خلال الجموع المتزاحمة عليه ، هم أيضا لا يعطوني الفرصة لذلك.. هم يكرهوني ويريد مني الابتعاد ولكني سوف أراه..
    ها هي جميزة.. انها كبيرة ووارفة.. فروعها تستطيع أن تحملني.. وأوراقها تخفيني من سخرية الناس.. كذلك هي قريبة من الأرض.. بقليل من الجهد والمثابرة أستطيع أن أصل أعلاها..
    من حسن الحظ الجمع لا يتفت الى ولا يهتم بي.. لا يراني أحد.. أما أنا .. فعلى هذه الجميزة سوف أرى يسع.. دون أن يراني هو فلا أتعرض لتوبيخه وغضبه، واتهامه لي بالخيانة.
    ... ها هو يسوع .ز انه قادم .. يقترب ببطء .. يتحدث مع الجمع.. ياالهي.. أراه ينظر الى الجمع بحنان.. يبتسم للضعيف.. ويقبل الطفل الصغير.. كم أشتاق لأن أحدثه .. يا الهي.. أريد أن أنزل من تلك الشجرة اللعينة التي تبعدني عنه.. أريد أن أنحني أمامه وأدع يده تباركني مثلما تبارك هذا الطفل الصغير.. ولكن هو لن يسوح.. لا يمكن أن يقبل شخص مثلي.. كلا لن يقبلني.
    ***
    " فلما جاء يسوع الى المكان ، نظر الى فوق فرآه، وقال له يا زكا، أسرع وأنزل . لأنه ينبغي أن أمكث اليوم في بيتك" لوقا 19: 5
    يسوع يقترب .. يقف أسفل الشجرة ... لماذا وقفت الآن؟ أهي فرصة لكي أملاء وأمتع نظري برؤية ملك اسرائيل.. انه ينظر الى أعلى.. ينظر الى كيف عرف مكاني.. انه يبتسم.. يا زكا.. أسرع وانزل لأنه ينبغي أن أمكث اليوم في بيتك.
    في بيتي أنا؟ تريد أن تجلس يا معلم؟ أنت تعرف أسمي.. اذن أنت تعرفني.. تعرفني بجملتي.. من أنا ومن أكون.. ورغم هذا تريد أن تمكث في بيتي.. معلم اسرائيل وملكها يريد أن يجلس في بيت عشار يحتقره جميع الشعب.. هل يمكن أن يحدث هذا؟ هل أنا في حلم.. لا أعرف كيف نزلت هكذا مسرعا من الجميزة.. ورحت أهرول الى السيد.. أضمه الى قلبي وأقبله.. نعم .. هذا هو ما كنت أتمنى أن أفعله منذ أن رأيت السيد ووقفت الجموع وشجرة الجميز حائلا دون تحقيق رغبتي .. ولكن هو أعطاني الفرصة.. وأزال العقبات عن طريقي حتى وصلت اليه...
    ... السيد يبتسم لي .. هل أنت سعيد بي يا سيدي.. هل أستجحق أن تدخل أنت تحت سقفي؟ يا فرحتي
    ***
    فلما رأى الجميع ذلك تذمروا قائلين : إنه دخل ليبيت عند رجل خاطئ" لوقا 19: 7
    الجميع سعداء بالسيد، ولكن ماذا حدث .. لماذا يتذمر الجميع الآن ؟ هل هم أفضل من هذا الرجل القصير؟ .. أهو خائن لوطنه وهم المخلصون!!
    هو باع شعب اسرائيل بالمال.. وهم يدفعون له صاغرين.. هو جشع.. يحصل أضعاف مضاعفة مما يحق له.. كيف يدخل السيد تحت سقف بيته؟
    ويخيل لي أنه لو جاء يسوع الى أرضنا في هذا الوقت لكان الكل قد استاء منه فنحن قد تعونا أن نشير بأصابع الاتهام الى الآخرين.. انظروا الى نجاستهم.. أنظروا الى رجاستهم وأنظروا الي والى أعمالى التي ترضي الله.. زكا ماذا به .. انه رجل خاطئ .. ولكن هل يظل الانسان خاطئا اذا دخل المسيح بيته؟ .. ألا يعلم هؤلاء القوم " البارون" أن يسوع عندما يريد أن يلمس إنسان ما لمسة مغيرة لابد أن يغير من الداخل.. لقد سمح يسوع لنفسه أن يدخل بيت ذكا.. وسمح زكا ليسوع أن يدخل بيته .. وعندما تلاقت الرغبتان دخل يسوع.. ليجد البيت ملئ بالقاذورات التي تراكمت طوال حياة زكا فكان على السيد أن ينظف ذلك البيت من كل قذارة كانت بداخله.. لقد دخل يسوع البيت ليس كضيف ولكن كصاحب للبيت. وسيد عليه.
    لكن الشعب بقي ناقما.. ينظر الى يسوع من الخارج.. يرون القذى في عين زكا, ويرون السيد وهو يخرجها.. ولكن حتى بعد أن رفع السيد القذى من عين زكا ظل الشعب واجما, لأنه لا يزال يرى القذى الغير موجودة.. وهم رافضون أن يزيلوا الخشبة من عيونهم.. أو بالحري هم رافضون أن يسمحوا للسيد أن يرفع بالقذى من عيونهم.
    البيت يحتاج الى لمسة مغيرة من المسيح.. والقلب يحتاج الى لمسة مغيرة مون المسيح.
    ***
    فوقف زكا وقال للرب: ها أنا يارب أعطي نصف أموالي للمساكين وان كنت قد وشيت بأحد أرد أربعة أضعاف لوقا 8:19
    الا ترى زكا؟ ذلك الجشع المحب للمال.. الذي يسعى وراءه طوال حياته.. الذي يبيع نفسه بدينار.. ترك نفسه بين أصابع يد الفنان المحب.. ليجعل منه معطي مسرور.. محب للرحمة والعدل
    نعم ينبغي أن يمكث يسوع في القلب وفي البيت لكي ما يغير كيان الانسان.. يغير جذوره.. ليولده من جديد
    هل كان زكا خاطئا؟ نعم
    وهذا هو ما يريده يسوع.. يسوع لا يريد أن يدخل قلب من يظن صاحبه أنه بار.. لأنه لن يكون بارا الا في عين نفسه.. هو يريد شخصا خاطئا.. فالذي يعرف عن نفسه أنه خاطئ يطلب التبرير.. القلب المريض والذي يعرف حقيقة مرضه.. الذي يعرف أنه مرض للموت اذا لم يلمسه السيد.. الذي يعرف أنه يوجد طبيب شافي مغير سوى يسوع.
    هذا هو ما يريده يسوع.. وهذا ما يقدر أن يغيره يسوع.. فقط هو يريد أن يسكن في البيت ... " هئنذا واقف على الباب وأقرع ، ان سمع أحد صوتي وفتح الباب أدخل اليه أتعشى معه وهو معي .." رؤ 3: 20 هذا ما أراد السيد أن يفعله مع زكا . أن يدخل ، وفتح زكا الباب فحدث خلاص في هذا البيت
    يسوع الآن يريد أن يفعل هذا مع كل البشر.. ومعك أيضا أيها الصديق العزيز.. ولكن هل يمكن أن تفتح باب قلبك له ليحدث السيد فيك تلك اللمسة .. اللمسة المغيرة .. هل؟
    ***
    سيدي والهي
    أنت تقرع على باب قلبي الآن
    أنا أسمع ذلك بكل وضوح
    وأسمع صوتك الحنون
    وهو يقول
    ينبغي أن أمكث اليوم في بيتك
    وأنت تعرف
    مقدار حقارتي وجشعي
    .. لن أعدك سيدي
    أن تجد قلبي نظيفا ومرتبا
    فكثيرا ما حاولت
    أن أصلح من ذاتي
    ولكني فشلت
    وأنت الآن تقرع – تريد الدخول
    رغم أنك نعرفني
    اخترتني وعرفتني
    فهمت فكري من بعيد
    وعرفت ما بداخل قلبي من قذارة

    صوت دقاتك يزداد وضوحا
    سوف أفتح لك
    وأقبلك فرحا
    أريد أن تدخل معي
    الى بيتي .. الى قلبي
    ولكن لن تكون ضيفا
    بل هذا هو مكانك
    تصنع لك منزلا .. داخل قلبي
    تستطيع أن تغير وتبدل .. بل وتخلق من جديد
    وتصنع مني انسانا جديدا
    هذه ارادتك .. وأنا طوع أمرك
    ها أنا أفتح قلبي لك
    لتكون أنت الملك والاله والصديق



    عماد حنا
    أحب الرب الهك من كل قلبك ومن كل فكرك ومن كل نفسك ومن كل قدرتك ... وقريبك كتفسك
    Emad Hanna

من قاموا بقراءة الموضوع

تقليص

الأعضاء اللذين قرأوا هذا الموضوع: 0

    معلومات المنتدى

    تقليص

    من يتصفحون هذا الموضوع

    يوجد حاليا 1 شخص يتصفح هذا الموضوع. (0 عضو و 1 زائر)

      يعمل...
      X