إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

ثمر المذلة (الجزء الاول )

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ثمر المذلة (الجزء الاول )

    ثَمَر المَذلَّة

    إيه رأيك في "سرير المرض" ؟ .. هوه "أرض مذلة" .. مش كده ؟ .. دايماً بنقول : يغور المرض وبهدلته ! .. ربنا ما يحرِم حد من صحته .. و"الإحتياج المادي" .. برضه "أرض مذلة" .. دايماً بنقول :
    يا رب استرها معانا وما تِحوِجناش لِحَد ! .. و"الغُربة" .. تعيش مهما تعيش برة بلدك .. هايعتبروك مواطن من الدرجة التانية لأن لهجة لسانك بتقول إنك مش منهم .. برضه "أرض مذلة" .. و"السجن" .. ربنا يكفينا شرُّه ! .. ويجعل كلامنا خفيف عليهم ! .. برضه "أرض مذلة" .. ولما يكون واحد قاعد في البيت فترة طويلة لأنه مش لاقي شغل .. برضه "أرض مذلة" .. كفاية إحساسه إنه تقيل ع اللي حواليه ! .. ولما تكون واحدة مستنية سنة ورا سنة "ابن الحلال" اللي إتأخر جداً .. بالنسبة لنا في بلاد الشرق .. دي تُعتبَر "أرض مذلة" .. ولما يكون زوجين .. مرِّت كذا سنة .. ولِسه ربنا ما رزقهمش بطفل .. برضه "أرض مذلة" .. ولما أخيراً ربنا يتحنن وييجي الولد .. يا سلام ع الفرحة ! .. الدنيا بتبقي مش سايعة الواحد ! .. ده حتى عندنا في الصعيد بنقول : لما قالولي ده وَلَد .. انشَد ضَهري وانفَرَد ! .. لكن بعد شوية .. آه وألف آه ! .. يا فرحة ما تمت ! .. خَدها الغراب وطار .. الولد مش مظبوط عقلياً
    أو جسدياً ! .. أو خَدها الغراب وطار بعيد خالص .. الولد "ساب" مسيحه ! .. أو "ساب" الدنيا ! .. برضه "أرض مذلة" .. ولما يكون زوجين .. بيتهم اتهدم .. سواء بموت أحدهم أو بالانفصال .. برضه "أرض مذلة" .. حتى "الإحتياج العاطفي" .. بيتحوِّل لـ"أرض مذلة" في 3 حالات : لو الشخص يتيم أو مشهور
    أو غني جداً .. لأن (اليتيم) دايماً حاسس إن الناس بِتِعطِف عليه من باب الشَفَقة ! .. ويمكن يكسبوا فيه "ثواب" ! .. و (المشهور) أو (الغني جداً) دايماً حاسس إن الناس مَلمومَة حواليه من باب التماحيك ! .. لكن فين اللي يِحِبه بجَد .. يِحِبه لِشَخصُه ، مش لغَرَض تاني ! ...
    طب وبعدين ! .. إيه التصرف ؟ .. نعمل إيه لما نلاقي روحنا في "أرض مذلة" ؟ .. نندب بختنا الأسود !
    .. ولاَّ نحط إيدنا على خدنا ونقول : آدى الله وآدى حكمته ! .. اللي عايزُه ربنا هايكون .. أصله بيعمل اللى هوه عايزُه من غير ما ياخد رأى حد ! ..
    للأسف ! .. نبرة اليأس والروح الانهزامية دى .. هيه رد فعل ناس كتير لما الرب بيسمح إنهم يتواجدوا في "أرض مذلة" .. وهانروح بعيد ليه .. ده كان رد فعلى أنا لسنين طويلة .. لكن الشيء العجيب فعلاً .. هوه إن فيه ناس .. رد فعلهم بيكون مختلف تماماً !!! ..
    ربنا شَرَّفني بإني أقابل واحدة من الناس المختلفين دول ..
    الحكاية كالآتى :
    يوم 22 يونيو 1998 .. ذهبت لسفارة كندا لاستخراج التأشيرة .. كنت رايح السفارة وأنا بابرطم والعفاريت الزُرق بتتنطط قدام عينيَّ لأنى مش عايز أسافر ! ..
    شاء الرب إنها تقعد فى الكرسى اللى قدَّامى .. راهبة شابة .. وجدير بالذكر إنها جميلة جداً .. لحسَن حد يفتكر إنها لما مالقيتش حد يِبُصِّلها .. راحت الدير ! ..
    وِشَّها منوَّر بنور عجيب ومليانة نعمة ! .. لَفَت نظرى إن فى أنفها خرطوم متوَصَّل بأنبوبة أوكسجين ! .. ففَهِمت إن عندها مشكلة فى التنفس .. سبحانك يا رب ! .. شوية الهواء اللى مالوش قيمة .. حرَمتَها منه .. ومع كده بتبتسم وراضية ! ..
    ده كان أول "شاكوش" يستخدمه الرب في الدَّق علي دماغي .. وابتديت أخجل من نفسى .. بعد شوية .. نادوها فى حجرة المقابلة الشخصية .. وقامت من كرسيها .. وإذا بـ"الشاكوش" التانى يدق على دماغى !
    .. الراهبة بتعرج ! ..
    حسِّيت إنى هاموت وأعرف هيه مبتسمة وراضية بأمارة إيه !!! .. دى كلها أمراض ! ..
    لقيت إبليس بيحاول يحلَّق على تفكيرى وبيقوللى : غالباً هيه عشان بتعرج .. راحت الدير! ..
    قلت له : ولنفرض إن الكلام ده مظبوط .. وإنها فعلاً مالقيتش حد يتجوزها .. تروح الدير وهيه "واخدة على خاطرها" من ربنا .. مش وهيه بتضحك ! ..
    استنِّيت لما خَرَجِت ورِجعِت لمكانها .. وكل ما استجمع شجاعتى عشان أروح أسألها : إنتى جبتى إبتسامة الرضى دى منين ؟!؟! .. إبليس يقوللى : " إوعَى تروح ! .. سيبها فى حالها .. اللى فيها مكفِّيها ! " ..
    لإن إبليس كان عارف قد إيه الراهبة دى ، حياتها غيَّرت حياة ناس كتير .. فكان خايف لحسن أطير من إيده ! ...
    لكن .. بعد دقايق لقيتها قامت وجَت تكلِّمنى بنفسها !.. وسألتنى : "عندك فكرة ، التاكسى من هنا لغاية كنيسة العذراء بالزيتون ياخد كام ؟ " .. أنا بصراحة .. ما صدَّقت ! .. قلت لها : لأ .. ماعرَفش .. لكن يشَرَّفنى إنى أوَصَّلك ! ..
    وقد كان .. أول ما ركبنا العربية .. سألتها عن كل اللى عايز أعرفه واللى عايز أفهمه .. ومافيش حاجة قالتها ، ماكَنش لها تأثير "الصفعة" على خدِّى ! .. أول حاجة كنت هاموت وأعرفها : هل هيه مولودة بتعرج ؟ .. ولاَّ إيه الحكاية بالظبط ! ..
    - فقلت لها : سلامتِك ! .. أنا شايف إن رِجلِك وجعاكى ! .. خير !؟ .. بذكاء عجيب .. فِهمِت القصد من سؤالى ! ..
    - ابتسمت وقالت لى : مين ضِحِك عليك وقال لك إن ربنا معلَّق يافطة على باب السما .. مكتوب عليها :
    " لا أقبل إلا المعيوب .. والمعطوب .. واللى جار عليه الزمن " !!! ...
    مين فهِّمك إن (السَليم) و (الناجح) و (الحِلو) مش محتاجين لربنا !! .. ده مافيش حاجة هُمَّ مسنودين عليها ، مضمونة ! ..
    * (السليم) .. مش شرط إنه يُصاب بالسرطان عشان يمَوِّته .. بالعكس .. دي الناس اللي بتُشفَى من السرطان أكتر من الناس اللي بتدخل تنام ما تقومش ! .. لأن فيه حاجة اسمها "سكتة قلبية" ممكن تقضِي عليه في لحظة ! ..
    " يُفاجِئُهم هَلاكٌ بَغتَةً (فجأة) ، كالمَخَاض لِلحُبلَى ، فلا يَنجُون " تسالونيكي الأولى3:5 ..
    قل للطـبيبِ تَخَطَفَتُه يَدِ الرَدَى ~~~ يا شافِـيَ الأمراضِ ، مَن أرداكا قل للمريضِ نَجا وعُوفِيَ بعدما ~~~ عَجَزَت فنونُ الطِبِّ ، مَن عافاكا
    قل للصَـحيحِ يَموتُ لا مِن عِـلَّةٍ ~~~ مَن بالمنايا يا صَـحيح دهاكا
    * و(الناجح) .. ممكن يخسر كل ما يملك في دقايق ! .. زي أيوب ! ...
    " الرب أعطَى والرب أخذ ، فليكن اسم الرب مباركاً " أيوب21:1 ...
    افرِض كان العالَـم مِلكَـك ~~~ وبتأمـُر وليـك سُـلطان إيه هايساوِي خُسارة نَفسَك ~~~ وضياع عُمرك في الأحزان
    * و(الحلو) .. "نزلة برد" كافية إنها تِخَلِّلي القرد أحلى منه ! .. " الحُسنُ غِش والجَمَال باطل " أمثال 31: 29
    ياللي إنت غاوِي الجَمَال ~~~ ع القَبر طُل و شوف تِلقَى الجَمَـال اندَفَـن ~~~ والعَضـم بَقَى مَكشوف
    وابتدت تحكى لى حكايتها ...
    الإنسانة دى كانت صحتها جيدة جداً .. لا بتعرج ولا عندها أى مشاكل صحية .. بعد ما انتهت من دراستها الجامعية .. وبعد ما تمت خُطبَتها لشاب مؤمن .. صلِّت وقالت له: يا رب يسوع .. إنت بتحبنى لدرجة إنك اتصلبت بدالي ومُت عشانى .. مش كتير عليك إنى أعيش عشانك وأدِّيلك صحتى وشبابى تستخدمهم لمجد اسمك ! ...
    وفَكِّت خطوبتها وراحت الدير ...
    - قاطعتها وقلت لها : بس الإنسان ممكن يخدم ربنا وهوه متجوز وعنده ولاد .. وممكن ربنا يستخدمه وهوه بيشتغل .. مش شرط إنى أروح الدير وأترهبن ! .. وبعدين الواحد "مش مقصَّر" مع ربنا في الأعمال الخيرية ! .. ده أنا بادفع ...
    - قاطعتني هيه وقالت لي : ماتكَمِّلش ! .. هاقول لك كلمة بين قوسين و افهمها زي ماتفهمها
    لأن ربنا مش شاغلني إني أناقشك فيها دلوقتي :
    ربنا عايزك قبل ما تحُط إيدك في جيبك وتدِّيله فلوسك .. تحط إيدك في عِبَّك و تدِّيله قلبك ! .. لأن فلوسك هيه فلوسه .. معقول هاتراضيه بفلوسه ! .. ده غير إن إنت لو كنت في احتياج للفلوس دي .. ماكُنتش هاتدِّيهاله أصلاً .. عشان للأسف .. الناس مش عايزة تِدِّي لربنا غير الشيء اللي مالوش عوزة عندها !.
    نرجع لكلامنا .. أنا ماقُلتِش أن ربنا عايز إن الناس تترهبن علشان تخدمه .. والدليل على كده .. إن فيه ناس برَّة الدير .. بيخدموا ربنا أكتر من اللي جوَّه الدير ! .. لكن أنا باحكيلك ع اللى حصل معايا .. أنا طَلَبت من الرب إنه يشرفنى باحتمال جزء ضئيل جداً من الآلام اللى احتملها بدالى على عود الصليب .. طَلَبت منه إنى أشاركه في آلامه الجسدية .. ويحَوِّلها لـ"بركة" في حياة الآخرين ..
    - سألتها وأنا مش عاجبني الكلام : إزاى يعنى !؟! ..
    - قالت لى بكل هدوء ( كنت في خدمة في السودان .. وتعرَّضت لحادث .. وبسبب خطأ في العلاج .. أصبحت باعرج ..
    - قاطعتها وقلت لها : أُمَّال لو كنتي روحتي مشوار يغضب ربنا ، كان عَمَل فيكي إيه !؟! ...
    - بهدوء .. وبكل ثقة في محبة إلهها .. قالت لي :
    يا ريتنا بنصَدَّق ربنا زي ما بنصدَّق أكاذيب إبليس ! .. اللي شُغله الشاغل إنه يشَكِّكنا في محبة ربنا لينا ! .. إبليس فهِّمَك إن المرض هوه عقاب من الله للإنسان ، مش كده !؟! .. لما " التلاميذ سألوا يسوع : } يا معلم ، مَن أخطأ : هذا أم أبواه حتى وُلِدَ أعمى ؟ {
    أجاب يسوع : } لا هذا أخطأ ولا أبواه ، لكن لتظهر أعمال الله فيه { " يوحنا3،2:9 ..
    وفي مرة تانية .. "يسوع قال : هذا المرض ليس للموت ، بل لأجل مجد الله ، لِيَتَمجَّد ابن الله به " يوحنا4:11..
    كتير بيقولولي : لو إلهك موجود .. خلِّيه يشفيكي ! .. للأسف دول مش فاهمين " أنه قد وُهِبَ لنا لأجل المسيح لا أن نؤمن به فقط ، بل أيضاً أن نتألم لأجله " فيلبي1: 29 .. ويا بخته الشخص اللي يتألم النوع ده من الألم ! ..
    الألم بمختلف أشكاله .. هو....
    ( اكمل هذا الحديث الشيق فى الجزء الثانى )

من قاموا بقراءة الموضوع

تقليص

الأعضاء اللذين قرأوا هذا الموضوع: 0

    معلومات المنتدى

    تقليص

    من يتصفحون هذا الموضوع

    يوجد حاليا 1 شخص يتصفح هذا الموضوع. (0 عضو و 1 زائر)

      يعمل...
      X