إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

كتاب التحولات

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • كتاب التحولات

    " هذه الشهاده لا تحكى قصه تحول معتاده من الاسلام - او ايه ديانه او معتقد آخر - الى المسيحيه ، و لكنها ببساطه تتحدث عن تحول ( مسيحى / مسيحى ) ، و الفارق بين ما كنت و ما اصبحت عظيم جدا فى نظرى ، و يستحق التدوين حقا "

    **************************

    كتاب التحولات

    ( 1 )

    هل أنا متمرد ؟ أم أن طبيعه شخصيتى و تكوينى الفكرى كان لها الدور الرئيسى ؟ أم هو اختيار الله؟
    لقد بدأت علاقتى بالسيحيه بشكل نمطى و تقليدى للغايه ، هوذا ابن من أبوين مسيحيين أرثوذكس أقباط ، صدفه الميلاد الكلاسيكيه ، التى تجعلنى مسيحيا فقط لأنى ولدت من أب و أم يدينان بالمسيحيه ، و التى تجعلنى أيضا ارثوذكسيا ، فهو اختيار اذن مسبق ، لكنه يعتمد على التناسل و الوراثه لا أكثر و لا أقل .
    كان يجب أن اتعامل مع ذاتى أولا و مع الآخرين ثانيا من هذا المنطلق المفروض على بغير اختيار - و ما كان فى ذهنى وقت ان كنت صبيا ان اختار - و أن امارس كل ما يمارسه الآخرون المماثلون ، من نفس الديانه و المله و الطائفه .
    حسنا .. هناك الكنيسه الأرثوذكسيه ، و قداس الأحد ، و مدارس الأحد ، و غير هذا من طقوس و شكليات الاقباط المعروفه ..
    الحق أن والدى لا يمكن ان اعتبره متدينا ، فلم أره يوما يقرأ فى الكتاب ، او يصلى ، أو يصوم ( الا بالنمط الاجبارى الترهيبى السائد أرثوذكسيا ) ، أو يذهب الى الكنيسه ليتناول أيام الآحاد ( او غير هذا من الأيام ) ، ربما عندما سافر للعمل فى احدى البلدان العربيه ، شعر بالوحده و الملل و تأثر بالجو القبطى الحميم الموجود بين المغتربين الأقباط هناك ، فانكب على قراءه الكتاب المقدس - الى حد الدراسه - مضيعه للوقت و قتلا للسام و محاوله لمد جسور الألفه فى حقيقه الأمر بعيدا عن المغزى الروحى الاهم - لا أقول أنه لم يتأثر بالكتاب القدس روحيا لكن لم يكن هذا السبب الرئيسى او النتيجه المبتغاه .. لا أدرى .. كل ما أدريه انه عندما عاد من السفر الطويل ، وجدت نسخه كتابه المقدس و قد أمتلات بالخطوط و الألوان - خاصه فى أسفار العهد القديم الأولى .. اسفار التوراه .. التكوين و الخروج - و لم اكترث بالأمر كثيرا - علمت بعد ان نضجت دينيا أنه سار على النهج الارثوذكسى السطحى فى القراءه و التفسير و جميع خطوطه تدل على ذلك .. محض شكليات .
    على ان أبى- رغم عدم تدينه و كونه مسيحيا - عن طريق الميلاد و البطاقه الشخصيه فقط - يخاف كثيرا من الموت ، و يخاف أكثر من كسر الطقوس و الشكليات ، يصوم ايام الأربعاء و الجمعه ، و يحرص على مشاهده قداس الأعياد القادم من المرقسيه عبر الشاشات ، و ينتظر حتى الثانيه عشر ، منتصف الليل بدقه ، ليأكل اللحم و ينهى صيامه الكبير أو الصغير.. لم اكن افهم سر هذا التناقض بين الخواء الروحى و الهوس الطقسى .. بعد ذلك فهمت.
    أمى ، على خلاف أبى ، كانت - فيما مضى - خادمه فى الكنيسه ، تصلى ، و تصوم ، و تعلم الأطفال الصغار ، اخذتها الحياه فتركت الخدمه فى مستهلها ، لكن روحها أعمق من أى الى حد بعيد ، هى ارثوذكسيه كلاسيكيه ايضا ، تؤمن بكل الطقوس و الاسرار ، و ترى الكهنه بمثابه ( جنس آخر ) يستحق مزيد من الاحترام و التبجيل ، غير انها تحب الله فعلا ، و تحب المسيح بصدق و ايمان ، و اذ تقرأ الانجيل ، فباهتمام و خشوع ، أمى من النوع الذى تجرفه الحياه بمشكلاتها ، لكن لا يفقد جميع الأشياء ، و هو نوع من البشر موجود بكثره ، هؤلاء الذين يحبون أن يتعمقوا فى عالم الروح ، لكن عالم الماده يطغى عليهم ( لا أدرى لماذا أتذكر مثل الزارع الآن ) .

    من هنا نفهم ، كيف أصبحت مسيحيا بغير مسيح ، محسوبا كعدد أو كرقم وسط الأرقام ، منطفئ الروح ، ضحل المعرفه الى حد بعيد جدا .. البيئه تفعل فعلها يا أصدقائى ..

    لم أحب الذهاب الى الكنيسه ، كانت الكنيسه تعنى بالنسبه لى عده أمور ليس بظريفه على أى حال ، فهى أولا تعنى الاستيقاظ مبكرا - لانهم قالوا لى لابد من اللحاق بالقداس من اوله كيلا يفوتك الانجيل و من ثم تستطيع ان تتناول ! - و هى تعنى ثانيا الوقوف حتى الارهاق و الصلاه بنمطيه و تكرار و الاستماع مرغما الى قداس طويل ممل نوعا ما ( يؤسفنى أن اتكلم على هذا النحو ففى النهايه اقداس يقام باسم المسيح و لأجله لكنها الشهاده و لابد أن تكون صادقه و بقدر مساحه الجرح كما نعلم تأتى الصرخه ) ، ثم أن الكنيسه تعنى ثالثا مجموعه من الخدام المستفزين المتغطرسين بشكل بشع ، و هذا ما كنت لأقدر على تحمله ابدا .
    بعد القداس هناك مدارس الاحد ، و هى اجباريه ارغاميه كالعاده ، يجوب الخادم أو أحد من هؤلاء الذين لا دور لهم فى الكنيسه الا تمشيط الفناء و القاء الأوامر و تنغيص حياه كل من يلج الكنيسه لأى سبب من الأسباب ، اقول يجوب هذا الشخص ليلم خرافه الضاله من الفناء و من أمام المكتبه و من وراء الأكمه ، لان ميعاد مدارس الأحد قد حان ، و هى اجباريه لمن حضر القداس بالطبع .
    تجرى مدارس الأحد فى مبنى ملحق بالكنيسه ، و ينقسم الى عده أدوار ، يختص كل منها بمرحله من مراحل التعليم ، و كنا نجلس فى داخل الحجره على شكل حرف U و الخادم بمثابه النقطه داخل اناء الحرف ، يقف ليتحدث فيما أعده - و الكلام مكرر او مفتقد لأى اهميه روحيه او معرفيه حقيقيه - ثم يسألنا عده أسئله و توزع علينا صور القديسين أو العذراء و أحيانا المسيح ، و نبتاع مجله مدارس الأحد ، ثم ( القربان ) عند نزولنا ، و دمتم .
    كان هنالك ايضا دروس الالحان و الترانيم القبطيه و تعليم اللغه - و اللغه القبطيه احد الأصنام المتوارثه فى عرف الأقباط و هذا بعيد جدا عن المبالغة و التجني - ، و هذه الدروس لم استسغها أبدا ، و لم أحضر منها الا القليل ، بطريق المصادفه البحته ، و بشكل اجبارى ، اذ يتم القبض على متلبسا بالوقوف امام المكتبه أثناء جولات التفتيش و التمشيط اياها .

    ************************* يتبع قريبا ان أراد الرب و عشنا *********

من قاموا بقراءة الموضوع

تقليص

الأعضاء اللذين قرأوا هذا الموضوع: 0

    معلومات المنتدى

    تقليص

    من يتصفحون هذا الموضوع

    يوجد حاليا 1 شخص يتصفح هذا الموضوع. (0 عضو و 1 زائر)

      يعمل...
      X