إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

نعم كنت هناك!!

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • نعم كنت هناك!!

    بالنسبة للبشر كان يوما عاديا.. ربما كان ملىء بالأحداث الدرامية لكنه في النهاية كان يوم كباقي الأيام...
    لكن بالنسبة للسماء كان هذا اليوم يتعلق عليه مصير البشرية ما قبله وما بعده.
    الزمان: ظهر الجمعة في الشهر الرابع من السنة الثالثة والثلاثين ميلاديه –تقريبا-
    المكان: الجلجثة أو الجمجمة خارج أسوار أورشليم.
    أعرفكم بنفسي: أنا "آدم" ابن الله اول من وجد على هذه الأرض من البشر... أنا الذي بواسطته دخل الشر إلى العالم... دخل الخوف إلى الناس... دخلت الخطية إلى نفوس البشر ومعها فساد الموت .نعم انا هو. أنا أب البشرية التعيسة التي تتمرغ كل يوم في طين العذاب. نعم "آدم"
    كنت هناك في ذلك اليوم ولم أكن اتوقع إنه بهذه الصورة....
    ثلاثة جذوع من الشجر مرفوعة ومعلق عليها ثلاث رجال , وسط حشد من الناس
    ... الرجال والنساء ,العجزه والشباب, الكهنة والجنود. فجذبني المشهد لكي اقترب أكثر...
    فوجدت الثلاث رجال مسمري الأيدي والأرجل على جذوع الشجر التي تأخذ شكل صليب, وتتعالى منهم الصرخات والتأوهات مع كل شهيق يأخذونه...
    ولكني لاحظت أن أوسطهم كان أكثرهم تألما ويظهر عليه الكثير من علامات التعذيب. فنظرت حولي باحثا عن أحد ليعرفني من هذا... فوجدت بالقرب مني شابا كان يبكي, ويمسك بيده اليمنى سيدة عجوز يسندها مانعا إياها من السقوط من شدة الضعف ..عرفت بعدها إنه يوحنا أحد تلاميذ هذا الرجل الذي كنت أريد ان اعرف من هو ...
    فتقدمت إليه وسألته: من هذا الرجل؟! -و أشرت بإصبعي ناحية الصليب الأوسط- ..
    فقال لي بصوت أسيف متقطع النبره:... هذا معلمي.. وربي وإلهي.. هذا حمل الله الذي يرفع خطية العالم ..هذا يسوع المسيح مخلص العالم ...وها هو مصلوب الآن من أجل جرمي وجرم العالم أجمع.
    عندما قال لي هذه الكلمات إلتفت إلى الصليب وتسارعت دقات قلبي ,و سمرت في مكاني وتوقفت عن الحراك وكأن أطرافي كلها قد أصابها الشلل وتصارعت في رأسي الكثير من الصور.....
    شجرة معرفة الخير والشر ...منظر حواء وهي تعطيني لآكل منها... إلى منظرنا ونحن نحاول أن نختبىء من الله في وسط شجر الجنة خوفا منه... إلى صوت الله وهو يطردنا خارج الجنة ... الذبيحه التي صنعها الله ليكسينا من جلدها... مرورا بمنظر ابني هابيل وهو طريح الأرض بعد ان قتله قايين أخيه ...إلى مناظر الكره والبغضه والحروب والدماء وشر الناس على مر التاريخ... وفجأة....
    توقف هذا السيل من المشاهد في رأسي عندما سمعت صوت المسيح مناديا السيده العجوز ويقول لها وهو يومأ برأسه ناحية يوحنا:...
    "هذا أبنك" ,ثم يلتفت إلى يوحنا و ييقول له:... "هذه امك"
    عندها قررت أن اقترب منه أكثر. فدنوت من صليبه حتى أصبحت تحته مباشرة.. فنظرت إليه... فوجدته يحرك رأسه تجاهي ببطىء- بسبب المسامير التي تولد جمرا من الألم مع كل حركة يفعلها المصلوب- إلى ان ...تلاقت عينه الملأنه بالدم والدموع مع عيني...
    و ياللعجب ...وجدته -وهو يرتعش من الألم- يحاول أن يبتسم لي... و كأنه عرف من أنا !!!...فلم أستطع أن أمسك دموعي فأنهمرت في البكاء وقلت له :
    "آه يارب... أنا الذي أخترت البعاد عنك... البعاد عن مصدر حياتي ... أنا الذي كسرت وصيتك بإرادتي... أنا الذي عصيتك ,وفضلت الإستقلال عنك ..على أن أكون في محضرك خاضعا لك."



    "آه يارب... ألهذا القدر تحبنا نحن البشر؟!... من نحن؟!... ألسنا تراب الأرض؟!... أليس بنسمة من فمك صرنا أحياء, نحن الذين أوجدنا بعد أنا كنا في العدم موجودين؟!"

    "آه يارب... لماذا ترق لجنسنا وتفتقده ؟!... حتى تصنع بنفسك كل هذا العار... نستحق يارب عدلك و غضبك و دينونتك ... لماذا تأخذ مكاننا , وتتألم عوضا عنا وتحمل عارنا, وتزيل مرارتنا؟!... لماذا تنزل من سماك وانت العلي؟!... لماذا تأخذ جسد التراب وتموت لأجل التراب؟!..... ألهذا القدر تحبنا؟!.... ألهذا القدر تحبني؟! "

    نعم قد رأيت المسيح على الصليب...
    صليب المحبه و الغفران ...
    صليب التبرير و الإعلان ...
    صليب التكفير عن العصيان ...
    صليب المصالحة ...
    صليب الفداء...
    صليب ..للإيمان...
    نعم قد رأيت المسيح...
    "نعم كنت هناك
    1
    لا على الإطلاق
    0%
    0
    عادي
    0%
    0
    نعم إستفدت
    0%
    0
    إستفدت جدا
    100.00%
    1

    هذا الاستطلاع منتهي

من قاموا بقراءة الموضوع

تقليص

الأعضاء اللذين قرأوا هذا الموضوع: 0

    معلومات المنتدى

    تقليص

    من يتصفحون هذا الموضوع

    يوجد حاليا 1 شخص يتصفح هذا الموضوع. (0 عضو و 1 زائر)

      يعمل...
      X