إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الجامعة القبطية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الجامعة القبطية

    الجامعة القبطية.. وتصحيح الأخطاء

    إميل شكرالله
    GMT 7:50:00 2010 الخميس 11 فبراير
    لقد باتت الحاجة ملحة الآن أكثر من أي وقت مضى لإنشاء جامعة قبطية أصيلة تتبني سياسات واضحة ومعلنة ولها خطط إستراتيجية تنموية واضحة من أجل تقدم ورخاء مصر. جامعة علمية لا يختلط فيها العلم مع الدين كما هو الحال في الجامعات الدينية والتي لا تعترف بها كل دول العالم المتقدم تقريباً.
    نعم فالحاجة باتت ملحة لإنشاء جامعة يتم فيها فصل الدين عن العلم فصلاً تاماً صادقاً لا غش فيه. جامعة لا نرى فيها المظاهر الدينية السلفية والرجعية التي شوهت عقول الطلاب فلا هم أصبحوا علماء في العلم ولا هم أصبحوا من ملاك الفضيلة.
    لقد حان الوقت لكي يتكاتف العلماء ورجال الأعمال المصريين من الأقباط وهم كثر لإنشاء الجامعة القبطية التي تعالج الأخطاء التي ارتكبت بقصد أو بجهل في حق الحقبة التاريخية القبطية الفريدة والمتميزة في الحضارة المصرية، والتي تم تغافلها على مدى أربعة عشرة قرناً من الزمان ما أدى إلى تآكل الهوية المصرية والانتماء المصري والذي هو أساس وحجر الزاوية لنهضة أية أمة. فأية أمة تجهل تاريخها أو تتغاضى عن تزويره لحسابات عقائدية أو مصالح شخصية تصبح أمة مائعة بلا مركز ثقل محلي أو دولي وتنحدر إلى طبقات التخلف والجهل والفقر الأدنى.
    لذلك فالجامعة القبطية سوف تضم أقسام جديدة للحصول على درجات البكالوريوس والماجستير والدكتوراه في تخصصات القبطيات مثل التاريخ القبطي، الفلسفة القبطية، اللغات المصرية القديمة، اللغة القبطية، الآثار القبطية، الفنون القبطية، الأدب القبطي. بالإضافة إلى التخصصات الحديثة مثل علوم النانو تكنولوجي، وعلم الجينات، والهندسة الوراثية، وعلوم الفضاء، وعلوم الطاقة بكل أشكالها وأنواعها، وعلوم المواد، وغيرها.. مع الاهتمام الفائق بالعلوم الأساسية مثل الرياضيات والفيزياء. وسوف تفتح أبواب البحث العلمي في هذه المجالات أمام جميع الطلاب المصريين والأجانب، مثلها في ذلك مثل معظم الجامعات العريقة في العالم الحر.
    وسوف تضع الجامعة القبطية اللوائح والقوانين التي تكفل احترام عقول الطلاب قادة مصر المستقبل وتحافظ على مشاعرهم وتزرع فيهم قيم حب الوطن والانتماء، ومحبة الآخر، وعدم الحقد والكراهية وغيرها من القيم الإيجابية والتي نحتاجها اليوم كثيراً. وسوف تقدم للطلاب أرقي مستويات ممارسة الأنشطة الثقافية والفنية بعيداً عن مخططات جماعات الإسلام السياسي التي تفسد عقول الطلاب بخزعبلات وغيبيات لا علاقة لها بقواعد وأسس التفكير العلمي وتتناقض تماماً مع النظريات العلمية ومتضادة في معظم الأحوال مع أساليب البحث العلمي، وعلم المنطق، ناهيك عن شحن الطلاب بمشاعر الكراهية للوطن والآخر.. الكراهية لكل شيء بما فيها الحياة.
    إن الجامعة القبطية ستكون جاذبة حيث يشعر فيها جميع الطلاب بالمساواة والأمن والآمان، فجميعهم متساوون في الحقوق والواجبات، والمعيار الوحيد للأفضلية هو الكفاءة والتفوق العلمي فلن يسمح فيها باستبعاد الطلاب الأوائل إذا كانوا من الأقباط، أو من طوائف أو أعراق أخرى. فالحقوق مصانة للجميع وغير منتقصة بسبب الجنس أو الدين أو العرق.
    في الجامعة القبطية لا يشعر الطلاب بالتمييز فلا فروض ولا قيود على الطالبات لارتداء الحجاب، ولا تحديد لأماكن جلوس الطالبات داخل القاعات كما تفعل جماعات الإسلام السياسي داخل الجامعات الحكومية بدون محاسبة من المسئولين وبدون أدنى اهتمام من أعضاء هيئات التدريس بسبب الخوف من سهام التكفير من قبل الحركات الأصولية والسلفية.
    وفي فضاء الجامعة القبطية لا تشعر غير المحجبات بالأذى وعدم الطمأنينة وفقدان السلام الداخلي الناتج من نظرات الاستعلاء وكلمات التجريح والتخويف التي تطلقها الجماعات الأصولية داخل الحرم الجامعي وتضع الملصقات لهذا الغرض في كل مكان حتى تكاد تشعر أنك في مدينة كندهار الأفغانية أو في مدينة غزة الحمساوية.
    والجامعة القبطية ترحب بوجود التعددية الثقافية والدينية وتحافظ عليها وتحترم مواعيد الأعياد والمناسبات الدينية لطلابها وتحترم معتقداتهم. ولا توجد فيها أية أسباب لانعزال أية فئة من الطلاب وتقوقعها في فضاءات جزئية مغلقة لأن الجميع سيندمجون في فضاء مصري واحد يرسخ مفهوم المواطنة ويعزز قيم الانتماء للوطن والعيش المشترك. والحرية المشروطة بحرية الآخرين ستكون متاحة للجميع.. الليبراليون، العلمانيون، البهائيون، اللادينيون، البوذيون،... فالجامعة تبقى جامعة مهمتها الأولى تقديم العلم والعلم فقط، الثقافة وفقط الثقافة.
    في الجامعة القبطية توجد كل الإمكانيات والآليات التي تشجع الطلاب على ممارسة جميع أنواع الألعاب الرياضية والفنون من رسم، وموسيقى، ونحت، ومسرح، وسينما، وشعر باعتبار أن الفن مقدمة للعلم ومن يملك مفتاح الفن يملك مفاتيح العلم.. فلم تنهض الدول الأوربية نهضتها العلمية الصناعية إلا بعدما نهضت فنياً، وثقافياً، وفلسفياً وموسيقياً...
    وفي رحاب الجامعة القبطية يشعر الطلاب بالفرح والسعادة ويقضون فيها أجمل أيام العمر مثل كل جامعات العالم الحر وليس كما هو حادث الآن حيث يرقص الطلاب فرحاً بمجرد الانتهاء من الدراسة في الجامعات في شكلها ونظامها الحالي الممتلئ بالضغوط النفسية والمضايقات الحمقاء والتعصب الديني المعلن وغير المعلن.
    وتقيم الجامعة القبطية الحفلات والمسابقات الغنائية والموسيقية، والاوبراليه الراقية غير الهابطة.. تلك التي يحتاجها إنسان القرن الواحد والعشرين والتي تمنعها بعض القيادات الجامعية في الكثير من الجامعات الحالية خوفاً من بطش الأصولية الدينية وخططهم الشريرة في محاربة هذه الاحتفالات باعتبار أن الفن حرام بل ومن المفاسد كما يزعمون فتكون النتيجة حرمان جموع الطلاب من مثل هذه الأنشطة الضرورية لخلق بيئات ثقافية حرة يحتاجها الشباب لتجديد طاقات الإبداع وضبط إيقاع التفكير الحر.
    وسوف تتبني الجامعة القبطية خطة إستراتيجية طموحه لدعوة كبار المفكرين والمثقفين والأدباء، والمفكرين المستنيرين المحليين والدوليين لإلقاء المحاضرات التنويرية والتثقيفية في أمور الحياة العامة والخاصة، والعلم، والأخلاق، والفضيلة، بعيدا عن محاضرات الإسلام السياسي التي تحض على كراهية الآخر وتختزل عقول الشباب في التفكير في توافه الأمور، أو تدفعهم لبغض الحياة أو تتحدث عن طرق علاج الحسد والمس الشيطاني والسحر وغيرها من الأمور الغيبية التي لا تمت للعلوم بأية صلات.
    ويؤكد الكثير من العلماء ورجال الأعمال الأقباط والمسلمين في الداخل والخارج أن الجامعة القبطية ستجد لنفسها مكاناً في مقدمة الجامعات العالمية المتقدمة لأنها لن تحقق فقط المعايير القياسية العالمية بل وسترتقي بها وتطورها كنتيجة حتمية للإرادة المجتمعية المصرية التي تبلورت مؤخراً وتدفع بقوة في اتجاه إنشاء الجامعة القبطية. ويعتقد الكثيرون في قدرة الجامعة القبطية بهذه المواصفات على وضع مصر في الموضع الذي يليق بمكانتها الحضارية الرفيعة على خريطة العلم والبحث العلمي العالمية والتي طالما كانت مصر في صدارتها منذ عهود ما قبل التاريخ وحتى ما قبل الثورة.
    ولكي يكتب لهذه الجامعة النجاح والاستمرار في تحقيق أهدافها وتتمكن من أن تقدم لمصر والعالم ابتكارات علمية حديثة وخريج متميز ينافس خريج الجامعات المتقدمة عالميا، ولكي تستطيع هذه الجامعة أن تكون مصدراً للإبداع العلمي والاكتشافات الحديثة يجب أن يكون التعيين فيها بمسابقات عالمية بحيث يتقدم للعمل فيها أفضل الكوادر العلمية العالمية من المصريين في الخارج والداخل ومن كافة العلماء من كل الأجناس في كل بقاع الأرض.
    ولأن الجامعة القبطية هي جامعة مصرية لكل المصريين فعلى الحكومة المصرية أن تشجع رجال الأعمال والعلماء والممولين أن يضخوا أموالهم لبناء هذا الصرح التعليمي العالمي العظيم أجل مستقبل أفضل لمصر، وعليها أن تسهل الطريق والإجراءات اللازمة للبدء فوراً في إنشاء الجامعة القبطية لترى النور ولتكن ملحاً وسراجاً لكل الجامعات الأخرى باعتبارها من المصالح العامة والعليا للوطن والمصلحة العامة إذا ما تحققت سوف تتحقق كل المصالح الخاصة والعكس ليس صحيح.

    shoukrala@hotmail.com
    http://www.elaph.com/Web/opinion/2010/2/533105.html
    نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

من قاموا بقراءة الموضوع

تقليص

الأعضاء اللذين قرأوا هذا الموضوع: 0

    معلومات المنتدى

    تقليص

    من يتصفحون هذا الموضوع

    يوجد حاليا 1 شخص يتصفح هذا الموضوع. (0 عضو و 1 زائر)

      يعمل...
      X