تويت
ممثل تلفزيوني .. وممثل في الحياة
بقلم: عماد حنا
في الايام الأخيرة قام الممثل القدير حسن حسني بتقديم مسلسلين على شاشات التلفزيون العربي، وقد كان قديرا في الآداء بشكل ملفت للنظر، وفي الواقع أنا كنت أشاهد المسلسلين في وقت متقارب جدا.. فقد كان يعرض في مصر مسلسل "أميرة في عابدين"، وفي دبي كان يعرض مسلسل "أين قلبي" بعده مباشرة.. وعندما تشاهد مسلسل "أميرة في عابدين" تجد الفنان حسن حسني ابن البلد شديد النخوة الذي يعمل ترزي (خياط) عربي.. وعلى الرغم من بساطة مهنته الا ان خيره على كل جيران يساعد الكبير والصغير.. وكان مثال للرجل الشهم الذي نفتخر به جميعا .. وينتهي المسلسل ويبدأ مسلسل " أين قلبي" فنجد نفس الشخص يخرج الينا في ثوب صاحب مصنع للكرتون غني جدا يأكل مال اليتامي ويحب النساء جدا.. لا يربي ابنته جيدا وينتهي دوره بدمار اسرته لولا أن أمسك ابنه الأمور !!!
وفي المسلسل السوري الناجح " الفصول الأربعة " تحب فتاة ممثل كبير دائما يمثل انه يحب الغلابة وأعجبت بصفاته كثيرا وتأتي الظروف التي تسمح بأن تشاهد الممثل في حياته العامة لتجد صورة على النقيض تماما فهو شخص متكبر متعب في العمل يحتقر أقرب الآخرين له !!!!
التلون في التمثيل نستطيع ان نسميه قدرة تمثيلية وموهبة رائعة .. ولكن ماذا عن التلون في الحياة .. نحن نتعامل مع كثير من الاشخاص في كثير من الاحيان .. ولكن هل نستخدم وجهنا الحقيقي.. ام ان لدينا اقنعة نرتديها بحسب الظروف والاوقات .. سؤال اتركه لك
لماذا يتلون الإنسان
هناك أسباب كثيرة لهذا التلون يمكن أن أسرد بعضها
1- ربما ينقذنا من مشكلة ما: أذكر نبي الله داود في مرة من المرات خرج من مشكلة وخطر محدق به بأن إدعى الجنون!! الأمر الذي انقذه من أعداؤه.. وأحيانا نحن نرتدي قناع لا يحمل سمات وجهنا الحقيقي لنخرج من مأزق ما ..
2- ربما للوصول الى غرض ما : أذكر شاول الملك الذي أمره الله بأن يقتل كل البهائم والبشر التي سيواجهها في حرب ما ، ولكن شاول نفذ أمر الرب فيما يخص البشر ولكن البهائم وجدت نعمة في عينه!!! .فقرر ألا يهلكها ضاربا بأوامر الرب عرض الحائط . وفكر في المبرر سريعا وقال إذا سألني نبي الله صموئيل عنها أقول أنني استبقيتها لكي أقدمها ذبيحة حمد وشكر لله.. لقد بدا الهدف المقدم جميلا ولكن ببساطة كان شاول يتمرد على أوامر الله، ولكي يعطي هذا التمرد الشرعية اللازمة تلون ولبس رداء التقوى والرغبة في شكر الله بتقديم ذبيحة من حيوانات حكم عليها بالإعدام من قبل الرب فعلا... وهي بهذا من المفروض ألا تكون موجودة على قيد الحياة لتقدم كذبيحة ولكن في سبيل الهدف زور وقلب الحقائق ووصل الى هدفه.. وربما يكون هذا من أسباب التلون.
3- ربما لنداري ضعف فينا: كثير من الناس لديهم ضعف معين تجاه خطية معينة.. ولكنهم يحاولون بدلا من مواجهة المشكلة أن يلجأوا الى قناع مغاير فهذا سهل بل أسهل من علاج المشكلة ذاتها .. لقد ظل يهوذا الاسخريوطي فترة طويلة يدعي أنه من تلاميذ السيد المسيح , ولم يخلع البرقع إلا في الآخر عندما خلعه له السيد نفسه قائلا " ابقبلة تسلم ابن الانسان؟ " وقبلها كان يلبس قناع محبة الفقراء وبداخله كان سارقا للصندوق!!!
4- ربما لنساير مجتمع ما .. أذكر الحرباء التي تلون جلدها فتكون خضراء في الارض المزروعة وصفراء في الصحراء .. فهذا يحميها من الأخطار التي تواجهها ونحن أحيانا لا يكون لدينا مبدأ ثابت بل عندما ندخل مجتمع ندرس اخلاقياته جيدا ونسايره قدر الامكان .. فنصير متلونين
هذه هي الاسباب الأربع التي فكرت فيها وأنا أفكر في التلون، وفي الواقع بعد قليل نجد أنفسنا وقد تاهت منا شخصياتنا الحقيقية وأصبحنا لا نعرف أنفسنا جيدا ونحتاج الى ثورة داخلية فيها نستطيع ان نتعرف على أنفسنا جيدا ، وتذكر عزيزي أني لست ملاكا ولا أنفي عن نفسي هذه التهمة ولكني أكتب لي مثلما أكتب للقارئ أيضا فنحن نتلون لنخرج من المشكلة أو للوصول الى الهدف أو لنداري ضعفا فينا.. ونأتي الى سؤال آخر هو:
ماذا يعني أن نتلون
وهنا أيضا أضع ثلاث نقاط
1- يعني عدم ثقتنا في وجود اله يمسك بيديه مقاليد الأمور .. ونحتاج الى وضع ثقة أكبر في الهنا.. نحتاج الى تسليم حايتنا اليه فيعطينا الثقة والشفاية .. تلك الثقة التي عندما نواجه المشكلة نواجهها بقلب صريح شفاف دون أن نفكر في العواقب وعندما يكون لنا هدف نسلك نحوه عن طريق مباشر دون اللجوء الى الامور الملتوية
2- يعني وجود خطية محبوبة نرفض أن نتركها فنلجا الى الوسيلة الأسهل وهو اخفائها .. وبالتالي علينا أن نضع بأيدينا على أصل الداء ونعترف به لالهنا ونطلب منه أن يشفينا من تلك الممارسات التي هي مرفوضة في المجتمع لدرجة اننا نحاول أن نخبئها
3- يعني أننا بحاجة الى وضع مبادئ صحيحة في حياتنا.. علينا أن نرجع الى مقدساتنا , ولنعرف ماذا يريد الله منا .. نريد أن ندرس الكتاب المقدس جيدا (اتكلم كمسيحي) لنعرف الاسلوب الصحيح والأمثل للحياة فكلمة الله حية وفعالة وأمضى من كل سيف زي حدين كلمة الله نافعة وخارقة داخلنا .. كلمة الله مغيرة للأعماق.. وتقرب الانسان من الله أكثر.. وتساعد على وضوح الرؤيا لدينا
اننا عزيزي القارئ نحتاج الى الوضوح, والى أن نخلع أقنعتنا ةلن يتم هذا الا بوجود روح الله في حياتنا .. وبتسليم حياتنا بالكامل لله.. عندها نخلع البرقع ونترك التلون للمثلين فهذا عملهم.. ونكشف عن وجه حقيقي أعطاه الله جمال طبيعي نتيجة للتغير الذي حدث بوجود الله في الحياة .. هل تتفق معي
بقلم: عماد حنا
في الايام الأخيرة قام الممثل القدير حسن حسني بتقديم مسلسلين على شاشات التلفزيون العربي، وقد كان قديرا في الآداء بشكل ملفت للنظر، وفي الواقع أنا كنت أشاهد المسلسلين في وقت متقارب جدا.. فقد كان يعرض في مصر مسلسل "أميرة في عابدين"، وفي دبي كان يعرض مسلسل "أين قلبي" بعده مباشرة.. وعندما تشاهد مسلسل "أميرة في عابدين" تجد الفنان حسن حسني ابن البلد شديد النخوة الذي يعمل ترزي (خياط) عربي.. وعلى الرغم من بساطة مهنته الا ان خيره على كل جيران يساعد الكبير والصغير.. وكان مثال للرجل الشهم الذي نفتخر به جميعا .. وينتهي المسلسل ويبدأ مسلسل " أين قلبي" فنجد نفس الشخص يخرج الينا في ثوب صاحب مصنع للكرتون غني جدا يأكل مال اليتامي ويحب النساء جدا.. لا يربي ابنته جيدا وينتهي دوره بدمار اسرته لولا أن أمسك ابنه الأمور !!!
وفي المسلسل السوري الناجح " الفصول الأربعة " تحب فتاة ممثل كبير دائما يمثل انه يحب الغلابة وأعجبت بصفاته كثيرا وتأتي الظروف التي تسمح بأن تشاهد الممثل في حياته العامة لتجد صورة على النقيض تماما فهو شخص متكبر متعب في العمل يحتقر أقرب الآخرين له !!!!
التلون في التمثيل نستطيع ان نسميه قدرة تمثيلية وموهبة رائعة .. ولكن ماذا عن التلون في الحياة .. نحن نتعامل مع كثير من الاشخاص في كثير من الاحيان .. ولكن هل نستخدم وجهنا الحقيقي.. ام ان لدينا اقنعة نرتديها بحسب الظروف والاوقات .. سؤال اتركه لك
لماذا يتلون الإنسان
هناك أسباب كثيرة لهذا التلون يمكن أن أسرد بعضها
1- ربما ينقذنا من مشكلة ما: أذكر نبي الله داود في مرة من المرات خرج من مشكلة وخطر محدق به بأن إدعى الجنون!! الأمر الذي انقذه من أعداؤه.. وأحيانا نحن نرتدي قناع لا يحمل سمات وجهنا الحقيقي لنخرج من مأزق ما ..
2- ربما للوصول الى غرض ما : أذكر شاول الملك الذي أمره الله بأن يقتل كل البهائم والبشر التي سيواجهها في حرب ما ، ولكن شاول نفذ أمر الرب فيما يخص البشر ولكن البهائم وجدت نعمة في عينه!!! .فقرر ألا يهلكها ضاربا بأوامر الرب عرض الحائط . وفكر في المبرر سريعا وقال إذا سألني نبي الله صموئيل عنها أقول أنني استبقيتها لكي أقدمها ذبيحة حمد وشكر لله.. لقد بدا الهدف المقدم جميلا ولكن ببساطة كان شاول يتمرد على أوامر الله، ولكي يعطي هذا التمرد الشرعية اللازمة تلون ولبس رداء التقوى والرغبة في شكر الله بتقديم ذبيحة من حيوانات حكم عليها بالإعدام من قبل الرب فعلا... وهي بهذا من المفروض ألا تكون موجودة على قيد الحياة لتقدم كذبيحة ولكن في سبيل الهدف زور وقلب الحقائق ووصل الى هدفه.. وربما يكون هذا من أسباب التلون.
3- ربما لنداري ضعف فينا: كثير من الناس لديهم ضعف معين تجاه خطية معينة.. ولكنهم يحاولون بدلا من مواجهة المشكلة أن يلجأوا الى قناع مغاير فهذا سهل بل أسهل من علاج المشكلة ذاتها .. لقد ظل يهوذا الاسخريوطي فترة طويلة يدعي أنه من تلاميذ السيد المسيح , ولم يخلع البرقع إلا في الآخر عندما خلعه له السيد نفسه قائلا " ابقبلة تسلم ابن الانسان؟ " وقبلها كان يلبس قناع محبة الفقراء وبداخله كان سارقا للصندوق!!!
4- ربما لنساير مجتمع ما .. أذكر الحرباء التي تلون جلدها فتكون خضراء في الارض المزروعة وصفراء في الصحراء .. فهذا يحميها من الأخطار التي تواجهها ونحن أحيانا لا يكون لدينا مبدأ ثابت بل عندما ندخل مجتمع ندرس اخلاقياته جيدا ونسايره قدر الامكان .. فنصير متلونين
هذه هي الاسباب الأربع التي فكرت فيها وأنا أفكر في التلون، وفي الواقع بعد قليل نجد أنفسنا وقد تاهت منا شخصياتنا الحقيقية وأصبحنا لا نعرف أنفسنا جيدا ونحتاج الى ثورة داخلية فيها نستطيع ان نتعرف على أنفسنا جيدا ، وتذكر عزيزي أني لست ملاكا ولا أنفي عن نفسي هذه التهمة ولكني أكتب لي مثلما أكتب للقارئ أيضا فنحن نتلون لنخرج من المشكلة أو للوصول الى الهدف أو لنداري ضعفا فينا.. ونأتي الى سؤال آخر هو:
ماذا يعني أن نتلون
وهنا أيضا أضع ثلاث نقاط
1- يعني عدم ثقتنا في وجود اله يمسك بيديه مقاليد الأمور .. ونحتاج الى وضع ثقة أكبر في الهنا.. نحتاج الى تسليم حايتنا اليه فيعطينا الثقة والشفاية .. تلك الثقة التي عندما نواجه المشكلة نواجهها بقلب صريح شفاف دون أن نفكر في العواقب وعندما يكون لنا هدف نسلك نحوه عن طريق مباشر دون اللجوء الى الامور الملتوية
2- يعني وجود خطية محبوبة نرفض أن نتركها فنلجا الى الوسيلة الأسهل وهو اخفائها .. وبالتالي علينا أن نضع بأيدينا على أصل الداء ونعترف به لالهنا ونطلب منه أن يشفينا من تلك الممارسات التي هي مرفوضة في المجتمع لدرجة اننا نحاول أن نخبئها
3- يعني أننا بحاجة الى وضع مبادئ صحيحة في حياتنا.. علينا أن نرجع الى مقدساتنا , ولنعرف ماذا يريد الله منا .. نريد أن ندرس الكتاب المقدس جيدا (اتكلم كمسيحي) لنعرف الاسلوب الصحيح والأمثل للحياة فكلمة الله حية وفعالة وأمضى من كل سيف زي حدين كلمة الله نافعة وخارقة داخلنا .. كلمة الله مغيرة للأعماق.. وتقرب الانسان من الله أكثر.. وتساعد على وضوح الرؤيا لدينا
اننا عزيزي القارئ نحتاج الى الوضوح, والى أن نخلع أقنعتنا ةلن يتم هذا الا بوجود روح الله في حياتنا .. وبتسليم حياتنا بالكامل لله.. عندها نخلع البرقع ونترك التلون للمثلين فهذا عملهم.. ونكشف عن وجه حقيقي أعطاه الله جمال طبيعي نتيجة للتغير الذي حدث بوجود الله في الحياة .. هل تتفق معي