تويت
ألقاب الراعي (الخادم)
ما هي ألقاب أو أوصاف الراعي أو القائد الخادم؟!
هناك العديد من الأوصاف واالألقاب المختلفة للخادم (للراعي)؛ وهذه هي وجهات نظر الكنائس وأعضائها حيث يُعرف الراعي في وسط دائرته الرعوية بأوصاف وألقاب مختلفة؛:
1. فهناك من ينظر إليه كحاكم لرعيته صاحب السلطة وله كلمات الأمر والنهي وكلمته مستجابة فهو صاحب القرار في الكنيسة.
2. وهناك من ينظر إليه كالشخص الأكثر إهمية من الرعية.
3. وهناك من يتصوره أكثر نضوجاً وبلوغاً كما كانوا يتصورونه في الكنيسة الأولى.
4. هناك من يلقبه بالقسيس أو القس: والقسوس أو (القسيسين – كما يذكر القرآن) أو القسس أنواع هناك منهم الرئيسي وهو الراعي الأساسي ويتبعه في الخدمة القس الكارز والقس المساعد والراعي الشريك والراعي المعلم ... الخ.
5. وهناك من يلقبه بالأخ. وهو من الالقاب المحببة لنفسي والمحبوبة لكثيرين.
6. أو بالخادم. وهكذا ينبغي أن نكون في واقع خدمتنا كسيدنا الذي علمنا بالقول والفعل أن العظمة الحقيقية هي في الخدمة المسيحية العملية حتى لو كانت في غسل الاقدام.
7. وهناك من يلقبه بالمبشر قبل أن يبدأ خدمته الرعوية. ويُُعرف الراعي في وسط دائرته الرعوية بأوصاف وألقاب مختلفة؛ وهو ما ينبغي أن نقوم به باستمرار طوال سني حياة خدمتنا؛ البشارة والكرازة في إرسالية ربنا يسوع العظمى والسامية.
8. وهناك من ينظر إليه كواعظ؛ وإن كانت النظرة المجردة إليه كواعظ لا تضع الاهتمام الكافي للالقاب السالفة الذكر.
9. وفي الكنائس التقليدية الكاثوليكية والأرثوذكسية كالأب؛ أبونا. وإن كان اللقب يشير إلي المركز الذي يُرفع إليه الخادم؛ إلا أن الممارسة الحقيقية لخدمة الخدام لا تكشف عن عمق المعنى المقصود من لفب الأب، لا في فهمهم أو فهم الرعية لخدمتهم.
10. وفي الكنائس التقليدية يمكن الاشارة إلي الراعي بلقب الكاهن التي هي شائعة. أما فيما يتصل بهذه الكلمة؛ فهناك خلاف كبير حول فهمها. فبينما تصف بها الكنائس التقليدية رعاتها دون غيرهم؛ فإن الكنائس الكتابية لا تستعملها للرعاة بل لجميع المؤمنين. وعندما تصف الكنائس التقليدية الرعاة بالكهنة؛ فإنها بذلك تعطيهم مركزاً خاصاً بهم كمن يتقدمون لممارسة الذبيحة. وعملهم هذا قاصر عليهم، وقد تأثر بعض رجال الكنيسة المعروفين في التاريخ المسيحي بما ذكر يوحنا فم الذهب؛ فالأوصاف التي طرحها عن الخادم ككاهن وهو يقدم الخدمة الكهنوتية كما كانت تقدم الذبيحة قديماً نيابةً عن الشعب بمعنى التشفع. وفم الذهب يكاد يرينا الخادم المسيحي بهذا المعنى؛ وإن كانت الحقيقة الكتابية لا تتمشى اطلاقاً مع وضع الخادم في مركز الكاهن في العهد القديم؛ إذ أن جميع المؤمنين ملوك وكهنة. وليس هناك في الكتاب ما يمكن أن يجعل لفظ الكاهن مخصصاً لخدام الدين دون غيرهم من أعضاء جسد المسيح (الكنيسة). وقد وجد لذلك فريق حاول أن يقول بأنه وإن كان الجميع كهنة لكن هناك فارقاً في الوظيفة إذ أن وضع اليد قاصر فقط على المعينين من قبل الله في الخدمة الخاصة التي لا تجوز لكل عضو في الكنيسة؛ بل للمدعويين لها فقط. أما بقية الأعضاء فهم كهنة بالمعنى الذي يُمكن كل عضو إلي الاقتراب إلي الله وعرشه دون عائق. ونحن لا نعرف على الاطلاق تفرقة بين مؤمن ومؤمن فالجميع كما ذكرنا كهنة ولكن ليس معنى هذا أن توزيع الخدمات بدعة، إذ أن الله وزع هذه الخدمات وخص بعض المؤمنين بمركزهم كرعاة كما جاء في قول المسيح لبطرس: "ارع غنمي؛ ارع خرافي"
11. والرسول بولس يصف الخادم بأنه بنّاء ويعطيه هذا اللقب. ونحن نعلم أن لقب البنّاء لا يشير إلي التعب والمجهود فحسب بل يشير إلي العمل من حيث دقته واهميته؛ وإلا تعرّض البنيان كله إلي التصدع والانهيار.
12. كما أن الرسول قد وصف الخادم أيضاً بأنه الغارس والفلاح الذي يمارس عمله في حقل وغرس الرب؛ وهو الذي من واجبه أن يهتم بالزرع والسقي والحراثة وتعهد الأرض والنبات وهذا يشير إلي الرعاية المستمرة والمجهود الذي ينبغي أن يبذل بالكثير من التعب والتضحية.
13. كما أن الخادم يشار إليه أيضاً كجندي؛ مع ما هو مفهوم من النظام الصارم الذي ينبغي أن يكون عليه الجندي في الجيش؛ وينبغي على الجندي أن يراعي هذا النظام مع مواجهة المخاطر والمتاعب من الحروب المتعددة.
14. ألقاب أخرى أو أوصاف أو أدوار ينبغي أن تكون في الخدام أو الرعاة: مثلما ذكر الدكتور لبيب مشرقي كتابه الشهير القديم والحديث في نفس الوقت " كتاب علم اللاهوت الرعوي" وهو الكتاب الذي تعلمنا منه وتعلم منه أستاذتنا بكلية اللاهوت الإنجيلية بالقاهرة (6): مفتقد ــ ناظر ــ طبيب نفسي ــ مدير أعمال مختلفة ــ مشرف على منظمات متعددة ــ وكيل ــ مدبر ــ رقيب ــ قدوة ــ سفير ــ معلّم ــ نور ــ شاهد.
15. لكن هذه الالقاب ربما يتفوّق عليها لقب الراعي. فهو الوصف الذي وصف به السيد نفسه؛ عندما قال: "أنا هو الراعي الصالح". وقد كشف المسيح عن علاقته بخرافه في علاقة وثيقة عميقة التي هي مثال لما ينبغي أن تكون عليه العلاقة بين الراعي ورعيته في كل كنيسة وحقل خدمة.
وكلمة الراعي تشير على الأقل إلي ثلاثة أمور رئيسية:
الأمر الأول: هو الأهمية. فالراعي أكثر اهمية من الرعية من حيث أنه القائد المبرز بينهم والمسئول عن القيادة في القطيع. وهذا هو امتياز الراعي إذ أن الله وضعه في مركز أسمى وأعلى من أي مركز يشغله أي واحد من الأعضاء.
كما أن الراعي يعني ثانياً: لا الامتياز فحسب بل الواجب الثقيل الرهيب؛ فالراعي مسئول مسئولية كاملة عن القطيع وسلامته ورعايته وحمايته وسد احتياجاته والاهتمام به وقت المرض؛ وهذه مسئولية كبيرة ورهيبة وقاسية بالنسبة لكل واحد.
على أن الكلمة تشير ثالثاً: إلي أكثر من ذلك فهي تشير إلي العلاقة المتميزة والصداقة الحميمة والمحبة الرابطة بين الراعي ورعيته أي بين الخادم وخدمته.
وفي نهاية هذه الأفكار لهذا الجزء أحب أن أؤكد أن كل مؤمن خادم وكل خادم من خدام الله في المعنى الواسع من الخدمة يمكنه أن يأخذ مكان الراعي.
وإن كان الراعي يأخذ شهرته كواعظ يعظ بكلمة الله، فإن الخدمة على المنبر وإن كانت جوهرية وأساسية وهامة فهي ليست إلا جزءاً من واجبه الرعوي. وخدمة الوعظ لا تزيد عن بضع ساعات كل أسبوع بينما المفروض أن خدمة الرعاية تأخذ باقي الوقت طوال الأسبوع.
لذلك يرجح لقب الراعي على لقب الواعظ في حياة كل واحد من هؤلاء الذين يقومون بخدمة كنسية معينة. ويكفى كل خادم شرفاً أن يُدعى راعياً كالمسيح الراعي الصالح. وحتى الأب في منزله راعي. والأم راعية. والمعلم في مدرسة الأحد راعي. والمعلم في المدرسة والجامعة رعاة. والقائدة في اجتماع الزهرات أو الأخوات أو السيدات راعية. والقائد والمسئول لإي أي نوع من الخدمة داخل أو خارج الكنيسة هو راع. وكل مؤمن ينبغي أن يكون راعياً.
تعليق