كلمتي في عيد الأم 2013م.

[القس / الفريد فائق صموئيل]

كلمتي في عيد الأم 2013م.
القس / الفريد فائق صموئيل

في ذكرى "عيد الأم" أتذكر والدتي التي انتقلت للسماء في 2/8/2006م. في صفط اللبن ـ المنيا. وهي من مواليد 16/2/1927م. أيضا في صفط اللبن ـ المنيا. أي أنها عاشت 78 سنة وثمانية أشهر وخمسة أيام؛ كما تقول شهادة قيد الوفاة. كانت هي التي تعطي طعما وحلاوة للمنيا ـ عندما كنت أزورها. كانت عماد وأساس البيت. كانت محضر خير وسلام للجميع. قامت بتربيتنا تربية مسيحية. وكانت تقيم لنا المذبح العائلي. علمتنا الصلاة في الصباح والمساء وكذلك قبل الأكل كنا نصلي معا ثلاث مرات يوميا. كانت علاقتها بالجيران والأقارب رائعة. وكان اهتمامها الكبير في حفظ وحدة البيت بيننا كأخوة وأخوات.
كانت تواظب على كل اجتماعات الكنيسة الإنجيلية الأولى في المنيا. وكذلك في الكنيسة الإنجيلية في صفط اللبن؛ عندما انتقلت الأسرة للسكن فيها ـ بسبب هدم منزل المنيا. وكانت مسئولة عن الزيارات في المنيا وفي صفط اللبن. وكانت من أعمدة السيدات على مستوى مجمع المنيا. وكان "عيد الشكر السنوي" هو بالفعل "عيدها الشخصي" وكانت تذهب مع لجنة السيدات للجمع في البيوت. وزارت وجمعت وحضرت "عيد الشكر" في نفس العام الذي انتقلت فيه. وكانت تزور وتسال عن الناس الجيران والأقارب وشعب الكنيسة؛ حتى قبل انتقالها بأيام.
كانت مُحبّة ومُرّحبة بالخدمة والخدام؛ ويوم سعادتها كان عندما يزورنا أحد خدام الرب من الرعاة والقسوس وحتى أحد قادة أو قائدات اجتماعات وخدمات الكنائس المتنوعة.
كانت صلاتها المتكررة صباح مساء قبل انتقالها بأربعة شهور: "يارب لا تسمح لي بأن أرقد على فراش المرض و لا تسمح لي بأن أتعب أو أُتعب غيري. إن أردت أن تأخذني إليك فخذني بدون تعب لا ليَّ ولا لغيري يارب". وقد حقق الرب طلبتها بالتمام. ولم ترقد بسبب المرض؛ بل انتقلت في الطريق وهم يأخذونها للمستشفى الجامعي بالمنيا بعد أن أخذوها لمستشفى الراعي الصالح بسمالوط.
وبعد انتقالها علمنا بأنها كانت تعول طالبات واسر فقيرة. وتركت ذكرى طيبة تفوح رائحتها حتى الآن.