الليلة المقدسة
كان هناك رجل خرج من منزله فى ليلة مظلمة كى ما يقترض جمرة من الفحم ليوقد بها نيران . وذهب الرجل من كوخ لآخر وهو يقرع الأبواب قائلاً " ساعدونى يا أصدقائى ، زوجتى وضعت مولوداً ، وأحتاج أن أوقد ناراً لتدفئتها هى والمولود الصغير . "
ولكنه الليل كان يرخى سدوله ، والجميع نيام . فلم يرد عليه أحد .
سار الرجل مسافات طويلة . وأخيراً شاهد وميض نيران عن بعد . فسار فى اتجاهه ورأى أن النار كانت موقدة فى العراء . وكان العديد من الغنم تنام حول النيران ، بينما هناك يجلس راع عجوز يرعى الاغنام ويراقبها .
وعندما اقترب الرجل الذى يريد اقتراض الجمرة من الأغنام ، راى أن هناك ثلاثة كلاب ضخمة تنام عند قدمىّ الراعى . وقد استيقظ الثلاثة فاغرين أفواههم عند اقترابه من الأغنام .
كان هناك رجل خرج من منزله فى ليلة مظلمة كى ما يقترض جمرة من الفحم ليوقد بها نيران . وذهب الرجل من كوخ لآخر وهو يقرع الأبواب قائلاً " ساعدونى يا أصدقائى ، زوجتى وضعت مولوداً ، وأحتاج أن أوقد ناراً لتدفئتها هى والمولود الصغير . "
ولكنه الليل كان يرخى سدوله ، والجميع نيام . فلم يرد عليه أحد .
سار الرجل مسافات طويلة . وأخيراً شاهد وميض نيران عن بعد . فسار فى اتجاهه ورأى أن النار كانت موقدة فى العراء . وكان العديد من الغنم تنام حول النيران ، بينما هناك يجلس راع عجوز يرعى الاغنام ويراقبها .
وعندما اقترب الرجل الذى يريد اقتراض الجمرة من الأغنام ، راى أن هناك ثلاثة كلاب ضخمة تنام عند قدمىّ الراعى . وقد استيقظ الثلاثة فاغرين أفواههم عند اقترابه من الأغنام .
وفكر أنهم يريدون النباح ،" ولكن لم يخرج منهم أى صوت . وقد لاحظ الرجل أن شعور ظهورهم قد وقفت ، وأن أسنانهم البيضاء القاطعة قد لمعت فى ضوء النيران . واندفعوا نحوه .
وقد شعر أن واحد منهم سيعقره فى رجله ، والآخر فى يده ، والثالث على مقربة من عنقه . ولكن اسنانهم وفكوكهم لم تطاوعهم ، ولم يتعرض الرجل لأقل أذى .
وهنا أراد الرجل أن يتقدم أكثر فى طريقه للحصول على ما يريد . ولكن الأغنام كانت ملتصقة الظهور ، حتى لم يمكنه المرور بينها , وخطا الرجل فوق ظهورها ومشى فوقها فى اتجاه النيران . ولم يستيقظ واحد منهم أو يتحرك من مكانه .
وعنما أوشك الرجل أن يصل الى النيران ، رفع الراعى بصره نحوه . كان رجلا متقدماً فى الأيام بالتأكيد ، وكان جافا وغير مرحب بالنسبة للناس . وعنما أبصر الرجل الغريب يقترب ، أمسك بعصاه الطويلة المدببة ، التى يمسك بها دائما عندما يرعى الأغنام ، ورماها على الرجل الغريب . وقد اتجهت العصا بدقة نحو الرجل ، ولكن قبل أن تصل اليه ، انحرفت جانباً كما لو كانت تتجنبه ببراعة ، متجهة بعيداً الى المروج .
وهنا أقبل الرجل الى الراعى وقال له " أيها الرجل الطيب ، ساعدنى ، واقرضنى قليل من النيران ! فزوجتى وضعت حالاً مولوداً ، وأحتاج أن أوقد لهما ناراً لتدفئتها هى والمولود الصغير " .
كاد الراعى أن يرفض ، ولكنه عندما تفكر كيف أن الكلاب لم تؤذ الرجل ، وأن الأغنام لم تهرب منه وهو يسير فوق ظهورها ، وكيف أن عصاه انحرفت ولم تصيبه ، خاف قليلاً ، ولم يجرؤ أن يرفض ما طلبه منه الرجل الغريب .
فقال له " خذ مقدار ما تحتاجه !! " .
وهنا كانت النيران على وشك أن تخبو ، ولم تكن هناك أغصان طويلة أو قطع كبيرة من الأخشاب متبقية ، فقط بقيت كومة كبيرة من الفحم المتقد ، والرجل الغريب ليس معه مجرفة أو رفش يمسك به الفحم المتقد الأحمر المتقد .
وعندما رأى الراعى هذا ، قال للرجل مرة أخرى " خذ كل ما تحتاج له " ،
ولكنه كان سعيداً لأن الرجل لن يمكنه أن يأخذ أى فحم .
ولكن الرجل الغريب انحنى والتقط فحم متقد من وسط الهشيم بيديه العاريتان ، وحملها فى عبائته . ولم تحترق يداه حينما أمسك بالفحم المتقد ، ولم تؤذى النيران عبائته وتحرقها . ولكنه حملها معه كما لو كانت تفاحاً أو جوزة .
وعندما شاهد الراعى القاسى وغليظ القلب ، رأى كل هذا بدأ يسأل نفسه متعجباً . ترى أى ليلة هى هذه ، حيث الكلاب لا تعقر ، والأغنام لا تخاف ، و العكاز لا يقتل ، والنيران لا تلسع ؟ . وهنا نادى صائحا الرجل الغريب مرة أخرى وقال له " أى نوع من الليالى هى الليلة ، وكيف حدث أن كل الأشياء تعاطفت معك هكذا ؟ ".
وهنا قال له الغريب " أنا لا يمكننى ان اجيبك عن ما لا تراه وتدركه بنفسك
" . وأعرب عن رغبته فى الذهاب الى طريقه ، حتى يمكنه أن يشعل نارا لتدفئة زوجته والمولود فوراً .
ولكن الراعى لم يرد أن يغيب الرجل عن ناظريه قبل أن يعرف هو كل ما حدث أمامه من نذائر عظيمة . وهكذا قام وتبع الرجل الى حيث يقيم .
وهنا رأى الراعى أن الرجل لا يملك حتى كوخاً ليسكن فيه ، ولكن زوجته والطفل يقطنان مغارة فى الجبل ، حيث لا يوجد فيها شيئ غير الصقيع والحجارة العارية الباردة .
وفكر الراعى أن الطفل الصغير المسكين ، قد يتجمد من البرد ويموت هنا فى هذه المغارة ، وهكذا مع كونه رجلاً قاسياً ، لمسه الموقف ، وفكر أنه يحب أن يساعد . ففك الخرج الذى فوق ظهره ، وأخرج منه فروة خروف بيضاء ناعمة ، وأعطاها للرجل الغريب وقال له أن الطفل يمكنه أن ينام عليها.
وبمجرد أن أظهر الراعى أنه يمكن أن يكون رحيماً ، استنارت عيناه ، وأمكنه أن يرى ما لم يكن قادراً أن يراه من قبل ، وسمع ما لم يكن قادرأ أن يسمعه من قبل .
ورأى أن حوله تقف دائرة من الملائكة ذات الأجنحة الفضية ، وكل منهم يمسك بقيثارة ، وجميعهم يغنون بصوت عال أنه الليلة قد ولد المخلص الذى يفدىالعالم من خطاياهم .
وهنا فهم لماذا كانت كل الأشياء غاية فى السعادة هذه الليلة ، حتى أنها لم ترد أن تفعل ضرراً أو أى شئ خطأ .
ولم تكن الملائكة حول الراعى فقط ، ولكنه رآهم فى كل مكان . يجلسون داخل المغارة ، ويجلسون خارجها على الجبل ، ويطيرون فى السماء . ويسيرون طغمات طغمات ، وحينما يمرون بالمولود يتمهلون كى يلقوا نظرة .
كان هناك تهليل وفرح ، واناشيد وموسيقى! وكل ما قد رآه فى هذه الليلة المظلمة ، حيث لم يمكنه أن يرى شئاً من قبل . وكم كان فرحاً لأن عيناه قد استنارت ولذا خر على رجليه شاكراً لله .
ما قد رآه ذلك الراعى ، يمكننا نحن أن نراه ، لأن الملائكة تسبح من السماء كل ليلة عيد ميلاد . فقط لو أمكننا رؤيتهم .
يجب أن تتذكر ذلك ، لأن ذلك حقيقى جداً ، كما أراك وكما ترانى . وهو لا يظهر بأنوار الشموع أو الزينات . ولا يعتمد على الشمس أو القمر ، ولكن الأمر يحتاج أن تكون لنا هذين العينان اللتان يمكنهما أن تعاينان مجد الله .
بقلم : سيلما لوجرلوف .
" لان عيني قد ابصرتا خلاصك ( لوقا 2 : 30 ) "
" و ظهر بغتة مع الملاك جمهور من الجند السماوي مسبحين الله و قائلين. المجد لله في الاعالي و على الارض السلام و بالناس المسرة ( لوقا 2 : 13-14 ) " .
وقد شعر أن واحد منهم سيعقره فى رجله ، والآخر فى يده ، والثالث على مقربة من عنقه . ولكن اسنانهم وفكوكهم لم تطاوعهم ، ولم يتعرض الرجل لأقل أذى .
وهنا أراد الرجل أن يتقدم أكثر فى طريقه للحصول على ما يريد . ولكن الأغنام كانت ملتصقة الظهور ، حتى لم يمكنه المرور بينها , وخطا الرجل فوق ظهورها ومشى فوقها فى اتجاه النيران . ولم يستيقظ واحد منهم أو يتحرك من مكانه .
وعنما أوشك الرجل أن يصل الى النيران ، رفع الراعى بصره نحوه . كان رجلا متقدماً فى الأيام بالتأكيد ، وكان جافا وغير مرحب بالنسبة للناس . وعنما أبصر الرجل الغريب يقترب ، أمسك بعصاه الطويلة المدببة ، التى يمسك بها دائما عندما يرعى الأغنام ، ورماها على الرجل الغريب . وقد اتجهت العصا بدقة نحو الرجل ، ولكن قبل أن تصل اليه ، انحرفت جانباً كما لو كانت تتجنبه ببراعة ، متجهة بعيداً الى المروج .
وهنا أقبل الرجل الى الراعى وقال له " أيها الرجل الطيب ، ساعدنى ، واقرضنى قليل من النيران ! فزوجتى وضعت حالاً مولوداً ، وأحتاج أن أوقد لهما ناراً لتدفئتها هى والمولود الصغير " .
كاد الراعى أن يرفض ، ولكنه عندما تفكر كيف أن الكلاب لم تؤذ الرجل ، وأن الأغنام لم تهرب منه وهو يسير فوق ظهورها ، وكيف أن عصاه انحرفت ولم تصيبه ، خاف قليلاً ، ولم يجرؤ أن يرفض ما طلبه منه الرجل الغريب .
فقال له " خذ مقدار ما تحتاجه !! " .
وهنا كانت النيران على وشك أن تخبو ، ولم تكن هناك أغصان طويلة أو قطع كبيرة من الأخشاب متبقية ، فقط بقيت كومة كبيرة من الفحم المتقد ، والرجل الغريب ليس معه مجرفة أو رفش يمسك به الفحم المتقد الأحمر المتقد .
وعندما رأى الراعى هذا ، قال للرجل مرة أخرى " خذ كل ما تحتاج له " ،
ولكنه كان سعيداً لأن الرجل لن يمكنه أن يأخذ أى فحم .
ولكن الرجل الغريب انحنى والتقط فحم متقد من وسط الهشيم بيديه العاريتان ، وحملها فى عبائته . ولم تحترق يداه حينما أمسك بالفحم المتقد ، ولم تؤذى النيران عبائته وتحرقها . ولكنه حملها معه كما لو كانت تفاحاً أو جوزة .
وعندما شاهد الراعى القاسى وغليظ القلب ، رأى كل هذا بدأ يسأل نفسه متعجباً . ترى أى ليلة هى هذه ، حيث الكلاب لا تعقر ، والأغنام لا تخاف ، و العكاز لا يقتل ، والنيران لا تلسع ؟ . وهنا نادى صائحا الرجل الغريب مرة أخرى وقال له " أى نوع من الليالى هى الليلة ، وكيف حدث أن كل الأشياء تعاطفت معك هكذا ؟ ".
وهنا قال له الغريب " أنا لا يمكننى ان اجيبك عن ما لا تراه وتدركه بنفسك
" . وأعرب عن رغبته فى الذهاب الى طريقه ، حتى يمكنه أن يشعل نارا لتدفئة زوجته والمولود فوراً .
ولكن الراعى لم يرد أن يغيب الرجل عن ناظريه قبل أن يعرف هو كل ما حدث أمامه من نذائر عظيمة . وهكذا قام وتبع الرجل الى حيث يقيم .
وهنا رأى الراعى أن الرجل لا يملك حتى كوخاً ليسكن فيه ، ولكن زوجته والطفل يقطنان مغارة فى الجبل ، حيث لا يوجد فيها شيئ غير الصقيع والحجارة العارية الباردة .
وفكر الراعى أن الطفل الصغير المسكين ، قد يتجمد من البرد ويموت هنا فى هذه المغارة ، وهكذا مع كونه رجلاً قاسياً ، لمسه الموقف ، وفكر أنه يحب أن يساعد . ففك الخرج الذى فوق ظهره ، وأخرج منه فروة خروف بيضاء ناعمة ، وأعطاها للرجل الغريب وقال له أن الطفل يمكنه أن ينام عليها.
وبمجرد أن أظهر الراعى أنه يمكن أن يكون رحيماً ، استنارت عيناه ، وأمكنه أن يرى ما لم يكن قادراً أن يراه من قبل ، وسمع ما لم يكن قادرأ أن يسمعه من قبل .
ورأى أن حوله تقف دائرة من الملائكة ذات الأجنحة الفضية ، وكل منهم يمسك بقيثارة ، وجميعهم يغنون بصوت عال أنه الليلة قد ولد المخلص الذى يفدىالعالم من خطاياهم .
وهنا فهم لماذا كانت كل الأشياء غاية فى السعادة هذه الليلة ، حتى أنها لم ترد أن تفعل ضرراً أو أى شئ خطأ .
ولم تكن الملائكة حول الراعى فقط ، ولكنه رآهم فى كل مكان . يجلسون داخل المغارة ، ويجلسون خارجها على الجبل ، ويطيرون فى السماء . ويسيرون طغمات طغمات ، وحينما يمرون بالمولود يتمهلون كى يلقوا نظرة .
كان هناك تهليل وفرح ، واناشيد وموسيقى! وكل ما قد رآه فى هذه الليلة المظلمة ، حيث لم يمكنه أن يرى شئاً من قبل . وكم كان فرحاً لأن عيناه قد استنارت ولذا خر على رجليه شاكراً لله .
ما قد رآه ذلك الراعى ، يمكننا نحن أن نراه ، لأن الملائكة تسبح من السماء كل ليلة عيد ميلاد . فقط لو أمكننا رؤيتهم .
يجب أن تتذكر ذلك ، لأن ذلك حقيقى جداً ، كما أراك وكما ترانى . وهو لا يظهر بأنوار الشموع أو الزينات . ولا يعتمد على الشمس أو القمر ، ولكن الأمر يحتاج أن تكون لنا هذين العينان اللتان يمكنهما أن تعاينان مجد الله .
بقلم : سيلما لوجرلوف .
" لان عيني قد ابصرتا خلاصك ( لوقا 2 : 30 ) "
" و ظهر بغتة مع الملاك جمهور من الجند السماوي مسبحين الله و قائلين. المجد لله في الاعالي و على الارض السلام و بالناس المسرة ( لوقا 2 : 13-14 ) " .