إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

عن الشباب والإعلام والبلطجة فى مصر : أشرف ثروت ما بين الحياة والموت

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • عن الشباب والإعلام والبلطجة فى مصر : أشرف ثروت ما بين الحياة والموت

    عن الشباب والإعلام والبلطجة فى مصر

    فاطمة خير: لم يكن أشرف ثروت يحلم بأكثر من كاميرا يطوف بها العالم ، كاميرا تحول كل ما تراه عيناه إلى مشاهد على شاشة تليفزيونية ، كان يحلم أن تكون عيناه مرآةً للحقيقة والجمال ، لذا لم يكن للشركة التى يعمل بها أن ترضى طموحه ، رغم أن فرصة العمل فى شركة خاصة للإنتاج الإعلامي في مصر ـ التي يعاني شبابها من البطالة ـ هى فرصة جيدة بكل ما تعنيه الكلمة . لم يستجب أشرف لتوسلات زملائه بألا يترك العمل وأصر أن استقالته ستكون بعثاً جديداً لمستقبله الإعلامي،فهو سيدرس التصوير فى الجامعة الأمريكية ، ما يعني خبرة علمية جديدة ومهمة ستساعده للحصول على فرصة أفضل .

    إنهمك أشرف في الدراسة ، وأنجز دورته المتخصصة بأسرع ما يمكن ، وعند اقتراب موعد تقديم مشروع التخرج ، قرر أن يقدم مشروعاً متميزاً يتوج به دراسته ويؤهله الحصول على فرصة للعمل فى قناة تليفزيونية جيدة ، لذا اختار أن يكون مشروعه عن انتخابات مجلس الشعب في مصر ، ورغم أن الكل حذره من أن التصوير التليفزيوني خلال الانتخابات مخاطرة كبيرة ،لكنه كان مقتنعاً أن العمل التليفزيوني برمته مخاطرة كبيرة .. لكنه لم يكن يعلم ما ينتظره .

    فى اليوم المحدد للانتخابات إتجه الى منطقة الباجور فى المنوفية بناءً على نصيحة من أحد معارفه الذي اصطحبه وجال به طوال اليوم ، وعند احد المقار الانتخابية كانت آثار البلطجة واضحة ، عنف ودماء فى كل مكان ، أشخاص يروون له كيف اعتدوا بالضرب على النساء ، وهو يسجل بكاميرته كل ذلك .

    اخذت حماسته تتملكه ، شعر أنه مصور فى قناة تليفزيونية وأن كاميرته ستفضح للعالم كله ما يجري .. حتى رأى شخصاً تغطيه الدماء فسارع الى تصويره .كان يركض بكل عزم وهو يسمع أصواتاً تقول أنه مراسل قناة الجزيرة ـ فهذا ما ظنه الناس ـ وقف يسجل ما يقوله الرجل والدماء تسيل على وجهه .. ثم شعر بشيء ينهال فوق رأسه .. ثم أشياء . كان البلطجية قد اعتقدوا أيضاً أنه مراسل الجزيرة وأن جرائمهم تبث على الهواء فانهالوا عليه ضرباً بـ"الشوم" ( عصيان غليظة وضربتها قاتلة ) حتى فقد الوعي تماماً .

    وبالطبع كان مرافقه قد هرب كي يأتي بمن ينجده من ذلك الوضع ، بحث عنه المرافق كثيراً حتى وجده بصعوبة فى إحدى الحفر التى يزيد عمقها عن سبعة أمتار فاقداً للوعي وفى حال يرثى لها ما بين الحياة والموت ، حمله المرافق مع من كان معه الى اقرب مستشفى ،واتصلوا بأهله الذين حضروا بسرعة و نقلوه الى القاهرة حيث اجريت له عملية جراحة عاجلة اذ تم استئصال إحدى العظام التي تهشمت من جمجمته ، قال الأطباء أن نجاته معجزة ، لكن عليه الا يقوم بأي مجهود ولو كان بسيطاً كأن يسعل مثلاً حتى لا تتعرض حياته للخطر ، وذلك حتى تمر ستة أشهر يتم بعدها زراعة شريحة معدنية فى رأسه كبديل عن العظمة المهشمة .

    يرقد أشرف الآن فى حال خطرة .. لا تكف والدته عن البكاء وتطلب من الجميع الدعاء لإبنها صاحب الأربع والعشرين ربيعاً . لكن أشرف وحده يحلم بالشفاء كى يعود الى العمل من جديد .هذه المرة أكثر إصراراً .. لن تبحث كاميرته عن الجمال ستبحث عن الحقيقة وحدها .

    *****************
    اشرف ثروت
    الملفات المرفقة
    ولكن ان كان انجيلنا مكتوما فانما هو مكتوم في الهالكين -
    الذين فيهم اله هذا الدهر قد اعمى اذهان غير المؤمنين
    لئلا تضيء لهم انارة انجيل مجد المسيح الذي هو صورة الله .
    (2 كورنثوس 4: 3 - 4)
    للمراسلة
    sayNewMan@yahoo.com
    المدونة
    http://www.newman-in-christ.blgospot.com

من قاموا بقراءة الموضوع

تقليص

الأعضاء اللذين قرأوا هذا الموضوع: 0

    معلومات المنتدى

    تقليص

    من يتصفحون هذا الموضوع

    يوجد حاليا 1 شخص يتصفح هذا الموضوع. (0 عضو و 1 زائر)

      يعمل...
      X