برلمان الفورة وليس برلمان الثورة

[القس / الفريد فائق صموئيل]

برلمان الفورة وليس برلمان الثورة
بقلم: القس /الفريد فائق صموئيل

إن مؤشرات نتائج المرحلة الأولى من الانتخابات لبرلمان مصر القادم تنبيء بوجود فوران وغليان مابين التيار المدني والتيار الديني. فماذا عن بداية المرحلة الثانية بعد أسبوع من الآن؟
وما كان ينبغي لكل هذا أن يحدث لو التزمنا بطلبات ثورة 25 يناير وبالاعلان الدستوري والقوانين سارية المفعول والخاصة بعدم إنشاء أحزاب على أساس ديني. وأنا شخصيا اندهشت لما يحدث في بلادنا مصر الحبيبة: فكيف يلتزم المجلس العسكري بمدنية وديموقراطية مصر ووافق على ذلك كل فصائل وأطياف الشعب. فكيف نرى كل ذلك من شد وجذب غير طبيعي وغير اخلاقي؛ وصل لدرجة الفوران بدون داعي؛ لكن حدث ما حدث ونحن نجني ثمار هذا الخطأ الجوهري.
وكانت مدة الاعداد لكل شيء قصيرة؛ وحتى اليوم يسألني كثيرون مَنْ سأنتخب؟ والسبب أن الأحزاب والأفراد لم تجد الوقت الكافي للتعبير عن نفسها وعرض برامجها.
ومن هنا جاءت الفورة بدل الثورة؛ فهناك مَنْ حلل لنفسه تشويه من يخالفه الرأي. وظهرت على السطح مواقف وأساليب لا تحسب على أخلاقيات الشعب المصري الأصيل.
نسي معظم المتعاطين مع العملية الانتخابية أن الديموقراطية ليست صندوق الانتخابات فقط؛ بل هي أيضا إلي جوار الصندوق حريات وثوابت مجتمعية تُحترم ومصلحة البلاد العليا فوق أي أيديولوجية واحترام متبادل ودستور من الجميع وللجميع وغير ذلك كثير.
أرجو لمصر كل أمن وأمان في هذه المرحلة الثانية وبعدها الثالثة. وارجو أن تثمر هذه المراحل عن انتاج برلمان ما بعد الثورة الذي يعمل من أجل مصلحة مصر العليا بكل أطيافها فتعيش في انسجام وتناغم جميل لتتقدم مصر إلي الأمام فتُحترم ويُحترم شعبها من الجميع.