إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الجزائريون ينتقمون من "كبش العيد" بشجرة الميلاد!

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الجزائريون ينتقمون من "كبش العيد" بشجرة الميلاد!

    الجزائر- ياسمين صلاح




    في الوقت التي تحاول فيه العاصمة الجزائرية ترميم جراحها بعد التفجيرات الأخيرة، استطاع العديد من التجار أن يحولوا بعض الأحياء إلى مراكز لبيع شجرات الميلاد ومستلزماتها من إنارات ضوئية.. !

    ليست هذه المرة الأولى التي يحدث هذا في الجزائر، فقد كان هنالك حالة من التحدي، فكلما تزايدت أعمال العنف، تزايدت رغبة المواطنين في التحدي، لأجل ما يسميه "خالد" (بائع ألبسة وشنطات حريمية في منطقة ساحة الشهداء في قلب العاصمة السنوات الماضية) بـ"الرغبة في التغلب على القتلة وعلى المجرمين".

    تلك الرغبة أخذت هذه المرة طابعا علنيا بعد أن كانت تقام في السر، وفي بعض الأماكن دون غيرها، بحيث قبل أربعة أعوام فقط، كان بيع شجرة الميلاد في الشوارع العامة أمر يعرض صاحبه إلى الذبح على أيدي الجماعات المسلحة التي كانت تكتب على الجدران قبل كل مناسبة رأس السنة تهديدها بالقتل لكل "من تسول له نفسه الاحتفال بعيد الكفار!"
    وكان ثمة من "تسول له" نفسه ذلك فعلا، وكان دائما ثمة من يدفع الثمن لأجل أن يكون عبرة للآخرين. يتذكر خالد تلك المشاهد فيقول: "في عام 2002 مثلا كان هنالك حظر للتجوال قبل السادسة مساء. وقبيل العام الجديد وُزعت مناشير في أغلب المناطق القريبة تهدد بقتل من يحتفل برأس السنة. وكان ثمة ضحايا من الرجال والنساء، كنا نعثر على رؤوسهم مفصولة عن أجسادهم وكان يلصق على جباههم نفس الكلمات مكتوبة باللون الأحمر "هذا جزاء المرتدين".
    أولئك الذين كانوا يتحدون قوانين العقاب الجاهز كان أغلبهم من الشباب الرافض دفن الرأس في الرمال كما تقول "نبيلة" (طالبة حقوق)، تضيف: "كنت أسمع في البيت حكايات القتل الهمجي قبيل السنة الجديدة. كان أبي يروي لنا كيف أن شخص يعرفه فقد ابنته لأنها اشترت "كاتوه" للاحتفال بالسنة الجديدة في بيتها.
    الكاتوه في رأس السنة يعني بالنسبة إليهم "كعكة الصليب" المنتشرة في فرنسا وأوروبا، ولهذا كان هنالك من يموت بسبب كاتوه! لكن الأمر يبدو متغيرا اليوم، على الأقل قبالة مشاهد الباعة وهم يحاولون بيع ما لديهم من هدايا وصلت بعضها من الصين في أكبر شحنة اعترفت بها السلطات المحلية واعتبرتها تجارة تخص الخواص.

    حتى شجرة الميلاد وصلت من الخارج، وحسب الإحصائيات التي نقلتها بعض الصحف المحلية فإن أكثر من 700 ألف شجرة ميلاد وصلت إلى الجزائر باسم تجار خواص، لكن هنالك التشكيك ان بارونات ومافيا تقف وراء هذه التجارة بدليل أنهم يبيعون في الشوارع دون أن يحدث لهم شيئا كما يقول "سعدي" وهو يشير إلى الباعة المصطفين على الرصيف.. لو لم يكن ثمة بارونات وراء هذه أشجار الميلاد لما سمح لهم ببيع تجارتهم بحرية، حتى أن الشرطة ليست بعيدة عن المكان وكأنها تحرسهم!
    عقيل شاب يسمي نفسه تاجرا، قال لنا أنه استطاع أن يستورد قبل أشهر بعض الهدايا العامة التي سرعان ما نفذت. وجرب شجرة الميلاد بحجمها الصغير للزينة فنفذت منه البضاعة قبل أسابيع ولهذا استورد كمية أخرى من شجرة الميلاد بحجم متوسط يعتقد أنها ستنفذ قبل رأس السنة. سألته كم يبيع تلك الأشجار فقال: بين 900 دينار للصغيرة الخاصة بالزينة و 4000 دينار للمتوسطة وأعتقد أن الثمن قد يصل إلى 8000 دينار، لأن عدد من المواطنين من تيزي وزو سيشترون ككل سنة أشجار الميلاد ولا يهمهم سعرها بقدر ما يهمهم الحصول عليها..!

    إنه الانتقام من العيد! قالتها لنا "بشرى" سيدة في الأربعين، قالت أن الجزائريين الذين لم يستطيعوا شراء كبش العيد بـ35 ألف دينار سيتسنى لهم شراء كعكة رأس السنة بـ500 دينار وشجرة العيد بـ1000 دينار..!

    من الصعب أن نعيش بلا عيد طوال العام كما لو كنا يتامى العالم..! حتى لو قالوا أنه عيد المسيحيين فسوف نجعله فرصة لإدخال الفرحة لأطفالنا. فليس لهم ذنب فيما يجري. ليس لهم ذنب أن والدهم عجز عن شراء الكبش وخيب أملهم قبل العيد، سنحاول أن نسعدهم فعلا..!
    كلام سمعناه من العديد ممن التقيناهم. قالوا أن حرمانهم من عيد الأضحى جرحهم للصميم، مثلما جرحهم الإرهاب الأعمى ومثلما جرحهم أن السعودية خدعتهم وجعلت وقفة عرفة في غير يومها (باعتراف مشايخ الدين) ولهذا سيبحثون عن الفرحة بأي شكل، حتى لو كانوا سيأخذونها من المسيحيين..!
    في الجزائر من الصعب أن تحدد عدد المسيحيين الأجانب، لأنهم اختلطوا آليا بمسيحي الداخل. فالعديد من الجزائريين دخلوا إلى المسيحية، خصوصا في منطقة القبائل الكبرى منذ بداية العنف المسلح في البلاد.
    إحصائيات عام 2006 ذكرت أن هنالك 10 آلاف جزائري مسيحي، وهي إحصائيات غير دقيقة في نظر العديد من الخبراء الاجتماعيين لأن الجزائري المسيحي لا يمكنه الظهور علانية خوفا على حياته، قال عبد الهادي الأستاذ في علم الاجتماع "الجزائر تعيش تناقضا كبيرا. الإرهاب لن يرحم لا المسلمين ولا المسيحيين، وحين يكون الإرهاب بالشكل الذي هو عليه في الجزائر، فأشك ان يكون عدد المسحيين 10 آلاف جزائري مسيحي، بل أتوقع أن الرقم أكبر من هذا، خاصة وأن منطقة القبائل الكبرى التي توجد فيها أكبر نسبة من المسحيين الجزائريين ليست مجرد مدينة، بل هي ولاية كبيرة وتضم نسبة معتبرة من السكان..

    التناقضات التي يتلمسها المواطن يوميا لا تكمن في الاحتفال برأس السنة مثلا، بل في الكيل بمكيالين للسلطة الجزائرية التي من جهة تشجع المواطنين على الاحتفال بأعياد الميلاد، ومن جهة أخرى تردعه وتحرمه، كما يقول "كمال" طبيب أسنان الذي ينحدر من أصل أمازيغي.

    وأضاف "المشكلة ليست في أن المسيحية تهدد الإسلام كما يدعون، بل في أن السلطة هي التي تهدد المواطنين اليوم، لأنها تكيل بمكيالين. إنها خطر على الجميع بحيث أنها هي التي صنعت أمراء الحرب، و هي التي صنعت "بابا نويل" الجزائري.. الناس ليسوا أغبياء كي لا يفهموا اللعبة القذرة. أنا لست مسيحيا ولكني سأحتفل بعيد الميلاد نكاية في المسلحين هذا كل ما في الأمر!

    لا احد يعرف متى ستكون ضربة المسلحين القادمة، فبعد النداءات بأخذ الحيطة التي تبثها القناة التلفزية المحلية، فإن شبح الموت يبدو هنا، ولهذا مهما كانت رغبة المواطن في تحدي ظروفه إلا أنه يظل يمشي بخوف لأن الذين يكرهون الفرح في الجزائر هم الذين سيقتلوننا واحدا واحداَ، لهذا عليك ان تتساءلي أين يقضي مافيا البلاد رأس السنة؟ لو ذهبت إلى المطار لرأيت ان كل الرحلات نحو فرنسا محجوزة مسبقا لهم ولعائلاتهم وأبنائهم لقضاء رأس السنة بباريس، أما نحن "فالموت لنا!" قالها وابتعد..


    آفاق

    www.aafaq.org/news.aspx?id_news=3622

    .

من قاموا بقراءة الموضوع

تقليص

الأعضاء اللذين قرأوا هذا الموضوع: 0

    معلومات المنتدى

    تقليص

    من يتصفحون هذا الموضوع

    يوجد حاليا 1 شخص يتصفح هذا الموضوع. (0 عضو و 1 زائر)

      يعمل...
      X