إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

تأملات في إنجيل يوحنا أصحاح 8

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • تأملات في إنجيل يوحنا أصحاح 8

    تأملات في يوحنا 8


    كلمات من ذهب
    يقول ربنا يسوع المسيح
    " الحق الحق أقول لكم إن كان أحد يحفظ كلامي فلن يرى الموت إلى الأبد" ( يوحنا 51:8)
    عندما قال الرب يسوع هذه الكلمات الذهبية ( يوحنا 51:8) ماذا كان رد الذين يحاورونه؟
    ".... الآن علمنا أنّ بك شيطاناً. قد مات إبراهيم والأنبياء. وأنت تقول إن كان أحد يحفظ كلامي فلن يذوق الموت إلى الابد. أ لعلك أعظم من أبينا إبراهيم الذي مات؟ والأنبياء ماتوا؟ من تجعل نفسك؟
    إنّ المقصود بـ( يحفظ كلامي ) يطيع وصايايّ ويعمل بها ووصاياه ليست ثقيلة، وعلينا أن نلاحظ إن الرب يسوع لم يقل ( لن يذوق الموت) بل ( لن يرى الموت) فقد استبدل السامعين كلمة ( يرى ) بكلمة يذوق وحرفوا تفسير كلام المسيح وهو واقف أمامهم، حيث إنّ الفارق كبير، فكلمة يذوق الموت تعني يقاسي الموت ويختبره، أما كلمة ( لن يرى الموت) لها أبعاد عميقة كعمق محبة المسيح اللامتناهية المتجهة لكل مؤمن بالرب يسوع واليك مقتطفات منها.
    1. المؤمن لن يرى الموت لأن في لحظة مماته يرى الله
    أي أن من يطيع كلام الله لن يخاف من رهب الموت حيث أنه يرى الله
    "أما أنا فقد علمت أنّ ولي ( فاديّ) حيّ ..... وبعد أن يفنى جلدي هذا وبدون جسدي أرى الله ( أيوب 25:19) أما غير المؤمن فلحظة مماته يرفع عينيه فإذا هو في هاوية اللهيب!!! يقاسي الموت الأبدي

    2. لن يرى الموت لأنه لن يخاف من الموت ولن يرتعب من طبيعة الميتة التي سيموتها
    فإستفانوس كانوا يرجمونه بالجحارة لكنه رأى السماء مفتوحة لإستقباله "فقال ها أنا أنظر السموات مفتوحة وابن الإنسان قائماً عن يمين الله" ( أعمال 56:7) أما غير المؤمن فيرتعب لأنه يرى أنه محاط بالظلام الابدي !!!

    3. لن يرى الموت لأن له رجاء سعيد بالقيامة على أساس الفداء
    وقد أكد الرب يسوع إن مؤمني العهد القديم أدركوا يقينا رجاء القيامة عندما قال "أبوكم إبراهيم تهلل بأن يرى يومي فرأى وفرح" ( يوحنا 56:8) فقد راى إبراهيم رمزيا موت وقيامة المسيح من خلال الكبش الذي ارسله الله عندما أراد ان يضحي بإبنه وآمن أنّ الله قادر على الإقامة من الأموات



    4. لن يرى الموت لأنه في طريق النور
    ففي بداية الحوار تكلم المسيح على أنه النور، فالمؤمن يمشي في طريق النور لأن نور المسيح أشرق في قلبه فتلاشى الخوف والظلام وامتلا القلب والفكر بالسلام
    5. لن يرى الموت لأنه تحرر من الظلام ومن سلطان الظلمة
    النور رمز للحرية كما إن الظلام رمز للعبودية، فالمسيح النور الحقيقي يحرر من ظلام الخطايا ويفك المأسورين من سلطان الظلمة أي إبليس

    6. لن يرى الموت أي(الموت الثاني رؤيا 8:21) فالمؤمن لا يأتي إلى دينونة "الحق الحق أقول لكم إن من يسمع كلامي ويؤمن بالذي أرسلني فله حياة أبدية ولا يأتي إلى دينونة بل قد إنتقل من الموت إلى الحياة( يوحنا 24:5)

    7. لأنّ الموت هو جسر العبور للسماء والإقامة الدائمة مع المسيح
    المؤمن حي بالمسيح الحي إلى أبد الآبدين وموته يسمى رقاد فلحظة موت المؤمن هي لحظة أنطلاق يشتهيها كل مؤمن "لي اشتهاء أن أنطلق واكون مع المسيح ذاك أفضل جداً" ( فيلبي 23:1) إذا فكل المؤمنين الراقدين هم أحياء كما قال الرب بنفسه "وليس هو إله أموات بل إله أحياء لأن الجميع عنده أحياء"( لوقا 38:20).

    رسالتين ضمنيتين
    من الناحية التاريخية فإن قول الرب يسوع ( لن يرى الموت إلى الأبد) يحمل رسالتين ضمنيتين
    أولاً: الذي سار مع الله في عالم فاجر
    الرب يسوع أراد أن يسترجع ذاكرة السامعين والذين كانوا يحفظون الشريعة لكن للأسف كان حفظهم حفظاً أعمى – كان يريد أن يذكرهم بـ( أخنوخ) الذي نقله الله إلى السماء دون أن يرى الموت وكأنّ المسيح يقول لهم برسالة ضمنية إن كنتم تعيشون عيشة مستقيمة ترضي الله كأخنوخ الذي سار مع الله ( تكوين 24:5، عبرانيين 5:11) في وسط عالم فاجر يتكلم كلمات صعبة على الرب( يهوذا15،14) فأنكم لن تروا الموت أي الدينونة العتيدة كالتي جاءت بعد نقل اخنوخ إلى السماء، لكنكم للاسف تسيرون في ذات خطوات هؤلاء الفجار وتطلقون عليّ كلمات صعبة، حيث قالوا للمسيح ( الآن علمنا أن بك شيطان) يا لها من كلمات قاسية لكن سيأتي الوقت الذي يدينهم المسيح على كل كلمة بطالة


    ثانياً: الذي أطاع الله في وسط عالم متمرد
    والرسالة الضمنية الآخرى هي إنكم تعرجون بين الفرقتين تريدون عبادة الله ظاهرياً وداخلكم تريدون عبادة شهواتكم المستعبدين لها ( يوحنا 34:8) كما في إيام إيليا النبي الذي كان يوّبخ الشعب على شروره الأدبية، ولكن السماء مفتوحة لمن يتمثل بإيليا الذي إتخذ الرب إلها له وأطاع شريعته فهل إنتم مستعدين لتقبلوني رباً وإلهاً في حياتكم وتطيعوا كلماتي؟ في وسط عالم يرفضني ويقبل الباطل؟

    الحقيقة والبرهان

    إن عبارة ( لن يرى الموت) أقوى تعبير لإستعلان لاهوت المسيح وسلطانه ، فبما أنّ الله هو الذي نقل ( أخنوخ وإيليا إلى السماء) دون أن يروا الموت وبما أنّ الرب يسوع يقول كل من يؤمن بي ويطيع كلامي لن يرى الموت إلى الأبد إذا يكون الاستنتاج المبرهن إن الرب يسوع هو الله الذي نقل ( أخنوخ وإيليا) وهو الذي سينقل جميع المؤمنين ( راقدين وأحياء إلى بيت الآب) ( يوحنا 3،2:14، 1 كورنثوس 51:15-58، 1 تسالونيكي 13:4-18)

    تجاهل الحق عمداً

    "أ لعلك أعظم من أبينا إبراهيم الذي مات؟ والأنبياء ماتوا ( يوحنا 53:8)
    لقد تجاهل السامعين أنذاك أقوال الله، فالانبياء لم يموتوا لأنهم أحياء بالروح، وإن كانوا يقصدون موت الجسد فلماذا تجاهلوا ( اخنوخ وإيليا)؟ لكن هذا التجاهل لكي يبتغوا هدفهم وهو عدم الإعتراف بإلوهية المسيح، وخلاصة الحوار في إصحاح 8 هو هذا
    • من تنفتح بصيرته على نور الله لا يرى ظلام الموت، وأما من يغمّض عينيه ولا يحب أن يرى نور المسيح فلابد أن يرى قتام الظلام الأبدي.

    • إن الذي لا يعرف الكتاب المقدس هو جاهل روحياً وخطيته هي الجهل( مرقس 22:7) لكن من يعرف كلمة الله ويتنكر لحقائق واضحة مثل الشمس ويخفي بإرادته أقوال الله فهو كمن يغمض عينيه أي أنه يتناسى ويتجاهل عمداً لكي لا يرجع من الظلمة المقيم فيها ولأنه يرغب في المسير تحت سلطان الشيطان الذي يعطيه شهواته.




    الرجم بالحجارة
    أنا أعتقد إن السامعين في ذلك الوقت فهموا من كلمات يسوع إنها إعلان عن إلوهيته ولذلك قالوا له "من تجعل نفسك؟" بكلمات أخرى هل تجعل نفسك الله؟ لكن المسيح استمر بالحديث ليؤكد إلوهيته لهم عندما قال لهم "قبل أن يكون إبراهيم أنا كائن" أي نعم أنا الله خالق إبراهيم ولذلك إغتاظ اليهود ورفعوا حجارة لكي يرجموه، لكن من أين لهم هذه الحجارة؟ إنها ذات الحجارة التي أرادوا أن يرجموا فيها المرأة الزانية، لقد سقطت الحجارة من إيديهم عندما كانت ضمائرهم تبكتهم، لكن قلوبهم الحجرية لم تذوب في حضرة الإله، وقد تجاهلوا قول المسيح من منكم بلا خطية، لكنهم تناولوا حجارة ليرجموه ولسان حالهم ليس لدينا خطية لكن الحقيقية إنهم كانوا يجدفون على رب المجد ويريدون أن يرجموه على إنه مجدف والتاريخ يعيد نفسه، فكم من إقلام حجرية تفكر بقلوب صخرية وتجدف على المسيح بمقالات لا تعد كونها رشق المسيح بالحجارة وللأسف فإن تلك العقول الفاسدة تفكر إنها على حق وهي لا تدرك إنها تسير في طريق إبيها الشيطان "أنتم من أب هو إبليس وشهوات أبيكم تريدون أن تعملوا"( يوحنا44:8) وشهوة الشيطان كانت أن يقتل المسيح قبل أن يتمم عمل الفداء فوق الصليب، لكن شكراً للرب لان شهوة الشيطان وأتباعه باءت بالفشل إذ أن المسيح جاء لأجل هدف عظيم وهو أن يموت فدية عن كثيرين.

    عزيزي القارئ
    هل عرفت غور هذه الكلمات ( لن يرى الموت) ؟
    هل اختبرت بمسبار محبة المسيح قدرُ سعتها؟
    لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية ( إنجيل يوحنا 16:3 )

  • #2
    مشاركة: تأملات في إنجيل يوحنا أصحاح 8

    الرب يباركك يا اخ احسان
    ولكن ان كان انجيلنا مكتوما فانما هو مكتوم في الهالكين -
    الذين فيهم اله هذا الدهر قد اعمى اذهان غير المؤمنين
    لئلا تضيء لهم انارة انجيل مجد المسيح الذي هو صورة الله .
    (2 كورنثوس 4: 3 - 4)
    للمراسلة
    sayNewMan@yahoo.com
    المدونة
    http://www.newman-in-christ.blgospot.com

    تعليق

    من قاموا بقراءة الموضوع

    تقليص

    الأعضاء اللذين قرأوا هذا الموضوع: 0

      معلومات المنتدى

      تقليص

      من يتصفحون هذا الموضوع

      يوجد حاليا 1 شخص يتصفح هذا الموضوع. (0 عضو و 1 زائر)

        يعمل...
        X