إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

رجال نينوى

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • رجال نينوى

    رجال نينوى
    ‏"رجال نينوى سيقومون في الدين مع هذا الجيل ويدينونه لانهم تابوا بمناداة يونان. وهوذا اعظم من ‏يونان ها هنا"( متى41:12).‏
    كانت نينوى في القرن الثامن ق.م عاصمة الامبراطورية الآشورية،‎ ‎في أوّج ذروتها،‎ ‎إذ كان لديها أقوى ‏جيش في منطقة الشرق الأوسط، وكان أهل نينوى بشرورهم المتنوعة يتعبدون لآشور إله الحرب، ‏وآلهة أخرى، ولكن هل يترك الله نفسه بلا شاهد؟ كلا فمن أجل محبته الكثيرة، ولأنه لا يسّرُ بموت ‏الشرير، فقد أرسل الرب إليهم، النبي يونان ونادى برسالة للدينونة "بعد أربعين يوم تنقلب نينوى" ( ‏يونان 4:3) ولكن إن تابوا فإن الله سيعدل عن العقاب.‏
    لقد كان يونان النبي نفسه "آية لاهل نينوى" ( لوقا 30:11) أي أن أهل نينوى آمنوا أنّ يونان كان في ‏بطن الحوت ثلاثة أيام وثلاثة ليالٍ، رغم أنهم لم يشاهدوا ذلك الحدث، ربما لان آثار الاعشاب البحرية ‏التي التفت على راس يونان تركت جروحاً في رأسه ( يونان 5:2) او ان العصارة الهضمية للحوت ‏جعلت جلده يصبح أبيضاً كالثلج، ومهما تكن الاسباب، فإننا نعلم أن الإيمان هو الثقة بأمور لا ترى، ‏كما آمنوا بأن رسالته حقيقية من إله حق ويستطيع ان ينقذ، مثلما صلى يونان في بطن الحوت "للرب ‏الخلاص" فالخلاص يأتي من عند الرب. ‏
    لكن هل تتصور عزيزي القارئ ما هو متوقع أن يفعله أهل نينوى الذين كانوا يكنّون العِداء لإسرائيل؟ ‏وخاصة مُرسل يهودي جاء الى بلادهم برسالة إنذار ؟
    أريد أن أخبرك بما لم يفعله أهل نينوى بفطرتهم بيونان النبي
    أولاً: رغم أنهم وثنيون لم يصرخوا بغضب لبيك يا آشور بل صرخوا بإنكسار القلب وتوبة حقيقية إلى ‏إله يونان أي إله السلام طالبين الغفران.‏
    ثانياً: لم يقل أحد من عظماء المدينة، كيف يأتي هذا الكافر ويبشرنا بإله لا نعرفه ودين الدولة هو الإله ‏أشور، إله الحرب، وكيف سنترك الحورية عشتار إلهة الجنس؟ بل رقّت قلوبهم وآمنوا بالله القادر ان ‏يقلب بلادهم مثلما فعل قبلا بسدوم وعمورة التي جُعِلت عبرةً، وكما فعل بآلهة المصريين أيام موسى، ‏فصحة التاريخ الموثق بنقوش وكتابات على جدران البلاط الملكي يشهد عن صدق الإله الذي ينادي به ‏يونان.‏
    ثالثاً:لم يقم جندي بإشهار سيفه أو قوسه متحمساً على يونان لكي يقتله لأنه مخالف لعقيدة، بل إنّ جميع ‏الناس وهذا يتضمن الجيش خلعوا ثيابهم وتغطوا بالمسوح أي علامة على التواضع والتذلل.‏
    رابعاً: لم يقم أحد من أهل نينوى بلعن يونان، مثلما يفعل جميع الوثنيين بلعن وشتم إله الآخر ( ‏عدد6:2، 1 صموئيل 43:17).بل إنهم نادوا بصوم وتقدست ألسنتهم بالصراخ الى الله الحقيقي.‏
    خامساً: لم يُكّذب أحد من أهل نينوى، الحدث المعجزي بدخول يونان في بطن الحوت ومكوثه لثلاثة ايام ‏وثلاثة ليالٍ، إذ لم يقل أحد أنت لم تكن في بطن الحوت ولكن ربما شُبّه لك في حلم، بل إنهم آمنوا ‏بالمعجزة واعتبروا خروج يونان من بطن الحوت هو خروج من جوف الموت، أي أنهم أمنوا بوجود ‏موت وقيامة وإن الاله الحقيقي يستجيب الصلاة في كل وقت وكل الظروف.‏
    سادساً: لم يقل الملك اسرحدون عندما وصله الخبر، ماذا سيقول الناس عني؟ ثمّ أ لم يقدر الملك ان ‏يصدر كتابا باعدام الواعظ اليهودي يونان؟ على العكس من ذلك اصدر الملك مرسوماً للتوبة الجماعية، ‏والصوم، والتضرع والاستغاثة بالله، وكان عمله هذا بمثابة قمة الشجاعة فهو كسر كل التقاليد والاعراف ‏واتخذ القرار الصحيح له ولشعبه. ‏
    لقد عمل الله بنعمته ومحبته في قلوب أهل نينوى، فآمنوا بيونان كآية لهم وأمنوا برسالته، وتواضعوا ‏تحت يد الله القدير من كبيرهم الى صغيرهم. ‏
    بعد تلك الأحداث بأكثر من سبعمائة سنة، أطلق الرب يسوع على أهل نينوى لقب ( رجال نينوى) رغم ‏أن النساء والصغار آمنوا جميعا في ذلك الوقت أيضاً، لكن الرب له المجد كان يقصد مخاطباً يهود ‏عصره أن الإيمان الحقيقي يحتاج الى الشجاعة، والتي هي صفة للرجال، كأهل نينوى الشجعان، الذين ‏لم يخجلوا من ترك الحورية عشتار وإله الحرب آشور، بل اخذوا القرار الصحيح وأمنوا بالله القادر ان ‏يفديهم وينقذهم، فالايمان الصحيح يحتاج الى شجاعة القلب ، ففي أيام تجسد المسيح على الارض، كان ‏الكثيرمن سامعيه يستحون ويخافون من لوم المتزمتين المضادين الكارهين لإسم يسوع، فالبعض لم ‏يؤمنوا به خوفا على مناصبهم، او خوفا على مشاعر أقربائهم، أو خوفا من آراء الناس وانتقاداتهم ‏التافهة، وقد مضى اكثر من الفي عام عندما قال الرب يسوع عبارة ( رجال نينوى) وواقع حال الانسان ‏لم يتغير،فهذا الجيل شرير وفاسد ايضا، عندما تقدم له رسالة الإنجيل اي ان يسوع مات وقام وكل ذلك ‏لاجل خلاصك، لان يسوع يحبك، لا يصدق بل يحاول أن يجادل ويتماحك بالكلام، والآخر يبدو أنه ‏يريد براهين، وعندما نثبت له كل الادلة، يضع راسه في التراب، وآخر يقول لا اومن بوجود قيامة بعد ‏الموت، ولكن كما يقول المثل المأثور الحقيقة ستسود، فأهل نينوى ( أبطال نينوى) سيكونون شهود في ‏المحكمة يوم الدينونة ضد كل مستهزئ وضد كل من يتنكر لموت وقيامة المسيح. لان الرب يسوع هو ‏الآية العظمى في صلبه وقيامته فيسوع المسيح بصلبه ودفنه وقيامته ( آية السماء) فمن يرفض آية ‏السماء ليس له المسيح في السماء، بل دينونة أبدية ورجال نينوى شهود عليه. ‏





    ‏ أخي القارئ يسوع المسيح مات لاجلك لانه أحبك ولانه اشفق عليك، إذ رأى مرارة نفسك، فجاء لكي ‏يدعوك للنجاة والحياة، فبذل نفسه بدلاً عنك طوعاً واختياراً، وقام ايضا برهانا على قوة قدرته ، فهل ‏قبلته رباً ومخلصاً لحياتك؟ إن كانت إجابتك لا، فهل عندك الشجاعة لتؤمن الآن وتقول انا أومن بيسوع ‏فهو ربي ومخلصي الوحيد؟ تذكّر انك تعيش في عالم وثني ينكر صليب المسيح وينكر الحياة الابدية ‏التي يهبها المسيح بنعمته ، لذلك انت تحتاج الى أن يتشجع قلبك لكي تؤمن.


    وفي النهاية أقول لاخوتي الاحباء أي لنا نحن الذين فتحنا قلوبنا بالايمان وقبلنا ربنا يسوع مخلصاً ‏شخصيا لنا ونحن الان ننعم بهبة الخلاص والحياة الابدية، اقول هل عندنا الشجاعة لنبشر جميع الناس ‏ببشارة نعمة المسيح؟ أم أن أحياناً ضيق فكرنا يجعلنا نهرب من المأمورية العظمى؟
    لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية ( إنجيل يوحنا 16:3 )

من قاموا بقراءة الموضوع

تقليص

الأعضاء اللذين قرأوا هذا الموضوع: 0

    معلومات المنتدى

    تقليص

    من يتصفحون هذا الموضوع

    يوجد حاليا 2 شخص يتصفح هذا الموضوع. (0 عضو و 2 زائر)

      يعمل...
      X