إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

اغتنم الفرصة في ظروف صعبة ‍‍‍‍‍‍‍

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • اغتنم الفرصة في ظروف صعبة ‍‍‍‍‍‍‍

    اغتنم الفرصة في ظروف صعبة

    النص الكتابي: ( إنجيل لوقا 33:23 –43 )
    "ولما مضوا به إلى الموضع الذي يدعى جمجمة صلبوه هناك مع المذنبين واحداً عن يمينه والآخر عن يساره. فقال يسوع يا أبتاه اغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون. وإذ اقتسموا ثيابه اقترعوا عليها
    وكان الشعب واقفين ينظرون. والرؤساء أيضاً معهم يسخرون به قائلين: خلّص آخرين فليخلص نفسه إن كان هو المسيح مختار الله. والجند أيضاً استهزأوا به وهم يأتون ويقدمون له خلاً قائلين: إن كنت أنت ملك اليهود فخلص نفسك. وكان عنوان مكتوب فوقه بأحرف يونانية ورومانية وعبرانية هذا هو ملك اليهود. وكان واحد من المذنبين المعلّقين يجدف عليه قائلاً: إن كنت أنت المسيح فخلّص نفسك وإيانا. فأجابه الآخر وانتهره قائلاً: أولا أنت تخاف الله إذ أنت تحت هذا الحكم بعينه؟ أما نحن فبعدلٍ لأننا ننال استحقاق ما فعلنا. وأما هذا فلم يفعل شيئاً ليس في محله. ثم قال ليسوع: اذكرني متى جئت في ملكوتك. فقال له يسوع: الحق أقول لك إنك اليوم تكون معي في الفردوس".

    هناك يوماً في التاريخ، نستطيع أن نسميه إن جاز التعبير ( يوم الشتائم والاستهزاء العالمي ) وهو اليوم الذي فيه صُلِب المسيح على صليب الجلجثة.
    عندما نقرأ البشائر الأربعة نستطيع أن نرى صورة مجسّمة لما فعله الناس بمختلف طبقاتهم في تلك الساعات .
    وعند مشهد الصلبان الثلاثة ( اللصين ، والمسيح في الوسط ) نستطيع أن نجد ثلاثة مجموعات رئيسية
    أولاً: عامة الشعب: كانوا يتوقفون لكي يجدفون عليه وهم يهزون رؤوسهم بسخرية ( قائلين: يا ناقض الهيكل وبانيه في ثلاثة أيام خلص نفسك. إن كنت ابن الله فانزل عن الصليب) إنجيل متى 40:27
    ثانياً: القادة الدينيون المسؤولين عن العبادة في الهيكل ومعلمو الشريعة، هؤلاء تهكموا وسخروا منه وقالوا
    ( خلص آخرين. وأما نفسه فما يقدر أن يخلصها. إن كان هو ملك اليهود فلينزل الآن عن الصليب فنؤمن به. قد اتكل على الله فلينقذه الآن إن أراده. لأنه قال أنا ابن الله. ) إنجيل متى 42:27-43
    ثالثاُ: الجنود الرومان
    استهزأوا أيضاً على المسيح، إذ وضعوا على رأسه إكليل شوك تعيرا له كملك !! وعملوا قرعة على ثيابه!! وقالوا له أيضاً( إن كنت أنت ملك اليهود فخلص نفسك)

    على أن هناك فريقا ثنائياً رابعا كانا يجدفان على المسيح ويعيرانه وهما اللصين، وكان ذلك في بداية ساعات الصلب ( إنجيل متى ومرقس والاصحاحات المتعلقة بالصلب)

    التغيير الفجائي أو صحوة لضمير واحد من المجرمين

    فرغم المشهد المؤلم، مشهد الاستهزاء والشتائم على المسيح، لكن نعمة الله تعمل في قلب الإنسان.فأحّد اللصين جذبته نعمة الله ليرى كمال المسيح !! فقد تعجب اللص التائب من طريقة رد المسيح ، فرغم الشتائم والتجديف على المسيح ، إلا أن المسيح لم يكن يشتم عوضاً وإذ تألم من صالبيه؛ لم يكن يهدد !!!

    لقد اندهش اللص من مبادلة المسيح العجيبة إذ قابل الإساءة بالإحسان؛ والقسوة بالرحمة !! فقد طلب المسيح الغفران للمسيئين إليه قائلا: يا أبتاه اغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون.

    وكانت كلمات الاستهزاء التي نطق بها الكثيرين على المسيح (خلص آخرين )
    بمثابة رسالة سماوية استخدمها روح الله لتصل إلى قلب اللص، فآمن اللص أن يسوع المسيح هو المخلص القادر أن يخلص كل من يقبل إليه، وكأني أراه يقول في نفسه : لماذا لا أكون أنا واحد من هؤلاء الآخرين الذين خلصهم يسوع ؟‍
    وربما قرأ اللص اللافتة الموضوعة فوق رأس المسيح ( هذا هو يسوع الناصري ملك اليهود ) وهي بيان صلب المسيح .
    وما أروع هذه النبذة التي قرأها ذلك المجرم وفهم منها أن يسوع هو الرب المخلص والملك الذي يجب أن يقوم من الموت ويأتي في ملكوته!!!

    وأيضا ذلك اللص رأى المحبة والحنان التي فاض بها المسيح رغم الآم الصلب وكيف أوكل أمه مريم لتلميذه يوحنا ( إنجيل يوحنا 26:19 –27 ).

    ونأتي الآن إلى مشهد أخر
    حيث تكلم اللص المستهزئ بكلام تجديف وسخرية على المسيح قائلاً ( إن كنت أنت المسيح فخلص نفسك وإيانا ) إنجيل لوقا 39:23 ومعنى قوله: أنا لست متأكد أنك المسيح ، فبرهن لنا أنك المسيح وذلك بان تخلص نفسك من هذا الصليب فكيف تكون أنت المخلص وأنت غير قادر أن تخلص نفسك ؟ وبعد أن تخلص نفسك خلصنا نحن أيضاً.
    لكن ما أروع نعمة الله إذ دخل خوف الله في اللص التائب ورأى شناعة خطاياه لذلك ردّ على زميله قائلاً: ( أولا أنت تخاف الله إذ أنت تحت هذا الحكم بعينه ؟ أما نحن فبعدلٍ لأننا ننال استحقاق ما فعلنا. وأما هذا فلم يفعل شيئاً ليس في محله!) لوقا 40:23-41
    وبهذه الشهادة فقد اعترف اللص أنه خاطئ ومستحق ليس الصلب فقط بل الدينونة، وآمن أن يسوع المسيح هو القدوس البار الذي لم يفعل خطية .
    ثم ذكر ذلك اللص عبارته المشهورة ( يا رب أي يا يسوع اذكرني متى جئت في ملكوتك) إنجيل لوقا 42:23
    لقد عرف اللص التائب كيف يستغيث ، فقد وجه نداء الاستغاثة يا رب يا يسوع
    ولا يمكن للمسيح أن يرد أي إنسان يستغيث به .

    وقوله اذكرني أي تذكّرني، عبارة في منتهى التواضع والخشوع، فهو لم يتجرأ أن يقول ليسوع اقبلني في مملكتك أو في سمائك، لأنه ربما فكر أنه غير مستحق فخطاياه جسيمة وقبل ساعات كان يشتم المسيح مع زميله ،وكأنه يقول خطاياي لا يمكن أن تمحى، لذلك سأقول للمسيح ( اذكرني ) لكن يسوع المسيح الذي جاء لكي يطلب ويخلص ما قد هلك، ردّ عليه بكلمات المحبة والنعمة، جعلت ذلك اللص يثق بأن خطاياه غفرت وطرحت في بحر النسيان !! فقد كانت كلمات المسيح له كمياه باردة لنفسه العطشانة، كانت كلمات الرجاء لإنسان في قمة اليأس ، كانت كلمات التعزية والفرح في وسط مصيبته!!
    ( الحق أقول لك اليوم تكون معي في الفردوس) حقا أنها كلمات رفعت ذلك الشخص من مزبلة العالم ليكون في وسط القديسين الأبرار!! ويا لها من كلمات لحد الآن يستخدمها الروح القدس نور لخلاص الكثيرين !!
    الحق أقول : يا له من كلام خرج من فم الصادق والأمين رب المجد يسوع، فهذه الأقوال صادقة وأمينة.

    لك: نعم إنه خلاص شخصي لك، أنا جئت لك ، ولأجلك تحملت كل إهانة ولأجلك احتملت عار الصليب، حملتُ خطاياك في جسدي ، كل هذا لك !!

    اليوم: يا له من خلاص في لحظة، خلاص في الوقت الحاضر ، نعم الآن هو يوم خلاصك ، لأنك سمعت صوته ولم تقسي قلبك، اليوم تنتقل من الظلمة إلى النور، اليوم صفحات حياتك السوداء تمحى إلى الأبد إذ يطهرك دم المسيح ، وتصبح إنسان جديد.

    تكون معي : لأني ممسك بك ، نعم تكون معي لترى مجدي !! فخلاصي كامل ويقيني.
    أيها الأصدقاء أليس هذا جميلا ؟؟.. فمنذ ألفي عام وذلك الإنسان يتمتع بالمجد في فردوس الله !!! فكل من آمن ويؤمن الآن بيسوع وحتى لو انتهت حياته في تلك اللحظة ، فإنه يكون مع المسيح في الفردوس ..
    ما أبعد الفارق بين المؤمنين بالمسيح يسوع وبين أشخاص يقولون نحن ننتظر يوم الدينونة !! فإن مثل هؤلاء مساكين لا يعرفون أن يوم الدين هو يوم يُطرح جميع الأشرار في بحيرة النار والكبريت، ولن ينجوا أي إنسان يقف أمام الله الديان في ذلك اليوم ( رؤيا يوحنا 11:20-15 ).
    في الفردوس: يا له من مجد سماوي عظيم ذهب إليه الذي آمن بيسوع الرب المخلص .

    والآن نأتي لمقارنة بين ذلك اللص التائب وبين ما رآه اليهود والرومان في المسيح
    أولا: اليهود رأوا في المسيح المصلوب ( الضعف)، لكن بالإيمان رأى اللص التائب قوة الله
    ثانياً: رأى الرومان جهالة أن يكون ملك يموت هكذا فوق الصليب، لكن اللص التائب رأى حكمة الله في الصليب ،ورأى في إكليل الشوك ، تاج مُلك المسيح .
    ثالثا: أغلب الناس ترى في الصليب العار والاحتقار، لكنه رأى المجد والكرامة

    لقد اتخذ ذلك اللص موقف الرجل الشجاع ، فلم يهمه رأي رجال الدين أو الجماهير ولا رأي الجنود أو رفيق دربه المصلوب معه، لذلك وقف مع المسيح ضد الجميع. لكن أين نجد مثل هذه الشجاعة في هذه الأيام التي يستهزأ فيها على المسيح !!! فالجميع يضعون اعتبارات لأصدقائهم ولرأي رجال الدين، والأغلبية تستحي أن تأخذ قرار بنفسها !!!

    أخيراً …
    لقد ذهب اللص التائب والذي آمن بيسوع المسيح رباً وملكاً إلى الفردوس، أما رفيقه المستهزئ ، فقد مضى بلا رجاء إلى الهلاك الأبدي منتظراً يوم الدين، ذلك اليوم الذي فيه سيتذكر كيف جدّف واستهزأ على المسيح المصلوب.

    لقد اغتنم اللص التائب فرصة الخلاص في أسوء الظروف ، لقد أمن في زمان رفض المسيح ، فهل تكون أيها القارئ حكيماً، وتغتنم فرصة خلاصك في مشهد السخرية من المسيح المصلوب ؟؟!! لأنّ لسان حال الناس لا نريد هذا يملك علينا، ولا نريد مسيحاً مصلوباً!!!


    لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية ( إنجيل يوحنا 16:3 )

من قاموا بقراءة الموضوع

تقليص

الأعضاء اللذين قرأوا هذا الموضوع: 0

    معلومات المنتدى

    تقليص

    من يتصفحون هذا الموضوع

    يوجد حاليا 1 شخص يتصفح هذا الموضوع. (0 عضو و 1 زائر)

      يعمل...
      X