إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مفهوم عبارة أبن الانسان- في دانيال 7

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مفهوم عبارة أبن الانسان- في دانيال 7

    عند الحديث عن الكتابات الرؤية مثل ( دانيال ) والذي يعتبر رؤية العهد القيم ، و ( يوحنا ) والذي يعتبر رؤية العهد الجديد، لابد وأن نضع في الاعتبار القصد من استخدام الصور والتشبيهات والرموز، وهي سمة أساسية في الكتابات الرؤية. فعند فك هذه الرموز قد نحتاج إلى تحليل الإصحاح كله الذي يحتوي على الرمز أو التشبيه أو الصور. وفي بعض المرات يستلزم العودة إلى تحليل السفر كله، وع الوضع في الاعتبار أسلوب تفسير النصوص الرؤية ككل وتحليلها في سياق رسالة الكتاب المقدس ككل.
    لذلك عندما نأتي إلى تحليلي مسح لاستخدام لقب " أبن الإنسان" في سفر دانيال الإصحاح السابع، يلزمنا أن نضع بعض الأسئلة وهي : هل التركيز في نبوات العهد القديم على الشعب ( شعب بني إسرائيل ) أم على المسيا الآتي؟ وهل نفسر العهد القديم في ضوء العهد الجديد أم العكس؟ أو أليس استخدام السيد المسيح لذات اللقب " أبن الإنسان " في الإشارة إلى نفسه في مجيئه الأول يؤكد تحقيق رؤيا دانيال بالإشارة إلى " أبن الإنسان " ؟ وهل من علاقة بين ظهور " مثل " أبن الإنسان" و " قديم الأيام "؟
    هذه الأسئلة وغيرها ما سنحاول الإجابة عليها عند التحليل لاستخدام لقب " أبن الإنسان "، مع الوضع في الاعتبار خصوصية الأسفار الرؤية في التفسير.
    أولا : نظرة عامة لمفهوم الرؤيا والكتابات الرؤية
    أطلق الدارسون في العصر الحديث على نوعية من الأدب لقب الكتابات الرؤية Apocalyptic
    وقد ازدهر هذا النوع من الأدب في القرنيين الآخرين من الميلاد، والقرن الأول الميلادي . هذا النوع من الأدب يزدهر وسط أوقات صعبة حيث ينقل الكاتب اقتناعه العميق بأن كل المشاكل والضيقات التي تواجههم ليست هي النهاية. لاكن الله في الوقت المناسب سيتدخل. وهو ما نراه ولاسيما في رؤيا دانيال، حيث ظهر توقيت الرؤيا وقت أن اخذ دانيال ورفاقه في السبي في السنة الثالثه من ملك يهوياقيم ملك يهوذا . فقد كان السبي هو زمن الرؤيا. هذا بالمقابل أن يوحنا الرائي وهو يكتب سفره من السجن في جزيرة بطمس، يعاني هو والكنيسة أيضا من الاضطهادات والضيقات. فجاء سفره أيضا رئوي ملئ بالرموز والصور والتشبيهات. وعلى هذا يتم استخدام رموز الرؤيا بحيث تتناسب والوضع أو الزمن والكيفية التي فيها الرائي.
    إن الإيمان بالكتاب المقدس ، بما فيها الكتابات الرؤية وأنها بوحي روح الله، يؤكد أيضا إيماننا بأن الله لم يجعل أنبياءه ورسله آلات كاتبه، بل كتبة في وسط ظروفهم المختلفة. وعلى هذا كتب القس الياس مقار "
    عندما تكلم الله في العهد القديم الى الآباء بالأنبياء قديما، في الأوقات العاصفة والظروف المختلفة. ضبط الله هؤلاء الكتاب ليكتب الواحد منهم بالروح ما يريده الله أن يكتب، وفي الوقت نفسه يكون الكاتب هو الشخص المسؤول الذي لا تضيع شخصيته متأثراً بظروفه وقت الكتابة "
    إذا عند قراءة وتفسير الكتابات ولاسيما الرؤية منها، لابد للرجوع للخلفية التاريخية. أو ماذا كان في ذهن الكاتب أو المتحدث والظروف المحيطة به. وقد ظهرت مدرسة تفسيرية تربط عند تفسير أي نص كتابي، بين عقل الكاتب ، أو التاريخ الذمني الذي عاش فيه، واللغة التي استخدمها ، بكل ما تحمل من رموز ومعاني قد تكون مبهمة بالنسبة لنا، لاكنها كانت مفهومه في العصر الذي كتبت فيه . وبالنظر إلى مفهوم كلمة " رؤيا " نراها تعني كشف الغطاء عن شئ مخفي . وعلى هذا يقدم لنا دانيال رؤيته المليئة بالرموز، وعلينا فك هذه الرموز بما لا يتعارض مع التركيب اللاهوتي والتسلسل الفكر في السفر ولا سيما الإصحاح السابع منه.
    ثانيا :1- اللغة في سفر دانيال
    يمكن تقسيم السفر تبعاً للغات التي كتب بها، وقد كتب سفر دانيال باللغة الآرامية واللغة العبرية. والقسم الآرامي يبدأ من الاصحاح الثاني والعدد الرابع وحتي نهاية الاصحاح السابع. والقسم العبري يضم باقي السفر ‘ . وعندما يبدأ دانيال بالقول " في السنة الاولى لبيلشاصر ملك بابل، رأى دانيال حلماً ورؤي ... وكنت أرى في رؤياي ليلا..."دانيال 1، 2 . لابد من معرفة ترجمة كلمة " رؤوي " وهي ترجمة للكلمة اليونانية Apocalypsis التي نجدها في رؤيا 1:1 وتعني " كشف " أو اعلان . لذلك من خلال معني الرؤيا نستنتج أن الكتابات الرؤية تكشف ما هو خفي عن الاذهان . وسفر دانيال ككل وخاصتا مع تقسيم السفر وكتابته بلغتين الآرامية والعبرية، وقد كانت اللغة الآرامية هي اللغة المشتركة الثانية والمنتشرة في ذمن دانيال . حيث الإصحاحات من 2- 7 تركزت على ممالك الأمم ، أما 1، 8- 12 فمتعلق بإسرائيل. وربما لهذا السبب كتبت بالعبرية .وعلى هذا فتكون الامور المتعلقه بأسرائيل يكشف عنها هذا السفر. ولآن دانيال واحد من الشباب العبراني الذين أخذهم نبوخذنصر الى بابل في السنة الثالثة من ملك يهوياقيم ملك يهوذا كما في دانيال 1: 1 ، ولآننا نري أن دانيال من البداية قد عرف أن يقدم تفسيراً مقنعا لحلم نبوخذنصر وهو ما يدل على الحكمة والتقوى التي عاش بهما في حياته، وقد نال نعمة في عيني الملك وسلطه على كل ولاية بابل دانيال 5: 29. استطاع أن يظهر نعمة الله المعطاه له ولاسيما في تفسيره للاحلام.
    2- صفات الكتابات الرؤية
    يوجد اسلوب للكتابة الرؤية، حيث أنها ليست وصف لشئ حدث، بل يستخدم الكاتب اسلوباً مليئا بالصور التي تقدم كرؤية. ولذلك توجد سمات معينه للكاتبة الرؤية ً، وأنها مليئه بالرمزية . فتعتبر من أهم العناصر التي تتكون منها هذه الكتابات . وأيضا تأتي كأعلان خاص ، وقد يمتلئ السفر الرؤي بأعلانات خاصه جاءت لكاتبها وأبطالها فهي أعلان الرؤي التي رؤها . ان دراسة الاسفار الرؤية تحتاج معرفة القصد من الكتابة بهذا الاسلوب .


    ثالثا: "1- أبن الانسان" والقسم النبوي من سفر دانيال
    اذا أردنا معرفة المفهوم الصحيح لعبارة " أبن الانسان " لابد من النظر للخلاف الاهوتي للسفر ورسالة السفر، حيث يركز الدكتور القس بول تانر حديثه عن دانيال 2- 7 فيقول " أن الغرض من دانيال 2-7 هو تسليط الاضواء على أمم العالم وكشف دورها ، وطبيعتها الآخلاقية، وتعاقبها قبل حلول ملك المسيا. وأن القصد الالهي هو أن تمارس هذه الامم حق السيادة على العالم الى أن يشاء الله في تأسيس الملكوت المسياني ". وأن دانيال يعلن سيادة اسرائيل بعد أن تسترد الملك وتتبارك في نهاية الامر في ملكوت المسيا. ألا أن بعض المفسرين الآخرين يرون أن التركيب اللاهوتي للسفر ورسالته يظهر القوى والممالك كتجسيم رمزي يعبر عن القوى التي تقف ضد الله، وضد شعب الله. واننا بالرجوع الى ظروف وأحوال كتابة السفر نري ارتباط واقع ظروف دانيال وهو يمثل شعبا في ارض السبي، وان التاريخ يكشف أمامه عن امبراطوريات تذهب واخري تجيئ ، والبعض منها ينتظر فيأخذ مكان السياده والبعض الآخر يتراجع ويبتعد، ولاكن في كل هذا يبقى الله هو السيد. وفي هذا يقول الدكتور القس مكرم نجيب ":
    ان التركيب اللاهوتي يبين رسالة السفر التي هي اعلان أن سلطه التصرف في مصائر الشعوب والافراد ليست في يد الناس، أو الحكام، بل في يد العلي وحده "
    ان سفر دانيال ككل يلقي نوراً نبوياً مع المده المتوسطه بين سبي بابل ومجيئ المسيح الاول وزوال قوات العالم القديمة العظيمة وقيام ملكوت المسيح الابدي بصعوده الي يمين الله ليأخذ الملك .

    ربما هذا الاختلاف الذي ظهر بين المفسرين بخصوص تركيب اللاهوتي للسفر ورسالته، ناتج من عدم الاتفاق على تحقيق رؤيا دانيال ذمنياً من جهة، ومفهوم لقب " أبن الانسان" واستخدامه في الرؤيا من جهة اخرى. وهو ما نحاول الوصول اليه .
    2- لقب " ابن الانسان " واستخدامه في العهد القديم
    يرتبط اللقب في اللغة العبرية مع اللغة الآرامية، حيث يظهر في كله مره مرادفة للانسان " آدم، بارأيناش" كما في مزمور 18:80 وهي تشير الى عضو من أعضاء الجنس البشري . والدارسون للغة العبرية يصفون عبارة "ابن الانسان" " بأبن آدم" كما في مز 8: 2، حز2: 1. وأن الاستعمال الرئيسي للقب "ابن آدم" مستخدم في سفر حزقيال ، عند الحديث بين الله وحزقيال أكثر من 90 مرة .حيث يدل اللقب على رسالته النبوية، وربما اقتبس السيد المسيح هذا اللقب لنفسه ليدل أنه هو "ابن الإنسان" الكامل موضوع النبوات.

    3- عبارة "ابن الانسان" واستخدامها في العهد الجديد
    استخدم الرب يسوع هذا اللقب "ابن الإنسان" كثيراً في الإشارة الى نفسه، كما يتضح من الأناجيل حيث ذكر في إنجيل متي 29 مرة، وفي مرقس 15 مرة، ولوقا 25 مرة، ويوحنا 12مرة. وقد ذكر مرة واحدة في سفر الأعمال أع 7: 56، ومره في الرسالة للعبرانيين 2: 6، وفي سفر الرؤيا 1: 13، 14: 14. أن دلالة استخدام اللقب في العهد الجديد له ثلاثة أوصاف واسعة حيث يستعمله السيد المسيح فيما يتعلق بنفسه، وإنسانيته الكاملة، وسلطته على الارض. وقد أسهب المفسرون في تحليل استخدام هذا اللقب من قبل الرب يسوع ، بأنه أراد أن يؤكد العنصر البشري في شخصه، وأن أبن الله يشير الى النصر الالهي، وعند استخدام الرب يسوع للقب يحمل تلميحا الى التوقع الرؤى عند اليهود، ولاسيما رؤيا "أبن الإنسان " في سفر دانيال الإصحاح السابع .
    4-علاقة استخدام اللقب بين العهد القديم والعهد الجديد
    ان لقب "ابن الانسان" في رؤيا دانيال، و والذي يستخدمه الرب يسوع في الاشارة الي نفسه. يظهر الارتباط بينهما من خلال الرؤيا التي رأها استفانوس في أع 7: 55- 56، حيث يرى مركذ أبن الانسان بعد صعوده الى السماء وبين رؤيا يوحنا أذ يرى مجئ "ابن الانسان" للدينونه والحصاد الاخير رؤ 14: 14- 16. وقد ربط الرسول بولس في الاشارة الي المسيح بأنه "آدم الاخير" والسماوي الذي يلبس القائمون من بين الاموات صورته 1كو 15: 45- 49. وأيضا الرسالة الى العبرانيين التي تطبق ما جاء في مزمور 8: 5- 8 على "ابن الانسان يسوع
    رابعا: " ابن الإنسان " في دانيال الإصحاح السابع

    ربما نحتاج الي تحليل الرؤيا في الإصحاح السابع كله، حتي نستطيع أن نفهم مفهوم لقب أبن الانسان ودلالة وجوده في رؤيا دانيال. فعند الاعتبار أن علاقة سفر دانيال بالعهد القديم كعلاقة سفر الرؤيا بالعهد الجديد، من حيث أقوال السيد المسيح ورسالته، لاعتبرنا أن سفر دانيال هو نور وتعزية من وقت السبي الى وقت مجيء المسيح الاول .وأن فكرة المملكة في العهد القديم ربما تتمركز في رؤيا دانيال، ليس فقط المملكة المرتبطة بالعهد الداودي أو مملكة البقية المخلصة من أولاد ابراهيم، ولاسيما شعب اسرائيل بل تشير الرؤيا- رؤيا دانيال 7- الى الملكوت العالمي الذي يستبدل كل الممالك الاخرى في النهاية. وأن استخدام العبارة الأكثر شيوعاً يعبر عن سيادة الله ، وليس الى مملكه تؤسس حرفياً، وأنها يمكن أن تشير إلى المملكة الغير مرئية التي تشير الى ملكوت السماوات . ونحن نري دانيال وهو يراقب الرؤيا، نراه يزكر "مثل" "ابن الانسان" قد جاء إلى عرش الله مع سحب السماء ويشر هذا الى عربة نقل من الأرض إلى السماء وليس العكس .حيث يظهر أن السيد المسيح بعد صعوده استلم الملك كما في رؤيا 14: 14- 15 وفي نهاية الملك يأتي للحصاد أي الدينونة، حيث أن " القديم الأيام" إشارة إلى الله الآب
    وعلى هذا فعند اعتبار " مثل أبن الإنسان" في دانيال 7 كتصوير جميل لآبن الإنسان وهو يتلقى سلطاناً وملكوتاً كصورة مسبقة لقيام الآب بمنح الملكوت الأرضي الألفي ليسوع المسيح ، إنما يجعلنا نصطدم بالصورة التي قدمها الرب يسوع عن نفسه وهو يشبه يوم مجيئ "ابن الانسان" للدينونة حيث يعلن أن مجيئه الثاني هو للحصاد. مت 24: 42، 44، مت 13: 37- 50، لو 17: 28- 30 . وأن رؤيا دانيال تشير الى عودة المسيح للسماء . ثم في عدد 14 " أعطي سلطاناً ومجداً وملكوتاً لتتعبد له كل الشعوب والامم والالسنه وسلطانه سلطان أبدي ما لم يزول وملكوته ما لا ينقرض " دا 7: 13، 14. وقد ظهر من خلال كرازة يوحنا المعمدان والمسيح، أن زمان الملكوت ( ملكوت الله ) قد اقترب، وأن العهد الجديد يخبرنا عن تأسيس ذلك الملكوت. وأن بعد صعود السيد المسيح شهد الرسل أن المسيح صار ملكاً على ملكوته، وأعطي له السلطان رسمياً . أع 2: 33، 36، 10: 36، أف 1: 20- 22، 1بط 3: 22 ، يو3 : 35، مت 11: 27، في 2: 9، 10، عب 1: 3، 12: 3 ، رؤ 3: 21، 17: 14. هذه الشواهد وغيرها تبين أن السيد المسيح صعد وأستلم الملك إذا ظهور أبن الإنسان في دانيال 7: 13 يشير إلى عودة المسيح إلى السماء بعد تأسيسه للملكوت وقد أعطي له السلطان وسيعود في مجيئه الثاني للدينونة الأخيرة والحياة الأبدية.
    ايمن

من قاموا بقراءة الموضوع

تقليص

الأعضاء اللذين قرأوا هذا الموضوع: 0

    معلومات المنتدى

    تقليص

    من يتصفحون هذا الموضوع

    يوجد حاليا 1 شخص يتصفح هذا الموضوع. (0 عضو و 1 زائر)

      يعمل...
      X