إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

شرطية العهد الإبراهيمي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • شرطية العهد الإبراهيمي

    إن العهد الذي قطعه يَهْوَهْ مع أبرام، والغير مشروط، أولاً كان قد سبقه طاعة أبرام ليَهْوَهْ. وذلك عندما دعاه، من أور الكلدانيين. وهذه الطاعة على أساسه، قطع يَهْوَهْ العهد دون شرط. والتي صارت بمثابة بركة، فوق بركة الطاعة. وهي بركة (أي العهد)، لأنه دون مقابل أي غير مشروط. ولكن يقول : "بنوير أن العهد غير المشروط بركاته مشروطة" (Benwar Survey of O.T). لولا الطاعة لما اختبر إبراهيم، بركة العهد الغير مشروط. لذا يستنتج من هذه العجالة، أن نوال بركة إبراهيم، كانت نتيجة للطاعة. وبما أن طاعة إبراهيم، جعل الله يجزله ببركات العهد. لذا فالطاعة صارت، الشرط الغير معلن. وبالمقارنة يتضح، أن العهد الغير مشروط يسبقه شرط الطاعة.

    أما العهد الذي قطعه يَهْوَهْ، مع أبرام في الإصحاح الخامس عشرفي سفر التكوين، سيما الأعداد الثامن عشر إلى الواحد والعشرون. فلم تكن مشروطة، ذلك لأن الله لم يطلب من إبرام ما يقابل هذا العهد. ويقول الكتاب: فِي ذلِكَ اليَوْمِ قَطَعَ الرَّبَّ مَعَ أَبْرَامَ مِيثَاقاً قَائِلاً :" لِنَسْلِكَ أُعْطِي هذِهِ الأَرْضَ، مِنْ نَهْرِ مِصْرَ إِلى النَّهْرِ الكَبِيرِ، نَهْرِ الفُرَاتِ".)تكوين 18:15.( وهذا العهد يشمل أبنا أبرام فيما بعد، كما تتضح في الآية )لِنَسْلِكَ أُعْطِي هذِهِ الأَرْضَ(، وهذه الجملة من ضمن العهد. و يعتبر الدكتور تنر أن العهد الأحادي، الذي قطعه الله مع أبرام، والتي ستحقق الوعود في نهاية المطاف، بعد أن يختفي أبرام من المشهد يعتبر عهد غير شرطي.) جي بول تنر العهد القديم 1 عمان الهيئة الإنجيلية الثقافية، نيسان 25 - 2000 بحث لم ينشر ( لذا الأرض ميراث نسل أبرام، على أساس العهد الغير مشروط.

    ويتكرر نفس السيناريو الذي حدث مع أبرام، في قصة دعوته للخروج من أرض عشيرته. والذي فيه سبق البركة، طاعة أبرام. وفي هذه القصة أيضا،ً بدأ الله بتقديم الوعود لأبرام. ويقول الكتاب: فَأمَنَ بِالرَّبّ فَحَسِبَهُ لَهُ بِرّاً . وَقَالَ لَهُ "أنا الرَّبُّ الَّذِي أّخْرَجَكَ مِنْ أُورِ الْكَلْدَنِيِّينَ لِيُعْطِيَكَ هذِهِ الأَرْضَ لِتَرِثَهَا". وبعدما تسأل أبرام عن كيفية طريقة الوراثة، قطع معه العهد الغير مشروط. لذا إيمان أبرام بالرب، هو الذي دفع الرب ليقطع معه العهد. وهي أيضاً الإيمان البار، الذي بمثابة البركة التي أدت إلى بركة العهد. لذا إلى الآن لا توجد أي مشروطية، فقط الطاعة والإيمان. وهذان العنصران، ليس من بنود العهود المعاصرة آنذاك. ولن تتحقق الوعود بالنسبة لنَسل إبراهيم، وأجيالهم دون الإيمان والطاعة. وعدم شرطية العهد الإبراهيمي، نابع من إلزام الرب نفسه، بتحقيق الوعود وتعتمد الشروط على الله وحده.
    ولكن يستنتج مما تقدم أن هذا العهد، الذي بين أبرام والرب إذا جاز التعبير، مضطمر في جزيئاته الشرطية المسبقة. ودون إلزام ومن أسباب نتيجة لما سيحدث من رد فعل أبرام أو تفاعله مع قول يهوه. وإلا أن في تكوين 17 : 1- 8 تتغير طريقة الإعلان من تجاه أبرام ليأخذ منحى آخر بإعلان جديد وعليه تتوقف المعاملة مع الله.

    يظهر يَهْوَهْ بإعلان اسم جديد قائلا لَهُ ً: " أَنَا الله الْقَدِيرُ. سِرْ أَمَامِي وَكُنْ كَمِلاً، فَأَجْعَلَ عَهْدِي بَيْنِي وَبَيْنَكَ، وَأَكَثّرَكَ كَثِيراً جِدّاً فَسَقطَ أبْرَامُ عَلَى وَجْهِهِ.. " (تكوين 17 : 1- 3). هنا يطلب الرب من أبرام أن يكون كاملاً هذا أول شيء يطلبه الرب من أبرام ويأتي هذا الموقف مع أبرام ذلك ليؤكد يهوه أنه سيعمل ما وعد به لأبرام في العهد أيضاً بعد ولادة إسماعيل الذي أعتبره أبرام وريثه. ويأتي الرب ليصعب الموضوع، على أبرام بحسب منطقه البشري.

    ويفضل بعض المفسرين، أن على أبرام أن يسلك سلوكاً جديداً. أي سلوكاً يتماشى، مع الإعلان الجديد بالاستقامة. والعلاقة ما يبن أبرام وإيل شداي، في المرحلة الجديدة تسمو رفعة متقدمة، نحو عمق جديد من سابقتها. وهذه نتيجة لإظهار المعرفة الجديدة، عن صفة من صفات الله. والتي لم يدركها أبرام من قبل، أي عملياً في حياته الإيمانية. ويبدو أن الله، كشف هذا الاسم، ليؤكد أنه هو الذي يسيطر، على خليقته بقدرته القديرة. وذاك المنطق الذي يسيطر على عقل أبرام، ذو المنطق البشري المحدود. و الشكوك سيما أثناء مسألته لله، عن كيف يحدث كل هذا وأنا بهذا العمر؛ من الكبر والشيخوخة المسيطرة على بدني، ليس إلا محدود النظر أرضي التوجه. لذا فهو أي الله خارق للطبيعة البشرية، فمن خلق الطبيعة يسير الطبيعة بحسب قصده إلى ما لا يألفه الإنسان. فهو القادر على كل شيْ، ولا يعثر عليه أمر.

    وكأن الله يقول له، وبما أني كنت لك ترس في المرة الأولى. واتكلت علي وحافظت على الاتكال في الطاعة، اعتمدت علي لأنك تؤمن بي. الآن أنا أَنَا الله الْقَدِيرُ. لا تعتمد على فكرك، فقط سِرْ أَمَامِي وَكُنْ كَامِلاً. وبهذا الإعلان يطلب الله من أبرام، أن يطبق صفة الكامل القلب نحوه. هذا هو أول طلب من الله لأبرام، وكأنه شرط أو يحتل مكان الشرط معنوياً. وبعد ذلك يقول الله لأبرام، فَأَجْعَلَ عَهْدِي بَيْنِي وَبَيْنَكَ. نتيجة لكمال قلبك معي أجعل عَهْدِي بَيْنِي وَبَيْنَكَ.

    لذا الله في هذا الظهور بالاسم الجديد، يفرض على أبرام، أن يكون كاملا. وليس هذا وحسب لأنه في عدد 7 يؤكد لأبرام، أن هذا العهد سيستمر إلى نسل أبرام وإلى أجيال نسله. وَأُقِيمُ عَهْدِ بِيْنِي وَبَيْنَكَ وَبَيْنَ نَسْلِكَ مِنْ بَعْدِكَ فِي أَجْيَالِهِمْ، عَهْداً أَبَدِيّاً، لأَكُونَ إِلهاً لَكَ وَلِنَسْلِكَ مِنْ بَعْدِكَ. ولكن بعد هذا الإعلان يأتي دور الواجبات الدينية التي لا بد أن يطبقها كل من أبرام ونسله إلى أجيال نسله فيقول الله له :"وأََمّا أَنْتَ فَتَحْفَظُ عَهْدِي أَنْتَ ونَسْلِكَ مِنْ بَعْدِكَ فِي أَجْيَالِهِمْ. هذَا هُوَ عَهْدِي الّذِي تَحْفَظُونَهُ بَيْنِي وَبَيْنَ نَسْلِكَ مِنْ بَعْدِكَ : يُخْتَنُ مِنْكُمْ كُلُّ ذَكَرٍ وإلى أخر الآية. ومن خالف هذه الوصية يقطع من العهد، لأنه كسر انحرف عن العهد. ومن هنا مطلوب الكمال الخلقي، والصلة الطقسية بالله وهي فريضة الختان. تتطور هذه الشروط في العهد السينائي، إلى الشريعة التي قدمها يَهْوَهْ عن طريق موسى. وهناك تأتي الشرطية المعلنة، أو يعلن ما كان مبطن. لأن بركة العهد الغير المشروط تم، ومن هنا بدأ الرب ليعمل من أجل الرؤيا الكبرى. بشكل فعّال لذا لا بد أن يبرز الجانب المقدس على المحك، في العلاقة ما بينه والشعب.

    يتضح مما تقدم أن الله لم يعلن شرطاً رسمياً أي حرفياً، مقابل عهده مع إبراهيم. بل على أساس الطاعة والإيمان لذي حسب براً، وحفظ العهد الذي قطعه معه. إلا أن العنصران الطاعة والإيمان البار هي التي دفعت الله إلى تطبيق العهد معه؛ وهي بمثابة شرط غير معلن.

من قاموا بقراءة الموضوع

تقليص

الأعضاء اللذين قرأوا هذا الموضوع: 0

    معلومات المنتدى

    تقليص

    من يتصفحون هذا الموضوع

    يوجد حاليا 1 شخص يتصفح هذا الموضوع. (0 عضو و 1 زائر)

      يعمل...
      X