إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الصوم حسب العقيدة الإنجيلية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الصوم حسب العقيدة الإنجيلية

    فى إحدى مشاركات جناب الشيخ، و عندما ذُكر موضوع الصوم، وعدنا الشيخ بمشاركتنا بتأملاته عن الصوم و ان يسطر لنا احد عظاته عن هذا الموضوع.

    و نظراً لشغف الإخوة و لشغفى الشديد للمعرفة عن هذا الموضوع، خشيت ان ينسانا جناب الشيخ فبدأت الموضوع، و نتتظر منه متى سمح وقته بأن يفيض علينا عن هذا الموضوع الهام. و خاصة ان جناب الشيخ من اقدر الناس بيننا ليحدثنا عن هذا الموضوع و نتعلم منه.

    نحن فى الإنتظار ...
    التعديل الأخير تم بواسطة mico; الساعة 11-01-04, 01:03 AM.
    أُحِبُ?َ يَا رَبُ يَا قُوَتِي، وَ إنْ خُضْتُ بَحْراً وَ هَاجَتْ رِيَاحٌ عَلَي دَفَّتِي، وَ إِنْ سِرْتُ قَفْراً فَلَنْ أخْشَي يَوْماً مِن وِحْدَتِي، لأنَّ?َ انْتَ وَسْطَ البِحَارُ، خِلالَ القِفَار هُوَ وِجْهَتِي

    لأنِّي بِدُونِ?َ لا أسْتَطِيعُ، بِدُونِ?َ رَبِّي قُوايَ تَضِيعُ، وَ مَعَ?َ تَدُومُ بِ?َ قُدْرَتِي، أُحِبُ?َ يَا ربُّ يَا قُوَتِي.

  • #2
    الصوم حسب العقيدة الأنجيلية

    عزيزى الأخ mico
    أشكرك من أعماق قلبى بهذه الثقة الغالية وأنا عند وعدى فى الكتابة عن هذا الموضوع ولكن لى رجاء فى نقطتين
    أولهما أن يكون العنوان " الصوم حسب العقيدة الأنجيلية" وذلك لوجود بعض الشواهد الكتابية التى سأذكرها من الجائز أنها لا تتفق مع بعض المفاهيم لطوائف أخرى
    ثانيهما أن تعطينى وقت لحين الأنتهاء من بعض الأجراءات اللازمة التى ستمكننى من الأسراع من عملية الكتابة بالكى بورد بدلآ من الماوس حيث يأخذ منى وقت مضاعف وهذا لن يطول ـ بمشيئة الرب خلال أيام
    أشكرك والرب يباركك

    نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

    تعليق


    • #3
      Re: الصوم حسب العقيدة الأنجيلية

      أخي الحبيب الشيخ،

      اشكرك لإستجابتك، و قمت بالفعل بتغيير العنوان و لكن لا اعرف لماذا لم يتغير فى الصفحة الأساسية لكنه تغيَّر بداخل الموضوع نفسه فقط.

      نحن فى الإنتظار بشغفٍ كبير
      أُحِبُ?َ يَا رَبُ يَا قُوَتِي، وَ إنْ خُضْتُ بَحْراً وَ هَاجَتْ رِيَاحٌ عَلَي دَفَّتِي، وَ إِنْ سِرْتُ قَفْراً فَلَنْ أخْشَي يَوْماً مِن وِحْدَتِي، لأنَّ?َ انْتَ وَسْطَ البِحَارُ، خِلالَ القِفَار هُوَ وِجْهَتِي

      لأنِّي بِدُونِ?َ لا أسْتَطِيعُ، بِدُونِ?َ رَبِّي قُوايَ تَضِيعُ، وَ مَعَ?َ تَدُومُ بِ?َ قُدْرَتِي، أُحِبُ?َ يَا ربُّ يَا قُوَتِي.

      تعليق


      • #4
        Re: الصوم حسب العقيدة الأنجيلية

        المشاركة الأصلية بواسطة mico
        اشكرك لإستجابتك، و قمت بالفعل بتغيير العنوان و لكن لا اعرف لماذا لم يتغير فى الصفحة الأساسية لكنه تغيَّر بداخل الموضوع نفسه فقط.

        للأسف هذه من بعض المشاكل الموجودة بنسخة Beta 7 للمنتدى والذي سيتم تغييرها في القريب العاجل بنسخة VB RC2 وهى لدىَّ بالفعل ولكنني لم اتمكن من الإنتهاء من تركيب الإستايل الخاص بنا عليها حتى الآن لتعقيدها الشديد (بالنسبة لي) ،، ولكن سأحاول تغيير العنوان يدويا إن أمكنني ذلك
        الرب يبارككم جميعا لمجد اسمه



        وَلَكِنَّنِي لَسْتُ أَحْتَسِبُ لِشَيْءٍ
        وَلاَ نَفْسِي ثَمِينَةٌ عِنْدِي
        حَتَّى أُتَمِّمَ بِفَرَحٍ سَعْيِي وَالْخِدْمَةَ الَّتِي أَخَذْتُهَا مِنَ الرَّبِّ يَسُوعَ
        لأَشْهَدَ بِبِشَارَةِ نِعْمَةِ اللهِ
        اع 20 :24

        تعليق


        • #5
          Re: الصوم حسب العقيدة الإنجيلية


          الحلقة الأولى:

          مقدمة

          ما أكثر الذين يصومون ، إما للتمسُّك بعقيدة دينية ابتغاء مرضاة الله ، أو للشعور بالجوع والعطش للتعاطُف مع الفقراء والمسـاكين ، أو للمحافظة على المظاهر الدينية أمام المجتمع ، أو لتحسين حالتهم الصحية على نحوٍ ما .. لكن كل هذه الأغراض بعيدة تماماً عن قصد الله من الصوم . لذلك قال الله لمثل هؤلاء " لما صمتم ونُحتم ، هل صُمتم صوماً لي أنا ؟ ولما أكلتم ولما شربتم أما كنتم أنتم الآكلين وأنتم الشاربين .... اقضوا قضاء الحق ، واعملوا إحساناً ورحمة " (زكريا7: 5-9) .

          وقبل أن نتكلم عن الصوم يجب أولآ أن نعرف معنى الصوم
          1) ما هو الصــوم ؟
          1) المعنى اللغوي :

          في اللغة العبرية ، لغة العهد القديم تعني مُحكم الإغلاق / بعيداً عن العالم / يتعزم على الانطلاق . أما في اللغة اليونانيـة ، لغة العهد الجديد تعني بدون طعام / فقدان الشهية / . أما في اللغـة العربيـة فإن كلمة ( صوم ) فتعني الإمساك عن الطعام والشراب / الامتناع عن الكلام وأي عمل / مدَّة الامتناع عن أي عمل .

          2) المعنى الكتابي :

          الصوم بحسب تعليم الكتاب المقدس هو الامتناع عن كل أنواع الطعام والشراب ، والاعتكاف عن الأشغال والأقوال والأفكار وكل ملذات الجسد . وهذا الامتناع في حدِّ ذاته ليس عبادة ، لكنه عندما يقترن بالصلاة والتذلُّل أمام الله ، يكون واسطة معيَّنة من الله للتقرُّب إليه . وذلك بالامتناع مدَّة من الزمن عن كل ما يشغل المرء عن قضاء هذه المدَّة في حضرة الرب ، لسكب القلب أمام الله ، والتضرُّع إليه بلجاجة في هذه المدَّة ، لسبب معيَّن .

          والصوم مثل الصلاة من حيث أنواعه ، فردي أو عائلي أو جماعي . لكنه لا بُدَّ أن يكون له سـبب وداعٍ .
          ولا يمكـن أن يكون الصوم في كل حين مثل :
          الصلاة -( لوقا1:18 ) "وقال لهم ايضا مثلا في انه ينبغي ان يصلّى كل حين ولا يمل"
          والتسبيح ( عب15:13 )" فلنقدم به في كل حين للّه ذبيحة التسبيح اي ثمر شفاه معترفة باسمه."
          وقراءة كلمة الله ( مز2:1 ) ... "لكن في ناموس الرب مسرّته وفي ناموسه يلهج نهارا وليلا. "

          مدَّة الصوم

          أما مدَّة الصوم فكانت من الشروق إلى الغروب ( قضاة26:20 / لاويين32:22 / 2صموئيل12:1 ) ونقرأ أيضاً عن أناس صاموا أربعين يوماً ، نهاراً وليلاً ،

          موسى (خروج28:34) "وكان هناك عند الرب اربعين نهارا واربعين ليلة لم ياكل خبزا ولم يشرب ماء . فكتب على اللوحين كلمات العهد الكلمات العشر . "
          وإيليا (1ملوك8:19)" فقام وأكل وشرب وسار بقوة تلك الأكلة اربعين نهارا واربعين ليلة الى جبل الله حوريب "
          والمسيح (مت2:4) ." فبعدما صام اربعين نهارا واربعين ليلة جاع اخيرا ."
          والمبدأ العام في مدَّة الصلاة هو مبدأ الحرية الملتزمة أو الالتزام الحرّ . فليس المهم كم من الوقت استطعت أن تمتنع عن الطعام ، بل أن تكون هذه الفرصة تدريباً نفسياً وروحياً على الامتناع عن عادات وأشياء أخرى ، أكثر من مجرَّد الامتناع عن الطعام .

          لماذا نصوم ?وكيف نصوم ? وعلاقة الصوم بالغفران , ومواضيع أخرى تتعلق بالصوم فى الحلقات القادمة بمشيئة الرب
          التعديل الأخير تم بواسطة الشيخ; الساعة 19-01-04, 05:40 AM.
          نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

          تعليق


          • #6
            Re: الصوم حسب العقيدة الإنجيلية

            تسجيل متابعة و بإنتظار الحلقة التالية.

            الرب يباركك
            أُحِبُ?َ يَا رَبُ يَا قُوَتِي، وَ إنْ خُضْتُ بَحْراً وَ هَاجَتْ رِيَاحٌ عَلَي دَفَّتِي، وَ إِنْ سِرْتُ قَفْراً فَلَنْ أخْشَي يَوْماً مِن وِحْدَتِي، لأنَّ?َ انْتَ وَسْطَ البِحَارُ، خِلالَ القِفَار هُوَ وِجْهَتِي

            لأنِّي بِدُونِ?َ لا أسْتَطِيعُ، بِدُونِ?َ رَبِّي قُوايَ تَضِيعُ، وَ مَعَ?َ تَدُومُ بِ?َ قُدْرَتِي، أُحِبُ?َ يَا ربُّ يَا قُوَتِي.

            تعليق


            • #7
              Re: الصوم حسب العقيدة الإنجيلية

              تسجيل متابعة لهذا الموضوع الهام
              أحب الرب الهك من كل قلبك ومن كل فكرك ومن كل نفسك ومن كل قدرتك ... وقريبك كتفسك
              Emad Hanna

              تعليق


              • #8
                Re: الصوم حسب العقيدة الإنجيلية

                أحبائى الأعزاء الأخوة micoوعماد
                أشكركم وضعتم فى ثقة لا أستحقها وحماسآ لأستكمال الموضوع
                الرب يبارككم
                نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                تعليق


                • #9
                  Re: الصوم حسب العقيدة الإنجيلية

                  الحلقة الثانية

                  2) لماذا نصــوم ؟
                  أولاً : الصوم في العهد القديم :
                  يذكر العهد القديم حالات كثيرة من الصوم ، لكنها حالات امتناع عن الطعام لا علاقة لها بالعبادة . وكثيراً ما يُذكر الصوم مصحوباً بالعبادة ، وعادة يكون مصحوباً بالنوح والحزن ، وكأن الشخص الصائم يقول بصومه (( أنا تائب نادم ، ولستُ متعالياً مستكبراً )) وما هذا القول إلا التعبير الدقيق عن التذلُّل أما الله ، والاعتماد على رحمته ونعمته ( اقرأ 2صموئيل12 : 16-23 ) .
                  16 فسأل داود الله من اجل الصبي وصام داود صوما ودخل وبات مضطجعا على الارض
                  17 فقام شيوخ بيته عليه ليقيموه عن الارض فلم يشأ ولم ياكل معهم خبزا
                  18 وكان في اليوم السابع ان الولد مات فخاف عبيد داود ان يخبروه بان الولد قد مات لانهم قالوا هوذا لما كان الولد حيّا كلمناه فلم يسمع لصوتنا فكيف نقول له قد مات الولد يعمل اشرّ
                  19 ورأى داود عبيده يتناجون ففطن داود ان الولد قد مات فقال داود لعبيده هل مات الولد فقالوا مات
                  20 فقام داود عن الارض واغتسل وادّهن وبدل ثيابه ودخل بيت الرب وسجد ثم جاء الى بيته وطلب فوضعوا له خبزا فأكل
                  21 فقال له عبيده ما هذا الأمر الذي فعلت لما كان الولد حيّا صمت وبكيت ولما مات الولد قمت واكلت خبزا
                  22 فقال لما كان الولد حيّا صمت وبكيت لاني قلت من يعلم ربما يرحمني الرب ويحيا الولد
                  23 والآن قد مات فلماذا اصوم هل اقدر ان ارده بعد انا ذاهب اليه واما هو فلا يرجع اليّ
                  وأول صوم ورد ذكره في الكتاب المقدس هو صوم موسى أربعين يوماً .
                  أما اليوم الوحيد الذي أمرت فيه الشريعة بالصوم فهو يوم الكفارة ، يوم تذليل النفس بالصوم (لاويين16: 29-34)
                  29 ويكون لكم فريضة دهرية انكم في الشهر السابع في عاشر الشهر تذللون نفوسكم وكل عمل لا تعملون الوطني والغريب النازل في وسطكم.
                  30 لانه في هذا اليوم يكفّر عنكم لتطهيركم. من جميع خطاياكم امام الرب تطهرون.
                  31 سبت عطلة هو لكم وتذلّلون نفوسكم فريضة دهرية.
                  32 ويكفّر الكاهن الذي يمسحه والذي يملأ يده للكهانة عوضا عن ابيه. يلبس ثياب الكتان الثياب المقدسة.
                  33 ويكفّر عن مقدس القدس. وعن خيمة الاجتماع والمذبح يكفّر. وعن الكهنة وكل شعب الجماعة يكفّر.
                  34 وتكون هذه لكم فريضة دهرية للتكفير عن بني اسرائيل من جميع خطاياهم مرة في السنة. ففعل كما امر الرب موسى.

                  وكان الشعب قديماً يصومون في غير هذا اليوم ، بدون أمر وترتيب من شريعة الرب . وذلك في أوقات الشدة وزمن الحرب والمرض والتوبة والنوح وذكرى بعض الحوادث (1صموئيل6:7 / مزمور13:35 / نحميا 1:9 / 2صموئيل12:1 / إرميا12:52 / 41: 1-2 / 2ملوك25: 3-4)
                  1صموئيل6:7
                  6 فاجتمعوا الى المصفاة واستقوا ماء وسكبوه امام الرب وصاموا في ذلك اليوم وقالوا هناك قد اخطأنا الى الرب. وقضى صموئيل لبني اسرائيل في المصفاة.

                  مزمور13:35
                  13 اما انا ففي مرضهم كان لباسي مسحا. اذللت بالصوم نفسي. وصلاتي الى حضني ترجع.

                  نحميا 1:9
                  1 وفي اليوم الرابع والعشرين من هذا الشهر اجتمع بنو اسرائيل بالصوم وعليهم مسوح وتراب.

                  2صموئيل12:1
                  12 وندبوا وبكوا وصاموا الى المساء على شاول وعلى يوناثان ابنه وعلى شعب الرب وعلى بيت اسرائيل لانهم سقطوا بالسيف.


                  دعى الأنبياء إلى مهاجمة هذا الأسلوب (إشعياء58: 307 / إرميا12:14 / زكريا5:7/ 8: 18-19)
                  إشعياء58: 3-7
                  3 يقولون لماذا صمنا ولم تنظر. ذللنا انفسنا ولم تلاحظ . ? ها انكم في يوم صومكم توجدون مسرة وبكل اشغالكم تسخرون.
                  4 ها انكم للخصومة والنزاع تصومون ولتضربوا بلكمة الشر. لستم تصومون كما اليوم لتسميع صوتكم في العلاء.
                  5 امثل هذا يكون صوم اختاره. يوما يذلل الانسان فيه نفسه يحني كالاسلة راسه ويفرش تحته مسحا ورمادا. هل تسمي هذا صوما ويوما مقبولا للرب.
                  6 أليس هذا صوما اختاره حل قيود الشر. فك عقد النير واطلاق المسحوقين احرارا وقطع كل نير.
                  7 اليس ان تكسر للجائع خبزك وان تدخل المساكين التائهين الى بيتك. اذا رأيت عريانا ان تكسوه وان لا تتغاضى عن لحمك

                  إرميا12:14
                  12 حين يصومون لا اسمع صراخهم وحين يصعدون محرقة وتقدمة لا اقبلهم بل بالسيف والجوع والوبإ انا افنيهم.

                  زكريا5:7/ 8: 18-19
                  5 قل لجميع شعب الارض وللكهنة قائلا. لما صمتم ونحتم في الشهر الخامس والشهر السابع وذلك هذه السبعين سنة فهل صمتم صوما لي انا.
                  8: 18-19
                  18 وكان اليّ كلام رب الجنود قائلا.

                  19 هكذا قال رب الجنود. ان صوم الشهر الرابع وصوم الخامس وصوم السابع وصوم العاشر يكون لبيت يهوذا ابتهاجا وفرحا واعيادا طيبة. فاحبوا الحق والسلام.

                  أما الصوم المقبول عند الله فنقرأ عنه بالتفصيل في (إشعياء 58: 6-7) (( حلّ قيود الشرّ .. التي يقيِّد بها الأشرار الضعفاء والمساكين // فكّ عقد النير .. بعدم المطالبة بالديون بكل أنواعها المادية والمعنوية // إطلاق المسحوقين أحراراً .. بإعطاء الحرية للمتألمين في عبوديتهم // قطْع كل نير .. برفع الأثقال الموضوعة على عاتق الناس // كسر الخبز للجائع .. فهذا أفضل من منعه عن المحتاج // إدخال المساكين التائهين إلى بيتك .. فالأمر لا يتوقف عند إعطائه الخبز على الباب ، بل استضافته لكي يشعر بالأمان والحب // إكساء العريان // عدم التغاضي عن الأقرباء في احتياجاتهم المادية والنفسية // ومن يطلب الغفران والرحمة من الله ، عليه أن يغفـر ويرحـم هو أيضاً رفقاءه ، وينكر نفسه في خدمة المحتاجين .. فهذا أفضل جداً من تذليل النفس بدون رحمة الآخرين )) وهكذا نرى أن الصوم الحقيقي ليس هو إخلاء المعدة من الطعام ، بل بالأكثر هو ملء معدة أخرى بالطعام ، وملء نفس أخرى بالاطمئنان والسلام ، وإشباع نفس جائعة لكلمة طيبة ومحبة وغفران .
                  يتبع
                  ثانيآ: الصوم في العهد الجديد :

                  نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                  تعليق


                  • #10
                    Re: الصوم حسب العقيدة الإنجيلية


                    ثانيآ: الصوم في العهد الجديد :

                    في فترة ما بين العهدين كان الصوم مرتين في الأسبوع ، الاثنين والخميس (لوقا12:18 )
                    12 اصوم مرتين في الاسبوع واعشر كل ما اقتنيه .
                    وكانوا يصومون من أجل الظهور أمام الناس (متى6: 16-18 )
                    16 ومتى صمتم فلا تكونوا عابسين كالمرائين .فانهم يغيرون وجوههم لكي يظهروا للناس صائمين .الحق اقول لكم انهم قد استوفوا اجرهم .
                    17 واما انت فمتى صمت فادهن راسك واغسل وجهك .
                    18 لكي لا تظهر للناس صائما بل لابيك الذي في الخفاء .فابوك الذي يرى في الخفاء يجازيك علانية


                    الأمور التي انتقدها المسيح في تعاليمه عن الصوم . ونستطيع أن نفهم فِكر المسـيح عن الصوم من خلال هذه الفصول الكتابية ( متى9: 14-17 / مرقس2: 18-22 / لوقا5: 33-39 )
                    متى9: 14-17
                    14 حينئذ اتى اليه تلاميذ يوحنا قائلين لماذا نصوم نحن والفريسيون كثيرا واما تلاميذك فلا يصومون
                    15 فقال لهم يسوع هل يستطيع بنو العرس ان ينوحوا ما دام العريس معهمولكن ستأتي ايام حين يرفع العريس عنهم فحينئذ يصومون
                    16 ليس احد يجعل رقعة من قطعة جديدة على ثوب عتيقلان الملء ياخذ من الثوب فيصير الخرق اردأ
                    17 ولا يجعلون خمرا جديدة في زقاق عتيقةلئلا تنشقّ الزقاق فالخمر تنصب والزقاق تتلفبل يجعلون خمرا جديدة في زقاق جديدة فتحفظ جميعا
                    مرقس2: 18-22
                    18 وكان تلاميذ يوحنا والفريسيين يصومون .فجاءوا وقالوا له لماذا يصوم تلاميذ يوحنا والفريسيين واما تلاميذك فلا يصومون .
                    19 فقال لهم يسوع هل يستطيع بنو العرس ان يصوموا والعريس معهم .ما دام العريس معهم لا يستطيعون ان يصوموا .
                    20 ولكن ستأتي ايام حين يرفع العريس عنهم فحينئذ يصومون في تلك الايام .
                    21 ليس احد يخيط رقعة من قطعة جديدة على ثوب عتيق وإلا فالملء الجديد ياخذ من العتيق فيصير الخرق اردأ .
                    22 وليس احد يجعل خمرا جديدة في زقاق عتيقة لئلا تشق الخمر الجديدة الزقاق فالخمر تنصب والزقاق تتلف .بل يجعلون خمرا جديدة في زقاق جديدة

                    لوقا5: 33-39
                    33 وقالوا له لماذا يصوم تلاميذ يوحنا كثيرا ويقدمون طلبات وكذلك تلاميذ الفريسيين ايضا .واما تلاميذك فيأكلون ويشربون .
                    34 فقال لهم أتقدرون ان تجعلوا بني العرس يصومون ما دام العريس معهم .
                    35 ولكن ستأتي ايام حين يرفع العريس عنهم فحينئذ يصومون في تلك الايام .
                    36 وقال لهم ايضا مثلا .ليس احد يضع رقعة من ثوب جديد على ثوب عتيق .وإلا فالجديد يشقّه والعتيق لا توافقه الرقعة التي من الجديد .
                    37 وليس احد يجعل خمرا جديدة في زقاق عتيقة لئلا تشق الخمر الجديدة الزقاق فهي تهرق والزقاق تتلف .
                    38 بل يجعلون خمرا جديدة في زقاق جديدة فتحفظ جميعا .
                    39 وليس احد اذا شرب العتيق يريد للوقت الجديد لانه يقول العتيق اطيب


                    وفي هذه الفصول نلاحظ ما يلي :
                    أ0 كان تلاميـذ يوحنا المعمدان يصومون أكثر من تلاميذ يسـوع ، بسبب حزنهم على سَجْن معلِّمهم . وتعجَّبوا لأن تلاميذ يسوع لم يشاركوهم في حزنهم على معلِّمهم . وسؤالهم للمسيح هو استفهام توبيخي لتلاميذه . أما جواب يسوع فكان جامعاً مانعاً ، أعلن فيه حقائق ثمينة عن الصوم .
                    ب0 الصوم تعبير طبيعي عن شعور قلبي ، فمتى كان القلب فرحاً بوجود العريس ، فلا معنى للصوم هنا إذاً . لأن ممارسة الصوم في وجود العريس تعتبر إهانة لحضوره المُبهِج ، لأنم الصوم تعبير عن الحزن والنوح والتذلُّل ، كما رأينا في معناه ، ومثل هذه المشاعر لا تتوافق مع وجود العريس .
                    ج0 لا لوم على تلاميذ يوحنا في صومهم ، لأن معلِّمهم في السِّجن ، أي عريسهم ليس بينهم . ولا لوم على تلاميذ يسوع في عدم صومهم ، لأن معلِّمهم معهم . لكن عندما يُرفع العريس عنهم تكون الفرصة مهيَّـأة أمامهم ، وموجِبة عليهم الصوم .
                    د0 كان ردّ المسيح على أسئلة الفريسيين وتلاميذ يوحنا المعمدان بثلاثة أمثلة ، اختارها من عاداتهم الاجتماعية ، من الأعراس .. من الملابس .. من عادات حفظ الخمور :

                    أولاً : من عادات الأعراس :
                    لقد ردَّ المسيح عليهم باستفهام إنكاري " هل يستطيع بنو العرس أن ينوحوا مادام العريس معهم ؟! " هذا يعني أنه أمر غير متوقَّع منهم . ونلاحظ أن كلمة ( يصومون ) في كلامه جاءت مرادفة ل ( ينوحون ) . فلا صوم حيث لا مناحة ، ولا يليق اتخاذ علامة الحزن للتعبير عن الفرح . لقد أشار المسيح إلى الصليب في قوله " حين يُرفع العريس " . وبقوله " حينئذ يصومون " إخبارهم بما سيحدث . فلم يرسم هنا فرضاً بالصوم ، لأن الصوم ليس فرضاً على الكنيسة أو الأفراد ، بل إنه يُصبح مقبولاً عند الله بدافع من المؤمنين أنفسهم ، وليس بترتيب وسلطان خارجٍ عنهم .

                    @ فلا صوم إذاً إلا حين يُرفع العريس ، وهذا يتنافى مع حضوره الدائم " وها أنا معكم كلَّ الأيام إلى انقضاء الدهر .. حيثما اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمي فهناك أكون في وسطهم " .
                    @ ولا صوم أيضاً إلا إذا كانت هناك حالة حزن ، لأن ممارسة الصوم تدل على النوح والذلّ ، وهذا يتنافى مع قول الكتاب " افرحوا في الرب كل حين " .
                    @ ولا يمكن أن نستنتج من لام المسيح هذا أنه يعارض ممارسة الصوم ، لأن هناك فترات خاصة عند كل فرد أو جماعة يشعر فيها أن الرب غير راضٍ عنه بسبب خطاياه التي ارتكبها ، ومن ثمَّ لم تعُد له بهجة الخلاص الأولى ، وهنا لا بُدّ له أن يمارس وسيلة تعبِّر عن التذلُّل والتوبة ، صارخاً: " ردَّ لي بهجة خلاصك " . فبنو العرس لا يصومون ولا ينوحون طالما يشعرون بأن العريس معهم ويحيا فيهم . لكنهم حين يفترون ويبتعدون عن طريق الرب ، فإنهم يشعرون بفراقه عنهم ، حينئذٍ يصومون . فالصوم هو الامتناع عن الطعام ، عمل ظاهري ، يدلّ على عمل آخر داخلي هو الامتناع عن الخطية بأنواعها وأشكالها . فالعلامة الظاهرية هي تفريغ المعدة من الطعام ، ودلالتها الداخلية تفريغ القلب من الخطية . أما الرياء فهو وجود الأمر الظاهري فقط دون الداخلي ، وهذا ما انتقده المسيح كثيراً .

                    ثانياً من عادات الملابس :
                    يلجأ كثير من الناس إلى عادة ترقيه الملابس القديمة البالية بقطعة جديدة من القماش ، الأمر الذي يزيد الخروق اتساعاً . والمسيح لم يأتِ لإصلاح الطقوس البالية التي كانوا يمارسونها بدون نصٍّ في عليها في كلمة الله ، تلك التي كانت من عادات وتقاليد الناس . كما أنه لم يضع طقساً جديداً فوق هذه الطقوس ، كأن يفرض صوماً معيناً أو غيره من الفرائض التي كانوا يتوقَّعونها . لكنه جاء لكي يجدِّد الكل من جهة الجوهر والمظهر . لم يأتِ المسيح لأجل ترقيع عادات وطقوس قديمة هي من صُنع الناس ، بل جاء ليصنع كل شيء جديداً في ملكوته .

                    ثالثاً : من عادات حفظ الخمور :
                    كانت الخمر تُحفظ عادة في زقاق من جلد الحيوانات ، والخمر الجديدة تحدث فيها تفاعلات كيميائية ، لذا لا توضع في زقاق قديمة بالية ، حتى لا تتمزَّق الزقاق وتنسكب الخمر . والخمر في هذا المثل إشارة إلى الفرح الجديد ، فلا فرح في قلوب قديمة بالية ملأها الشر والفساد والرياء . أما الحياة المسيحية فهي الفرح الحقيقي الدائم ، لا يمكن حصره في عادات وطقوس قديمة وبالية . وهذا ما قصده المسيح من هذا المثل ، أن تعاليمه لا يمكن أن توضَع على قلوب أفسـدتها الخطية والعبادات الشـكلية ، وإلا سوف تنسكب هذه التعاليم من تلك القلوب ، كما تنسكب الخمر الجديدة من الزقاق العتيقة .

                    الحلقة الثالثة
                    أسباب الصوم في العهد الجديد :
                    الصوم المرفوض في العهد الجديد :


                    نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                    تعليق


                    • #11
                      Re: الصوم حسب العقيدة الإنجيلية


                      الحلقة الثالثة
                      أسباب الصوم في العهد الجديد :

                      1) لطلب القوة الروحية اللازمة للانتصار على الخطية (متى17: 19-21 / مرقس29:9) .
                      متى17: 19-21
                      19 ثم تقدم التلاميذ الى يسوع على انفراد وقالوا لماذا لم نقدر نحن ان نخرجه
                      20 فقال لهم يسوع لعدم ايمانكمفالحق اقول لكم لو كان لكم ايمان مثل حبة خردل لكنتم تقولون لهذا الجبل انتقل من هنا الى هناك فينتقل ولا يكون شيء غير ممكن لديكم
                      21 واما هذا الجنس فلا يخرج الا بالصلاة والصوم

                      مرقس29:9
                      29 فقال لهم هذا الجنس لا يمكن ان يخرج بشيء الا بالصلاة والصوم


                      2) لطلب نجاح الخدمة والخدام في تأدية خدمتهم للرب وللكنيسة ( أعمال الرسل13: 1-3 / 2كورنثوس6: 4-8 / 11 : 27 ) .
                      أعمال الرسل13: 1-3
                      1 وكان في انطاكية في الكنيسة هناك انبياء ومعلمون برنابا وسمعان الذي يدعى نيجر ولوكيوس القيرواني ومناين الذي تربى مع هيرودس رئيس الربع وشاول.
                      2 وبينما هم يخدمون الرب ويصومون قال الروح القدس افرزوا لي برنابا وشاول للعمل الذي دعوتهما اليه.
                      3 فصاموا حينئذ وصلّوا ووضعوا عليهما الايادي ثم اطلقوهما

                      2كورنثوس6: 4-8 / 11 : 27
                      4 بل في كل شيء نظهر انفسنا كخدام الله في صبر كثير في شدائد في ضروراتفي ضيقات
                      5 في ضربات في سجون في اضطرابات في اتعاب في اسهار في اصوام

                      6 في طهارة في علم في اناة في لطف في الروح القدس في محبة بلا رياء
                      7 في كلام الحق في قوة الله بسلاح البر لليمين ولليسار
                      8 بمجد وهوان بصيت رديء وصيت حسن.كمضلين ونحن صادقون

                      2كورنثوس 11 : 27
                      27 في تعب وكد.في اسهار مرارا كثيرة.في جوع وعطش.في اصوام مرارا كثيرة.في برد وعري.



                      الصوم المرفوض في العهد الجديد :
                      1) الصوم لأغراض مظهرية وطلب المدح والتمجيد من الناس ( متى6: 16-18 / 5:23 ) .
                      متى6: 16-18
                      16 ومتى صمتم فلا تكونوا عابسين كالمرائين .فانهم يغيرون وجوههم لكي يظهروا للناس صائمين .الحق اقول لكم انهم قد استوفوا اجرهم .
                      17 واما انت فمتى صمت فادهن راسك واغسل وجهك .
                      18 لكي لا تظهر للناس صائما بل لابيك الذي في الخفاء .فابوك الذي يرى في الخفاء يجازيك علانية
                      متى 5:23
                      5 وكل اعمالهم يعملونها لكي تنظرهم الناس .فيعرضون عصائبهم ويعظمون اهداب ثيابهم .

                      2) الصوم لأهداف رديئة وطلب السوء للآخرين ( 1ملوك21: 9-10 / يعقوب3:4 ) .
                      1ملوك21: 9-10
                      9 وكتبت في الرسائل تقول . نادوا بصوم واجلسوا نابوت في راس الشعب .
                      10 واجلسوا رجلين من بني بليعال تجاهه ليشهدا قائلين قد جدّفت على الله وعلى الملك . ثم اخرجوه وارجموه فيموت .

                      يعقوب3:4
                      3 تطلبون ولستم تأخذون لانكم تطلبون رديّا لكي تنفقوا في لذّاتكم


                      3) الصوم باعتقاد أنه وحده وسيلة للتقرُّب إلى الله (1كورنثوس8:8 / رومية17:14) . لأن وسيلة الاقتراب الحقيقي إلى الرب هي الإيمان بالمسيح (عبرانيين19:10 / أفسس18:2) .
                      1كورنثوس8:8
                      8 ولكن الطعام لا يقدمنا الى الله.لاننا ان اكلنا لا نزيد وان لم ناكل لا ننقص.
                      رومية17:14
                      17 لان ليس ملكوت الله اكلا وشربا. بل هو بر وسلام وفرح في الروح القدس.

                      لأن وسيلة الاقتراب الحقيقي إلى الرب هي الإيمان بالمسيح (عبرانيين19:10 / أفسس18:2 ) .
                      عبرانيين19:10 ,18
                      18 وانما حيث تكون مغفرة لهذه لا يكون بعد قربان عن الخطية
                      19 فاذ لنا ايها الاخوة ثقة بالدخول الى الاقداس بدم يسوع
                      أفسس18:2
                      18 وانتم متأصلون ومتأسسون في المحبة حتى تستطيعوا ان تدركوا مع جميع القديسين ما هو العرض والطول والعمق والعلو


                      4) الصوم لأن هذه عادات تقليدية يتبعها الناس (مرقس7: 6-8 ، 9 ، 13 ) لأن الصوم المقبول عند الله ينبع من الإحساس الداخلي ، وليس بواسطة سلطان خارجي (كولوسي16:2) .
                      مرقس7: 6-8
                      6فاجاب وقال لهم حسنا تنبأ اشعياء عنكم انتم المرائين كما هو مكتوب .هذا الشعب يكرمني بشفتيه واما قلبه فمبتعد عني بعيدا .
                      7 وباطلا يعبدونني وهم يعلمون تعاليم هي وصايا الناس .
                      8 لانكم تركتم وصية الله وتتمسكون بتقليد الناس .غسل الاباريق والكؤوس وامورا أخر كثيرة مثل هذه تفعلون .
                      9 ثم قال لهم حسنا رفضتم وصية الله لتحفظوا تقليدكم .
                      13 مبطلين كلام الله بتقليدكم الذي سلمتموه .وأمورا كثيرة مثل هذه تفعلون

                      لأن الصوم المقبول عند الله ينبع من الإحساس الداخلي ، وليس بواسطة سلطان خارجي (كولوسي16:2) .
                      16 فلا يحكم عليكم احد في اكل او شرب او من جهة عيد او هلال او سبت


                      5) الصوم بهدف قهر الجسد ، لأن كلمة ( جسد ) التي يستخدمها الكتاب المقدس تعني أحد أمرين :
                      أ0 " الخطية الساكنة فيَّ " (رومية14:7 / 6:8 ،7 ، 13 )
                      رومية14:7
                      14 فاننا نعلم ان الناموس روحي واما انا فجسدي مبيع تحت الخطية.
                      رومية6:8 ،7 ، 13
                      6 لان اهتمام الجسد هو موت ولكن اهتمام الروح هو حياة وسلام.
                      7 لان اهتمام الجسد هو عداوة للّه اذ ليس هو خاضعا لناموس الله لانه ايضا لا يستطيع.
                      13 لانه ان عشتم حسب الجسد فستموتون. ولكن ان كنتم بالروح تميتون اعمال الجسد فستحيون.

                      والبعض يعتقدون خطأ أن إذلال الجسد المادي يمكن أن يؤثِّر في هذه الطبيعة الخاطئة ، الأمر الذي تنقضه تعاليم كلمة الله بوضوح (كولوسي2: 20-22 ) . فالصوم لا يأتي بالخلاص من الخطية .
                      كولوسي2: 20-22
                      20 اذا ان كنتم قد متم مع المسيح عن اركان العالم فلماذا كانكم عائشون في العالم تفرض عليكم فرائض
                      21 لا تمسّ ولا تذق ولا تجس.
                      22 التي هي جميعها للفناء في الاستعمال حسب وصايا وتعاليم الناس.


                      ب0 الجسـد المادي نفسه ، الذي هو اللحـم والدم والعظم ، وهذا الجسد هو عطية الله ، ويجب
                      الاعتناء به ( أفسس29:5 / 1كورنثوس19:6 ) . فالصوم لا يقدِّس الجسد .
                      أفسس29:5
                      فإنه لم يبغض أحد جسده قط بل يقوته ويربيه كما الرب أيضآ للكنيسة
                      1كورنثوس19:6
                      19 ام لستم تعلمون ان جسدكم هو هيكل للروح القدس الذي فيكم الذي لكم من الله وانكم لستم لانفسكم.


                      نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                      تعليق


                      • #12
                        Re: الصوم حسب العقيدة الإنجيلية

                        الحلقة الرابعة والأخيرة


                        علاقة الصوم بالغفران :
                        كثيراً ما يتبادر إلى الأذهان السؤال ( أليست هناك علاقة بين الصوم وغفران الخطايا ؟ وممارسة الصوم بالشكل الصحيح ، ومن ثم الحصول على فرائده الثمينة، هل هي للمؤمنين أم للخطاة ليصيروا مؤمنين؟ )
                        وفي الحقيقة أن الذي يدرك معنى الصوم الحقيقي ، ويمارسه كما علَّمه الكتاب المقدس ، فيتمتَّع بفوائده وبركاته الروحية الغنية ، ليس هو الإنسان الخاطيء البعيد عن الله ، الذي يحاول أن يقدِّم بصومه رشوة إلى الله لينال رضاه ، بل الذي له علاقة شركة حقيقية مع الرب ، ولا ينتظر جزاءً على صومه ، إذ يكفيه أن يتمتَّع بالعلاقة مع الله بواسطة هذا الصوم المقترن بالصلاة وفحص النفس والتوبة . إذاً فالإنسان الخاطيء لا يستفيد شيئاً من صومه مهما كان طويلاً ، وحتى لو كان صحيحاً ، ولن يحصد إلا الجوع والعطش الجسديين . فالذي يصوم لكي يُضعف الجسد ظناً منه أن إضعاف الجسد يخلِّصه من الخطية ، لأن الخطية ليست في الجسد المادي ولا في المعدة المحرومة من الطعام ، بل في النفس والفكر . فيدّ اللص لا تختلف عضوياً عن يد الشخص الأمين ، الفارق بينهما هو النفس الأمينة . فالصوم وحده لا يعيد للخطاة حياة الاستقامة والبراءة ، وبالتالي لا يؤهِّلهم للتمتُّع بالرب وإقامة العلاقة الصحيحة معه ، والتوافق معه في صفاته الأدبية السامية . بل الإيمان بالرب يسوع المسيح ، وسكناه في قلوبنا هي وسيلة التمتُّع بالرب والاقتراب منه والتوافق معه في صفاته السامية .

                        3) كيف نصــوم ؟
                        أولاً : صوم انقطاعي :
                        لقد رأينا معنى الكلمة في اللغات الثلاث ، العبرية واليونانية والعربية ، فإنها تعني بكل وضوح الانقطاع التام عن كل طعام وشراب . وهذا ما أكَّد عليه الكتاب المقدس بعهديه ( إستير16:4 / يونان7:3 / متى2:4 ) .
                        إستير16:4
                        16 اذهب اجمع جميع اليهود الموجودين في شوشن وصوموا من جهتي ولا تأكلوا ولا تشربوا ثلاثة ايام ليلا ونهارا. وانا ايضا وجواريّ نصوم كذلك وهكذا ادخل الى الملك خلاف السنّة. فاذا هلكت هلكت.
                        يونان7:3
                        7 ونودي وقيل في نينوى عن امر الملك وعظمائه قائلا لا تذق الناس ولا البهائم ولا البقر ولا الغنم شيئا. لا ترع ولا تشرب ماء.
                        متى2:4
                        2 فبعدما صام اربعين نهارا واربعين ليلة جاع اخيرا .

                        وهناك من يعتقدون أن الصوم يكون بالانقطاع عن الطعام مدَّة معيَّنة ، تؤكل في نهايتها مأكولات بدون دسم ، ويستدلون بهذه الآيات (دانيال1: 8-13 / 10: 2-3 حزقيال4: 9-17 ) ،
                        وللرَّد على هذا التقليد نقول :
                        1) في (دانيال1) لم يكن دانيال هنا صائماً هو ورفقاؤه ، بل كانوا ممتنعين عن طعامٍ معيَّن لسببين : الأول ، أنه مذبوح للأوثان . الثاني ، أن الوصية الإلهية تمنع بوضوح أكل ما ذبح للوثن . لذلك طلبوا البقوليات مدة ثلاث سنوات . هذا كل ما في الأمر، ولا دليل على صومهم في هذه الفترة.
                        2) أما في (دانيال10) نجد أن دانيال هنا كان نائحاً ولم يكن صائماً كما قال التقليديون . لأنه عندما صام دانيال قال الكتاب بوضوح أنه صام (دانيال3:9) . كما أن دانيال بقول عن نفسه " لم آكل طعاماً شهياً " ولم يقُل إنه أكل أكلاً صيامياً . وكثيراً ما يكون الأكل الصيامي أكثر شهية !!
                        3) في (جزقيال4) هذا النصّ نبوة عن تأديب من الرب ، بالجوع والقحط على أورشليم لمدة 390 يوماً ، ولا توجد أي إشارة هنا إلى تحريم بعض الأطعمة وتحليل غيرها .

                        التقليديون يحرِّمون بعض الأطعمة في بعض الأصوام ، بينما يحلِّلونها في أصوام أخرى ، كأنها نجسة في بعض الأيام ، وطاهرة في بعضها الآخر .. ومِثل هذا الصوم لا أساس كتابي له ، بل بالعكس ، فإن الكتاب المقدس يحذِّر من أمثال ذلك الصوم
                        ( اقرأ متى15 :10-20 / أعمال الرسل10: 10-16 / 1تيموثاوس4: 1-7 / تيطس1: 13-15 / كولوسي2: 16-17 / 20-23 ) .
                        *معظم هذه الشواهد ذكرناها سابقآ ويمكن مراجعتها من الكتاب المقدس*

                        ثانياً : صوم سـرِّي :
                        الصوم تذلُّل شخصي أمام الله ، ولقد انتقد المسيح الصوم الظاهري والمُعلن أمام الناس (متى6: 16-18 ) فإذا صمت اهدن رأسك واغسل وجهك ولا تظهر للناس صائماً ، فالإعلان عن الصوم أمر غير كتابي . أما في حالات الصوم الجماعي لأسباب واضحة ومعلنة فيجب أن يُعلَن عنه . كما صامت الكنيسة من أجل خدامها وخدمتهم (أع13) فالصوم علاقة سرية شخصية بين الإنسان وربِّه .

                        ثالثاً : صوم اختياري :
                        إن قول المسيح " متى صُمتَ .. " (متى17:6) يوضح جلياً أن مسألة الصوم مسألة شخصية ، ومبدأ الصوم هو مبدأ الحرية والاختيار الفردي . وحتى الصوم الجماعي لا يُرَض فرضاً من أحد ، بل يكون باتفاق الجماعة كلَّها معاً بكل حرية . وعليه تكون الأصوام الدورية لا أساس كتابي لها ، لأنها ضدَّ مبدأ الحرية في الصوم .. فالصوم عمل حرّ (متى9:15 / كولوسي16:2)

                        إذاً الصوم هو تفريغ الجسم من الطعام والشراب ( علامة خارجية )
                        والتوبة هي تفريغ النفس من الخطايا والآثام ( الدلالة الداخلية )


                        الصوم :
                        امتناع تام عن الطعام والشراب والعمل &
                        افتقاد الشهية والشهوة الجسدية &
                        إقرار بعدم الاستحقاق الذاتي &
                        والاعتماد على نعمة ورحمة الرب &
                        إنكار الذات لخدمة المحتاجين أفضل عند الرب من إذلال الجسد .

                        أرجو من الرب أن أكون قد أوضحت المفهوم الأنجيلى للصوم و حسب ماجاء بالكتاب المقدس
                        الرب يبارككم
                        نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                        تعليق


                        • #13
                          Re: الصوم حسب العقيدة الإنجيلية

                          [

                          ا الاخ الفاضل الشيخ

                          ا اسجل هنا اعجابى الشديد بشخصك وبمقالك الرائع

                          ا الرب يبارك حياتك

                          ا

                          تعليق


                          • #14
                            Re: الصوم حسب العقيدة الإنجيلية

                            المشاركة الأصلية بواسطة sure
                            [

                            ا الاخ الفاضل الشيخ

                            ا اسجل هنا اعجابى الشديد بشخصك وبمقالك الرائع

                            ا الرب يبارك حياتك

                            ا
                            الأخ الفاضل sure تحياتي لك ... أعجبتني كلماتك

                            فأنا كمان أسجل اعجابي ليس فقط لحضرة الشيخ ،، ولا كذلك لعمق الفكر الكتابي المقدم،، ولكن أيضا للأسلوب السلس في السرد والتبويب الرائع للموضوع ...
                            وكذلك بالنسبة لإجادته استعمال الخطوط والألوان لإعطاء التأثير المناسب حسب سياق الكلام ...

                            أسلوبك رائع يا جناب الشيخ

                            ربنا يبارك حياتك



                            وَلَكِنَّنِي لَسْتُ أَحْتَسِبُ لِشَيْءٍ
                            وَلاَ نَفْسِي ثَمِينَةٌ عِنْدِي
                            حَتَّى أُتَمِّمَ بِفَرَحٍ سَعْيِي وَالْخِدْمَةَ الَّتِي أَخَذْتُهَا مِنَ الرَّبِّ يَسُوعَ
                            لأَشْهَدَ بِبِشَارَةِ نِعْمَةِ اللهِ
                            اع 20 :24

                            تعليق


                            • #15
                              Re: الصوم حسب العقيدة الإنجيلية


                              عزيزى جناب القس هانى
                              عزيزى المحبوب الأخ sure
                              أشكركم من أعماق قلبى لثناءكم الذى لا أستحقه
                              وشكر خاص لجناب القس هانى الذى مكننى بمميزات وجدتها فى المنتدى الجديد لأستخدام الألوان والخطوط لسهولتها
                              كما أننى لا أنسى أن أشكر الأخ المحبوب mico شكر خاص الذى وضع فى ثقة وحماس لفتحه هذا الموضوع ومتابعته
                              وكذلك شكر خاص للأخ عماد حنا الذى وضع أيضآ فى ثقة وحماس لأستكمال الموضوع
                              وأعتذر عن بعض الكلمات التى بها أحرف مختلفه والتى لاحظتها عند أعادة قراءة المقال وسأحاول أصلاحها


                              سلامى لكم جميعآ والرب يبارككم
                              نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                              تعليق

                              من قاموا بقراءة الموضوع

                              تقليص

                              الأعضاء اللذين قرأوا هذا الموضوع: 0

                                معلومات المنتدى

                                تقليص

                                من يتصفحون هذا الموضوع

                                يوجد حاليا 1 شخص يتصفح هذا الموضوع. (0 عضو و 1 زائر)

                                  يعمل...
                                  X