إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الاختيار: امتياز ام مسئولية؟-القس: سامى بشارة جيد

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الاختيار: امتياز ام مسئولية؟-القس: سامى بشارة جيد

    الاختيار: امتياز ام مسئولية؟
    اجمل ما ابدع مصلح جنيف


    القس: سامى بشارة جيد
    ماجستير الدراسات اللاهوتية
    Samy6868@yahoo.com

    كما انه لا توجد قاعدة تحدد الحلال والحرام ويترك ذلك لحرية الضمير الشخصى طبقا لارادة الفرد الحرة للذين بسب التمرن صارت لهم الحواس المدربة على التمييز بين الخير والشر,كما انه على جانب اخر امر قد تاثرنا به كشرقين بسبب ثقافة الاغلبية فى المجتمع ممن تروج لفكرة القضاء والقدر التى تنفى اى دور او مسئولية على الانسان وهكذا هل من الممكن وضع قائمة يعرف بها الانسان انه من المختارين للحياة الابدية او من المعينين للهلاك الابدى؟ وذلك - بالقدرة البشرية- لكن الله فى علمة غير المحدود وقدرته اللامتناهيه يمكنه ذلك بالتاكيد وعلى الانسان ان يجتهد لكى يكتشف النعمة فى ذلك من خلال مغامرة الايمان التى تعطى للحياة معنى وتجعل من الوجود هدفا يستحق ان نحيا لاجله. فهل الله ليس بالعدل الذى به يحكم على اناس بالهلاك الابدى لا لشىء الا لانهم لم يختاروا مع ان له مطلق الحق والحرية فى ذلك ان اراد؟ وعلى الجانب الاخر علينا نحن المختارون الا نشعر الا بالتواضع التام امام كوننا من الذين شاءت مشيئته ان نكون ممن وهبت لهم الحياة الابدية وذلك بالنعمة فقط فالاختيار يستبعد اى فرصة او اى احتمال او اى اقتناع لاى بر ذاتى وهذا يفكرنا بالاصلاح ان خلاصنا بالنعمة فقط وان تبريرنا بالايمان ولوثر الذى اكد على ذلك فلا يمكن ان نحصل على الخلاص نتيجة عمل او فكر او مسلك معين نقوم به لكى نخلص فهذا عمل نعمة الله وحدها فلا يوجد مكان للاستحقاق فالنعمة تعنى النعمة فاذا بحثنا عن الاستحقاق فلن نجد سوى العقاب واذا قرعنا باب النعمة سنجد غنى محبة الله والاختيار السابق معناه هبه من عند الله سبق بعلمه وحكمته وارادته وسلطانه فاعدها لنا. الله يعمل لنا شيئا لا نستطيع ان نعمله مع انفسنا. "ان علة العالم هى الله نفسه لانه الازلى الوحيد. وعلمه السابق ان خلق العالم على تلك القوانين ويحقق الحوادث الناشئة عنها وذلك بحكمته غير المحدودة" (علم اللاهوت النظامى ص 230 -232 ). "ولعل بيلاجيوس الراهب البريطانى كان فى مقدمة الاخذين بقضاء العلم السابق فى مطلع القرن الخامس الميلادى والذى انشأ المذهب اللاهوتى المعروف بالبيلاجى وتابعة فى الامر فى القرن السابع عشر يعقوب ارمينيوس مبدع النظام الارمينى على ان القضاء الالهى لا يمكن ان يكون قضاءا مطلقا غير مشروط او محدود غير مطلق يتوقف اولا واخيرا على المعرفة السابقة لله بما للمؤمن من ايمان وطاعة..وقد رفض اوغسطينوس تكلم عن الخطية التى تركت الانسان فى حالة مزرية وان كل البشر فى حالة متساوية من الخطية كما رفض ايضا مع كالفن هذه الاراء" (ايمانى ص 286-287 ) " الا ان كالفن ذهب خطوة اوسع من اوغسطينوس عندما قال ان الله بفاعلية خلص المختارين ونبر على الدعوة العامة والدعوة الفعالة بالروح القدس فى قلب الانسان الخاطىء. ويرى حنا الخضرى ان مفتاح تعاليم كالفن عن الاختيار والرفض كامن فى عبارة "ان هبة المثابرة لم تكن قد منحت للانسان ولهذا سقط بسهولة(جون كالفن ص 220 ) وقد ذهب كالفن فى التاكيد على الاختيار المذوج المطلق او التعيين السابق تحت نزعة سيادة الله المطلقة الى اقصى طرف الخيط فهل نملك جراة الاعتراف بانه جانبه الصواب فى ذلك على اساس التفسير الحرفى لبعض اجزاء الكتاب المقدس على عكس لوثر الذى ذهب الى ان الاختيار بناء على علم الله السابق. اما كارل بارت اللاهوتى السويسرى فقد ذهب الى ان الله يعلن نفسه عن طريق الاختيار فاذا كنا نريد ان نعرف حقيقة الاختيار علينا ان نثبت انظارنا على اسم يسوع المسيح "كما اختارنا فيه قبل تاسيس العالم لنكون قدسين وبلا لوم قدامه فى المحبة(افسس 1: 4 ) وايضا يربطها بالاية "فى البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله وكان الله الكلمة. هذا كان عند الله" (يوحنا 1: 1-3 ) فان عمليتا الخلق والاختيار تمتا بالكلمة. فان كان الله قد خلق العالم بالكلمة فان عملية الاختيار تمت هى ايضا بالكلمة. وان يسوع المسيح هو الله الذى يختار والانسان المختار وهو ايضا الانسان الذى اخذ مكان الانسان الخاطى المرفوض ففيه تم كل شىء الاختيار والرفض اذ ان الله فى علمه وقضائه السابقين عين هذا الانسان يسوع قبل تاسيس العالم وبهذا الاختيار يستطيع كل انسان ان يكون مختارا ومقبولا باختيار المسيح ومن يرفض المسيح يكون من المرفوضين المعنيين للهلاك الابدى كما تنبر على ذلك الترنيمة العريقة "كل من يختار ذا المسيح ملجأ له فيستريح يحيا سعيدا مزينا ببره الصريح"
    مما لاشك فيه ان اختيار الله لنا يعد امتيازا ما بعده امتياز بل هو يفتح ابواب الفرح والبهجة ويضع الانسان على اعتاب الامان والضمان اللذين يفتقدهما اذا نظر الى نفسه وطبيعته الساقطة. على ان الامتياز الذى نناله عندما نخلص بالايمان بيسوع يعقبة مسئولية هامة فى شراكة وتعاون يجب الا تغيب عن انظارنا فهذا سر التجسد: الله والانسان, لانه لماذا اختار الله يسوع؟ ليختارنا فيه ولماذا اختارنا فيه؟ لنكرز بالانجيل للخليقة كلها ولماذا نكرز بالانجيل؟ لانه دستور ايماننا واعمالنا ولماذا هو كذلك؟ لانه يكلمنا عن قصد الله فى يسوع المسيح وما هو هذا القصد؟ ان يخلص العالم به وكيف يخلص العالم؟ هنا دورنا ورسالتنا ومسئوليتنا ومهمتنا ان نخبر ونخبر بكم صنع الله بنا ورحمنا. فلنجتهد ان نجعل دعوتنا واختيارنا ثابتنين فان تجسد الله فى المسيح ادخل ازدواجية فريده- الله والانسان - الله بنعمته والانسان بايمانه, الله بالوهيته والانسان بانسانيته, الله معطى النعمة والانسان مستقبل النعمة. الله هو الفاعل ونحن المفعول به. انها يد الله التى نمسك بها وانه ليس متروكا لنا ان نمسك الله بايدينا. ان مسئوليتنا ان نرى فى اختيار الله مصدر تعزية فى هذا العالم القاسى فلا شىء او قوة او ظروف تستطيع ان تفصلنا عن محبة الله فى وجه يسوع المسيح. فى الاختيار نحن فى حرب ومسئولتنا فى الحرب ان نكون جنود مخلصين فان يسوع وجنوده يحاربون عدوا واحدا ابليس وجنوده فهولاء-يسوع وجنوده- مختارون للحياة الابدية واولئك –ابليس وجنوده- قد عينهم الله قبل تاسيس العالم للهلاك الابدى. مسئوليتنا ان نختار ان نقبل اختيار الله بان نكون جنود يسوع المسيح ونرفض ان نتبع ابليس فاختيارنا مبنى على اختيار الله لنا كما انه ينمو ويكبر وينضج على اساس اختيارنا ليسوع فهو ايضا اختيار مذدوج اختيار الله لنا و مسئوليتنا فى اختيارنا نحن ليسوع كما فى الزواج العروس يختار العريس والعريس يختار العروس فيسوع هو العريس ونحن العروس وهو الراس ونحن الجسد. فالله يعمل وسط جماعة وقد اراد ان يعمل خلال جماعة اسرائيل ولكنها لم تقم بمسئوليتها تجاه عمل الله فالقيت المسئولية على جماعة المومنين – الكنيسة- فى العهد الجديد كجماعة مسئولة وكذلك يمكن فهم كل اختيارات الله على انها اختيار لجماعة فعندما يقول احببت يعقوب- كامة- وابغضت عيسو- كامة- او شعب وكلمة ابغضت يمكن ان تترجم فضلت او احببت اقل. وهكذا على طول الخط قصد الله ان يرتبط بجماعة وهذه الجماعة فى يسوع ادم الاخير ممكن ان تكون كل العالم اذا اختارت طريق المختارين وسلكت درب العابرين الا وهو يسوع. اذن المسئولية الجديدة المتميزة للمومنين ان يقودوا العالم الى المسيح وهذا يشمل اليهود الذين رفضوا المسيح زمان حياة المسيح على الارض لكن الباب مازال مفتوحا وهذا ما يقدمه الاختيار وما اعلنه الرسول بولس (رومية ص 9-11 ) واكده بارت ان الاختيار يترك الباب مفتوحا ومسئولتنا ان ندخل من الباب ومن يدخل يخلص ويجد مرعى.
    ويؤكد ذلك ما ذكره باركلى فى تفسيره ل (ابطرس 1: 1-2 ) "بطرس الى رسول يسوع المسيح الى المغتربين من شتات بنتس وغلاطية وكبدوكية واسيا وبيثينية المختارين بمقتضى علم الله الاب السابق فى تقديس الروح للطاعة ورش دم يسوع المسيح. لتكثر لكم النعمة والسلام" "فنحن شعب الله المختار. هنا الرفعة الحقيقة, فليس هناك امتياز اعظم من ان اكون مختارا من الله. وكلمة ekletos تعبر عن الشىء المختار خصيصا, كالفاكهة المنتقاة او السلع المنتقاة لانها تمتاز بجودة الصنع, او الجنود المختارين للقيام بواجب سام او مشروع جليل. ولكن علينا مهمة ومسئولية لنؤديها. فان الله يختار دائما من يصلحون للخدمة. والشرف الذى يمنحة الله لاى انسان هو شرف استخدام ذلك الانسان لاتمام مقاصده. وكوننا مختارين يعنى شرفا يمنحه الله ايانا, وعملا اودعه الله ايدينا لنتممه. وهذا هو العمل الذى فشل فيه اليهود فى تاديته وعلينا ان نحترس لئلا تتكرر مأساة فشل كهذا فى حياتنا"
    ان الاختيار امتياز عظيم لكنه مسئولية اعظم وهو امتياز كبير لكنه مسئولية اكبر. والاختيار امر جليل لكن المامورية اجل والاختيار رائع لكن الاروع ان نستمر فى عداد المختارين وان نسلك طريق الصليب وان نحتفظ بتواضعنا وان نحافظ على ابتسماتنا فى حالة من التوتر الخلاق الذى يدفعنا لبذل الجهد لتوصيل رسالة الانجيل تلك البشارة المفرحة حتى تكتمل العروس وياتى العريس لياخذنا على سحاب المجد. "والقادر ان يحفظنا غير عاثرين ويوقفنا امام مجده بلا عيب فى الابتهاج الاله الحكيم الوحيد مخلصنا له المجد والعظمة والقدرة والسلطان, الان والى كل الدهور. آمين" فآمين.
    نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

  • #2
    مشاركة: الاختيار: امتياز ام مسئولية؟-القس: سامى بشارة جيد

    كفيت ووفيت الموضوع كثير مفيد شكراا لك

    تعليق

    من قاموا بقراءة الموضوع

    تقليص

    الأعضاء اللذين قرأوا هذا الموضوع: 0

      معلومات المنتدى

      تقليص

      من يتصفحون هذا الموضوع

      يوجد حاليا 2 شخص يتصفح هذا الموضوع. (0 عضو و 2 زائر)

        يعمل...
        X