تويت
لقد وضع الله على قلبي أن أشاركك في موضوع مهم وهو الإيمان بالكفارة أي طريق الله، وهذا الموضوع تناوله الكتاب المقدس في اول صفحاته.
نحن نعلم إنه بعد أن أخطأ آدم وحواء في جنة عدن وفشلت محاولتهما في ستر أنفسهم بأوراق التين، بادر الله في صنع أول آية أمام الإنسان الخاطئ، فقد اخذ الله خروف وذبحه امام أعينهم، واخذ جلد الخروف حيث يقول الكتاب" وصنع الرب الاله لآدم وحواء أقمصة من جلدٍ والبسهما" ( تكوين 21:4).
وفهم آدم وحواء من كلام الله في الجنة قبل طردهما منها، أنّ نسل المرأة سيسحق راس الحية، وأدركا من خلال الآية أي من خلال أقمصة الجلد الذي ستر عرييهما ان الله سينقذ الجنس البشري عن طريق الفداء بدم زكي كدم الخروف. ومن الواضح جداً إنهما اخبرا ولديهما قايين وهابيل فيما بعد بكل هذه الامور.
• هابيل وطريق الإيمان
من المؤكد أن هابيل آمن بكل ما حدث في الجنة ( وصية الله، ثم خداع الشيطان لحواء، والسقوط بالخطية ، والفداء بدم الخروف)وهنا يأتي السؤال: ومن اين ياتي الإيمان؟ يقول الكتاب"إذاً الإيمان بالخبر والخبر بكلمة الله" ( رومية 17:11). فقد آمن هابيل بكلمة الله الشفوية على فم والديه، كما آمن بعدم قدرته من الأقتراب إلى الله إلا عن طريق الإيمان وبواسطة ذبيحة طاهرة لكي يرضي الله، لذلك نجده حارساً للاغنام ليس لكي يتناول من لحومها بعد ذبحها لأن الإنسان لم يعرف أكل اللحوم الا بعد الطوفان، لكنه كان يفعل ذلك لكي يقدم قرابيين ترضي الله.
• هابيل وأعماله البارة
لقد كان قلب هابيل منكسرا أمام الرب وكان يقترب عن طريق الكفارة التي رسمها وعينها الله لذلك كان يقدم محرقات من سمان غنمه وبهذه الذبائح شهد الله أن هابيل صديق وبار.
• هابيل أول ابطال الإيمان
يتعبر هابيل أول من ذُكِرَ في قائمة سحابة الشهود أي قائمة ابطال الايمان في الرسالة للعبرانيين حيث يقول الكتاب "بالإيمان قدم هابيل ذبيحة أفضل من قايين. فبه شُهِدَ له أنه بار إذ شهد الله لقرابينه. وبه وإن مات يتكلم" ( عبرانيين 4:11).
• هابيل أول نبي
يعتبر هابيل أول أنبياء العهد القديم بشهادة الرب يسوع حيث قال للذين يتمسكون بصورة التعليم الخارجية ولكنهم ينكرون جوهرها " لكي يطلب من هذا الجيل ( الجيل الشرير) دم جميع الانبياء المهرق منذ إنشاء العالم. من دم هابيل إلى دم زكريا الذي أهلك بين المذبح والبيت" ( لوقا 50:11-51). فقد تنبأ عن طريق تقديم الكباش محرقة عن ظهور حمل الله الذي يرفع خطية العالم، كما أنّ آخر أنبياء العهد القديم الذي عاصر المسيح تحقق من وصول حمل الله المرسل إلى العالم عندما قال يوحنا المعمدان عن يسوع "هوذا حمل الله الذي يرفع خطية العالم" ( يوحنا 29:1). أ فلا يدل ذلك على روعة الكتاب المقدس؟ فخط الفداء واضح جداً.
• هابيل وصموئيل
في الرسالة إلى العبرانيين نجد أن هابيل أول من ذُكر في قائمة أبطال الإيمان وآخر من ذكر بحصر اللفظ هو صموئيل النبي رغم أن هناك أنبياء كثيرين بعد صموئيل، الذي قدم ذات يوم حملا رضيعاً كفارة عن الشعب ثم عندما مسح داود ملكاً على الشعب كان ذلك بمثابة نبوة الراعي الصالح الذي سيبذل نفسه لاجل الخراف فهو أي الرب يسوع الراعي وهو أيضاً الذبيحة وكأنّ الكاتب يريد أن يبين لنا أن الطريق من بدايته إلى نهايته يشهد لحمل الله الذي يرفع خطية العالم وإن ابطال الإيمان غلبوا الخطية والشيطان بدم الحمل كما يقول الكتاب وهم أي المؤمنين غلبوا ( الشيطان) بدم الخروف. ألا يدل ذلك على جمال الوحي الإلهي؟
• البداية والنهاية
كما أن الكتاب المقدس يبدأ بخروف مذبوح وسط الجنة وينتهي الكتاب برؤية خروف مذبوح في وسط عرش فردوس الله ( رؤيا 12:5).
• هابيل أول من ارضى الله
لقد رضي الله بالذبيحة التي قدمها هابيل، إذ نزلت نار من السماء وأكلت الذبيحة برهان على قبولها، ونستطيع أن نستنبط ذلك من خلال قراءتنا في أسفار أخرى تتكلم عن ذبيحة المحرقة. فالنار تدل على قداسة الله وعلى دينونة الخطية، فالخطية ينبغي أن تدان في ذبيحة طاهرة لكي تكون لكي تكون مقبوله لدى الله.
ماهي الدروس العملية من حياة هابيل
1. أن نأتي ونقترب من الله بإيمان صادق
2. أن نقر بأننا خطاة لا نقدر ان نقترب من الله الا بكفارة إلهية أي أن نقترب عن طريق الايمان بموت المسيح كفارة عنا
3. أن نتمثل كاولاد الله بحياة هابيل وان كان الوحي لم يسجل لنا كلام هابيل، لكن أعماله تشهد انه بار،
4. أن نؤمن إيمانا حقيقيا بالوحي المقدس المكتوب لان هابيل آمن بالوحي الالهي الشفوي.
5. عندما نبشر الناس نخبرهم عن الكفارة التي صنعها ربنا يسوع فوق الصليب عندما قدم نفسه محرقة لله وذبيحة كاملة.
تعليق