تك 6: 1-4 ابناء الله وبنات الناس
إعداد/ ادوارد سعيد
" 1 وَحَدَثَ لَمَّا ابْتَدَأَ النَّاسُ يَكْثُرُونَ عَلَى الأَرْضِ، وَوُلِدَ لَهُمْ بَنَاتٌ،2 أَنَّ أَبْنَاءَ اللهِ رَأَوْا بَنَاتِ النَّاسِ أَنَّهُنَّ حَسَنَاتٌ. فَاتَّخَذُوا لأَنْفُسِهِمْ نِسَاءً مِنْ كُلِّ مَا اخْتَارُوا 3 فَقَالَ الرَّبُّ: «لاَ يَدِينُ رُوحِي فِي الإِنْسَانِ إِلَى الأَبَدِ، لِزَيَغَانِهِ، هُوَ بَشَرٌ. وَتَكُونُ أَيَّامُهُ مِئَةً وَعِشْرِينَ سَنَةً4 كَانَ فِي الأَرْضِ طُغَاةٌ فِي تِلْكَ الأَيَّامِ. وَبَعْدَ ذلِكَ أَيْضًا إِذْ دَخَلَ بَنُو اللهِ عَلَى بَنَاتِ النَّاسِ وَوَلَدْنَ لَهُمْ أَوْلاَدًا، هؤُلاَءِ هُمُ الْجَبَابِرَةُ الَّذِينَ مُنْذُ الدَّهْرِ ذَوُو اسْمٍ. "
KJV:-
GEN-6-1:” And it came to pass, when men began to multiply on the face of the earth, and daughters were born unto them,2: That the sons of God saw the daughters of men that they were fair; and they took them wives of all which they chose. 3: And the LORD said my spirit shall not always strive with man, for that he also is flesh: yet his days shall be an hundred and twenty years. 4: There were giants in the earth in those days; and also after that, when the sons of God came in unto the daughters of men, and they bare children to them, the same became mighty men which were of old, men of renown.”
من هم ابناء الله ؟
- جاءت في الترجمة الحرفية في الأصل العبري " أبناء الالهة ", وجاءت في الكتاب المقدس بالمعاني التالية :-
أولاً : جاء بمعنى الشرفاء أو أصحاب الرتب العالية ( كما جاءت في التفاسير اليهودية ) وتعني الملائكة كما جاء في:
أي1: 6 "6 وَكَانَ ذَاتَ يَوْمٍ أَنَّهُ جَاءَ بَنُو اللهِ لِيَمْثُلُوا أَمَامَ الرَّبِّ، وَجَاءَ الشَّيْطَانُ أَيْضًا فِي وَسْطِهِمْ."
أي2: 1"1 وَكَانَ ذَاتَ يَوْمٍ أَنَّهُ جَاءَ بَنُو اللهِ لِيَمْثُلُوا أَمَامَ الرَّبِّ، وَجَاءَ الشَّيْطَانُ أَيْضًا فِي وَسْطِهِمْ لِيَمْثُلَ أَمَامَ الرَّبِّ."
أي 38: 1-7"فأجابَ الربُّ أيّوبَ مِنَ العاصِفَةِ وقالَ: .. 3اُشدُدِ الآنَ حَقوَيكَ كرَجُلٍ، فإنِّي أسألُكَ فتُعَلِّمُني. 4أينَ كُنتَ حينَ أسَّستُ الأرضَ؟ أخبِرْ إنْ كانَ عِندَكَ فهمٌ. 5مَنْ وضَعَ قياسَها؟ لأنَّكَ تعلَمُ! أو مَنْ مَدَّ علَيها مِطمارًا؟ 6علَى أيِّ شَيءٍ قَرَّتْ قَواعِدُها؟ أو مَنْ وضَعَ حَجَرَ زاويَتِها، 7عندما ترَنَّمَتْ كواكِبُ الصُّبحِ مَعًا، وهَتَفَ جميعُ بَني اللهِ؟"
مز89: 6" 6 لأَنَّهُ مَنْ فِي السَّمَاءِ يُعَادِلُ الرَّبَّ. مَنْ يُشْبِهُ الرَّبَّ بَيْنَ أَبْنَاءِ اللهِ؟."
ثانياً: وتعني الأقوياء والأشداء و عظماء الأرض( ملوك , رؤساء وقضاة ) , وهنا أطلقت على البشر.
مز29: 1"1 قَدِّمُوا لِلرَّبِّ يَا أَبْنَاءَ اللهِ، قَدِّمُوا لِلرَّبِّ مَجْدًا وَعِزًّا."
فأبناء الله هنا تعني ابناء الأقوياء فهي تتوافق ودعوة المزمور الثاني 10, 11" 10 فَالآنَ يَا أَيُّهَا الْمُلُوكُ تَعَقَّلُوا. تَأَدَّبُوا يَا قُضَاةَ الأَرْضِ. 11 اعْبُدُوا الرَّبَّ بِخَوْفٍ، وَاهْتِفُوا بِرَعْدَةٍ." .( قارن2 صم7: 14).
ومن المعروف أن الملائكة لا يحتاجون مطلقاً إلي أي دعوة أو تحريض لتقديم السجود والعبادة للرب , فهم بلا انقطاع يقدمون الحمد والعبادة والسجود بزينه مقدسة تليق بالحضرة الإلهية , فليس هذا إلا دعوة لأقوياء الأرض وعظمائها ليقدموا المجد لله.
مز82: 6 "6 أَنَا قُلْتُ: إِنَّكُمْ آلِهَةٌ وَبَنُو الْعَلِيِّ كُلُّكُمْ."
وهنا الكلام موجه إلي القضاة وقادة الشعب الذين كانوا يمثلون وينوبون عن الله في ذلك الوقت , وهذا اللقب ( بنو العلي ) هو لقب روحي, فلا توجد ولادة جسدية من الله, ولكنها ولادة من فوق من الماء والروح(يو3: 3, 5) وهذا ما جاء المسيح ليهبه لكل الذين يؤمنون به يو1: 12, 13" 12 وَأَمَّا كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَانًا أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللهِ، أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِهِ. 13 اَلَّذِينَ وُلِدُوا لَيْسَ مِنْ دَمٍ، وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ جَسَدٍ، وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ رَجُل، بَلْ مِنَ اللهِ."
" لو 3: 38 " 38 بْنِ أَنُوشَ، بْنِ شِيتِ، بْنِ آدَمَ، ابْنِ اللهِ.”
أطلق علي آدم لقب " أبن الله " وذلك عن طريق الخلق فآدم بن الله لآن الله هو الخالق له وبالتالي يمكن أن يطلق علي نسل آدم بصفة عامة " أبناء الله" .
الخلاصة :-
أن " ابناء الله" من خلال كلمة الله تطلق علي الملائكة كما تطلق علي بني البشر , وهنا نرجع إلي تك6: 1-4 , ما المقصود بـ" أبناء الله " هل يقصد الملائكة ( ابرار أم أشرار) , أم يقصد البشر ( ابرار أم اشرار) ؟؟
ويوجد ثلاثة آراء لدى مفسري كلمة الله بخصوص معنى "أبناء الله " في تكوين 6: 1- 4.
الرأي الأول
هذا الرأي يقول بأن " أبناء الله " هم ملائكة ساقطين وقد اتخذوا لأنفسهم نساء من بنات الناس ( اي من البشر ) وكانت النتيجة أن النسل الناتج عن هذه العلاقة هم من الطغاة والجبابرة ( أي أشخاص ذوي حجم خارج عن المـألوف وذوي قوة خارقة , فوق الطبيعية ), وكان هذا هو السبب الذي جعل الله يقضي بالطوفان علي الأرض.
وهذا الرأي يقول بأن الملائكة يمكن أن تشرب , تأكل , تتكلم بأي لغة كما يمكنها ان تمارس الجنس. بل ويذهب البعض من مؤيدي هذا الرأي بالقول أن " ابناء الله " في العهد القديم كانت تُشير بشكل مطلق إلي الملائكة .
وسوف نفند هذا الرأي في ضوء كلمة الله حتى يمكننا أن نعرف مدى صحة هذا الرأي ومن ثم نستطيع أن نستطيع أن نتمسك بالحسن وكما هو مكتوب في 2بط1 : 19 " وَعِنْدَنَا الْكَلِمَةُ النَّبَوِيَّةُ، وَهِيَ أَثْبَتُ، الَّتِي تَفْعَلُونَ حَسَنًا إِنِ انْتَبَهْتُمْ إِلَيْهَا، كَمَا إِلَى سِرَاجٍ مُنِيرٍ فِي مَوْضِعٍ مُظْلِمٍ، إِلَى أَنْ يَنْفَجِرَ النَّهَارُ، وَيَطْلَعَ كَوْكَبُ الصُّبْحِ فِي قُلُوبِكُمْ ".
ولنبدأ ونأخذ فكرة عامة عن طبيعة الملائكة :-
• ليس اسم " ملاك " بالعبرانية " مالاك" و باليونانية " أنجلوس " تسمية لطبيعية المسمى , فهو ليس اسم علم ( أي أنه ليس اسم معرفة يدل علي مسمى محدد بذاته قد يكون عاقلاً مثل يوسف, أوبلداً مثل سيدني, أو جبلاً مثل المقطم, أو نهراً مثل النيل.... إلخ) , لكنه اسم يدل علي الوظيفة ( معنى اسم ملاك في الأصل اليوناني والعبري رسول) ولهذا يرسل الله الانبياء كــ "ملاك" ( أش44: 26, حجي 1: 13) , فالملائكة هم أرواح مرسلة للخدمة عب1: 13, 14 " 13 ثُمَّ لِمَنْ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ قَالَ قَطُّ:«اجْلِسْ عَنْ يَمِينِي حَتَّى أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئًا لِقَدَمَيْكَ»؟ 14 أَلَيْسَ جَمِيعُهُمْ أَرْوَاحًا خَادِمَةً مُرْسَلَةً لِلْخِدْمَةِ لأَجْلِ الْعَتِيدِينَ أَنْ يَرِثُوا الْخَلاَصَ!."
• الحديث عن الملائكة هو حديث عن جماعة أو قوات وليس عن جنس أو سلالة مز148: 2 " سبِّحوهُ يا جميعَ مَلائكَتِهِ. سبِّحوهُ يا كُلَّ جُنودِهِ.", لذلك من يُخطئ منهم يُخطئ كفرد وليس كرأس لجنس بأسره , بعكس آدم الذي كان يُمثل الجنس البشري كلة فعندما سقط وأخطأ , سقط ورائه الجنس البشري بكاملة. ولعل هذا هو أحد الأسباب في أن الله لم يضع تدبيراً لخلاص الملائكة الساقطين.
• كلمة " ملاك" في اللغة اسم مذكر (وبالتالي يأخذ الضمير هو) , ولكن هذا لا يعني أن الملاك يتميز إلي ذكر وأنثى وذلك لآن الملائكة ليس لها جنس كما ذكرنا سابقاً.
في ضوء ما سبق هل يمكن أن نؤيد الرأي القائل بأن " ابناء الله " هم الملائكة ؟, في الحقيقة لا نجد أي سبب كتابي اوحتى منطقي يجعلنا نؤيد هذا الرأي وذلك لأسباب الأتية :-
1- أن الملائكة أرواح (عب 1: 14) والمراد بذلك أنهم غير هيوليين ( أي غير مدركين بالحواس), أما القول بأن الملائكة يمكنها أن تظهر في صورة بشر , نعم هذا حدث أن الله سمح للملائكة ان تظهر في صورة بشر في ظروف خاصة لأهداف معينة كما حدث في
ولكن في النص الذي نحن بصدده إذا أخذنا بمبدأ ان " ابناء الله" هم الملائكة , فلا نجد اي سند في النص ان الملائكة اتخذوا جسداً بشرياً ولكن بالقرينة في( اي1: 6, 2: 1, 38: 7, مز89: 6...) نجد المقصود هم الطغمات العليا السماوية , ولا استطيع ان ابني فكر كتابي علي افتراضات وتخيلات.
فالشياطين ـ وإن كانوا فقدوا قداستهم ـ إلا إنه لا تزال لهم طبيعتهم الملائكية. ولذلك يقول سفر الرؤيا إنه حدثت حرب في السماء بين ميخائيل وملائكته والتنين (أي الشيطان) وملائكته "وحارب التنين وملائكته ... فطُرح التنين العظيم، الحية القديمة، المدعو إبليس والشيطان، الذي يضل العالم كله. طُرح إلى الأرض وطُرحت معه ملائكته" (رؤ12: 7 ـ 9)
2- وهذا يجعلنا نتسائل , ان ظهور الملائكة في صورة بشرية منظورة هل هو بسماح من الله ( لأن الملائكة أرواح مرسلة ) أم انها خاصية تتميز بها الملائكة ؟ اي هل يمكن للملائكة أن تتخذ جسماً منظوراً كيفما تشاء وفي أي وقت؟ , حتى لو كنا نتكلم عن ملائكة ساقطين فكل ما ذكره الكتاب انهم يغيرون شكلهم إلي شبه ملاك نور 2كو11: 14"وَلاَ عَجَبَ. لأَنَّ الشَّيْطَانَ نَفْسَهُ يُغَيِّرُ شَكْلَهُ إِلَى شِبْهِ مَلاَكِ نُورٍ!"
3- القول " فَاتَّخَذُوا لأَنْفُسِهِمْ نِسَاءً " بمعني انهم اقترنوا بهن أي اتخذهن زوجات كما جاءت في الترجمة الإنجليزية KJV " they took them wives of all which they chose" وهذا يعني انهم أقاموا علاقة نتجت عنها أولاد, فلم يكن الموضوع مجرد ظهور لوقت محدود.
4- لكننا نعرف من كلمة الله أن الملائكة لا يزوجون ولايتزوجون وبالتالي يصبح هذا الإحتمال بعيد عن التصديق كماجاء في
مت22: 30 "30 لأَنَّهُمْ فِي الْقِيَامَةِ لاَ يُزَوِّجُونَ وَلاَ يَتَزَوَّجُونَ، بَلْ يَكُونُونَ كَمَلاَئِكَةِ اللهِ فِي السَّمَاءِ."
مر12: 25"25 لأَنَّهُمْ مَتَى قَامُوا مِنَ الأَمْوَاتِ لاَ يُزَوِّجُونَ وَلاَ يُزَوَّجُونَ، بَلْ يَكُونُونَ كَمَلاَئِكَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ."
إذا كان الملائكة لا يزوجون ولا يتزوجون بعضهم ببعض بالتالي يستحيل ان يتزوج الملائكة بالبشر لأنه كما ذكرنا سابقاً الملائكة أرواح غير مادية فكيف تتزوج بأجساد مادية ؟
5- يقول مؤيدوا هذا الرأي هل يمكن عندما يتزوج المؤمنين بالخطاة (من البشر) ينتج نسل من الطغاة والجبابرة ؟ وتفسيرهم للطغاة والجبابرة انهم اشخاص ذوي قوة خارقة , فوق الطبيعية , ولا اعرف من أين أتوا بهذاالمعنى وبالرجوع إلي الأصل العبري نجد أن :-
طغاة :في العبرانية " نفيليم" وتعني الجسام الأقوياء الأبدان,وجاءت في عد13: 33 وتعني الجبابرة ( واطلقت علي بني عناق). وجاءت في الترجمة السبعينية المولودين من الأرض.
الجبابرة :في العبرانية "جبريم" ومعناها الأبطال المحاربون.وفي العربية العتاه المتكبرون.
وبالتدقيق في النص نرى أنه ليس الطغاة والجبابرة نتاج زواج " ابناء الله " مع " بنات الناس" , بل أن الطغاة كانوا موجودين في تلك الأيام قبل واثناء زواج" ابناء الله " مع " بنات الناس".
" 4 كان في الارض طغاة في تلك الايام وبعد ذلك ايضا اذ دخل بنو الله على بنات الناس وولدن لهم اولاداهؤلاء هم الجبابرة الذين منذ الدهر ذوو اسم"
وفي الترجمة التفسيرية ( كتاب الحياة )”وَفِي تِلْكَ الْحِقَبِ، كَانَ فِي الأَرْضِ جَبَابِرَةٌ، وَبَعْدَ أَنْ دَخَلَ أَبْنَاءُ اللهِ عَلَى بَنَاتِ النَّاسِ وَلَدْنَ لَهُمْ أَبْنَاءً، صَارَ هَؤُلاَءِ الأَبْنَاءُ أَنْفُسُهُمُ الْجَبَابِرَةَ الْمَشْهُورِينَ مُنْذُ الْقِدَمِ."
وفي الترجمة المشتركة "وكانَ على الأرضِ في تِلكَ الأيّامِ رِجالٌ أشِدَّاءُ، وبَعدَها أيضًا حينَ عاشرَ بَنو اللهِ بَناتِ النَّاسِ ووَلَدْنَ لهُم أولادًا، وهُمُ الجبابِرَةُ الذينَ ذاعَ اَسمُهُم مِنْ قديمِ الزَّمانِ."
KJV” 4: There were giants in the earth in those days; and also after that,”
ذوو إسم: أي لهم سمعة وصيت منذ الأجيال القديمة - منذ الدهر : فخطية الكبرياء قديمة جداً.
6- إذا أخذنا بمبدأ أن " ابناء الله" هم الملائكة الساقطين وهم الذين اتخذوا من بنات الناس نساءً لهم , يكون المذنبون هم هؤلاء الملائكة الساقطين,وبهذا المنطق يكون الله لم يعاقب الخطاه ( أي الملائكة ) بل عاقب الأبرياء ( أي البشر ) , وهذا يتعارض مع عدل الله .
7- قضاء الله بالطوفان مرتبط بشر الإنسان , فالانسان هو مسئول مسئولية كاملة عن الشر الذي حدث في العالم مما أدى إلي عقاب الله له بالطوفان كما جاء
تك6: 3" فَقَالَ الرَّبُّ: ((لاَ يَدِينُ رُوحِي فِي الإِنْسَانِ إِلَى الأَبَدِ. لِزَيَغَانِهِ هُوَ بَشَرٌ وَتَكُونُ أَيَّامُهُ مِئَةً وَعِشْرِينَ سَنَةً))."
تك6: 5" 5 وَرَأَى الرَّبُّ أَنَّ شَرَّ الإِنْسَانِ قَدْ كَثُرَ فِي الأَرْضِ، وَأَنَّ كُلَّ تَصَوُّرِ أَفْكَارِ قَلْبِهِ إِنَّمَا هُوَ شِرِّيرٌ كُلَّ يَوْمٍ."
تك6: 12, 13" 12 وَرَأَى اللهُ الأَرْضَ فَإِذَا هِيَ قَدْ فَسَدَتْ، إِذْ كَانَ كُلُّ بَشَرٍ قَدْ أَفْسَدَ طَرِيقَهُ عَلَى الأَرْضِ. 13 فَقَالَ اللهُ لِنُوحٍ: «نِهَايَةُ كُلِّ بَشَرٍ قَدْ أَتَتْ أَمَامِي، لأَنَّ الأَرْضَ امْتَلأَتْ ظُلْمًا مِنْهُمْ. فَهَا أَنَا مُهْلِكُهُمْ مَعَ الأَرْضِ."
دعوة للتفكير
علي فرض أن " ابناء الله " هم من الملائكة الساقطين و"بنات الناس " هم من البشر , فكيف يمكن بالمعاشرة أن ينتج كائن ثالث مزيج من البشر والملائكة ذو قدرات فوق الطبيعية برغم اختلاف الجنس والنوع الذي هو الأساس في انتاج أي نسل , ولماذا لم يحدث عندما مارس الانسان الجنس مع الحيوان (وهذا حدث في أيام نوح , كما أنه يحدث في هذه الأيام الأخيرة التي نعيش فيها أيضاً ) انه نتج عنه جنس مزيج بشري حيواني, علماً انه يوجد تشابه كبير الانسان وبعض الحيوانات مثل الخنازير والقردة ( ولا أٌذيع سراً ان فيرس الإيدز هو نتاج اتصال جنسي بين الانسان والقردة ) ولكنه لم ينتج جنس ثالث خليط "انسقردي", ولكن كانت النتيجة هذا المرض الرهيب وهو اعلان عن غضب الله علي شر وفساد الانسان رو1: 8" لأَنَّ غَضَبَ اللهِ مُعْلَنٌ مِنَ السَّمَاءِ عَلَى جَمِيعِ فُجُورِ النَّاسِ وَإِثْمِهِمِ، الَّذِينَ يَحْجِزُونَ الْحَقَّ بِالإِثْمِ." , رؤ16: 1" وَسَمِعْتُ صَوْتًا عَظِيمًا مِنَ الْهَيْكَلِ قَائِلاً لِلسَّبْعَةِ الْمَلاَئِكَةِ: «امْضُوا وَاسْكُبُوا جَامَاتِ غَضَبِ اللهِ عَلَى الأَرْضِ».
ألا يقودنا عزيزي القارئ هذا الإتجاه في التفكير إلي نتيجة هي أقرب من الأساطير وحكايات ألف لية ولية ! . أنها دعوة لإعادة التفكير.
مت24: 37- 39" 37 وَكَمَا كَانَتْ أَيَّامُ نُوحٍ كَذلِكَ يَكُونُ أَيْضًا مَجِيءُ ابْنِ الإِنْسَانِ. 38 لأَنَّهُ كَمَا كَانُوا فِي الأَيَّامِ الَّتِي قَبْلَ الطُّوفَانِ يَأْكُلُونَ وَيَشْرَبُونَ وَيَتَزَوَّجُونَ وَيُزَوِّجُونَ، إِلَى الْيَوْمِ الَّذِي دَخَلَ فِيهِ نُوحٌ الْفُلْكَ، 39 وَلَمْ يَعْلَمُوا حَتَّى جَاءَ الطُّوفَانُ وَأَخَذَ الْجَمِيعَ، كَذلِكَ يَكُونُ أَيْضًا مَجِيءُ ابْنِ الإِنْسَانِ."
وخلاصة القول أن " ابناء الله " وبنات الناس" هم من نسل آدمي بشري, ولا يمكن أن يكون للملائكة دخل بهذا الأمر.
الرأي الثاني
هذا الرأي هو الشائع بين جموع المفسرين وهو أن " ابناء الله " هم نسل شيث و" بنات الناس " هم نسل قايين, يقول القديس أغسطينوس { جاء التعبير في ترجمة أكيلا "أبناء الآلهة" وهو ينطبق علي المؤمنين الذين قيل عنهم: "أنا قلت أنكم آلهة وبني العلي كلكم" (مز 82: 6). بمعني آخر أن ما قصده الكتاب سواء ملائكة أو أبناء الآلهة إنما يعني أبناء شيث الذين كان ينبغي أن يعيشوا كملائكة الله وخدامه المشتعلين بنار الحب الإلهي، أو كآلهة، فإذا بهم ينجذبون إلي بنات قايين الشريرات لجمالهن الجسدي. بهذا اختلط الأبرار بالأشرار، وفسد الكل، فصارت الحاجة إلي تجديد عام لكل الخليقة خلال مياه الطوفان.}
أما قول الرسول بطرس: "لأنه إن كان لم يشفق علي ملائكة قد أخطئوا بل في سلاسل الظلام طرحهم في جهنم وسلمهم محروسين للقضاء" (1 بط 2: 4)، يقول القديس أغسطينوس {لا يعني سقوطهم في شهوات جسدية مع نساء بشريات، إنما سقوطهم قبل خلق الإنسان في الكبرياء.}
إذاً نسل شيث هم " ابناء الله" , أولاد شيث هذا الذي لم يُلعن بل هو مُبارك في شخص أبيه الذي باركه الله. حيث انهم يمثلون شعب الرب تك4: 26 " 26 وَلِشِيثَ أَيْضًا وُلِدَ ابْنٌ فَدَعَا اسْمَهُ أَنُوشَ. حِينَئِذٍ ابْتُدِئَ أَنْ يُدْعَى بِاسْمِ الرَّبِّ." , وانهم تزوجوا من تزوجوا لمجرد الشهوة ففسد النسل " فَاتَّخَذُوا لأَنْفُسِهِمْ نِسَاءً(زوجات) مِنْ كُلِّ مَا اخْتَارُوا" , فنظروا كيف يرضون شهواتهم دون النظر لحالة النساء الروحية , فصاروا تحت نير مع غير المؤمنين 2كو6: 14, 15. وعليه فإنهم لم يعودوا أتقياء.
ولكن هذا الرأي وجه له بعض النقد وقيل أن لقب " ابناء الله " بمفهومه الروحي , لا مجال له هنا في تلك المرحلة المبكرة من الاعلان الإلهي . ولكننا نجيب بأن هذا الفكر يتجاهل هذه الحقيقة – أن هذا الاستخدام لا يرجع بنا إلي ذلك العصر الأول, إنما يقدم وجهة نظر الكاتب ( موسى كاتب سفر التكوين) في وقت كتابة السفر ( حوالي 1440 ق.م) .
ويعترض آخرون ,مؤيدين نظرية الملائكة , بأن ما ورد في رسالة يهوذا يسند هذه النظرية , يه 6, 7 " وَالْمَلاَئِكَةُ الَّذِينَ لَمْ يَحْفَظُوا رِيَاسَتَهُمْ، بَلْ تَرَكُوا مَسْكَنَهُمْ حَفِظَهُمْ إِلَى دَيْنُونَةِ الْيَوْمِ الْعَظِيمِ بِقُيُودٍ أَبَدِيَّةٍ تَحْتَ الظَّلاَمِ. 7 كَمَا أَنَّ سَدُومَ وَعَمُورَةَ وَالْمُدُنَ الَّتِي حَوْلَهُمَا، إِذْ زَنَتْ عَلَى طَرِيق مِثْلِهِمَا، وَمَضَتْ وَرَاءَ جَسَدٍ آخَرَ، جُعِلَتْ عِبْرَةً مُكَابِدَةً عِقَابَ نَارٍ أَبَدِيَّةٍ."
ويقول هذا الرأي , فبعد ان يصف يهوذا الملائكة الذين سقطوا (6) يستمر قائلاً كما أن سدوم وعمورة والمدن التي حولهما إذ علي طريق مثلهما , ومضت وراء جسد آخر , فقد قيل إن كلمة " علي طريق مثلهما" , تربط بين سقوط الملائكة ( عدد6), وخطية مدن الدائرة ( عدد7) , بحيث أن خطية الأسبقين لابد وأنها كانت في صورة جنسية ( الاتصال الجنسي بين الملائكة والبشر) , ويتمسك أولئك بالقول " جسد آخر " أو " جسد غريب" حسب الترجمة الإنجليزية KJV.
وللرد علي هذا الرأي نقول لدينا أكثر من اعتراض علية
1- ان كلمة " زنت علي طريق مثلهما" لا تشير إلي الملائكة الساقطين, بل تشير إلي سدوم وعمورة , فهو لم يقول " مثلهم " بل قال " مثلهما" , فهو هنا يشير إلي أن المدن التي حول سدوم وعمورة زنت علي طريق مثلهما. فلا صلة للملائكة بممارسات البشر الخاطئة.
2- ثم أن هناك القول " فَاتَّخَذُوا لأَنْفُسِهِمْ نِسَاءً(زوجات) مِنْ كُلِّ مَا اخْتَارُوا" بمعنى أن العلاقة كانت علاقة زواج , فلا مجال عن الحديث عن الزنى هنا بين الملائكة وبنات الناسز
3- أن عبارة " جسد آخر" لا تتفق مع نظرية الملائكة لأن الملائكة هم أرواح لا أجساد لها.
إذا هذه العبارة , تُشير إلي ممارسة الشذوذ الجنسي, التي كانت الخطية المنتشرة بين مدن الدائرة .
ولكن تبقى لنا نقطة ضعف وحيدة – إن جاز أن نسميها نقطة ضعف - علي هذا الرأي وهو أنه لم يبين كيف كان مواليد هؤلاء جبابرة . وهذا يأتي بنا إلي الرأي الثالث:-
وللدراسة بقية بنعمة الرب[/B]
إعداد/ ادوارد سعيد
" 1 وَحَدَثَ لَمَّا ابْتَدَأَ النَّاسُ يَكْثُرُونَ عَلَى الأَرْضِ، وَوُلِدَ لَهُمْ بَنَاتٌ،2 أَنَّ أَبْنَاءَ اللهِ رَأَوْا بَنَاتِ النَّاسِ أَنَّهُنَّ حَسَنَاتٌ. فَاتَّخَذُوا لأَنْفُسِهِمْ نِسَاءً مِنْ كُلِّ مَا اخْتَارُوا 3 فَقَالَ الرَّبُّ: «لاَ يَدِينُ رُوحِي فِي الإِنْسَانِ إِلَى الأَبَدِ، لِزَيَغَانِهِ، هُوَ بَشَرٌ. وَتَكُونُ أَيَّامُهُ مِئَةً وَعِشْرِينَ سَنَةً4 كَانَ فِي الأَرْضِ طُغَاةٌ فِي تِلْكَ الأَيَّامِ. وَبَعْدَ ذلِكَ أَيْضًا إِذْ دَخَلَ بَنُو اللهِ عَلَى بَنَاتِ النَّاسِ وَوَلَدْنَ لَهُمْ أَوْلاَدًا، هؤُلاَءِ هُمُ الْجَبَابِرَةُ الَّذِينَ مُنْذُ الدَّهْرِ ذَوُو اسْمٍ. "
KJV:-
GEN-6-1:” And it came to pass, when men began to multiply on the face of the earth, and daughters were born unto them,2: That the sons of God saw the daughters of men that they were fair; and they took them wives of all which they chose. 3: And the LORD said my spirit shall not always strive with man, for that he also is flesh: yet his days shall be an hundred and twenty years. 4: There were giants in the earth in those days; and also after that, when the sons of God came in unto the daughters of men, and they bare children to them, the same became mighty men which were of old, men of renown.”
من هم ابناء الله ؟
- جاءت في الترجمة الحرفية في الأصل العبري " أبناء الالهة ", وجاءت في الكتاب المقدس بالمعاني التالية :-
أولاً : جاء بمعنى الشرفاء أو أصحاب الرتب العالية ( كما جاءت في التفاسير اليهودية ) وتعني الملائكة كما جاء في:
أي1: 6 "6 وَكَانَ ذَاتَ يَوْمٍ أَنَّهُ جَاءَ بَنُو اللهِ لِيَمْثُلُوا أَمَامَ الرَّبِّ، وَجَاءَ الشَّيْطَانُ أَيْضًا فِي وَسْطِهِمْ."
أي2: 1"1 وَكَانَ ذَاتَ يَوْمٍ أَنَّهُ جَاءَ بَنُو اللهِ لِيَمْثُلُوا أَمَامَ الرَّبِّ، وَجَاءَ الشَّيْطَانُ أَيْضًا فِي وَسْطِهِمْ لِيَمْثُلَ أَمَامَ الرَّبِّ."
أي 38: 1-7"فأجابَ الربُّ أيّوبَ مِنَ العاصِفَةِ وقالَ: .. 3اُشدُدِ الآنَ حَقوَيكَ كرَجُلٍ، فإنِّي أسألُكَ فتُعَلِّمُني. 4أينَ كُنتَ حينَ أسَّستُ الأرضَ؟ أخبِرْ إنْ كانَ عِندَكَ فهمٌ. 5مَنْ وضَعَ قياسَها؟ لأنَّكَ تعلَمُ! أو مَنْ مَدَّ علَيها مِطمارًا؟ 6علَى أيِّ شَيءٍ قَرَّتْ قَواعِدُها؟ أو مَنْ وضَعَ حَجَرَ زاويَتِها، 7عندما ترَنَّمَتْ كواكِبُ الصُّبحِ مَعًا، وهَتَفَ جميعُ بَني اللهِ؟"
مز89: 6" 6 لأَنَّهُ مَنْ فِي السَّمَاءِ يُعَادِلُ الرَّبَّ. مَنْ يُشْبِهُ الرَّبَّ بَيْنَ أَبْنَاءِ اللهِ؟."
ثانياً: وتعني الأقوياء والأشداء و عظماء الأرض( ملوك , رؤساء وقضاة ) , وهنا أطلقت على البشر.
مز29: 1"1 قَدِّمُوا لِلرَّبِّ يَا أَبْنَاءَ اللهِ، قَدِّمُوا لِلرَّبِّ مَجْدًا وَعِزًّا."
فأبناء الله هنا تعني ابناء الأقوياء فهي تتوافق ودعوة المزمور الثاني 10, 11" 10 فَالآنَ يَا أَيُّهَا الْمُلُوكُ تَعَقَّلُوا. تَأَدَّبُوا يَا قُضَاةَ الأَرْضِ. 11 اعْبُدُوا الرَّبَّ بِخَوْفٍ، وَاهْتِفُوا بِرَعْدَةٍ." .( قارن2 صم7: 14).
ومن المعروف أن الملائكة لا يحتاجون مطلقاً إلي أي دعوة أو تحريض لتقديم السجود والعبادة للرب , فهم بلا انقطاع يقدمون الحمد والعبادة والسجود بزينه مقدسة تليق بالحضرة الإلهية , فليس هذا إلا دعوة لأقوياء الأرض وعظمائها ليقدموا المجد لله.
مز82: 6 "6 أَنَا قُلْتُ: إِنَّكُمْ آلِهَةٌ وَبَنُو الْعَلِيِّ كُلُّكُمْ."
وهنا الكلام موجه إلي القضاة وقادة الشعب الذين كانوا يمثلون وينوبون عن الله في ذلك الوقت , وهذا اللقب ( بنو العلي ) هو لقب روحي, فلا توجد ولادة جسدية من الله, ولكنها ولادة من فوق من الماء والروح(يو3: 3, 5) وهذا ما جاء المسيح ليهبه لكل الذين يؤمنون به يو1: 12, 13" 12 وَأَمَّا كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَانًا أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللهِ، أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِهِ. 13 اَلَّذِينَ وُلِدُوا لَيْسَ مِنْ دَمٍ، وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ جَسَدٍ، وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ رَجُل، بَلْ مِنَ اللهِ."
" لو 3: 38 " 38 بْنِ أَنُوشَ، بْنِ شِيتِ، بْنِ آدَمَ، ابْنِ اللهِ.”
أطلق علي آدم لقب " أبن الله " وذلك عن طريق الخلق فآدم بن الله لآن الله هو الخالق له وبالتالي يمكن أن يطلق علي نسل آدم بصفة عامة " أبناء الله" .
الخلاصة :-
أن " ابناء الله" من خلال كلمة الله تطلق علي الملائكة كما تطلق علي بني البشر , وهنا نرجع إلي تك6: 1-4 , ما المقصود بـ" أبناء الله " هل يقصد الملائكة ( ابرار أم أشرار) , أم يقصد البشر ( ابرار أم اشرار) ؟؟
ويوجد ثلاثة آراء لدى مفسري كلمة الله بخصوص معنى "أبناء الله " في تكوين 6: 1- 4.
الرأي الأول
هذا الرأي يقول بأن " أبناء الله " هم ملائكة ساقطين وقد اتخذوا لأنفسهم نساء من بنات الناس ( اي من البشر ) وكانت النتيجة أن النسل الناتج عن هذه العلاقة هم من الطغاة والجبابرة ( أي أشخاص ذوي حجم خارج عن المـألوف وذوي قوة خارقة , فوق الطبيعية ), وكان هذا هو السبب الذي جعل الله يقضي بالطوفان علي الأرض.
وهذا الرأي يقول بأن الملائكة يمكن أن تشرب , تأكل , تتكلم بأي لغة كما يمكنها ان تمارس الجنس. بل ويذهب البعض من مؤيدي هذا الرأي بالقول أن " ابناء الله " في العهد القديم كانت تُشير بشكل مطلق إلي الملائكة .
وسوف نفند هذا الرأي في ضوء كلمة الله حتى يمكننا أن نعرف مدى صحة هذا الرأي ومن ثم نستطيع أن نستطيع أن نتمسك بالحسن وكما هو مكتوب في 2بط1 : 19 " وَعِنْدَنَا الْكَلِمَةُ النَّبَوِيَّةُ، وَهِيَ أَثْبَتُ، الَّتِي تَفْعَلُونَ حَسَنًا إِنِ انْتَبَهْتُمْ إِلَيْهَا، كَمَا إِلَى سِرَاجٍ مُنِيرٍ فِي مَوْضِعٍ مُظْلِمٍ، إِلَى أَنْ يَنْفَجِرَ النَّهَارُ، وَيَطْلَعَ كَوْكَبُ الصُّبْحِ فِي قُلُوبِكُمْ ".
ولنبدأ ونأخذ فكرة عامة عن طبيعة الملائكة :-
• ليس اسم " ملاك " بالعبرانية " مالاك" و باليونانية " أنجلوس " تسمية لطبيعية المسمى , فهو ليس اسم علم ( أي أنه ليس اسم معرفة يدل علي مسمى محدد بذاته قد يكون عاقلاً مثل يوسف, أوبلداً مثل سيدني, أو جبلاً مثل المقطم, أو نهراً مثل النيل.... إلخ) , لكنه اسم يدل علي الوظيفة ( معنى اسم ملاك في الأصل اليوناني والعبري رسول) ولهذا يرسل الله الانبياء كــ "ملاك" ( أش44: 26, حجي 1: 13) , فالملائكة هم أرواح مرسلة للخدمة عب1: 13, 14 " 13 ثُمَّ لِمَنْ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ قَالَ قَطُّ:«اجْلِسْ عَنْ يَمِينِي حَتَّى أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئًا لِقَدَمَيْكَ»؟ 14 أَلَيْسَ جَمِيعُهُمْ أَرْوَاحًا خَادِمَةً مُرْسَلَةً لِلْخِدْمَةِ لأَجْلِ الْعَتِيدِينَ أَنْ يَرِثُوا الْخَلاَصَ!."
• الحديث عن الملائكة هو حديث عن جماعة أو قوات وليس عن جنس أو سلالة مز148: 2 " سبِّحوهُ يا جميعَ مَلائكَتِهِ. سبِّحوهُ يا كُلَّ جُنودِهِ.", لذلك من يُخطئ منهم يُخطئ كفرد وليس كرأس لجنس بأسره , بعكس آدم الذي كان يُمثل الجنس البشري كلة فعندما سقط وأخطأ , سقط ورائه الجنس البشري بكاملة. ولعل هذا هو أحد الأسباب في أن الله لم يضع تدبيراً لخلاص الملائكة الساقطين.
• كلمة " ملاك" في اللغة اسم مذكر (وبالتالي يأخذ الضمير هو) , ولكن هذا لا يعني أن الملاك يتميز إلي ذكر وأنثى وذلك لآن الملائكة ليس لها جنس كما ذكرنا سابقاً.
في ضوء ما سبق هل يمكن أن نؤيد الرأي القائل بأن " ابناء الله " هم الملائكة ؟, في الحقيقة لا نجد أي سبب كتابي اوحتى منطقي يجعلنا نؤيد هذا الرأي وذلك لأسباب الأتية :-
1- أن الملائكة أرواح (عب 1: 14) والمراد بذلك أنهم غير هيوليين ( أي غير مدركين بالحواس), أما القول بأن الملائكة يمكنها أن تظهر في صورة بشر , نعم هذا حدث أن الله سمح للملائكة ان تظهر في صورة بشر في ظروف خاصة لأهداف معينة كما حدث في
ولكن في النص الذي نحن بصدده إذا أخذنا بمبدأ ان " ابناء الله" هم الملائكة , فلا نجد اي سند في النص ان الملائكة اتخذوا جسداً بشرياً ولكن بالقرينة في( اي1: 6, 2: 1, 38: 7, مز89: 6...) نجد المقصود هم الطغمات العليا السماوية , ولا استطيع ان ابني فكر كتابي علي افتراضات وتخيلات.
فالشياطين ـ وإن كانوا فقدوا قداستهم ـ إلا إنه لا تزال لهم طبيعتهم الملائكية. ولذلك يقول سفر الرؤيا إنه حدثت حرب في السماء بين ميخائيل وملائكته والتنين (أي الشيطان) وملائكته "وحارب التنين وملائكته ... فطُرح التنين العظيم، الحية القديمة، المدعو إبليس والشيطان، الذي يضل العالم كله. طُرح إلى الأرض وطُرحت معه ملائكته" (رؤ12: 7 ـ 9)
2- وهذا يجعلنا نتسائل , ان ظهور الملائكة في صورة بشرية منظورة هل هو بسماح من الله ( لأن الملائكة أرواح مرسلة ) أم انها خاصية تتميز بها الملائكة ؟ اي هل يمكن للملائكة أن تتخذ جسماً منظوراً كيفما تشاء وفي أي وقت؟ , حتى لو كنا نتكلم عن ملائكة ساقطين فكل ما ذكره الكتاب انهم يغيرون شكلهم إلي شبه ملاك نور 2كو11: 14"وَلاَ عَجَبَ. لأَنَّ الشَّيْطَانَ نَفْسَهُ يُغَيِّرُ شَكْلَهُ إِلَى شِبْهِ مَلاَكِ نُورٍ!"
3- القول " فَاتَّخَذُوا لأَنْفُسِهِمْ نِسَاءً " بمعني انهم اقترنوا بهن أي اتخذهن زوجات كما جاءت في الترجمة الإنجليزية KJV " they took them wives of all which they chose" وهذا يعني انهم أقاموا علاقة نتجت عنها أولاد, فلم يكن الموضوع مجرد ظهور لوقت محدود.
4- لكننا نعرف من كلمة الله أن الملائكة لا يزوجون ولايتزوجون وبالتالي يصبح هذا الإحتمال بعيد عن التصديق كماجاء في
مت22: 30 "30 لأَنَّهُمْ فِي الْقِيَامَةِ لاَ يُزَوِّجُونَ وَلاَ يَتَزَوَّجُونَ، بَلْ يَكُونُونَ كَمَلاَئِكَةِ اللهِ فِي السَّمَاءِ."
مر12: 25"25 لأَنَّهُمْ مَتَى قَامُوا مِنَ الأَمْوَاتِ لاَ يُزَوِّجُونَ وَلاَ يُزَوَّجُونَ، بَلْ يَكُونُونَ كَمَلاَئِكَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ."
إذا كان الملائكة لا يزوجون ولا يتزوجون بعضهم ببعض بالتالي يستحيل ان يتزوج الملائكة بالبشر لأنه كما ذكرنا سابقاً الملائكة أرواح غير مادية فكيف تتزوج بأجساد مادية ؟
5- يقول مؤيدوا هذا الرأي هل يمكن عندما يتزوج المؤمنين بالخطاة (من البشر) ينتج نسل من الطغاة والجبابرة ؟ وتفسيرهم للطغاة والجبابرة انهم اشخاص ذوي قوة خارقة , فوق الطبيعية , ولا اعرف من أين أتوا بهذاالمعنى وبالرجوع إلي الأصل العبري نجد أن :-
طغاة :في العبرانية " نفيليم" وتعني الجسام الأقوياء الأبدان,وجاءت في عد13: 33 وتعني الجبابرة ( واطلقت علي بني عناق). وجاءت في الترجمة السبعينية المولودين من الأرض.
الجبابرة :في العبرانية "جبريم" ومعناها الأبطال المحاربون.وفي العربية العتاه المتكبرون.
وبالتدقيق في النص نرى أنه ليس الطغاة والجبابرة نتاج زواج " ابناء الله " مع " بنات الناس" , بل أن الطغاة كانوا موجودين في تلك الأيام قبل واثناء زواج" ابناء الله " مع " بنات الناس".
" 4 كان في الارض طغاة في تلك الايام وبعد ذلك ايضا اذ دخل بنو الله على بنات الناس وولدن لهم اولاداهؤلاء هم الجبابرة الذين منذ الدهر ذوو اسم"
وفي الترجمة التفسيرية ( كتاب الحياة )”وَفِي تِلْكَ الْحِقَبِ، كَانَ فِي الأَرْضِ جَبَابِرَةٌ، وَبَعْدَ أَنْ دَخَلَ أَبْنَاءُ اللهِ عَلَى بَنَاتِ النَّاسِ وَلَدْنَ لَهُمْ أَبْنَاءً، صَارَ هَؤُلاَءِ الأَبْنَاءُ أَنْفُسُهُمُ الْجَبَابِرَةَ الْمَشْهُورِينَ مُنْذُ الْقِدَمِ."
وفي الترجمة المشتركة "وكانَ على الأرضِ في تِلكَ الأيّامِ رِجالٌ أشِدَّاءُ، وبَعدَها أيضًا حينَ عاشرَ بَنو اللهِ بَناتِ النَّاسِ ووَلَدْنَ لهُم أولادًا، وهُمُ الجبابِرَةُ الذينَ ذاعَ اَسمُهُم مِنْ قديمِ الزَّمانِ."
KJV” 4: There were giants in the earth in those days; and also after that,”
ذوو إسم: أي لهم سمعة وصيت منذ الأجيال القديمة - منذ الدهر : فخطية الكبرياء قديمة جداً.
6- إذا أخذنا بمبدأ أن " ابناء الله" هم الملائكة الساقطين وهم الذين اتخذوا من بنات الناس نساءً لهم , يكون المذنبون هم هؤلاء الملائكة الساقطين,وبهذا المنطق يكون الله لم يعاقب الخطاه ( أي الملائكة ) بل عاقب الأبرياء ( أي البشر ) , وهذا يتعارض مع عدل الله .
7- قضاء الله بالطوفان مرتبط بشر الإنسان , فالانسان هو مسئول مسئولية كاملة عن الشر الذي حدث في العالم مما أدى إلي عقاب الله له بالطوفان كما جاء
تك6: 3" فَقَالَ الرَّبُّ: ((لاَ يَدِينُ رُوحِي فِي الإِنْسَانِ إِلَى الأَبَدِ. لِزَيَغَانِهِ هُوَ بَشَرٌ وَتَكُونُ أَيَّامُهُ مِئَةً وَعِشْرِينَ سَنَةً))."
تك6: 5" 5 وَرَأَى الرَّبُّ أَنَّ شَرَّ الإِنْسَانِ قَدْ كَثُرَ فِي الأَرْضِ، وَأَنَّ كُلَّ تَصَوُّرِ أَفْكَارِ قَلْبِهِ إِنَّمَا هُوَ شِرِّيرٌ كُلَّ يَوْمٍ."
تك6: 12, 13" 12 وَرَأَى اللهُ الأَرْضَ فَإِذَا هِيَ قَدْ فَسَدَتْ، إِذْ كَانَ كُلُّ بَشَرٍ قَدْ أَفْسَدَ طَرِيقَهُ عَلَى الأَرْضِ. 13 فَقَالَ اللهُ لِنُوحٍ: «نِهَايَةُ كُلِّ بَشَرٍ قَدْ أَتَتْ أَمَامِي، لأَنَّ الأَرْضَ امْتَلأَتْ ظُلْمًا مِنْهُمْ. فَهَا أَنَا مُهْلِكُهُمْ مَعَ الأَرْضِ."
دعوة للتفكير
علي فرض أن " ابناء الله " هم من الملائكة الساقطين و"بنات الناس " هم من البشر , فكيف يمكن بالمعاشرة أن ينتج كائن ثالث مزيج من البشر والملائكة ذو قدرات فوق الطبيعية برغم اختلاف الجنس والنوع الذي هو الأساس في انتاج أي نسل , ولماذا لم يحدث عندما مارس الانسان الجنس مع الحيوان (وهذا حدث في أيام نوح , كما أنه يحدث في هذه الأيام الأخيرة التي نعيش فيها أيضاً ) انه نتج عنه جنس مزيج بشري حيواني, علماً انه يوجد تشابه كبير الانسان وبعض الحيوانات مثل الخنازير والقردة ( ولا أٌذيع سراً ان فيرس الإيدز هو نتاج اتصال جنسي بين الانسان والقردة ) ولكنه لم ينتج جنس ثالث خليط "انسقردي", ولكن كانت النتيجة هذا المرض الرهيب وهو اعلان عن غضب الله علي شر وفساد الانسان رو1: 8" لأَنَّ غَضَبَ اللهِ مُعْلَنٌ مِنَ السَّمَاءِ عَلَى جَمِيعِ فُجُورِ النَّاسِ وَإِثْمِهِمِ، الَّذِينَ يَحْجِزُونَ الْحَقَّ بِالإِثْمِ." , رؤ16: 1" وَسَمِعْتُ صَوْتًا عَظِيمًا مِنَ الْهَيْكَلِ قَائِلاً لِلسَّبْعَةِ الْمَلاَئِكَةِ: «امْضُوا وَاسْكُبُوا جَامَاتِ غَضَبِ اللهِ عَلَى الأَرْضِ».
ألا يقودنا عزيزي القارئ هذا الإتجاه في التفكير إلي نتيجة هي أقرب من الأساطير وحكايات ألف لية ولية ! . أنها دعوة لإعادة التفكير.
مت24: 37- 39" 37 وَكَمَا كَانَتْ أَيَّامُ نُوحٍ كَذلِكَ يَكُونُ أَيْضًا مَجِيءُ ابْنِ الإِنْسَانِ. 38 لأَنَّهُ كَمَا كَانُوا فِي الأَيَّامِ الَّتِي قَبْلَ الطُّوفَانِ يَأْكُلُونَ وَيَشْرَبُونَ وَيَتَزَوَّجُونَ وَيُزَوِّجُونَ، إِلَى الْيَوْمِ الَّذِي دَخَلَ فِيهِ نُوحٌ الْفُلْكَ، 39 وَلَمْ يَعْلَمُوا حَتَّى جَاءَ الطُّوفَانُ وَأَخَذَ الْجَمِيعَ، كَذلِكَ يَكُونُ أَيْضًا مَجِيءُ ابْنِ الإِنْسَانِ."
وخلاصة القول أن " ابناء الله " وبنات الناس" هم من نسل آدمي بشري, ولا يمكن أن يكون للملائكة دخل بهذا الأمر.
الرأي الثاني
هذا الرأي هو الشائع بين جموع المفسرين وهو أن " ابناء الله " هم نسل شيث و" بنات الناس " هم نسل قايين, يقول القديس أغسطينوس { جاء التعبير في ترجمة أكيلا "أبناء الآلهة" وهو ينطبق علي المؤمنين الذين قيل عنهم: "أنا قلت أنكم آلهة وبني العلي كلكم" (مز 82: 6). بمعني آخر أن ما قصده الكتاب سواء ملائكة أو أبناء الآلهة إنما يعني أبناء شيث الذين كان ينبغي أن يعيشوا كملائكة الله وخدامه المشتعلين بنار الحب الإلهي، أو كآلهة، فإذا بهم ينجذبون إلي بنات قايين الشريرات لجمالهن الجسدي. بهذا اختلط الأبرار بالأشرار، وفسد الكل، فصارت الحاجة إلي تجديد عام لكل الخليقة خلال مياه الطوفان.}
أما قول الرسول بطرس: "لأنه إن كان لم يشفق علي ملائكة قد أخطئوا بل في سلاسل الظلام طرحهم في جهنم وسلمهم محروسين للقضاء" (1 بط 2: 4)، يقول القديس أغسطينوس {لا يعني سقوطهم في شهوات جسدية مع نساء بشريات، إنما سقوطهم قبل خلق الإنسان في الكبرياء.}
إذاً نسل شيث هم " ابناء الله" , أولاد شيث هذا الذي لم يُلعن بل هو مُبارك في شخص أبيه الذي باركه الله. حيث انهم يمثلون شعب الرب تك4: 26 " 26 وَلِشِيثَ أَيْضًا وُلِدَ ابْنٌ فَدَعَا اسْمَهُ أَنُوشَ. حِينَئِذٍ ابْتُدِئَ أَنْ يُدْعَى بِاسْمِ الرَّبِّ." , وانهم تزوجوا من تزوجوا لمجرد الشهوة ففسد النسل " فَاتَّخَذُوا لأَنْفُسِهِمْ نِسَاءً(زوجات) مِنْ كُلِّ مَا اخْتَارُوا" , فنظروا كيف يرضون شهواتهم دون النظر لحالة النساء الروحية , فصاروا تحت نير مع غير المؤمنين 2كو6: 14, 15. وعليه فإنهم لم يعودوا أتقياء.
ولكن هذا الرأي وجه له بعض النقد وقيل أن لقب " ابناء الله " بمفهومه الروحي , لا مجال له هنا في تلك المرحلة المبكرة من الاعلان الإلهي . ولكننا نجيب بأن هذا الفكر يتجاهل هذه الحقيقة – أن هذا الاستخدام لا يرجع بنا إلي ذلك العصر الأول, إنما يقدم وجهة نظر الكاتب ( موسى كاتب سفر التكوين) في وقت كتابة السفر ( حوالي 1440 ق.م) .
ويعترض آخرون ,مؤيدين نظرية الملائكة , بأن ما ورد في رسالة يهوذا يسند هذه النظرية , يه 6, 7 " وَالْمَلاَئِكَةُ الَّذِينَ لَمْ يَحْفَظُوا رِيَاسَتَهُمْ، بَلْ تَرَكُوا مَسْكَنَهُمْ حَفِظَهُمْ إِلَى دَيْنُونَةِ الْيَوْمِ الْعَظِيمِ بِقُيُودٍ أَبَدِيَّةٍ تَحْتَ الظَّلاَمِ. 7 كَمَا أَنَّ سَدُومَ وَعَمُورَةَ وَالْمُدُنَ الَّتِي حَوْلَهُمَا، إِذْ زَنَتْ عَلَى طَرِيق مِثْلِهِمَا، وَمَضَتْ وَرَاءَ جَسَدٍ آخَرَ، جُعِلَتْ عِبْرَةً مُكَابِدَةً عِقَابَ نَارٍ أَبَدِيَّةٍ."
ويقول هذا الرأي , فبعد ان يصف يهوذا الملائكة الذين سقطوا (6) يستمر قائلاً كما أن سدوم وعمورة والمدن التي حولهما إذ علي طريق مثلهما , ومضت وراء جسد آخر , فقد قيل إن كلمة " علي طريق مثلهما" , تربط بين سقوط الملائكة ( عدد6), وخطية مدن الدائرة ( عدد7) , بحيث أن خطية الأسبقين لابد وأنها كانت في صورة جنسية ( الاتصال الجنسي بين الملائكة والبشر) , ويتمسك أولئك بالقول " جسد آخر " أو " جسد غريب" حسب الترجمة الإنجليزية KJV.
وللرد علي هذا الرأي نقول لدينا أكثر من اعتراض علية
1- ان كلمة " زنت علي طريق مثلهما" لا تشير إلي الملائكة الساقطين, بل تشير إلي سدوم وعمورة , فهو لم يقول " مثلهم " بل قال " مثلهما" , فهو هنا يشير إلي أن المدن التي حول سدوم وعمورة زنت علي طريق مثلهما. فلا صلة للملائكة بممارسات البشر الخاطئة.
2- ثم أن هناك القول " فَاتَّخَذُوا لأَنْفُسِهِمْ نِسَاءً(زوجات) مِنْ كُلِّ مَا اخْتَارُوا" بمعنى أن العلاقة كانت علاقة زواج , فلا مجال عن الحديث عن الزنى هنا بين الملائكة وبنات الناسز
3- أن عبارة " جسد آخر" لا تتفق مع نظرية الملائكة لأن الملائكة هم أرواح لا أجساد لها.
إذا هذه العبارة , تُشير إلي ممارسة الشذوذ الجنسي, التي كانت الخطية المنتشرة بين مدن الدائرة .
ولكن تبقى لنا نقطة ضعف وحيدة – إن جاز أن نسميها نقطة ضعف - علي هذا الرأي وهو أنه لم يبين كيف كان مواليد هؤلاء جبابرة . وهذا يأتي بنا إلي الرأي الثالث:-
وللدراسة بقية بنعمة الرب[/B]
تعليق