تويت
كنت اسمعهم يتحدثون عن الثالوث المسيحي والصليب وعلاقة ذلك بالوثنية وعبادة ثلاثة الهة وما من اله الا الله
كنت اسمعهم يدندنون حول التوحيد والتفرد والكمال المطلق ونفي النقائص عن الذات الالهية وتنزيه الخالق عن كل مايقترب به من طبيعة المخلوقين
كنت اقرا في فلسفات الوجود ومقولات الاسلاميين في الالهيات والعقائد والنبوة والازل والكينونة ومايحدث من صراعات فكرية وعقدية ماتلبث ان تتحول الى صدامات دامية ومؤسفة وتكفيرات متبادلة بين الطائفة الخلفائية السنية والطائفة الشيعية بين المعتزلة والاشاعرة والخوارج والمرجئة والصوفية والوهابية الخ ماهناك .
كنت أتساءل اليس هؤلاء من يمتلكون الحقيقة وحدهم ؟
اذن لماذا يقتتلون اذا كانت نصوصهم محكمة وتشريعاتهم بينة ميسرة بلسان عربي مبين ؟ كمايقول صاحب القران ؟
طبيعة الانسان انه يحب التساءل والتعمق والفضول والتشكيك ومناقشة مختلف القضايا والافكار بعد اخذها من مصادرها الاصلية لا من الخصوم ومن ثم الخروج بقناعات فكرية قد يجهر بها وقد تمنعه الكثير من الحواجز المعرفية والثقافية والاجتماعية من الجهر بها فتبقى في نفسه حتى حين .
للاسف الشديد كم من اخواننا واباءنا المسلمين ماتوا وفي نفوسهم الكثير والكثيرمن التساءلات والقناعات والاستنتاجات والتحليلات المعرفية توصلوا اليها بعد مجهودات جبارة من الاجتهادات الفكرية ولكنهم ماتوا ونفوسهم مكبلة باغلال من التكلسات الفكرية التي ترسبت عبر القرون مدعومة بجائحة الرهبوت الحضاري في صيغة قاسية وغير قابلة للتاويل
((من بدل دينه فاقتلوه)) و (لا تسالوا عن اشاء ان تبدى لكم تسؤكم) والترهيب الشديد من تتبع الشبه والتساؤلات .
واخطر من هذا النهي عن الاطلاع والتشدد في ذلك (فمن لم يكفه القران لا كفاه الله )
وعندما جاء عمر ابن الخطاب الى محمد بكتاب اصابه من يهود المدينة فتلون وجهه وقال له امتهوكون(1) فيها يابن الخطاب والذي نفس محمد بيده لو كان موسى بين أظهركم ثم اتبعتموه وتركتموني لضللتم ضلالاً بعيداً)
ومعنى متهوكون أي متحيرون ثم قال له
أمتهوكون فيها يا ابن الخطاب ؟ لقد جئتكم بها بيضاء نقيّة, والذي نفسي بيده, لو أن موسى كان حياً ما وسعه إلا أن يتبعني ) [ رواه أحمد
ومعنى ذلك انه جاء بالحقيقة المطلقة فلا تتعبوا انفسكم بالبحث والاطلاع
ولهذا شبابنا في البلاد العربية لا يعرفون من تاريخ الحضارة المسيحية الا ماقيل عن محاكم التفتيش والحروب الصليبية ولا يعرفون من عبادة المسيحيين ورهبانياتهم وصلواتهم الا عيسى ابن الله والله تعالى ان يكون له صاحبة او ولد دون ان يعرفوا المعنى اللاهوتي للابن والتفريقات الفلسفية بين البنوة الازلية والبنوة البشرية الحادثة القائمة على التناسلات الجنسية
والمعلوم اخلاقيا وحضاريا وعلميا ان نقل المعلومة بهذه الصورة المشوهة الى الشباب في المؤسسات الاكاديمية والمدارس والكتب والمجلات والمحاضرات يتنافى مع ابسط قواعد الامانة العلمية والموضوعية واخلاقيات النقل العلمي والتاريخي .
على هذه المعلومات المزورة والمحورة نشئنا اطفالا وشبابا غير ان خلايا الانسان الاستيعابية عندما تمتلئ بالمعلومات والتعاليم والصور لابد ان تخرج عن سياجها الاصطناعي الذي تصنعه التربية العقائدية حولها فذات مرة وانا افكر في مقولة اسلامية اطلقها العلامة ابن تيمية ردا على خصومه الاشاعرة والمعتزلة الذين يؤلون الصفات الواردة في القران لله تنزيها له عن الجوارح والآلات البشرية فيقولون اليد التي وردت في القران بمعنى النعمة
والعين بمعنى القدرة والوجه بمعنى الملك والقدم والساق بمعنى الامر العظيم والنفس بمعنى الذات
والقلم بمعى النظام والعرش بمعنى الكون الخ بينما يذهب العلامة ابن تيمية وانصاره من اهل الظاهر الى اثبات كل هذه المعاني على الحقيقة دون تاويل فيقولون
يد تليق بجلاله ليست كايدي كل المخلوقين
ووجه يليق بجلاله ليس كوجوه المخلوقين وهكذا فرحت اتساءل ولماذا لا يكون الابن الذ ي تتحدث عنه المسيحية ابن يليق بجلاله ليس كابناء المخلوقين ؟ وليس كتصورنا البشري لمفهوم الابوة ولماذا كل هذا الانكار على المسيحيين وماذا لوقال مسيحي ولد يليق بلجلاله دون تشبيه ولا تمثيل ولا تعطيل ليس كمثله شيء وهو السميع البصير
ومن هنا وجدتني شيئا فشيئا اتقمص المسيحية وادافع عن الايمان المسيحي وكاني اقيم نفسي مقام مسيحي مفترض يدافع عن ايمانه وقيمه الدينية
الى ان وجدت احد الاخوة المصريين وبدات اساله عن اشياء في التعاليم المسيحية وبدا لي الولد في غاية الادب والتسامح وان كانت اجوبته لم تشف غليلي لانه غير ملم بالكثير من التفاصيل وذات مرة وقعت في يدي نسخة من الكتاب المقدس وبدات اقرا في العهد القديم في سفر التكوين 1 (فِي الْبَدْءِ خَلَقَ اللهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ. 2 وَكَانَتِ الأَرْضُ خَرِبَةً وَخَالِيَةً، وَعَلَى وَجْهِ الْغَمْرِ ظُلْمَةٌ، وَرُوحُ اللهِ يَرِفُّ عَلَى وَجْهِ الْمِيَاهِ. 3 وَقَالَ اللهُ: «لِيَكُنْ نُورٌ»، فَكَانَ نُورٌ. )
سرت قشعريرة ايمانية في جسدي ووجدتني اتساءل ماهو روح الله الذي كان يرف على الماء في ذلك الازل السحيق وماذا تعني جملة (وقال الله )
رحت اقارن ذلك بلغة القران الميتة والمتناقضة التي جذرت في الامة روح التصادم والعبثية فالقران في سورة يونس يقول (يونس) إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الأَمْرَ مَا مِن شَفِيعٍ إِلاَّ مِن بَعْدِ إِذْنِهِ ذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ
في الوقت الذي يقول في سورة فصلت قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ 9 وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاء لِّلسَّائِلِينَ 10 ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ 11 فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاء أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ فاذا كانت الارض نقطة صغيرة جدا في هذا الكون خلقت في يومين +يومين = اربعة ايام والسماوات بكل ملكوتها خلقت في يومين فهذه هي اللغة المتناقضة و غير المنطقية التي اورثت امتنا البلادة العقلية هذا واحد من التبريرات التي اطلقها المفسرون للدفاع عن الاية والا فمنطق اللغة يقتضي ان تكون الارض خلقت في يومين + اربعة ايام للرواسي ومباركة الاقوات = ستة ايام + يومين للسماوات = ثمانية ايام وهذه الغفلة البشرية تناقض بشدة الايات التي في سورة يونس وتؤكد لنا بشرية القران
ثم واصلت القراءة حتى بلغت قوله
فَأَوْقَعَ الرَّبُّ الإِلهُ سُبَاتًا عَلَى آدَمَ فَنَامَ، فَأَخَذَ وَاحِدَةً مِنْ أَضْلاَعِهِ وَمَلأَ مَكَانَهَا لَحْمًا
فسرت قشعريرة اخرى في جسدي انه يتحدث عن التخدير كما يفعل الاطباء اليوم قبيل العمليات الجراحية
مضت ايام وانا اتقمص المسيحية وذات مرة سمعت في منتصف الليل كنت استمع الى بعض المواعظ المسيحية فلفت انتباهي تلك الصلاة التي يرددها المسيحيون دائما
(باسم الاب والابن والروح القدس اله واحد امين )
وطالما سمعت هذه الكلمات ولكن هذه المرة بدات اتذوقها بطريقة اخرى وكانني لاول مرة اسمعها فهي بعد ذكر الثالوث القدوس تحدثك عن اله واحد وهذا شيء يدعو الى الكثير من التامل الروحي فلا تستطيع فهم العبارة مجزاة عن كلية المقتضى المنطقي ولا خارجة عن سياق النص العظيم الذي تستشف منه حديث عن اصل ابوي باثق وابن ازلي يجمع الحقائق الناسوتية واللاهوتية ليقود الناسوت إلى اللاهوت ويقرب المفاهيم اللاهوتية من العقل البشري المحدود ويكون قادرا على ادخال التجليات النورانية في النفوس البشرية واذا اضفنا الى ذلك فلسفة الفداء بكل ماتعنيه من اشراقات الحكمة الربانية التي تهذب طبائع النفوس وترمز الى معاني المحبة الالهية والوحدة البشرية فالمسيح يموت على الصليب ويقاسي الالم ليفتدي الناس كل الناس الغني والفقير الابيض والاسود الذكر والانثى ثم كانت معجزة القيامة لتبين للناس عظمة الرب المسيح وامكانية النشور وتحقق الفداء وانتصار الخير على الشر كما تحمل تلك العبارة العظيمة دلالة على قوة جبارة هي الروح القدس الذي ينبثق من ذلك المركز الاقدس وكل هذه عبارة عن تجليات
للاله الواحد العظيم الرب المثلث الاقانيم وللوهلة الاولى بدت لي هذه العبارة اكثر توحيدا وتنزيها وتعظيما من تلك التي كنت ارددها اليا في اليوم اكثر من الف مرة لااله الا الله فهي اقرب الى الشعارات الدعائة منها الى الصلوات الروحانية والتمجيدات الالهية بل وتسقط بالايمان الالهي الى مستوى تنافس المخلوقين على السلطة والجاه وتجعل الاله اشبه بزعيم قبلي لا اكثر اضافة الى ركاكة المعنى وسماجة الصيغة المجذرة للدكتاتورية والاستبداد لان المؤمنين يتقمصون شخصية الاله الذي يعبدونه كما يقول علماء النفس ولعل هذا مايفسر الاستبداد والظلم في البلاد العربية والاسلامية اضافة الى انعدام الغاية والبعد الاخلاقي من الصيغة وقد ولد هذا خلافا داميا بين رجال الدين خرجوا بها عن معنى الوحدانية الى معاني سفسطائة وسياسية فبعضهم يفسرها بـ لا موجود في الكون الا الله
وبعضهم يفسرها بـ لا معبود بحق الا الله
وبعضهم يفسرها بـ لا حاكم ولا حكم الا لله
وهنا وجدتني فجاة وحيدا انشد التدخل الالهي للرب المسيح كي ينتشلني من اوحال الوهم وعذابات الجسد الى انوار الحقيقة وعذوبة التناغم الروحي
وها انا اليوم وبرغم ما فعله بي اقرب الناس الى احمل لهم المحبة واصلي من اجل خلاصهم وان يغفر الله خطاياهم في حقي لانهم مافعلوا افاعيلهم الا ظنا منهم انهم يخدمون الله
بعكس ماكنت احقد على معظم البشرية والكثير منهم يشاركونني في مقولة لا اله الا الله هذه
لقد علمتنا تلك العقيدة للاسف الشديد الحقد حتى على بعض الحيوانات فكنا نحقد على الخنزير
والفارة والكلب الاسود والغراب والوزغة التي كنا نتسابق على قتلها لنحصل على مائة حسنة عند الله حسب تعاليم الاسلام واليوم اقدم اعتذاري عن نفسي وكل من امن معي بالمسيح لكل هذه المخلوقات وكل اخواننا البشر ونعتذر لاخواننا في السلطات الامنية اليمنية على ما تسسبنا لهم فيه من ازعاج واحراج بسبب اصرارنا على الايمان فهذه اجسادنا واموالنا افعلوا بها ماشئتم واما ايماننا بالمسيح ربا ومخلصا فقرار ازلي لم اختره بقدر ما اختارني ولم اسع اليه بقدر ماوجدته ينبثق من كياني ينابيع اشرقت بها شموس المحبة والمعرفة والحكمة
قد تستطيع ان تعذب خروفا او ان تذبحه ولكنك لا تستطيع ان تمسخ طبيعته الكونية فتجعله خنزيرا او ارنبا
ولكنني ادعوكم ان تعودو الى ادميتكم الاولى بعد ان تحرروا من تلك الاغلال فلن تستطيع ان تستفيد من النور اذا كنت مصرا على اغماض عينيك .
اخوكم / مختارالرب
http://lovelibya.com/
كنت اسمعهم يدندنون حول التوحيد والتفرد والكمال المطلق ونفي النقائص عن الذات الالهية وتنزيه الخالق عن كل مايقترب به من طبيعة المخلوقين
كنت اقرا في فلسفات الوجود ومقولات الاسلاميين في الالهيات والعقائد والنبوة والازل والكينونة ومايحدث من صراعات فكرية وعقدية ماتلبث ان تتحول الى صدامات دامية ومؤسفة وتكفيرات متبادلة بين الطائفة الخلفائية السنية والطائفة الشيعية بين المعتزلة والاشاعرة والخوارج والمرجئة والصوفية والوهابية الخ ماهناك .
كنت أتساءل اليس هؤلاء من يمتلكون الحقيقة وحدهم ؟
اذن لماذا يقتتلون اذا كانت نصوصهم محكمة وتشريعاتهم بينة ميسرة بلسان عربي مبين ؟ كمايقول صاحب القران ؟
طبيعة الانسان انه يحب التساءل والتعمق والفضول والتشكيك ومناقشة مختلف القضايا والافكار بعد اخذها من مصادرها الاصلية لا من الخصوم ومن ثم الخروج بقناعات فكرية قد يجهر بها وقد تمنعه الكثير من الحواجز المعرفية والثقافية والاجتماعية من الجهر بها فتبقى في نفسه حتى حين .
للاسف الشديد كم من اخواننا واباءنا المسلمين ماتوا وفي نفوسهم الكثير والكثيرمن التساءلات والقناعات والاستنتاجات والتحليلات المعرفية توصلوا اليها بعد مجهودات جبارة من الاجتهادات الفكرية ولكنهم ماتوا ونفوسهم مكبلة باغلال من التكلسات الفكرية التي ترسبت عبر القرون مدعومة بجائحة الرهبوت الحضاري في صيغة قاسية وغير قابلة للتاويل
((من بدل دينه فاقتلوه)) و (لا تسالوا عن اشاء ان تبدى لكم تسؤكم) والترهيب الشديد من تتبع الشبه والتساؤلات .
واخطر من هذا النهي عن الاطلاع والتشدد في ذلك (فمن لم يكفه القران لا كفاه الله )
وعندما جاء عمر ابن الخطاب الى محمد بكتاب اصابه من يهود المدينة فتلون وجهه وقال له امتهوكون(1) فيها يابن الخطاب والذي نفس محمد بيده لو كان موسى بين أظهركم ثم اتبعتموه وتركتموني لضللتم ضلالاً بعيداً)
ومعنى متهوكون أي متحيرون ثم قال له
أمتهوكون فيها يا ابن الخطاب ؟ لقد جئتكم بها بيضاء نقيّة, والذي نفسي بيده, لو أن موسى كان حياً ما وسعه إلا أن يتبعني ) [ رواه أحمد
ومعنى ذلك انه جاء بالحقيقة المطلقة فلا تتعبوا انفسكم بالبحث والاطلاع
ولهذا شبابنا في البلاد العربية لا يعرفون من تاريخ الحضارة المسيحية الا ماقيل عن محاكم التفتيش والحروب الصليبية ولا يعرفون من عبادة المسيحيين ورهبانياتهم وصلواتهم الا عيسى ابن الله والله تعالى ان يكون له صاحبة او ولد دون ان يعرفوا المعنى اللاهوتي للابن والتفريقات الفلسفية بين البنوة الازلية والبنوة البشرية الحادثة القائمة على التناسلات الجنسية
والمعلوم اخلاقيا وحضاريا وعلميا ان نقل المعلومة بهذه الصورة المشوهة الى الشباب في المؤسسات الاكاديمية والمدارس والكتب والمجلات والمحاضرات يتنافى مع ابسط قواعد الامانة العلمية والموضوعية واخلاقيات النقل العلمي والتاريخي .
على هذه المعلومات المزورة والمحورة نشئنا اطفالا وشبابا غير ان خلايا الانسان الاستيعابية عندما تمتلئ بالمعلومات والتعاليم والصور لابد ان تخرج عن سياجها الاصطناعي الذي تصنعه التربية العقائدية حولها فذات مرة وانا افكر في مقولة اسلامية اطلقها العلامة ابن تيمية ردا على خصومه الاشاعرة والمعتزلة الذين يؤلون الصفات الواردة في القران لله تنزيها له عن الجوارح والآلات البشرية فيقولون اليد التي وردت في القران بمعنى النعمة
والعين بمعنى القدرة والوجه بمعنى الملك والقدم والساق بمعنى الامر العظيم والنفس بمعنى الذات
والقلم بمعى النظام والعرش بمعنى الكون الخ بينما يذهب العلامة ابن تيمية وانصاره من اهل الظاهر الى اثبات كل هذه المعاني على الحقيقة دون تاويل فيقولون
يد تليق بجلاله ليست كايدي كل المخلوقين
ووجه يليق بجلاله ليس كوجوه المخلوقين وهكذا فرحت اتساءل ولماذا لا يكون الابن الذ ي تتحدث عنه المسيحية ابن يليق بجلاله ليس كابناء المخلوقين ؟ وليس كتصورنا البشري لمفهوم الابوة ولماذا كل هذا الانكار على المسيحيين وماذا لوقال مسيحي ولد يليق بلجلاله دون تشبيه ولا تمثيل ولا تعطيل ليس كمثله شيء وهو السميع البصير
ومن هنا وجدتني شيئا فشيئا اتقمص المسيحية وادافع عن الايمان المسيحي وكاني اقيم نفسي مقام مسيحي مفترض يدافع عن ايمانه وقيمه الدينية
الى ان وجدت احد الاخوة المصريين وبدات اساله عن اشياء في التعاليم المسيحية وبدا لي الولد في غاية الادب والتسامح وان كانت اجوبته لم تشف غليلي لانه غير ملم بالكثير من التفاصيل وذات مرة وقعت في يدي نسخة من الكتاب المقدس وبدات اقرا في العهد القديم في سفر التكوين 1 (فِي الْبَدْءِ خَلَقَ اللهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ. 2 وَكَانَتِ الأَرْضُ خَرِبَةً وَخَالِيَةً، وَعَلَى وَجْهِ الْغَمْرِ ظُلْمَةٌ، وَرُوحُ اللهِ يَرِفُّ عَلَى وَجْهِ الْمِيَاهِ. 3 وَقَالَ اللهُ: «لِيَكُنْ نُورٌ»، فَكَانَ نُورٌ. )
سرت قشعريرة ايمانية في جسدي ووجدتني اتساءل ماهو روح الله الذي كان يرف على الماء في ذلك الازل السحيق وماذا تعني جملة (وقال الله )
رحت اقارن ذلك بلغة القران الميتة والمتناقضة التي جذرت في الامة روح التصادم والعبثية فالقران في سورة يونس يقول (يونس) إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الأَمْرَ مَا مِن شَفِيعٍ إِلاَّ مِن بَعْدِ إِذْنِهِ ذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ
في الوقت الذي يقول في سورة فصلت قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ 9 وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاء لِّلسَّائِلِينَ 10 ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ 11 فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاء أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ فاذا كانت الارض نقطة صغيرة جدا في هذا الكون خلقت في يومين +يومين = اربعة ايام والسماوات بكل ملكوتها خلقت في يومين فهذه هي اللغة المتناقضة و غير المنطقية التي اورثت امتنا البلادة العقلية هذا واحد من التبريرات التي اطلقها المفسرون للدفاع عن الاية والا فمنطق اللغة يقتضي ان تكون الارض خلقت في يومين + اربعة ايام للرواسي ومباركة الاقوات = ستة ايام + يومين للسماوات = ثمانية ايام وهذه الغفلة البشرية تناقض بشدة الايات التي في سورة يونس وتؤكد لنا بشرية القران
ثم واصلت القراءة حتى بلغت قوله
فَأَوْقَعَ الرَّبُّ الإِلهُ سُبَاتًا عَلَى آدَمَ فَنَامَ، فَأَخَذَ وَاحِدَةً مِنْ أَضْلاَعِهِ وَمَلأَ مَكَانَهَا لَحْمًا
فسرت قشعريرة اخرى في جسدي انه يتحدث عن التخدير كما يفعل الاطباء اليوم قبيل العمليات الجراحية
مضت ايام وانا اتقمص المسيحية وذات مرة سمعت في منتصف الليل كنت استمع الى بعض المواعظ المسيحية فلفت انتباهي تلك الصلاة التي يرددها المسيحيون دائما
(باسم الاب والابن والروح القدس اله واحد امين )
وطالما سمعت هذه الكلمات ولكن هذه المرة بدات اتذوقها بطريقة اخرى وكانني لاول مرة اسمعها فهي بعد ذكر الثالوث القدوس تحدثك عن اله واحد وهذا شيء يدعو الى الكثير من التامل الروحي فلا تستطيع فهم العبارة مجزاة عن كلية المقتضى المنطقي ولا خارجة عن سياق النص العظيم الذي تستشف منه حديث عن اصل ابوي باثق وابن ازلي يجمع الحقائق الناسوتية واللاهوتية ليقود الناسوت إلى اللاهوت ويقرب المفاهيم اللاهوتية من العقل البشري المحدود ويكون قادرا على ادخال التجليات النورانية في النفوس البشرية واذا اضفنا الى ذلك فلسفة الفداء بكل ماتعنيه من اشراقات الحكمة الربانية التي تهذب طبائع النفوس وترمز الى معاني المحبة الالهية والوحدة البشرية فالمسيح يموت على الصليب ويقاسي الالم ليفتدي الناس كل الناس الغني والفقير الابيض والاسود الذكر والانثى ثم كانت معجزة القيامة لتبين للناس عظمة الرب المسيح وامكانية النشور وتحقق الفداء وانتصار الخير على الشر كما تحمل تلك العبارة العظيمة دلالة على قوة جبارة هي الروح القدس الذي ينبثق من ذلك المركز الاقدس وكل هذه عبارة عن تجليات
للاله الواحد العظيم الرب المثلث الاقانيم وللوهلة الاولى بدت لي هذه العبارة اكثر توحيدا وتنزيها وتعظيما من تلك التي كنت ارددها اليا في اليوم اكثر من الف مرة لااله الا الله فهي اقرب الى الشعارات الدعائة منها الى الصلوات الروحانية والتمجيدات الالهية بل وتسقط بالايمان الالهي الى مستوى تنافس المخلوقين على السلطة والجاه وتجعل الاله اشبه بزعيم قبلي لا اكثر اضافة الى ركاكة المعنى وسماجة الصيغة المجذرة للدكتاتورية والاستبداد لان المؤمنين يتقمصون شخصية الاله الذي يعبدونه كما يقول علماء النفس ولعل هذا مايفسر الاستبداد والظلم في البلاد العربية والاسلامية اضافة الى انعدام الغاية والبعد الاخلاقي من الصيغة وقد ولد هذا خلافا داميا بين رجال الدين خرجوا بها عن معنى الوحدانية الى معاني سفسطائة وسياسية فبعضهم يفسرها بـ لا موجود في الكون الا الله
وبعضهم يفسرها بـ لا معبود بحق الا الله
وبعضهم يفسرها بـ لا حاكم ولا حكم الا لله
وهنا وجدتني فجاة وحيدا انشد التدخل الالهي للرب المسيح كي ينتشلني من اوحال الوهم وعذابات الجسد الى انوار الحقيقة وعذوبة التناغم الروحي
وها انا اليوم وبرغم ما فعله بي اقرب الناس الى احمل لهم المحبة واصلي من اجل خلاصهم وان يغفر الله خطاياهم في حقي لانهم مافعلوا افاعيلهم الا ظنا منهم انهم يخدمون الله
بعكس ماكنت احقد على معظم البشرية والكثير منهم يشاركونني في مقولة لا اله الا الله هذه
لقد علمتنا تلك العقيدة للاسف الشديد الحقد حتى على بعض الحيوانات فكنا نحقد على الخنزير
والفارة والكلب الاسود والغراب والوزغة التي كنا نتسابق على قتلها لنحصل على مائة حسنة عند الله حسب تعاليم الاسلام واليوم اقدم اعتذاري عن نفسي وكل من امن معي بالمسيح لكل هذه المخلوقات وكل اخواننا البشر ونعتذر لاخواننا في السلطات الامنية اليمنية على ما تسسبنا لهم فيه من ازعاج واحراج بسبب اصرارنا على الايمان فهذه اجسادنا واموالنا افعلوا بها ماشئتم واما ايماننا بالمسيح ربا ومخلصا فقرار ازلي لم اختره بقدر ما اختارني ولم اسع اليه بقدر ماوجدته ينبثق من كياني ينابيع اشرقت بها شموس المحبة والمعرفة والحكمة
قد تستطيع ان تعذب خروفا او ان تذبحه ولكنك لا تستطيع ان تمسخ طبيعته الكونية فتجعله خنزيرا او ارنبا
ولكنني ادعوكم ان تعودو الى ادميتكم الاولى بعد ان تحرروا من تلك الاغلال فلن تستطيع ان تستفيد من النور اذا كنت مصرا على اغماض عينيك .
اخوكم / مختارالرب
http://lovelibya.com/
تعليق