إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

يثرون - حمو موسى

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • يثرون - حمو موسى

    الكاهن يثرون في الكتاب المقدس

    في بداية حديثه عن تاريخ العرب يقول جورجي زيدان [1] أنه ليس هناك أسقم من تاريخ العرب قبل الإسلام وقد علل ذلك أنهم أرادوا محو مفاخر الجاهلية واقامة مجد الإسلام مكانها فلم يذكر المؤرخين إلا ما تحويه من أخبار قوم خالفوا أنبياء الله فاستحقوا غضبه .

    وفي دراستنا لتاريخ العرب الكتابي [2] اكتشفنا أن الكتاب اليهود والمسيحيون سلكوا نفس الشيء مع رجال الكتاب المقدس , فأنكروا عليهم صفات إيجابية كثيرة ولم يصفوهم الا بكل ما هو سلبي, وعلى سبيل المثال ...




    إسماعيل ابن ابراهيم البكر, وكذلك أيوب النبي العربي وأيضا يثرون الكاهن موضوع هذا البحث.

    فلماذا هذا الإنكار هل لإثبات أحقية إسرائيل في حمل المشعل للأمم وأحقية دعوتها بأنها شعب الله المختار ؟
    ‍ إذا نظرنا للأمر بهذه الطريقة نكون قد نسبنا فضل لمن لا يستحق. فالله لم يختر إسرائيل لأنها تستحق , أو لأنها الوحيدة التي تعرف الرب الإله.

    ولكن الله اختار بنعمة كاملة ابراهيم الذي من أورالكلدانيين ودعاه لهذه المأمورية العظمى دون أن يكون هناك فضل لشخص في ذلك, وفي عصر ابراهيم كان هناك من يعرف الرب الإله غيره, وعلى سبيل المثال كان هناك ملكي صادق ( تك 14 : 18 ) وكان أيضا سام بن نوح لا يزال حيا. فعبادة الله كانت موجودة في هذا الوقت.

    وعندما اختفت عائلة يعقوب في أرض مصر بضعة مئات من السنين لم يترك الله نفسه بلا شاهد,فبرز في هذا الوقت أيوب الذي كان كاهنا لله وكان نورا له بين الأمم حتى وسط الألم , وفي رأيي أن هناك كانت قبائل كاملة كانت تعبد اله ابراهيم مثل تيمان على سبيل المثال الذي كان أميرها أليفاز بن عيسو والذي تغني في سفر أيوب بعظمة الله وقدرته على الرغم من كونه أخطأ في بعض الحق, ولكن هذا الخطأ يؤكد عبادته لله لا ينفيها. ولا ننسى دور إسماعيل وقبائل الاسماعليين التي احتفظت بعضها بعبادة الآباء وعبدوا الله اله ابراهيم.
    لتمر الأيام, وتقترب أيام خروج شعب إسرائيل لتمارس دورها الذي وضعه على عاتقها الله لتكون نورا له بين الأمم, وقبل هذا الخروج بسنوات كان هناك في أرض مديان كاهن أسمه يثرون. المعنى اللغوي لاسم حمو موسى لفظه حمو موسى أطلقت في الكتاب المقدس على ثلاث أسماء مختلفة :-

    أولا: يثرون (خروج 18:1) ومعناه صاحب السعادة[3]

    ثانيا: رعوئيل (خروج2 :18) ومعناه صديق الله أو راعي الله.

    ثالثا: حوباب (عدد 29:10) ومعناه محبوب. ويقول جواد على[4] في تعليله لكثرة الأسماء.

    أنه يبدوا أن خطأ قد وقع في كتابة الاسم الثاني أو الأول , ولهذا صار رعوئيل في سفر الخروج وحوباب بن رعوئيل في سفر العدد ويرى بعض الباحثين أن كلمة يثرون ليست اسم علم له وإنما هي كناية عن وظيفته وهي الكهانة فقد اكن كاهنا في قومه والكاهن هو يثرو في بعض اللغات العربية الجنوبية, وأما اسمه فهو رعوئيل أو حوباب بن رعوئيل, ويبدوا أن يثرون له علاقة ببني القيني ويظهر أن بني القيني هو فرع من فروع مديان. وبالطبع نحن نثق في عصمة الكتاب المقدس ونثق أنه لم يقع أي خطأ ولكن بدراستنا للعادات السائدة في ذلك الوقت نستطيع أن نفسر سر وجود ثلاث أسماء, ففي دائرة المعارف الكتابية [5]يعطي بعض الاقتراحات التي تعلل وجود أكثر من اسم نوجزها فيما يلي:-

    (1)الأسماء الثلاثة - رعوئيل ويثرون وحوباب- هي أسماء لرجل واحد, وهو بتنافي مع ما جاء في سفر العدد (10: 29) من أن حوباب هو ابن رعوئيل.

    (2)كان رعوئيل حمو موسى, أما يثرون وحوباب فكانا صهرين له.

    (3)إما أن رعوئيل كان إسما آخر ليثرون, أو أن حوباب كان اسما آخر ليثرون.

    (4)كان رعوئيل أبا لحوباب ويثرون, وأن يثرون كان حما موسى, وأن كلمة أبيهن في الإصحاح الثاني من سفر الخروج 2 :8 تعني جدهن. وترجح دائرة المعارف الرأي الأخير.

    ولكن كاتب البحث يرى أنه إذا كان يثرون ( صاحب السعادة) هو مجرد لقب وهو سائد في بعض اللغات القديمة فيكون هذا هو لقب حمو موسى وليس أسمه الفعلي, أما رعوئيل فهو اسم حمو موسى الذي هو كاهن مديان . وهذا الرجل تقابل مع موسى في خروج 18 وصرفه موسى بعد انتهاء الزيارة, أما حوباب فهو صهره.

    ونلاحظ أن الكتاب لم يصف حوباب بن رعوئيل بأنه كاهن مديان , بل وصفه موسى بأنه أحد خبراء الصحراء -دليل- ويستطيع أن يكون عينا للشعب, وبهذه المواصفات هو شخصية أخري غير تلك الشخصية التي تكلم معها موسى في خروج 18, فالشخصية الأولى هي شخصية كاهن , حكيم, مقدم ذبائح لله ومعلم لشعب إسرائيل عن كيفية تقديم الذبيحة , وهو ناصح لموسى.

    آما الشخصية الثانية فهي شخصية خبير بالصحراء وعين من العيون. الشخصية الأولى رجعت إلي أرضها والشخصية الثانية بقيت مع موسى( قضاه 11,17:4) وبالتالي تكون النتيجة أن يثرون هو لقب كهنوتي للكاهن رعوئيل حمو موسى, وحوباب هو صهر موسى الذي كان من عادة تلك الأيام أن يلقب أيضا بحمو موسى.

    يثرون بين المديانيون والقينيون

    يصف الكتاب المقدس يثرون بأنه كاهن مديان ( خروج1:18) كما أنه يوصف بأنه نم بني القيني (قضاة16:1) وكونه من مديان فهذا يوقعنا في بعض التساؤلات في علاقة شعب إسرائيل بالمديانيين, فيحدثنا سفر العدد عن حالة عداء واضحة بين ملوك مديان وإسرائيل انتهت بحرب كبيرة مات فيها الكثير من ملوك مديان فكيف نفسر ذلك العداء رغم وجود النسب بين يثرون كاهن مديان وبين موسى. كما كيف نفسر انتماء يثرون للقينين بينما هو كاهن مديان؟

    أولا : المديانيون

    مديان كلمة سامية [6] ومعناها نزاع أو خصام, وهو اسم الابن الرابع لإبراهيم من زوجته قطوره(تكوين 2:25) وهو ضمن الأبناء الذين صرفهم ابراهيم مع سرارية في حياته حتى لا يرث مع أسحق ابنه ويقول أنه صرفهم إلي أرض المشرق.

    فمديان هو أحد المتعربين والمتبدين في المشرق [7] ويقول طوني معلوف أن في سفر القضاة يجمع الكاتب بني المشرق بين مديان وعماليق. موقع أقامتهم في تكوين 35:36 " ملك أدوم كسر مديان في بلاد موآب" تكوين 25:37 حصل تزاوج كبير بين الاسماعيليين والمديانيين وعملوا كطبيعة العرب في التجارة وكانوا متجهين من البادية إلي مصر. خروج 2:3 أرض مديان ملاصقة لأرض مصر من جهة الشرق في تكوين 6:25 يصفها الكتاب أنها أرض المشرق, وهو مكان عام قد يكون شرق نهر الفرات وقد يكون جنوبا في شبة الجزيرة العربية [8] يوسيفوس[9] ذكر أنها تقع على ساحل البحر الأحمر أي خليج العقبة. في قضاة 4:6 يذكر أنهم في غزة ووادي يزرعيل في غرب الأردن الاستنتاج ( هل يمكن أن نحدد موقع ثابت لهم) من الواضح أنهم شعب كثير ويمكن أن يكونوا اتحاد قبائل مختلفة تحت مسمي مديان , وهذا واضح أن في عهد موسى كسر خمسة ملوك من ملوكهم فليس لهم ملك واحد ولكن لكل موقع ملك , وربما أن عملهم في التجارة مع الاسماعيليين جعلهم كثيري التنقل كعادة البدو بصفة عامة لذلك تحديد موقع ثابت لهم من الصعب لأنهم هم أنفسهم لم يثبتوا في موقع.

    علاقة يثرون بهم

    من الصعب استنتاج هذه العلاقة والكتاب لم يوضح علاقته بهم بصورة واضحة, فعلى الرغم من أن يثرون هو كاهن لمديان إلا أن بالاق لم يلجأ إليه بل لجأ إلى بلعام , ربما لأنه يعرف صلة النسب بين موسى ويثرون, ولكن صلة النسب هذه لم تجد المبرر لكي يسكت المديانيين عن إسرائيل ولكن نجد هنا العداء واضحا.

    وبالمقابل نجد في سفر العدد الأمر الإلهي " ضايقوا المديانيين واضربوهم " فحارب بنوا إسرائيل المديانيين وهزموهم وقتلوا ملوك مديان الخمسة كما قتلوا بلعام بن بعور بالسيف (عدد 31 : 1-12) وهنا يجدر بنا ملاحظة أن لم يذكر الكتاب أبدا أنهم بهذا العمل أساءوا إلي يثرون , الذي كان على علاقة حسنة مع إسرائيل بشهادة استمرت سنين عديدة لدرجة أن شاول الملك شهد أنهم أحسنوا إلى إسرائيل بعد عدة قرون على الرغم أن يثرون كان كبيرا في قومه آلا أنه لم يذكر ضمن المكسورين من مديان.

    ولم يذكر أنه شارك معهم في أي شئ. قبل هذه الحادثة كان موسى قد طلب من حوباب بن رعوئيل أن يعيش معهم , فهل اندمجت عائلة حوباب بن رعوئيل مع شعب الله وبالتالي شاركوا في الحرب ضد قومهم ؟! الاستنتاج السابق ينفيه أن يثرون رجع إلي قومه في إصحاح 18 من سفر الخروج . لهذا يجدر بنا أن ندرس الشعب القيني الذي قيل أن يثرون منهم قبل أن نستنتج بعض الأمور .

    ثانيا : القينين

    وعلى الرغم أن تتبع أثر القينين في الكتاب المقدس يرجع بنا إلي ما قبل ابراهيم بكثير إلا ان الشعب الأشمل هو شعب مديان, فالمعتقد أن شعب مديان كان يعيش داخله القينيون[10] .

    فما هو أصل القينيون؟ . ربما يرجه القينيون إلي قينان وهو اسم سامي معناه مقتني [11]وقينان قد يكون قينان بن آنوش ( تكوين 5: 9-14) وقد يكون قينان بن أرفكشاد(لو 36:3) . ويصف الكتاب آنوش أبو قينان أنه ابتدأ يدعوا باسم الرب , فهل هذا يوضح سر كهنوت يثرون , وخاصة أنه من المعروف عن هذا الشعب حفظه الشديد لتقاليد الآباء[12]. والقيني معناه الحداد ويطلق على كل صانع والقينيون هم إحدى القبائل التي تعيش في كنعان أيام ابراهيم ( تكوين 19:15) . واندمج القينيون مع الشعب ويبدوا أنهم دخلوا في العهد مع الشعب, وهذا من الأسباب التي فصلتهم عن المديانيين بسرعة , فلم نسمع أنهم دخلوا في حرب مع إسرائيل بل عندما أراد شاول أن يحارب عماليق طلب من القينيين أن يخرجوا من وسطهم , وفي قضاة 11:4 نقرأ عن ياعيل زوجة حابر القيني وهي تقتل سيسرا عدو الشعب الإسرائيلي وقي سفر أخبار الأيام الأول 55:2 يجمع بين القينيين الخارجين من حمة أبي بيت ركاب وبين سبط يهوذا الذي اندمجوا فيه, كما يجمع داود بين القينيين وسائر سكان جنوبي يهوذا ( 1صم 10:27) ويذكر أرميا النبي أن الركابيين كانوا يحتفظون بعوائد أبائهم البدوية إلى أيام السبي البابلي ( أرميا 32: 1-19). لذلك نستطيع أن نقول أن يثرون كان قيني يسكن وسط مديان, لم يكن مديانيا القلب ولكنه كان قيني ذو المواصفات الخاصة والعبادات الخاصة, المتوارثة من الآباء.

    ثالثا : العلاقة بين الشعب و المديانيين

    يقول بولس الفغالي[13] " نقرأ أن موسى عين قضاه بناء على نصائح حميه يثرون. يحكمون في الأمور البسيطة ولا يرفعون إلى موسى الا كل أمر عظيم. ونشير أيضا إلي أن الكاتب جعل خبر بني مديان بعد خبر عماليق , ليدل على نوعين من العلاقات بين بني إسرائيل وجيرانهم. عداء دائم مع عماليق ( 16:18) وصداقة دائمة مع المديانيين . ولكني أرى غير ذلك , فأنا أرى أن الكتاب وضع مديان وعماليق في كفة واحدة والتاريخ اليهودي ينبئنا عن معارك طاحنة بين الفريقين الإسرائيلي والمدياني . حتى أيام موسى نفسه. وبسبب إسرائيل اختفت مديان تماما عن الوجود بعد سفر القضاة . لذلك علينا أن نفرق بين المديانيين والقينيين . فالأخيرة كانت قرية صغيرة تعيش وسط مديان وبعد أن صاهرت شعب الرب من خلال نبي الله موسى صارت تسكن وسط إسرائيلي , فإذا تتبعناها زمنيا رأينا أنها في صداقة كاملة وتامه مع الشعب. وعلى الرغم من احتفاظها بطابعها العربي البدوي الا أن هذا لم يمنعها بالبقاء تحت العهد الإسرائيلي طول الوقت. وقد استفاد القينيين من اليهود فبقائهم تحت راية إسرائيل ساعدت على بقائهم طوال هذه الفترة بينما اندثر الشعب المدياني عن الوجود - الشعب الأقوى والأكبر -قبلهم بقرون طويلة. واستفاد أيضا الإسرائيليون من القينيين في أنهم تعلموا أشياء كثيرة , فالبعض يرجح أن الحية النحاسية صنعها حوباب بن رعوئيل أو من بيته إذ أنهم يشتهرون بأنهم صناع مهرة[14] . وقد زاد بعض المفسرين عن ذلك بأن قالوا أن موسى تعلم اسم الله منهم وسوف نناقش هذا الأمر بأكثر تفصيلا عندما نناقش كهنوت يثرون . ولكن موسى بالتأكيد تعلم من يثرون النظام القضائي ( خروج 18) ومن حوباب استفادوا بخبرة الصحراء (عدد) واستمرت العلاقة الجيدة بين قبيلة القينيين ودولة إسرائيل حتى السبي .

    يثرون كاهن مديان

    في كثير من المراجع العربية والمترجمة[15] ينكرون أن يثرون كاهن لله ويؤكدون وثنيته ولكن انقسموا فريقين عند الإجابة على هذا السؤال وهو هل استمر يثرون على وثنيته بعد أن سمع كلمات موسى ؟! . فيقول ر. أ. هارلوا على سبيل المثال " .. وحيا موسى يثرون بكل ما فعل الرب للعبرانيين, فاعترف يثرون بأن الرب هو أعظم من كل الآلهة . وهذا لا يعني أن يثرون آمن بالرب . إذ في نهاية الإصحاح انصرف عائدا إلي أرضه . ولم تكن حتى تقدم ذبيحة المحرقة(خر18) لتصبح دليلا على أنه وضع ثقته على الإله الواحد والحق"[16] ؛ أما بولس الفغالي فهو أقل تشددا مع تأكيده بوثنية يثرون فيقول " وقوله أن أخبر موسى حماه بكل ما صنعه الرب تعتبر أول كرازة لغير أبناء الشعب وتكون النتيجة أن نسمع فعل الإيمان تبارك الرب .. وبما أن يثرون صار من المؤمنين بالله فله الحق أن يقدم الذبيحة وسيشاركه الشيوخ في ذبيحته. " [17] هذا نموذج من أراء بعض المراجع العربية والمراجع المترجمة , ولكن هناك أراء اتخذت النقيض من هذا الموقف , فيحدثنا آلان كول [18]عن بعض المفسرين أنهم يعتقدون " أن موسى تعلم وعرف, ليس اسم الرب فحسب, بل كثيرا من طرق عبادتهم , وذلك من قريبة المدياني , وهكذا يفسرون بسهولة الحقيقة المحيرة في أن يثرون كان يقود الصلاة في هذه المناسبة ..ليس كمؤمن جديد بل بصفته كاهنا ومعلما معروفا " وهكذا صار هناك فريق إلي أقصى اليمين وفريق إلي أقصى اليسار.

    وان كان التفسير الأول هو الأكثر تداولا مع اختلاف النهاية التي انتهي إليها يثرون من أيمان أو استمرار وإصرار في الوثنية. رأي كاتب البحث في الرأي الأول وهو الرأي الذي يؤكد وثنية يثرون قبل أن يسمع ما عمله الله في مصر ويشكك في أنه قبل الأيمان بعد هذا, وأضع هذه الحقائق. وكاتب البحث لا يرى أي مانع في أن يكون يثرون كاهنا لله العلي وليس كاهنا وثنيا كما يرى البعض, بل هو الأقرب إلي المنطقية والأدلة على هذا الرأي هي :-

    (1)ليس هناك أي مانع أن يكون هناك كاهن لله العلى خارج عن عائلة إسرائيل, وبالذات في تلك الحقبة التاريخية التي فيها إسرائيل كان مستعبدا في أرض مصر, ففي سفر أيوب نجد ممثلين عن خمس قبائل نعبد الرب الإله.[19]

    (2)في عهد إبراهيم كان هناك كاهن لله العلي }ملكي صادق{ وهو لم يكن ضمن شعب إسرائيل الذي لم يكن قد وجد بعد , وأيضا كان أيوب يقدم الذبائح ككبير العائلة وهو عربي من أرض عوص. فالحالة ليست فريدة.

    (3) لم يكن اسحق وحده يعبد الرب من عائلة ابراهيم بل كان هناك أيضا إسماعيل [20] وإسماعيل خرج من صلبه اثني عشر رئيس( تك 16:25) فإذا بقى بعضهم على أيمان إسماعيل وبالتالي على أيمان ابراهيم يكون من المناسب جدا أن يكون هناك كاهن للرب في تلك القبائل.

    (4) أسم رعوئيل ومعناه صديق الله يشير بقوة إلي طبيعة أيمان يثرون ويؤكد نوعية حياته.

    (5) لم يذكر الكتاب المقدس ولا مرة واحدة أن يثرون ذبح لآلهة أخرى , وعلى مدار تاريخ الكتاب المقدس لم يذكر الكتاب حالة واحدة ذبح فيها شخص ما لله ولآلهة أخرى في نفس الوقت . فالله لا يحب من يعرج بين الفرقتين.

    (6) من الواضح أن موسى كان صديقا ليثرون وكان يفتح قلبه له, ويخبرنا الكتاب المقدس في خروج 18 :8 " فقص موسى على حميه كل ما صنع الرب بفرعون والمصريون من أجل إسرائيل وكل المشقة التي أصابتهم في الطريق فخلصهم الرب". ولو كان يثرون كاهنا وثنيا لتحفظ موسى في الكلام , ولكن من الواضح أن مادة الحوار وهي عن الله معروفة لكليهما , فهي ليست كرازة ولكنها مشاركة في الاختبار وفي الإيمان.

    (7)كان موسى يقص على يثرون قصة مواجهه بين الله والهه المصريين وانتصار الله على كل آلهة المصريين, ويخبرنا الكتاب أن يثرون فرح (خروج 18: 9) ولا يفرح إنسان إلا إذا انتصر الفريق الذي يشجعه.

    (8)قول يثرون " قد علمت الآن " خروج 9:18 ليس معناه معرفة جديدة ولكنه اختبار جديد لمعرفة سابقة وقد سبق أيوب فقال " قد علمت أنك تستطيع كل شئ أيوب 2:42 وكان أيوب يعلم الرب جيدا قبل أن يقول هذا الكلام.

    (9)في بداية حياة موسى في أرض مديان وهو هارب من أرض مصر كانت طبيعته فيها رعونة, إذ سرعان ما قتل المصري, فكيف يعيش موسى أربعين سنة مع رجل وظيفته هي تقديم العبادة للأوثان وهو العبراني المتعصب, بل ويكون هذا الشخص نسيبه.

    (10)عندما خرج موسى للقاء فرعون أرجع زوجته وأولاده ليكونوا في عهدة ذلك الرجل, فإذا كان وثنيا فكيف يحمله أمانة رعاية أولاده.

    (11)في خروج 12,13:18 يقود يثرون الصلاه , فإذا أخذنا بالرأي القائل أنه مؤمن جديد فلا يستطيع أن يقود يثرون الصلاة لشعب كامل , أما إذا كان وثني فكان موسى أول من يمنعه .

    ولكنه كاهن قديم متمرس في تقديم الذبائح لله.

    رأي كاتب البحث بالنسبة للرأي الثاني

    وهو الرأي القائل أن موسى تعلم من حميه كل شئ حتى أسم الله نفسه .

    (1)مشكلة موسى الأساسية تعصبه لشعب الرب , وهو من أسرة كهنوتيه ومرضعته كانت أمه يوكابد فكيف يكون جاهلا باسم الرب.

    (2)قد ( علمت خر 9:18)[21]تنفي أن يثرون هو مصدر المعرفة بالنسبة لموسى كما لا تؤكد حداثة المعرفة بالنسبة ليثرون.

    (3)نجد في العليقة (خر 3) المعرفة الكاملة لموسى عن الله , والرسالة أخذها من الله مباشرة بدقة كاملة.

    (4)سماع موسى لنصيحة يثرون في خر18 هي مجرد تنظيم جيد لاحتياجات الشعب, ولكنها لا تعني أن يثرون هو الملقن لموسى في جميع الأمور .

    و على الرغم من قناعة كاتب البحث أن يثرون كان كاهنا لله العلي في مديان قبل أن يتعرف على موسى إلا ا،ه بعلاقته مع موسى نتجت عنها بعدا أعمق في العلاقة مع الله, فأضاف الي معرفته به الكثير والكثير من المعرفة.

    إذ كان ينقصه في علاقته مع الله شئ هام وهو الاحتكاك الشخصي. وهو ما سمعه من أخبار موسى فازداد عمقا بالرب الإله. لقد تعلم موسى بالفعل من يثرون , ولكنه تعلم النواحي الطقسية التي كان هو وهارون يجهلونها لعد ممارستهم لها من قبل ، على سبيل المثال كيفية تقديم الذبيحة. فتعلم هارون واللاويين ما ينبغيأن يفعلونه بعد أن رأوا يثرون يفعله لأنهم كانوا بين شعب وثني. تعلم موسى من يثرون طرق القضاء, فهو كان في سبيل تأسيس دولة جديدة وإذا كان موسى قد تعلم بكل خبرة المصريين في الأربعين سنة الأولى من حياته إلا أنه سوف يحكم شعب من البدو الرحل , وليس من الحضر المستقرين مثل المصريين, لذلك الخبرة التي تلزمة هي خبرة رجل يعيش وسط شعب متماثل في الظروف وهو يثرون. تعلم موسى من حوباب بن يثرون فن التعامل مع الصحراء والخبرة في التعامل مع هذه الأرض الصعبة , وعلى الرغم أن موسى علش راعيا للغنم أربعين سنة إلا أنه لا يزال الى خبرة رجل مثل حوباب .

    أوجه الفرق بين كهنوت يثرون وغيره

    في الكتاب المقدس يوجد كثير من الكهنة الذين كانوا مخصصين لعبادة الله الحي منهم نوح وابراهيم وملكي صادق وأيوب ويثرون وعائلة سبط لاوي. وقبل أن نعقد المقارنة بين هذه الخدمات علينا أن نعرف معنى الكلمة

    (1)خدمة الكاهن [22]الكاهن في دائرة المعارف هو الشخص المعين للقيام بالخدمات الدينية وبخاصة تقديم الذبائح على المذبح والعمل وسيطا بين الناس والله , والكلمة التي تعبر عن هذا الخدمة في العبرية هي كهن كما في العربية.

    (2) مقارنة بين كهنوت يثرون وبين بعض الكهان في العهد القديم * بين كهنوت ملكي صادق وبين يثرون ملكي صادق كاهن ساليم ( أورشليم) - بلا أب ولا أم ( بلا بداية ولا نهاية - أعظم من إبراهيم إذ عشر له إبراهيم طالبا منه البركة. - استقبل ابراهيم المنتصر مقدما له الذيائح - كان بالنسبة لإبراهيم ممثل الله - بقي كاهنا الى الأبد - قدم إليه لاوي العشور والقرابين وهو في صلب إبراهيم عب 9:7 من بني القينين . وكهنوته محدود موسى أعظم منه إذ أنه دخل في العهد تحت قيادة موسى استقبل موسى أيضا مقدما الذبائح له هو والشعب الاسرائيلي كله كان بالنسبة لإبراهيم المعلم والحكيم . أنتزع كهنوته من نسله متنازلا عنه لسبط لاوي بدخول ابنه حوباب العهد الاسرائيلي هو وبني القينين كلهم. قدم للآوي العشور في خيمة الاجتماع بعد أن صار واحدا من الشعب ووظيفته خبير بالصحراء يثرون (صاحب السعادة) رعوئيل كان مديان

    جدول مقارنة رقم 1 ·بين أيوب ككاهن وبين يثرون أيوب -

    خارج نطاق شعب اسرائيل(عربي) - لم يدخل في العهد الإسرائيلي - كاهن باعتباره كبير أسرة - شفيع ووسيط لأصحابه لدي الله وهو رجل بار - تعلم عن الله أكثر من خلال بوتقة الألم - خارج نطاق اسرائيل (عربي) - دخل العهد الإسرائيلي ففقد كهنوته. - كاهن له العلي على بلده في مديان ( كواحد من كهنة على آلهة كثيرين ) ولكنه متميز بأنه كاهن لله العلي - حكيم وقاضي ومعلم - تعلم عن الله أكثر من خلال سماعه لاختبارات موسى مع مصر يثرون

    جدول رقم 2 × بين يثرون ولاوي × لاوي × كاهن بحسب رغبة الله وتعيينه له × استمر كهنوته حتى انتهي بميلاد المسيح الكاهن الأعظم على رتبة ملكي صادق. × ابطل كهنوته بعد أن ثبت فشله عندما جاء الأسد الخارج من سبط يهوذا. × كاهن بحسب أيمانه بالله وسط شعوب وثنية تعبد العديد من الآلهة. × أبطل كهنوته بدخوله في العهد الموسوي(كهنوت غير متوارث أو ممتد) × عاش وسط يهوذا طوال عمره وهو ذو سمعة حسنة طوال عمره حتى أرميا 35: 2-6 × يثرون × جدول مقارنة رقم 3 يثرون ملكي صادق أيوب لاوي المنطقة التي مارس فيها كهنوته مديان(شرق سيناء) أورشليم عوص اسرائيل أصله العائلي من بني القيني ليس مدون له أصل ولا نسب عربي,ربما من أصول اسماعيليه إسرائيلي من نسل يعقوب بن إبراهيم امتداد كهنوته انتهي بدخوله في العهد الإبراهيمي بواسطة بن رعوئيل حوباب غير معروف بدايته ولا نهايته انتهي بموته ظل في العشيرة وتوارث حتى انتهي بمجيء المسيح علاقته بإبراهيم أبو الآباء دخل في العهد الإبراهيمي متنازلا عن كهنوته سجد له إبراهيم وعشر له [فكان أعظم من إبراهيم] آخذا عن إبراهيم نور الأيمان وكهنوته شبيه بكهنوت إبراهيم ابن لإبراهيم القيمة الحقيقية للكهنوت واحد ضمن كثيرين, هو يكهن لله والآخرون كل واحد لآلهته كاهن الله العلي [فريد في كهنوته] كاهن بسبب أنه كبير العائلة ووسيط للأصدقاء وسيط للشعب لدى الله .

    وسيلة الكهنوت مذبح مذبح مذبح هيكل في خيمة أو داخل معبد المعنى الواضح من كهنوته معلم مبارك شفيع الثلاثة معا النتيجة التى انتهى أليها كهنوته دخوله العهد الإسرائيلي بركة وراحة لإبراهيم غفران لأصحاب داود شعور بالفشل والاحتياج وانتظار للمسيح الذي يحل كل المشاكل.

    المواصفات الشخصية ليثرون

    في الواقع أننا عندما نقرأ التفاسير الدارجة لسفري الخروج والعدد والتي في المكتبات العربية نجد أن هذا الرجل (رعوئيل وابنه حوباب) لم يأخذا حقهما, ولم ينظر إليهما بإيجابية في كثير من الكتب[23].

    وفي الواقع أننا إذا نظرنا في المواقع الثلاث الرئيسية من سفري الخروج والعدد والتي تتكلم عن رعوئيل وحوباب لوجدنا الكثير من المواقف الإيجابية لرعوئيل وحوباب. وإذا سرنا وراء القينيين عبر الكتاب المقدس لوجدنا المزيد والمزيد من الإيجابيات لتلك العائلة التي عرفت الله في ذلك الزمن المبكر. فماذا نجد عن رعوئيل الكاهن أولا : هو رجل إيمان ذلك الإيمان الذي نقرأ عنه في ثنايا الأعداد منذ بداية علاقته بموسى. الذي رضي أن يأخذ ابنته , والذي نشعر بتلك الصداقة الناشئة بينه وبين موسى . فكان موسى يجلس معه يحكي انتصارات الرب على اله الفراعنة فنجده يمجد الله. شعب إسرائيل يريد أن يقدم ذبيحة لله فنجده هو القائد والمعلم لتلك المبادرة. وعلى الرغم من إنكار بعض المؤلفين ذلك الإيمان فيقول هارلوا[24] "… هذا لا يعني أن يثرون آمن بالرب. ولم تكن حتى ذبيحة المحرقة لتصبح دليلا على أنه فعلا وضع ثقته على الإله الواحد…: فكيف نفسر الذبيحة المقدمة إذا وماذا نقول عن تمجيده لله؟ وماذا يعني تصريحه الرائع: قد علمت أن الرب أعظم من جميع الآلهة خروج 11:18 أليس هذا يدل على رجل يعبد الرب ويؤمن به ؟ ولكن فكرة أيمان شخص من خارج دائرة اسرائيل فكرة تقلقنا ودائما نستبعدها. وكان إسرائيل قد احتفظت بالله لنفسها , ناسين أن الله لم يترك نفسه بلا شاهد.

    وفي المشهد الذي فيه نشاهد رعوئيل يقدم الذبيحة أمام الشعب يشبهه ماكنتوش بتشبيه رائع فيقول "… أمامنا الآن منظر جميل , فقد اجتمعت كل الجماعة بانتصار أمام الرب وهوذا الأمم يقدمون محرقات وذبائح لله. ولكي يكون المشهد شاملا لكل طبقات المؤمنين نجد جميع الشعب كلهم في حفلة واحدة… وبالاختصار فإن أمامنا في هذا المنظر صورة جميلة رمزية عن الملكوت العتيد … ثم نرى أن المنظر أمامنا منظر يمثل ملكوت الألف سنة الذي يجمع كل طبقات شعب الله. فاليهود شهود لأمانة الله على الأرض ورحمته وقوته المتجهة إليهم . والأمم يقرءون في أسفار كتاب الله عن معاملتهم مع اليهود فيجدون فيها دروس نافعة " [25]

    ثانيا: رجل مشورة ونصح

    تلك المشورة التي تجلت عندما رأى رعوئيل موسى يقضي للشعب من الصبح الى المساء فيتعب ويتعب معه شعبه. وكانت نصيحته أن يعين القضاه الذين يقضون في الأمور الصغيرة ويتركون الأمور الخطيرة لموسى. وقد تجلت حكمة الرجل عندما أعطى لموسى وصفا للرجال الذين يستخدمهم فوصفهم " ذوي قدرة, خائفين الله, أمناء, مبغضين الرشوة"( خر21:18) ليس هذا فقط بل يقسم الشعب عليهم فيصير هناك رؤساء الوف ورؤساء مئات..الخ . وبهذا يقضون للشعب كل حين.

    وهو بهذا أعطى درسا في الإدارة لموسى ولنا أيضا , وبالفعل الكنيسة الناجحة هي الكنيسة التي يعمل فيها أفرادها جميعا وليست قاصرة على راعيها فقط, وحسنا وصف يثرون الأمر بأنه ".. لأن الأمر أعظم منك. لا تستطيع أن تصنعه وحدك"خر18:18. ولكن يثور هنا تساؤل, هل هذه مشيئة الله؟..

    يقول هارلوا

    .. اتبع موسى نصيحة حميه ولكنه لم يذكر قط أن موسى طلب إرشاد الله أولا. لقد زود الله موسى لكل ما يحتاج إليه. ولو كان محتاجا لمثل هذا العمل لكان قد أشار إليه, كانت مهمة موسى أن يعلم الشعب فرائض الله وشرائعه. وأدى تعيين ما يزيد عن ستين ألف قاضي الى نزول الشريعة المكتوبة. حين يعهد الرب إلينا بعمل يقوم بمنحنا القوة دون اللجوء إلي اتباع حكمة بشرية.

    [26] وقد أيد ماكنتوش[27] رأي هارلوا . ولكن لنقرأ الفقرة جيدا. في نهاية نصيحة رعوئيل قال لموسى تلك العبارة " ان فعلت هذا الأمر وأوصاك الله .. " وهو بهذا ينصحه أيضا أن يسأل الله قبل التنفيذ ومعنى أن موسى نفذ هذا الأمر أن الرب أيد هذا القول ورضي عنه.[28] فيثرون رجل مشورة ونصح ولأنه رجل إيمان لم يترك نصيحته تمر دون أن ينصح موسى بأن يستشر الله أولا. هذا عن رعوئيل أما حوباب ابنه فقد أراد أن يستفيد منه موسى ليكون عينا له في الصحراء, نظرا لخبرته الطويلة في هذا الأمر . ويعلق ماكنتوش على هذا الأمر قائلا " .. ماذا يحتاج موسى, عوضا عن الاتكال على الله لجأ لعيون حوباب. أليس يهوة وحده كافيا, ألا يعرف البرية ومنازلها وخفياتها . هل يضل بهم الطريق؟. ما هي وظيفة السحابة ؟ أليست هي أفضل من عيون حوباب؟.لماذا إذن يحتاج موسى إلى مساعدة البشر؟"[29] وهذا التساؤل نستطيع أن نرد عليه بأنه على الرغم من كفاية الله إلا أنه هو شخصيا أحب أن يكون للبشر دور. فهو يستطيع أن ينتصر على عماليق, ولكنه كلف موسى أن يرسل جواسيسه, فما دور الجواسيس والله فيه الكفاية. إننا بهذا المنطق لن نحاول أن نتقدم أو نكتسب أي خبرات في الحياة بدعوى قيادة الرب. نعم, ان الله رافقهم في السحابة , ولكن هم يحتاجون دائما إلي خبرات جديدة , والصحراء بالنسبة لمن عاشوا عمرهم كله في دلتا مصر يحتاج الى تعليم, والرب لم يرفض أبدا أن يتعلم الشعب خبرات جديدة, وفي علاقتنا مع الله لابد أن ترافق أيدينا القصيرة العاجزة أيدي الله القديرة في العمل. فمن نعمته أن يجعل لنا نصيب في العمل, وأنا أرى أن موسى على الرغم من أن كل كفايته في الرب ولكنه أراد أن يشرك حوباب العمل. فينضم الى اسرائيل لأنه مفيد وليس لأنه عاله. ولعلنا نذكر أن حوباب من بني القيني وكما قرأنا في دائرة المعارف أنه أبو كل صانع ومعنى أسمعه حداد [30] وفي الصحراء احتاج موسى في يوم من الأيام لرجل يصنع الحية النحاسية , فهل مد الله يده وصنعها له ؟ أم أن شخص يتقن العمل في المسبوكات النحاسية هو الذي عملها وهل هناك أقدر من شخص عمله الأصلي حداد؟![31].

    ونجد أن أسلوب موسى في الإقناع جعل حوباب يدخل ضمن العهد الإسرائيلي و منه خرج شعب القينيين الذين استمروا مع اسرائيل حتى السبي, وبعد أزمنة طويلة كانوا درسا وآيه استخدمها أرميا النبي لتعليم الشعب ( ارميا32: 1-19). ففي الله الكفاية ولكنه دائما يستخدم ضعفاتنا ومعلوماتنا القاصرة لمجده.

    ثالثا: الاحترام المتبادل بينه وبين موسى

    منذ بداية العلاقة كان رعوئيل هو الملجأ لموسى, وهو حماه الذي عهد اليه رعاية أغنامه. وعندما كلف موسى من قبل الله بأن يخلص شعبه, لم يترك موسى رعوئيل إلا بعد أن استأذنه في الانصراف, وعندما صرف صفوره زوجته أرجعها لتكون في رعاية أبيها, وعندما التقى من جديد برعوئيل جلس يقص عليه كل الأحداث, فهو شريك وصديق. رعوئيل يحترم قضية موسى ويشجعه وينصحه ويعلم شعبه كيف يقدم الذبيحة. ان الاحترام كان متبادلا بين الرجلين.

    رابعا : مربي فاضل

    إذا تأملنا في صفات صفورة أبنة رعوئيل نجد أن الرجل ربى ابنته تربية صالحة فكانت جديرة بأن تتزوج من رجل مثل موسى, فهي سريعة البديهة وبسرعة بديهتها أنقذت موسى من الموت المحقق من قبل ملاك الرب خروج 4: 18- 31 وأدخلت ابن موسى في العهد الإبراهيمي الأمر الذي لم يفكر فيه موسى. ونجد طاعتها عندما صرفها موسى إلي أبيها . وأيضا عندما ثارت مريم وهارون عليها (سفر العدد12) بل تركت الأمر لموسى[32] يتصرف فيه هو. هذا مثل ولكن نجد أن التاريخ يحكي عن أبناء مشرفين ليثرون طوال التاريخ الإسرائيلي . فهو مربي فاضل.

    ملخص واستنتاجات شخصية

    (1) رعوئيل (صديق الله) كاهن مديان وهو كاهن الله العلي في مديان.

    (2) كان رجلا حكيما وقاضيا وإداريا ناجحا ومربي فاضل .

    (3) آمن بالرب بالإيمان الذي وصله عن إبراهيم قديما وتوارث الأيمان حتى وصل له.

    (4) تزوج موسى من ابنته عندما كلف الله موسى بمهمة إخراج الشعب من أرض مصر وجد تشجيعا من رعوئيل.

    (5) علم يثرون الشعب كيف يقدم الطقوس والذبائح.

    (6) تعلم من موسى خبرات أكثر عن الله.

    (7) رجع رعوئيل الى كهنوته المدياني ولكن ابنه حوباب استمر وسط الشعب بتشجيع من موسى.

    (8) بقي بني القيني- حوباب- وسط الشعب حتى السبي محافظين على تراث وأفكار آبائهم

    (9) تلك العائلة كانت مثالا يحتذي به في الإيمان والحكمة والتمسك بتقاليد الآباء.

    [1] جورجي زيدان,تاريخ العرب قبل الإسلام.16

    [2] طوني معلوف, تاريخ العرب الكتابي ( المقدمة )

    [3] معاني الأسماء مأخوذة من قاموس الكتاب المقدس ,

    [4] جواد علي, الفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام جزء1 , 453

    [5] دائرة المعارف الكتابية جزء3 (ح-ذ) 186مع دائرة المعارف الكتابية جزء 4 (ر-ش) 117

    [6] دائرة المعارف الكتابية جزء 7 ص111

    [7] طوني معلوف, إسماعيل في التاريخ الكتابي ,7

    [8] دائرة المعارف الكتابية جزء 7 "مديان"

    [9] المرجع السابق ص111

    [10] دائرة المعارف الكتابية جزء 7 ص 111

    [11] دائرة المعارف الكتابية ,جزء6 ص 286

    [12] دائرة المعارف الكتابية ص 288 جزء 6

    [13] بولس الفغالي, من العبودية إلي العبادة . 159

    [14] دائرة المعارف الكتابية جزء6

    [15] ر.أ. هارلوا. دراسات في سفري الخروج واللاويين59 ؛ ج.س.كونيل تفسير سفر الخروج .ضمن سلسلة تفسير الكتاب المقدس لمنشورات النفير؛بولس الفغالي , من العبودية الي العبادة. 158؛ الان كول, تفسير الخروج 58,وغيرهم

    [16] ر.أ. هارلوا. دراسات في سفري الخروج واللاويين59

    [17] بولس الفغالي , من العبودية الي العبادة. 158

    [18] الان كول, تفسير الخروج 58. ويشير دائرة المعارف الكتابية الي هذا التفكير أيضا جزء 4

    [19] يرى كاتب البحث أن أيوب كان يعيش في نفس تلك الفترة التي كان اليهود مستعبدين في أرض مصر.

    [20] طوني معلوف اسماعيل في التاريخ الكتابي

    [21] راجع [21] الان كول, تفسير الخروج 58.مع بولس الفغالي , من العبودية الي العبادة. 158

    [22] دائرة المعارف الكتابية جزء6 ص 402

    [23] أنظر الكتب التاليه للمؤلفين ألن كول, بولس الفغالي, ماكنتوش, ر.أ. هارلوا. والكاتبين الأخيرين بالذات أنكرا على يثرون كل شئ, وهذه الكتب مدون تفاصيل عنها في صفحة المراجع.

    [24] ر.أ. هارلوا. دراسات في سفري الخروج واللاويين59

    [25] ماكنتوش.نفسير الخروج. 194

    [26] هارلوا. دراسات في سفري الخروج واللاويين . 60

    [27] ماكنتوش.تفسير الخروج 194 ؛ العدد34

    [28] السنن القويم في تفسير العهد القديم.تفسير الخروج258؛ بولس الفغالي من العبودية إلى العبادة 159 ؛ ج.س.كونيل. تفسير الكتاب المقدس. تفسير الخروج 241

    [29] ماكنتوش.مذكرات على سفر العدد 159

    [30] دائرة المعارف. مرجع سبق تدوينه

    [31] استنتاج من قبل دائرة المعارف الكتابية جزء 6ص286

    [32] فسر بعض الكتاب تعبير ( المرأة الكوشية) كأنه تزوج من جديد امرأة بعد موت صفورة ولكن كاتب البحث يعتقد أنها هي نفسها صفورة لأسباب كثيرة لا مجال لذكرها في هذا البحث وإلا نكون قد خرجنا عن الموضوع.

من قاموا بقراءة الموضوع

تقليص

الأعضاء اللذين قرأوا هذا الموضوع: 0

    معلومات المنتدى

    تقليص

    من يتصفحون هذا الموضوع

    يوجد حاليا 1 شخص يتصفح هذا الموضوع. (0 عضو و 1 زائر)

      يعمل...
      X