إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

سفر يونان (5) دراسة تطبيقية على هدف السفر ككل

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • سفر يونان (5) دراسة تطبيقية على هدف السفر ككل

    من سفر يونان (5)
    دراسة تطبيقية على هدف السفر ككل

    وصية عظمي .. ولكن منسية

    مقدمة

    في واحدة من التمثيليات الإذاعية التي تبثها إذاعة حول العالم قصة عن شخص مشهور بكراهيته الشديدة لجاره . لدرجة أن عمدة القرية سمع عن هذا الموضوع الذي صار مؤذي جدا للشخص المكروه فأراد عمدة البلدة أن يحسم هذا الموضوع فاستدعي الشخص الكاره وسأله سؤال مباشر لماذا يكره جاره ؟ فما كان من الرجل ألا آن أنكر بشدة هذا الأمر و قال أنه يحب جاره فقال له عمدة البلدة .. طالما أنك تحب جارك وليس كما يدعي الناس قررت أن أكافئك علي هذه المحبة .. أطلب أي شئ وأنا أعطيك اياه .. ماذا تريد .. فرح الرجل عندها واخذ يفكر فيما يريده حتى يطلبه من العمدة ولكن العمدة اكمل حديثه وقال … ولكن تذكران ما تطلبه مني سأعطيك اياه ولكن سأعطي جارك ضعفه .. وسرعان ما اغتم الرجل وقال لنفسه .. جاري سيأخذ ضعف ما اخذ ؟
    وسرعان ما تغير تفكيره .. فعندما استحثه العمدة أجاب بسرعة وكانت الطلبة مفاجأة للجميع ..
    ( اقلع لي عين يا حضرة العمدة .. بس أقلع الاثنين من جاري)


    ***

    (وصار قول الرب إلي يونان بن أمتاي قائلا قم اذهب إلي نينوي المدينة العظيمة وناد عليها لانه قد صعد شرهم أمامي . فقام يونان ليهرب إلي ترشيش من وجه الرب فنزل إلي يافا ووجد سفينة ذاهبة إلي ترشيش فدفع أجرتها ونزل فيها ليذهب معهم إلي ترشيش من وجه الرب ) .يونان 1: 1-3

    سؤال : هل عرفنا الفرق بين القصة التي بدأنا بها والجزء الذي قرأناه ؟؟ .

    نقرأ أيضا من إنجيل متي إصحاح 5 : 43 - 48 " سمعتم انه قيل تحب قريبك وتبغض عدوك وأما أنا فأقول لكم أحبوا أعداءكم . باركوا لاعنيكم . احسنوا إلي مبغضيكم . وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويطردونكم لكي تكونوا أبناء أبيكم الذي في السماوات . فانه يشرق شمسه علي الأشرار والصالحين ويمطر علي الأبرار والظالمين ) .
    لنتأمل في تلك الإرسالية التي قام بها أحد رجال العهد القديم ونحاول تطبيقها علي حياتنا وخدمتنا في مجال معيشتنا وسط العرب ... أو قل وسط مجتمع ربما لا يعطينا حقوقنا أو من خلال معيشتنا فيه لا نشعر لا بالأمان ولا بالحرية وأيضا نشعر فيه أن حقوقنا مسلوبة
    وفي هذا السفر ( سفر يونان ) نجد الرب يعلمنا بعض التعاليم …

    أولا : الراسل والمرسل والرسالة والمرسل إليهم

    1- الراسل هو الله ..هي دعوة إلهية .. رؤيا واضحة وطلبة واضحة ولمكان واضح ..

    2- أما المرسل فهو نبي تعود علي سماع صوت الله .. معني اسمه حمامة .. وكان يجب أن يكون حمامة سلام في وسط ذلك الشعب ولكن الذي حدث غير هذا

    3- الرسالة .. وهي رسالة دينونة .. ولكن دينونة يمكن أن ترفع عنهم اذا ذال السبب .. كانت خبرة يونان بالرب تجعله يثق من هذا فإذا كان السبب هو الخطية فبالتوبة لا يكون دينونة بعد .. بل نصرة وفرح .

    4 - المرسل إليهم .. نينوي .. وهي مدينة الموصل بالعراق .. كانت ضمن شعب آشور المعروف بشهوانيته وشراسته .. يعيشون علي نهب المدن الأخرى .. وكانت بينهم وبين إسرائيل عداوة شديدة .. تلك العداوة التي صنعوها بعدوانه المتكرر علي الشعب فكان يونان يتمني لو اختفت نينوي من علي سطح الأرض .

    ( هل نطبق هذا الجزء علينا أم ننتظر قليلا حتى تتضح الرؤيا .. دعونا نسأل سؤال آخر قبل أن نتكلم علي أنفسنا …

    ثانيا : ماهو سبب رفض المرسل للرسالة ؟

    ترى .. ما هو سبب رفض يونان لإرسالية الرب ؟

    لنقرأ من سفر يونان ما يجيب علي سؤالنا …
    يون 4 : 1 - 4 " فغم ذلك يونان غما شديدا فاغتاظ وصلي إلي الرب وقال آه يا رب أليس هذا كلامي إذ كنت بعيد في أرضي . لذلك بادرت إلي الهرب إلي ترشيش لأني علمت أنك اله رؤوف رحيم بطيء الغضب وكثير الرحمة ونادم علي الشر . فالان يا رب خذ نفسي مني لان موتي خير من حياتي . فقال له الرب هل اغتظت بالصواب ؟ " .

    ومن هنا نستطيع أن نرد علي ذلك السؤال
    ما هو سبب رفض يونان للرسالة ؟
    فنجيب ونقول
    1 - عدم توصيل الرسالة معناه عدم توبة الشعب الآشوري
    2- وعدم توبة الشعب تسبب في قضاء الله فيتحقق كلام الله وتنقلب المدينة .
    يعرف ويثق يونان من محبة الله وعلي الرغم من انه مرسل من الله إلا انه لا يتصف بصفاته فهو يتمني آن تنقلب مدينة أعداؤه فإذا وصلت الرسالة تابوا ونجوا من الموت المحقق فافضل وسيلة هي عدم توصيل الرسالة لهم .
    والآن .. دعونا نتساءل نحن أبناء العهد الجديد … من هي نينوي التي أرسلك إليها الله ..

    هل أعطاك الله دعوة واضحة .. والي أين ..؟
    في بلادنا العربية كثير من الاضطهاد .. ذلك الاضطهاد الذي يصنع أحيانا مرارة في القلوب وكراهية للمضطهد .. وعلي الرغم من وجود المحبة داخلنا إلا أن الكراهية لهؤلاء الأشخاص تمنعنا من توصيل الحق الكتابي لهم …
    هل تشعر بهذا ؟ .. وتكون النتيجة اختيار الخدمة السهلة .. فنجد كثير من الخدام يهربون إلي ترشيش .. أين ترشيش ؟ إنها مدينة ساحلية موقعها الآن في أسبانيا .. وكثير من الخدام العرب يتجهون إلي الخدمة في أوربا وأمريكا .. هل هم مرسلون من قبل الله إلي هذه الأماكن ؟ ربما .. ليس المهم المكان فأعرف الكثير والكثير من المبشيرين اللذين يعيشون في ترشيش ويقدمون محبة المسيح لأخوانهم من العرب ... دون أن يكون هناك مكان لا للحقد ولا للكراهية... وهؤلاء ليسوا المقصودين بما أتكلم ... انني أتكلم عن ذلك الشعور البغيض ألذي يشعر به بعضنا أحيانا ... الأمر الذي يؤدي الى عدم محاولة توصيل الرسالة الى هؤلاء .. وعدم الشعور بالمسئولية تجاه من أسماهم المسيح أقرباء .. فأوصي بهم "تحب قريبك كنفسك " وهم من حيث الموقع أقرب الناس لنا فنجد كثير منا كيونان .. يهرب من مسئولياته ومن خدمته ويطلب الاتجاه إلي ترشيش …. وربما يكون شعورنا تجاه أبناء وطننا نفس الشعور الذي شعر به يونان تجاه نينوي .. ربما لضيق قديم .. أو جروحا قديمة ..

    وهذا يقودنا إلي الفكرة الثالثة .. وهى

    ثالثا : الله يعلم يونان ..( يونان يدخل في مدرسة الله )

    اجتاز يونان ثلاث مراحل في مدرسة الله .. نستطيع أن نقول أنه أخذ ثلاث مساقات دفعة واحدة في رحلة واحدة .. وهذه التعاليم الثلاث هي

    1 - الله كلي القدرة ويوظف كل الاشياء لإرادته
    نقرأ سفر يونان 1 : 4
    " فأرسل الرب ريحا شديدا إلي البحر فحدث نوء عظيم في البحر حتى كادت السفينة تتكسر ."
    وأيضا سفر يونا ن1 : 17
    " وأما الرب فأعد حوتا عظيما ليبتلع يونان . فكان في جوف الحوت ثلاث أيام وثلاث ليالي ."
    وأيضا سفر يونان 2 : 10
    " وأمر الرب الحوت فقذف يونان إلي البر "

    تلك الآيات توضح مقدرة الله العجيبة تجاه كل الأمور وفهم يونان انه لن يستطيع الهرب من وجه الله .. لذلك اتجه إلي نينوي صاغرا .. ولكن هل تغير قلبه ليصبح كقلب الله ..

    كلا ..

    كثيرون يشبهون وجود يونان في بطن الحوت ثلاث أيام وثلاث ليال كمثال ليسوع الذي دفن في القبر ثلاث أيام وثلاث ليال قبل أن يقوم .. بل يسوع أيضا قدم هذا التشبيه(مـت 12 : 39 - 40 ) ,ولكن الفرق أن يسوع قدم ذاته باختياره " لانه هكذا احب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية " يو 3 : 16 فكان دفنه وقيامته علامة محبة لا يوجد مثلها .
    أما يونان .. فلم يتغير قلبه ليصبح كقلب الله .

    هل نطبق هذا علي حياتنا ؟ .. أم ننتظر ؟.. أستطيع أن أقول شئ واحد .. إننا متنا مع المسيح .. وقمنا بقيامته .. ولكن .. هل تغير قلبنا لنصير مثله .. فنحب حتى أعداءنا .. من صنع معنا السوء .. من أساء ألينا ونستطيع أن نقدم رسالة المسيح بمحبة كاملة لهم وبرغبة صادقة أن يخلصوا وأن يلمسوا دفء المحبة فينا ؟..
    آم لابد أن نجتاز اختبارات أخري ؟؟

    لنتأمل صلاة يونان في الإصحاح الثاني .. ما أعظمها من صلاة .. ففي عمق الهاوية يقول .. " دعوت من ضيقي الرب فاستجابني " لم يكن الرب قد استجاب بعد لكنه رأي بالإيمان استجابة الرب واخذ علي عاتقه انه سوف يذهب إلي نينوي لذلك وثق أن الرب سيستجيب ولكن القلب لا يزال حجري كما هو ..

    لانه عندما دخل الاختبار الحقيقي لم تظهر محبة يونان
    يونان 4 : 1 فغم ذلك يونان غما شديدا
    هل غم لتوبة يونان ؟ . . كلا .. لقد غم لعدم انقلاب مدينتهم وبالتالي هلاكهم .. ما ابشع هذا الشعور !!


    2 - التعليم الثاني : الله يستخدم كل الاشياء لتوصيل رسالته طالما هو يريد ذلك .
    نقرأ يونان 1 : 16
    " فخاف الرجال من الرب خوفا عظيما وذبحوا ذبيحة للرب ونذروا نذورا "
    وأيضا يونان 1 : 5
    فخاف الملاحون وصرخوا كل واحد إلي إلهه وطرحوا الأمتعة التي في السفينة ليخفف عنهم
    وأين يونان في هذا الوقت ؟
    " وأما يونان فكان قد نزل إلي جوف السفينة أتضجع ونام نوما ثقيلا

    هل نستطيع آن نربط الآيتين ببعض ؟
    المبشر ينام .. والرجال يخلصون
    علي الرغم آن المبشر نام لوجود مشكلة في حياته لكن الله يستخدم الريح في التبشير ويستخدم العاصفة .. يستخدم المبشر نفسه رغم أنفه .. رغم عناده .. كل هذا لا يهم لان الله يريد هؤلاء .. رغم نوم المبشر .

    والكلام الذي أقوله لكم توصيل رسالة المسيح عن طريقنا تكون بركة لنا لان الله يستطيع آن يستخدم أدوات أخرى اذا تقاعسنا او نمنا او تلاهينا او ابتعدنا .. لكن الاستخدام هو بركة لنا لا نستطيع آن نتذوق حلاوة العشرة مع المسيح دون أن يستخدمنا الله .. ففي استخدام الله لنا لذة .. ونمو وشركة .



    3 - التعليم الثالث : ( نقرأ يونان 4 : 5 - 11 )

    وهنا نجد آن الله اعد الدرس العملي .. يقطينة تظلل يونان وفي يوم وليلة يفقدها بسبب " دودة "
    فيطلب يونان الموت لنفسه
    والله لا يحب آن يفقد له إنسان او شعب بسبب دودة .. لانه ببساطة يحبه .. وبذل الكثير في خلقه واستعادته بعد سقوطه .. لذلك لا يحب آن يفقده .. وبسبب من ؟ .. بسبب دوده .. هل عرفنا حجمنا .. كبار نحن في أعين أنفسنا ونملي شروطنا علي الله .. ونعاند .. و لكن ما هي قيمتنا الحقيقية .. دودة !!
    بالقياس مع الفارق
    فالله لا يرانا دودة لأننا أبناؤه .. لانه دفع فينا ثمن غال جدا بصلبه .. لكن يجب أن نري نحن أنفسنا دودة في عالم الله .
    الله خلق العالم واحبه .. ويطلب منا آن يكون لنا قلوب كقلب إلهنا .. ونستلم دعوتنا حيث يريدنا الله .. هل هذا صعب ؟
    دعونا نضع هذه الطلبة بين يدي الله كي ما يغير القلب الحجري . بقلب كقلب مسيحنا .
    أحب الرب الهك من كل قلبك ومن كل فكرك ومن كل نفسك ومن كل قدرتك ... وقريبك كتفسك
    Emad Hanna

من قاموا بقراءة الموضوع

تقليص

الأعضاء اللذين قرأوا هذا الموضوع: 0

    معلومات المنتدى

    تقليص

    من يتصفحون هذا الموضوع

    يوجد حاليا 2 شخص يتصفح هذا الموضوع. (0 عضو و 2 زائر)

      يعمل...
      X