تويت
993333
في احدى الأيام أحب استاذ جامعي أن يتحدى طلابه فسألهم : هل خلق الله كل شيء موجود ؟ فاندفع أحد الطلاب بشجاعة وأجاب : نعم . لقد خلق الله كل شيء . فقال الاستاذ : هل أنت متأكد انه خلق كل شيء … كل شيء ؟ أجاب الطالب : نعم يا سيدي . فقال الاستاذ وفي عينيه بريق التحدي : إذا كان الله قد خلق كل شيء ، فقد خلق إذن الشر ، لأن الشر موجود . وبحسب المبدأ المعروف، ان الموجود هو الذي يحدد ما نحن. فهل يعني هذا ان الله شرير؟.
بقي الطالب صامتا أمام هذا الجواب . وكان الاستاذ فخورا بنفسه ، وصار يتباهى أمام الطلاب بأنه استطاع أن يبرهن مرة اخرى ان الديانة اسطورة . وان لا وجود لما يسمى الله.
وهنا رفع طالب آخر اصبعه يطلب الكلام فقال : يا استاذ ، هل البرد موجود ؟ فأجاب المدرس ما هذا السؤال ؟ طبعا البرد موجود ، ألم تُحس بالبرد أبداً ؟ فقال الشاب : نعم يا سيدي . لكن البرد لا يوجد بحسب قانون الفيزياء ، فالبرد هو غياب الحرارة وعندما لا تكون هناك حرارة أبداً نسمي (الموجود) الصفر المطلق (أي ناقص 273 مئوية) . فاذا قلنا (يوجد برد) ففي الحقيقة نحن أوجدنا هذه الكلمة لنصف الطريقة التي نشعر بها عندما لا توجد حرارة.
ثم أضاف الطالب : أسألك أيها الاستاذ هل الظلمة موجودة ؟ فقال الاستاذ : نعم طبعا الظلمة موجودة . فسارع الطالب يقول : أخطأت يا سيدي ليست الظلمة موجودة ، وانما الظلمة في الواقع هي غياب النور . وإذا أردنا دراسة الظلمة ، فيجب علينا في الحقيقة أن ندرس ما هو النور ، ولكن لا يمكن دراسة الظلمة كظاهرة مفردة أبداً . فهل يمكن لك أن تحدد مساحة الظلمة ومكانها ؟ أو الحيز الذي تشغله الظلمة بالضبط !! أنت تقيس كمية النور الحاضر ، وليس كمية الظلام الحاصل بانعدام وجود ذلك النور . أليس كذلك ؟ والظلمة كذلك هي تعبير استعمله الإنسان ليصف ما يحدث عندما لا يوجد نور .
ثم بادر الطالب هنا وسأل استاذه : إذن سيدي هل الشر موجود ؟ وهنا لم يكن الاستاذ واثقا جدا من نفسه فأجاب بنبرة المحرج : طبعا كما قلته لك. اننا نراه في كل يوم وفي الأمثلة اليومية من وحشية الانسان تجاه الانسان. انه في أشكال الجرائم والعنف في أنحاء كثيرة من العالم . أليست هذه الظواهر تعني وجود الشر ؟
فأجاب الطالب : لا يا سيدي ، الشر غير موجود ، أو على الأقل لا يوجد من تلقاء نفسه ، الشر هو غياب الله عن قلب الانسان ، انه مثل الظلمة ومثل البرد ، انه كلمة أوجدها الانسان كي يصف غياب الله . لكن الله لم يخلق الشر ، والشر حقيقة مثل الايمان والمحبة اللذين يوجدان مثل النور والحرارة .
ان الشر ناتج عما يحدث عندما لا يعد في قلب الانسان شيء من محبة الله . فالشر هو هذا البرد الذي يسود العالم عندما لا يوجد أي أثر من الحرارة أو النور . هنا تهاوى الاستاذ محرجا فجلس على كرسيه .
لقد صدق قول لويس باستور العالم الفرنسي الكبير : (قليل من العلم يبعد عن الله ، وكثير من العلم يعيدنا الى الله ) .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
12 ثم كلمهم يسوع أيضا قائلا : " أنا هو نور العالم . من يتبعني فلا يمشي في الظلمة بل يكون له نور الحياة " . يو: الاصحاح 8 .993300
تعليق