إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - يوليو 2005

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - يوليو 2005

    الجمعة 1 يوليو 2005

    أين إيمانكم ؟


    --------------------------------------------------------------------------

    فتقدموا وأيقظوه قائلين: يا معلم، يا معلم، إننا نهلك! فقام وانتهر الريح وتموُّج الماء، فانتهيا وصار هدو. ثم قال لهم: أين إيمانكم؟ (لو 8: 24 ، 25)


    * الإيمان هو أثمن شيء في نظر الله، لأنه يعطيه المجال للتدخل في كل شيء وبلا تحفظ

    * إن حدود الإيمان هي إمكانيات الله غير المحدودة، وإمكانيات الإيمان مصدرها مخازن الله التي تعمل لحساب الإيمان وحده.

    * الإيمان يكرم الله، والله بدوره يكرم الإيمان.

    * الإيمان والعيان أمران على طرفي نقيض، ولا يوجد بينهما أية موافقة أو مشاركة أو مخالطة أو حل وسط.

    * أثمن ما في الإيمان أنه يخص الله في وسط عالم لا يؤمن إلا بما هو مرئي فقط.

    * الإيمان هو منهج القديسين في حياة ترضي الله فقط، ولا تعمل حسابًا للناس أيًا كانت هويتهم.

    * الإيمان هو خطة الله في حياة كل قديس أراد الله أن يمتعه بكل ما هو سماوي وهو على الأرض.

    * الإيمان يربطنا بالمسيح الممجد، في حين أن العيان يربطنا بالعالم الحاضر الشرير.

    * لك إيمان فلك كل شيء، ليس لك إيمان فليس لك شيء.

    * بالإيمان نرى ما يراه الله، وبدون إيمان نرى ما يراه الناس.

    * بالإيمان نمشي على الماء (العالم)، وبدون إيمان نغرق في الماء (العالم).

    * الإيمان لا يرى في العالم شيئًا صالحًا، ولكنه يرى في الله كل الصلاح. وما يراه الإيمان في الله لا يراه في العالم.

    * إن كنت تريد أن تكرم الله، فالإيمان هو الطريق الوحيد، وإلا فطرق العيان هي إهانة لله في حياتك.

    * بالإيمان نتعلم الاتكال والاعتماد على الله ورفض ذواتنا بكل حيلها وأفكارها.

    * الإيمان لا يعلّمنا التواكل، بل يجعلنا نضع الأمور في نصابها الصحيح.

    * الإيمان يضع في يد الله كل شيء، ولا يعطي مجالاً لتدخل أي يد أخرى.

    * الله لا يبحث عن شيء في حياتك سوى عن الإيمان، والإيمان يركن جانبًا كل حسابات البشر، ولا يرى إلا الله في المشهد.

    خالد فيلبس
    نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

  • #2
    مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - يوليو 2005

    السبت 2 يوليو 2005

    افعل كما نطقت


    --------------------------------------------------------------------------

    والآن أيها الرب، ليثبت إلى الأبد الكلام الذي تكلمت به عن عبدك وعن بيته وافعل كما نطقت(1أخ 17: 23 )


    هذا نوع من أحسن أنواع الصلاة. كثيرًا ما نصلي لأجل أشياء لم يَعدنا الله بنوالها، لذلك لا نعلم أحيانًا إن كانت طلباتنا بحسب قصد الله أم لا، إلا بعد أن نستمر في طلبها وقتًا ما. وأحيانًا أخرى نكون موقنين، كما كان الحال مع داود هنا، بأن طلباتنا هي بحسب مشيئة الله. نشعر أننا مُقادون لأن نُمسك ونطالب بوعد ما، تحت تأثير خاص بأن هذا الوعد يحتوي على رسالة لنا. في مثل هذه الأوقات، وفي إيمان واثق، نقول «افعل كما نطقت». قلما نجد حالة أكثر جمالاً وقوة واطمئنانًا من أن نضع الأصبع على أحد مواعيد كلمة الله ونطالب بتنفيذه. لا موضع لأي عمل أو جهاد هنا، فالأمر لا يتعدى تقديم "الشيك" وطلب صرفه، إبراز الوعد وطلب تنفيذه. ولا يجب أن يتطرق إلى المُمسك بالوعد أقل شك في النتيجة.

    إن كل وعد في الكتاب المقدس هو خطاب من الله، يمكن أن تضعه أمامه مقرونًا بهذا الطلب المعقول «افعل كما نطقت». إن الخالق لا يمكن البتة أن يغش مخلوقه الذي يعتمد على صدقه، وأكثر من ذلك جدًا يمكن القول أن الآب السماوي لا يمكن أن يكذب على أحد أولاده المحبوبين.

    «اذكر لعبدك القول الذي جعلتني أنتظره» (مز 119: 49 ) هذا طلب مقبول. لاحظ أن القول هو قول الله. وهل الله لا يحفظ كلامه؟ إن لم يكن يقصد تتميمه، فلماذا ينطق به؟ ثم إذا كان قد جعلني أنتظره، فهل يمكن أنه يخيّب الرجاء الذي هو بنفسه قد أوجده فيَّ؟

    «وتيقن أن ما وعد به هو قادر أن يفعله أيضًا» (رو 4: 21 ). إن أمانة الله غير المحدودة هي التي تجعل كل وعد في كلمة الله عظيم القيمة. إن الوعود البشرية كثيرًا ما تكون عديمة القيمة. كم من وعد لم يُنجَز، فترك وراءه قلبًا كسيرًا، ولكن منذ خلق العالم لم يكسر الله وعدًا واحدًا قد أعطاه لأولاده الواثقين به.

    إن كل وعد مؤسس على أربعة أعمدة وطيدة هي:

    بر الله وقداسته اللذان بهما لا يمكن أن يًضل أحدًا، صلاحه الذي به لا يمكن أن ينسى، صدقه الذي به لا يمكن أن يغيِّر ما خرج من شفتيه.

    تشارلس سبرجن
    نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

    تعليق


    • #3
      مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - يوليو 2005

      الأحد 3 يوليو 2005

      تبرهن أنه ابن الله


      --------------------------------------------------------------------------

      تعيَّن (تبرهن أنه) ابن الله ... بالقيامة من الأموات(رو 1: 4 )


      إن البرهان الأكيد أن المسيح هو ابن الله، هو أنه أقام نفسه من الأموات. وعن هذا الأمر المجيد؛ إقامة المسيح لنفسه من الأموات، يحدثنا أيضًا الرسول يوحنا في إنجيله، إنجيل ابن الله، حيث تَرِد لذلك إشارتان:

      الإشارة الأولى: بعد معجزة تحويل الماء إلى خمر في عُرس قانا الجليل (يو2)، اتجه الرب إلى أورشليم حيث طهَّر الهيكل من الباعة والصيارفة، وقال: «لا تجعلوا بيت أبي بيت تجارة». وهنا قال اليهود له: «أية آية تُرينا حتى تفعل هذا؟»، كأنهم طلبوا برهانًا على قوله إن صاحب البيت هو أبوه، أو بالحري أنه هو ابن الله، «أجاب يسوع وقال لهم: انقضوا هذا الهيكل، وفي ثلاثة أيام أُقيمه .... وأما هو فكان يقول عن هيكل جسده» (يو 2: 18 - 22).

      نعم إنها إنها آية بكل معنى الكلمة، بل هي آية الآيات. فكيف يُقيم واحد نفسه بعد أن يموت؟! لقد تبرهنت عظمة قدرة المسيح وظهر مجده باعتباره ابن الله في إقامته للعازر بعد أن أنتن (يو11). لكن أن يُقيم هو نفسه بعد موته، فهذا برهان أعظم. فهنا لا نجد مجرد قدرة فائقة، بل سر عظيم «الله ظهر في الجسد». فهو بلاهوته أقام ناسوته الذي مات. وكانت إقامته لنفسه دليلاً لا يقبل الدحض على أنه ابن الله.

      الإشارة الثانية: تَرِد في الأصحاح العاشر حيث يقول المسيح: «لهذا يحبني الآب، لأني أضع نفسي لآخذها أيضًا. ليس أحد يأخذها مني، بل أضعها أنا من ذاتي. لي سلطان أن أضعها ولي سلطان أن آخذها أيضًا. هذه الوصية قبلتها من أبي» (يو 10: 17 ، 18).

      هذا الحديث العجيب يجمع بين سلطانه الشخصي المُطلق، وخضوعه الكامل لمشيئة أبيه. وهنا نحن مرة أخرى أمام واحد من أعظم الإعلانات المرتبطة بالفداء. فمن جهة سلطانه يقول: «لي سلطانٌ أن أضعها ولي سلطانٌ أن آخذها أيضًا». ومن جهة خضوعه يقول: «هذه الوصية قبلتها من أبي»!! .. "له سلطان أن يضعها" لأن نفسه هي ملكه، "وله سلطان أن يأخذها أيضًا" لأنه الله. وعندما أخذ نفسه، فلقد استردها بالقيامة، وكانت إقامته لنفسه من الأموات هي البرهان العجيب على أنه ابن الله الذي ظهر في الجسد، وعلى أنه «تعيَّن (أو تبرهن أنه) ابن الله ... بالقيامة من الأموات».

      يوسف رياض
      نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

      تعليق


      • #4
        مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - يوليو 2005

        الاثنين 4 يوليو 2005

        يسوع رب


        --------------------------------------------------------------------------

        فقال بطرس: كلا يا رب! لأني لم آكل قط شيئًا دنسًا أو نجسًا(أع 10: 14 )


        إن الرب يسوع إما أن يكون ربًا على الكل، أو لا يكون ربًا على الإطلاق. لأنه لا يمكن لأحد أن يخدم سيدين، فاحترس لئلا عندما تتصور أنك أعطيت الرب المكان الثاني في قلبك، تكتشف في النهاية أن الرب لا مكان له في قلبك على الإطلاق.

        كان الدكتور جراهام سكروجي يتكلم مرة في هذا الموضوع، وفي نهاية الخدمة جاءت إليه شابة مسيحية بالاسم قد أثّرت فيها الكلمة تأثيرًا عميقًا، فقال لها: "ولماذا لا تسلّمين حياتك للمسيح الآن؟" فأجابت قائلة: إني أخشى إذا فعلت ذلك أن أضطر إلى أمرين. فقال لها الخادم: وما هما؟ فقالت الفتاة: إني ألعب على البيانو في حفلات السمر، فأخاف لئلا أضطر إلى ترك هذا.

        وما هو الأمر الثاني؟

        إني أخشى أن يدعوني الله في وقت من الأوقات إلى حقل الخدمة في الصين مثلاً. وإذ كان الدكتور سكروجي حكيمًا في تعامله مع النفوس، فتح كتابه المقدس وقرأ أعمال10: 14 «فقال بطرس: كلا يا رب! لأني لم آكل قط شيئًا دنسًا أو نجسًا»، وشرح لها وجه التناقض في كلام بطرس، لأن العبد لا يملي إرادته، وأوضح لها أنه لا يمكن الجمع بين كلمتي «كلا» و«يا رب»، وقال لها: عليكِ أن تشطبي إحداهما: إما أن تشطبي «كلا» وتتركي «يا رب» أو تشطبي «يا رب» وتتركي «كلا»، وسلَّم إليها قلمه وتركها.

        قضت الفتاة ساعتين في صراع عنيف، ولما عاد إليها الخادم وجد الورقة مُبللة بالدموع، ولكن كلمة «كلا» مشطوبة. ثم غادرت الفتاة المكان وعيناها متمتعتان بنور مبتهج وهي تردد هذه الكلمة الواحدة «يا رب». لم تَعُد تملي إرادتها بعد. لقد أصبحت تلميذة المسيح، والمسيح هو ربها وسيدها، واللهجة اللائقة بها الآن هي: «نعم أيها الآب» (مت 11: 26 ) و«يا رب، ماذا تريد أن أفعل؟» (أع 9: 6 ).

        «أ تحبني أكثر من هؤلاء؟»، إني أتصوَّر الرب وهو يقول هذه الكلمات لبطرس، يُشير بأصبعه إلى التلاميذ الآخرين، ثم إلى القوارب والشباك، ثم يقول: "يا بطرس، مَنْ هو الأول؟ أنا أم هؤلاء؟ أ تحبني أكثر من هؤلاء؟" وهذا هو السؤال الذي لا يزال الرب يسأله، فهل نترك الكل ونتوّجه لنا ربًا وسيدًا؟

        أزوالد.ج. سميث
        نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

        تعليق


        • #5
          مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - يوليو 2005

          الثلاثاء 5 يوليو 2005

          هوذا الشراع يُطوى (1)


          -------------------------------------------------------------------------
          فأقول هذا أيها الأخوة: الوقت منذ الآن مقصَّر... لأن هيئة هذا العالم تزول(1كو 7: 29 - 31)


          في نهاية الرحلة يفك البحار حبال السفينة ويطوي قلاعها ويجهز مراسيها، لأنه وصل إلى نهاية المطاف. بهذا المعنى يكتب الرسول بولس للكورنثيين قائلاً: «الوقت منذ الآن مقصَّر». والكلمة اليونانية التي تُرجمت «مُقصَّر» هي نفس الكلمة التي تُستعمل بمعنى "طي القلاع". ووردت نفس الكلمة مرة أخرى في العهد الجديد في قصة حنانيا وسفيرة (أع 5: 6 ) لما وقع حنانيا ومات، فنهض الأحداث "ولفوه" وحملوه. فالوقت يطوي كشيء يُلَّف، فهو من لحظة إلى أخرى «مُقصَّر».

          إن نهاية رحلة الحياة تقترب. ومهما طالت الحياة هي قصيرة وغير مضمونة، وشواطئ الأبدية تلوح من خلف الأفق القريب، ووقت طي القلاع ولف الشراع قد اقترب.

          بالنسبة للخاطئ، الوقت مقصَّر. وفي زمان الحياة الحاضرة فقط يمكن له أن يحصل على خلاص. ففرصة نوال الخلاص هي الآن «هوذا الآن وقت مقبول، هوذا الآن يوم خلاص» (2كو 6: 2 ). ومصير النفس الأبدي لا يمكن أن يتحدد في الحياة الأخرى، بل ينبغي أن يتحدد اليوم، بل الآن.

          كذلك الوقت مقصَّر بالنسبة لربح النفوس أيضًا، وإذا كان صحيحًا أن «رابح النفوس حكيم» (أم 11: 30 )، فإنه صحيح أيضًا أن الذي لا يربح النفوس غير حكيم. والرب قال إننا نكون شهودًا له إلى أقصى الأرض. والحق أنه إذا كان في قلوبنا محبة للرب، وإذا كان في قلوبنا حتى القليل من الاعتراف بالجميل، وبمديونيتنا له، فإننا نكرز بغيرة، ونسعى بدافع قلبي وراء الخطاة، ونبشر بالكلمة في وقت مناسب وغير مناسب لأن الحياة غير مضمونة بالنسبة لهم، وكذلك بالنسبة لنا الوقت مقصَّر، ويجب أن نعمل عمل الرب ما دام نهار. ربما يكون اليوم هو يوم ختام الرحلة ويوم طي الشراع. فالذي يريد أن يكون رابحًا للنفوس يجب أن يربحها الآن، لأنه ربما كان الغد ليس غدًا لنا أو لهم، وربما جاء الغد بعد أن نذهب نحن أو يذهبوا هم.

          إن قصة النعمة التي خلصتنا قاربت على فصلها الختامي. وليت الختام يأتي ونحن موقدون سُرجنا ومُمنطقون أحقاءنا، وحاذون أرجلنا باستعداد إنجيل السلام، وفي حالة جذابة يراها الناس من حولنا، فيمجدوا أبانا الذي في السماوات.

          تشارلس سبرجن
          نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

          تعليق


          • #6
            مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - يوليو 2005

            الأربعاء 6 يوليو 2005

            لمسة الإيمان الشافية


            ------------------------------------------------------------------------

            وامرأة بنزف دم ... لما سمعت بيسوع، جاءت في الجمع من وراءٍ ومسَّت ثوبه، لأنها قالت: إن مسست ولو ثيابه شُفيت(مر 5: 25 - 28)


            نرى في حادثة المرأة نازفة الدم المذكورة في إنجيل مرقس5: 25- 34 كيف يميز الرب بين الإيمان الحقيقي ومجرد الاعتراف الظاهري «يعلم الرب الذين هم له». ربما كان الذين يزحمونه مُخلصين لأنهم رأوا معجزاته وتمتعوا ببركاته، ولكن لم يكن لهم إحساس حقيقي بحاجتهم للمسيح، ولم يكن لهم إيمان شخصي به. وهكذا أيضًا في يومنا الحالي. ربما يتخذ البعض المسيحية كديانة عن إخلاص واقتناع عقلي، ولكن هذا الاعتراف الظاهري بالمسيح لا يخلِّص النفوس، ولن ينهي مشكلة الخطية والموت والدينونة، ولن يقضي على قوة الخطية أو يخلِّص من فساد الجسد.

            وللحصول على البركة الحقيقية، يجب أن يكون هناك إيمان شخصي بالمسيح. ونجد هذا الإيمان واضحًا في المرأة نازفة الدم.

            أولاً: حيث يوجد الإيمان، فلا بد أن يكون هناك إحساس بالحاجة إلى مخلِّص شخصي.

            ثانيًا: لم يكن عند هذه المرأة شعور بالحاجة فقط، ولكنها تحققت من عجزها التام وفشل كل مجهوداتها الشخصية. لقد تألمت كثيرًا من أطباء كثيرين وأنفقت كل ما عندها ولم تنتفع شيئًا، بل صارت إلى حالٍ أردأ.

            ثالثًا: الإيمان يميز بعضًا من أمجاد المسيح. فقد رأت فيه النعمة والقدرة على سد كل احتياج، بل رأته أعظم من مشكلتها.

            رابعًا: الإيمان يجعل الإنسان متواضعًا ومنكسرًا. والنفس المحتاجة هي على استعداد أن تأخذ مركز الاتضاع، وتعترف وتقول الحق كله أمام الجميع. ولمسة الإيمان تحصِّل البركة للشخص وتجعله في اتصال مباشر مع ذلك الشخص العظيم والقدير.

            ثم نرى كيف يشجع الرب الإيمان. فهو لم يكتفِ بأن تحصل المرأة على البركة والشفاء ثم تنصرف، بل أتى بها إلى حضرته لكي تقول له الحق كله، وتخرج من أمامه ولها اليقين الكامل والسلام التام بعد أن سمعت من فمه بكل وضوح هذه الكلمات: «إيمانك قد شفاكِ. اذهبي بسلام». وهذه هي النتيجة الحتمية عندما نأتي إلى محضره ونكشف أنفسنا أمامه. فالمسألة لن تكون مجرد مشاعر قد تتغير فيعترينا الشك، بل يقين كلمته الثابتة.

            هاملتون سميث
            نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

            تعليق


            • #7
              مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - يوليو 2005

              الخميس 7 يوليو 2005

              أنيسيفورس .. شجاعته وإقدامه (2)


              --------------------------------------------------------------------------

              أنيسيفورس ... لما كان في رومية، طلبني بأوفر اجتهاد فوجدني ... وكل ما كان يخدم في أفسس أنت تعرفه جيدًا(2تي 1: 16 - 18)


              تأملنا يوم الخميس الماضي في شخصية «أنيسيفورس»، ونواصل اليوم المزيد من التأملات في هذه الشخصية الرائعة وفي العبارات التي أشار الرسول فيها إلى خدمته.

              العبارة الثالثة: «طلبني بأوفر اجتهاد»، وفيها نرى الشجاعة والإقدام في البحث عن صديق استنكف الكثيرون وقتئذ أن ينسب لهم علاقة به. في هذه الأثناء كان أنيسيفورس قد عرف بسجن بولس، فذهب إلى روما في رحلة بحثْ مُضنية عن سجين اسمه بولس في إحدى سجون روما الكثيرة متنقلاً من سجن إلى آخر بحثًا في سجلات المساجين عن بولس، ولم يهدأ له بال، ولم يسترح له بدن حتى وجد بولس «طلبني بأوفر اجتهاد فوجدني». فكانت تلك الشجاعة المضحية، التي لم تكن تعني بالخسائر، سببًا في إنعاش الرسول.

              لكن ماذا عن أولئك الذين تحولوا عنه؟ ها هم يمارسون عبادتهم من غير أن تتحرك شعرة من رؤوسهم إزاء الرسول في محنته. أ ليس هذا هو حال الكثيرين بيننا اليوم؟ ليتنا جميعًا نجتهد في السعي باحثين عمن تعثروا في الطريق، وعن أولئك الذين يجتازون ظروفًا ضيقة أو مَنْ انحنت نفوسهم تحت ثقل التجربة أو المرض. إن بولس يقول عن أُنيسيفورس إنه: «طلبني». إن أُنيسيفورس لم يرحِّب به في اجتماع روما مهنئًا إياه بالخروج من السجن، بل لقد سعى تاعبًا طالبًا إياه.

              فما أحوجنا إلى هذه الروح، وهذا القلب الذي يرفع الثقل عن نفس انحنت تحت وطأة التجربة أو العثرة أو الاحتياج. إننا أمام أُنيسيفورس نطأطئ الرأس خجلاً.

              ونلاحظ أن "بولس" يمثل الحق الإلهي "كلمة الله"، فقد أُعطيَ له أن يكون خادمًا للكنيسة «لتتميم كلمة الله» (كو 1: 25 )؛ لإعلان الحق الخاص بالكنيسة كجسد المسيح، والحق الخاص بحضور الروح القدس كأقنوم إلهي يسكن في المؤمن (1كو 6: 9 )، وأيضًا حضوره لقيادة القديسين عندما يجتمعون للسجود والخدمة (1كو14). فما أحرانا إذًا ـ أيها الأحباء ـ أن «نطلبه بأوفر اجتهاد» ولا نهدأ أو نستريح حتى نجده؛ نجد "بولس" أو بالحري التعليم الصحيح الذي يمثله بولس.

              جوزيف وسلي
              نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

              تعليق


              • #8
                مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - يوليو 2005

                الجمعة 8 يوليو 2005

                الكائنون في الرب


                --------------------------------------------------------------------------

                سلّموا على الذين هم من أهل نركيسوس الكائنين في الرب(رو 16: 11 )


                لدينا في رومية 16 عيّنة من صفحات كتاب حياة المسئولية العملية المُسجَّل فيه اسم كل واحد وصفاته وأعماله، فنقرأ عن العاملين، المضحين، التاعبين، المحبوبين، المُزكين، الممدوحين، المأسورين والمشهورين، ويسترسل الروح القدس بإبداعه المعهود في وصف لوحة الشرف هذه. وفي ع11 نجد هذا الوصف «الكائنين في الرب»، تلك العبارة التي تشد الألباب وتحني لتأثيرها الركب، وتبتهل النفوس ابتهال العابدين لشخص ربنا الكريم الذي له كل المجد.

                فهذه العبارة تعني أن مَنْ التجأ للرب بالتوبة والإيمان، صار الرب له مدينة ملجأ، فلن تصل إليه يد ولي الدم الذي يلاحقه، فهو في مأمن منه يترنم قائلاً: «إذًا لا شيء من الدينونة الآن على الذين هم في المسيح يسوع» (رو 8: 1 )، وأصبح الرب حصنه كالوبار الضعيف الذي يضع بيوته في الصخر (أم 30: 26 )، وهؤلاء يتغنون مع داود «الرب حصن حياتي، ممن أرتعب؟» (مز 27: 1 ) ومع ناحوم يسبحون «صالح هو الرب، حصنٌ في يوم الضيق» (نا 1: 7 ). فالشخص الذي جعل العلي مسكَنَه، والرب ملجأه، ,إلهه حصنه، ينجو من فخ الصياد ومن الوباء الخطر، وبالخوافي يُظلَّل وتحت الأجنحة يحتمي، لا يخشى من خوف الليل ولا من سهم يطير في النهار، ولا من وباء يسلك في الدُجى، ولا من هلاك يُفسد في الظهيرة (مز91).

                وتعني عبارة «الكائنين في الرب» أن الرب هو مكان الرضى الإلهي لهؤلاء الذين فيه يُقيمون، فلا تقدر أية قوة أن تصل إليهم، وحتى أبواب الجحيم لن تقوى عليهم، بل إنهم هناك تستقر عليهم عيني الله الآب ويُسرّ بهم تمامًا، كما يُسرّ بابنه المحبوب الكائن في حضنه. ويا لعمق الأمان والحب، إذ نحن كائنين في ذاك الكائن في حضن الآب. فلك المجد يا محبوب القلب.

                وأيضًا تعني هذه العبارة أن هؤلاء الكائنين في الرب، لهم الحق التمتع بأحشاء شخصه الرقيقة، وعواطفه النبيلة ونبضات قلبه المُحب لهم، ذاك المجيد الذي «بطنه عاج أبيض» (نش 8: 14 )، وهذه الكينونة هي التي جعلت الرسول بولس يقول: «إني أحسب كل شيء أيضًا خسارة من أجل فضل معرفة المسيح يسوع ربي ... لكي أربح المسيح وأوُجد فيه» (في 3: 8 ، 9).

                خليل حزقيال
                نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                تعليق


                • #9
                  مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - يوليو 2005

                  السبت 9 يوليو 2005

                  السيف ذو الحدّين


                  --------------------------------------------------------------------------

                  لأن كلمة الله حية وفعالة وأمضى من كل سيف ذي حدين، وخارقة إلى مفرق النفس والروح والمفاصل والمخاخ، ومميزة أفكار القلب ونياته(عب 4: 12 )


                  إن كلمة الله بالنسبة لنا هي بلا شك أكثر من سيف. إنها سراج ونور، وينبوع ماء حي، وطعام، ونبع خلاص وحياة، ومصدر قوة ومعرفة، وإعلان للنعمة والمجد كما هي إعلان للمسيح لدى نفوسنا. لكن إلى جانب كل ذلك مطلوب منا أن نستعمل هذه الكلمة استعمالاً فعالاً أو بالحري نستعملها في الحرب على كل وجه. ولكي نتعرف بهذا السلاح ونستعمله، علينا أن نتأمل الطريقة التي بها استعمل الرب هذا السيف وكيف يستعمله الآن، وكيف سيستعمله في المستقبل.

                  عندما بدأ الرب خدمته على الأرض (مت 4: 1 - 10) أمسك بهذه «الكلمة» في صفتها كسيف الروح، وحارب بها الشيطان. كان منفردًا في البرية، لا سند له ولا عون إلا ذلك السلاح، وبه استطاع أن يُسكت العدو ويُرغمه على التراجع والهَرَب. ولقد ترك الرب لنا هذا السيف لكي نستعمله كما استعمله هو ضد ذات العدو.

                  وفي سفر الرؤيا أصحاح2: 12- 16 نرى الرب يقضي بالسيف الماضي الخارج من فمه، على الشر في وسط الكنيسة المسئولة، حيث نجح الشيطان في إقامة كرسيه وأدخل التعاليم الزائفة والنجاسة والتحالف الدنس مع العالم. ونحن مطلوب منا أن نحارب الشر بنفس السلاح كما فعل أنتيباس الشاهد ثم الشهيد الأمين. علينا أن نحارب مستعملين سيف الروح الذي هو كلمة الله ضد الضلالات التي أدخلها إبليس في وسط المسيحية الاسمية التي حولنا حيث نجح في إقامة كرسيه.

                  أما في عبرانيين4: 12- 16 فالكلمة يُقال عنها إنها «حية وفعالة وأمضى من كل سيف ذي حدين» ولكنها هنا ليست مًستخدمة ضد أعداء من الخارج، بل ضد أنفسنا. إنها فائقة السلطان ولا يُخفى عليها شيء.

                  إن ما يعوزنا من أركان النجاح الحقيقي في خدمة الكلمة والكرازة بها، يتوقف كثيرًا على هذه الحقيقة، وهي أننا نحاول أن نطبِّق الكلمة على نفوس الآخرين قبل أن نسمح لها بان تدخل إلى مفارق نفوسنا وأرواحنا نحن. فليتنا نستعمل الكلمة في إدانة أنفسنا والحكم على كل طريق باطل فينا، كما نستعملها ضد قوات الظلمة التي من خارج.

                  هنري روسييه
                  نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                  تعليق


                  • #10
                    مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - يوليو 2005

                    الأحد 10 يوليو 2005

                    جبل المر ، وتل اللبان


                    --------------------------------------------------------------------------

                    إلى أن يفيح النهار وتنهزم الظلال، أذهب إلى جبل المر وإلى تل اللبان(نش 4: 6 )


                    يحدثنا «جبل المُر» عن محبة المسيح التي تجلت في آلامه حتى الموت، موت الصليب. فهناك في الجلجثة قدموا له خلاً ممزوجًا بالمر. وليس شيء يستطيع أن يؤثر على القلب نظير التأمل في محبة المسيح المتألم. فلا البركات الممنوحة لنا، ولا الأمجاد التي تنتظرنا، تستطيع أن تهيمن على القلب والعواطف نظير محبة المسيح المُعلنة في آلامه وصليبه. فإنه كالملك الممجد سوف «ينجي الفقير المستغيث، والمسكين إذ لا معين له ... ويخلص أنفس الفقراء» (مز 72: 12 ، 13)، ولكن كم يكون تعلق قلوب المساكين والفقراء به عندما يعلمون أنه «في كل ضيقهم تضايق» (إش 63: 9 )، وكم تحصرهم محبته عندما يرددون القول: «لكن أحزاننا حملها وأوجاعنا تحملها» (إش 53: 4 )! لقد كان له المجد «رجل أوجاع ومُختبر الحَزَن» (إش 53: 3 ). والفصح في العُلية، وجثسيماني، والجلجثة ترسم أمامنا «جبل المُر». وهو ـ تبارك اسمه ـ يقودنا إلى هناك لندرك أكثر فأكثر محبته التي أحبنا بها إلى المنتهى.

                    أما «تل اللبان» فإنه يرسم أمامنا خدمة ربنا يسوع المسيح رئيس الكهنة العظيم، فإن أفكار الله الآب ومشورات نعمته من نحونا، قد ذخرها لنا في قلب ابنه الحبيب ـ الابن المبارك الذي قدّس ذاته لأجلنا (يو17). إن ربنا يسوع المسيح دائم المشغولية بخاصته إذ هم في فكره وأمام نظر عينيه في كل حين، وما أسمى أفكاره وأفكار أبيه من نحوهم! والأحجار الكريمة التي رُصعت بها صُدرة رئيس الكهنة كانت تمثل الأسباط الاثنى عشر الذين نُقشت أسماؤهم على تلك الأحجار الغالية والتي كانت تُرى داخل الأقداس في لمعان باهر وجمال فائق مُعلنة أفكار النعمة الإلهية حيث لا أثر فيها لضعفات الشعب وفشله.

                    وإنه يلذ لربنا الحبيب ورأسنا المبارك أن يُطلعنا على ما لنا في قلبه وفي قلب الآب، فجبل المُر وتل اللبان يرسمان أمامنا السمو الذي أوصلنا إليه والذي يريد الرب أن ترقى إليه نفوسنا روحيًا، وذلك بالتفرس في محبته التي بيَّنها في صلبه وموته. وإنه من امتيازنا أن نرقى ونسمو إلى جبل المُر وتل اللبان قبل أن يفيح النهار وتنهزم الظلال، فتفيض قلوبنا سجودًا وتعبدًا له.

                    متى بهنام
                    نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                    تعليق


                    • #11
                      مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - يوليو 2005

                      الاثنين 11 يوليو 2005

                      صوت الراعي


                      --------------------------------------------------------------------------

                      خرافي تسمع صوتي، وأنا أعرفها فتتبعني(يو 10: 27 )


                      تقدم إلى المحكمة اثنان من الرعاة؛ كل واحد يتهم الآخر بأنه سرق خروفًا من خرافه، ولم يستطع القاضي أن يجزم مَنْ هو اللص. ولما علم أن الخروف لا زال حيًا، أمر أن يُحضر إلى قاعة المحكمة، وطلب من الراعي الأول أن يترك قاعة المحكمة وينادي على الخروف ليتبعه. فعل الراعي ذلك مرات عديدة، لكن الخروف لم يتحرك. قال القاضي: لا شك أن هذا ليس خروفه. لكن لما نادى الراعي الثاني على الخروف باسمه، سمعه الخروف بسرعة وتبعه بسرور، فأزال كل شك.

                      ولاحظ أحد السياح أن ثلاثة من الرعاة كانوا يسقون قطعانهم من أحد الآبار، وتصوّر السائح أن كل هذه الخراف قطيع واحد. لكنه عرف أنها ثلاثة قطعان. وسأل نفسه: كيف سيستدل كل راعٍ على قطيعه. وتصوَّر أن الأمر سيحتاج إلى كثير من الجهد لإتمام ذلك. لكن في الحقيقة لم تكن هناك حاجة إلى أي جُهد. فبعد أن شربت الخراف وارتوت، سمع أحد الرعاة ينادي "من هنا"، وهذه الكلمة تعني "اتبعني". وفي الحال انفصلت مجموعة من الخراف عن باقي القطيع وتبعت راعيها.

                      وفعل الراعي الثاني نفس الشيء، ودون أي مجهود أو تعب، سمعت الخراف نداء راعيها وتبعته. والخراف الباقية كانت تخص الراعي الثالث.

                      صمم السائح أن يجري اختبارًا للمشهد الذي أدهشه. استعار قبعة الراعي وسُترته، وبعد أن لبسهما، نادى على الخراف "من هنا"، نظرت إليه بعض الخراف باستغراب ولكن ولا واحد استجاب لندائه وتحرك نحوه.

                      سأل السائح راعي الخراف: هل من عادة الخراف أن لا تتبع الغريب؟ أجاب الراعي: إنها تتبعه فقط، إذا كانت مريضة: أما الخراف التي في حالة صحية جيدة فلا تتبع الغريب إطلاقًا. قال الرب له المجد: «الخراف تتبعه لأنها تعرف صوته. وأما الغريب فلا تتبعه .. لأنها لا تعرف صوت الغرباء» (يو 10: 4 ، 5).

                      أيها الأحباء، ليسأل كل واحد منا نفسه: هل أنا واحد من خراف المسيح؟ هل أميز صوته من صوت الغريب؟ هل أتبعه عندما أسمع صوته من خلال كلماته في الكتاب المقدس؟

                      فوزي مشرقي
                      نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                      تعليق


                      • #12
                        مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - يوليو 2005

                        الثلاثاء 12 يوليو 2005

                        هوذا الشراع يُطوى (2)


                        --------------------------------------------------------------------------

                        فأقول هذا أيها الأخوة: الوقت منذ الآن مقصَّر... لأن هيئة هذا العالم تزول(1كو 7: 29 - 31)


                        والوقت مقصَّر بالنسبة لعمل الرب. هناك أشياء كثيرة ينبغي عملها باسم الرب، ولأجل مجده. فالعالم من حولنا له أعواز كثيرة. هناك شِفاه تطلب كأس ماء بارد. وهناك أجساد مُتعبة تترجى يد المساعدة. وهناك قلوب مكسورة تتضرع من أجل مواساتها وتضميد جراحاتها. قال الرب يسوع: «ينبغي أن أعمل أعمال الذي أرسلني ما دام نهار. يأتي ليل حين لا يستطيع أحد أن يعمل» (يو 9: 4 ). فإن كان الأمر كذلك، أمَا ينبغي أن نعمل نحن؟ إننا لا نعمل لكي نحصل على الخلاص، لكننا نعمل لأننا خلصنا، ولأننا في طريقنا إلى بيت أبينا. وينبغي أن يضيء نورنا على هذا الطريق.

                        كذلك الوقت مُقصَّر بالنسبة للسلوك. نحن نعيش في أوقات عصيبة شريرة، فينبغي أن نسلك بتدقيق (أف 5: 15 ). والسلوك بتدقيق هو سلوك الطاعة، وما هي فائدة التعليم والتبشير ودراسة الكلمة والصلاة والعطاء، إذا كان السلوك معيبًا وغير مقدس؟ ما فائدة كل هذه مجتمعة معًا إن لم يكن السجود والتعبد هو طابع الحياة، وإن لم تكن شهادتنا ناطقة وسلوكنا خاليًا من العيوب والمآخذ؟ وهذا هو معنى السلوك في الروح.

                        ما أكثر ما يشتّم الآخرون فينا رائحة الجسد في هذه الأيام. والوقت مُقصّر، فمتى ننهض؟ لا يكفي أبدًا أن نبدأ سيرًا تقويًا وسلوكًا روحيًا ابتداء من الغد، بل اليوم هو يوم البداية. لنخلع الآن أعمال الظلمة. «مَن قال: إنه ثابتٌ فيه، ينبغي أنه كما سلك ذاك هكذا يسلك هو أيضًا» (1يو 2: 6 ).

                        إن وقت السهر وانتظار الرب مُقصَّر كذلك، والغد سيكون بالنسبة لنا نهارًا أبديًا لا سهر فيه ولا انتظار. قد يأتي الرب اليوم. إنه لا يُبطئ.

                        كم بقى من الوقت؟ لا أحد يعرف على وجه التحديد، لكن الحياة في كلمة الله مُشبّهة بعُشب (1بط 1: 24 ) و«بزهر عشب» (يع 1: 10 ) وكقصة تُحكى (مز 90: 9 ) وكخيال (أي 8: 9 ) و«كغثاء على وجه الماء» (هو 10: 7 ) وكبخار يضمحل سريعًا (يع 4: 14 )، إنها هشة وسريعة الانقراض، ولا بد أن يُطوى شراعها، ويُلف قلعها.

                        ليتنا نعطي أنفسنا بالتمام للرب، لكي يستخدمنا لمجده وكرامته اسمه القدوس.

                        تشارلس سبرجن

                        نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                        تعليق


                        • #13
                          مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - يوليو 2005

                          الأربعاء 13 يوليو 2005

                          هذه الليلة


                          --------------------------------------------------------------------------

                          فقال له الله: يا غبي! هذه الليلة تُطلب نفسك منك، فهذه التي أعددتها لمن تكون(لو 12: 20 )


                          إن فكر الغباوة دائمًا يقود إلى طريق المرار «الأغبياء يرثون الحماقة» (أم 14: 18 ). ونحن نتأمل في هذا الرجل الغني الذي وصفه الرب بالغبي رغم كل حساباته الصحيحة لتدبير أمور الزمان. وهناك أسباب كثيرة دَعَت الرب أن يصفه بالغبي. وإليك بعض الأسباب:

                          (1) لقد أخصبت كورته حاملة له غنى البركات، لكن لم نسمع منه شكرًا لله ولا كان منه عطاءٌ للفقراء.

                          (2) انشغل تفكيره بنفسه، مُعلنًا ذلك بكلماته: أثماري، مخازني، غلاتي، خيراتي.

                          (3) كانت له رؤية ممتدة في المشاريع الأرضية، ولكنه بلا رؤيا للأمور السماوية.

                          (4) انحصر تفكيره في ضمانات الجسد الفاني جاهلاً ما للروح الخالدة، وما هو للباقي.

                          (أي 12: 10 ).

                          في تلك الليلة التي جلس فيها ذلك الغني يخطط مشاريعه، جاء صوت الموت لينهي ويكسر كل المشاريع، إذ تقابلت أفكاره الوهمية مع الإعلانات الإلهية الحقيقية موضحة في الصورة الآتية:

                          ـ بالنسبة للغني؛ كانت تلك الليلة ليلة الضمانات، لكنها فعليًا ليلة الخسارات.

                          ـ كانت ليلته ليلة الآمال العريضة، فإذ بها تنقلب لتكون ليلة أخيرة.

                          ـ في هذه الليلة أعلن لنفسه: «يا نفس استريحي هذا زمانك»، فإذ به يسمع صوتًا في العذاب: "يا غبي! هذا مكانك".

                          ـ قال يا نفسُ استريحي وكُلي واشربي وافرحي، فإذ بصوت الحقيقة قائلاً لنفسه: إلى الشقاء اذهبي.

                          ـ ليلة انتظر فيها ضوء الصباح، فإذ به يدخل ليل أبدي حيث الصياح.

                          ـ هذا الغبي عمل كل شيء صحيح، لكنه نسى أهم شيء مرتبط به مصيره الأبدي، فذهب إلى الهلاك.

                          عزيزي القارئ: هل تُسرع لنداء الحكمة وتترك طريق الغباء، فتضمن الحياة والغنى الحقيقي والكرامة، وتعفو نفسك من نتائج الحماقة.

                          ميشيل نويصري
                          نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                          تعليق


                          • #14
                            مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - يوليو 2005

                            الخميس 14 يوليو 2005

                            أليمالك والهجرة إلى موآب


                            -- -- -- --------------------------------------------------------------------
                            صار جوعٌ في الأرض، فذهب رجلٌ من بيت لحم يهوذا ليتغرَّب في بلاد موآب هو وامرأته وابناه. واسم الرجل أليمالك.(را 1: 1، 2)


                            إن الهجرة إلى بلاد وفيرة الغلات تبدو كأنها وسيلة طبيعية للتخلص من ويلات المجاعة، ولكنها ليست وسيلة مضمونة النجاح ولا هي الفكرة السديدة الصائبة. على أن أليمالك وزوجته وابنيه تركوا حقول بيت لحم المُجدبة قاصدين حقول موآب الأوفر محصولاً.

                            هل كان لدى أليمالك ما يبرر اتخاذ هذه الخطوة الخطيرة أمام ضميره؟ ربما فكر في أنه توجد سابقة لهذا العمل في حياة آبائه الذين كانوا رجال الإيمان، فماذا فعلوا في ظروف مُماثلة؟ لما حدثت في أرض كنعان أول مجاعة مدوَّنة في الكتاب، يذكر أن أبرام «انحدر إلى مصر ليتغرب هناك» (تك 12: 10 ). ونقرأ أن إسحاق في وقت المجاعة التجأ إلى أرض الفلسطينيين وهي ليست بعيدة عن كنعان كأرض مصر، بل ملاصقة لها كموآب (تك 26: 1 ). فربما ظن أليمالك أن هذه حالات مماثلة لحالته، فلا غبار على رحيله إلى موآب.

                            على أن أليمالك لو دقق النظر لعلم أن هذه الحوادث قد تدونت في التاريخ المقدس لتكون عبرة لا قدوة، لأنها لا تصف لنا كمالات الآباء بل نقائصهم كبشر، فلا يجب أن نتمثل بهم في هذه بل نعتبر، لأنه كم من التأثير السيئ على حياة إيمانهم وشهادتهم كان لهروبهم من المجاعات! وكل من إبراهيم وإسحاق قد استعمل التمويه والمواربة في الكلام عن زوجته، فوقف موقفاً مُخجلاً بصفة علنية أمام توبيخات كل من فرعون وأبيمالك. فكم من الضرر قد لحق بشهادتهما لله الحي الحقيقي ضد الآلهة الكاذبة التي كان يعبدها سكان البلاد التي التجأوا إليها!

                            أجل. لم يكن التمثل بالآباء في هذا الأمر مأمون الجانب، لأن تركهم أرض الموعد لمجرد طلب الطعام كان من عمل الحكمة الإنسانية الباطلة. في دخولهم أرض كنعان أطاعوا دعوة الله، أما في تركهم إياها فقد لبوا نداء مصالحهم الشخصية.

                            وسواء كان أليمالك قد لاحظ علامات الخطر هذه في حياة الآباء أم لم يلاحظها، فقد اتخذ نفس الخطوات التي اتخذوها تاركاً الأرض التي وعد الرب أن تكون عيناه «عليها دائماً من أول السنة إلى آخرها» (تث 11: 12 ) قاصداً أرض موآب، وكانت النتيجة أن مات هناك هو وابناه بغير نسل وزال ميراثه في إسرائيل تبعاً لذلك.

                            و.ج. هوكنج
                            نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                            تعليق


                            • #15
                              مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - يوليو 2005

                              الجمعة 15 يوليو 2005

                              أوان القضب


                              --------------------------------------------------------------------------

                              أجاب حبيبي وقال لي: قومي يا حبيبتي، يا جميلتي وتعالي... الزهور ظهرت في الأرض. بلغ أوان القضب، وصوت اليمامة سُمع في أرضنا(نش 2: 10 - 12)


                              إذا كان المقصود بالقضب هو قطع أغصان الكرمة الجافة في بدء فصل الربيع، ففي ذلك تحذير خطير لغير المؤمنين، فقد شبَّه الرب ذاته بالكرمة الحقيقية، والمؤمنون هم الأغصان الحية التي تأتي بثمر، أما المسيحيون بالاسم فهم الأغصان الميتة غير المُثمرة. وإن الآب هو الكرَّام يميز بين هذه وتلك، فالأغصان الميتة التي لا تأتي بثمر، ينزعها ويطرحها خارجًا فتجف وتُطرح في النار، فتحترق (يو15). وفي هذا إنذار خطير وصريح لكل المسيحيين بالاسم الذين لا حياة فيهم ولا ثمر، حتى يبادروا بالإتيان إلى المخلص الكريم بالإيمان القلبي به وبكفاية عمله فوق الصليب.

                              كما أن في هذا التعبير درسًا نافعًا للمؤمن الحقيقي. فالآب السماوي ـ الكرَّام ينقي كل غصن حي ومُثمر لكي يأتي بثمر أكثر. إنه ـ له المجد ـ يعمل بوسائله الإلهية المتنوعة ـ التعليم والإنذار والتوبيخ، وبالتأديب المؤلم إذا لزم الأمر وذلك لتنقية حياتنا من كل ما يعطل نمونا الروحي ويعيق الإكثار من الثمر، وإذ ينقي ويطهر حياتنا من كل معطل لنموها، تمتلئ قلوبنا شبعًا وفرحًا وتسبيحًا، فلو لم يكن قد بلغ أوان القضب ـ أعني قطع الأغصان الجافة حيث كانت العصافير تعشش فيها، لما سُمع صوت اليمامة وغناؤها، فقد يسمح الرب بأن يهز ويهدم كل عش تنام فيه قلوبنا ويزيل كل ركن تستند عليه نفوسنا، لكي نسبح في جو الأقداس السماوية، جو الشركة النقي حيث نسبحه ونرنم له أغاني الحمد وأناشيد الفرح.

                              ولقد جاءت عبارة «بلغ أوان القضب» في ترجمات عديدة بمعنى "بلغ أوان الغناء أو تغريد العصافير"، وإن في هذا معنى ساميًا أيضًا، فالعصافير الصغيرة تبقى طول الشتاء في أوكارها وقلما تغرد، ولكن كأن الحياة بأغانيها الشجية تعود إليها عندما يجيء الربيع، ولا ريب في أن النفس التي تلبي دعوة الرب الحبيب «قومي تعالي ... الزهور ظهرت في الأرض». وتأتي إليه بكل قلبها، فإنها لن تخلص فقط من برودة الحياة الروحية وجفافها، بل تتمتع أيضًا بمباهج الربيع البهية ـ ربيع الفرح والنشاط الروحي، وتنتعش بعبيق رائحة الزهور العطرية ـ رائحة المسيح الزكية، وبرؤية أشعة الشمس المُشرقة ـ شمس المحبة الإلهية «لأن الرب الله، شمسٌ ومجن. الرب يعطي رحمةً ومجدًا» (مز 84: 11 ).

                              متى بهنام
                              نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                              تعليق

                              من قاموا بقراءة الموضوع

                              تقليص

                              الأعضاء اللذين قرأوا هذا الموضوع: 0

                                معلومات المنتدى

                                تقليص

                                من يتصفحون هذا الموضوع

                                يوجد حاليا 1 شخص يتصفح هذا الموضوع. (0 عضو و 1 زائر)

                                  يعمل...
                                  X