إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - نوفمبر 2005

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - نوفمبر 2005

    الثلاثاء 1 نوفمبر 2005

    راحاب وصبر الرجاء


    --------------------------------------------------------------------------
    فقالت (راحاب): هو هكذا حسب كلامكما. وصرفتهما فذهبا. وربطت حبل القرمز في الكوة ( يش 2: 21 )


    في تاريخ راحاب نلمح صورة مُضيئة لصبر الرجاء. فلقد أنزلت راحاب الجاسوسين بحبل القرمز، وفي الحال ربطت هذا الحبل في الكوة التي أنزلت الجاسوسين منها. إن راحاب لم تنتظر حتى يصل الجاسوسين إلى الأرض، بل بمجرد أن ذهبا، ربطت حبل القرمز في الكوة، في انتظار صبور لتحقيق الرجاء بالخلاص النهائي.

    وهي تذكّرنا بإيمان المسيحيين الأوائل، الذين رجعوا إلى الله من الأوثان ليعبدوا الله الحي الحقيقي، وينتظروا ابنه من السماء. هؤلاء المؤمنون لم يضعوا عامل الزمن في الاعتبار. وكما اعتبر هؤلاء أن المسيح قد يعود في أية لحظة، وأن عليهم أن يكونوا له بانتظار، الليل والنهار، هكذا فعلت راحاب هنا عندما علقت الحبل فور رجوع الجاسوسين إلى يشوع، منتظرة اللحظة المترقبة لسقوط أسوار أريحا، لتسعد مع شعب الله في أرض عمانوئيل.

    عزيزي القارئ: جميل أن تدخل إلى باب بيت راحاب، بيت الإيمان، ذاك البيت الذي يميزه الحبل القرمزي، وأن تنهي علاقتك وإلى الأبد مع أريحا (التي تُشير إلى هذا العالم المقضي عليه)، ولا يصبح لك أية أماني أو تطلعات في مدينة الهلاك هذه، وألا تتطلع وأنت في بيت الإيمان، إلا من كوة الرجاء.

    لقد كان بيت راحاب على السور، ومن كوة بيتها كانت ترى الشعب وهو يدور دائرة المدينة. وكأنها كانت تردد مع كل دورة: «إن خلاصنا الآن أقرب مما كان حين آمنا» ( رو 13: 11 ). نعم، لقد كانت تعلم أن وقت الخلاص قريب، ففي سقوط أسوار أريحا، الخلاص الكامل والنهائي لها. وماذا نرى نحن الآن إذ نتطلع من كوة الرجاء؟ ألا نرى أن كل ما حولنا يصيح بأعلى صوته أن الرب: «قريب، على الأبواب»؟!

    أخي العزيز، أختي الفاضلة: هل أنت متيقن أنك في دائرة الأمان، محمي في دم المسيح؟ إن الأمر جدٌ خطير ولا يحتمل التأجيل أو الترجيح. فهل أنت متيقن أنك في الأمان؟ وإن كانت الأجابة نعم، فدعني أسألك أيضًا: هل كواك مفتوحة لترى ما يحدث من حولنا بذهن مُستنير، وآذان مترقبة لسماع صوت رئيس الملائكة وبوق الله، هذا الصوت الذي يقينًا سنسمعه عن قريب جدًا؟

    يوسف رياض
    التعديل الأخير تم بواسطة الشيخ; الساعة 01-11-05, 04:23 AM.
    نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

  • #2
    مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - نوفمبر 2005

    الأربعاء 2 نوفمبر 2005

    الصليب قوة الله


    --------------------------------------------------------------------------
    فإن كلمة الصليب عند الهالكين جهالة، وأما عندنا نحن المُخلَّصين فهي قوة الله ( 1كو 1: 18 )

    جاء مقعده في الطائرة إلى جوار مقعدي، فجلسنا متجاورين قرابة الساعتين. وقد لفت نظره كتابي المقدس. وكنت أقرأ الآية التي في رأس الكلام ( 1كو 1: 18 )، عندما سألني: ماذا تقرأ؟ فقرأت الآية له: فاستوقفته كلمة «قوة». فاستطرد يقول كلامًا مفاده: "أتمتع بقوة وظيفية، فمركزي على رأس شركة كبيرة معروفة .. وأتمتع بقوة شخصية؛ فكثيرًا ما يُطلب مني أن أحكم في قضايا متشابكة وأفض منازعات شائكة .. وأمتلك قوة جسمانية هائلة: فأنا أعمل يوميًا لساعات طويلة، وبإمكاني أن أركض في مسابقات العدو لمدة تزيد على الثلاث ساعات ... كما أنني أمتلك قوة نفسية جبارة؛ فأنا أستطيع أن أضبط لساني وأحكم طبعي وأطوّع لغتي حتى في أدق المواقف وأكثرها إثارة. كما أن لديَّ قوة إقناع ساحرة؛ فأمارس تأثيري على الآخرين. ومع ذلك فأنا تعيس وأحس بفراغ عميق في داخلي، حاولت أن أملأه بالتصوف والاستغراق في التأمل والتفكير، ولكنني لم أفلح، ولم أجنِ سوى الخوف.

    عزيزي القارئ .. تُرى ماذا كان ينقص تلك الحياة المقتدرة من قوة؟! إنني عندما سألته عما إذا مرّت به أوقات في حياته لم يكن يشعر فيها بالفراغ الذي ينغص حياته الآن، لدهشتي رجع بذاكرته إلى طفولته، وردّد كلامًا عن الكنيسة التي كان يتردد عليها، وعن مدارس الأحد، وعن اجتماعات دراسة الكتاب. لقد سمع عن قوة الصليب المُخلِّصة مرات كثيرة، ولكنه لم يستجب لأية دعوة للاعتراف بخطاياه والإيمان بشخص الرب يسوع مخلصًا وفاديًا شخصيًا له، وبدلاً من ذلك وضع ثقته في ذاته وانشغل بتحقيق طموحاته وأحلامه، فالتحق بالجامعة وسار في سلسلة من النجاحات ونسيَ كل ما سمع.

    لقد بدأ حديثه معي بالسؤال عن الكتاب المقدس. فهل تُرى هو الآن مستعد لأن يؤمن بأن القوة الوحيدة القادرة على أن تملأ فراغ حياته، وتجلب له السعادة، وتزيل مخاوفه، هي قوة الله؟ لقد طلب مني أن أخبره المزيد عن هذه القوة وكيفية التمتع بها. ولقد تكلمت إليه، وهو أصغى، ولكنه لم يتجاوب. وعندما افترقنا، كانت حياته تفتقر إلى قوة واحدة. كان ذلك منذ عشر سنوات. وإنني أصلي ألا يكون ما زال مفتقدًا هذه القوة اليوم.

    لاري أوندرجاك
    نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

    تعليق


    • #3
      مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - نوفمبر 2005

      الخميس 3 نوفمبر 2005

      يَنيس ويَمبريس


      --------------------------------------------------------------------------

      وكما قاوم ينيس ويمبريس موسى، كذلك هؤلاء أيضاً يقاومون الحق ... لكنهم لا يتقدمون أكثر، لأن حمقهم سيكون واضحاً للجميع ( 2تي 3: 8 ،9)


      كان «ينيس ويمبريس» هما كبيرا سحرة فرعون. والطريقة التي بها قاوم «ينيس ويمبريس» موسى، إنما كانت بتقليد ما كان يُجريه موسى على قدر استطاعتهما. فهما لم ينسبا أعمال موسى إلى الخداع أو الكذب أو روح شريرة، بل قصدا محو تأثير أعماله على ضمائر الذين شاهدوها بمحاولتهما تقليدها.

      ومن هذا نتعلم حقيقة خطيرة وهي أن أعظم مقاومة من إبليس ضد شهادة الله في العالم، إنما تصدر من أولئك الذين وإن تظاهروا بتمسكهم «بصورة التقوى» فإنهم «ينكرون قوتها» ( 2تي 3: 5 ). ومثل هؤلاء تراهم يمارسون نفس الفرائض، ويتمسكون بذات العوائد، ويستعملون نفس الألفاظ، ويجاهرون بنفس المعتقدات والآراء. فإذا رأى المؤمن الحقيقي، حباً للمسيح، أن يُطعم الجوعان، أو يكسو العريان، أو يصلي، أو يرتل، أو يعظ، أو يفعل أي شيء آخر من أجل المسيح. فالمقلد يمكنه أن يعمل كل هذه الأمور. وهذه هي صعوبة الأزمنة الأخيرة، فإن المقاومة بهذه الصورة هي نفس المقاومة التي ظهرت من «ينيس ويمبريس» حين قاوما موسى «كذلك هؤلاء أيضاً يقاومون الحق. أُناس فاسدة أذهانهم ومن جهة الإيمان مرفوضون» ( 2تي 3: 8 ). تجدهم متمسكين بصورة التقوى لأنها لا تكلفهم شيئاً، ولكنهم ينكرون قوتها لأن ذلك يستدعي إنكار الذات.

      ومعلوم أن قوة التقوى تكلف الإنسان الخضوع لأوامر الله والاعتراف بملكوته على القلب وتغيير مجرى الحياة والطباع والعوائد. أما المتمسك بصورة التقوى فلا يعرف شيئاً عن ذلك. فتلك الصفات الرديئة الواردة في 2تيموثاوس3: 1-7 لا تنطبق على قوة التقوى. أما الصورة فمثل الشَعر المُستعار الذي وإن ظهر في صورة الشَعر الحقيقي ولكنه لم يغير ما تحته، وهذا ما يريده المتمسك بصورة التقوى. فهو لا يريد أن يقمع جسده أو يُميت شهواته أو يتنازل عن لذاته، أو يحكم على ذاته أو يطهر نفسه أو ينقي قلبه، بل يوّد أن يكون له من الدين ما يحفظ له حق التمتع بالدنيا وبالآخرة معاً. فهو لا يعرف معنى حسبان كل الأشياء خسارة من أجل فضل معرفة يسوع المسيح.

      ماكنتوش
      نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

      تعليق


      • #4
        مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - نوفمبر 2005

        الجمعة 4 نوفمبر 2005

        اللقاء العجيب


        --------------------------------------------------------------------------

        فإذ كان يسوع قد تعب من السفر، جلس هكذا على البئر... فجاءت امرأة من السامرة لتستقي ماءً، فقال لها يسوع: أعطيني لأشرب ( يو 4: 6 ، 7)


        يا لروعة الطريقة التي اتبعها الرب مع المرأة السامرية النجسة، المذكورة قصتها في يوحنا4، لكي يحصل له على منزل في قلبها! ولما كانت مأموريته التي جاء لأجلها، هي أن يطلب ويخلِّص، فهذا المشهد يُرينا إياه قائمًا بالأمرين: طالبًا ومخلصًا.

        كانت هذه المرأة من بنات الطبيعة الخربة الفاسدة، ولم يعرف قلبها أو ينشغل ضميرها بأي شيء آخر سوى الملذات الاعتيادية ومسرات الزمان الحاضر اليومية، فيبتدئ الرب باكتساب ثقتها، وهذا يعمله بمهارة المحبة، فيطلب منها أن تعمل معه معروفًا، فحصل على الثقة التي كان يطلبها وجعلها تشعر بالراحة والطمأنينة في حضرته.

        بعد ذلك نراه يستخدم هذه الثقة التي اكتسبها لفائدتها الشخصية، فيثير فيها غريزة حب الاستطلاع مستعملاً في حديثه معها كلامًا يُشعرها بأن الذي أمامها ليس إنسانًا عاديًا، ففي الحال تبتدئ تخاطبه بكلمة: «يا سيد» دليلاً على أن ضميرها قد مُسّ وأن الموقف قد صار خطيرًا. وإذ قد اكتسب بهذه الكيفية ثقتها فيه، ثم انتباهها إليه كشخص غير اعتيادي، ابتدأ يعالج أمرها بحكمته الفائقة مُظهرًا لها حالتها الحاضرة بكل دقة وأمانة، فهو أولاً يمس ضميرها، وبعد بُرهة وجيزة يجعل هذا الضمير يعلن لها ذاته فتقع في اضطراب وحيرة.

        وبهذه الكيفية اكتسب الرب ثقتها ثم انتباهها، وبعد ذلك ضميرها. ليس ذلك فقط، بل هناك ما هو أكثر منه، إنها تحاول عبثًا أن تخبئ نفسها كما فعل آدم قديمًا، فتأتي بسؤال عن العبادة لعله يقوم من حالتها مقام أشجار الجنة من حالة آدم، ولكن الرب يتبعها إلى مخبئها، ويُجيب على سؤالها بصورة جعلت انتباهها يتوجه إليه أكثر، كما وتزداد دهشتها إلى حد أنها كادت ترى فيه المسيا المُنتظر.

        وهنا يميط اللثام عن نفسه ويُعلن لها ذاته. فترى فيه راحة لضميرها المضطرب، وسلامًا لقلبها الخائف، وانتشالاً لها من تلك الحالة المروعة التي وقعت فيها عندما أُعلنت لها ذاتها قبل ذلك بقليل .. وبعد ذلك تتركه، ويعود التلاميذ فيعلمون منه أنه لم يَعُد بعد في حاجة إلى طعامهم. إنه قد أطلق أسيرًا وأفعم بالسعادة قلبًا بائسًا وكسيرًا، وهذا كان طعامه وشرابه وراحته .. فيا لروعة نعمتك يا سيدي!!

        بللت
        نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

        تعليق


        • #5
          مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - نوفمبر 2005

          السبت 5 نوفمبر 2005

          وجه العروس وصوتها


          --------------------------------------------------------------------------
          يا حمامتي في محاجئ الصخر، في ستر المعاقل، أريني وجهك، أسمعيني صوتك، لأن صوتك لطيف ووجهك جميل ( نش 2: 14 )

          يدعو الرب عروسه بأن تأتي إليه ليرى وجهها الجميل في عينيه وليسمع صوتها اللطيف. وهل هناك تعبير أعمق وأقوى من هذا عن محبة العريس المبارك لعروسه وإعجابه بجمالها وبصوتها العذب.

          والرب يريدنا أن نكون في صُحبته المقدسة حيث يُطلعنا على مقاصد المحبة الإلهية والمشورات الأزلية التي ذُخرت لنا في شخصه المجيد، وهو يريد ان يرى الفرح بهذه المشورات الحُبية الغالية ينير وجوهنا، وأن يسمع أصواتنا وهي تتعبد له مترنمة له ومتحدثة إليه بهذه المشورات التي قصدتها مسرة مشيئته. ففي الشركة السرية ترتقي النفس إلى إدراك أعلى، واختبار أسمى لمحبة المسيح، وتتسع طاقتها الروحية؛ سواء في التمتع به أو في السجود والخدمة له. وهو يريد أن يوسع تخومنا الروحية، ويريدنا أن نمتد إلى ما هو قدام، وأن نتقدم في مداركنا واختباراتنا الروحية «انمو في النعمة وفي معرفة ربنا يسوع المسيح».

          ونلاحظ أن الرب لا يرى عروسه جميلة في عينيه وصوتها عذبً لسمع أذنيه وهي إلى جانبه في المجد فقط، بل قبل ذلك أيضًا، وهي هنا فوق الأرض في جسد الاتضاع والضعف، ذلك لأنه خلع عليها جماله هو. إن صوتها لطيف ـ صوت تضرعاتها وصلواتها، بل حتى اعترافاتها وكلمات التذلل والبكاء والانسحاق التي ترفعها إليه، لأن «صلاة المستقيمين مرضاته» ( أم 15: 8 )، كما أن ذبائح السجود والتسابيح الروحية هي مقبولة عنده ( 1بط 2: 5 ) «فلنقدم به في كل حين لله ذبيحة التسبيح أي ثمر شفاه معترفة باسمه» ( عب 13: 15 ). «أغني للرب في حياتي. أرنم لإلهي ما دُمت موجودًا. فيلذ له نشيدي» ( مز 104: 33 ) «مترنمين ومرتلين في قلوبكم للرب. شاكرين كل حين على كل شيء في اسم ربنا يسوع المسيح، لله والآب» ( أف 5: 19 ، 20).

          نعم، إن صلواتنا وسجودنا وتسبيحاتنا تتصاعد إلى حضرته كرائحة البخور العطرية، لأن الروح القدس الساكن فينا هو قوة سجودنا وتعبدنا، وأن وجهها جميل إذ أنه قد غسَّلها من أدرانها وخطاياها وطهرها من ضمير شرير، فلم تبق فيها عيبة أمامه، لذا يريد أن يرى وجهها الجميل «حينئذ تتلذذ بالقدير وترفع إلى الله وجهك ... ترفع وجهك بلا عيب» ( أي 22: 26 ؛ 11: 15).

          متى بهنام
          نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

          تعليق


          • #6
            مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - نوفمبر 2005

            الأحد 6 نوفمبر 2005

            إكرام وسجود عطر


            -- ------------------------------------------------------------------------

            فأخذت مريم مَنًا من طيب ناردين خالص كثير الثمن، ودهنت قدمي يسوع، ومسحت قدميه بشعرها، فامتلأ البيت من رائحة الطيب ( يو 12: 3 )

            قبل الفصح بيومين، لم تكن هناك صورة حية وحاضرة أمام قلب مريم، غير صورة صلب وموت ذاك الذي سمعته يقول قبل أن يصل إلى قبر أخيها: «أنا هو القيامة والحياة». لقد عرفت أن الرب الذي أقام لعازر إلى الحياة بعد موت أربعة أيام، سيموت هو نفسه وأنه سيبقى «في قلب الأرض ثلاثة أيام وثلاث ليالِ»، ثم يقوم ثانية.

            لم تبكِ مريم كما بكت بنات أورشليم لما أُقتيد الرب إلى الجلجثة، مع أن قلبها كان مسحوقًا من جراء ما ينتظر سيدها، ولكن ارتفع إيمانها فوق ظلمة وادي ظل الموت، وشاعت رائحة إيمانها في رائحة الدهن الطيّب الذي حفظته، لا لجسد ميت، ولكن لرأس وقدمي سيدها الحي.

            لقد سبقت فأحضرت مريم تلك القارورة الغالية لتدهن ذلك الجسد القدوس، الذي وإن استقر في القبر، لكنه لم يكن ليرى فسادًا. فما قدمته من طيب إنما كان منها اعترافًا جميلاً فياحًا بفضل الرب سيدها الحي، ملك إسرائيل الممسوح، الذي جاء إلى صهيون متوجًا بالوداعة ومُسربلاً بالتواضع والطاعة حتى الموت، موت الصليب.

            رأت مريم أن يوم تكفين الرب قد جاء، وأدهانها كانت قد أُعدت من قبل، وحُفظت لهذا اليوم. والرب قال عن العمل الذي عملته مريم في ذلك اليوم «عَمِلَت ما عندها (ما في استطاعتها أن تعمله). قد سبقت ودهنت بالطيب جسدي للتكفين» ( مر 14: 8 ). والروح القدس يعطي أهمية لهذا الذي فعلته مريم. فلعازر المتكئ إلى المائدة كان هو الشاهد الحي لمجد الله في القيامة، وبيت سمعان كان مملوءًا بأولئك الذين عرفوا أن الموت قد كُسرت شوكته في بيت عنيا، وأولئك الذين حزنوا عند القبر، ها هم يفرحون حول المائدة. ولكن مريم عرفت سر الرب أكثر من جميعهم؛ لقد عرفت أن ذاك الذي مسح دموع الثكلى، لن يربأ بنفسه عن أن تدخل تحت سلطان الموت. ومثل نغمة مطربة سَرَت الرائحة الزكية فأنعشت قلب الرب وحده، وسَرَت في الرائحة المنطلقة من القارورة المكسورة، أفكار قلب مريم. كانت تلك القارورة المسكوبة هي ذكرى مريم لموت الرب.

            ونحن أيضًا بالمثل نستطيع أن نستحضر ذكرى موت الرب على مائدته. إنه لا يزال مرفوضًا من شعبه إسرائيل. وكلامه لأولئك الذين يكوِّنون كنيسته، هو «اصنعوا هذا لذكري».

            و.ج. هوكنج
            نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

            تعليق


            • #7
              مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - نوفمبر 2005

              الاثنين 7 نوفمبر 2005

              محبة الذات


              --------------------------------------------------------------------------

              في الأيام الأخيرة ... الناس يكونون مُحبين لأنفسهم ( 2تي 3: 1 ، 2)
              إن أراد أحد أن يأتي ورائي، فلينكر نفسه ( لو 9: 23 )

              إن القاعدة العامة التي تعمل بموجبها الذات هي: "احصل على أكثر ما يمكن، ثم أعطِ أقل ما يمكن إعطاؤه، واحتفظ لنفسك بأكثر ما يمكن الاحتفاظ به". إن شعار الذات هو: "إن شخصي أحب إلى نفسي من أي شخص آخر".

              ولكن مثل هذه التعبيرات يجب أن ينبذها المؤمن تمامًا، لأنها ضد الحق على الخط المستقيم. إن الذين يأتون إلى الرب يسوع يجب أن يقبلوا قوله لهم: «إن أراد أحدٌ أن يأتي ورائي، فلينكر نفسه ويحمل صليبه كل يوم، ويتبعني» ( لو 9: 23 ). إن المُراد بالقول «ينكر نفسه» هنا، ليس كما يفهم الكثيرون أي حرمان النفس من بعض الأشياء المحبوبة عندها، كلا. إن المُراد هو إنكار النفس ذاتها. وهذا ليس بحسب الطبيعة، ولكنه بلا شك حسب النعمة، ولا يمكن معرفته إلا في حالة واحدة، وهي اختبار تلك الحقيقة الهامة اختبارًا عمليًا، ألا وهي كون النفس قد صُلبت مع المسيح.

              إن الخطية هي التربة التي تنمو فيها الذات، والطمع هو الوسط الذي يساعدها على النمو، والربح هو الوجهة التي تتجه إليها. وإن أصل كل شر وفساد هو جعل الذات المحور الذي تدور حوله كل الآمال والأعمال. ولكن على العكس من هذا، عندما يصبح المسيح محورًا، فإن كل ما يدور حوله من فكر أو قول أو عمل، لا بد وأن يؤول إلى مجد الله ومنفعة الآخرين.

              ما أقبح الذات، وما أكثر الصور التي تظهر فيها. إنها كالحرباء في تغيرها من حالة إلى أخرى. توجد نفس متواضعة تفتخر بتواضعها، وكأجاج أمام صموئيل تستطيع أن تتواضع تملقًا ورياءًا. توجد نفس مُرائية تظهر بمظهر لا يُعبِّر عن حقيقتها، كيعقوب أمام إسحاق عندما سلب بركة أخيه. توجد نفس طماعة لا يهمها مَنْ تدوسه إن هي استطاعت الاعتلاء عليه، كيهوذا والصندوق. توجد نفس تطمح إلى العلو ولا ترضى مُطلقًا إلا بأن تكون في المقدمة، كالفريسيين الذين أحبوا المتكئات الأولى. توجد نفس معتزة بذاتها، لا يلذ لها إلا الافتخار والتعظم، ولا تنطق إلا بكلمة "أنا"، كالفريسي الذي دخل الهيكل ليصلي. توجد نفس شديدة الغيرة لدرجة أنها تنحرف عن الطريق السوي في سبيل تنفيذ أغراضها. مثل شاول الطرسوسي الذي كان يفتخر جهلاً بغيرته القاسية في أمور الله. ليتني، مثل أيوب «أرفض (نفسي) وأندم في التراب والرماد» ( أي 42: 6 ).

              مارش
              نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

              تعليق


              • #8
                مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - نوفمبر 2005

                الثلاثاء 8 نوفمبر 2005

                الرب يسوع لنا


                --------------------------------------------------------------------------

                في كل طرقك اعرفه، وهو يقوّم سُبلك ( أم 3: 6 )

                يُسرّ ربنا المبارك بأن نضع ثقتنا فيه .. أن نلجأ إليه .. أن نطلبه. وليس ثمّة ما يُسمّى إسراف في الثقة في محبة قلبه وقوة ذراعه. فأمام كثرة محبته، لا يوجد شيء صغير ليُسقطه من اهتمامه. وأمام قدرة قوته، لا يوجد أمر كبير هو غير كُفء له. فله دُفع كل سلطان في السماء وعلى الأرض. وهو رأس فوق كل شيء لكنيسته ـ هو حافظ الكون، والحامل لكل الأشياء بكلمة قدرته.

                يتحدث الفلاسفة عن قوى وقوانين الطبيعة. أما المؤمنون فيُسرّون بالتفكر في المسيح، في ذراعه واقتداره وكلمته. كل شيء به كان، وكل شيء به كائن.

                لماذا إذًا نتحول إلى آخر؟ لماذا نُعلم أحدًا غيره باحتياجاتنا وأمانينا بطريقة مباشرة أو غير مباشرة؟ لماذا لا نذهب مباشرة إلى الرب يسوع؟

                هل نحتاج إلى مَنْ يحّس بآلامنا ويتعاطف معنا ويرثي لنا؟ ومَنْ يستطيع أن يقوم بذلك على أكمل وجه مثل الكاهن العظيم الرحيم؟ ومَنْ ذا الخبير بجميع ضعفاتنا إذ تجرَّب في كل شيء مثلنا بلا خطية؟

                هل نطلب عونًا من أي نوع؟ ومَنْ يستطيع أن يقدم لنا العون (في حينه) مثل المُحب القدير ... الذي غناه لا يُستقصى؟

                هل نحتاج إلى مشورة أو إرشادًا؟ ومَنْ يقدر أن يعطيها كما يعطيها ذاك الذي صار لنا «حكمة من الله»؟

                لنعزم على أن لا ننظر إلى سواه. آه .. إننا نُدمي قلبه المُحب ونُهين اسمه المجيد، عندما نقصد غيره. ليتنا نَغيرُ غيرةً للرب، فنقف ضد كل ميل طبيعي داخلنا لمراعاة آمال بشرية، أو لوضع ثقتنا في مخلوق، أو لاحتضان أماني أرضية. دعونا نتمسك بالنبع الحقيقي بكل قوانا، وحينئذ لن نشكو من خيبة الأمل.

                مُجمل القول: دعونا نسعى لعيشة الإيمان؛ فإن هذا يمجد الله في حاضرنا وإلى الدهر.


                مَنْ يطلب الرب يجد منه الوفاء والمدد
                فهو إله صالحٌ رحمته إلى الأبد


                ماكنتوش
                نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                تعليق


                • #9
                  مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - نوفمبر 2005

                  الأربعاء 9 نوفمبر 2005

                  أ نكره الحياة أم نحبها ؟


                  --------------------------------------------------------------------------
                  فكرهت الحياة، لأنه رديء عندي، العمل الذي عُمل تحت الشمس، لأن الكل باطلٌ وقبض الريح ( جا 2: 17 )

                  كان لسليمان حكمة مُعطاة له من الله، وبها تمكَّن من تحليل كل الأنشطة والإنجازات في الحياة. لكنه حللها بمنظار بشري «تحت الشمس». لم يكن عنده إعلان إلهي يمكّنه من رؤية الأمور بالمنظار الإلهي أو معرفة فكر الله تجاه كل ما في الحياة. وبالتالي لم يعرف العلاج الإلهي للمشاكل التي واجهها. لقد كره الحياة، وهذه بعض الأسباب التي يذكرها:

                  1ـ الحياة تتسم بالرتابة المُملة وتخلو مما هو جديد، ولا يوجد فيها ما يُلبي رغبة الإنسان لِما هو جديد «ما كان فهو ما يكون ... فليس تحت الشمس جديد» ( جا 1: 9 ).

                  2 ـ كل ما وصل إليه الإنسان من معرفة، لا يعالج خواء نفسه «كل ما عُمل تحت السماوات هو عناءٌ رديٌ جعلها الله لبني البشر ليَعنوا فيه. رأيت كل الأعمال التي عُملت تحت الشمس، فإذا الكل باطل وقبض الريح» ( جا 1: 13 ، 14)

                  3ـ الحياة مليئة بالألغاز والمشاكل المُحيرة التي يقف أمامها الإنسان عاجزًا. وكم من أشياء رديئة ومُحزنة يحاول الإنسان تلافيها أو إصلاحها، لكنه يصطدم بعجزه الكُلي، فيسلّم بالواقع أو قُل يستسلم له «الأعوج لا يمكن أن يُقوَّم، والنقص لا يمكن أن يُجبر» ( جا 1: 15 ).

                  4ـ إن كان الموت هو النهاية الحتمية لكل إنسان، فما الفائدة من الحكمة؟ وبمَ يتميز الحكيم عن الجاهل طالما أن كلا منهما سيواريه التراب؟!! «وعرفت أنا أيضًا أن حادثة واحدة تحدث لكليهما (الحكيم والجاهل). فقلت في قلبي: كما يحدث للجاهل كذلك يحدث أيضًا لي أنا» ( جا 2: 14 ، 15).

                  يا له من وصف كئيب للحياة! لكن أ ليس وصفًا صادقًا دقيقًا؟ فمنذ أن دخلت الخطية إلى العالم، تركت بصماتها على كل جوانب الحياة، والخليقة أُخضعت للبُطل (للخواء والفراغ وانعدام القيمة) ليس طوعًا بل من أجل الذي أخضعها» ( رو 8: 20 ). الخطية هي الداء العضال، والمشكلة الكُبرى المُسببة لكل آلام البشرية. أين إذًا العلاج والحل؟ في الإنجيل، فهو يقدم لنا حَمَل الله الذي يرفع خطية العالم ( يو 1: 29 )، المسيح الذي أُظهر مرة عند انقضاء الدهور ليُبطل الخطية بذبيحة نفسه ( عب 6: 26 ).

                  فريد زكي
                  نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                  تعليق


                  • #10
                    مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - نوفمبر 2005

                    الخميس 10 نوفمبر 2005

                    عذراء مخطوبة لرجل


                    --------------------------------------------------------------------------------

                    .. أُرسل جبرائيل الملاك من الله إلى مدينة من الجليل اسمها ناصرة، إلى عذراء مخطوبة لرجل من بيت داود اسمه يوسف. واسم العذراء مريم ( لو 1: 26 ، 27)

                    كانت مريم «عذراء مخطوبة». فقد كان يجب أن يولد المسيح من عذراء لم تعرف رجلاً تتميمًا لنبوة إشعياء7: 14، ولقد رأى الله أن تكون الفتاة مخطوبة، لرجل يحميها من أقاويل الناس وألسنتهم، ويمدّها بالمساعدة والحماية اللازمتين لها كامرأة ضعيفة، وقت احتياجها للمساعدة أو الحماية.

                    دخل الملاك جبرائيل إلى العذراء مريم، وقال لها: «سلامٌ لكِ أيتها المُنعم عليها. الرب معك. مباركةٌ أنتِ في النساء».. هي حقًا «مُنعم عليها» وهي «مباركة» لأن الله قد اختصها بنعمة لا يشاركها فيها سواها، وهي أن تكون والدة الرب يسوع، ومنها يأتي المسيح المنتظر، مخلص العالم.

                    ولما اضطربت من كلامه قال لها: «لا تخافي يا مريم، لأنك قد وجدتِ نعمة عند الله» ثم جاء الإعلان العجيب: «ها أنتِ ستحبلين وتلدين ابنًا وتسمينه يسوع. هذا يكون عظيمًا، وابن العلي يُدعى، ويعطيه الرب الإله كرسي داود أبيه، ويملك على بيت يعقوب إلى الأبد، ولا يكون لمُلكه نهاية».

                    ومريم عندما سمعت كلام الملاك لم تضحك في باطنها ضحك عدم الإيمان، كما فعلت سارة امرأة إبراهيم قديمًا، ولا هي طلبت آية كما فعل زكريا أبو يوحنا المعمدان، إذ قال: «كيف أعلم هذا، لأني أنا شيخ وامرأتي متقدمة في أيامها؟». بل إنها طلبت إيضاحًا، وسألت عن أسلوب إتمام هذا الأمر، فأجابها الملاك إجابة مثلثة.

                    أولاً: حدثها عن مصدر الطفل وحقيقته؛ إذ قال لها: «الروح القدس يحل عليكِ» ليكوِّن الطفل في بطنك، «وقوة العلي تظللك» طوال فترة الحَبَل، حفظًا للأم والمولود المقدس من أي اتصال بالدنس. «فلذلك أيضًا القدوس المولود منكِ يُدعى ابن الله».

                    ثانيًا: وليزيد إيمانها أشار إلى قريبتها أليصابات، فهي «أيضًا حُبلى بابن في شيخوختها، وهذا هو الشهر السادس لتلك المدعوّة عاقرًا».

                    ثالثًا: أشار إلى هذا المبدأ الهام الذي يجب أن يتقرر عندما نتناول أمورًا إلهية «ليس شيء غير ممكن لدى الله». وهذا المبدأ يُعتبر توبيخًا للكبرياء الإنسانية وجهل عدم الإيمان. كما أنه في نفس الوقت تشجيع للإيمان الضعيف، فيمكن للإيمان دائمًا أن يستريح إذا أسند رأسه على وسادة قدرة الله غير المحدودة.

                    يوسف رياض
                    نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                    تعليق


                    • #11
                      مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - نوفمبر 2005

                      الجمعة 11 نوفمبر 2005

                      راحة المحبة


                      --------------------------------------------------------------------------

                      الرب إلهك في وسطك جبار. يخلِّص. يبتهج بك فرحًا. يسكت (أو يستريح) في محبته. يبتهج بك بترنم ( صف 3: 17 )

                      يقول الكتاب عن الله حينما خلق الكون أنه «استراح في اليوم السابع من جميع عمله الذي عمل» ( تك 2: 2 ). ومعنى الراحة هنا ليس أنه تعب، ولكنه يعني هدوء وسكينة نفسه، حينما أنجز مشروع الخلق العظيم الذي كان في داخله كالمُصمم المُبدع، وأخرجه إلى حيز الوجود كالمنفذ المُتقن.

                      ولكن سريعًا ما نقرأ عن دخول الخطية إلى العالم في تكوين3 وصاحبها دخول التشويش في خليقته التي أبدعتها يداه. وهنا كالخالق المُحب لخليقته، بدأ الله يعمل من جديد لإزالة هذا التشويش الناجم عن الخطية ورفع المُعاناة عن خليقته التي أُخضعت للبُطل ( رو 8: 20 ).

                      والمسيح حينما ظهر على الأرض لينفذ مشروع الفداء العظيم، ويرفع التشويش الذي أحدثته الخطية ( يو 1: 29 ) لم تهدأ نفسه، ولم يكن له راحة في داخله، بل كان دائب العمل. فكيف يستريح قلبه المُحب، وهو يرى التعاسة والشقاء التي أحكمت قبضتها على خليقته والمتمثلة في «جمهورٌ كثير من مرضى وعُمي وعُرج وعُسم» المُلقين حول بركة بيت حسدا يتوقعون تحريك الماء رغبة في الشفاء (يو5). وظل طوال حياته يعمل ليرفع مُعاناة البشرية، إلى أن أنجز كل العمل على عود الصليب، مُعلنًا بملء الصوت «قد أُكمل» وهنا فقط نستطيع أن نقول: "إن الرجل لم يهدأ حتى تمم الأمر"، و«الرب إلهك في وسطك جبار. يخلص. يبتهج بك فرحًا، يسكت (أو يستريح) في محبته» ( صف 3: 17 ).

                      فتلك الأيادي التي صنعت وأتقنت وأبدعت في تكوين1، لم تكن تستطيع أن تهدأ وتستريح إلا بعد فداء الخليقة وعتقها من يد المغتصب في يوحنا19. فهناك في الجلجثة "نكس الرأس" فأراح الرأس المُتعبة، و"أسلم الروح" وقد استراحت على تتميم العمل وكماله.

                      وخُلاصة القول: إن محبة الله هي سترنا في البرية ( رو 8: 32 )، وهي قاعدة رجائنا ( يو 14: 3 نش 1: 4 )، وهي مركز أفراحنا ( رو 5: 8 ؛ 1بط1: 8)، ومصدر إيماننا ( أف 1: 4 )، وأساس نعمته الغنية المتجهة نحونا ( 1يو 4: 19 - 6)، وحبنا هو صدى وانعكاس لحبه لنا ( رو 8: 39 )، ويقيننا أنه لا شيء يقدر أن يفصلنا عن هذه المحبة التي في قلبه من نحونا ( 2كو 5: 15 )، فهي ترسل بأشعتها الدافئة، فتحصر كل جوانب حياتنا (2كو5: 15)، وكل الذي علينا هو أن نحفظ أنفسنا في نطاقها (يه21) فنستمتع بدفئها ونتلذذ بفيضها.

                      مسعد رزيق
                      نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                      تعليق


                      • #12
                        مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - نوفمبر 2005

                        السبت 12 نوفمبر 2005

                        صلوات لا ينبغي أن نصليها


                        --------------------------------------------------------------------------
                        أسرعوا فنسوا أعماله. لم ينتظروا مشورته، بل اشتهوا شهوة في البرية، وجرّبوا الله في القفر. فأعطاهم سؤلهم، وأرسل هُزالاً في أنفسهم ( مز 106: 13 - 15)


                        لقد فدى الله إسرائيل من أرض مصر، ولقد أجرت يمينه عجائب لصالحهم، كما أمدهم بكل ما احتاجوا إليه خلال رحلة البرية. لم تكن هناك حاجة لديهم لم يسددها الله، ومع ذلك فقد ارتكب إسرائيل خطأين فادحين مؤسفين:

                        الخطأ الأول، وهو ما نقع فيه جميعًا، هو النسيان «أسرعوا فنسوا أعماله». أما الخطأ الثاني، وهو أيضًا كثيرًا ما يُصيبنا كما أصابهم «لم ينتظروا مشورته».

                        نحن نعلم جميعًا أن الطعام الذي أرسله الله لهم هو المن «خبز السماء»، وقد كان هذا المن كافيًا تمامًا لتغذيتهم وإشباعهم وإمدادهم بالصحة والقوة. غير أن الشعب احتقر هذا الطعام الذي أمدتهم به السماء. لقد استجاب الشعب لشهوته الطبيعية الجسدية وانجذب وراءها، وطلبوا اللحم بدلاً من المن، وإذ لم ينتظروا مشورته، أعطاهم الله سؤلهم فأرسل لهم الريح حاملة لهم السلوى إلى المحلة، فالتهموها بشراهة حتى خرجت من أفواههم، غير أنه، وبينما اللحم ما زال في أفواههم وبين أسنانهم، حميَ غضب الرب عليهم وضرب الرب الشعب ضربة عظيمة جدًا، فمات كثيرون (عدد11). وعلى هذا يعلّق المرنم قائلاً: «أعطاهم سؤلهم، وأرسل هُزالاً في أنفسهم».

                        ويا ليتنا ـ أنا وأنت ـ عزيزي القارئ نتحذر كثيرًا من هذين الخطأين. خطأ النسيان وخطأ التسرع وعدم انتظار الرب، فقد نظن أحيانًا أننا نعرف مصلحتنا أكثر مما يعرفها هو، وننسى يده الكريمة التي قادتنا في أرض هضاب ووديان، ونُسرع للتصرف دون أن ننتظر مشورته ودون أن ننتظر معونة السماء التي يقدمها لنا بكل حكمة ولطف، فنلّج في طلب شهوتنا ورغبتنا بغض النظر عن أية اعتبارات أخرى، وما أتعسنا وأشقانا، وما أبأس مصيرنا لو استجاب الرب طلباتنا غير المتوافقة مع إرادته، حيث لا بد أن يلازمها "هُزال في النفس". الرب يحمينا ـ عزيزي القارئ ـ من حالة كهذه لا تُسرّ قلب الرب، وتجلب علينا وبالاً وخيمًا.

                        درك برنس
                        نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                        تعليق


                        • #13
                          مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - نوفمبر 2005

                          الأحد 13 نوفمبر 2005

                          تابوت العهد


                          --------------------------------------------------------------------------

                          فيصنعون تابوتًا من خشب السنط... وتُغشيه بذهب نقي. من داخل ومن خارج تغشيه، وتضع عليه إكليلاً من ذهب حواليه ( خر 25: 10 ، 11)


                          كان التابوت مصنوعًا من خشب السنط، وهو أحد فصائل شجر الصمغ، وهو نوع من الخشب الذي لا يفسد، لذا فهو رمز مناسب لناسوت الرب يسوع الكامل، فهو تبارك اسمه «لم يفعل خطية» ( 1بط 2: 22 )، «لم يعرف خطية» ( 2كو 5: 21 )، «ليس فيه خطية» ( 1يو 3: 5 ). فهو له كل المجد «قدوس الله» ومن ثم فالمرض والموت لم يكن لهما سلطان عليه، فلقد حُبل به بالروح القدس، ووُلد من عذراء. وقداسته المُطلقة مُشار إليها في كلمات الملاك إلى العذراء مريم «القدوس المولود منكِ» ( لو 1: 35 ).

                          وهذه الشجرة يمكنها أن تنمو في تربة جافة جدًا، ولا تؤثر جدوبة الأرض في حجمها أو معدل نموها، وهذا يذكرنا بكلمات إشعياء النبي «نبت قدامه كفرخٍ وكعرقٍ من أرض يابسة» ( إش 53: 2 ). فإن كان العالم لم يستطع أن يقدم للرب ما ترتوي وتنتعش به روحه، إلا أن علاقته الدائمة مع الآب كانت بمثابة مصدر دائم للارتواء بالنسبة له.

                          كما أننا نحصل منها على الصمغ المُستعمل في المستحضرات الطبية، والذي يُستخرج عن طريق ثقب الشجرة في الليلة بآلة حادة. والمادة التي تنتج من إفرازات الشجرة هي الصمغ العربي المتداول عالميًا. وهذا يذكرنا بالرب يسوع حينما اكتنفته الظلمة على الصليب وطُعن بالحربة في جنبه، وخرج دمٌ وماء، فكانا علاجًا شافيًا لكل نفس أثيمة خاطئة.

                          ولكن خشب السنط في تابوت العهد مُغشى بذهب نقي من داخل ومن خارج، والذهب يشير إلى لاهوت المسيح، فهو في حقيقة الأمر «بهاء مجد (الله) ورسم جوهره وحامل كل الأشياء بكلمة قدرته». تأمل فيه طويلاً على قدر ما يستطيع عقلك وقلبك أن يستوعب، ستجد أنه كما يعلن عن إنسانيته الكاملة التي لا نظير لها، يعلن أيضًا من كل الجوانب عن لاهوته ـ تبارك اسمه. فمع أن له إنسانية كاملة ورقيقة خالية من الخطية، إلا أن الدوافع الداخلية والمشاعر القلبية والإرادة كانت كلها إلهية، كما أن السيرة الخارجية أينما سار أو عمل أو تكلم، كانت أيضًا كلها إلهية. واتحاد خشب السنط مع الذهب النقي إشارة إلى اتحاد الطبيعتين الإلهية والإنسانية في شخصه الكريم، الذي هو الله الحقيقي والإنسان الحقيقي.

                          عاطف إبراهيم
                          نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                          تعليق


                          • #14
                            مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - نوفمبر 2005

                            الاثنين 14 نوفمبر 2005

                            الابتعاد عن الحق


                            --------------------------------------------------------------------------
                            فارجعوا كل واحد عن طريقه الرديء، وأصلحوا طرقكم وأعمالكم ( إر 18: 11 )

                            أيها الأحباء، هناك خطر كبير من أن نُحمل برياح التعاليم المختلفة، وتطوح بنا أمواج الظروف؛ فننسى وإذا بنا قد فُتْنا الحق «لذلك يجب أن ننتبه أكثر إلى ما سمعنا لئلا نفوته» ( عب 2: 1 ). لذلك هو لزام علينا أن نفحص أنفسنا دائمًا لنتأكد من عدم تطوحنا بعيدًا عن الكتاب المقدس، لأن الكتاب هو المرجع الثابت الدائم للحكم على مسلكنا. لذلك ليسأل كل منا نفسه هذه الأسئلة:

                            * هل أنا واثق أن الرب يسوع المسيح نفسه يحضر في وسط اثنين أو ثلاثة يجتمعون باسمه؟ أم أن هناك شكًا عندي في ذلك؟

                            * هل أنا زغت بعيدًا عن اختبار الشركة اللذيذة التي نعمت بها في اجتماعات قديسي الله؟

                            * هل أواظب على اجتماعات الصلاة وقراءة الكتاب بانتظام كما هي العادة؟ أم قد تحولت إلى انتحال الأعذار والتمسح فيها لتبرير انقطاعي عنها؟

                            * هل مساهمتي في أمر العطاء والجمع للقديسين أقل الآن مما كانت عليه فيما مضى، رغم زيادة إيرادي؟ وهل نسيت وكالتي على أموال سيدي زعمًا مني بأن هناك مَنْ في مقدورهم أن يجبروا تقصيري أنا؟

                            * هل رائحة التقوى تشيع في جنبات بيتي كما كانت في زمن مضى؟ أم أني لاحظت أن الصلوات العائلية والترنيمات وقراءة الكتاب لا تُمارس بصفة عامة في كثير من بيوت المؤمنين، ولأجل ذلك ـ نظرًا لإهمال الآخرين ـ تركت أنا أيضًا هذه العادات التقوية الفاضلة، فأقفر منها بيتي؟

                            * هل أعرف ما هي مسئوليتي من جهة تربية أولادي في «خوف الرب وإنذاره؟» أم أني ركنت إلى ترك أمر تربيتهم إلى شخص أجير يحمل عني العبء؟ فاكتفيت بأن أرسلتهم إلى مدارس تغذي عقولهم ولا تربي نفوسهم؟

                            * هل في عملي أكون عند كلمتي؟ وهل أؤدي واجبي لا بخدمة العين كمن يرضي الناس؟ أم أني انحرفت إلى "لغة السوق" التي تُستعمل كثيرًا في هذه الأيام؟

                            أيها الأحباء. إن كنا ابتعدنا عن الحق الذي عرفناه مرة ومارسناه، فلن نشعر ببركة الله ولن نختبر رضاه علينا اختبارًا مُشبعًا. إن كلماته لنا هي «فارجعوا كل واحدٍ عن طريقه الرديء ...» ( إر 18: 11 )

                            و.ج. هوكنج
                            نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                            تعليق


                            • #15
                              مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - نوفمبر 2005

                              الثلاثاء 15 نوفمبر 2005

                              الإيمان وضغوط الحياة


                              --------------------------------------------------------------------------
                              لماذا أنتِ منحنية يا نفسي؟ ولماذا تئنين فيَّ؟ ارتجي الله، لأني بعد أحمده، لأجل خلاص وجهه ( مز 42: 5 )

                              ما أكثر ضغوط الحياة وما أشد وطأتها علينا في هذه الأيام الأخيرة، ولكن الإيمان يثق بأن «الذين معنا أكثر من الذين معهم» ( 2مل 6: 16 ) و«إن كان الله معنا، فمَنْ علينا؟» ( رو 8: 31 ). فالمؤمن لا يواجه ضغوط الحياة على مختلف أشكالها بمفرده، بل إنه يثق أن الله معه ( مت 28: 20 ) وفي صفه. إلا أن الأمر يستلزم ردود فعل صحيحة وناضجة إزاء هذه الضغوط، الأمر الذي يتطلب الشركة القوية مع الرب قبل أن نخرج لمواجهة الضغوط. فهناك ردود فعل مختلفة مثل:

                              (1) التذمر والخوار: فإزاء تذمرات الشعب قديمًا وفشلهم في طاعة الرب وانتظاره في البرية، فشل موسى؛ ذلك الرجل الصبور والحليم جدًا، وفرَّط بشفتيه ( عد 11: 11 - 15). وإزاء كثرة أعباء العمل والخدمة، تذمرت مرثا على الرب، وعلى أختها مريم ( لو 10: 40 ).

                              (2) فشل القرار: وإزاء ضغط الأشرار المكدّرين، وبقاء إيزابل بصوتها المرتفع حتى بعد نُصرة جبل الكرمل الرائعة (1مل18)، انسحب إيليا من الميدان فاشلاً وطلب الموت لنفسه ( 1مل 19: 4 ). وإزاء الشعور بالفشل الداخلي، وعدم النفع لخدمة الرب، رجع بطرس إلى شباكه القديمة قائلاً: «أنا أذهب لأتصيَّد» ( يو 21: 3 )، فقاد ستة من التلاميذ وراءه!

                              (3) الغلبة والانتصار: وهذه نجدها في كثيرين مثل حَنة أم صموئيل، التي واجهت ضغط حاجتها المُلحّة إلى بنين، وضغط إغاظة ضرتها لها، وعدم فهم زوجها لمشاعرها على الوجه الأكمل، بل حتى رئيس الكهنة لم يفهمها، واجهت كل ذلك بسكب قلبها أمام الرب لتتلاشى مرارة نفسها ولا يعود وجهها بعد مُغيرًا (1صم1). ومثل الرسول بولس الذي واجه ارتداد الكثيرين عنه (2تي1) وتخلى الآخرين عنه (2تي4) بالعين المُثبّتة على الرب وحده، فصمد للنهاية.

                              وفوق الكل، رئيس الإيمان ومكمله، الذي واجه الفشل الظاهري لعمله وخدمته (مت11) بالمزيد من الثقة في الله، وواجه زيادة العمل والخدمة (مر1) بالاهتمام بالخلوة مع الله، كما واجه ضغط الآلام الرهيبة من كل اتجاه (عب12) بالأفكار الإيجابية عن مشيئة الله.

                              إسحق إيليا
                              نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                              تعليق

                              من قاموا بقراءة الموضوع

                              تقليص

                              الأعضاء اللذين قرأوا هذا الموضوع: 0

                                معلومات المنتدى

                                تقليص

                                من يتصفحون هذا الموضوع

                                يوجد حاليا 2 شخص يتصفح هذا الموضوع. (0 عضو و 2 زائر)

                                  يعمل...
                                  X