إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

قرأت لك :من "طعام وتعزية" - مارس 2011

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • قرأت لك :من "طعام وتعزية" - مارس 2011

    الثلاثاء 1 مارس 2011

    مجيء المسيح الثاني حقيقة عملية
    منتظرين الرجاء المبارك وظهور مجد الله العظيم ومخلصنا يسوع المسيح ( تي 2: 13 )

    يقول بعض المعترضين إن موضوع مجيء المسيح الثاني موضوع نظري لا عملي، ولكننا نقول: إن هذا الرجاء المبارك، ليس موضوعًا عويصًا لا يدركه إلا الآباء في المسيح، بل موضوع بسيط واضح في كلمة الله كموضوح الخلاص بالإيمان بالرب يسوع المسيح، فهو موضوع ذو قيمة عملية كبيرة للأسباب الآتية:

    1- لأنه بدون إدراكه نخطئ فهم جزء كبير من كلمة الله، ولا يمكننا أن نفسر مثلاً مواعيد الله لإبراهيم ولداود وللكنيسة، والنبوات أيضًا لا نستطيع أن نفهمها بدون إدراك مجيء المسيح الثاني، وبذلك يكون جزء كبير من الكتاب المقدس بلا صوت بالنسبة لنا! فحقيقة مجيء المسيح والحوادث المرتبطة به، هي مفتاح لجزء كبير من كلمة الله.

    2- لأن به يكون أمام قلوبنا نفس الغرض الذي أمام الرب يسوع المسيح. فنقرأ: «أحب المسيح الكنيسة وأسلمَ نفسه لأجلها ... ليُحضرها لنفسه كنيسة مجيدة ...». فالغرض العظيم الذي أمام قلب المسيح هو أن يمتلك تلك العروس التي أُعطيت له وقد مات لأجلها واقتناها بدمه. ويجب أن نعلم أنه لا يوجد مسيحي عاش على وجه الأرض، اشتاق إلى مجيء المسيح الثاني، نظير شوق المسيح نفسه إلى تلك اللحظة التي فيها يأخذ عروسه المُشتراة بدمه ويُحضرها لنفسه مقدسة وبلا عيب.

    3- لأنه من المهم أن نعرف أين نحن من تاريخ العالم، ومن تاريخ معاملات الله مع هذا الدهر، إذ يجب على جميع المؤمنين أن يكونوا على أهبة الاستعداد لأنه بعد قليل جدًا سيأتي الرب، وسنُخطف جميعًا لمُلاقاته في الهواء.

    4- لكي نحصل على القوة التي يحملها إلى حياتنا هذا الرجاء، ونتعلم الدروس التي يوصلها إلى قلوبنا.

    في أيام الكنيسة الأولى، كان المؤمنون ينتظرون باستمرار مجيء الرب. هكذا كانوا في كورنثوس وفي تسالونيكي وفي غيرهما. وفي الرسالة إلى تيطس نرى نعمة الله المخلِّصة تعلِّمنا أن ننتظر الرجاء المبارك وظهور مجد الله العظيم ومخلِّصنا يسوع المسيح. وبين الخلاص والمجد كيف نعيش؟ بالتعقل والبر والتقوى. أَ ليس هذا يبين بوضوح أن حقيقة مجيء الرب الثاني حقيقة عملية؟؟

    كاتب غير معروف
    نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

  • #2
    رد: من "طعام وتعزية" - مارس 2011

    الأربعاء 2 مارس 2011

    ولا أنا أدينك
    مَن كان منكم بلا خطية فليرمها أولاً بحجر! ( يو 8: 7 )

    يلفت النظر في قصة المرأة التي أُمسكت وهي تزني في ذات الفعل، أن دوافع رجال الدين لم تكن الحرص على تنفيذ الشريعة لمنع الشر في المجتمع، لكنهم فعلوا ما فعلوا وقالوا ما قالوا، كي يضعوا المسيح في مأزق بحسب ظنهم! واستغلوا سقوط المرأة، واستخدموه كشَرَك.

    كما أن هؤلاء الذين يدّعون المحافظة على إقرار العدل وتنفيذ القانون، أمسكوا المرأة؛ الإناء الأضعف، وشهَّروا بها، وتركوا الرجل شريكها، يفلت من التشهير والعقاب. وهؤلاء الرجال الذين تعاملوا مع هذه المرأة بكل القسوة والعنف، نسوا أنهم هم أنفسهم سقطوا في هذه الخطية، وعندما سقطوا فيها تعاملوا مع أنفسهم بكل الشفقة والرأفة، واختلَقوا لأنفسهم الأعذار والمُبررات.

    ونلاحظ كيف كشف المسيح حقيقتهم «وقال لهم: مَن كان منكم بلا خطية فليرمها أولاً بحجر!». لقد أرادوا بخبث أن يشتكوا عليه، أي يوجهوا إليه اتهامًا حتى ولو كان مُلفقًا، فإذ به يأخذ مكانه الجدير به، ويوجه لهم جميعًا اتهامًا حقيقيًا. وعندما وصل الاتهام إلى ضمائرهم، بكتتهم فخرجوا من أمامه. ويا ليتهم ما خرجوا، بل ظلوا في أماكنهم يطلبون منه الرحمة من حالتهم، والغفران لكل خطاياهم، فكان يستجيب طلبهم، لأنه جاء إلى العالم خصيصًا ليطلب ويخلِّص ما قد هلك.

    وأرجو ألاّ تعتقد أن عبارة المسيح «مَن كان منكم بلا خطية فليرمها أولاً بحجر!»، هي مُبرر للتهاون مع الخطية وتسهيل ارتكابها، بل هي دليل على أن الله القدوس لا يدين فقط مَن أُلقي القبض عليهم وهم يُخطئون، بل يدين أيضًا هؤلاء الذين يُخطئون ولا يراهم الناس.

    وهذه القصة توضح بجلاء النعمة والحق اللذين بيسوع المسيح صارا، فبعد خروج جميع المُشتكين على المرأة، الذين لم يجرؤ واحد منهم على رجمها، لأنهم خطاة نظيرها، وقفت بمفردها أمام الوحيد الذي له الحق أن يدينها، لأنه القدوس، ففوجئت به يقول لها: «ولا أنا أدينك». هذه هي النعمة. «اذهبي ولا تُخطئي أيضًا». هذا هو الحق. لقد غفر المسيح لهذه المرأة خطيتها بنعمته، والغفران ليس تهاونًا مع الخطية أو نتائجها، وليس مُبررًا لنا لنعيش فيها، بل حافزًا يُحفز الخاطئ التائب ليحيا بالقداسة التي بدونها لن يرى أحد الرب «لأن عندك المغفرة، لكي يُخاف منك» ( مز 130: 4 ).

    نبيل عجيب
    نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

    تعليق


    • #3
      رد: قرأت لك:من "طعام وتعزية" - مارس 2011

      الخميس 3 مارس 2011

      ملكة سَبَا والخصي الحبشي
      وأعطى الملك سليمان لملكة سَبَا كل مُشتهاها الذي طلبت ( 1مل 10: 13 ) وذهب (الخصي الحبشي) في طريقه فرحًا ( أع 8: 39 )

      الخصي الحبشي كان رجلاً عظيمًا وزيرًا لكنداكة ملكة الحبشة. ولعله قد اختبر من زمان طويل أن عظمة المركز ورهبة السلطان لم توصله إلى شبع القلب وراحة الضمير. ولربما كان ذلك الخصي من أصل يهودي عارفًا بشريعة آبائه، أو أنه ـ وهو الأرجح ـ حبشيٌ كما يقول الكتاب «رجلٌ حبشيٌ خصيٌ»، ترك الأصنام لعدم نفعها، واعترف باسم الرب إله إسرائيل. وفي طاعة إيمانه قام وذهب إلى أورشليم مدينة الأعياد والمواسم حيث تُقام شعائر عبادة إله إسرائيل. ذهب الخصي إلى هناك كساجد، ولكنه ترك أورشليم وفي قلبه شوق إلى شبع أفضل. لم يجد هناك اكتفاءً كاملاً. عاد إلى أرض الجنوب راجعًا إلى بيته جوعان وظمآن أيضًا، لا يزال يسأل ـ كما كانت ملكة سبا في أيامها تمامًا عندما تركت أرضها وذهبت إلى نفس المدينة أورشليم. والتباين هنا واضح. فأورشليم التي أشبعت قلب الملكة وأراحت ضميرها وروحها، لم تُشبع قلب الخصي ولم تُروِ جدوبته. ولماذا هذا؟ لماذا لم تصنع أورشليم بالخصي ما صنعته بملكة سبا؟ ذلك لأنه لم يرَ مجد الرب هناك كما رأته ملكة سبا في أيام سليمان. وأورشليم لم تَعُد بعد المدينة التي فيها يُرى ملك المجد في جماله ونوره حيث تنعكس صورته ويُحسّ بحضوره وجلاله. لم تكن أورشليم للخصي مثل ما كانت للملكة ”كجبل التجلي“. كان هناك التدين، لكن لم يكن هناك المسيح. كانت هناك طقوس وفرائض عبادة جسدية، لكن لم يكن فيها محضر مسيح الله. وهذا هو كل الفرق. وهذا هو السبب في عدم شبع الخصي. لكن طالب الرب لا بد أن يجد الامتلاء، وقلب الخصي لا بد أن يفيض بالفرح كما فاض قلب الملكة قديمًا من ذات النبع.

      وفي البرية في طريق عودته من أورشليم إلى الحبشة، أُقتيد فيلبس خادم الرب يسوع وشاهده، بالروح القدس، ليلتقي به. ولا شك أن الرب كان يهيئ كل شيء ويبرز أمام قلب الخصي كلمات إشعياء53 بقوة تهز عواطفه وتوقظ مشاعره. ولكن الرب سرعان ما تداخل في الأمر ليملأ قلبه شبعًا، وكان لا بد أن تفيض ينابيع ماء حي في أرض الجدوب «ففتح فيلبس فاه وابتدأ من هذا الكتاب فبشَّره بيسوع» ( أع 8: 39 )، أما الخصي «فذهب في طريقه فَرِحًا» (أع8: 39).

      بللت
      نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

      تعليق


      • #4
        رد: قرأت لك:من "طعام وتعزية" - مارس 2011

        الجمعة 4 مارس 2011

        لا تخف
        لا تخف يا دودة يعقوب يا شرذمة إسرائيل. أنا أُعينك يقول الرب، وفاديك قدوس إسرائيل ( إش 41: 14 )

        يا له من وعد مشجع! ويا لها من كلمة حلوة تملأ صفحات الكتاب المقدس! لقد قيلت في مناسبات مختلفة، وعبر أزمنة مختلفة، وحملت معها تشجيعًا كبيرًا لأشخاص كثيرين، كان إبراهيم أول مَن تمتع بالوعد الإلهي ( تك 15: 1 )، ويوحنا الرسول سمعها أيضًا في جزيرة بطمس ( رؤ 1: 17 )، وبين إبراهيم ويوحنا فترة زمنية تزيد عن 2000 سنة، وخلال هذه السنين الطويلة تمتع بالوعد الكثير من أبناء الله، فالوعد الحلو شمل رجالاً مثل بولس ( أع 27: 24 )، ونساء مثل هاجر ( تك 21: 17 )، والمطوَّبة مريم ( لو 1: 30 ). قيلت لمجموعة التلاميذ ( مت 14: 27 )، ونحن الآن نتناول واحدًا من هذه الوعود جاء في إشعياء41: 14.

        أولاً: على المستوى الفردي لاحظ القول «لا تخف يا دودة يعقوب». فالدودة تُشير للمؤمن في ضعفه وهشاشته، فهي غاية في الضعف ويمكن سحقها بسهولة. ويعقوب له تاريخ مليء بالتقصير والخداع. ففي «دودة يعقوب» كثيرًا ما نرى أنفسنا من حيث ضعفنا وقلة حيلتنا من ناحية، ومن ناحية أخرى عدم أمانتنا ورداءتنا. والرب يعلم حقيقتنا: فمن جهة يعلم هشاشتنا «لأنه يعلم جبلتنا. يذكر أننا ترابٌ نحن» ( مز 103: 14 )؛ ويعلم أيضًا رداءتنا وتقصيرنا، فهو فاحص القلوب ومُختبر الكُلى ( مز 7: 9 ). ولذا يعرف أننا أحوج ما نكون لتشجعيه، فيطمئننا بقوله لا تخف.

        ثانيًا: على المستوى الجماعي يقول الرب «لا تخف ... يا شرذمة إسرائيل». لاحظ روعة الكتاب، فهو ينسب الدودة ليعقوب والشرذمة بإسرائيل، وليس العكس، فمن غير المناسب أن تُربط الدودة بإسرائيل. كلمة شرذمة تعني ”عدد قليل“ فإذ ننظر لأنفسنا كعدد قليل من الحملان، ونرى في مواجهتنا عدد هائل من الذئاب، كثيرًا ما يعترينا الخوف. لكن ما أحلى الوعد المطمئن عندئذٍ «لا تخف ... يا شرذمة إسرائيل»، وأيضًا «لا تخف أيها القطيع الصغير» ( لو 12: 32 ).

        عزيزي .. إن كانت أسباب الخوف متوفرة فينا، فحيثيات الطمأنينة موجودة في إلهنا المعبود الذي قال: «لا تخف ... أنا أُعينك يقول الرب، وفاديك قدوس إسرائيل»، ألا يكفينا شخصه؟ بلى، يكفينا جدًا، أنه هو نفسه مُعيننا، فمن حقنا أن نقول: «الرب معينٌ لي فلا أخاف. ماذا يصنع بي إنسانٌ؟» ( عب 13: 6 ).

        عادل حبيب
        نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

        تعليق


        • #5
          رد: قرأت لك:من "طعام وتعزية" - مارس 2011

          السبت 5 مارس 2011

          الحياة الأبدية
          وهذه هي الحياة الأبدية: أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك ويسوع المسيح الذي أرسلته ( يو 17: 3 )

          الحياة الأبدية هي أكثر من كونها حياة جديدة لا تُفقد مُطلقًا. إنها تُدخِل الحاصل عليها في علاقات جديدة وفي هذا فرحها. إن الطفل عندما يولد في عائلة، لا يعرف من بداءة الأمر والده، ومع ذلك هذا لا ينفي كونه أحد أفراد هذه العائلة وأنه ابن أبيه. وكل شخص يولد في عائلة الله هو أحد أولاده «انظروا أية محبة أعطانا الآب حتى نُدعى أولاد الله!» ( 1يو 3: 1 ). وفي عائلة الله يعرف الأولاد أباهم من البداءة، ويستطيعون أن يرفعوا أبصارهم إليه ويخاطبونه بالحرية الجميلة التي يخاطب بها كل ابن أباه. وهم يعلمون أنه ليس فقط قد أحبهم لمَّا كانوا بعيدين عنه، وبذل ابنه لأجل خلاصهم، بل يعلمون أيضًا أنه يحبهم محبة أبوية وأنهم أولاده وأعزاء له بكيفية لا يمكن أن تُحدّ، وإلى الأبد.

          والحياة الأبدية هي بركة حاضرة عظيمة القيمة، ولكنها أيضًا تمتد إلى المستقبل. فأولئك الذين يؤمنون باسم ابن الله الوحيد لا يهلكون، لا يستطيع الموت أن يسلبهم حياتهم الأبدية، فمستقبلهم المجد الأبدي مع المسيح «متى أُظهر المسيح حياتنا، فحينئذٍ تُظهرون أنتم أيضًا معه في المجد» ( كو 3: 4 )، «ولم يُظهر بعد ماذا سنكون، ولكن نعلم أنه إذا أُظهر نكون مثله، لأننا سنراه كما هو» ( 1يو 3: 2 )، وعندما تتم فعلاً هذه الكلمات المجيدة سيتمتع جميع المفديين بالحياة الأبدية في كل كمالها وقوتها، في حضرة الآب السماوي وفي بيته.

          وبينما ينتظر المؤمن كمال مجد الحياة الأبدية يتمتع بالحياة هنا كحياة منتصرة فوق قوة الموت، لو دُعي إليه. إن جسد المؤمن لا يزال خاضعًا للموت ولكن روحه ليست خاضعة للموت. إن الموت هو ملك الأهوال لأولئك الذين لا يؤمنون، ولكنه ليس كذلك لأولاد الله بالإيمان بالمسيح، لأن الموت قد قابله سيدهم الذي هزمه وكسر شوكته. لقد أخذ من قبضته مفاتيح قوته، وحرَّر المؤمنين من خوفه ومن حالة العبودية له التي كانوا فيها فيما مضى. إن المؤمن يقتسم مع المسيح نُصرته، مع المسيح الذي هو حياته، وبذلك يستطيع أن يقول حتى في مواجهة الموت «شكرًا لله الذي يعطينا الغَلبَة بربنا يسوع المسيح» ( 1كو 15: 57 ).

          وكلُّ ذا صارَ لنا بحسبِ قصدِ نعمتكْ
          فالشكرَ نُهديكَ بهِ على جزيلِ رحمتِكْ

          وليم كلي
          نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

          تعليق


          • #6
            رد: قرأت لك:من "طعام وتعزية" - مارس 2011

            الأحد 6 مارس 2011

            شخصه الفريد
            لرائحة أدهانك الطيبة. اسمك دُهنٌ مُهرَاق، لذلك أحبَّتك العذارى ( نش 1: 3 )

            لقد كان اسمه قبل زمان النعمة الحاضر ـ كالدُهن المحفوظ داخل القارورة المختومة، ولم يعرفه إلا القليلون معرفة جزئية من وراء ظلال الفرائض والرموز. فمع أنه ـ تبارك اسمه ـ أظهر ذاته قديمًا ليعقوب أبي الأسباط، وقال له: «لا يُدعى اسمك في ما بعد يعقوب بل إسرائيل»، فإنه إذ سأله يعقوب وقال: «أخبرني باسمك. فقال: لماذا تسأل عن اسمي؟ ..» (تك32). كذلك عندما تنازل أيضًا وأظهر ذاته لمنوح أبي شمشون، سأله منوح: «ما اسمك حتى إذا جاء كلامك نُكرمك؟». «فقال له ملاك الرب: لماذا تسأل عن اسمي وهو عجيب (أو سر ٍٍSecret)؟» (قض13).

            نعم، لقد كان هذا الاسم عجيبًا أو سرًا خفيًا، أو بالحري كان بالنسبة للعهد القديم لُغزًا لم يستطع أحد وقتئذٍ أن يحله «ما اسمه وما اسم ابنه إن عرفت؟» ( أم 30: 4 ). أما الآن، فشكرًا له لأنه تنازل بملء نعمته الغنية وأعلن لنا اسمه العزيز المبارك وشخصه الحبيب، وبموته فوق الصليب وسفك دمه الكريم أصبح اسمه دهنًا مُهراقًا.

            وبقدر ما تزداد شركتنا مع الرب والتصاقنا به، بقدر ما يزداد تمتعنا برائحته الذكية المُنعشة. ولا نستطيع أن نحمل رائحة أدهانه الطيبة، أو بالحري محبة المسيح ونعمته الفائقة إلى الآخرين إلا إذا كنا نحن متمتعين أولاً برائحة أدهانه المقدسة، وكان المسيح ظاهرًا في حياتنا.

            ومع أن الرب ـ له كل المجد ـ إذ ضُرب بسيف العدل الإلهي على الصليب صار كالدهن المُهراق، إلا أنه لا يستطيع في الزمان الحاضر أن يدرك قيمته الغالية ويتمتع برائحته العطرية الكريمة إلا المؤمن الحقيقي فقط. إنه يستطيع بعمل الروح القدس أن يدرك شيئًا عن كمالاته وأمجاده المتنوعة وجمال صفاته التي انفرد بها. نعم، إن عين الإيمان فقط هي التي تستطيع أن تراه «مُكللاً بالمجد والكرامة»، ولكن لا بد أن يجيء الوقت ـ وقد أصبح قريبًا جدًا ـ الذي فيه تعُّم رائحة الدُهن المُهراق كل مكان، فلا تعرف الخلائق بأسرها إذ ذاك اسمًا سواه ( في 2: 9 - 11). إن السماوات والأرض ستتحد في تعظيم ذلك الاسم الكريم.

            ولاسمهِ يجثو الجميعْ يعترف كلُ لسانْ
            ومجد الآب في يسوعْ يعم في كلِ مكانْ

            متى بهنام
            نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

            تعليق


            • #7
              رد: قرأت لك:من "طعام وتعزية" - مارس 2011

              الاثنين 7 مارس 2011

              إلى الأفراد
              اذهبوا إلى العالم أجمع واكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها ( مر 16: 15 )

              هذه هي مسئوليتنا تجاه الأفراد. «إذا قلت للشرير: موتًا تموت وما أنذرته أنت ولا تكلمت إنذارًا للشرير من طريقه الرديئة لإحيائه، فذلك .. يموت بإثمه، أما دمه فمن يدك أطلبه» ( حز 3: 18 ).

              وماذا عن ذنب الشخص الذي يجد كسرًا في قضيب السكة الحديدية ولم يحذّر سائق القطار القادم؟ أو الذي يشاهد رجلاً أعمى وهو يسقط من فوق الجرف ويأبى أن يطلب الإنقاذ؟ أو الذي يرى إنسانًا يغرق ويرفض أن يمد له يد العون؟ أو ذاك الذي يلاحظ بيتًا تشتعل فيه النار ويمتنع عن الاتصال بالنجدة؟

              ها نحن الآن نقف وجهًا لوجه مع مسئوليتنا الفردية. ومن جديد يتبادر السؤال الصعب الذي يتطلب جوابًا: «أَ حارسٌ أنا لأخي؟». ونجد كلمة الرب تعلن لنا: «الخليقة كلها». كتب أحدهم:

              ”مائة ألف نفس كل يوم، يمرون وهم، يكتنفهم شعور بالذنب والظلمة، بعيدًا عن المسيح، دون بصيص من الرجاء أو النور، بينما الظلمة تغمرهم وهم يعبرون نحو مصيرهم المشئوم“.

              آه، يا مَن أنت ابن لله، ما الذي تفعله تجاه ذلك؟ ما الذي فعلته؟ كيف ستواجههم؟ هل تستطيع تحمُّل هذه الفكرة؟ إن تفويض سيدك لك واضح وجلي وأكيد، كما أن الاحتياج العاجل يظهر أمامك مِرارًا وتكرارًا، ومع ذلك أنت لم تَقُل «ها أنذا أرسلني»، وقد مرّ أمامك طبق العطاء وأنت ما تزال تقدم المبلغ الصغير نفسه الذي اعتدت عليه منذ زمن. بهذا تشعر أنك أديّت ما عليك تجاه العمل المُرسلي. وما تقدمه للإرسالية سنويًا تُنفق أكثر منه على نفسك كل أسبوع. كم أصلي أن يرحمك الله!

              يا أحبائي، ما الذي سنقوله عندما يحين يوم الحساب أمام كرسي المسيح، وهناك سنُحاسب على مصير هؤلاء المفقودين؟

              ما مقدار كنزك الذي ذخرته لنفسك في السماء؟ أين يكون كنزك. في بنك أرضي، حيث ستفترق عنه عاجلاً أم آجلاً؟ أو هل أنفقت كل أموالك على نفسك؟ لو أن هذه هي حالتك فإنك ستدخل السماء فقيرًا، لا أحد يقابلك ويشكرك لأنك استثمرت في نفوسهم. «اكنزوا لكم كنوزًا في السماء»، هذه هي وصية الرب يسوع المسيح. إن التفويض الثلاثي للمسيح قد صار الآن أمامك: انظر، وصلِّ، واذهب! يمكنك أن تنظر وتصلي. وإذا لم يكن في استطاعتك الذهاب، فبمقدورك أن توفر السُبل لهؤلاء الذين يذهبون استجابة لصلاتك لكي يجمعوا الحصاد المبيضّ في الحقول. فهل ستفعل هذا؟

              أزوالد سميث
              نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

              تعليق


              • #8
                رد: قرأت لك:من "طعام وتعزية" - مارس 2011

                الثلاثاء 8 مارس 2011

                يجرح ويعصب
                لأنه هو يجرح ويعصب. يسحق ويداه تشفيان ( أي 5: 18 )

                أخي المتألم .. أستطيع أن أقول لنفسك: ”ثبِّت نظرك في ذاك الذي ارتفع إلى السماء“ «وأما هو فشخَصَ إلى السماء وهو ممتلئ من الروح القدس، فرأى مجد الله، ويسوع قائمًا عن يمين الله» ( أع 7: 55 ).

                إن كنت بالحمل تنوء في أرض التعب، فما عليك إلا أن تلتفت إلى فوق، لأن كل قوة وكل تعزية تأتي من مصدر أرقى وأرفع من الأرض. وكلما تعلَّمت عيناك الشخوص إلى فوق، وتتلمذت بصيرتك على هذا المنهج، كلما ازدادت عزيمتك وتشدد قلبك لاحتمال المشقات هنا على الأرض، على قياس ذلك الشهيد الأول؛ استفانوس، وإن كان الفارق في المقارنة كبيرًا.

                نحن هنا قد نرثي لك ونتألم معك بشعورٍ صادق، لكننا نفرح جدًا عندما نراك قد حصلت على تعزية قوية وعميقة، أكثر مما تجده في إنسان مثلك، من ذلك الشخص الذي وحده يرفع ويعين، ويرثي ويعزي. هنا قوة تلك العبارة القائلة: «لأنه كان يليق بنا رئيس كهنةٍ مثل هذا، قدوسٌ بلا شر ولا دنسٍ، قد انفصل عن الخطاة، وصار أعلى من السماوات» ( عب 7: 26 )، وهو ـ تبارك اسمه ـ كُفء أن يرفعك إلى هذه الأعالي فوق تجارب الحياة. قد تكون التجربة في موت عزيز، زوج أن ابن أو أخ، لكن الفرصة في ذات التجربة أنك ستجد نورًا في حَدقة الظلام، وستجد «رجل الأحزان» في رفقتك.

                قد تدفن رأسك في وسط أحزانك ومن فوقك يخيِّم سواد الغيمة، لكن هي الفرصة لقلبك أن يجد في الرب يسوع ينبوع حنان ورثاء لم تختبره من قبل، وثق أنه لا يوجد مَنْ يستطيع الاقتراب من قلبك وعواطفك غيره. هو «قادر» على أن يقتحم أسوار الحزن ويفتح فيها ثغرات الأمل والرجاء والعزاء.

                والإنسان مهما قدَّم لا يستطيع أن يعوِّض أو يعزِّي، فليس دائمًا يكثر الطعام حيث يكثر الكلام، لكن الشبع دائمًا يكون حيث يكون الطعام المُشبع، ونحن نعلم تمامًا أن فُتات الرب فيه شبع أكثر من وليمة كلامية.

                أيها الحبيب حيث يكون الرب هو كفايتك، فهناك شبعك وفرحك. إذا ملأ كأسك، فاض الفرح في نفسك.

                سبرجون
                نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                تعليق


                • #9
                  رد: قرأت لك :من "طعام وتعزية" - مارس 2011

                  الأربعاء 9 مارس 2011

                  العبد الشرير
                  ثم جاء الذي أخذ الوزنة الواحدة وقال: يا سيد، عرفت أنك إنسانٌ قاسٍ، تحصد حيث لم تزرع، وتجمع من حيث لم تبذر ( مت 25: 24 )

                  لما جاء دور العبد الشرير لكي يُحاسَب من المسيح، نسمعه يقول في عدد24 «يا سيد». ولكن المسيح كان قد سبق وقال: «ليس كل مَن يقول لي: يا رب، يا رب! يدخل ملكوت السماوات، بل الذي يفعل إرادة أبي الذي في السماوات» ( مت 7: 21 ). وهذا العبد الرديء قال، لكنه لم يفعل شيئًا. ولقد بدأ كلامه بالقول: «عرفت أنك». فلقد ادّعى بأنه يعرف سيده، مع أنه ما كان يعرف شيئًا عنه على الإطلاق. أو قُل إنه كانت لديه عنه معرفة مُضللة تمامًا. والمعرفة المغلوطة التي وصلت ذلك العبد الشرير، هي الأساس الذي بنى عليه حياته وقراراته.

                  إن هذا العبد الشرير يمثل أولئك الذين حبَاهم الرب نعمة الحق الناصع، ومع ذلك فبدل أن يعتز بذلك الإعلان العجيب عن المسيح، فقد خلطه بالمفاهيم الشيطانية عند الكثيرين من البشر اليوم. فهو يقول: «عرفت أنك إنسانٌ»، فلم تتعدَّ معرفته لسيده أكثر من كونه إنسانًا. كثيرون بالأسف نظير ذلك العبد الرديء، لم يعرفوا عن المسيح بخلاف ذلك. وهذه المعرفة لن تفيدهم. قال المسيح: «إن لم تؤمنوا أني أنا هو (أي أنا الله يهوه) تموتون في خطاياكم» ( يو 8: 24 ).

                  ومن أين استمد ذلك العبد الشرير معرفته هذه؟ هل من الكتاب المقدس؟ كلا بالطبع، فإن سُدى العهد الجديد ولُحمته هما الحديث عن أن المسيح أكثر من إنسان وأكثر من نبي «وبالإجماع عظيمٌ هو سر التقوى: الله ظهر في الجسد» ( 1تي 3: 16 ).

                  ثم يقول: «عرفت أنك إنسانٌ قاسٍ». لم يعرف أن المسيح صاحب أرق قلب في الوجود! لم يعرف شيئًا عن محبته العجيبة التي أتت به من السماء.

                  وثالثًا: يقول مُحددًا: «تحصد حيث لم تزرع، وتجمع من حيث لم تبذر». فذلك العبد الشرير يصف سيده بأنه لا يفعل شيئًا إلا لمصلحته ومنفعته، ويأخذ لنفسه ما تعب الآخرون في زرعه. تلك كانت الإهانة الموجهّة لله منذ فجر البشرية. فلقد زرع إبليس الشك في قلب الإنسان الأول من جهة صلاح الرب وجوده، وألمح له بأن الله عندما أمره بعدم الأكل من الثمرة المُحرَّمة، كان بذلك يخصص لنفسه لذة يريد أن يحرم الإنسان منها. وسمع الإنسان لصوت إبليس، وأصبح شريرًا مثله. ليتك أنت ـ عزيزي القارئ ـ تتعرف على الله الذي جاء إلينا في المسيح ليخلِّصنا.

                  يوسف رياض
                  نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                  تعليق


                  • #10
                    رد: قرأت لك :من "طعام وتعزية" - مارس 2011

                    الخميس 10 مارس 2011

                    الرجل الذي لم يوجد
                    بالإيمان نُقل أخنوخ لكي لا يرى الموت، ولم يوجد لأن الله نقله. إذ قبل نقله شُهد له بأنه قد أرضى الله ( عب 11: 5 )

                    من بين الصور الجذابة المعروضة في عبرانيين11، تبرز صورة رائعة بين صور شهود الإيمان اللامعين. تلك هي صورة أخنوخ الذي قيل عنه وحده بين مَن ذُكروا في تلك القائمة المُكرَّمة أنه «نُقل لكي لا يرى الموت»، وأكثر من ذلك قيل فيه إنه «قبل نَقلهِ شُهدَ له بأنه قد أرضى الله». هذا التمييز الملحوظ يُرى أيضًا في ما سُجل تاريخيًا عن أخنوخ على صفحات العهد القديم ( تك 5: 21 - 24)، والفقرة العميقة المعنى في ذلك التقرير القصير عن حياته، هي الفقرة الخاصة بالكيفية الاستثنائية التي بها فارق الحياة. إن كل الإشارات إلى الآباء الذين عاشوا قبل الطوفان تنتهي على وتيرة واحدة بالقول «ومات»، لكن عن أخنوخ مكتوب: «ولم يوجد لأن الله أخذه»، وفي كلام العهد الجديد عن أخنوخ يُقال إنه «لم يوجد لأن الله نقله».

                    ولماذا هذا الاستثناء الفريد في حالة أخنوخ؟ لقد كانت في حياته قيمة روحية وأدبية جعلته يختلف عن بقية الجيل الشرير. لقد كانت أخلاقه وطرقه مقبولة عند الله لأنه مكتوب «وسار أخنوخ مع الله». والنبي عاموس يسأل مرة: «هل يسير اثنان معًا إن لم يتواعدا (أو يتفقا)؟» ( عا 3: 3 ). فالله نور، وبالإيمان سلك أخنوخ في النور، الذي لا شركة له مع الظلمة.

                    إن الروح القدس في رسالة العبرانيين يُشير إلى مفتاح المبادئ التي سيطرت على حياة أخنوخ في القول «بالإيمان». إن الإيمان عامل لا غنى عنه عند استعراض الحوادث الأرضية في نور الإعلانات الإلهية «أما الإيمان فهو الثقة بما يُرجَى»، وبدون إيمان لا يمكن إرضاء الله، لكن أخنوخ شُهد له أنه أرضى الله الذي سار معه.

                    بالإيمان عرف أخنوخ أن الشر في أيامه يرجع تاريخه إلى عَدن وكيف دخلت الخطية إلى العالم وبالخطية الموت، وأن الموت هو أجرة الخطية، متعلمًا كل هذا، ربما من آدم نفسه الذي عاصره أكثر من ثلاثمائة سنة. كما أن لعنة الأرض والشوك والحَسَك وعرَق الجبين؛ جميعها شهدت لوجود الخطية. وبالإيمان عرف أخنوخ حِيَل ومكر الحية، وبنفس الإيمان تمسك بالرجاء اللامع أنه يومًا ما سوف يسحق نسل المرأة رأس الحية، ويُعتق العالم من عبودية الفساد. إن أخنوخ صدَّق الله أنه أخطأ هو وآباؤه، ومع الله سار.

                    ت. ب. هادلي
                    نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                    تعليق


                    • #11
                      رد: قرأت لك :من "طعام وتعزية" - مارس 2011

                      الجمعة 11 مارس 2011

                      احملوا نيري عليكم
                      احملوا نيري عليكم وتعلَّموا مني، لأني وديعٌ ومتواضع القلب، فتجدوا راحةً لنفوسكم، لأن نيري هيِّن وحملي خفيف ( مت 11: 29 ، 30)

                      إن الانحناء دائمًا بتواضع تحت يدي الله لشيء عظيم. هذه هي حقيقة حَمل نير المسيح علينا. وهذا كما يؤكد الرب لنا، هو السر الحقيقي للراحة. في أي شيء كان يتمثَّل هذا النير؟ في الخضوع المطلق لإرادة الآب، الأمر الذي نجده في كل حياة ربنا ومخلِّصنا المعبود. لقد استطاع أن يقول: «نعم أيها الآب، لأن هكذا صارت المسرة أمامك» ( مت 11: 26 ). ما كان مُسِرًا لقلب الآب كان يُسرّ الرب يسوع. لم يكن له قط أي فكر أو أي ميل ليس في توافق تام مع إرادة الآب. لهذا تهلَّل كالإنسان الكامل بالراحة التامة، لقد استراح في مشورات ومقاصد الله، وكان سلام ثابت يملأ قلبه من بداية طريقه حتى نهايتها. هذا كان نير المسيح وهو يدعونا في نعمته التي لا نهاية لها أن نحمله علينا حتى نجد راحة لنفوسنا. ولنلاحظ الكلمات: «فتجدوا راحةً لنفوسكم». يجب ألاّ نخلط بين الراحة التي يعطيها الرب لنا، والراحة التي نجدها نحن لنفوسنا.

                      عندما تأتي النفوس المُتعبة المُحمَّلة بالآثام، بالإيمان البسيط إلى الرب، يعطيها راحة تامة مبنية على الثقة بأن كل ما هو مطلوب قد عمله المسيح لأجلهم، والخطايا قد مُحيت إلى الأبد، وكل مطاليب العدل قد وُفيت، وبذلك تمجَّد الله، وهُزم الشيطان، واستراح ضمير المؤمن. هذه هي الراحة التي يعطيها الرب للنفس المُتعبَة عندما تأتي إليه بالإيمان.

                      أما من جهة أحوال الحياة اليومية، فإننا نلاقي هنا تجاربًا وصعوبات وجهادًا وتدريبات متنوعة، صحيح إن هذه الأشياء كلها لا تستطيع أن تنزع الراحة التي يعطيها الرب لنا، لكنها تستطيع أن تنزع الراحة التي نجدها لأنفسنا. إنها لا تُقلق الضمير، لكنها تُتعب القلب وتضايق النفس، فكيف نقابل حالة كهذه؟ كيف يمكن تهدئة القلب المضطرب والبال القَلِق؟ ما الذي أحتاج إليه في هذه الحالة؟ إني أحتاج إلى راحة أجدها لنفسي. ولكن كيف أجدها؟ أجدها حينما أنحني وأحمل عليَّ نير المسيح. ذلك النير الذي حمله هو نفسه في أيام جسده؛ نير الخضوع التام لإرادة الآب، حينئذٍ أستطيع أن أقول من أعماق قلبي بإخلاص: «لتكن لا إرادتي بل إرادتك». إني أحتاج إلى الثقة التامة في محبة الله الكاملة، وفي حكمته غير المحدودة في كل معاملاته معي، حتى أتمنى أن لا تتغير تلك المعاملات نفسها، طالما أنه يجريها كلها للخير ولبركة نفسي.

                      ر.س. هادلي
                      نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                      تعليق


                      • #12
                        رد: قرأت لك :من "طعام وتعزية" - مارس 2011

                        السبت 12 مارس 2011

                        الشخوص إلى السماء
                        أيها الرب يسوع اقبل روحي. ثم جثا على ركبتيه وصرخ بصوتٍ عظيمٍ: يا رب، لا تُقم لهم هذه الخطية. وإذ قال هذا رقد ( أع 7: 59 ، 60)

                        حوَّل الروح القدس قلب استفانوس عن ضيقته الحاضرة إلى الرب نفسه، حيث هو الآن في مجد الله. لقد جعله الروح القدس يتفرَّس في ذلك الشخص المبارك الذي أحبه وبذل نفسه لأجله. جعله ينشغل بذلك الإنسان الممجد الذي منذ وقت قصير تألم بيد مُسلِّميه وقاتليه، والذي بلا شك كان يقوي إيمان خادمه ويشجِّع قلبه بوضعه أمام نظره الإكليل الذي أُعد له. فاستفانوس كان قلبه مشغولاً بشخص المسيح نفسه في المجد. وهكذا الروح القدس يحوِّل أنظارنا دائمًا إلى المسيح المُمجَّد.

                        لهذا فشهادة استفانوس للآخرين كانت عن هذا الشخص العجيب الذي ملأ نفسه وشغَل فكره وحلَّ في أعماق قلبه. لقد اُبتُلع في الرب نفسه لدرجة أنه قال: «ها أنا أنظر السماوت مفتوحة، وابن الإنسان قائمًا عن يمين الله». وهل كان يستطيع في فرصة كهذه أن يتكلم عن شيء غير الإنسان المُمجَّد. ما أعظمها شهادة! إنها لم تكن عقيدة أو تعليمًا كتابيًا مهما كان صحيحًا أو هامًا في موضعه. بل ما يراه وانشغل به كان الرب نفسه. كم هو صحيح أنه من فضلة القلب يتكلم الفم. فالمشغولية بالمسيح المُمجَّد هي بلا شك ما يحوِّل الروح القدس قلوبنا إليه وما يقودنا بالنعمة إلى تقديمه للآخرين.

                        ونتيجة انشغال استفانوس بالمسيح في السماء في كل نعمته ومجده، أنه تمثَّل بسيده وذلك في أقسى الظروف وأخطرها. إن هذا الشهيد المتألم استطاع أن يطلب من أجل أولئك الذين أبغضوه واحتقروه. لا بل نراه، وحجارة قاتليه القُساة تنهال على جسمه مُهشمة إياه للموت، يستودع نفسه، في هدوء وثقة، إلى الرب قائلاً: «أيها الرب يسوع اقبل روحي». وفي هذا نرى أن هذا الخادم المتألم على الأرض، بتثبيت نظره في الرب في السماء، استطاع على قدر قياسه أن يتمثل بسيده في مسيره على الأرض، ذلك السيد المبارك الذي في آلامه على الصليب صلى من أجل قاتليه ( لو 23: 34 )، وأيضًا ختم سبيله هنا، سبيل الآلام، بالعبارة «يا أبتاه في يديك أستودع روحي» ( لو 23: 45 ). من هذا يتضح أنه إذا أردنا أن نتمثل بالمسيح في حياتنا على الأرض، فيجب أن ننشغل به، ننشغل بذلك الشخص المبارك الموجود عن يمين الله.

                        ماكنتوش
                        نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                        تعليق


                        • #13
                          رد: قرأت لك :من "طعام وتعزية" - مارس 2011

                          الأحد 13 مارس 2011

                          بالحقيقة قام
                          بطرس ... دخل القبر ونظر الأكفان موضوعة، والمنديل الذي كان على رأسه ليس موضوعًا مع الأكفان، بل ملفوفًا في موضعٍ وحده ( يو 20: 6 ، 7)

                          يظن البعض أن الرب يسوع قد قام بعد أن نزل الملاك من السماء ودحرج الحجر عن باب القبر، ولكن الحقيقة هي أنه في فجر أول الأسبوع قام المسيح من القبر منتصرًا وترك القبر فارغًا، ولكن لكي يظهر فراغ القبر بعد قيامته نزل ملاك الرب من السماء ودحرج الحجر عن باب القبر وجلس عليه ( مت 28: 1 - 6).

                          وفي يوحنا20 نرى كيف ذهب بطرس ويوحنا وكانا يركضان معًا إلى القبر ليتحققا الأمر، وقد سبق يوحنا بطرس وجاء أولاً إلى القبر وانحنى فنظر الأكفان موضوعة ولكنه لم يدخل. وكانت الأكفان ملفوفة ومربوطة كما هي في مكانها وشكلها الذي كانت عليه قبل القيامة. ثم جاء سمعان بطرس الذي تبعه ودخل القبر فنظر الأكفان موضوعة على هذا الوضع، ولكنه وهو داخل القبر وقريب من الأكفان نظر شيئًا آخر هامًا (لم يتمكن يوحنا من ملاحظته وهو خارج القبر) وهو أن المنديل الذي كان على رأسه ليس موضوعًا مع الأكفان، بل ملفوفًا في موضع وحده، وذلك لأن المنديل كان ملفوفًا فوق رأسه وكانت المسافة بين المنديل وبقية الأكفان هي التي كان يشغلها الوجه غير المُغطى، فأظهرت خلو الأكفان التي كانت ملفوفة ومربوطة كما كانت حول جسد الرب تمامًا.

                          يا للعجب! منظر غريب حقًا! إذ كيف يستطيع أي إنسان أن يأخذ جسد المسيح (كما أشاع رؤساء الكهنة في ذلك الوقت، أو كما ظنت مريم المجدلية) دون أن يفك الأربطة ويحلّ الأكفان؟ إذًا قد قام الرب والأكفان كما هي والحجر كما هو فوق باب القبر، لأن الرب يسوع الذي جاء ووقف وسط تلاميذه بعد القيامة رغم أن الأبواب كانت مُغلَّقة، لا يستطيع الحجر ولا الأكفان أن تعوقه عن القيامة وهو ليس بحاجة لرفع الحجر لكي يقوم.

                          فحينئذٍ دخل أيضًا يوحنا الذي جاء أولاً إلى القبر وفي الحال وهو قريب من الأكفان ظهرت له الحقيقة بأكثر وضوح، وذلك عن طريق الوضع الذي فيه كانت الأكفان والمنديل «ورأى فآمن». ماذا رأى؟ رأى ما لم يكن قد تمكن من رؤيته وهو خارج القبر، فآمن بأن الرب قد قام فعلاً «لأنهم لم يكونوا بعد يعرفون الكتاب أنه ينبغي أن يقوم من الأموات» ( يو 20: 9 ).

                          كاتب غير معروف
                          نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                          تعليق


                          • #14
                            رد: قرأت لك :من "طعام وتعزية" - مارس 2011

                            الاثنين 14 مارس 2011

                            مُتقو الرب
                            حينئذٍ كلَّم مُتَّقو الرب كل واحدٍ قريبه، والرب أصغى وسمع، وكُـتب أمامه سفر تذكرة للذين اتقوا الرب وللمفكرين في اسمه ( ملا 3: 16 )

                            إن حالة المؤمنين الحقيقيين إزاء بعضهم البعض يجب أن تكون حالة عطف وتشجيع متبادل «حينئذٍ كلَّم مُتَّقُو الرب كل واحدٍ قريبه». وبماذا كلَّمه يا تُرى؟ إنني أتصوَّر كأني أسمع الواحد منهم يقول: ”حقًا يا أخي إن الشر قد ازداد، والناس قد نسوا الله، فكأنه في نظرهم ليس بموجود، والشريعة قد ديست، وكلمة الله قد أُهملت، وشعب الله أصبح في حالة عار ومذلة، والوثنية قد تربعت واتخذ الناس لأنفسهم آلهة متنوعة، ونسوا وعبدوا المخلوق دون الخالق، ولكننا يجب أن نتشدد ونتشجع ونواصل السير بالأمانة لشريعة إلهنا، ونشهد لحقه ونتفانى في أن نُعلِّي اسم إلهنا ونرفع كلمته. هيا نأخذ بعضنا بأيدي بعض ولنتكاتف في الطريق، فإن تلك الحالة لا تستمر إلى النهاية، فإن الله لا ينسى شعبه ولا يتركهم لأنه أمين في مواعيده وصادق في أقواله، فلا نفشل في عمل الخير، بل لنتقدم إلى الأمام غير ناظرين إلى أحد سوى الله الذي يقوينا ويرشدنا ويوصّلنا إلى ميناء الأمان بسلام“.

                            وبهذه الكلمات وأمثالها كان متقو الرب يكلِّم كل واحد قريبه في تلك الأيام، وبمثل هذه الكلمات يجب على مُتقي الرب أن يكلِّم كل واحد أخاه في هذه الأيام، فقد أصغى الرب إذ ذاك بكل سرور، وسمع وكتب أمامه سفر تذكرة للذين اتَّقوا الرب وللمفكرين في اسمه. وليس أسرّ لقلب الآب من أن يرى أبناءه متحابين متآزرين متحدين في تمجيده، والله الأمين لا يترك عملاً صغيرًا نعمله لمجده إلا ويعطي عنه أجرة لأنه لا ينسى تعب المحبة، بل سيجازي كل واحد كما يكون عمله. في ذلك اليوم تظهر الحقائق فيحصل التمييز فيرى الكثيرون أنهم كانوا مُخطئين في تقديرهم، وأن نظرهم كان معكوسًا، وأنهم في الحقيقة ما استطاعوا أن يميزوا، ولكن التمييز الصحيح سيكون عند مجيء الرب. «فتعودون وتُميزون بين الصدِّيق والشرير، بين مَن يعبد الله ومَن لا يعبده» ( ملا 3: 18 )، فعليكم بالصبر والثبات أيها المؤمنون الحقيقيون، فليست هذه الحياة خالدة ولكنها زائلة وزوالها قريب، وحينئذٍ تنجلي الأمور وتظهر الحقائق وتُردّ الحقوق إلى أصحابها، والذين يزرعون بالدموع يحصدون بالابتهاج.

                            و. ت. ت
                            نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                            تعليق


                            • #15
                              رد: قرأت لك :من "طعام وتعزية" - مارس 2011

                              الثلاثاء 15 مارس 2011

                              رجاؤنا المبارك
                              فإن سيرتنا نحن هي في السماوات، التي منها أيضًا ننتظر مخلصًا هو الرب يسوع المسيح ( في 3: 20 )

                              كلمة «سيرتنا» في الآية موضوع تأملنا اليوم تعني ”جنسيتنا “ أو ”موطننا“، وإنني عن نفسي أفضِّل كلمة ”بيتنا“ لتأدية المعنى المقصود. فإن الكلمة المقترحة تقرِّب المعنى إلى الأفهام العادية، لا سيما وأن النص الأصلي يتفق مع هذا المعنى. وعليه نقدر أن نقول: ”فإن بيتنا هو في السماوات التي منها أيضًا ننتظر مخلِّصًا“. ومن كِلا الوضعين نرى أن الصفة البارزة التي تميزنا في هذه الفترة الحاضرة هي السهر ورجوع المخلِّص.

                              ولا شك أن تلك اللحظة التي نتوقعها بالصبر تقرب وتقرب جدًا، فالأمور تجري على عَجَل لتنهي هذا التدبير الحاضر. على أنه ليس لنا أن ننتظر علامات، بل علينا أن ننتظر المخلِّص الرب يسوع المسيح. إن هذا الحق الهام ينبغي أن يؤثر على حياتنا وعواطفنا واهتماماتنا، ويجعلنا نعمل كل شيء في ضوء رجوع ربنا ومخلِّصنا العزيز المبارك الذي قارب على الأبواب.

                              يقول الرسول في العدد الذي اقتبسناه ”فإن بيتنا هو في السماوات“ ومن هذا القول نفهم صفاتنا وحالنا أننا غرباء ونُزلاء نعبر صحراء مُجدبة. وإننا لسنا مستوطنين في منازل خالدة شيّدناها لأنفسنا حيث كان ربنا الغني غريبًا بلا مأوى. أي نعم، فنحن نتوقع الرحيل ولذلك لا يمكن بالطبع أن تستقر أقدامنا على الأرض لتخلد عليها.

                              ولكن هل نرضى أن ندخل عمليًا في حقيقة أن ربنا قد يأتي في هذه اللحظة؟ فربما ونحن نُطالع هذه الكلمات، نسمع هتاف البوق، حينما يُقام الراقدون، ونتغير كلنا لنقابل ربنا المبارك الذي أحبنا وأسلم نفسه لأجلنا. فهل رجاء رؤيتنا لشخصه الكريم يؤثر علينا ونحن في سفر الطريق؟ إننا مُطالبون أيها الأحباء أن نحاسب قلوبنا لأنه يوجد في هذا العالم المضطرب ما يبعد قلوبنا عن هذا الرجاء المبارك.

                              في بيتِ الآبِ في العُلا أُعِدَ منزلي
                              هناك راحتي كما خيرُ الجزاءِ لي
                              وحينما يَدنو الرحيلْ أرقى لأوطاني

                              كاتب غير معروف
                              نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                              تعليق

                              من قاموا بقراءة الموضوع

                              تقليص

                              الأعضاء اللذين قرأوا هذا الموضوع: 0

                                معلومات المنتدى

                                تقليص

                                من يتصفحون هذا الموضوع

                                يوجد حاليا 1 شخص يتصفح هذا الموضوع. (0 عضو و 1 زائر)

                                  يعمل...
                                  X