إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

التمثال الذي هبط من زفس

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • التمثال الذي هبط من زفس

    التمثال الذي هبط من زفس

    في العصور المظلمة حيث كتب السحر والشعوذة والخرافات العجائزية، وحيث الآلهة المتنوعة التي تلبي الرغبات الشهوانية لعابديها، اعتقد الناس في مدينة أفسس التركية إن الإله زفس أرسل لهم حجراً مقدساً من السماء ليبرهن لهم صحة ديانتهم ويؤكد لهم استجابته لنزواتهم وشهوات قلوبهم وصلواتهم، فأدخلوا الحجر إلى هيكل زفس الذي كان أحد عجائب الدنيا السبعة، فصار حجراً معبوداً مع إلهة القمر أرطاميس التي تظهر بشكل إمرأة فوق رأسها هلال من القمر وفي صدرها بروزات دائرية متعددة يعتقد إنها أثداء كثيرة وآخرين يظنون إنها أقرب لخصى الثيران رمز للخصوبة والجنس.

    تعبّد البشر للإلهة أرطاميس في القرون المظلمة بسبب جهل الناس عن الله الحي الحقيقي، أما أبو أرطاميس فهو زفس إله الرعد وكبير الألهة عند الاغريق الذي تقول الاسطورة إنه نشأ تحت رعاية الحوريات كما تولت الشاة أمالتسيا مهمة إرضاعه وعندما كبر تزوج من إخته حيرا Hera إلهة النساء والزواج.
    لكن الأسئلة التي تطرح نفسها: لماذا تهافت الآف بل ملايين من البشر على عبادة الأباطيل الوثنية؟ ولماذا آمنوا بخرافات مصنعة؟ ولماذا أصبحت تلك الديانة كأفيون للشعوب؟ ولكي نفهم لماذا علينا ان نعرف ان الغاية من تلك الديانات هي التلذذ الوقتي بالخطايا إذ إنها ترخص لهم الشهوات الدنسة، هذا بالإضافة إلى أنها مصدر للتجارة والربح !!! وخاصة أثناء زيارة المتعبدين لهياكلها المنتشرة في آسيا الصغرى آنذاك وهذا ما يفسر لنا لماذا حدث شغب في المدينة! لأن الأعمال التجارية تأثرت سلبياً بسبب مناداة بولس في رسالة الإنجيل " لان انسانا اسمه ديمتريوس صائغ صانع هياكل فضة لارطاميس كان يكسّب الصنّاع مكسبا ليس بقليل. فجمعهم والفعلة في مثل ذلك العمل وقال ايها الرجال انتم تعلمون ان سعتنا انما هي من هذه الصناعة، وانتم تنظرون وتسمعون انه ليس من افسس فقط بل من جميع اسيا تقريبا استمال وازاغ بولس هذا جمعا كثيرا قائلا ان التي تصنع بالايادي ليست آلهة. فليس نصيبنا هذا وحده في خطر من ان يحصل في اهانة بل ايضا هيكل ارطاميس الالاهة العظيمة ان يحسب لا شيء وان سوف تهدم عظمتها هي التي يعبدها جميع اسيا والمسكونة. فلما سمعوا امتلأوا غضبا وطفقوا يصرخون قائلين عظيمة هي ارطاميس الافسسيين. فامتلأت المدينة كلها اضطرابا واندفعوا بنفس واحدة الى المشهد خاطفين معهم غايوس وارسترخس المكدونيين رفيقي بولس في السفر" . ( أعمال الرسل 24:19-29 ).
    كما إن الراجعين إلى الله عن الأوثان أي المؤمنين المسيحيين الجدد لم يعودوا ينفقون أموالهم على كتب الخزعبلات، فيكفيهم إنهم قد انفقوا ما يعادل 10000 دولار في ذلك الزمان على كتب السحر المرتبطة بعباداتهم الوثنية، ولذلك قام أهل المدينة الرافضين للبشارة المنيرة بمظاهرة احتجاجية هي الكبرى من نوعها ضد بولس ورفقائه وكان لها الطابع الديني ولكن الجوهر مادي واقتصادي، لأنه من سيشترى كتب السحر الاسود؟ ومن سيقبل على اقتناء تمثال من الفضة مصغر للإلهة أرطاميس أو هيكل زفس؟؟ فهناك خطر على تدهور التجارة بسبب بطلان الديانة فلابد من إنتفاضة للدفاع عن التجارة بقناع الديانة.


    إن طابع المظاهرات الوثنية يتصف بالآتي :
    أولا: الصراخ والغضب الجماهيري

    ثانيا: اعتقال الأبرياء لأن الضمير غائب عن إنسانيتهم فالديانة الوثنية تحول الإنسان إلى وحش كاسر " فامتلأت المدينة كلها اضظراباً واندفعوا بنفس واحدة إلى المشهد ( المسرح) خاطفين معهم غايس وأرسترخس المكدونيين رفيقي بولس في السفر" ( أعمال 29:19)

    ثالثا: اندفاع من لا يعلم ما هو الموضوع إلى بقية حشود المتظاهرين.

    رابعا: الضجيج كسوق عكاظ فكل مجموعة تصرخ بشيء يختلف عما تصرخ به المجموعة الثانية " وكان البعض يصرخون بشيء والبعض بشيء آخرلأن المحفل كان مضظرباً وأكثرهم لا يدرون لأي شيء كانوا قد اجتمعوا" ( أعمال 32:19)

    خامساً: توحيد الأصوات لأفضل شعار لطمس أصوات الأقيلة ( عظمية هي أرطاميس الأفسسين ) هتاف واحد يردد بلسانٍ وعنفوانٍ لمدة ساعتين والدماغ غائب عن التفكير أي أن جميع المتظاهرين وصلوا إلى حالة مرضية ( المصاداة echolalia ) أي الترديد المرضي لما يقوله الآخرون بطريقة آلية لأنهم أحبوا الاسترسال في التخيل هرباً من الواقع، فتصوراتهم إن أرطاميس عظيمة لكن الواقع هو الخوف من إنهيار عظمتها أو تلاشي كرامتها بسبب شخص واحد ينادي بالله الحي الحقيقي فمتعبدي الديانة الوثنية يحرسونها بالمظاهرات والاحتجاجات الصاخبة، ساعتين من الصراخ وبحّة الأصوات بسبب التخلف العقلي الذي تنشأه الديانة الوثنية لإنهم يظنون إنهم يدافعون عن أرطاميس وزفس فالإله الوثني يطلب من عباده الدفاع عنه فربما يكون في سفر أو نائم أو مستغرق في التامل.
    إن التمثال الذي ظن الجهال إنه هدية من زفس إنما هو حجر نيزكي ( شهاب) سقط من السماء وتخيله الناس أنه نعمة من زفس!!! كل ذلك لسبب غباوة قلوبهم ولأنهم متجنبين عن حياة الله فأدمنت المجتمعات المتخلفة على عبادة أرطاميس والتمثال وبقيت هذه العبادة ( في أزمنة الجهل) حتى أشرقت شمس المسيحية في القلوب المظلمة " لأن الله الذي قال أن يشرق نور من الظلمة هو الذي أشرق في قلوبنا لأنارة مجد الله في وجه يسوع المسيح" ( 2 كورنثوس 6:4) نعم جاء النور الحقيقي يسوع المسيح فلاشى الظلام من قلوب من تبعه، فأصبحت أرطاميس وزفس في باب الأساطير الإغريقية mythology
    لقد أدرك الناس إن الله أحبهم وهم لا يزالون في خطاياهم ولم يرسل لهم حجراً بل جاء متجسداً في هيكل بشري بلا خطية لانه القادر على كل شيء " والكلمة صار جسداً وحل بيننا ورأينا مجده مجداً كما لوحيد من الآب مملؤاً نعمة وحقاً " ( يوحنا 14:1)
    جاء المسيح لاجل خلاصهم وخلاصنا وعرفوا الفارق المبين بين حكاية التمثال المزعومة الذي هبط من زفس وبين الله الذي رفع المساكين من مزابل الخطية لكي يجلسهم في مركز سماوي سامي يفوق إدراك العقول ولذلك كتب الرسول للمؤمنين في افسس:

    "الله الذي هو غني في الرحمة من أجل محبته الكثيرة التي أحبنا بها ونحن أموات بالخطايا أحيانا مع المسيح. بالنعمة أنتم مخصلون وأقامنا معه وأجلسنا معه في السماويات في المسيح يسوع" ( أفسس 5:2-6)
    لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية ( إنجيل يوحنا 16:3 )

  • #2
    مشاركة: التمثال الذي هبط من زفس

    شكرا جزيلاً لك يا إحسان على مقالك الجميل والمفيد.
    مقالاتك باستمرار لها هدف روحي. وهي تصلح لأن تكون نبذ.
    إنني أتابع مقالاتك منذ "الخطوط الجوية السماوية"
    إلي الأمام وليباركك الرب.
    القس / الفريد فائق صموئيل
    قسيس إنجيلي

    D. Min. Studies, Fuller

    تعليق

    من قاموا بقراءة الموضوع

    تقليص

    الأعضاء اللذين قرأوا هذا الموضوع: 0

      معلومات المنتدى

      تقليص

      من يتصفحون هذا الموضوع

      يوجد حاليا 1 شخص يتصفح هذا الموضوع. (0 عضو و 1 زائر)

        يعمل...
        X