إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - يناير 2006

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - يناير 2006

    الأحد 1 يناير 2006

    مولد خبز الحياة


    --------------------------------------------------------------------------------
    وفي تلك الأيام صدر أمرٌ من أوغسطس قيصر بأن يُكتتب كل المسكونة. وهذا الاكتتاب الأول جرى (جرى أولاً) إذ كان كيرينيوس والي سورية ( لو 2: 1 ، 2)

    ولد المسيح في بيت لحم ( مي 5: 2 ). وبيت لحم معناها: "بيت الخبز" وشكرًا لله، فمن تلك البلدة أتى الخبز الحي، خبز الله.

    ولكن، كيف كان يمكن أن يتحقق هذا، بينما العذراء مريم التي حُبل بالمسيح فيها بالروح القدس، تسكن مع يوسف رَجُلها في الناصرة في الجليل، على بُعد عشرات الأميال من بيت لحم؟ كيف يمكن إذًا أن يتم المكتوب؟ إن الناس ينسون أن الله موجود وراء الستار، وأنه صاحب السلطان المُطلق على الناس وعلى الأحداث. لقد استولت فكرة مُفاجئة على إمبراطور روما، في ذلك الحين (أوغسطس قيصر) في أن يعرف عدد رعاياه، وصمم على إجراء إحصاء أو تعداد، فأرسل في كبرياء عظمته الملكية أمرًا بإحصاء عدد الناس. وإنه أمر طبيعي لملك أن يعرف عدد الناس الذين يتولى حكمهم، ولكن في حالتنا هذه، لم يكن يريد فقط أن يعرف العدد، بل جنسيات الناس الذين يتولى حكمهم، ولذلك عندما صدر الأمر للاكتتاب أو للإحصاء، كان على كل واحد أن يذهب إلى مدينته. وكان القرار حاسمًا حتى إن كل يهودي ـ لا يهم مكان سُكناه ـ كان عليه أن يصعد إلى مدينته للإحصاء، وإلا تعرَّض لعقوبة صارمة.

    تأمل أيها القارئ .. كيف يتدخل الله ويستخدم كبرياء هذا الحاكم في روما؛ الذي لا يعرف الله ـ يستخدمه الله لإتمام كلام الوحي. إن الوحي دائمًا صادق. إننا نعيش في أيام يدَّعي فيها الناس أنهم يجدون أخطاء وثغرات في الكتاب المقدس، ولكن ثق أن الأخطاء والثغرات ليست في كلمة الله الثمينة، ولكن في عقول الناس أنفسهم.

    ومن لوقا2: 2 يظهر أن هذا الإحصاء أو الاكتتاب لم يحدث مُطلقًا في الوقت الذي صدر فيه الأمر بالذات. فمع أن الإمبراطور قد أصدر أمرًا به، ونظَّم كل شيء لكي يتم، ولكنه لأسباب سياسية لم يتم، بل سُحب، ولم يحدث إلا بعد مضي نحو عشر سنوات بعد ذلك التاريخ «وهذا الاكتتاب الأول جَرَى (جَرى أولاً) إذ كان كيرينيوس والي سورية». على أي حال، كان هذا الأمر الأول تمهيدًا لتحقيق النبوة بأن المسيح سيولد في بيت لحم. وفي الوقت المناسب تمامًا تحركت أجهزة العالم حينئذ، وأدَّت إلى أن تنتقل أم يسوع إلى هناك، وهكذا وُلد الرب يسوع في بيت لحم.

    و.ت. ولستون
    نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

  • #2
    مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - يناير 2006

    الاثنين 2 يناير 2006

    لم تعبروا هذا الطريق


    --------------------------------------------------------------------------------
    عندما ترون تابوت عهد الرب إلهكم .. فارتحلوا من أماكنكم وسيروا وراءه .. لأنكم لم تعبروا هذا الطريق من قبل ( يش 3: 3 ، 4)

    نطق يشوع بهذه الكلمات على مسامع الشعب، وهم على مشارف الدخول إلى أرض الموعد، وكان كل شيء يتغير أمامهم، القيادة والظروف. وإننا بمناسبة العام الجديد، والمستقبل الذي أمام كل واحد منا، نريد أن نتأمل في أمرين: أولاً: المستقبل المجهول، ثانيًا: المستقبل المضمون.
    أولاً: المستقبل المجهول.

    إن عددًا غير قليل من الشعب، كان قد سمع أثناء طفولته التقارير التي عاد بها الجواسيس عن الأرض، من نحو أربعين سنة مضت. وكانت ذاكرتهم لا تزال تحوي شيئًا عما سمعوه منهم عن جبالها ووهادها، أنهارها وثمارها، سكانها ومُدنها. ومع ذلك لم يكن شيء واضحًا تمامًا، ولا شيء مُحددًا. فهم لم يعبروا هذا الطريق من قبل. وهكذا أيضًا الأمر معنا، فالمستقبل بالنسبة لنا نحن أيضًا غير معروف لواحد منا. ما أغبى مَنْ يسعى ليعرف المستقبل ـ مع بداية كل عام ـ عند العرَّافين والمنجّمين. لكننا نعلم أن الله لم يُعطِ تلك المعرفة لأحد. والخُلاصة أننا نجتاز طريقًا لم نعبره من قبل.

    ثانيًا: المستقبل المضمون.

    إذا كان المستقبل مجهولاً، فكيف نقول إنه مضمون؟ كيف نضمن المجهول؟

    كان أمام الشعب؛ الأردن ممتلئ إلى جميع شطوطه. إنه عقبة كُبرى، أ ليس كذلك؟ لكنهم إذا قاسوا الأردن وكبرياءه، ببحر سوف الذي شقه أمامهم الرب، كم يبدو النهر بسيطًا! وإذا قاسوا صعوبات الأرض، بصعوبات البرية، كم تبدو صعوبات الأرض سهلة! إذا قاسوا شدة وقوة الأعداء بفرعون والمصريين، كم يبدو أولئك العمالقة أقزامًا!

    إنهم إذا لم ينسوا نُصرتهم على شاطئ البحر الأحمر، وإذا تذكّروا ترنيمتهم هناك، لن يوجد شيء ما يفزعهم قط. نعم، لم يخشوا نهرًا جاريًا، إذا ما تذكَّروا بحرًا مشقوقًا.

    والآن، ماذا بالنسبة لنا؟ فإن كان الله قد وجد حلاً لمشكلة الخطية، فأية مشكلة ستقف أمامه؟! وإذا كان قد انتصر لحسابنا على الشيطان، فأي عدو يُرعبنا؟! وإن كان في محبته، ضحّى بابنه الوحيد، فكيف لا يهَبنا معه كل شيء؟!

    يوسف رياض
    نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

    تعليق


    • #3
      مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - يناير 2006

      الثلاثاء 3 يناير 2006

      أنا آتي سريعًا


      --------------------------------------------------------------------------------
      أنا أمضي لأُعد لكم مكانًا، وإن مضيت وأعددت لكم مكانًا آتي أيضًا وآخذكم إليَّ ( يو 14: 2 ، 3)

      هذا وعد نفيس حقًا، أعطاه الرب لتلاميذه ليعزي قلوبهم الحزينة ويطيِّب خاطرهم. وكم طيَّب هذا الوعد قلوبًا تعيسة إلى يومنا هذا! ونلاحظ في هذا كلمة "أنا" و"أنتم" متكررة بكثرة، والمعنى أن قلب يسوع متعلق بقلوب تلاميذه، والمحبة ربطت قلبه وقلوبهم معًا. فلما رأى التلاميذ وقد امتلأوا حُزنًا لفراقه، ولا سيما من قوله: «حيث أذهب لا تقدر الآن أن تتبعني» بدأ يتكلم إلى قلوبهم بكلام تعزية.

      لقد بدأ الرب كلامه بهذا الوعد المبارك «آتي أيضًا وآخذكم إليَّ»، فهو لم يَقُل "أُرسل فآخذكم"، كلا. هذا لا يُشبعه، بل يقول: «أنا آتي». هذه هي محبته التي تجعله يأتي بنفسه، فالمحبة تقدّر محبوبها، وتعظّم غرضها. فلو أنه قال للتلاميذ إنه سيُرسل عبده ليأخذهم إليه، لَمَا سَطَعت محبته، ولا بانت قيمتهم في عينيه.

      لكن إلى أين هو ذاهب؟ هو ذاهب إلى بيت الآب في الأعالي، إلى الوجود في محضره. هو ذاهب إلى البيت، ويقول إني سآخذكم إليَّ، إلى البيت. ولاحظ قوله «إليَّ»، فهو مشغول بنا ويحبنا. هو الآن هناك، ولكنه سيأتي إلينا.

      ويقول عبارة أخرى «حيث أكون أنا تكونون أنتم أيضًا». فسرور قلوبنا أن نكون حيث هو. سنكون في نفس المجد «معه» ولو أنه سيكون لكل واحد تمتعه الخاص. فتمتع بولس يختلف عن تمتع بطرس، مع أن للجميع ذات المركز والمقام في قلب المسيح وفي البيت ذي المنازل الكثيرة.

      «أنا أمضي لأُعد لكم مكانًا» ـ مكانًا سعيدًا أبديًا، مكانًا أعدته محبة الرب يسوع؛ محبة العريس الإلهي للعروس المفدية. هذا هو وعده الصادق الأمين «آتي أيضًا».

      ونرى في الأصحاح السابع عشر من إنجيل يوحنا، نفس الحق الثمين متكررًا، لا في صورة وعد، ولكن في صورة صلاة «أيها الآب أريد أن هؤلاء الذين أعطيتني يكونون معي حيث أكون أنا، لينظروا مجدي الذي أعطيتني» ( يو 17: 24 ). فشهوة قلبه أن نكون معه لنرى مجده. هذا هو المجد المُكتسب الذي مجَّده به الله عن يمينه في السماء جزاءً له لأنه مجّده على الأرض ( يو 12: 28 ، 13: 31، 32، 17: 4، 5). فهو يطلب إلى الآب أن نكون معه في مجده. فيا للمجد!! ويا للنعمة!!

      داربي
      نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

      تعليق


      • #4
        مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - يناير 2006

        الأربعاء 4 يناير 2006

        اذهب معنا !


        --------------------------------------------------------------------------------
        وقال موسى لحوباب بن رعوئيل المدياني حَمِي موسى: إننا راحلون إلى المكان الذي قال الرب أعطيكم إياه. اذهب معنا فنُحسن إليك ( عد 10: 29 )

        كان قد حان وقت رحيل الشعب إلى راحة كنعان، وأراد موسى أن يوصّل البركة التي قصَدها الله لشعبه، إلى كل المُحيطين به، ولا سيما من عائلته. وبنفس مشاعر المحبة والوِّد التي كانت لدى موسى من جهة الآخرين المُحيطين به، نقول نحن أيضًا لكل مَنْ لم يقرر بعد مصيره الأبدي، ونحن في بداية عام جديد: «اذهب معنا». نحن لا نعلم كم بقيَ لنا من أيام على هذه الأرض، ولا نعلم إن كان هذا العام سينتهي كما انتهى غيره من الأعوام، أم أنه سيكون عام التقائنا مع المسيح العريس. لذلك، فإننا نقول لكل مَنْ له أذن للسمع: «إننا راحلون من هذا المكان». ورحلتنا ليست من أرض إلى أرض، كما كانت رحلة الشعب قديمًا، بل هي من الأرض إلى السماء.

        عزيزي القارئ: لقد جاء المسيح من نحو ألفي عام، وصنع فوق الصليب تطهيرًا لخطايانا، وفتح لنا بموته وقيامته وصعوده إلى يمين العظمة، باب الدخول إلى السماء، ومكانًا معه في بيت الآب. فهل تذهب معنا؟

        بالأسف، فإنه بالنسبة لحوباب، كانت أرضه وشعبه أغلى عنده من عطايا الله الصالحة، فلم يكن مستعدًا للتخلي عما له، لكي يلقي قرعته مع شعب الله. لم يكن لحوباب الإيمان الحي، هذا الإيمان الذي عرَّفه أحدهم بأنه: "ليس فقط يصدّق برغم الأدلة، بل يطيع برغم النتائج". ولذلك فقد قال: «لا أذهب»!. ما أبعده إذًا عن نسيبه موسى الذي «بالإيمان» أبى أن يُدعى ابن ابنة فرعون، مُفضلاً الذُل مع شعب الله، على كنوز مصر وغناها وعظمتها، تلك التي لم ترقَ في نظره إلى عار المسيح، والذُل مع شعب الله!

        عزيزي القارئ: من أي الفريقين أنت؟ كثيرون حتى في دائرة الاعتراف المسيحي، ومن بداية الكنيسة، كانوا مثل حوباب، لا يفتكرون إلا في الأرضيات، ولم تكن الدعوة السماوية تعنيهم في شيء. هؤلاء عندما تذكَّرهم الرسول بولس، ذاك الذي كان يسعى نحو الغرض لأجل جعالة دعوة الله العُليا في المسيح يسوع، فقد تذكَّرهم باكيًا، إذ أن نهايتهم الهلاك ( في 3: 18 ، 19). وهكذا من كلمة الله نتعلم، أنه لا توجد سوى نهايتين: السماء بأفراحها، أو جهنم بأحزانها ونواحها. فماذا تختار؟ وماذا اتخذت في أعظم قرار؟

        ليتك عزيزي القارئ تحسم ذلك الآن!

        يوسف رياض
        نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

        تعليق


        • #5
          مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - يناير 2006

          الخميس 5 يناير 2006

          يوسف وسر نجاحه


          --------------------------------------------------------------------------------

          فأبى وقال لامرأة سيده ... كيف أصنع هذا الشر العظيم وأخطئ إلى الله؟ ( تك 39: 8 ، 9)


          إن الكلمة التي اختارها الروح القدس والتي قالها يوسف كرَّد قوي وثابت على إلحاحات التجربة من زوجة فوطيفار، هي كلمة «أَبَى». ورغم أنها كلمة صغيرة، لكن يكمن فيها ومن ورائها معانٍ عميقة، وتكشف عن قوة أدبية شديدة، وعزيمة وإرادة صلبة للرب.

          1ـ إنها تعبير عن شخص له خلوة مع الله وشركة صحيحة، وخارجة من قلب موحَّد في خوف اسم الرب (قلب غير موزع).

          2ـ تدل على أن يوسف استطاع أن يُميت تلك الشهوة الرديئة «فأميتوا أعضاءكم التي على الأرض: الزنا، النجاسة، الهَوَى، الشهوة الردية، ...» ( كو 3: 5 ).

          3ـ هي كلمة من شخص منتصر يلبس سلاح الله الكامل.

          4ـ كان يعي جيدًا أنه خادم ووكيل، وله سيد هو فوطيفار، وعليه أن يخدمه بأمانة «لا بخدمة العين كمن يُرضي الناس، بل كعبيد المسيح، عاملين مشيئة الله من القلب» ( أف 6: 6 ).

          5ـ لقد قدَّر يوسف مركزه كوكيل «.. وكلُّ ما له قد دفعه إلى يديّ» ( تك 39: 8 )، وعرف حدود ونطاق مسئوليته، وما له، وأيضًا ما ليس له، وما لا حق له فيه «ولم يُمسك عني شيئًا غيرِك» ( تك 39: 3 ).

          6ـ كان يوسف يقدس رباط الزواج كعلاقة بين اثنين؛ رجل وامرأة، وأنهما معًا واحد. إن الرجل هو مِلك امرأته، والمرأة مِلك للرجل. فأجاب وقال لها «لأنكِ امرأته» (ع9).

          7ـ عرف يوسف أن كل خطية هي طعنة في قلب الله. فهو لا يخطئ إلى فوطيفار، بل إلى الله أولاً، وأن يخطئ يوسف هذه الخطية، معناه أنه تجاوز عدة حواجز. فهو سيهين الله إهانة عظيمة، ويجرح طبيعته القدوسة، وسيعطي فرصة للعدو ليشمت، وسيعطي حرية لإرادته الذاتية أن تعود تحت سلطان الخطية.

          8ـ لقد رأى يوسف الخطية، كما هي في عيني الله، أنها شر عظيم، فقال: «كيف أصنع هذا الشر العظيم وأُخطئ إلى الله» (ع9). وعرف مرارة نتائج هذه الخطية كقول الكتاب: «أَ يأخذ إنسانٌ نارًا في حضنه ولا تحترق ثيابه؟ أو يمشي إنسانٌ على الجمر ولا تكتوي رجلاه؟ هكذا مَنْ يدخل على امرأة صاحبه. كل مَنْ يمسّها لا يكون بريئًا» ( أم 6: 27 ـ 29).

          ميشيل نويصري
          التعديل الأخير تم بواسطة الشيخ; الساعة 07-01-06, 08:37 AM.
          نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

          تعليق


          • #6
            مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - يناير 2006

            الجمعة 6 يناير 2006

            الاتكال على الرب

            --------------------------------------------------------------------------------
            مباركٌ الرجل الذي يتكل على الرب ... فإنه يكون كشجرةٍ مغروسةٍ على مياهٍ ... ولا ترى إذا جاء الحر، ويكون ورقها أخضر، وفي سنة القحط لا تخاف، ولا تكف عن الإثمار ( إر 17: 7 ، 8)

            إن عبورنا من عام إلى عام، يُشبه مرورنا بشواخص المسافة التي تقيس لنا طريق رحلتنا القصيرة في هذا العالم. إننا نعرف تمامًا ما حدث لنا في العام الذي صار وراء ظهورنا إلى الأبد. أ لم نختبر فيه صلاح الرب وأمانته؟ أ لم نتمتع فيه بكثير من حسنات الرب؟ أ لم نحصل على معونة من السماء في الأوقات التي نسميها "أوقاتًا طيبة"، وأيضًا في أوقات الشدائد والضيقات؟ لا يستطيع أحدٌ منا، أيها الأحباء، أن ينكر ذلك. فجدير بنا إذًا أن نلخص كل الماضي بالقول: «باركي يا نفسي الرب، ولا تنسي كل حَسَناته» ( مز 103: 2 ). ونحن مفديو الرب نمجده «من أجل الرحمة» ( رو 15: 9 ). ومن أجل الخلاص الأبدي والامتيازات الثمينة، كما لأجل كل إحساناته وبركاته التي ننالها في حياتنا اليومية. يجب أن لا ننسى واحدة منها، بل نشكره باستمرار لأجلها.

            وشواخص المسافة التي في طريقنا، تذكّرنا بأن حياتنا قصيرة «لأنه ما هي حياتكم؟ إنها بخار يظهر قليلاً ثم يضمحل» ( يع 4: 14 ). لذلك يحسن بنا في مناسبة مرور عام، أن نصلي مع المرنم قائلين: «إحصاء أيامنا هكذا علّمنا، فنؤتى قلب حكمة» ( مز 90: 12 ).

            أما من جهة المستقبل، فالعام الذي دخلنا فيه مُغلق أمام كل منا. ومَنْ ذا الذي يستطيع أن «يُخبر الإنسان بما يكون بعده تحت الشمس»؟ ( جا 6: 12 ). والإنسان الطبيعي المسكين ـ رجل العالم إذ يرى السنين تمر سراعًا، ولا قِبَل له على الموت الذي يأتيه مُباغتًا، يسعى لأن يمتع نفسه بكل مُغريات الحياة في ليلة رأس السنة الجديدة، فيأكل ويشرب في وسط جلبة وضوضاء يحاول بها أن يغلق عينيه عن الحقيقة المُرعبة، ويصم أذنيه عن صوت الضمير المُحتج.

            أما المؤمن فليس هكذا، لكنه يثق في عناية أبيه المُحب، ويعلم أن كل الأشياء تعمل معًا للخير للذين يحبون الله، الذين هم مدعوون حسب قصده ( رو 8: 28 ).

            والآيتان المُقتبستان من نبوة إرميا، نرى فيهما بركات الرجل المتوكل على الرب بالمقارنة مع الشجرة المغروسة على المياه. قد يكون في السنة المُقبلة شيء من "الحر" وقد يكون فيها شيء من "القحط"، ولكننا نثق في الرب بأننا "لا نخاف ولا نكف عن الإثمار", بل سيستخرج لنا الرب من الظروف الصعبة بركات لنفوسنا.

            ج. ستوبي
            نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

            تعليق


            • #7
              مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - يناير 2006

              السبت 7 يناير 2006

              أنت معي


              --------------------------------------------------------------------------------
              لأنك أنت معي ( مز 23: 4 )

              كان داود يتكلم عن الراعي .. إلى أن وصل إلى وادي ظل الموت، فابتدأ يتكلم إليه. فبدلاً من أن يقول: "هو" نجده يقول: «أنت معي». وهذه الحقيقة يلخصها الرب في صورة وعد قائلاً: «وها أنا معكم كل الأيام وإلى انقضاء الدهر» ( مت 28: 20 ) (أي وها أنا معكم دائمًا)، «لا أهملك ولا أتركك» ( عب 13: 5 ). فسواء كنا في الوادي المُظلم، أو في الشمس الساطعة، في مرعى أخضر، أو في صحراء قاحلة. "ها أنا معكم دائمًا". هذه حقيقة بغض النظر عن قوة أو ضعف إيماننا. وبالانفصال كُلية عن مشاعرنا. فمشاعرنا متقلبة كالريح، واختبارنا لبركة الوعد قد يمتد أو ينحسر، كما المدّ والجذر، ولكن الوعد والواعد يبقيان ثابتان.

              جاء رجل إلى أحد خدام الرب قائلاً: "كنت ممتلئًا من الفرح في الاجتماع بالأمس. والآن مشاعري جدباء. ولا أعلم ماذا أفعل. أسير كأنني في ليلٍ مُظلم".

              فأجابه خادم الرب: "أنا سعيد جدًا لذلك".

              فنظر إليه الرجل في دهشة، وقال له: "ماذا تعني"؟

              فأجابه خادم الرب: "بالأمس أعطاك الرب فرحًا .. واليوم رأى أنك تعتمد على مشاعرك الخاصة، بدلاً من المسيح، فنزع عنك فرحك ليقودك إلى الاتكال على المسيح .. لقد فقدت فرحك، ولكن المسيح باقٍ لا يُنزع.

              هل سبق لك أن ركبت قطار مرَّ بك في نُفق مُظلم؟

              أجابه الرجل: "حدث ذلك كثيرًا".

              فقال له خادم الرب: "هل شعرت بالخوف والاضطراب لذلك"

              فأجابه الرجل: "كلا بالطبع"

              فقال له خادم الرب: "وهل بعد بُرهة من الوقت، خرج بك القطار إلى النور"؟

              فقاطعه الرجل قائلاً: "ها أنا في النور". حسنًا. لقد فهمت الآن: لتأتِ المشاعر أو لتنتفِ.

              معي في رحلة العمر بطول العمر يرعاني
              ولست أخشى من شر وربي ليس ينساني
              رفيقي في مدى الدهر نصيبي ليس لي ثاني



              ج. هندرسون
              نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

              تعليق


              • #8
                مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - يناير 2006

                الأحد 8 يناير 2006

                أسلم نفسه لأجلها


                -- -- -- --------------------------------------------------------------------------
                كما أحب المسيح أيضًا الكنيسة وأسلم نفسه لأجلها ( أف 5: 25 )

                منذ أكثر من 2500 سنة مضت، حارب أحشويرش ملك فارس بلدة قريبة منه، وانتصر عليها، وأسر حاكمها وامرأته وأولاده. ثم أمر أن يؤتى بهم أمامه، فلما أُحضروا، سأل الحاكم المأسور عما يملكه، فأخبره ذاك بكل ما يملك. عندئذ قال له أحشويرش: ها هم أولادك. إنهم أسرى عندي، وأستطيع أن أبيعهم كعبيد، ماذا تعطي مقابل حرية أولادك؟ فأجاب الحاكم: "كل ما أملك". فأجابه أحشويرش: حسنًا، الآن يستطيع أولادك أن يذهبوا أحرارًا، وكل ما تمتلكه هو لي إلى الأبد.

                والآن ها هي زوجتك، إنها أسيرة عندي. وأستطيع أن أبيعها كأَمَة، فماذا تعطيني لأجل حرية زوجتك؟ فأجاب الحاكم: "كل ما أملك"، فردّ أحشويرش: كلا، إنك لا تستطيع أن تفعل ذلك، لأنك سبقت فأعطيتني كل ما تملك لتشتري حرية أولادك. عندئذ أجاب الحاكم قائلاً: إنني أعطي حياتي لأجلها، فخُذ حياتي واتركها تذهب حُرة. عندئذ أمر أحشويرش أن تُطلَق كل العائلة حُرة بلا ثمن. وعندما رجعوا إلى أرضهم وأصدقائهم، تكلموا عن أحشويرش، وعظّموا قوته وغناه ونُبله، ومعاملته الرقيقة للحاكم وعائلته، لكن الزوجة ظلت صامتة. فسألها الحاكم قائلاً: أ لم تلاحظي أي شيء مُميز في أحشويرش؟ أجابت كلا، فاندهش، وقال لها: لماذا؟ ألا تجدين أي شيء تقولينه عنه، وقد عاملنا هذه المُعاملة الطيبة؟ فأجابت قائلة: كيف أستطيع أن أفكر في أي شخص آخر، إلا في ذلك الشخص الذي كان مُستعدًا أن يبذل حياته لكي يمنحني الحرية؟ إنني لا أستطيع أن أفكر في أي شخص آخر.

                وفي تشبيه التاجر واللؤلؤة، نرى صورة للرب يسوع وكنيسته (مت13) فأية قيمة ثمينة لهذه اللؤلؤة بالنسبة للتاجر! حتى أنه باع كل شيء ليشتريها؟ هل تستطيع أن تُدرك مشاعر التاجر نحو تلك اللؤلؤة؟ تصوَّر إنسانًا مستعدًا لبيع كل شيء، ليشتري لؤلؤة واحدة. فأية قيمة لهذه اللؤلؤة بالنسبة للرب! هذا يذكِّرنا بالآية العجيبة «.. من أجلكم افتقر وهو غني..» ( 2كو 8: 9 ). لكن أفسس 5 تذهب إلى أبعد من ذلك، حيث لا نقرأ أن الرب يسوع كان مستعدًا أن يبيع كل شيء ليمتلك الكنيسة، بل «.. أسلم نفسه لأجلها». إن هذا لهو أكثر بكثير من مجرد بيع كل شيء. فأن تعطي نفسك، أغلى جدًا من أن تبيع كل شيء.

                هايكوب
                نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                تعليق


                • #9
                  مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - يناير 2006

                  الاثنين 9 يناير 2006

                  يسوع رب


                  --------------------------------------------------------------------------------
                  يا رب، ماذا تريد أن أفعل؟ ( أع 9: 6 )

                  كثيرون قد اتخذوا يسوع المسيح مُخلصًا لهم، ولكنهم لم يتخذوه ربًا، ولكنه لن يرضى ولن يشبع حتى يأخذ مركزه اللائق .. مركز السيادة على الكيان بجملته.

                  في لوقا 14: 24- 27 يضع الرب شروط التتلمذ له. ولكني أريد أن أقول أولاً: إن التلميذ هو متعلم وتابع، له معلم وسيد.

                  وأقول ثانيًا: إن الرب يسوع له الحق المُطلق في أن يضع الشروط التي على أساسها يمكنه أن يقبل أتباعًا وتلاميذ له. إن الرب لا يجنّد تجنيدًا إجباريًا، ولكنه يُعلن شروطه، وينتظر مَنْ يقبلها، قبول التطوع والطاعة بفرح. ويوجد فرق بين أن يكون الإنسان مُخلَّصًا، وأن يكون تلميذًا. يقول البشير لوقا: «وكان جموعٌ كثيرة سائرين معه، فالتفت وقال لهم: إن كان أحدٌ يأتي إليَّ ولا يُبغض أباه وأُمه وامرأته وأولاده وإخوته وأخواته، حتى نفسه أيضًا، فلا يقدر أن يكون لي تلميذًا».

                  ولكنك تقول: هل يقصد الرب بذلك، أنه يجب على الإنسان أن يبغض أحباءه جميعًا حتى يكون له تلميذًا؟ فأقول: دعنا نرجع إلى متى10: 37 الذي نجد فيه نفس شروط التلمذة، ولكن بعبارة أخرى هذا نصها: «مَنْ أحب أبًا أو أمًا أكثر مني فلا يستحقني. ومن أحب ابنًا أو ابنة أكثر مني فلا يستحقني». فهذه إذًا هي شروط التلمذة مُجملة في كلمتين اثنتين "الله أولاً". وهاتان الكلمتان يجب أن توضعا نصب عين كل واحد من المؤمنين باستمرار.

                  والآن لنسأل أنفسنا بعض أسئلة صريحة: هل لله المركز الأول في حياتي، أم تحتل أشغالي ذلك المركز؟ هل الله أولاً، أم مسراتي؟ هل الله أولاً أم المال؟ ثم ماذا أقول بشأن عائلتي وأحبائي .. هل هم أولاً، أم الله؟ هذا السؤال يحل كل المشاكل ويزيل كل الصعوبات.

                  إذا واجهت هذه الأسئلة لا أعود أستفهم عما إذا كان من الجائز أن أذهب إلى ذلك المكان أم لا، وأن أشترك في تلك المسرات أم أمتنع. يجب أن أتخذ قرارًا واحدًا حاسمًا: "الله أولاً".

                  وحالما أتخلى عن كل شيء، يمتحني الله؛ إذا كان هذا التخلي صحيحًا، أم لا. هكذا كان الحال مع إبراهيم عندما طلب الله منه أن يقدم ابنه على جبل المُريا، فلم يتأخر أو يتردد. ولنتذكَّر أن الرب يسوع، إما أن يكون ربًا على الكل، أو لا يكون ربًا على الإطلاق.

                  أزوالد سميث
                  نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                  تعليق


                  • #10
                    مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - يناير 2006

                    الثلاثاء 10 يناير 2006

                    مواجهة أعاصير الحياة


                    --------------------------------------------------------------------------------
                    الرب أعطى والرب أخذ، فليكن اسم الرب مباركًا ( أي 1: 21 )
                    أ ألخير نقبل من عند الله، والشر لا نقبل؟ ( أي 2: 10 )

                    أربع زوابع هاجت على حياة أيوب بالألم: السبئيون والكلدانيون، وريح عاصفة هبَّت عبر الصحراء وحرمته من غنمه وخدامه، ثم زادت عليه التجربة بحرمانه من جميع أولاده. وهكذا أصبح حزينًا إلى أقصى حدود الحزن فجأة، وبلا سبب ظاهر، وفي يوم واحد. ثم ذهبت صحته ونضارته. وأمام هذه الخسائر التي هي بالجملة، ماذا عساه فعل؟ هل صدرت عنه شكوى من سوء حظه؟ هل لعن الأعاصير واللصوص؟ هل تذمَّر على الرب واتهمه بالظلم، وهو العادل؟ هل قال للرب: لماذا؟ .. ولماذا أنا بالذات؟؟

                    تأمل ـ عزيزي القارئ ـ في كلماته الرزينة: «الرب أعطى والرب أخذ، فليكن اسم الرب مُباركًا». لقد تأمل، وبتفكير عميق، جحافل السبئيين والكلدانيين، والرياح العاتية الشديدة، وإذ به يرى يد الرب. وهو ليس فقط تبيَّن سلطان الله وإرادته، بل وتقبَّلها مُباركًا اسم الرب «فقام أيوب ... وخَرَّ على الأرض وسَجَد» ( أي 1: 20 ). لقد واجه أيوب هذه المِحَن كساجد. وبهذا التصرف أعطانا تعبيرًا بديعًا للخضوع لإرادة الرب. وفي شدة ساعة الظلمة التي اكتنفته، استطاع أن يبارك الرب.

                    «في كل هذا لم يُخطئ أيوب ولم يَنسب لله جهالة» ( أي 1: 22 ). في وسط تجاربه الحارقة، كان يتأمل الرب كمَنْ هو صالح، وكمَن فيه كل الكفاية. وإذ أنه متيقن من كل هذا، لم ينسب لله جهالة في صفاته الإلهية الكاملة، ولم يتحدث عن نفسه كمن فقد كل شيء، حتى صحته. بل نراه لا زال يؤمن بكفاية الرب له، وكيف أن كل رجائه أصبح مرتبطًا به. وحينما وبّخته زوجته، واقترحت عليه أن يتخلى عن إيمانه، ويلعن الله ويموت، حيث أن الموت في عينيها أفضل من حالة اليأس المُحيطة به، كان جوابه: «أَ أَلخير نقبل من عند الله، والشر لا نقبل؟».

                    إن أيوب في تساؤله المهيب، يتخذ طريقًا ساميًا، وكأن به يقول: الله الذي يعطي الصحة، الثروة، الأولاد، القوة، الشهرة، يستطيع أيضًا أن يأخذ كل شيء إذا اختار ذلك، لأنها في حقيقة الأمر ملكه. فإذا كنا نقبل أشياء صالحة من بين يديه، فيجب علينا أن نكون مُهيئين لقبول أشياء يمكن أن توصف بأنها شر، والإيمان يقبل بسرور كل شيء من الله.

                    موريس بسالي
                    نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                    تعليق


                    • #11
                      مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - يناير 2006

                      الأربعاء 11 يناير 2006

                      دائمًا مع أبي


                      --------------------------------------------------------------------------------
                      في بيت أبي منازل كثيرة ... آتي أيضًا وآخذكم إليَّ ( يو 14: 2 ، 3)

                      د. بلاك طبيب ناجح ومرموق في مجتمعه، وهو أيضًا زوج صالح، وأب مُلتزم، لا سيما تجاه ابنه بوب. وهذا الطفل لا يفارق والده أبدًا من لحظة عودة الأب إلى المنزل، بل وفي بعض الأحيان كان يصحب الطبيب طفله اللطيف هذا في زيارته للمرضى.

                      ولكن كان هناك مكان واحد لم يذهب إليه الأب والابن معًا على الإطلاق. هذا المكان هو الكنيسة، إذ في صباح كل أحد، كان بوب يذهب بصُحبة والدته وشقيقته إلى الكنيسة، ولم يكن يصحبهم الأب بأي حال، لأنه لم يكن مقتنعًا بجدوى الدين.

                      استمتع بوب بمدارس الأحد وأحب المدرس. وذات يوم، كان الدرس بعنوان: "بيتنا السماوي" وقد كان مشوقًا للأولاد جدًا، وثارت حوله أسئلة كثيرة منهم، وسأل المدرس بوب: "عندما تذهب إلى السماء، ما هو أول شيء ستراه هناك؟". تلعثم بوب ورَّد بهدوء: "أنا لن أذهب إلى السماء" .. رّد المدرس في دهشة: "لماذا يا بوب؟ بكل تأكيد أنت تريد الذهاب إلى هناك، كل الأولاد والبنات يريدون ذلك". رّد الطفل: كلا. "أنا أريد الذهاب مع أبي. أمي وشقيقتي ستذهبان للسماء". وكم كانت هذه الإجابة مؤلمة لقلب المدرس!

                      وبعد يومين أو ثلاثة، وبينما كان المدرس يُعالج عند د. بلاك، أبو الولد، قص عليه هذه الواقعة. وفي البداية حاول الطبيب أن يضحك على هذا الموقف إذ حسبه دعابة كبيرة، لكنه في الواقع كان يهتز في أعماقه ورّد: "نعم، هذا هو بوب فعلاً، فهو دائمًا يريد أن يذهب إلى حيث أذهب أنا".

                      ردّ المدرس بسرعة: وأين ستذهب يا دكتور؟ وهنا أصاب سؤال الأخ المريض قلب الطبيب في الصميم، ولم يجد هذا الجرَّاح الشهير مَهربًا من تعليق ابنه الصغير هذا، وظل تعليق الولد على سؤال المدرس له، وسؤال المدرس للأب، يطاردانه حتى انحنى على ركبتيه في توبة حقيقية لله، وقَبِل الرب يسوع المسيح مخلصًا شخصيًا له، وأصبح في المسيح خليقة جديدة ( 2كو 5: 17 ) وأصبح د. بلاك من الآن رفيقًا آمنًا للصغير بوب.

                      وماذا بالنسبة لك أيها القارئ العزيز؟ هل أنت رفيق آمن بالنسبة لابنك الصغير، أو بنتك؟ وإلى أين تقودهم؟ وإن كان طفلك يذهب معك في كل مكان، فإلى أي مكان ستصحبه في مصير أبدي مشترك؟!


                      كاتب غير معروف
                      نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                      تعليق


                      • #12
                        مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - يناير 2006

                        الخميس 12 يناير 2006

                        هاجر وملاك الرب


                        --------------------------------------------------------------------------------
                        فوجدها ملاك الرب على عين الماء في البرية ... وقال: يا هاجر جارية ساراي، من أين أتيتِ وإلى أين تذهبين؟ فقالت: أنا هاربة من وجه مولاتي ساراي ( تك 16: 7 ، 8)

                        ما أعجب أن يكون أول ظهور لملاك الرب في العهد القديم هو لجارية، جارية هاربة من مولاتها. لكننا عندما نصل إلى الإعلان الأكمل في العهد الجديد، سنعرف بصورة أفضل أن ذلك العظيم المجيد، لا يستنكف مُطلقًا أن يذهب وراء شاة ضالة ليردها إلى الطريق السوي. وإذا كان رب الملائكة في نصف النهار التقى مع امرأة ساقطة عند البئر (يو4)، فليس عجيبًا أن ملاك الرب؛ الذي هو المسيح نفسه، يظهر للجارية هاجر في منتصف الزمان عند البئر. واختبرت هاجر هنا ما ذكره داود في ما بعد أن الرب قريب من المُنكسري القلوب، ويخلّص المنسحقي الروح ( مز 34: 18 ).

                        لكن المكان الذي تقابل فيه ملاك الرب مع هاجر، يحمل إلينا من الدروس الشيء الكثير. لقد التقى بها في البرية، عند عين الماء. ومن ظهور الملاك لها في البرية، نتعلم أن الرب لا يُظهر نفسه للشخص الغارق وسط مسرات العالم وأباطيل الحياة، بل للذي وصل روحيًا إلى البرية, ووصل إلى نهاية كل أمل وعون في أي إنسان. فعندما تنسحب منا مباهج الدُنيا، ونمسي في أرض ناشفة ويابسة وبلا ماء، هناك يظهر لنا الرب.

                        لكن ليس فقط في البرية، بل أيضًا عند عين الماء، فلا يكفي أن ننسحب من أباطيل الحياة، بل علينا أن نلتصق بكلمة الرب. ويا سعد مَنْ وجد المكتوب، والتصق بالكتاب، وفتش فيه باجتهاد، سيكتشف ذلك الشخص، رجلاً كان أم امرأة، جارية ـ كما هنا ـ أم وزيرًا عظيمًا ـ كما في أعمال8: 26- 28 . نعم سيجد أن الرب حقًا يفتح على الهضاب أنهارًا، وفي وسط البقاع ينابيع، وأن الرب قريب جدًا حقًا إليه، حتى ولو كان في البرية.

                        ولأن ما يُبنى على الخطأ هو خطأ، فإن الله يُسقطه من حساباته. ولهذا فإن ملاك الرب نادى هاجر هنا: «يا هاجر جارية ساراي». وسألها فأجابت ببساطة على سؤال الملاك. وكانت إجابتها عن واقع الحال بدون مواربة ولا مداورة. وكانت إجابتها أفضل بكثير من إجابة قايين ( تك 4: 9 - 14)؛ فهي لم تُغالط ولا حتى حاولت أن تبرر خطأها، بل اعترفت بالواقع كما هو «فقالت: أنا هاربة من وجه مولاتي ساراي. فقال لها ملاك الرب: ارجعي إلى مولاتك واخضعي تحت يديها» ( تك 16: 8 ، 9).

                        يوسف رياض
                        نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                        تعليق


                        • #13
                          مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - يناير 2006

                          الجمعة 13 يناير 2006

                          كيف لا إيمان لكم ؟


                          --------------------------------------------------------------------------------
                          فأيقظوه وقالوا له: يامعلم، أما يهمك أننا نهلك؟ فقام وانتهر الريح، وقال للبحر: اسكت! ابكم! .. وقال لهم: ما بالكم خائفين هكذا؟ كيف لا إيمان لكم؟ ( مر 4: 38 - 40)

                          إننا عندما نكتئب أو نفشل أو ننهار بسبب ضيقة نجتاز فيها، فنحن في الواقع نعاني لا من مشكلة واحدة، بل من مشكلتين، وكلاهما يحتاجان لإله النجاة.

                          الأولى: هي الضيقة التي نعانيها.

                          أما الثانية: وهي الأخطر كثيرًا، هي: ضعف إيماننا أو غيابه.

                          عندما صرخ التلاميذ للمعلم النائم في سلام في مؤخر السفينة، وأيقظوه بهَلع قائلين: «يا معلم إننا نهلك» كانوا في الواقع يعانون من عدم الإيمان، قبل أن يعانوا من البحر الهائج، بل إني لا أستبعد أن يكون الرب سمح بهياج البحر لكي يكشف لهم هذا المرض الدفين، لذلك قام السيد وانتهر الريح وقال للبحر: اسكت، فسكَنت الريح وصار هدوء عظيم! لكن الأهم هو ما فعله السيد بعد هذا، إذ كشف عن المشكلة الحقيقية، فقال لهم: «كيف لا إيمان لكم؟ أين إيمانكم؟».

                          وفي مرة أخرى كانوا لا زالوا في نشوة أفراح معجزة إشباع الخمسة الآلاف بخمسة أرغفة، متعجبين للغاية مما صار، وبعدها بسويعات قليلة وبمجرد أن هاج البحر عليهم، نسوا كل شيء وخافوا! وعندما أتاهم السيد ماشيًا على الماء ليطمئنهم، بدلاً من أن يطمئنوا، صرخوا! فيقول الكتاب: «لأنهم لم يفهموا بالأرغفة، إذ كانت قلوبهم غليظة».

                          وفي مرة أخرى، وبعد أن كانوا قد رأوا بأعينهم الحبيب وهو يُشبع الآلاف بالقليل من الخبزات، لا مرة بل مرتين، وجمعوا هم بأيديهم آلاف كِسر الخبز الفائضة عن الجموع بعدما شبعوا، وبعدها مباشرة دخلوا السفينة، وإذ بهم يرتبكون بشدة لأنهم اكتشفوا اكتشافًا خطيرًا، أنه ليس معهم في السفينة سوى رغيف واحد، على الرغم من وجود مُشبع الآلاف معهم في السفينة!! مما جعل الرب يوبخهم أشد توبيخ ( مر 8: 17 - 20).

                          إخوتي الأحباء: صدقوني إن أعظم مشكلة تأتي من خارجنا، لا تحتاج من معلمنا سوى كلمة لكي تنتهي. كلمة تصنع معجزة! لكن المشكلة الحقيقية، والتي لم تُجدِ معها عشرات المعجزات، هي تلك النابعة من داخلنا، إنها غلاظة قلوبنا وعدم إيماننا! فليرحمنا الرب ويشفِِنا من هذا الداء العضال.

                          ماهر صموئيل
                          نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                          تعليق


                          • #14
                            مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - يناير 2006

                            السبت 14 يناير 2006

                            جمع المن


                            --------------------------------------------------------------------------------
                            فقال الرب لموسى: ها أنا أُمطر لكم خبزًا من السماء. فيخرج الشعب ويلتقطون حاجة اليوم بيومها ( خر 16: 4 )

                            التغذي بالمَن معناه التأمل في المسيح كالإنسان المتضع الذي أعلن الآب للعالم، والتفكُّر في نعمته وصلاحه، وحنوِّه وعواطفه، ورقته ومحبته، ووداعته وتواضع قلبه، وصبره واحتماله، وطول أناته ومثاله الكامل.

                            وتوجد في خروج 16: 4 نقطتان فيما يتعلق بجمع المَن وكيفية استعماله. فكان الإسرائيليون يخرجون من المحلة «ويلتقطون حاجة اليوم بيومها». وهكذا يجب أن نخرج نحن لهذا الغرض عينه. وطبعًا كان عليهم لكي يجمعوا ويلتقطوا المَن؛ أن ينحنوا أو يركعوا. وهذه صورة للسجود والشكر على هذه النعمة الغنية التي لا تُقدَّر للنفس المتجددة، نعمة ربنا يسوع المسيح الذي نزل من السماء ليكون طعام شعبه.

                            وأما النقطة الثانية، فهي أن المَن لا يمكن أن يُخزن لاستعماله في المستقبل «يلتقطون صباحًا فصباحًا كل واحدٍ حَسَب أكله» ( خر 16: 21 ). وهكذا معنا الآن، فنحن علينا أن نلتقط من المَن السماوي يوميًا. وطعام اليوم لا يكفي للغد، إذ يجب أن نتغذى بالمسيح باستمرار، يومًا بعد يوم، وساعة بعد الأخرى، ولا يمكننا أن نأخذ منه أكثر من حاجتنا اليومية، وهذا يقودنا إلى الاستناد المستمر عليه والشخوص دائمًا إليه «كما أرسلني الآب الحي، وأنا حي بالآب، فمَنْ يأكلني فهو يحيا بي» ( يو 6: 57 ).

                            أما عندما كان الإنسان يحفظ المَنْ لنفسه، فكانت علامات الفساد تدب فيه. وذلك يشير إلى أن حقائق المسيحية لا تُحفظ في الذهن. فالذي فهمناه وتعلمناه، نحن مسئولون أن نسير بموجبه ونحققه عمليًا. فالحياة المسيحية ليست مجرد حفظ حقائق، والتمسك بمعتقدات والمُجاهرة بنظريات دينية لاهوتية، بل هي عيشة عملية تظهر في حياتنا.

                            وكان على الشعب أن يلتقطوا المَنْ قبل شروق الشمس، لذلك كانوا يبكرون إليه فيجدونه كل صباح «وإذا حميت الشمس كان يذوب» ( خر 16: 21 ). وحمو الشمس يشير إلى الانشغال بالأمور اليومية. فإنه يجب أن يكون المسيح ـ له كل المجد ـ غرض قلوبنا الأول، وينبغي أن نبكر إليه قبل أي شيء آخر، لئلا تتعلق قلوبنا بسواه «أنا أحب الذين يحبونني. والذين يُبكرون إليَّ يجدونني» ( أم 8: 17 ).

                            رشاد فكري
                            نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                            تعليق


                            • #15
                              مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - يناير 2006

                              الأحد 15 يناير 2006

                              لماذا يُقتل؟ ماذا عَمِلَ ؟


                              --------------------------------------------------------------------------------
                              فأجاب يوناثان شاول أباه وقال له: لماذا يُقتل؟ ماذا عمل؟ ( 1صم 20: 32 )

                              في وليمة شاول الشهيرة، دافع يوناثان عن داود وسأل أباه: «لماذا يُقتل؟ ماذا عمل؟».

                              وإن كان داود كإنسان فعل ـ فيما بعد ـ ما يستوجب القتل، فقد زنى وقتل (2صم11)، والشريعة تقضي بقتل الزاني والقاتل ( لا 20: 10 ؛ عد35: 16)، لكن الرب في نعمته المتفاضلة، نقل عن داود خطيته.

                              والآن لنترك داود، وننظر إلى أصل وذرية داود؛ للرب يسوع المسيح وهو على الصليب، ونسأل أيضًا: «لماذا يُقتل؟ ماذا عِمل؟».

                              إن الشريعة تقضي بالقتل، لا للبار، بل للأثيم والخاطئ «... إنما كل إنسان يُقتل بخطيته» ( 2مل 14: 6 ). ولكن بالنسبة لربنا يسوع المسيح، فلم تكن فيه خطية ( 1يو 3: 5 )، ولم يعرفها ( 2كو 5: 21 )، ولم يفعلها ( 1بط 2: 22 ). ومن جهة البر، فهو البار الوحيد بشهادة الجميع ( أع 7: 52 ؛ لو23: 47 ؛ مت27: 19). ومن جهة الأعمال، فقد قال: «طعامي أن أعمل مشيئة الذي أرسلني وأتمم عمله» ( يو 4: 34 )، وقيل عنه: «لم يفعل شيئًا ليس في محله» ( لو 23: 41 ). هذا في الوقت الذي قيل فيه عن الجميع: من جهة الخطية «إذ أخطأ الجميع» ( رو 5: 12 )، ومن جهة البر: «ليس بار ولا واحد» ( رو 3: 10 )، ومن جهة الأعمال: «ليس مَنْ يعمل صلاحًا، ليس ولا واحد» ( مز 14: 13 تك 18: 23 ). فالقتل إذًا هو استحقاق كل الجنس البشري. ولكن، هل يصادق الله على قتل البار، ويُهلكه مع الأثيم، فيكون البار كالأثيم؟! ( أع 3: 15 - 25). حاشا له أن يفعل مثل هذا الأمر، أن يُميت البار مع الأثيم. حاشا له! .. إذًا، لماذا يُقتل البار، ويُطلق الأثيم؟! لماذا يُقتل رئيس الحياة؟! ( يو 10: 28 ) ولماذا يموت مُعطي الحياة؟! ( في 2: 8 ). الإجابة: أنه لم يُقتل لأن اليهود قبضوا عليه، ولا لأن بيلاطس أصدر الحكم بذلك، بل قُتل ومات لأنه أحب أباه وأطاعه حتى الموت موت الصليب ( أف 5: 25 )، قُتل ومات لأنه أحب الكنيسة وأسلم نفسه لأجلها ( غل 2: 20 ). قُتل ومات لأنه أحبني (وأحبك) وأسلم نفسه لأجلي (ولأجلك) ( يو 6: 33 ). قُتل ليَهَب الحياة للموتى بالذنوب والخطايا ( 1بط 3: 18 ) مات البار من أجل الأثمة، لكي يقرّبنا إلى الله (1بط3: 18).

                              معين بشير
                              نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                              تعليق

                              من قاموا بقراءة الموضوع

                              تقليص

                              الأعضاء اللذين قرأوا هذا الموضوع: 0

                                معلومات المنتدى

                                تقليص

                                من يتصفحون هذا الموضوع

                                يوجد حاليا 1 شخص يتصفح هذا الموضوع. (0 عضو و 1 زائر)

                                  يعمل...
                                  X