إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

قرأت لك :من "طعام وتعزية" - أبريل 2011

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • قرأت لك :من "طعام وتعزية" - أبريل 2011

    الجمعة 1 إبريل 2011

    ظلام الظروف ولمعان الإيمان
    أما دانيآل فجعل في قلبه أنه لا يتنجس بأطايب الملك ولا بخمر مشروبه، فطلب من رئيس الخصيان أن لا يتنجس ( دا 1: 8 )

    لو وُجد زمن يصح أن يُعذَر فيه الإنسان على انحطاط مستواه، يكون هو زمن الأسرْ البابلي، إذ فيه قد انهدم النظام اليهودي، وزال سلطان الملك من يد وارث عرش داود منتقلاً إلى نبوخذنصر، وزال المجد عن إسرائيل، وبالجملة ذهب كل شيء مُبهج ومشجع، ولم يبق لبني يهوذا المسبيين إلا أن يعلِّقوا أعوادهم على الصفصاف، ويجلسوا ليبكوا مجدهم الزائل ونورهم المنطفئ وعظمتهم المنهدمة.

    تلك هي لغة عدم الإيمان، ولكن تبارك اسم الله، فإنه عندما يظهر كل شيء منحطًا إلى أسفل الدركات، حينئذٍ يبرز الإيمان ظافرًا منتصرًا. ونحن نعلم أن الإيمان هو الأساس الصحيح الوحيد لاتباع الرب، وهو لا يطلب دعامة من الناس، ولكنه يجد كل ينابيعه في الله، لذلك كلما اشتد ظلام الظروف المُحيطة، كلما ظهر لمعان الإيمان بأكثر بهاء. وكلما تغطى أُفق الطبيعة بالسُحب القاتمة، كلما وجد الإيمان فرصة للتمتع بشمس الله المُشرقة.

    على هذا المبدأ تمكن دانيال ورفقاؤه أن يتغلبوا على الصعاب التي وُجدت في زمانهم، فقد حكموا أنه يمكنهم التمتع بمركز ”الانتذار للرب“ ـ بكامل معناه ـ في بابل كما في أورشليم بالتمام، وقد حكموا بالصواب، وكان حكمهم حكم الإيمان النقي، وهو نفس الحكم الذي عاش بمقتضاه باراق وجدعون ويفتاح وشمشون قديمًا. هو نفس الحكم الذي حكمه دانيال نفسه في دور مستقبل من أدوار حياته عندما فتح كواه وصلى نحو أورشليم كعادته (دا 6). هو نفس الحكم الذي حكمه بولس الرسول الذي مع رؤيته تيار الارتداد والفساد قادمًا، يحرِّض ابنه تيموثاوس أن «يتمسَّك بصورة التعليم الصحيح» ( 2تي 1: 13 ). هو نفس الحكم الذي حكمه الرسول بطرس عندما حرَّض المؤمنين تجاه منظر انحلال جميع العناصر أن «يجتهدوا ليُوجدوا عنده بلا دنسٍ ولا عيبٍ، في سلامٍ» ( 2بط 3: 14 ). هو نفس حكم الرسول يوحنا عندما حرَّض حبيبه غايس، وسط التشويش والسيادة البشرية، أن «لا يتمثل بالشر، بل بالخير» (3يو11). وهو نفس حكم يهوذا الذي مع تبيانه أنواع الشرور الكثيرة السائدة، يشجع البقية المحبوبة أن «يبنوا أنفسهم على إيمانهم الأقدس، مُصلين في الروح القدس» (يه20، 21). وبالإجمال هذا هو حكم الروح القدس، لذلك هو حكم الإيمان.

    ماكنتوش
    نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

  • #2
    رد: قرأت لك :من "طعام وتعزية" - أبريل 2011

    السبت 2 إبريل 2011

    ختم الروح القدس وسُكناه ومسحته
    ... الذي فيه أيضًا إذ آمنتم خُتمتم بروح الموعد القدوس، الذي هو عربون ميراثنا لفداء المقتنى لمدح مجده ( أف 1: 13 ، 14)

    لا يترك الله عمله دون أن يضع طابعه عليه. فبمجرد أن ينال الإنسان خلاص الله المجاني الكامل بالإيمان، يختمه الروح القدس «إذ آمنتم خُتمتم بروح الموعد القدوس» علامة ملكية الله له.

    وختم الروح القدس، هو أيضًا عربون ميراث المؤمن «خُتمتم بروح الموعد القدوس الذي هو عربون الميراث». كما أن العربون يربط كُلاً من البائع والمشتري، هكذا قبولنا الروح القدس بالإيمان، كعربون الميراث، معناه، ونحن نقول هذا بكل وقار وإجلال، إن إلهنا المبارك قد وضع نفسه تحت التزام بتتميم الوعد كاملاً بإعطائنا الميراث كاملاً، وضمانه ضمانًا أبديًا لكل مؤمن.

    فالروح القدس هو الختم في المؤمن، علامة ملكية الله له، وهو أيضًا العربون للمؤمن يضمن له الميراث.

    فما أبسط هذه اللغة، ولكن ما أعمق ما تحمله من معانِ وحقائق! فهي تُعلن بكل وضوح السلامة الأبدية لأصغر مؤمن حقيقي. والضمان الإلهي الكامل لميراثه في المسيح يسوع.

    وإذ يختم الله المؤمن بالروح القدس يُصبح هيكلاً للروح القدس «أم لستم تعلمون أن جسدكم هو هيكل للروح القدس الذي فيكم، الذي لكم من الله» ( 1كو 6: 19 ).

    فجسد المؤمن هيكلاً للروح القدس، والروح القدس لا يفارقه في أي وقت من الأوقات، أو لأي سبب من الأسباب، ذلك لأن سكنى الروح القدس في المؤمن مؤسس على عمل المسيح الكامل وجلوسه عن يمين الآب. وعلى ذلك فالصلاة لطلب الروح القدس، هي طلب غريب عن تعليم الكتاب المقدس، لأنه إنكار لهذه الحقيقة.

    «وأما أنتم فلكم مسحة من القدوس وتعلمون كل شيء...» ( 1يو 2: 20 - 27). فكما كان يوضع للأبرض بعد طُهره، من دم ذبيحة الإثم على شحمة أُذنه اليُمنى، وإبهام يده اليُمنى، وإبهام رجله اليُمنى, وعلى الدم يوضع الزيت، ثم بعد ذلك يصب الزيت على رأسه، علامة تكريسه ( لا 14: 14 - 17) هكذا في العهد الجديد، بعد أن يحتمي الخاطئ في دم المسيح للتكفير عن خطاياه، يمسحه الروح القدس لتكريسه بالانفصال عن كل شر، ولتأهيله أيضًا ككاهن للسجود في الأقداس السماوية.

    وهذه المسحة ثابتة في المؤمن، لها قوة التقديس، والإرشاد والتعليم، وهي التي تعلِّمنا أن نُمسك بالمسيح ونثبت فيه «ولكن الذي يثبتنا معكم في المسيح وقد مسحنا هو الله» ( 2كو 1: 21 ).

    كاتب غير معروف
    نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

    تعليق


    • #3
      رد: قرأت لك :من "طعام وتعزية" - أبريل 2011

      الأحد 3 إبريل 2011

      كمالات الفادي
      ونحو الساعة التاسعة صرخ يسوع بصوتٍ عظيم قائلاً: إيلي، إيلي، لِمَا شبقتني؟ أي: إلهي، إلهي، لماذا تركتني؟ ( مت 27: 46 )

      إن هذه الصرخة للمسيح من فوق الصليب هي اقتباس من المزمور22 الذي يُعتبر لسان حال المسيح وهو فوق الصليب. وقد كتب هذا المزمور داود النبي بوحي من الروح القدس قبل الصليب بنحو ألف عام. وعليه، فإن هذه الصرخة تُرينا أن الصلاة وكلمة الله كلتيهما كانتا غاليتين وثمينتين جدًا في نظر الرب، حتى وهو في أحرج موقف، وأصعب حالة. فلقد كانت لغته هي لغة الكتاب المقدس. وكان اتجاهه الطبيعي هو إلى الله، مثل إبرة البوصلة في اتجاهها دائمًا إلى الشمال.

      لكن هذه الصرخة تُرينا شيئًا آخر: فإن كانت صلاته في البستان أظهرت عُمق طاعته لأبيه وخضوعه له، عندما قال له: ”ليكن، لا ما أريد أنا، بل ما تريد أنت“ ( مر 14: 36 )، فإن صرخته هنا في الجلجثة تبيِّن سمو إيمانه، فهو لم يصرخ من الله، بل صرخ إلى الله. فهو متروك منه، ويصرخ إليه. وهذا هو سمو الإيمان. فنحن قد نتكل على الله عندما تكون الشمس مشرقة، أما المسيح، فمن عمق ظلمة لم يعرف نظيرها التاريخ، يقول: «إلهي». إنه لا يخاطبه قائلاً: «يا الله»، بل «إلهي» ويكرر ذلك مرتين: «إلهي، إلهي». وهذا يدل على تكريس عميق لله وحب كامل له! لقد ثبت بحق أنه هو «رئيس الإيمان، ومُكمِّله».

      واللفظ الذي خرج من فم سيدنا هو: «إيلي، إيلي». وكلمة ”إيل“، وهي أحد أسماء الجلالة في اللغة العبرانية، تعني ”القوي“. فكأن المسيح ينادي الله قائلاً: ”يا قوتي، وسَنَد إنسانيتي، الذي ليس لي سَنَد سواك ولا قوة غيرك؛ لماذا تركتني؟“.

      لقد كان المسيح من بداية إنسانيته، من بطن أمه، متكلاً على الله. وهذا ما يُخبرنا به نفس المزمور22 الذي يبدأ بصرخة الترك من جانب الله «إلهي، إلهي، لماذا تركتني؟». إذ يستمر الرب مُخاطبًا إلهه فيقول: «لأنك أنت جذبتني من البطن، جعلتني مطمئنًا على ثديي أمي. عليك أُلقيت من الرحم. من بطن أمي أنت إلهي». فهو متكل على الله من بطن أمه. لكن ها هم أعداؤه يستهزئون به لهذا السبب نفسه، إذ يقول: «كل الذين يرونني يستهزئون بي. يفغرون الشفاه، ويُنغضون الرأس قائلين: اتكل على الرب فليُنجِهِ». لكنه، رغم ذلك، ما زال متمسكًا بإلهه، فيقول له: «لا تتباعد عني، لأن الضيق قريب، لأنه لا مُعين»، وأيضًا «أما أنت ... فلا تبعد. يا قوتي، أسرع إلى نُصرتي». حقًا، ما أعظم كمالات الفادي!

      يوسف رياض
      نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

      تعليق


      • #4
        رد: قرأت لك :من "طعام وتعزية" - أبريل 2011

        الاثنين 4 إبريل 2011

        الجهاد المسيحي
        لقد شبَّهتك يا حبيبتي بفرسٍ في مركبات فرعون ( نش 1: 9 )

        إذا كانت أجود الخيل موجودة في مصر، فإن فرعون كان بلا شك ينتقي أحسنها وأكثرها جمالاً ورشاقة لمركباته، هذا فضلاً عما كان يزيّنها به لتبدو كاملة الجمال، ومما لا ريب فيه أن تلك الخيل قد تهذبت وتدربت على السير معًا في انسجام تام وتوافق كامل، وفي هذا مغزى جميل، فإن من واجبنا كمؤمنين أن ندرِّب أنفسنا على خدمة الرب سيدنا والعيشة معًا لمجده في وفاق ووئام «حتى تفتكروا فكرًا واحدًا ولكم محبة واحدة بنفسٍ واحدة، مُفتكرين شيئًا واحدًا» ( في 2: 2 )، «مجتهدين أن تحفظوا وحدانية الروح برباط السلام» ( أف 4: 3 ).

        كما أنها (أي أفراس مركبات فرعون) كانت سهلة الانقياد فتخضع لقائدها وسيدها، وتحمله حيث يشاء، وفي هذا درس عملي هام، فمن واجب المؤمن الحقيقي أن يكون في الخضوع التام لسيده الذي اشتراه من ”مصر العالم“ فيتمم مشيئته ويسير في الطريق الذي يرسمه له، أما إذا لم يكن المؤمن في الخضوع التام للسيد الذي يعلِّمه ويرشده الطريق التي يسلكها، فإنه يكون كفرسٍ بلا فهم، ويحتاج إلى اللجام والزمام ( مز 32: 9 ). ليتنا نسلك في سبيل الطاعة الكاملة حتى لا ينطبق علينا هذا الوصف المُخجل.

        ثم إن في هذا التعبير «فرس (أو أفراس) في مركبات فرعون» إشارة إلى الحرب والجهاد. والرب ـ له كل المجد ـ يريد أن يكون المؤمنون في حالة النشاط والقوة الروحية. فكما أنه من امتيازنا أن نكون برفقة الرب حيثما يرعى خرافه ويربضها، فإنه من واجبنا أيضًا أن نكون في ملء القوة الروحية للانتصار على أعدائنا الروحيين، لذا يُشبّه المؤمن بالفرس الذي يمتاز بسرعته في الركض وبشجاعته في الحروب ( أي 39: 19 - 25).

        وكما أن ”الأفراس في مركبات فرعون“ كانت بلا شك مزيَّنة بكيفية تُظهر غنى وعظمة قوة فرعون، كذا علينا أن نلبس سلاح الله الكامل لكي نُظهر عظمة وقدرة الرب سيدنا في انتصارنا على أعدائنا. إنه تبارك اسمه لا يريدنا أن نكون ضعفاء ومنهزمين، ولكنه يريد أننا بنعمته نكون في كل حين أقوياء ومنتصرين.

        وَلي سِلاحٌ كاملٌ بهِ مُحاربٌ
        جُنديٌ ابنٌ وارِثٌ بالربِّ غالِبٌ

        متى بهنام
        نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

        تعليق


        • #5
          رد: قرأت لك :من "طعام وتعزية" - أبريل 2011

          الثلاثاء 5 إبريل 2011

          ينبوع في وادي الدموع
          طوبى لأُناس عزهم بك. طُرق بيتك في قلوبهم. عابرين في وادي البكاء، يُصيِّرونه ينبوعًا ( مز 84: 5 ، 6)

          مَنْ هم أولئك المؤمنون الذين يستطيعون أن يصيِّروا وادي البكاء ينبوعًا؟ هم أولئك الذين وصفهم الوحي بالقول: «طوبى لأُناس عزهم بك. طرق بيتك في قلوبهم. عابرين في وادي البكاء، يصيِّرونه ينبوعًا». فيجب أن يكون المؤمنون عابرين وعابدين ومعتزين بالرب. فلا يمكن أن يكون الينبوع جاريًا إلا إذا كانوا عابرين، فإذا حطوا رحالهم ليستريحوا، فإن مياههم تقف عن الجريان ويصبح ينبوعهم راكدًا. إنما نحن هنا غرباء ونُزلاء، ليس لنا هنا قرار ولا وطن، لأن وطننا في الأعالي، فيجب أن نسير إليه بكل جِد ونشاط واهتمام بلا توانِ ولا كسل، بل كأُناس ينتظرون سيدهم، وكعروس تشتاق إلى عريسها يجب أن نُسرع لكي نلاقيه. وعند مُلاقاته تنتهي أتعابنا وأنَّاتنا وتنهداتنا. ولكننا أصبحنا كالعبد القائل: «سيدي يُبطئ قدومه»، أصبحنا وكأننا قد تعوَّدنا على آلام الحياة فلا نريد أن نترك عاداتنا. أصبحنا وكأننا نسينا مستقبلنا، فلا نريد أن نبلغ سعادتنا، لذلك جئنا في وسط الوادي وصنعنا لأنفسنا بيوتًا لا من طين بل من حجارة، وجمعنا لأنفسنا فيها كل أطايب الحياة وملذاتها، وكأن كلاً منا قال: ”نامي الآن يا نفسي واستريحي، لأن لكِ خيرات كثيرة، ولن يأتي السيد إلا بعد سنين عديدة“. ولكن في أثناء هذا النوم العميق ينادينا صوت النعمة الحلو: «هوذا العريس مُقبل، فاخرجن للقائه!».

          يجب أن يكون المؤمنون أيضًا عابدين. والوحي يقول تعبيرًا دقيقًا «طرق بيتك في قلوبهم»، مما يبرهن على شدة تعلق هؤلاء المؤمنين المطوَّبين ومشغوليتهم ببيت الله، حتى لقد أصبح الطريق إليه له مكان في قلوبهم، فيستطيع الواحد منهم أن يقول: «فرحت بالقائلين لي: إلى بيت الرب نذهب» ( مز 122: 1 )، و«هوذا ما أحسن وما أجمل أن يسكن الإخوة معًا» ( مز 133: 1 ). إن مَنْ تكون هذه حالتهم لا بد أن يجدوا في حضرة الرب الأمين أفراحًا غزيرة وتعزيات وافرة تفيض على جميع أرجاء هذا الوادي، فتملأه فرحًا وسرورًا.

          ثم يجب أن يكون المؤمنون معتزين بالله، يرون في الانتماء إليه عزهم، وفي الانضواء تحت رايته فخرهم. أولئك المؤمنون الحقيقيون الذين يستطيعون أن يكونوا بركة وفرحًا وسلامًا لعائلاتهم ولاجتماعاتهم وللعالم.

          و.ج. هوكنج
          نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

          تعليق


          • #6
            رد: قرأت لك :من "طعام وتعزية" - أبريل 2011

            الأربعاء 6 إبريل 2011

            آه. لو فطنت!
            ارتعب فيلكس، وأجاب: أما الآن فاذهب، ومتى حصلت على وقت أستدعيك ( أع 24: 25 )

            وقف بولس، ذلك السفير الأمين في السلاسل أمام الحاكم، وأرعد في أُذنيه بكلمات خطيرة مختصة بالبر والتعفف والدينونة العتيدة. ولما تكلَّم الأسير ارتعب القاضي!! يا له من أمر مخالف لِما يُشاهَد عادةً في ساحات المحاكم «ارتعب فيلكس»، وقد كان يُعتبر ارتعابه على نفسه مباركًا لو أنه قاده إلى الإيمان بالمسيح، ولكن بالأسف قد سكَّن نفسه بالتأجيل وأجاب: «أما الآن فاذهب، ومتى حصلت على وقتٍ (مناسب) أستدعيك» ( أع 24: 25 ). لكن ضاعت منه الفرصة إلى الأبد على قدر ما يُخبرنا التاريخ المقدس.

            يا للجهل! ويا للغباوة! هل الحياة الأبدية أمر ثانوي نترك التفكير فيه لوقت مناسب؟ وهل النجاة من الموت الأبدي أمر يُستهان به فيؤجل؟ لو سقطت الآن في البحر وأوشكت على الهلاك، فهل تستهين بحياتك وتهمل أمر نجاتك إلى وقت مناسب؟ هل تؤجل أمر خلاصك من الغَرَق لحظة واحدة؟ ألا تجتهد أن تنجو بأية طريقة؟ فلماذا إذًا تؤجل أمر خلاصك من البحيرة المتقدة بنار وكبريت إلى وقت مناسب؟

            لا شك أن الشيطان يغوي الناس ويخدعهم لهلاكهم الأبدي. إنه يقدم لهم في كل لحظة مخدِّرًا يخدِّر أعصابهم فلا يشعرون بخطورة موقفهم. فكم مرة نسمع أُناسًا يقولون: ”عندنا مُتسع من الوقت لنخلص فيه. اتركنا نتمتع بحظنا في الحياة، وعندما نشبع من ملذاتها، فحينئذٍ نفكر في المسيح“!

            آه أيها القارئ العزيز: ليتك تفطن وتتأمل! فمَن أدراك أن شمس الغد ستُشرق عليك؟ ومَن أعلمك أنك ستكون ساعة الموت مُستجمعًا قواك العقلية حتى تفكر في نفسك؟ «هوذا الآن وقت مقبول. هوذا الآن يوم خلاص» ( 2كو 6: 2 ). ما أخبث الشيطان في إهلاك النفوس! فهو لا يحتقر أمامهم نعمة الله، ولا يعكر مجد هذه النعمة، بل يهمس في آذانهم: ”لديك الوقت الكافي. الله رحيم. انتظر قليلاً. لا تستعجل بالتضييق على نفسك. الله يقبلك في أي وقت تطلبه ..“. وبالأسف ما أكثر الذين يقبلون هذه الخِدعة الشيطانية ويهلكون في خطاياهم!

            عزيزي القارئ .. إن كنت لم تخلُص إلى الآن، نناشدك أن تهرب لحياتك، و«لا تفتخر بالغد لأنك لا تعلم ماذا يَلدُه يوم» ( أم 27: 1 ).

            ج. ر. ميلر
            نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

            تعليق


            • #7
              رد: قرأت لك :من "طعام وتعزية" - أبريل 2011

              الخميس 7 إبريل 2011

              جدعون والخدمة
              وماذا أقول ... عن جدعون ( عب 11: 32 )

              لم يكن لجدعون الإمكانيات الظاهرة، التي تؤهله لقيادة شعب الله للخلاص من تحت يد المديانيين. لكن رأى الرب أنه الشخص المناسب لهذا، إذ قال الرب له: «اذهب بقوتك هذه وخلِّص..» ( قض 6: 14 )، فقد كانت له بعض الصفات التي تؤهله للقيام بهذه المهمة وهى:

              1ـ محبته: كان مُحب لإخوته إذ كان يخبط حنطة ليهربها إليهم، وأيضًا قال لملاك الرب: «إذا كان الرب معنا فلماذا أصابتنا كل هذه؟» ( قض 6: 13 )، فلم يتكلم عن نفسه فقط، بل نيابة عن الشعب كله.

              2ـ سلامه: بنى مذبحًا للرب ودعاه «يهوه شلوم» ( قض 6: 24 )، أي الرب سلام، رغم وجود الأعداء والمخاطر المُحدقة به.

              3ـ شجاعته: هدم مذبح البعل الذي لأبيه، وقطَّع السارية التي عنده ( قض 6: 25 ).

              4 ـ طاعته: «عمل كما كلَّمه الرب» ( قض 6: 27 ).

              5 ـ ثقته: قال لمَنْ معه: «قوموا لأن الرب قد دفع إلى يدكم جيش المديانيين» ( قض 7: 16 )، رغم أنه كان معه 300 نفس فقط، أمام جيش كالجراد في الكثرة.

              6ـ وداعته: واجه مُخاصمة سبط أفرايم بوداعة وتواضع إذ «قال لهم: ماذا فعلت الآن نظيركم؟ .. حينئذ ارتخت روحهم» ( قض 8: 2 )، مع أنه هو الذي حارب وخلَّص إسرائيل.

              7ـ مُثابرته: رغم ما بذله من مجهود في الحرب، هو ومَنْ معه جاءوا إلى عبر الأردن مُعيين ومُطارَدين ( قض 8: 4 )، حتى أدركوا الأعداء وقضوا عليهم.

              يا له من شخص مناسب لعمل الخلاص! فقد تمتع بالصفات التي تؤهله لهذا، وليس بقوة جسدية أو معونة بشرية.

              سَيِّدي استَلِمْ حَياتي كَرِّسنَّها لَكَ خُذْ يَدي مُحرّكًا لها بِفعْلِ حُبِّكَ
              وَليَفِضْ قَلْبي بِحَمدٍ مُستَديمْ جَمِّلَنْ رِجَليَّ بالسّيْرِ القويمْ

              نشأت راغب
              نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

              تعليق


              • #8
                رد: قرأت لك :من "طعام وتعزية" - أبريل 2011

                الجمعة 8 إبريل 2011

                العادات الجارية والسلوك المسيحي
                فأطلب إليكم، أنا الأسير في الرب: أن تسلكوا كما يحق للدعوة التي دُعيتم بها. ( أف 4: 1 )

                لا نزاع في أن لكل قوم عاداتهم وطرق المعيشة الخاصة بهم، إلا أن المؤمن بالمسيح في خطر من أن يكون، بتمسكه بالعادات، ينكر مبادئ الإنجيل إلى حدٍ ما، ومعرَّض أيضًا أن يجرفه تيار الرياء ( غل 2: 13 ) الذي يعتبره الناس في أوساط كثيرة مهارة وحذقًا. لذلك يجب أن نكون دائمًا يقظين لكي نثبت على المبادئ المسيحية كما هي موضحة في كلمة الله.

                إن المؤمن له طرق ومقاييس خاصة للحياة كشخص سماوي سائح وغريب، فمهما فعل الآخرون يجب أن يسلك المؤمن كما يحق للدعوة التي دُعي بها. لقد تركنا الله هنا لنحيا حياة تعكس على الآخرين بركة النور والقداسة التي تميز المؤمنين بالمخلِّص الذي أتى من السماء وسيأتي ثانيةً. ليت الرب يدرب قلوبنا في هذا الأمر.

                وبطريقة عملية أشير إلى أمثلة في الحياة يجب أن يتصرف فيها المسيحي على أساس المبادئ المسيحية حتى ولو كان يخالف في ذلك الآراء الشائعة والعادات الجارية في المحيط الذي يعيش فيه، أقصد بذلك مثلاً: الزواج والموت. فلنحترس من اتباع العادات لمجرد كونها مُتَّبعة من القديم لأن كثيرًا من هذه العادات له أصل وثني.

                ففي أمور الزواج يجب أن تسود البساطة والتقوى والفرح المقدس، وإرضاء الرب في تصرفاتنا، وعدم إحزان روحه القدوس. وفي الموت يُظهر المؤمنون أنهم يؤمنون بالقيامة حقًا وبأن المسيح قد انتصر على الموت، وعلى ذاك الذي له سلطان الموت أي إبليس. وبناء عليه يكون هناك حزن طبيعي، ولكن ليس كحزن الذين لا رجاء لهم، لأنه: «إن كنا نؤمن أن يسوع مات وقام، فكذلك الراقدون بيسوع، سيُحضرهم الله أيضًا معه» ( 1تس 4: 14 ).

                وبالإجمال في كل المناسبات التي تتكون منها الحياة العادية يجب علينا أن نُظهر بتواضع الفارق الذي جعله المسيح بين مظاهر ومبادئ المؤمنين به وغيرهم، وبقدر ما نُظهر فضائل المسيح الذي نقلنا من الظلمة إلى نوره العجيب في كل دوائر حياتنا وسلوكنا، في بيوتنا وفي أشغالنا، في أفراحنا وفي أحزاننا، بهذا القدر نؤثر في الآخرين تأثيرًا يقنعهم بأن المسيح حقًا هو الطريق والحق والحياة.

                كاتب غير معروف
                نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                تعليق


                • #9
                  رد: قرأت لك :من "طعام وتعزية" - أبريل 2011

                  السبت 9 إبريل 2011

                  تقديس الكهنة
                  فتذبح الكبش وتأخذ من دمه وتجعل على شحمة أُذن هارون، وعلى شحم آذان بنيه اليُمنى، وعلى أباهم أيديهم اليُمنى، وعلى .. أرجلهم اليُمنى ( خر 29: 20 )

                  عند تقديس الكاهن، كان الدم يُوضع على شحمة أُذنه اليُمنى وعلى إبهام يده اليمنى وعلى إبهام رجله اليُمنى للدلالة على أنه تخصص بكُليته لخدمة المَقدِس بحسب إرادة الله ( خر 29: 20 ). وهكذا نحن عندما ندرك أننا قد افترزنا لله بواسطة دم المسيح وعطية الروح القدس، يقودنا هذا الإدراك للسير في الطريق المرضي لله، والانشغال في كل ما يُسرّ قلبه. ولا يمكننا أن نبتعد عن هذا الطريق ما دمنا واثقين من غفران خطايانا، وندخل إلى ما داخل الحجاب بفضل دم المسيح، وفاهمين قيمة ذلك الدم في تخصيصنا لله.

                  وكانت علامة الدم توضع على شحمة الأذن اليُمنى لأن الأُذن هي باب العقل وبريده، الذي يأتي إليه بالأخبار، وهو بمقتضاها يكوِّن حُكمه على الأشياء. ويوجد اتصال وثيق بين الأُذن واللسان في خدمة الكلمة، فالخادم الحقيقي يسمع أولاً ثم يتكلَّم، وهكذا كان الحال مع الخادم الكامل ربنا يسوع المسيح «أعطاني السيد الرب لسان المتعلمين لأعرف أن أُغيث المُعيي بكلمة. يوقظ كل صباح، يوقظ لي أُذنًا، لأسمع كالمتعلمين. السيد الرب فتح لي أُذنًا وأنا لم أُعاند» ( إش 50: 4 ، 5).

                  ونحن إن أعطينا آذاننا للخادعين والأشرار، فيا للخسارة التي لا تُقدَّر. إن الشيطان حصل على أُذن حواء أولاً، وعندئذٍ أخطأ قلبها ضد الله. ليته يكون في نفوسنا دائمًا الشعور بأن آذاننا لله وحده، حتى نرفع قلوبنا إليه من يوم إلى آخر، بل من ساعة إلى أخرى قائلين: ” تكلم يا رب لأن عبيدك سامعون“.

                  ثم إن وضع علامة الدم على إبهام اليد اليُمنى، يدل على افترازنا لخدمة الآخرين بحسب مشيئة الله، وعلى قدر ما يُعطينا من القوة والفرصة. لذلك يجب أن نلاحظ خدمتنا، فمهما يكون نوع الخدمة الموكولة إلينا من الله، علينا أن نلاحظه بخصوصها.

                  ووضع علامة الدم على إبهام الرِجل اليُمنى، يُشير إلى أننا تقدسنا بدم المسيح للسير في طريق الطاعة لإرادة الله كمَن ليسوا لأنفسهم، بل قد تخصصوا لله. لذلك يجب أن نعمل كل شيء باسم الرب يسوع ولمجد الله. فيا ليتنا نحفظ في قلوبنا دائمًا أننا قد تخصصنا بجملتنا لله بواسطة دم المسيح.

                  جُدْ وكرسني لك خصصني خادمًا أُجري رضاكْ
                  كل بُرهةٍ كل لحظةٍ دائمًا أمشي معكْ

                  دينيت
                  نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                  تعليق


                  • #10
                    رد: قرأت لك :من "طعام وتعزية" - أبريل 2011

                    الأحد 10 إبريل 2011

                    في وسط العرش
                    ورأيت فإذا في وسط العرش ... خروفٌ قائمٌ كأنه مذبوحٌ ( رؤ 5: 6 )

                    يا له من مشهد عظيم حقًا ذلك الذي رآه يوحنا في السماء عندما أُعطيَ له أن يرى ما لا بد أن يكون! فليست عظمة السماوات؛ مسكن الله القدير، خالق السماوات والأرض هي التي تجتذب التفاته، ولا غنى عرشه الذي يفوق بما لا يُقاس عرش سليمان المصنوع كله من الذهب والعاج، بل ماذا يرى الرسول؟ إنه يرى جمعًا كبيرًا؛ ألوفًا وربوات من الملائكة والجُند السماوي والقديسين المُقامين، جميعهم حول العرش يترنمون ويتعبدون، وغرضهم شيء واحد هو السجود لذاك الذي مجده ملء كل السماء، وبنغمات سماوية ترتفع أصواتهم بالترنم ولهم كل واحدٍ قيثارات ليمجدوا ذاك الذي في وسطهم، الذي يملأ كل القلوب.

                    ولكن ما هو منظر ذلك الشخص الممجد هكذا من الجميع؟ ما اسمه؟ هو ابن الله الذي به وله كل شيء قد خُلق. ألا ننتظر أن نراه مُسربلاً بكل الألقاب التي له، ولابسًا جميع تيجانه؟ كلا أيها الأحباء، فإن الرسول يقول: «ورأيت فإذا في وسط العرش ... خروفٌ قائمٌ كأنه مذبوحٌ». هذا هو منظره، فهو الخروف الذي ذاق كل الآلام واحتمل أصعب المشقات من أجلهم، إنه ذاك الذي خلَّص وفدى آلاف البشر. نعم اسمه «الخروف»، وها هي كل الأفواه تنطق بتلك الترنيمة الجديدة قائلة بصوتٍ عظيم: «مستحقٌ هو الخروف المذبوح أن يأخذ القدرة والغنى والحكمة والكرامة والمجد والبركة» ( رؤ 5: 12 ).

                    وجميع المفديين، الذين من أجلهم مات الخروف، حوله في المجد ينظرون إليه. لقد رأوه قبلاً فوق الصليب حيث تألم لأجلهم، والآن ها هم يرون آثار الفداء التي لا تُمحى إلى الأبد في جسده المبارك. نعم هو الذي أحبهم حتى الموت، والذي بمحبة أبدية أحبهم، وقلوبهم تقدِّر وتعترف بتلك المحبة الشديدة وتبادله حبًا بحب.

                    وكل الخليقة مما في السماء وعلى الأرض وتحت الأرض، وما على الأرض، وما على البحر، تردد صدى هذا المديح قائلة: «للجالس على العرش وللخروف البركة والكرامة والمجد والسلطان إلى أبد الآبدين» (ع13).

                    إنه لمشهد عظيم حقًا، وكأن تلك المخلوقات التي بلا عدد تُفسح المجال للقديسين المفديين ـ قديسي العهد الجديد وقديسي العهد القديم ـ وهم الشيوخ الأربعة والعشرون، ليخرّوا ويسجدوا للحي إلى أبد الآبدين. ويا له من نصيب أيها الأحباء! ويا له من مركز!

                    ف.ب. هول
                    نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                    تعليق


                    • #11
                      رد: قرأت لك :من "طعام وتعزية" - أبريل 2011

                      الاثنين 11 إبريل 2011

                      ما يُقدِّره الله ويمدحه
                      وتسربلوا بالتواضع، لأن الله يقاوم المستكبرين، وأما المتواضعون فيعطيهم نعمة ( 1بط 5: 5 )

                      إن التواضع والخضوع والوداعة هذه كلها يقدِّرها الله ويمدحها كثيرًا. وهكذا سلك في الأرض ابنه الحبيب، وهكذا يجب أن يسلك أولاده الآن، لأننا مدعوون أنه كما سلك ذاك هكذا نسلك نحن أيضًا. فهل آن لنا أن نقدِّر وأن نطلب التسربل بهذه الصفات، والتحلي بها، وأن نَدَع للروح القدس الفرصة لكي يُشكّلنا على صورة المسيح الإنسان السماوي الكامل؟

                      إن الله يكره الكبرياء وتعظيم الذات، وهو لا يطيق شيئًا من هذا في أولاده، وبكل تأكيد هو يقاوم السالكين بالكبرياء حتى يضعهم. إنه يقاوم أولئك الذين يملأهم الغرور والفخر، الذين يطلبون مجدًا من الناس وليس من الله. وداود يعبِّر عن حقيقة عظمى حين يقول: «خيرٌ لي أني تذللت لكي أتعلم فرائضك» ( مز 119: 71 ). وكل ابن لله لا شك أنه يرحب بكل ما يسمح به إلهه لأجل تذليله وإخضاعه. إننا نشكره ونحمد اسمه من أجل كل ما يضعنا في التراب أمامه. هكذا أذل الله إسرائيل «وتتذكر كل الطريق التي فيها سار بك الرب إلهك هذه الأربعين سنة في القفر، لكي يُذلك ويجرِّبك ... فأذلك وأجاعك وأطعمك المَن ...» ( تث 8: 2 ، 3). لقد ذلل نبوخذنصَّر بسبب كبريائه؛ لقد وُضع جدًا، ولكن ذلك الملك اعترف بفضل يد الله الرحيمة وقال: «فالآن، أنا نبوخذنصَّر، أسبِّح وأُعظِّم ملك السماء، الذي كل أعماله حق وطُرقه عدل، ومَن يسلك بالكبرياء فهو قادر على أن يُذله» ( دا 4: 37 ). كانت هذه آخر كلمات نطق بها ذلك الملك العظيم (بحسب ما ورد في سفر دانيال). وهكذا يجب علينا أن نسلك بالتواضع أمام الرب، فنُظهر صفاته وفضائله، خصوصًا في الخدمة التي يعطينا كرأسنا المُمجَّد أن نؤديها له. يحق لنا أن نفعل الكل بكل تواضع، غير طالبين لأنفسنا مجدًا بل مُعطين إياه كل المجد. وفي هذا نجد الرب نفسه مثالاً لنا، إذ خدم على الأرض في غير تظاهر. ومسلَك كهذا وخدمة كهذه يقدِّرها الله كل التقدير. إنه يُسرّ بهذه الروح في السلوك والخدمة والتصرف لأنها تُبرز أمامه صورة ابنه المبارك. والتشبع بهذه الروح معناه الامتلاء بالقناعة وبالسلام في الداخل.

                      ربي اجعلنِّي أُشبهُ ابنَكَ يسوعْ واجعل إلهي مُلكَه بين الضلـوع
                      املأني من فيض السلام واروني حتى أصيرَ في سلوكي كيسوع

                      توم ستير
                      نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                      تعليق


                      • #12
                        رد: قرأت لك :من "طعام وتعزية" - أبريل 2011

                        الثلاثاء 12 إبريل 2011

                        آتي أيضًا
                        في بيت أبي منازل كثيرة .... آتي أيضًا وآخذكم إليَّ ( يو 14: 2 ، 3)

                        يساعدنا كثيرًا على التأمل في حقيقة مجيء الرب، أن نضع في بالنا القرينة المذكورة فيها تلك الحقيقة. فحينما نقرأ قول السيد في يوحنا14 «وإن مضيت وأعددت لكم مكانًا آتي أيضًا» يجب أن نضع أنفسنا في مركز التلاميذ الذين كان يكلمهم. ويا لها من هزة عنيفة أصابتهم لمَّا سمعوا أن سيدهم مزمع أن يفارقهم!

                        فكيهود، تربوا على الآمال اليهودية، كان طبيعيًا أن ينتظروا الملكوت. فقد آمنوا أن يسوع هو المسيا، وتعلقت أفكارهم بمجد مُلكه ـ بل قد أراد بعض منهم أن يكون له مكان سامِ في الملكوت! ولكن ها هي آمالهم تتلاشى، لأن الرب مزمع أن يتركهم ويمضي إلى الأعالي. على أننا نحن نعرف أنه كان من الضروري جدًا أن يموت الرب لكي يصنع الكفارة، وإلا فليس في الإمكان أن يكون لنا نصيب معه في المجد.

                        وما أكثر لمعان محبة المسيح البادية في خلال هذا الجزء من إنجيل يوحنا. فقد حاول أن يصب زيت التعزية في قلوبهم الحزينة بالقول: «آتي أيضًا». لكن ليس ”ليُقيم الملكوت“، بل «لآخذكم إليَّ». هذا هو الوعد المبارك الذي ننتظر إتمامه. ويزيد في حلاوة وقيمة هذا الوعد، النغَمة الشخصية التي ترِّن في آذاننا بالاقتران مع «(أنا) أمضي»، «(أنا) آتي أيضًا»، «وآخذكم إليَّ (أنا)». ولأن الرب كان قد نطق بهذه الكلمات قبيل انطلاقه، فإنها ترِّن في آذاننا اليوم بقوة أكثر ونحن نتوقع لحظة مجيئه القريب جدًا.

                        وفي 2تيموثاوس4: 8 يتكلم الرسول عن «إكليل البر الذي يهبه لي في ذلك اليوم الرب الديان العادل وليس لي فقط، بل لجميع الذين يحبون ظهوره أيضًا». والقرينة هنا توضح ما قصده الرسول بهذه الكلمات، فهو يتكلم عن ظهور الرب في المجد حين يأتي مع قديسيه.

                        وهذا الوجه من حقيقة مجيء الرب هو أكثر الوجوه خطورة. فإنه حين يأتي لقديسيه سيختطف جميع المفديين لملاقاته في الهواء، إذ إن المسألة حينئذٍ مسألة نعمة خالصة. ولكن حين يأتي مع قديسيه، فذلك يعقب مجيئه لأجلهم، بعد أن يكونوا قد أُظهروا أمام كرسي المسيح ( 2كو 5: 10 ). هناك توزع المكافآت في الملكوت، وهناك ينكشف تاريخ حياتنا في حضرة الرب نفسه. إذًا فالظهور مرتبط بمسؤوليتنا لا بامتيازاتنا كمؤمنين.

                        كاتب غير معروف
                        نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                        تعليق


                        • #13
                          رد: قرأت لك :من "طعام وتعزية" - أبريل 2011

                          الأربعاء 13 إبريل 2011

                          تعال واشرب
                          أيها العطاش جميعًا هلُموا إلى المياه، والذي ليس له فضة تعالوا اشتروا وكُلُوا. هلُموا اشتروا بلا فضة وبلا ثمن خمرًا ولبنًا ( إش 55: 1 )

                          إذا أتيت وشربت من هذا الينبوع، كما يقول المسيح، فإنك لن تعطش مرة أخرى. لقد وعد بأن يطفئ ظمأك. يقول: «إن عطش أحدٌ فليُقبل إليَّ ويشرب» ( يو 7: 37 ).

                          إني أشكر الله من أجل هذه الكلمات «إن عطش أحدٌ»، فهي ليست موجهة إلى جماعة معينة، ولا إلى الناس المحترمين، بل إلى الجميع. إن كل سكير وزانِ ولص ومعتد بذاته ومُلحد، الكل يدخلون ضمن كلمة «أحدٌ».

                          «إن عطشَ أحدٌ» .. ما أعظم تعطش هذه الدنيا لشيء مُشبع. ما الذي يملأ أماكن اللهو من مسارح وصالات للرقص والموسيقى ليلاً ونهارًا؟ ألا يملؤها الناس الذين يشعرون بالافتقار إلى شيء ليس لديهم. إن اللحظة التي فيها يعطي الإنسان ظهره لله يشعر بالعطش الشديد، وهذا العطش لا يهدأ حتى يرجع إلى «ينبوع المياه الحية». إن مَن يطلب الارتواء من مسرات العالم ينطبق عليه قول إرميا النبي بأنه قد ترك ينبوع المياه الحية لينقر لنفسه آبارًا «آبارًا مُشققة لا تضبط ماءً» ( إر 2: 13 ). يوجد عطش لا تستطيع هذه الدنيا أن تُطفئه على الإطلاق. كلما شربنا من مسرات العالم كلما ازددنا ظمأ. نطلب المزيد والمزيد من هذه المسرات، ولكن مهما أكثرنا من الشرب فإننا لا نشعر بالارتواء على الإطلاق، ولكن يوجد ينبوع مفتوح لا ينضب، ليتنا نسير نحوه ونشرب فنحيا.

                          هل أنت عطشان أيها القارئ؟ تعال واشرب من الينبوع الذي فُتح من جنب المسيح. عطشك يزول ولا تعود أيضًا تعطش فيما بعد. إن الماء الذي تشربه يصير «ينبوع ماء ينبع إلى حياة أبدية» ( يو 4: 12 ). إن الماء يرتفع إلى مستواه الأصلي، ولأن هذا الماء قد نزل من عرش الله، لذلك فهو يحملنا إلى حضرة الله.

                          تعالوا أيها العطاش، انحنوا واشربوا واحيوا، الله يدعوكم فتعالوا. إن نهر نعمة الله المجانية لا يجف، لا يزال فائضًا الآن مع أن كل المؤمنين من ستة آلاف سنة قد شربوا منه. فهابيل وأخنوخ ونوح وإبراهيم وموسى وإيليا والرسل وباقي المؤمنين، الجميع شربوا منه وهم الآن في السماء حيث يرتوون في حضرة المسيح «لن يجوعوا ولن يعطشوا بعد». فتعال الآن أيها القارئ العزيز واشرب من نهر نعمة الله فتجد راحة أبدية وارتواءً أبديًا.

                          تيم هادلي
                          نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                          تعليق


                          • #14
                            رد: قرأت لك :من "طعام وتعزية" - أبريل 2011

                            الخميس 14 إبريل 2011

                            يوناثان وحامل سلاحه
                            فقال يوناثان للغلام حامل سلاحه: تعال نعبر إلى صف هؤلاء الغلف، لعل الله يعمل معنا ( 1صم 14: 6 )

                            اقترح يوناثان على حامل سلاحه، وهو غلام مجهول الاسم، أن يصعدا إلى محلة الفلسطينيين. وكم كانت نبيلة إجابة الغلام: «اعمل كل ما بقلبك. تقدَّم. هأنذا معك حَسب قلبك». و«هل يسير إثنان معًا إن لم يتواعدا؟» ( عا 3: 3 ). هذا هو الإيمان الذي يستجيب للإيمان ويرقى به. ولكن الشجاعة لا تعني التهوُّر، رغم أنها كثيرًا ما تبدو كذلك. كان يوناثان حقيقةً يعمل مع الله ( 1صم 14: 45 )، ولكن كان عليه أن يتأكد أنه يسير في سبيل الله، لذلك وضع علامة لتحدث من الله نفسه ليتأكد من معيَّته، الأمر الذي حدث مع جدعون في يومه حيث تقوَّى إيمانه بعلامات متنوعة. كان يوناثان وحامل سلاحه مزمعين أن يُظهرا نفسيهما للفلسطينيين ليجذبا انتباههم، فإذا أثارهم ذلك لحد النزول إليهما كان عليهما أن يبقيا منتظرين هجوم الفلسطينيين. أما إذا دعاهما الفلسطينيون للصعود إليهما فليتقدما واثقين أن الله يقودهما إلى النُصرة.

                            ويُلاحظ أن يوناثان لم يضع خطة للتقهقر. ويبدو أنه لم يكن يفكر سوى في النُصرة. كانت المسألة ببساطة؛ مَنْ سيهجم أولاً؟ وللإيمان سلاحه في كِلتا اليدين اليُمنى واليُسرى، فهناك: الدرع، والترس، والخوذة، ولكن لا توجد قطعة في سلاح الله الكامل تحمي الظهر. لا مكان للجُبن الذي يهرب بعيدًا. كان يوناثان مزمعًا أن يتقدم أو يثبت في مكانه، لن يتقهقر، ولا نحن بنعمة الله.

                            وكم هي رائعة استجابة الله للإيمان الواثق فيه بهذه الجرأة. فالاثنان أظهرا نفسيهما لأعدائهما ودُعيا للصعود إليهم. ولنا أن نتخيَّل الابتسامة الصفراء التي ارتسمت على شفاه الفلسطينيين. ولا بد أنهم قالوا بازدراء: «هوذا العبرانيون خارجون من الثقوب التي اختبأوا فيها» (ع11). يا له من عار، أيها الأحباء، يلصق بنا عندما نخاف أن نقول إننا للرب ثم نختبئ في الجحور الخفية، عندما نخاف أن نُعلِم جيراننا أننا للمسيح، وأن كلمة الله هي مُرشدنا الكافي والكُفء، وأننا نحرص على طاعتها. ألا يتجنب هذا العار السواد الأعظم من شعب الرب في وقتنا الحالي، حتى إن أقرب المقرَّبين من المتعاملين معهم لا يتوقعون أنهم حقيقةً خاصة المسيح؟ بالطبع يوجد نوع من الرقي الأدبي في السلوك بالاستقامة إلى حد ما لا يُخفي على عين الناظر، ولكن حتى غير المؤمنين يمكنهم تقليد ذلك. ولكن أين ذلك من الاعتراف الجريء بربوبية المسيح علينا؟

                            صموئيل ريداوت
                            نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                            تعليق


                            • #15
                              رد: قرأت لك :من "طعام وتعزية" - أبريل 2011

                              الجمعة 15 إبريل 2011

                              المؤمن قد يشرد لكنه لا يرتد
                              يَرُّد نفسي. يهديني إلى سُبُل البر من أجل اسمه ( مز 23: 3 )

                              إن القديس على الأرض ليس هو شخصًا معصومًا من الخطية، ومن الجانب الآخر لا يمكن للخطية أن تتسلَّط عليه. وحسنٌ أن ندرك أنه بالنسبة للمؤمن، هناك أشياء يمكن أن تحدث معه، وعلينا أن نعرفها لكي نتحذّر منها ونتجنبها، وهناك أشياء لا يمكن مُطلقًا أن تحدث معه، وعلينا أن نعرفها، لكي نتشجع في رحلتنا ونتعزَّى ونشكر.

                              فبالنسبة لاتجاه المؤمن، ممكن للمؤمن أن يشرد بعيدًا، ولكن يستحيل عليه أن يرتد. وفي الرسالة إلى العبرانيين، حين تحدَّث الرسول عن الارتداد، فإنه قال: «إن ارتد (أحد) لا تُسرّ به نفسي»، ثم يستطرد قائلاً: «وأما نحن (أي المؤمنون الحقيقيون) فلسنا من الارتداد للهلاك، بل من الإيمان لاقتناء النفس» ( عب 10: 38 ، 39). والمؤمن في هذا يُشبه الخروف، إذ يمكن أن يشرد، وممكن أن يضل بعيدًا عن راعيه، لكن لأن راعيه راعٍ عظيم، يستحيل أن يُفقد منه أحد خرافه ( يو 10: 27 - 30).

                              وهناك في العهد القديم حادثة توضح هذه الحقيقة، وهي حادثة نُعمي امرأة أليمالك التي ذهبت مع رجلها إلى بلاد موآب، وتأدبت هناك نتيجة تركها للرب ولأرض الرب، وعند عودتها فإنها قالت: «إني ذهبت ممتلئة وأرجعني الرب فارغة» ( را 1: 21 ). يقينًا كانت نُعمي تُركِّز على كلمتي «ممتلئة» و«فارغة»، أما أنا فيطيب لي أن أُركِّز على كلمتي: «إني ذهبت .. وأرجعني الرب». بمعنى أنها ذهبت بإرادتها العاصية، لكن الذي أرجعها الرب بنعمته الوافرة. والفكرة عينها نجدها في مزمور119، حيث يقول المرنم في آخر آية: «ضللت، كشاةٍ ضالة»، ثم يضيف قائلاً: «اطلب عبدك» ( مز 119: 176 )، وكأنه يقول: ”أنا أعرف أن أضل، ولكني لا أعرف كيف أرجع، عليَّ أن أثق في صلاحك من نحوي، فاطلب عبدك“. ولقد قال داود عن الرب راعيه: «يرُدُّ نفسي. يهديني إلى سُبُل البر من أجل اسمِهِ» ( مز 23: 3 ).

                              إذًا فالمؤمن قد يترك الطريق الصحيح، بل قد يسير زمنًا في الاتجاه المضاد، وعندما يُدرك ذلك، لا بد أن يتأسف على ما ضاع من وقت وجهد في الطريق الذي أخذه بعيدًا عن الهدف، لكنه لن يكتفي بالأسف، بل من أول فتحة تمكنه من الدوران للخلف، سيصحح مساره، متحولاً عن المَسَار الخطأ.

                              يوسف رياض
                              نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                              تعليق

                              من قاموا بقراءة الموضوع

                              تقليص

                              الأعضاء اللذين قرأوا هذا الموضوع: 0

                                معلومات المنتدى

                                تقليص

                                من يتصفحون هذا الموضوع

                                يوجد حاليا 1 شخص يتصفح هذا الموضوع. (0 عضو و 1 زائر)

                                  يعمل...
                                  X