إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

قرأت لك :من "طعام وتعزية" -مايو 2011

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • قرأت لك :من "طعام وتعزية" -مايو 2011

    الأحد 1 مايو 2011

    خدَّاه كخميلة الطيب
    حبيبي ... خدَّاه كخميلة الطيب وأتلام رياحين ذكية ( نش 5: 10 - 13)

    إن الأعداد التي تُشير إلى ضرب سيدنا وربنا يسوع على خده، تُرينا أن خدَّي العريس يرسمان أمامنا صورة رمزية لاتضاعه بالنعمة، هذا الاتضاع الذي عرَّضه إلى قسوة الإنسان واحتقاره له. لقد تنازل ـ له المجد ـ إلى الحد الذي جعله عُرضه لاستهزاء البشر واحتقارهم له «بذلت ظهري للضاربين، وخدَّيَّ للناتفين. وجهي لم أستر عن العار والبصق» ( إش 50: 6 ).

    وفي ميخا5 نقرأ عنه ـ له المجد ـ بأن «مخارجه منذ القديم، منذ أيام الأزل» (ع2)، فقد أتى من مجده الإلهي الأزلي ليُولد كطفل في بيت لحم أفراته. ويا له من تنازل عجيب! ثم من جهة المستقبل فإنه «يقف ويرعى (قطيعه) بقدرة الرب، بعظمة اسم الرب إلهه» (ع4)، وهذا هو جلاله المَلكي في الدهر الآتي. ولكنه بين ”أيام الأزل“ في الماضي، وجلاله الملكي في الزمن الألفي العتيد، قد تنازل بنعمة غنية، وصار قريبًا من البشر حتى تجاسر الإنسان الحقير على لطمه وضربه على خدِّه «يضربون قاضي إسرائيل بقضيبٍ على خدِّه» (ع1). أوَلم تتم هذه النبوة حرفيًا؟ نعم، فإن خدّيه الطاهرتين اللذين كثيرًا ما بللتهما دموع العطف والشفقة؛ دموع الحنان والمحبة، قد لُطما فعلاً، كما غطتهما قُبلات يهوذا الغاشة ( مت 26: 67 ؛ مر14: 65؛ لو22: 64؛ يو8: 22).

    ويا له من جمال فاتن تراه عين الإيمان في ربنا المبارك. نعم، إن اتضاعه في حياته وفي موته فوق الصليب، الذي جعله مُهانًا ومرذولاً من الناس، يُرى في عيون قديسيه ومُحبيه في جمال فائق «فلكم أنتم الذين تؤمنون الكرامة (أي هو كريم)» ( 1بط 2: 7 ).

    وإن كان المسيح مُمجدًا الآن في الأعالي، ولكنه لا يزال إلى الآن في زمان رفضه من هذا العالم، فالبشر على أتم استعداد أن يلطموه اليوم كما في الماضي، ومن بين هؤلاء كثيرون ممن يُسّمون باسم المسيح، إذ ما أكثر المُلحدين الذين ينكرون مجد أقنومه الإلهي والأزلي، ولا يؤمنون بقيمة عمله الفدائي ولا بوحي كلمته! أَليست هذه بمثابة لطمات على خدَّيه؟ إنه لا يزال مجروحًا في بيت مَنْ يدَّعون أنهم أحباؤه، ولكن يا له من امتياز لأولئك الذين أدركوا قيمته التي تفوق التقدير، أن تكون لهم شركة معه في آلامه وهوانه!

    متى بهنام
    نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

  • #2
    رد: قرأت لك :من "طعام وتعزية" -مايو 2011

    الاثنين 2 مايو 2011

    لماذا لا نهتم؟
    (2)لأن أباكم السماوي يعلم أنكم تحتاجون إلى هذه كلها

    ( مت 6: 32 )

    تأملنا في الأسبوع الماضي في بعض أسباب عدم الاهتمام، ونواصل اليوم المزيد من التأملات في هذه الأسباب، فنقول:

    خامسًا: لا إيمان في الاهتمام. هنا يضع الرب أصبعه تمامًا على موضع العِلة، يوضح أن هذا الاهتمام يشتمل في طياته على قلة الإيمان وعلى عنصر الشك في أمانة الله، أو في صلاحه أو في قدرته، أو فيها جميعًا. فيقول في متى6: 30 «فإن كان عُشب الحقل الذي يوجد اليوم ويُطرح غدًا في التنور، يُلبِسهُ الله هكذا، أَ فليس بالحري جدًا يُلبسكم أنتم يا قليلي الإيمان؟» أَ ليس عجيبًا أن المؤمن الذي وضع ثقته في الله في أمر خلاصه الأبدي، يعود فيشك في الله في مسألة أعوازه الزمنية أو اليومية؟ نعم أكرر قائلاً: أَ ليس هذا أمرًا غريبًا حقًا؟!

    سادسًا: وثنية الاهتمام. فيقول في متى6: 32 «فإن هذه كلها تطلبها الأمم». ونحن نعرف أن الأمم بلا إله وبدون المسيح وبلا رجاء ( أف 2: 12 )، وكما حذرنا الرسول بولس من أن نحزن كالباقين الذين لا رجاء لهم ( 1تس 4: 13 )، فإن المسيح هنا يحذرنا أن نقلق كالأمم الذين لا إله ولا مسيح لهم. فالأمم الذين لا يعرفون الله ليس لديهم سوى هذه المسائل يسعون إليها، أما المؤمن فإنه مثل سيده الذي قال مرة: «أنا لي طعامٌ لآكل لستم تعرفونه ... طعامي أن أعمل مشيئة الذي أرسلني وأُتمم عمله» ( يو 4: 32 ، 34).

    سابعًا: عدم لياقة الاهتمام. إذ يقول الرب «لأن أباكم ... يعلَم أنكم تحتاجون إلى هذه كلها» ( مت 6: 32 ). أَ ليست هي كلمات عظيمة تملأ النفس بالثقة والرجاء «إن أباكم يعلم». مَن هو الله بالنسبة لنا؟ إنه الآب المحب الحكيم. هناك أبيات شعرية بالإنجليزية تُترجم كالآتي: قال عصفور لزميله: لماذا نجد البشر دائمًا قلقين؟ أجابه زميله: يبدو أنه ليس لهم أب حنون يعتني بهم كما يعتني بنا! مع أن العكس هو الصحيح، فعندما تحدَّث الرب عن الطيور، لم يَقُل: أبوها السماوي، بل «أبوكم السماوي يقوتها». فهو ليس أبا الطيور لكنه أبونا. ويا له من امتياز أن يصبح الله أبانا. نعم، إنه لأجلنا، وليس لأجل الطيور أرسل الله ابنه الحبيب، وبذله على الصليب، لكي لا نهلك بل تكون لنا الحياة الأبدية.

    يوسف رياض
    نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

    تعليق


    • #3
      رد: قرأت لك :من "طعام وتعزية" -مايو 2011

      الثلاثاء 3 مايو 2011

      إلى المنفردين
      أشبهت قوق البرية. صرت مثل بومة الخِرَب. سهدت وصرتُ كعصفورٍ منفردٍ على السطح ( مز 102: 6 ، 7)

      أيها القارئ العزيز: هل أنت منفرد ليس مَن يرثي لك أو يسندك؟ هل نضب أمامك كل مَعين بشري؟ أقول لك الآن: تشجع، أمامك رجاء أيها المسكين المنفرد، فقط لو كنت تصغي. ها صدى وعد قيل منذ أيام القِدَم «الله مُسكِّن المتوحدين في بيتٍ (أي عائلة)» ( مز 68: 6 ). هذه هي رسالتي إليك فدعها تستقر في أعماق قلبك. ولكن يجب أن تعرف أن يسوع المسيح الذي يمكن أن نسميه بحق ”المنفرد الأعظم“ قد اختبر الحقيقة المُرَّة الموصوفة في مزمور102: 6، 7. لقد انفرد الرب يسوع على الصليب لما شرب كأس غضب الله المُرَّة. لقد صرخ ولم يجد قلبًا واحدًا يردد صدى صراخه. لقد اختبر رب المجد وحشة الجلجثة. صار مثل قوق البرية أو بومة الخِرَب، وكعصفورٍ منفردٍ على السطح، ولقد صُلب كما من ضعف. ثُقبت يداه ورجلاه وكُلِّل رأسه بإكليلٍ من شوك، وعلى وجهه الجليل جرت بصقات الاستهزاء والاحتقار. وكانت السماء من فوقه كالنحاس. لقد تُرك من الله. تأمل أيها القارئ العزيز، ابن الله مائتًا من أجل خطايانا، هناك في جوف الظلمة الدامسة، ليوفي حق العدالة نيابةً عن البشر.

      أيها القارئ المنفرد المستوحش، ارفع بصرك نحو الصليب، فيسوع المسيح هو صديقك الحبيب. أخبره بآلامك. فرِّغ قلبك وما فيه من همّ لديه. نعم هو الآن في السماء لكن المجد لم يغيِّر فيه شيئًا. وكما كان بالأمس لما وطأت قدماه هذه الأرض، هكذا هو أيضًا الآن وهو على عرش أبيه في السماء.

      هو يُجيبك، ولكن قبل كل شيء يجب أن تعرف يسوع المسيح كمخلِّصك. إن كنت تستمع الآن لدعوته فإنك سترى كم هو سهل أن تعالج مشكلة خطاياك، ويا لسعادتك إذ تستطيع أن تقول: ”لي سلام مع الله بربنا يسوع المسيح“. وإذ تسوى هذه المسألة، تجد لنفسك عائلة عظيمة. ونحن نقرأ في إنجيل يوحنا: «وأما كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطانًا أن يصيروا أولاد الله» ( يو 1: 12 ). فإن آمنت بالرب يسوع المسيح تصبح من الآن فصاعدًا أحد أفراد بيت الإيمان «أهل بيت الله» ( أف 2: 19 ) ولن تشعر بالوحدة فيما بعد.

      وكم وكم يحلو لَنا بيتُ أبينا ذي الجلالْ
      حيثُ الحبيبُ وسطَنا والحبُّ تاجٌ وجَمَالْ

      سبرجون
      نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

      تعليق


      • #4
        رد: قرأت لك :من "طعام وتعزية" -مايو 2011

        الأربعاء 4 مايو 2011

        إنسانٌ به روحٌ نجسٌ!
        ولما خرج من السفينة للوقت استقبله من القبور إنسانٌ به روحٌ نجس، كان مسكنه في القبور، ولم يقدر أحد أن يربطه ولا بسلاسل ( مر 5: 2 ، 3)

        في حادثة الإنسان الذي به روح نجس، نرى صورة حية لتعاسة الإنسان تحت سلطان إبليس. نجد إنسانًا «كان مسكنه في القبور» وهذا يذكّرنا دائمًا بأن الموت يُخيِّم بظله على هذا العالم الذي نعيش فيه. فكل قوة إبليس موجهة لكي تقود الناس إلى الموت «السارق لا يأتي إلا ليسرق ويذبح ويُهلك» ( يو 10: 10 ). فهو يبذل كل اجتهاد لكي يسرق منا كل بركة روحية ولكي يقتل الجسد ويُهلك النفس ( مر 5: 1 - 5).

        ثانيًا: تُرينا هذه الحادثة عجز الإنسان الكامل عن أن يخلِّص نفسه أو الآخرين من قوة إبليس. فلقد فشلت كل المحاولات التي بُذلت لترويض هذا الرجل المسكين. وهكذا في يومنا الحاضر فشلت كل القوانين الأرضية في الحد من الشر والعنف والفساد المتفشي في العالم.

        ثالثًا: نتعلم من هذه الحادثة أنه بالرغم من عجزنا وفسادنا التام، إلا أننا نجد في شخص المسيح النعمة والقوة القادرة على أن تخلِّصنا من سلطان إبليس. لقد كان الروح النجس متمكنًا من ذلك الرجل المسكين، فكان جسده مسكنًا وأداة للشيطان يعمل ويتكلم من خلاله. ولكن الشياطين كان لا بد لها أن تنحني في حضرة ذاك الذي يعرفون تمامًا أنه ابن الله، والذي يملك كل السلطان لأن يُحدر بهم إلى الهلاك الذي يستحقونه. قد يجهل الناس مجد وسلطان المسيح، ولكن الشياطين تعرفه، وإذ عرفوا أنهم لا بد أن يخرجوا بكلمة المسيح، طلبوا منه أن يرسلهم إلى الخنازير، فأذِنَ لهم، وفي الحال ظهرت القوة المدمرة التي لهذه الأرواح. وهكذا اندفع القطيع للتو من على الجرف إلى البحر وهلك ( مر 5: 6 - 11).

        رابعًا: نتعلم من هذه الحادثة أنه بالرغم من أن قوة الشيطان مُذلة للبشر، إلا أن وجود الله لم يكن مُحتملاً بالنسبة لهم، مع أنه كان بينهم وعنده كل القوة والنعمة والرغبة في أن يخلِّص ( مر 5: 14 ).

        وإذ خرج أهل المدينة «ليروا ما جرى» واجهوا في الحال دلائل نعمة المسيح وقوته إذ نظروا المجنون الذي كان فيه اللجئون «جالسًا ولابسًا وعاقلاً»؛ صورة جميلة للنفس التي تحررت من سلطان إبليس وأتت لتستريح عند قدمي المسيح، ليست في حالة العري الذي يوجب الدينونة، ولكن لابسة ومتبررة أمام الله، مكتسية بالمسيح كبرّها، وفي حالة التعبد، بعد أن تصالحت مع الله، وانتفى كل أثر للعداوة. هل تمتعت، عزيزي القارئ، بهذا الخلاص العظيم؟

        هاملتون سميث
        نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

        تعليق


        • #5
          رد: قرأت لك :من "طعام وتعزية" -مايو 2011

          الخميس 5 مايو 2011

          أرخبس .. عاثر مدعو للإكمال
          أرخبس المتجند معنا ( فل 1: 2 )وقولوا لأرخبس: انظر إلى الخدمة التي قبلتها في الرب لكي تتممها ( كو 4: 17 )

          يقول عنه بولس أولاً: «أَرخبس المتجند معنا» ( فل 1: 2 )، ويا له من لقب شريف! فالرسول بولس هنا يراه جنديًا صالحًا ليسوع المسيح، متأهبًا لحمل السلاح، مستعدًا لتحمل المشقات، ليتمم مقاصد قائده الأعلى، السيد المبارك. ومن مدحه في مُستهل رسالة رقيقة مُفعمة بكلمات المدح كرسالة فليمون، نستطيع أن نستنتج أنه كان كذلك بالفعل، ولزمان ليس بقليل. والأرجح أن أرخبس كان شابًا صغيرًا، وأنه كان ابن فليمون.

          ولكن، من أسف، أن ذاك الذي كان يومًا من أمثال واحد كبولس، الذي لم تكن نفسه ثمينة عنده حتى يتمم بفرح سعيه، نسمع رنة الأسى في صوت بولس نفسه وهو يقول عنه: «قولوا لأرخبُّس: انظر إلى الخدمة التي قبلتها في الرب لكي تتممها» ( كو 4: 17 ).

          وليس لدينا ما يكفي لاستنتاج الأسباب التي أدَّت إلى نكوصه وتقاعسه عن خدمته. فربما أنه فشل من قلة نتائج، أو أُحبط من مُفشلات خارجية، أو ضُرب بالشعور بالنقص وعدم الكفاية، أو رأى الخدمة صغيرة، أو سمع كلامًا ثبَّط من عزيمته .. تتعدد الأسباب والنتيجة واحدة، هي التوقف عن الخدمة.

          فإن كنت أنا أو أنت «أرخبُّس» اليوم، وبغضّ النظر عن الأسباب، فلنسمع همس السيد، الذي وإن كان مُعاتبًا لكنه داعيًا بنغمة التشجيع، وكأنه يقول: ”أَ لم تأخذ الخدمة مني؟ فلماذا تقاعست؟! أَ ليست الخدمة عظيمة بعظمة مَنْ أعطاك إياها؟! أم أن الخدمة في متطلباتها أعظم ممّن أعطاها؟! أَلعل كلام الناس، أو قلة الثمار، أو كثرة التعب، أو أي شيء آخر، أعظم من خدمة أعطيتها أنا لك؟! هيا انظر إلى الخدمة التي أعطيتك. وهيا قُم بعزم الرجال لتتمم ما قبلت مني يومًا“.

          والآن، وإن كنا لا نعلم ردّ فعل أرخبُّس، لكني أصلي أن يقوم كل أرخبُّس في الحاضر ليتمم الخدمة التي أخذها من الرب، صغرت أو كبرت.

          عزيزي .. هل فشلت في خدمتك يومًا؟ هل فررت يومًا هاربًا من أتعاب، مذعورًا من ضيقات؟ هيا إذًا إلى ذاك الفخاري الأعظم. اقضِ معه الوقت في الخفاء، وادعه ليعمل في حياتك بطرق عجيبة. لا تستعجله، بل انتظره ليُظهر فيك كل حنكته وعظمته. واستمتع بيد الفنان تعمل فيك، وإن آلمتك.

          عصام خليل
          نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

          تعليق


          • #6
            رد: قرأت لك :من "طعام وتعزية" -مايو 2011

            الجمعة 6 مايو 2011

            الرجال الجامدون على درديهم
            ويكون في ذلك الوقت، أني أُفتش أورشليم بالسُّرج، وأُعاقب الرجال الجامدين على درديهم، القائلين في قلوبهم: إن الرب لا يُحسن ولا يُسيء ( صف 1: 12 )

            كُتبت نبوة صفنيا قُبيل السبي البابلي، حوالي سنة 624 ق. م، وبعدها وقعت أول مراحل السبي، سنة 605 ق. م، وفي هذه النبوة، يصف النبي مشاهد القضاء المُريعة، التي أملاها عليه الروح القدس، التي كانت وشيكة أن تنصب على أورشليم المُنجَّسة، ولكن راح بالوحي إلى مشاهد نبوية أبعد وأعم، تشرح أهوال الغضب الخاصة بيوم الرب، الذي أول مراحله الظهور، وآخرها الزمان اليسير، وبعده يأتي يوم الله، أي الحالة الأبدية. وضمن الذين يتوعدهم الرب بالقضاء: «الرجال الجامدين على دُرديهم»، ولكن ماذا تعني هذه الكلمات؟ هذا التعبير أقصد ”الجامد على درديه“، يُقال عن عصير العنب، المُعد لأن يختمر، الذي لم يمر بعمليات التصفية الواجبة، فتظل رواسبه فيه، فتُفسد طعمه ورائحته الجديدة، الواجب أن يكون عليها. ونفس هذه الفكرة نجدها في إرميا48: 11 «مستريح موآب منذ صباه، وهو مستقر على درديه، ولم يُفرَّغ من إناءٍ إلى إناءٍ ... لذلك بقيَ طعمه فيه، ورائحته لم تتغير»، فعصير العنب يُترك لفترة حتى تترسب رواسبه أسفل الإناء، ثم يطفو السائل النقي إلى أعلاه، ثم يفرَّغ العصير دون رواسبه إلى إناء جديد، وتتكرر هذه العملية عدَّة مرات. وأثناء عملية التفريغ هذه يتخلَّص العصير من رواسبه ويصل إلى درجة نقاوة أعلى. أخي المؤمن أَأنت من «الرجال الجامدين على دُرديهم»؟ أقصد الذين لا يتغيرون؟ فيجب أن تتبدل أنماط حياتنا، ومناهج تفكيرنا غير الكتابية، وما أصعب علينا وعلى ذوينا، أن نظل بأمزجة وانفعالات شخصية، لا تحكمها المبادئ الروحية، وما أبشع الإمساك بالخرافات العجائزية، ولكن ما أكرم ارتقاء سُلَّم المجد، ونحن ناظرون طلعة الرب بلا عائق في الحضرة البهية.

            أخي .. إن خريطة التغيُّر، ونحن ناظرون «مجد الرب»، هي خريطة الشرفاء، لماذا؟ لأن الكتاب يُخبرنا عن مراحلها، ومحطاتها فيقول: «ونحن جميعًا .. نتغيَّر .. من مجد إلى مجد» ( 2كو 3: 18 ). فدرجات هذا السُلَّم هي «من مجدٍ إلى مجد»، وكأن الدرجة الأسفل هي: «مجد»، والأعلى هي أيضًا «مجد»، فيا لعقوبة مَن يجمدون على دُرديهم، ويا لكرامة مَن يرتقون درجات المجد.

            فإني سائحٌ غريبْ أسعى لإدراكِ الكمالْ
            حيثُ أُشاهِدُ الحبيبْ ذاكَ البديعَ في الجمالْ

            بطرس نبيل
            نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

            تعليق


            • #7
              رد: قرأت لك :من "طعام وتعزية" -مايو 2011

              السبت 7 مايو 2011

              حياة مريم والشركة مع الله
              فاختارت مريم النصيب الصالح الذي لن يُنزع منها ( لو 10: 42 )

              أولاً: استقبال وتجديد ذهني:
              إن حياة الشركة هي حياة استقبال، أكثر منها ثرثرة وإرسال. فقد جلست مريم في لوقا10 تسمع كلامه وتستقبل أفكاره. ووصف الرب هذا بالنصيب الصالح الذي لن يُنزع منها. فنصيبنا هو أن نجلس بانكسار تام أمام الكلمة، وبإحساس مقدس بقُدسيتها وسلطانها وبشغَف القلب أن نتعلم. هكذا جلست مريم تسمع وتستقبل كلامه. ونحن إذ نستقبل مقاييس الكلمة أمامه وتشكِّل هي مقاييسنا وتجدد أذهاننا ومفاهيمنا، تصبح جزء لا يتجزأ من الكيان، نصيبنا الصالح الذي لن يُنزع منا.

              ما فينا (ما في قلوبنا) من كلامه نتيجة الجلوس أمامه، هو نصيبنا الصالح.

              ثانيًا: التمتع بمعية الرب في ظروفنا:
              وأما الخطوة الثانية فهي التمتع بمسير الرب معنا في ظروفنا. انظر الرب يسير مع مريم يوم موت أخيها. من حيث لاقته خارج بيت عنيا يسير معها خطوة بخطوة إلى قبر أخيها. سار الرب مع مريم في صمت تام إلى قبر أخيها، خطوة بخطوة تتمتع بمعيته وحنان قلبه يغمرها بلا كلمة، ولكن صلاحه يظللها.

              أحبائي .. إن لم نرَ الرب في ظروفنا وكيف يخدمنا، لا يمكن لنا أن نخدمه خدمة صحيحة في ظروفه (أقصد ظروف القطيع) ولا يمكن أن نسجد له سجودًا فياضًا.

              ثالثًا: فيضان القلب:
              وبعد أن رأت مريم الرب في ظروفها، نراها في يوحنا12 ليست فقط عند قدميه كعادتها الجميلة، ولكنها في مُنتهى الروعة وعُمق الإحساس بالجَميل ـ كل جسدها مُنحنِ أمامه، مجدها، الذي هو شعرها تمسح به رجليه وقُبلاتها تُبادل يديها وشعرها في احتضان قدميه. وهي كلها كاملة الانحناء تسكب عواطفها، وناردينها قد فاح!

              وهكذا كل نفس جلست أمامه واختبرت حنانه في معجزاته، ستنسكب بالكامل لعِرفانه. هكذا خرَّ بطرس يوم صيد السمك الكثير ( لو 5: 8 ). وهكذا سجدت الشونمية يوم إقامة ابنها ( 2مل 4: 37 )، وهكذا سجد المولود أعمى بعد أن أبصر ( يو 9: 38 )، وهكذا سجد كل مَن رأى الله في ظروفه. فدعونا ننطلق الآن لبُعد أعمق في شركتنا مع إلهنا.

              أشرف يوسف
              نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

              تعليق


              • #8
                رد: قرأت لك :من "طعام وتعزية" -مايو 2011

                الأحد 8 مايو 2011

                أحاط به غمرٌ
                قد اكتنفتني مياهٌ إلى النفس، أحاط بي غمرٌ. التفَّ عُشب البحر برأسي. نزلت إلى أسافل الجبال .. ثم أصعَدت من الوهدة حياتي أيها الرب إلهي ( يون 2: 5 ، 6)

                عند ذيَّاك الصليب تجمَّع الضباط والجنود يومئذٍ، والتفوا مع رجال الدين والأكابر في تلك الأمة التي دُعيت شعب الله، في وحدة قوامها العداء المشترك لله، وبوصفهم ـ معًا ـ أدوات تنفيذية في يد رئيس هذا العالم، نقول: إن ذيَّاك الصليب كشف عن كل ظلمة وعداوة قلوبهم ضد ابن محبة الله، يوم وَضع الله عليه إثم جميعنا حتى كل مَن يؤمن به ”بجلدته يُشفى“. أجَلْ، فقد كان متروكًا بأفظع ما تنطوي عليه هذه الكلمة، حتى نُعفى أنت وأنا من اختبار مثل هذا الهجران الموجع. فقد كان متروكًا من جميع خاصته، وفوق الكل كان متروكًا من الله، وليس متروكًا فحسب، بل كان محوطًا بأعدائه أدوات الشيطان التنفيذية، محوطًا بأقوياء باشان الذين فغروا أفواههم كأسدٍ مفترسٍ مُزمجرٍ ”أحاطت به كلاب. جماعة من الأشرار اكتنفته“، وكل قساوة الإنسان، وكل خبث الشيطان وأرجاسه، انطلقت من عقالها ضد حَمَل الله الذي بلا عيب، الوديع الصابر.

                وها هو ابن الآب الطائع، الذي كان له سلطان أن يضع حياته وله سلطان أن يأخذها أيضًا، عتيد أن يتوج طاعته في الحياة بطاعته في الموت؛ موت الصليب، حتى بموته يُصالح الخطاة الذين يناصبون الله العداء، حيث أظهر الإنسان حبه للخطية وبُغضه لله، وحيث أظهر الله كراهيته للخطية ومحبته للخاطئ ليقهر بالمحبة عداء الإنسان، ويجعل من الخطاة مؤمنين يهتفون بعمله المجيد.

                لقد كان وضع يونان في بطن الحوت أيسر حالاً قياسًا إلى وضع ربنا وسيدنا على الصليب، الذي أطاع حتى الموت موت الصليب، ومن أجل عصياننا نزل إلى «العمق»، إلى مياه غامرة أعمق من تلك التي طُرح فيها يونان لعصيانه. على أن ذاك الذي بكلمة قدرته أطلق يونان من بطن الحوت حينما جاءت صلاته «إلى هيكل قدسه»، خلَّصه الله ومن قرون بقر الوحش استجاب له. وذاك المجيد «الذي، في أيام جسده .... قدَّم بصراخٍ شديدٍ ودموعٍ، طلبات وتضرعات للقادر أن يخلِّصه من الموت وسُمع له من أجل تقواه» ( عب 5: 7 )، ذلك الذي مرة «صُلب من ضعف» هو الآن حي بقوة الله الذي ”مال إليه وسمع صراخه، وأصعده من جُب الهلاك، من طين الحمأة، وأقام على صخرة رجليه، وثبَّت خطواته“ ( مز 40: 1 ، 2).

                أيرنسايد
                نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                تعليق


                • #9
                  رد: قرأت لك :من "طعام وتعزية" -مايو 2011

                  الاثنين 9 مايو 2011

                  طول الأناة
                  وأما ثمر الروح فهو ... طول أناة ( غل 5: 22 )

                  إن طول الأناة هي صفة النفس والذهن التي تستطيع أن تتحمل أعباء الحياة المسيحية بدون إحجام أو شكوى. وطول الأناة مثل أي ثمر للروح هو في مُباينة مع أعمال الناموس. فالناموس سمح بالمعاملة بالمِثل «عينٍ بعين وسنٍ بسن»، لكن الرب يسوع كان وديعًا ومتواضع القلب، وعلَّم تابعيه أن يتصرفوا بطريقة مختلفة. فالضرب على الخد الأيمن لن يثير لدى المؤمن السالك بالروح أية كراهية أو حقد ضد الذي لطمه. وإن هدوء القلب المألوف لشخص مثل هذا بعيد كل البُعد عن الشعور بالضيق من الإهانة لدرجة أنه على استعداد أن يقدِّم الخد الآخر.

                  إن طول الأناة والروح غير المقاومة كانت كاملة في المسيح الذي كان كنعجة صامتة أمام جازيها «الذي إذ شُتم لم يكن يشتم عوضًا، وإذ تألم لم يكن يهدد» ( 1بط 2: : 23). وكل تلميذ مدعو لأن يكون كسيده.

                  إن طول الأناة هو ضبط النفس الذي يمنع الإنسان المسيحي من الاندفاع بمشاعره الطبيعية إلى كلام قاسي، وأعمال ثأرية انتقامية. إنه النشاط السامي للطبيعة الجديدة أكثر من مجرد قمع جسدي للطبيعة القديمة. ربما أظهر بولس طول أناة تجاه اسكندر النحَّاس الذي أظهر له شرورًا كثيرة، ولكن بالتأكيد لم يفعل هكذا مع حنانيا رئيس الكهنة ( 2تي 4: 14 ؛ أع23: 2-5).

                  إن طول الأناة مثل شفرة حديدية مُقسَّاة تمامًا يمكن أن تُثنى بدون أن تُقصف، فقط لكي نحصل عليها يجب أن نُخرجها من الفرن المتأجج ونُطفئها في الماء. كذلك طول الأناة يتطلب منا أن نمر خلال مزيد من الاختبارات في السرَّاء والضرَّاء ( 2كو 6: 4 -10). وكلاً من الأغاني والدموع تخدمنا في هذا الغرض.

                  وطول الأناة صفة مميَّزة لفترة الكنيسة. وهذا التعبير يُستعمل عن الله في صبره على عالم خاطئ يرفض عروض نعمته، كما يُستخدم أيضًا عن إمهاله في تنفيذ الغضب كما في أيام نوح ( رو 2: 4 ؛ 1بط3: 20).

                  وطول الأناة سيُمكّننا من مواجهة التجارب المختلفة التي نتعرض لها يوميًا، كالكلام الشرير، والألم والمرض، والأصدقاء المستفزين، والعائلات المُمزقة، والأخوة الكذَبَة وربوات الإغاظة التي تأتي علينا. كل هذا يمكننا أن نتحمله لو امتلكنا فكر المسيح.

                  و. ج. هوكنج
                  نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                  تعليق


                  • #10
                    رد: قرأت لك :من "طعام وتعزية" -مايو 2011

                    الثلاثاء 10 مايو 2011

                    بركات السير مع الله
                    وسار أخنوخ مع الله، ولم يوجد لأن الله أخذه ( تك 5: 24 )

                    «المُساير الحكماء يصير حكيمًا» ( أم 13: 20 )، والسير مع الله معناه تعلُّم حكمة الله، وهذه العادة التي كانت لأخنوخ جعلته يتعلَّم طرق الله من جهة العالم الأثيم، فهو قد عرف كيف أن شر الإنسان تعاظم على الأرض، وكيف أن أفكار قلب الإنسان شريرة كل يوم، وكيف أن دم هابيل البار كان يصرخ طالبًا النقمة، ولماذا أمسك الله العادل يده عن أن يعاقب قايين قاتل أخيه، كل هذا عرفه أخنوخ لأنه «سار مع الله»، وتعلَّم منه. وإذ تعلَّم من الله تطلع أخنوخ إلى يوم عتيد «يوم الغضب واستعلان دينونة الله العادلة» ( رو 2: 5 ). وعلى ذلك، فقبل الطوفان، استطاع أخنوخ أن يتنبأ عن أمور آتية في مستقبل العالم، فقال: «هوذا قد جاء الرب في ربوات قديسيه، ليصنع دينونة على الجميع، ويعاقب جميع فجارهم على جميع أعمال فجورهم التي فجروا بها، وعلى جميع الكلمات الصعبة التي تكلَّم بها عليه خطاةٌ فجارٌ» (يه14، 15). هذه النبوة عظيمة من نواحِ كثيرة، فهي أقدم نبوة وقد أُعطيت من الله لأخنوخ، ربما في حياة آدم، وفيها تخبير بظهور ربنا يسوع للقضاء والدينونة، وربما دون أن يفهم هو ملء المعنى الذي يعبِّر عنه.

                    ولا شك أن الطوفان كان تتميمًا جزئيًا لهذا التحذير الذي نادى به أخنوخ من دينونة الشر العتيدة، لكن تمام النبوة على الوجه الأكمل لا يزال ينتظر مجيء الرب في ربوات قديسيه ( زك 14: 5 ؛ 1تس3: 13). إن رجل الله الذي تأسف على طغيان الإثم في أيامه، قد أُعطي أن يرى أن الحق والبر لا بد أن يسودا، وأن كل شر وإثم لا بد أن يُدانا. ولكن قبل مجيء هذا اليوم الذي يتحقق فيه ذلك، نُقل أخنوخ من مشهد الشر الجامح في الأرض. وهذه كرامة خاصة أُضيفت على الرجل الذي سار إلى جانب الله وسط ارتداد الجنس الآدمي. وأخنوخ نُقل إلى السماء؛ مسكن البر والقداسة، والتي منها سيأتي الرب مع ربوات قديسيه ليصنع دينونة على الجميع.

                    وفي طريقة انتقال أخنوخ نرى صورة لاختطاف المؤمنين الأحياء عند نزول الرب من السماء بهتاف. فالأحياء من المؤمنين، الذين يبقون على الأرض إلى ذلك اليوم، سوف يُختطفون لمُلاقاة الرب في الهواء «وهكذا نكون كل حين مع الرب» ( 1تس 4: 15 - 17).

                    ت.ب. هادلي
                    نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                    تعليق


                    • #11
                      رد: قرأت لك :من "طعام وتعزية" -مايو 2011

                      الأربعاء 11 مايو 2011

                      الابن الأصغر
                      جمع الابن الأصغر كل شيءٍ وسافر إلى كورة بعيدة، وهناك بذر ماله بعيشٍ مُسرف ... فابتدأ يحتاج ( لو 15: 13 ، 14)

                      لقد طلب الابن الأصغر من أبيه أن يعطيه القِسم الذي يُصيبه من المال، وفعلاً أعطاه أبوه نصيبه من ذلك المال. وفي هذا نرى أن كل الخيرات الزمنية التي يتمتع بها جميع الناس الأبرار والأشرار على السواء مصدرها الله. فالهواء والماء والقوت والكسوة والمال والصحة؛ كلها عطايا يمنحها الله للإنسان ليتمتع بها في الحياة الحاضرة. ومع ذلك فقد أساء الإنسان استعمال تلك الهِبة الإلهية لأنه لم يتصرف فيها تحت نظر الله المانح لها، بل في البُعد والاستقلال عنه، أي في «الكورة البعيدة». فكم نرى شبانًا منحهم الله صحة قوية، وأعطاهم أموالاً كثيرة وخيرات جزيلة ولكنهم لم يمجدوه فيها، بل أنفقوا شبابهم وأموالهم وأوقاتهم في الباطل، فتحولت تلك البركات إلى لعنات ( مز 109: 17 ).

                      وبمجرد أن أخذ ذلك الابن نصيبه من المال لم يَطق البقاء طويلاً في المدينة التي يعيش فيها أبوه ، بل «سافر إلى كورة بعيدة». حقًا إن هذه صورة الإنسان الخاطئ في كل زمان، فإنه لا يطيق أن يرى الله أو يسمع عنه، بل يبذل كل مجهوده ليبعد الله عن قلبه وأفكاره. لقد سافر الابن الأصغر إلى كورة بعيدة لكي لا يرى أباه، ولا يزعج قلبه وضميره بالتفكير في أبيه. وما كانت نتيجة ذلك إلا أنه «هناك بذَّر ماله بعيشٍ مُسرِف ... فابتدأ يحتاج». وفي هذا إنذار مُخيف لكل نفس ضالة تحسب أن «تنعُّم يوم لذة» ( 2بط 2: 13 )، إذ لا بد أن يأتي الوقت الذي فيه يطلب الإنسان اللذة فلا يجدها، لأنه يكون قد أنفق كل شيء، أنفق صحته وشبابه وزهرة حياته وماله في الباطل، ولسوف تأتيه أيام الشر والسنون إذ يقول: «ليس لي فيها سرور» ( جا 12: 1 ). ويا له من أمرٍ غريب، أنه في الوقت الذي فيه أنفق ذلك الابن كل شيء، في ذلك الوقت عينه «حدث جوعٌ شديد في تلك الكورة»، فالعالم الذي يراه الخاطئ اليوم غنيًا في ملذاته ومسراته، لا بد أن يراه غدًا فقيرًا مُعدمًا لا يستطيع أن يمنح لذة واحدة. وإننا نناشد كل خاطئ بعيد عن الله بأن يستفيق من غفلته، فيهجر كل الشهوات العالمية قبل أن يأتي الوقت الذي تهجره تلك الشهوات، فيشعر إذ ذاك بالفقر والبؤس الشديدين. وفي الوقت الذي نناشد فيه كل خاطئ بأن يهجر تلك الشهوات الباطلة، نوجه التفاته إلى ذلك المخلِّص الكريم الذي يمنح نعمًا حقيقية وسرورًا يدوم إلى الأبد.

                      وليم كلي
                      نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                      تعليق


                      • #12
                        رد: قرأت لك :من "طعام وتعزية" -مايو 2011

                        الخميس 12 مايو 2011

                        نوح وإيليا
                        فقال الله لنوح: نهاية كل بشر قد أتت أمامي، لأن الأرض امتلأت ظلمًا منهم. فها أنا مُهلكهم مع الأرض. اصنع لنفسك فلكًا ( تك 6: 13 ، 14)

                        قد لا يعرف التاريخ البشري ”رجلاً“ جمع في شخصيته الكثير من الصفات؛ القوة والعزيمة، الشجاعة والإقدام، الصبر والصلابة، المحبة والحنان، مثل ذلك الرجل «نوح»، وذلك لأنه عاش في عصر تركزت فيه سلسلة حلقات من الشرور والفساد، وملأت الأرض في أيامه. فهذه خطية الشهوة والفجور في سقوط أبناء الله تحت إغراء بنات الناس. وتلك خطية التمرد والعصيان في اتخاذهم لأنفسهم نساء من كل ما اختاروا. والثالثة خطية الظلم والطغيان بامتلاء الأرض ظلمًا وطغاة في تلك الأرض. والرابعة خطية الكبرياء والاعتداد بالذات بولادة الجبابرة الذين منذ الدهر ذوو اسم. والخامسة النجاسة والمجون بدخول بني الله على بنات الناس. والسادسة خطية الزيغان والفساد إذ أفسد كل بشر طريقه على الأرض، ففسدت الأرض كلها.

                        وإذا كان أليشع لم يرَ إيليا رجل الله وهو يصعد إلى السماء باعتباره ”فردًا“ أو ”واحدًا“ يصعد أمامه، إذ صرخ قائلاً: «يا أبي يا أبي، مركبة إسرائيل وفُرسانها!» ( 2مل 2: 12 )، وهو يقصد بذلك أن إيليا لم يكن أبدًا ”واحدًا“، بل جيشًا كبيرًا، كامل العتاد ومُكتمل القوة. على هذا المنوال كان نوح، وإن كان بمقياس أعظم وفائق جدًا جدًا.

                        نوح أحد الأقدمين العظماء، والأبطال الأقوياء، وأول كارز على الأرض. عاش في زمن عصيب ورهيب، لكنه وقف بجانب الله، وهو ذاته كان نقطة تحوُّل وبداية جديدة. وهو أب للبشرية كلها من بعد الطوفان.

                        ويُعتبر نوح أكثر قوة وشجاعة وإقدام من إيليا. في أيام إيليا كان هناك مئة نبي على الأقل، وسبعة آلاف كل الركب التي لم تَجثُ لبعل. أما نوح فكان وحيدًا، ومع ذلك وقف بجانب الله، حين كان العالم كله يقف على الجانب الآخر، ويغرق في العصيان والشرور والمظالم. ونوح أيضًا أشد صلابة وعزيمة وصبر منه، فلم يرَ ما رآه إيليا من هتافات الشعب «الرب هو الله! الرب هو الله!»، ولا قتْلِ أنبياء البعل، ولا استجابة السماء ونزول المطر، بل على العكس لم يكن هناك أي تجاوب مع كرازته، وكان العالم يسير من رديء إلى أردأ، لكنه ظل يكرز بصبر ولم يَخُرْ أو يفشل لعشرات السنين هي مدة كرازته، مع أنه لم يرَ أية بادرة أمل من التصديق أو التغيير في العالم القديم الذي عاش فيه.

                        شنودة راسم
                        نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                        تعليق


                        • #13
                          رد: قرأت لك :من "طعام وتعزية" -مايو 2011

                          الجمعة 13 مايو 2011

                          الراعي الصالح والخروف الضال
                          أي إنسانٍ منكم له مئة خروف، وأضاع واحدًا منها، ألا يترك التسعة والتسعين في البرية، ويذهب لأجل الضال حتى يجده؟ ( لو 15: 4 )

                          هذا الأصحاح (لو15) لا يحتوي على ثلاثة أمثال كما يظن البعض، ولكنه يحتوي على مَثَل واحد مكوَّن من ثلاثة أجزاء، فهو يعطي صورة جميلة ورائعة عن اهتمام كل أقنوم من الأقانيم الثلاثة بخلاص الضال. وفي الجزء الأول من المَثَل (ع4- 7)، نرى عمل المسيح كالراعي الصالح.

                          أولاً: فهو الذي «له مئة خروف»، أي هو الذي تنتمي له «الخراف»، هم ينتمون إليه لأنهم عطية الآب له.

                          ثانيًا: هو الذي قيل عنه: «يذهب لأجل الضال»، وهذا يصوِّر المسيح وهو آتٍ من بيت الآب في الأعالي إلى هذه الأرض حيث يوجد الخروف الضال.

                          ثالثًا: نجد أنه يذهب وراء الضال «حتى يجده»، وهذا يستحضر أمامنا الصليب، مكان الموت، لأنه هناك كان يوجد «الخروف»، ولن يمكن أن يجده إلا هناك.

                          رابعًا: «وإذا وَجده يضعه على منكبيه» وهذا يُخبرنا عن عناية المخلِّص الرقيقة بخاصته، وأيضًا يضمن لنا المكان الآمن الذي صار لنا الآن فيه. من الرائع أن نلاحظ في إشعياء9: 6 حيث الكلام عن مُلك المسيح المستقبلي «تكون الرياسة على كتفهِ»، فالكتف بالمفرد يُذكر هنا، بينما عندما يُذكر الخروف يأتي بالمثنى «منكبيه». كتف واحدة تحمل رئاسة العالم، وكتفان يُعطيان ضمانًا مضاعفًا لحفظنا.

                          خامسًا: يضعه على منكبيه «فَرِحًا». يا له من أمر عجيب! إننا نستطيع أن نفهم أن الخروف يمكنه أن يجد من الأسباب ما يجعله يفرح بالراعي، ولكن كون المخلِّص (المكتفي بذاته) يجد مناسبة ليفرح بخلاص الخطاة التعساء المستحقين للجحيم، فهذا أمر ”فائق المعرفة“.

                          سادسًا: «ويأتي إلى بيتهِ»، هذا يتكلم عن النتيجة المباركة لعمل المخلِّص، وعن النجاح المنشود لسعي الراعي. لاحظ أن السماء هنا تُسمى «البيت»، تصوير يدفعنا لنُطيل فيه التأمل.

                          سابعًا: «ويدعو الأصدقاء والجيران قائلاً لهم: افرحوا معي لأني وجدت خروفي الضال». كم يكشف لنا هذا قلب المسيح! فهو ليس يفرح فقط بخلاص الضال، ولكنه يدعو الملائكة ليشاركوه فرحته.

                          أنا الخروفُ الضالْ وجَدني يسوعْ
                          وجاء بي مِن الضلالْ ومسحَ الدموعْ

                          آرثر بنك
                          نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                          تعليق


                          • #14
                            رد: قرأت لك :من "طعام وتعزية" -مايو 2011

                            السبت 14 مايو 2011

                            بيت الخمر
                            أدخلني إلى بيت الخمر، وعلمه فوقي محبة ( نش 2: 4 )

                            سبق أن قالت العروس: «أدخلني الملك إلى حجاله» ( نش 1: 4 )، هذه هي الشركة الفردية، وهي لا بد أن تسبق التمتع بالشركة الجماعية في بيت الخمر الذي فيه نتمتع بالشركة معه، ومع جميع الذين يحبون ربنا يسوع المسيح في عدم فساد.

                            وعبارة «أدخلني» تدل على أنها في ذاتها ليست جديرة على الإطلاق بالدخول إلى هذا المكان، لكنه هو الذي أدخلها. وهي تذكِّرنا بقول الوحي عن الرب إنه «أخذ بطرس ويعقوب ويوحنا وصعد بهم إلى جبلٍ عالٍ. وتغيَّرت هيئته قدامهم» ( مت 17: 1 ، 2)، وهي صورة أيضًا للاجتماع إلى اسم الرب، حيث يُرى الرب بمجده، وحيث تتصاعد كلمات القديس: «جيد يا رب أن نكون ههنا»، وحيث تُرفع العيون فلا نرى إلا يسوع وحده.

                            نعم مَنْ فينا يستحق التواجد في محضر الرب؟ دَعنا لا ننسى أننا في الاجتماع إلى اسمه نوجد في محضر ذاك الخالق المهيب الذي مجده ملء كل الأرض، بل إننا نجلس في محضر ذاك الذي السرافيم تقف في محضره، ونُعاين مجده بوجهٍ مكشوف، ذاك الذي تغطي وجوهها أمامه، ونتكلم إلى ذاك الذي لا تقدر الملائكة إلا أن تتلقى تعليماته وأوامره!

                            وبيت الخمر هو المكان الذي يتم فيه شرب الخمر. والخمر صورة في الكتاب إلى الفرح وإلى الروح القدس، أو بالحري أفراح الروح القدس. إنها ليست أفراحًا جسدية نتيجة الطَرَب العالمي، بل أفراحًا عميقة لا يقدر أن ينشئ نظيرها إلا الروح القدس. لقد أدخلها إلى حيث يمكنها التمتع بأفراح الروح القدس المباركة والعجيبة، حيث الفرح الذي لا يُنطق به ومجيد.

                            وفي بيت الأفراح وجدت العروس أن الراية المرفوعة هي «المحبة». والراية المرفوعة تدل على إحراز النصر. والنُصرة التي تمت هي نُصرة الصليب، فعلى أساس محبة الصليب يمكننا نحن أن نجتمع إلى اسمه. ما الذي أوجدنا نحن الذين بالطبيعة خطاة في محضره القدوس؟ ولماذا لا نهرب نحن من محضر الله كما فعل أبونا آدم؟ هل نحن أفضل؟ كلا البتة، ولكنها المحبة التي غلبت عداوتنا وشرّنا، وهو عين ما عبَّر عنه المسيح عندما قال: «وأنا إن ارتفعتُ عن الأرض (بالصليب) أجذبُ إليَّ الجميع» ( يو 12: 32 ). هذا هو أساس اجتماعنا إليه.

                            يوسف رياض
                            نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                            تعليق


                            • #15
                              رد: قرأت لك :من "طعام وتعزية" -مايو 2011

                              الأحد 15 مايو 2011

                              اسمه يسوع
                              اسمه يسوع، لأنه يخلِّص شعبه من خطاياهم ( مت 1: 21 )

                              عندما أعلن الملاك القول: «لأنه يخلِّص شعبه من خطاياهم» كان يتطلع إلى الأمام أو على الأقل كانت هذه وجهة نظر الروح فيما يتعلَّق بأزمنة ما بعد الصليب. فإن شعب الله ما كان ليخلص، كما شهد الأنبياء، بدون التوبة وفاعلية الكفارة. فسمعان البار عندما أُتيح له امتياز أخذْ الرب على ذراعيه، تنبأ أيضًا في وضوح تام أن مجد شعب يهوه سوف يكمل بعد رفض الطفل المقدس عند تقديمه للشعب ( لو 2: 25 - 35). فإن آلام المسيح ينبغي أن تسبق أمجاده، حتى كما قال هو لتلميذي عمواس: «أَمَا كان ينبغي أن المسيح يتألم بهذا ويدخل إلى مجده؟» ( لو 24: 26 ). كان هذا الواقع هو الذي محَّص قلوب البشر مُظهرًا ما فيها من عداء مُستحكَم. فلو أُتيح لهم أن يأخذوا المسيح بالقوة وينصِّبوه ملكًا عليهم، ولو أنه جعل من نفسه قائدًا لهم، وسار في مقدمتهم ليخلِّصهم من صولة أعدائهم، لرحَّبوا به كالمسيا المُنتظَر، حتى وإن كانوا لا بد أن يشقوا عليه عصا الطاعة بعد ذلك مباشرة. ولكنه وهو الذي جاء كـ «يهوه» المخلِّص ينبغي أولاً أن يُصلح الفجوة التي أوجدتها خطايا شعبه بينهم وبين إلههم، ولذلك فإنه باشر بنفسه قضيتهم وحمل مسؤوليتهم، وكمَن قام مقامهم صاح: «يا الله أنت عرفت حماقتي، وذنوبي عنك لم تَخفَ» ( مز 69: 5 ). أيها الرب المبارك، نحن لا نستطيع أن نسبر غور أحزانك وآلامك، ولكننا نستطيع أن نشكرك لأنك جعلت خطايا شعبك خطاياك، وأبعدتها عنهم إلى الأبد.

                              ومع ذلك، أيها القارئ العزيز، في حين أن هذا الوعد يشير مبدئيًا إلى شعب الله، إلا أنه ينبغي أن لا ننسى أن نفس هذا العمل المجيد الذي هو أساس مغفرة خطاياهم، هو سبيلنا الوحيد لمغفرة خطايانا كذلك، وعن طريق زلَّتهم أُتيح الخلاص للأمم، ومن ثم استطاع الرسول أن يكتب إلى الكورنثيين «أن المسيح مات من أجل خطايانا حسب الكتب، وأنه دُفن، وأنه قام في اليوم الثالث حسب الكتب» ( 1كو 15: 3 ، 4).

                              يجدر بنا إذًا، أن نشكر الله دائمًا من أجل نعمته العجيبة؛ النعمة التي انتهزت فرصة رفض خاصته وعدم إيمانهم لتعلن كل مشوراته المتعلقة بأولئك الذين سيكونون وَرَثة الله ووارثين مع المسيح، وجدير بنا كذلك أن تفيض قلوبنا شكرًا وامتنانًا عند ذكر اسم يسوع، لأنه هو الذي حقق وضمن لنا كل شيء.

                              بللت
                              نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                              تعليق

                              من قاموا بقراءة الموضوع

                              تقليص

                              الأعضاء اللذين قرأوا هذا الموضوع: 0

                                معلومات المنتدى

                                تقليص

                                من يتصفحون هذا الموضوع

                                يوجد حاليا 1 شخص يتصفح هذا الموضوع. (0 عضو و 1 زائر)

                                  يعمل...
                                  X