إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - فبراير 2006

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - فبراير 2006

    الأربعاء 1 فبراير2006

    ثامار في سلسلة نسب المسيح!


    --------------------------------------------------------------------------------

    كتاب ميلاد يسوع المسيح ابن داود ابن إبراهيم: إبراهيم وَلد إسحاق. وإسحاق ولد يعقوب. ويعقوب ولد يهوذا وإخوته. ويهوذا ولد فارص وزارح من ثامار ( مت 1: 1 - 3)

    أمام القلب «الذي يؤمن بالذي يبرر الفاجر» يبدو ذكر ثامار وبثشبع في سجل الوحي المقدس عن نسب المسيح، مليئًا بالخواطر التي توقظ أسمى المشاعر وأجملها. على أن ما يدعو إلى الدهشة في تاريخ ثامار التي أنجبت توأمًا من حميها، هو أنه في هذا التاريخ لا توجد بارقة أمل تتعلق بالفداء. إن بقية الأسماء التي ترتبط بسلسلة نسب ربنا يسوع المسيح، ربما تتصل من قريب أو من بعيد برجاء يبدد بعض الظلام الذي يُحيط بكل منها، لكن لا رجاء ولا أمل من هذا القبيل في تاريخ ثامار. كانت ثامار زوجة لأخوين على التعاقب وكلاهما قُطع من الأرض بقضاء إلهي لشرهما (تك38)، وهي الأخرى بجريمة تماثل جريمتي زوجيها، جلبت على نفسها القضاء الإلهي. لكن أعجوبة العجائب أن تلك الجريمة بالذات هي التي أتت باسمها في سلسلة نسب الرب، لأن هذه الخطية هي التي جعلت منها أمًا لفارص أحد أجداد المسيح حسب الجسد.

    فهلا في هذا صوت لنا؟ وهل هو صوت الله الديان، أم هو صوت إله النعمة ـ إله وأبي ربنا يسوع المسيح؟ حقًا لو أننا قصرنا التأمل في صفحات العهد القديم، لما أوحَت إلينا سوى بتاريخ ذلك المشهد ووقائعه المُزرية. لكن عندما نرجع إلى العهد الجديد ونجد ثامار اسم أول امرأة في سلسلة نسب الرب ـ ثامار وقد أتت بها خطيتها إلى صلة مباشرة بنسب المسيح ـ لا بد وأن يسترعي تأملنا مشهد دينونة صارمة، ولكن من نوع فريد، فيه يقف حَمَل الله القدوس نائبًا عن الفجار، وحيث يقوم صليب ذاك الذي وحده حَمَل إثم جميعنا، الذي بجلدته شُفينا.

    يا له من درس مبارك خليق بالله أن يقدمه، درس خطية ثامار التي ربطت بينها وبين رب الحياة والمجد! وتأملوا أيها الأحباء، أ لم تكن خطيتنا هي صلة الوصل بيننا وبين الرب؟ أ لم يَمُت الرب عن الخطاة؟ أ ليس عندما اعترفنا بخطايانا وأخذنا مكاننا أمام الله كفجار وخطاة وأعداء وضعفاء (رو5)، أننا وصلنا إلى الحقيقة العجيبة، وهي أن المسيح مات لأجلنا؟ ولأننا خطاة، والمسيح مات لأجل الخطاة، عرفنا أن الله أمين وعادل حتى يغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل إثم. فيا لروعة النعمة! يا لغناها! يا لسموها!

    ف.و. جرانت
    نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

  • #2
    مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - فبراير 2006

    الخميس 2 فبراير 2006

    جُوليا .. طويلة الشعر أنثوية الخضوع


    --------------------------------------------------------------------------------
    سلموا على ... جُوليا ( رو 16: 15 )

    «جوليا» اسم لاتيني معناه "طويلة الشعر" أو "أنثوية الخضوع" أو "أنثوية التبعية" (Feminie of following).

    والشعر الطويل في الكتاب المقدس يشير بصفة عامة إلى الخضوع وعدم الاستقلال ( عد 6: 5 )، كما إلى الوداعة التي تليق بالمرأة "كالإناء الأضعف"، ومن أجل ذلك وَجَب على الرجل أن يعطيها كرامة ( 1بط 3: 7 ). وفي 1كورنثوس11 يتكلم الكتاب عن الشعر الطويل كمجد للمرأة (ع15)، وعن أنه قبيح بالمرأة أن تُقَصّ أو تُحلق (ع 6). والمرأة بلا شك تعكس المجد والجمال اللذين بهما يسربلها الله عندما تستقر في مكانها المُعطى لها من الله، مكان الخضوع وعدم الاستقلال، وتتمسك بخصائصها وسجاياها الأنثوية. وبقدر ما تكون المرأة هكذا، بقدر ما تبدو أكثر جمالاً، وبقدر ما تحظى برضى الله. وبالعكس، على قدر ما تحاول المرأة أن تتشبه بالرجل أو تحتل مكانه، بقدر ما تفقد من جمالها وفضلها وفضائلها. فالمرأة لا يكتمل جمالها الأدبي إلا إذا احتلت المكان الذي لأجله خُلقت؛ مكان الخضوع وعدم الاستقلال.

    ومن هنا كان تحريض الرسول: «أيها النساء اخضعن لرجالكن كما للرب» ( أف 5: 22 ). هذا الخضوع الذي على الزوجة أن تراعيه نحو زوجها، يجب أن يكون «كما للرب» بمعنى أن خضوع الزوجة لزوجها هو في الواقع خضوع لسلطان الرب وترتيبه من البدء، وصون لحقوق الرجل الذي منحه الرب إياها له منذ القديم «لأن الرجل هو رأس المرأة» ( أف 5: 23 )، و«لأن آدم جُبِل أولاً ثم حواء» ( 1تي 2: 13 ). «ولأن الرجل لم يُخلق من أجل المرأة، بل المرأة من أجل الرَّجل» ( 1كو 11: 9 ).

    وفي هذه الأيام الأخيرة التي نعيش فيها، يُعتبر خضوع المرأة أمرًا غير مرغوب فيه، ولا يتفق مع الروح العصرية. فالنساء يطلبن الحرية والمُساواة بالرجال في الحقوق، غير أن خضوع الزوجة لزوجها، هو أمر الله الصريح. وإذا ما نُقضت أوامر الله، كانت النتيجة الحزن والفوضى، كما هو الحال في كثير من البيوت. إن المرأة التي تتولى رئاسة البيت احتقارًا لزوجها، هي تعيسة وبائسة، وستحصد بلا شك ثمار تمردها في آثام أولادها الذين ينشئون بلا تريب.

    فايز فؤاد
    نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

    تعليق


    • #3
      مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - فبراير 2006

      الجمعة 3 فبراير 2006

      تدريبات النعمة


      --------------------------------------------------------------------------------
      فإني أحسب أن آلام الزمان الحاضر لا تُقاس بالمجد العتيد أن يُستعلن فينا ( رو 8: 18 )

      * كلما زادت آلام المؤمن وانكساره، كلما ظهرت جوانب الطاعة فيه. فالذي قال للرب مرة: «إن أنكرك الجميع، أنا لا أنكرك»، هو الذي وقع في الإنكار. لكن الرب قال له: «لما كنت أكثر حداثة، كنت تُمنطق ذاتك وتمشي حيث تشاء. ولكن متى شخت، فإنك تمد يديك وآخر يُمنطقك، ويحملك حيث لا تشاء» ( يو 21: 18 )، وهكذا تدَّرب من يد الرب، واستطاع أن يقول: «وإله كل نعمة الذي دعانا إلى مجده الأبدي في المسيح يسوع، بعدما تألمتم يسيرًا، هو يكمّلكم، ويثبتكم، ويقويكم، ويمكّنكم» ( 1بط 5: 10 ). وهو الذي قال: «عالمًا أن خلع مسكني قريب، كما أعلن لي ربنا يسوع المسيح أيضًا» ( 2بط 1: 14 ). وهكذا ظهرت فيه جوانب الطاعة.

      * ينبغي علينا أن نتعلم كما تعلَّم جدعون؛ أن النُصرة لا تأتي بالقوة أو بالقدرة، ولا بالأعداد الكثيرة، بل بأشخاص مُكرَّسين للرب واستلمتهم يد المُعاملات الإلهية، فأجرت عليهم عوامل الكسر، وصاروا يُشبهون الجرار المكسورة التي يظهر منها النور الإلهي، فالانطباعات الإلهية على النفس المكسورة، لَهي أكثر تأثيرًا من آلاف العظات المنمَّقة ذات الفصاحة البشرية. آه .. ليتنا نُدرك ذلك.

      * لقد كان يعقوب مُخادعًا عنيدًا، وكان يستخدم ذكاءه ليخدع أخاه وأباه، وأخيرًا خاله. لكن ماذا فعلت فيه يد التدريب الإلهي؟ لقد أتى به الرب عند فنوئيل، وصارعه هناك ( تك 32: 25 )، حيث انخلع حق فخذه. وهناك نراه يبكي، حيث نقرأ «وبقوته جاهد مع الله. جاهد مع الملاك وغَلَب. بكى واسترحمه» ( هو 12: 3 ، 4)، نعم .. إن مكان خلع حق الفخذ، والآلام الشديدة، والخسائر الفادحة، هو أيضًا مكان البكاء والاسترحام، لكن ماذا كانت النتيجة؟ هناك أيضًا وفي نفس المكان، أشرقت له الشمس (استنار تلك الاستنارة الإلهية)، وهناك باركه الله. نعم، إن مكان خلع الحُق هو مكان النور والبركة. فيا لعظمة اليد الإلهية!

      عزيزي .. قد نظن في وقت الآلام أن ما خسرناه لا يمكن تعويضه، لكن لا تنسى أن الله يدعو الأشياء غير الموجودة كأنها موجودة ( رو 4: 17 )، وهو إله التعويض الإلهي. أ لم يَقُل هو بنفسه «وأعوِّض لكم عن السنين التي أكلها الجراد» (يؤ2: 25).

      عزت نظير
      نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

      تعليق


      • #4
        مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - فبراير 2006

        السبت 4 فبراير 2006

        مكان سجودنا الآن، ومدلوله


        --------------------------------------------------------------------------------

        قال لها يسوع: يا امرأة صدقيني أنه تأتي ساعة، لا في هذا الجبل، ولا في أورشليم تسجدون للآب ( يو 4: 21 )

        من كلام المسيح مع المرأة السامرية في يوحنا 4 نفهم أن سجودنا المسيحي، لا يعتمد على مكان معين، بل حالة. إنه ليس في هذا المكان أو ذاك، بل ينبغي أن يكون سجودًا بالروح والحق.

        ويستكمل الرسول في الرسالة إلى العبرانيين توضيح الصورة، التي لم يكن ممكنًا للمسيح أن يشرحها في أثناء وجوده بالجسد على الأرض ( يو 16: 12 )، فيذكر أن سجودنا الآن ليس في الأرض على الإطلاق، بل هو في محضر الله نفسه، في الأقداس السماوية عينها ( عب 9: 24 ، 10: 19).

        ونحن نعلم أنه نتيجة عمل المسيح على الصليب، قد انشق الحجاب الذي كان يفصل بين القدس وقدس الأقداس ( مت 27: 51 ). هذا الأمر الذي يدل على أن الله الآن يرحب بكل المؤمنين بعمل المسيح على الصليب، وما عاد هناك فاصل يفصل بينهم وبينه.

        والسؤال أنه إذا كنا نحن بأجسادنا ما زلنا نعيش على الأرض، فكيف نقول إن سجودنا داخل الأقداس السماوية؟ كيف يمكننا الدخول إلى "السماء عينها" لنقدم هناك سجودنا للآب؟

        والإجابة: أن ذلك يتم بواسطة الروح القدس. فالروح القدس الذي هو أقنوم في اللاهوت، وهو أيضًا ساكن في قلوبنا، يمكّننا من أن ندخل إلى محضر الله عينه. هذا ما أشار إليه الرسول بولس عندما قال: «لأن به (أي بالمسيح)، لنا كلينا (أي يهود وأمم)، قدومًا في روح واحد إلى الآب» ( أف 2: 18 ). هنا نحن نجد أقانيم اللاهوت الثلاثة مذكورين: فالقدوم هو للآب، وبالمسيح، وفي الروح القدس.

        لقد أعطانا المسيح الأهلية للدخول إلى الأقداس بعمله فوق الصليب، لكن القدوم هو أكثر من مجرد حق الدخول. فالمسيح بموته وسفك دمه أعطاني حق الاقتراب إلى ذات محضر الله، وهذا معنى القول إنه لنا بالمسيح قدوم للآب. لكن الذي يمكّننا فعلاً من الدخول إلى ذات محضر الله هو الروح القدس. كأنه يصحبني عند القدوم إلى الآب، كأنه يمسك بيدي عند الدخول للسجود، كما ويجعل هذا الدخول مُحببًا لنفسي. وفي هذا، فإن الروح القدس هو الأقنوم الإلهي المختص بعمل التوصيلة. ويا له من امتياز عظيم! فلنا الحق بصفة دائمة أن نقترب إلى عرش الله ذاته، الذي صار لنا «عرش النعمة». فهل نحن نتمتع بهذا؟

        يوسف رياض
        نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

        تعليق


        • #5
          مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - فبراير 2006

          الأحد 5 فبراير 2006

          الله كلمنا في ابنه !!


          --------------------------------------------------------------------------------

          الله، بعدما كلم الآباء بالأنبياء قديمًا، بأنواعٍ وطُرقٍ كثيرة، كلَّمنا في هذه الأيام الأخيرة في ابنه ( عب 1: 1 ، 2)

          يا لروعة وجلال هذا الإعلان «الله تكلَّم» أي نعم. إن إلهًا حيًا، إلهًا مُحبًا، لا بد أن يتكلم. لقد انتهى وقت الإعلان الجزئي الناقص الوقتي، وصار الله يكلمنا بطريقة أخرى أمجد وأعظم «كلَّمنا في ابنه». وهكذا، أيها الأخوة الأحباء، نرقى إلى الحق العجيب وهو أن يسوع، ابن الله، ليس فقط يعلن لنا رسالة الآب، بل هو نفسه رسالة الآب. كل ما عند الله ليقوله لنا هو يسوع. جميع أفكار وهبات الله، ومواعيد الله ومشورات الله، هي في يسوع.

          هو النور، والسلام، والحياة، والطريق، والغاية والغرض. إن "الابن الوحيد" كما يقول يوحنا «الذي هو في حضن الآب» الذي هو كنزه ولذته وموضوع محبته، الأزلي الذي كان سروره منذ الأزل يشاطره كل أفكاره ومشوراته. هذا الابن الوحيد، حبيب الله ـ هو بكل تأكيد الرسول الحقيقي الذي يستطيع أن يعلن لنا كل سرائر قلب الآب، ويُخبرنا بكامل مشوراته وكل مقاصد نعمته.

          أي نعم «الله كلمنا في ابنه»، وفي الابن تتركز كل رسالة الله. وإذا لم يعرف الخاطئ شيئًا سوى هذا: إن الله أرسل رسولاً، وأن هذا الرسول هو ابنه، فهو قادر أن يكتشف من هذا كل الإنجيل، كل الخبر الطيب، لأن الله لكي يُرسل إلينا الدينونة، ولكي يعطينا معرفة خطيتنا وخرابنا، ولكي يُرسل إلينا رسالة القضاء والقصاص القريب الوقوع، لكي يفعل كل ذلك، ليس هو في حاجة لإرسال ابنه. أي ملاك كان يكفي لهذا العمل، وأي عبد يكفي لإعلان مثل هذه الرسالة. موسى كان يقدر أن ينطق بها، بل ضميرنا ذاته هو رسول كافٍ لمثل هذه الحالة. أما عندما يرسل الله ابنه إلى هذا العالم، عندما يضحي الله بهذه التضحية الهائلة، وهي السماح لابنه الوحيد الحبيب أن يأخذ صورتنا ويشترك معنا في اللحم والدم، فلا يمكن أن يكون لهذا إلا معنى واحد وهو الخلاص، ولا يمكن أن يكون له إلا باعث واحد وهو محبة الله الهائلة المُدهشة.

          في ملء الزمان أرسل الله ابنه .. لماذا؟ هل ليعلِّم أو يَعِظ أو يعلن القضاء والدينونة؟ كلا وألف كلا. الله أرسل ابنه ليفدينا «ها أنا أبشركم بفرحٍ عظيمٍ ... أنه وُلد لكم اليوم مخلص».

          أدولف سفير
          نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

          تعليق


          • #6
            مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - فبراير 2006

            الاثنين 6 فبراير 2006

            ينبوع جنات


            --------------------------------------------------------------------------------
            أختى العروس... ينبوع جنات، بئر مياه حية، وسيول من لبنان ( نش 4: 12 ، 15)

            يصف العريس عروسه بأنها «ينبوع جنات» وأنها «بئر مياه حية»، وفي هذا إشارة واضحة إلى عمل الروح القدس في المؤمن الحقيقي، فقد نادى الرب في اليوم الأخير العظيم من العيد قائلاً: إن عطش أحد فليُقبل إليَّ ويشرب. مَنْ آمن بي، كما قال الكتاب، تجري من بطنه أنهار ماء حي. قال هذا عن الروح الذي كان المؤمنون به مُزمعين أن يقبلوه، لأن الروح القدس لم يكن قد أُعطي بعد، لأن يسوع لم يكن قد مُجِّد بعد ( يو 7: 37 - 39). فالروح القدس قد أُعطيَ من السماء ليسكن في جميع أولاد الله المؤمنين الحقيقيين، لكي يكونوا كجنات مُثمرة لمجد المسيح ولبركة الآخرين. ويجب أن يُراعى أن الجنات لن تأتي بالثمار النفيسة بدون "ينبوع"، أو "بئر مياه حية". إنها تصير جافة وبلا ثمر، فهل نحن متمتعون بالحياة الممتلئة والفائضة لمجد الرب ولبركة غيرنا؟

            إننا نعيش في أيام الفتور والجدوبة الروحية، وحاجتنا القصوى إلى الحياة الممتلئة بالروح القدس باستمرار. ولا يتسنى لنا ذلك إلا إذا تفرغنا من كل العوائق، من الذات ومن كل الميول والرغائب العالمية. إن الشر أو شبه الشر، الخطية من أي نوع كان، هي بمثابة الأحجار التي تعطل جريان أنهار الماء الحي من داخلنا. ليت كل مؤمن يدرك هذه الحقيقة ويفحص نفسه أمام الله الذي هو نور، ويحكم على ذاته مُعترفًا له بكل خطية قد عطَّلت حياته الروحية ويدينها أمام الرب، ويتحرر بنعمته ومعونته منها فيمتلئ بالروح القدس، وكساجد يفيض قلبه بكلام صالح، بكلمات التعبد والتسبيح للرب، وكخادم لسيده وشاهد مُخلص له، تجري من بطنه أنهار ماء حي لإرواء ظمأ الآخرين.

            «وسيول من لبنان» إن خدمة القدس هي بمثابة السيول المنحدرة من لبنان لإرواء جنة الرب لتأتي بالثمر النفيس المُشبع لقلبه، والأطياب المُنعشة لنفسه، والرب لا يرضى بأقل من ذلك. وقد يقوم الإنسان بأعمال جليلة في ذاتها دون أن يكون ممتلئًا بالروح القدس الذي يملأ القلب بالمسيح وبالمحبة له، ولكن الثمار التي لها قيمتها وتقديرها عند الرب، هي التي يُنشئها الروح القدس في النفس.

            متى بهنام
            نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

            تعليق


            • #7
              مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - فبراير 2006

              الثلاثاء 7 فبراير 2006

              جئتني أنعشت روحي


              --------------------------------------------------------------------------------
              قريبٌ هو الرب من المنكسري القلوب، ويخلِّص المنسحقي الروح ( مز 34: 18 )

              أخي الحبيب: في حالة إعيائك وشعورك بصِغَر النفس، وأنت غارق في بحر من الهموم مترامي الأطراف، وحولك الغمام كثيف، والرؤية ضعيفة، والوهن حال بك، هيا يا أخي .. ارفع عينيك إلى السماء قائلاً: «معونتي من عند الرب، صانع السماوات والأرض» ( مز 121: 2 ).

              ألا تتذكر مريم المجدلية التي ذهبت إلى القبر والظلام باقٍ، ولم تجد يسوع في القبر، وسمعت كلام الملاكين، والظن يملأ قلبها بأنهم أخذوا سيدها الذي تحبه. وبينما هي واقفة عند القبر خارجًا تبكي، جاء إليها السيد المعبود وقال لها: «يا امرأة، لماذا تبكين؟ مَنْ تطلبين؟ .. يا مريم». وهكذا رأت مريم الرب، وطمأن قلبها، وكفكف دمعها. فحقّ لمريم أن تقول للرب: جئتني أنعشت روحي، صِرت أنت بهجتي!

              وعندما ترك تلميذا عمواس التلاميذ، وكانا في طريق عودتهما إلى بلدتهما، وكانا عابسين، يتكلمان بعضهما مع بعض عن الحوادث والأمور التي حدثت أخيرًا، والمختصة بيسوع الناصري. وبينما هما يتحاوران، اقترب إليهما يسوع نفسه وكان يمشي معهما. ثم بدأ الحديث معهما بسؤال كان بمثابة سؤال الطبيب الذي سيعالج الداء، وإذ كان يتكلم معهما ويفسر لهما الأمور المختصة به في جميع الكتب، ابتدأ الحجاب الذي يستتر به الرفيق المجيد يرِّق تدريجيًا. وعندما ألزماه أن يمكث معهما، دخل واتكأ معهما، وأخذ خُبزًا وبارك وكسر وناولهما، فانفتحت أعينهما وعرفاه. فقالا بعضهما لبعضٍ: «أ لم يكن قلبنا مُلتهبًا فينا، إذ كان يكلمنا في الطريق، ويوضح لنا الكتب؟». حقًا إن لكل منهما أن يقول للرب: جئتني أنعشت روحي، صرت أنت بهجتي!

              لقد تقابل "ربي وإلهي" مع أرملة نايين، وكانوا لنعش ابنها الوحيد حاملين، وقلبها يتمزق وهي تذرف الدمع السخين، لكنه لمس النعش، وبكلمة من "رئيس الحياة"، قام الشاب وخرج من بين أنياب الموت اللعين، فدفعه إلى أمه وسط حشود المُشيعين. أ فلا يحق لها أن تقول للرب: جئتني أنعشت روحي، صرت أنت بهجتي!

              عزيزي: إن سيدي المعبود في مسيرة حياته هنا على الأرض، كم أنعش أرواح الكثيرين، وأدخل البهجة والفرح إلى قلوب الحزانى والمنكسرين، فهو بحق عاضد الساقطين ومقوّم المُنحنين.

              خليل حزقيال
              نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

              تعليق


              • #8
                مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - فبراير 2006

                الأربعاء 8 فبراير 2006

                راحاب في سلسلة نسب المسيح!


                --------------------------------------------------------------------------------
                كتاب ميلاد يسوع المسيح ابن داود ابن إبراهيم .... سلمون وَلد بوعز من راحاب … ويعقوب ولد يوسف رجل مريم التي وُلد منها يسوع الذي يُدعى المسيح ( مت 1: 1 ، 5، 16)

                كانت راحاب كنعانية من جنس ملعون، وفوق ذلك هي زانية، خاطئة ضمن الخطاة. والشيء الوحيد الذي يسجله الوحي لصالحها هو الإيمان. ولا جدال في أن إيمانها كان له ثمرة. والرسول يعقوب يتخذ من إيمان راحاب مثلاً، ويسألنا: «كذلك راحاب الزانية أيضًا، أما تبررت بالأعمال، إذ قبلت الرُسل وأخرجتهم في طريق آخر؟» ( يع 2: 25 ). وإنك لتلاحظ هنا أيضًا أن ما يسجله لها الوحي، ليس مما يفتخر به الناس عادة، فلم يكن في ما عملت تضحية أو صلاح بحسب الفكر الإنساني، بل إنه حتى في ذات الحادثة التي أظهرت فيها إيمانها قد كذبت، وكأنها بذلك تقدم لنا صورة جلية للإيمان «الذي لا يعمل» وللنفس الخاطئة التي لا تقدر أن تتبرر سوى قدام الله الذي «يبرر الفاجر» ( رو 4: 5 ).

                ومَنْ ذا الذي يخامره الشك بأن إيمان راحاب هو الذي أدخلها ضمن جدول نسب ربنا يسوع المسيح، كما أن خطية ثامار من قبلها هي التي أدخلتها ضمنه (تك38)؟ لولا الإيمان، لكان الموت نصيب راحاب مع أولئك الذين أُغلقت عليهم أريحا وهلكوا فيها، واحتُسبت امرأة ملعونة في عِداد جنس ملعون. لكن الإيمان نزع تلك اللعنة عنها، وهو الذي أدخلها ضمن شعب الله، وربما هو الذي جذب قلب سلمون نحوها حتى تمت رابطة الزواج، فقيل «وسلمون وَلَد بوعز من راحاب» ( مت 1: 5 ).

                إن الخاطر الذي يسودني وأنا أتأمل في راحاب، هو القول «... الذي لا يعمل ولكن يؤمن» ( رو 4: 5 )، الإيمان الذي يبرر الفاجر، والذي يثق في ذاك الذي لا يبرر إلا بهذه الوسيلة أي الإيمان، الإيمان الذي لا يتفرّس في ذاته، والذي لا ينسب لنفسه شيئًا، والذي لا يحتج بأعماله، ولكنه يستحضر النفس لكي تقبل مركز الفاجر أمام الله، لأنه لأجل الفاجر فقط يوجد التبرير.

                إن خطية ثامار (التي تأملنا في قصتها في الأسبوع الماضي) هي التي أدخلتها في سلسلة نسب الرب يسوع المسيح، أما الذي أدخل راحاب فهو إيمانها. أ ليس في ما نرى في ذينك الاسمين، نلمح أن الله يضع حاجتنا وأعوازنا كخطاة فجار أمام عينيه لأجل رحمتنا، وأنه يريد أن يقنع قلوب الناس البطيئة الفهم للإيمان به؟

                ف.و. جرانت
                نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                تعليق


                • #9
                  مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - فبراير 2006

                  الخميس 9 فبراير 2006

                  إيليا على جبل الكرمل


                  --------------------------------------------------------------------------------

                  ثم أخذ إيليا اثني عشر حجرًا، بعدد أسباط بني يعقوب، الذي كان كلام الرب إليه قائلاً: إسرائيل يكون اسمك، وبنى الحجارة مذبحًا باسم الرب ( 1مل 18: 31 )

                  على جبل الكرمل فهم إيليا ثلاث حقائق هامة عن الله وشعب الله:

                  1ـ أن الذبيحة هي أساس رضى الله على الشعب، ولا بركة بدون الذبيحة. كان الشعب يستحق القضاء، وأن النار تنزل عليه، لكن إيليا قدَّم الذبيحة التي أخذت النار عنهم، ونجا الشعب من الدينونة. كان في تناغم وتوافق تام مع فكر الله، رغم أن الله لم يطلب منه ذلك صراحة. وكان في توافق تام مع التريب الإلهي في الهيكل في أورشليم، رغم أنه كان بعيدًا عن أورشليم بسبب انقسام المملكة. لذلك أصعد مُحرقته وقت «إصعاد التقدمة» (ع29). أي تقدمة المساء أو المُحرقة المسائية. ويا له من رمز رائع لذبيحة المسيح على الصليب، حيث أسلم الروح في ذات التوقيت (الساعة الثالثة عصرًا).

                  2ـ فهم نعمة الله التي تسمو فوق حالة الشعب وفشله. فعندما رمَّم مذبح الرب المُنهدم، رمّمه من اثني عشر حجرًا «بعدد أسباط بني يعقوب» (ع31). وفي يعقوب يظهر فشل الإنسان، وتتجلى بصورة واضحة وجذابة: نعمة الله، حيث أعطاه كل المواعيد غير المشروطة بالنعمة. وكأن إيليا يقول للرب: الشعب هو الشعب في ضعفه وفشله، ولكن كما عاملت يعقوب بالنعمة وليس بالاستحقاق، نحن أيضًا بنو يعقوب، وأننا نُلقي أنفسنا على نعمتك.

                  3ـ فهم حقيقة الوحدة: فرغم انقسام المملكة، لكنه رمّم المذبح من «اثني عشر حجرًا، بعدد أسباط بني يعقوب، الذي كان كلام الرب إليه قائلاً: إسرائيل يكون اسمك» (ع31). فإسرائيل هو واحد في نظر الله مكوَّن من اثني عشر سبطًا. إنه يرى الأمور كما يراها الله، وليس كما عبثت بها يد الإنسان. كان إيليا يتبع مملكة إسرائيل الشمالية التي تضم عشرة أسباط. لكنه لم يبنِ المذبح من عشرة أحجار. فقد تسامى فوق الانقسام الحادث، ورأى إسرائيل في وحدته. وهكذا الحال مع الكنيسة رغم الانقسامات الكثيرة، لكن الأمناء يحافظون على مبدأ الجسد الواحد، بعيدًا عن الأنظمة البشرية. وهذا الجسد الواحد يضم المؤمنين الذين سكن فيهم الروح القدس. الإيمان في إيليا كان يدرك الوحدة، وكل سبط كان مُمثلاً في المذبح.

                  محب نصيف
                  نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                  تعليق


                  • #10
                    مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - فبراير 2006

                    الجمعة 10 فبراير 2006

                    أَرجل أَتقيائه يحرس


                    --------------------------------------------------------------------------------

                    للرب أعمدة الأرض، وقد وضع عليها المسكونة. أرجل أتقيائه يحرس ( 1صم 2: 8 ، 9)

                    لقد اختبرت حَنة في يومها، كيف أن الرب قادر على التعويض وقت الحرمان. فهو لا يملأ الاحتياج فقط بحسب غناه في المجد، وذلك في وقته المعين، لكنه قادر على أن يملأ الفراغ بشخصه، حيث يعجز الأحباء المُقرّبون كزوجها، والقادة الروحيون كعالي الكاهن. لقد حفظها الرب من الفشل، وهي قد اتكلت عليه، فلم تَخزَ. فما كان منها إلا أن سجلت هذا التقرير البديع عن ذلك الإله الرائع: «أرجل أتقيائه يحرس».

                    1ـ يحرسها من الفشل: مثلما حدث مع حنة نفسها. إن أية امرأة في مكانها ـ نقول إنسانيًا وطبيعيًا ـ تهوي في قاع اليأس وتنزلق قدماها في بحر الفشل، لكنه «أرجل أتقيائه يحرس» (1صم1).

                    2ـ يحرسها من الزلل: مثلما حدث مع آساف، الذي تحوّل عن مقادس الله إلى مناظر العالم وأحوال البشر، فسجل اختباره قائلاً: «أما أنا فكادت تزل قدماي. لولا قليل لزَلَقت خطواتي». ولكن مَنْ سواه يحرس أرجلنا في مثل هذه الأحوال، فنهتف مع المرنم: «أمسكت بيدي اليُمنى. برأيك تهديني، وبعد إلى مجدٍ تأخذني» (مز73).

                    3ـ يحرسها من الكلل: وعندما تعلو أرجلنا أتربة البرية، ونحتاج إلى خدمة الإنعاش، نراه يفعل معنا ما فعله مع تلاميذه قديمًا، إذ غسل أرجلهم بنفسه (يو13). وهو اليوم يفعل ذلك معنا بكلمته (أف5).

                    4ـ يحرسها من العَوَز: ولأنه في حين أن أعظم أمورنا صغيرة أمام قدرته، فإن أبسط وأصغر أمورنا كبيرة أمام محبته، لذا فنعلا بطرس لهما قيمة عند الرب. حتى أن الرب لا يسمح بخروجه من سجنه، بدونهما، في ليلة قدَّر البشر أنها ليلته الأخيرة! (أع12).

                    5ـ يحرسها من الخطر: ولأن الطريق مليء بالمخاطر من كل حدب وصوب، والعدو وأجناده متربصون بنا، فإنه يحفظ أرجلنا حتى لا تَزل «لا يَدَع رجلك تَزِل. لا ينعس حافظك» ( مز 121: 3 )، ويحرس أقدامنا «لئلا تَصدم بحجرٍ رجلك» ( مز 91: 12 )، بل «على الأسد والصل تطأ. الشبل والثعبان تدوس» ( مز 91: 13 ).

                    طوباك يا نفسي إذًا! فها الرب يحرس رجليك، ويحفظ نفسك، ويحصي شعر رأسك «مَنْ مثلك يا شعبًا منصورًا بالرب»؟

                    إسحق إيليا
                    نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                    تعليق


                    • #11
                      مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - فبراير 2006

                      السبت 11 فبراير 2006

                      أين التسعة ؟


                      --------------------------------------------------------------------------------
                      فأجاب يسوع وقال: أَ ليس العشرة قد طهروا؟ فأين التسعة؟ ( لو 17: 17 )

                      عندما اجتاز الرب في وسط السامرة والجليل، دخل قرية فاستقبله عشرة رجال بُرصٍ، فوقفوا من بعيد، ورفعوا أصواتهم قائلين: «يا يسوع، يا معلم، ارحمنا!». فنظر إليهم الرب وقال لهم: «اذهبوا وأروا أنفسكم للكهنة»، وهذا ما كان يجب أن يتم بعد التطهير حسب شريعة الأبرص (لا 14). لكن العشرة جميعًا نجحوا في الامتحان إذ صدَّقوا أقوال الرب وآمنوا، وفيما هم مُنطلقون طَهَروا. فواحدٌ منهم لما رأى أنه شُفيَ، رجع يمجد الله بصوت عظيم، وخرَّ على وجهه عند رجليه شاكرًا له، وكان سامريًا.

                      لم يكن هناك فرق في العشرة بُرص الذين طهّرهم الرب، إلا أن أحدهم كان سامريًا، ليس من شعب الله. هذا الغريب الجنس هو الوحيد الذي رجع ليقدم الشكر للرب، وخرَّ على وجهه عند رجليه مُعطيًا مجدًا لله. وهنا جاء هذا السؤال المؤثر من الرب: «أين التسعة؟».

                      إن هذا السؤال يرن في آذاننا، ويخاطب ضمائرنا، ويلمس قلوبنا بصورة أقوى، عندما نجتمع للسجود والعبادة. كثيرون هم الذين طهّرهم الرب من برص الخطية وحصلوا على الغفران والتحرير والخلاص والسلام، ولكن أين هم في اجتماعات السجود والعبادة؟ أين هم حينما يجتمع اثنان أو ثلاثة باسم الرب، والرب حاضر في وسطهم؟ يقول البعض: نحن نعبد الرب في بيوتنا، ولكن هل هذا يُشبه ما فعله الأبرص الذي شُفي ورجع يمجد الله «بصوت عظيم»؟ هذه هي الشهادة العَلنية المطلوبة من جميع المؤمنين، وهي أن يُخبروا بصوت عظيم وبشهادة جهارية بفضائل الذي دعاهم من الظلمة إلى نوره العجيب.

                      ولكن يجب أن نعلم أن مجرد حضورنا الاجتماع، لا يدل على أننا في نفس المكان الذي وُجد فيه الأبرص العاشر، فالأمر المهم ليس هو الوجود بالجسد في محضر الرب،، بينما القلب مهتم بما في الخارج، والعقل شارد بعيدًا في العالم، ولكن يجب الاشتراك في العبادة والسجود بقلوبنا وعقولنا وأفواهنا. وعندئذٍ نُظهر للرب اعترافنا بجميله وفضله «لأن الآب طالب مثل هؤلاء الساجدين له» ( يو 4: 23 ).

                      عوني لويس
                      نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                      تعليق


                      • #12
                        مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - فبراير 2006

                        الأحد 12 فبراير 2006

                        شجرة الحياة وشجرة المعرفة


                        --------------------------------------------------------------------------------
                        وأنبت الرب الإله من الأرض كل شجرة شهية للنظر وجيدة للأكل، وشجرة الحياة في وسط الجنة، وشجرة معرفة الخير والشر ( تك 2: 9 )

                        لقد ارتبطت شجرة معرفة الخير والشر بالموت ( تك 2: 17 )، واللعنة ( تك 3: 17 )، وهكذا المسيح إذ عُلق على الخشبة (الشجرة) فإنه ذاق بنعمة الله الموت ( عب 2: 9 ) وصار لعنة لأجلنا ( غل 3: 13 ).

                        لقد كانت شجرة الحياة وبجوارها شجرة المعرفة في وسط الجنة، لكن يا للعجب، فإن الصليب الأوسط اجتمعت فيه الشجرتان معًا، نعم، ففي أي مكان أكثر من الصليب، يمكننا أن نرى الخير والشر مُجتمعين معًا؟ إنهما قد اجتمعا هناك كما لم يجتمعا في أي مكان آخر من بدء الزمان إلى نهايته.

                        لكن ليس معرفة الخير والشر فقط، بل الحياة أيضًا. نعم الشجرتان في الصليب اتحدتا معًا في شجرة واحدة، فاحتمل المسيح وحده لعنة الخطية وصار لكل المؤمنين به مصدرًا للحياة الأبدية. والآن، فإن كل مَنْ ينظر إلى المسيح بالإيمان يحيا، وسيكون له عن قريب ملء التمتع من الأكل من شخصه كشجرة الحياة التي في وسط فردوس الله، حيث لا نعود نسمع في ما بعد عن الشجرة التي تجلب الموت أو اللعنة.

                        لقد أثبت الصليب بما لا يدع مجالاً للشك، كذب الشيطان ومُخاتلته، فليس هناك ـ كما ادّعى الكذاب ـ أدنى تحفظ في عطاء الله، ولا أي حدود في محبته؛ فلقد أعطى أفضل مَنْ في السماء لأردأ مَنْ على الأرض. ولأجل هذا أُظهر ابن الله لينقض أعمال إبليس. وقبل أن تُنقض تلك الأعمال في الكون، فإنها من الآن نُقضت في قلوب المفديين.

                        «بهذا قد عرفنا المحبة: أن ذاك وضع نفسه لأجلنا»، «بهذا أُظهرت محبة الله فينا: أن الله قد أرسل ابنه الوحيد إلى العالم لكي نحيا به. في هذا هي المحبة: ليس أننا نحن أحببنا الله، بل أنه هو أحبنا، وأرسل ابنه كفارة لخطايانا» ( 1يو 3: 16 ، 4: 9، 10).

                        أيها الأحباء .. إن المسيحية الحقة، ليست في معرفة الخير والشر، ولا هي حتى في عمل الخير والامتناع عن الشر، بل هي في النظر إلى المسيح بالإيمان، والأكل منه بالإيمان، ذاك الذي قال: «أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلا بي».

                        أيها الشاب، أيتها الشابة، أيها الكبار والصغار في كل مكان، أسرعوا إليه الآن، وامكثوا لديه في كل أوان.

                        يوسف رياض
                        نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                        تعليق


                        • #13
                          مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - فبراير 2006

                          الاثنين 13 فبراير 2006

                          أرني لسانك !


                          --------------------------------------------------------------------------------
                          فإنه من فضلة القلب يتكلم الفم. الإنسان الصالح من الكنز الصالح في القلب يُخرج الصالحات، والإنسان الشرير من الكنز الشرير يُخرج الشرور ( مت 12: 34 ، 35)

                          عملت خلال الحرب العالمية الثانية مرافقًا طبيًا مع الجيش البريطاني في جنوب أفريقيا، وتم تعييني مسئولاً عن أحد المراكز الطبية الصغيرة في الصحراء. وفي كل صباح كنا (أنا والطبيب المختص) نتفقد مرضانا، وقد لاحظت أن الطبيب كان يبادر كل مريض بهاتين العبارتين دائمًا:

                          الأولى: "صباح الخير، كيف حالك اليوم؟" أما الثانية، فهي: "أرني لسانك!" وسرعان ما لاحظت أن الطبيب لم يكن يولي اهتمامًا كبيرًا لإجابة سؤاله: "كيف حالك؟"، بل كان ينتقل سريعًا إلى طلبه الثاني: "أرني لسانك". وعندما يُخرج المريض لسانه، كان الطبيب يتفحصه بعناية، فيحدد حالة المريض بناء على ذلك، لا بناء على ما يقوله المريض عن نفسه.

                          انطبعت هذه الصورة في ذهني، وعندما تفرغت للخدمة التبشيرية، كثيرًا ما رأيت أن الله يعمل بطريقة مُشابهة جدًا لتلك الطريقة التي اتبعها ذلك الطبيب مع مرضاه: فقد يسأل الله أحدنا قائلاً: "كيف حالك اليوم؟" وقد نُجيب فنصف حالنا بشكل أو بآخر، لكني أعتقد أن الله يقول لنا بعد ذلك: "أرني لسانك!". وعندما ينظر الله إلى ألسنتنا، يحدد حقيقة حالتنا الروحية. إن حالة لسانك هي دليل أكيد يقود إلى كشف حالتك الروحية.

                          يؤكد الرب يسوع في متى12: 33- 37 على العلاقة المباشرة بين القلب والفم مُستخدمًا لغة الأمثال، فيُشبِّه القلب بالشجرة، والكلمات التي تخرج من الفم يُشبهها بالثمر؛ فنوعية الكلمات تُشير إلى حالة القلب. يقول الرب: «الإنسان الصالح من الكنز الصالح في القلب يُخرج الصالحات (الكلمات الصالحة)، والإنسان الشرير من الكنز الشرير يُخرج الشرور (الكلمات الشريرة)». نعم، إن القلب الصالح يُنتج كلمات صالحة من الفم، أما القلب الشرير فيُنتج كلمات شريرة.

                          تحدد طبيعة الشجرة، طبيعة الثمر بكل تأكيد، والعكس صحيح أيضًا؛ فطبيعة الثمر تدلنا على طبيعة الشجرة ( مت 7: 17 ، 18). ونحن قد نخدع أنفسنا بكل تلك الأفكار التي تُشير إلى صلاحنا وطهارتنا وبرنا، إلا أن المؤشر الذي لا يخطئ، هو مؤشر الفم وما يخرج منه؛ فإذا كان ما يخرج من الفم فاسدًا، فلا بد بأن القلب فاسد أيضًا، ولا مجال لاستنتاجٍ آخر.

                          درك برنس
                          نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                          تعليق


                          • #14
                            مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - فبراير 2006

                            الثلاثاء 14 فبراير 2006

                            ماران آثا


                            --------------------------------------------------------------------------------
                            إن كان أحد لا يُحب الرب يسوع المسيح فليكن أنا ثيما. ماران آثا ( 1كو 16: 22 )

                            «ماران آثا» كلمة سريانية غير مُترجمة إلى أية لغة، وردت في 1كورنثوس16: 22، ومعناها "الرب آت". كانت هذه الكلمة لغة التحية عند لقاء المؤمنين أيام الكنيسة الأولى، كما كانت أيضًا لغة الوداع عند افتراقهم، وكانت للتذكير الدائم بمجيء الرب.

                            واليوم ما أحوجنا إلى إحياء هذه الكلمة بين جماعة المؤمنين. يجب أن تكون كلمة التحية عندما نلتقي وعندما نفترق. يجب أن تُستخدم في رسائلنا لإخوتنا المؤمنين، نسجلها في أول الخطاب وفي آخره. إن إحياء واستخدام هذه الكلمة سيكون سبب إنعاش وبركة للكثيرين.

                            إن استخدام كلمة «ماران آثا» إنما هو تعبير عن الإيمان بوعد سيدنا بمجيئه. ليتنا نُعلن إيماننا بمواعيد الرب وبالأخص مجيء المسيح الثاني، ونشرح هذا الإيمان ونبشر به إلى كل مَنْ نلتقي بهم.

                            إن استخدام كلمة «ماران آثا» هو تعبير عن الرجاء. إن رجوع المسيح هو الرجاء المبارك للكنيسة. فنحن كمؤمنين لا ننتظر الموت، لكن نتطلع إلى مجيء الرب. وعندما نذكر كلمة «ماران آثا» فنحن نتذكر أن لنا رجاء، وأنه بالحقيقة "الرجاء المبارك".

                            إن استخدام كلمة «ماران آثا» هو تعبير أيضًا عن المحبة. إن الرب لا ينتظر إيماننا فقط، بل محبتنا أيضًا. وإن كنت تُحب الرب، فلا بد أنك ستحب ظهوره ( 2تي 4: 8 ). والعروس تشتاق يقينًا إلى مجيء عريسها.

                            إن استخدام كلمة «ماران آثا» هو أيضًا تعبير عن الفرح. إن الرسول يأمرنا أن نفرح ( في 4: 4 ). إن كنت تفرح في الرب يسوع، فأنت ستفرح لرجوعه، وستنتظر اليوم الذي ستراه فيه كما هو.

                            وإن استخدام كلمة «ماران آثا» تحمل في معناها التوبيخ للآخرين. فعندما تُذكر هذه الكلمة، فإنك تذكّرهم برجوع الرب سريعًا. إنه إنذار لكل متغافل مُهمل لهذه الحقيقة المباركة، كما أنه تحريض لنا لكسب النفوس الهالكة للحياة الأبدية، حتى لا نترك أحباءنا عند مجيء المسيح.

                            ليت كلمة «ماران آثا» هذه تشغل عواطفنا، فنستخدمها باستمرار لمجد الرب وتحريض المؤمنين للسهر وخلاص النفوس البعيدة.

                            كاتب غير معروف
                            نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                            تعليق


                            • #15
                              مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - فبراير 2006

                              الأربعاء 15 فبراير 2006

                              راعوث في سلسلة نسب المسيح!


                              --------------------------------------------------------------------------------
                              كتاب ميلاد يسوع المسيح ابن داود ابن إبراهيم.. بوعز وَلد عوبيد من راعوث.. ويعقوب وَلَد يوسف رجل مريم التي وُلد منها يسوع الذي يُدعى المسيح ( مت 1: 1 ، 5، 16)

                              ما معنى أن يوضع اسم راعوث جنبًا إلى جنب مع ثامار وراحاب وبثشبع في سلسلة نسب المسيح؟ إنها ليست كسابقتيها، بل إن روح الله يخصص بين أسفار الوحي سفرًا كاملاً ليُخبرنا عن قصتها. ورغمًا عن أنها أممية مثل ثامار وراحاب، لكن يمكن أن نقول عنها، كما قال الرب عن أممي آخر: «لم أجد ولا في إسرائيل إيمانًا بمقدار هذا!» ( مت 8: 10 ). فلقد عادت راعوث إلى الأرض إلى إله إسرائيل، وقنعت بأن تكون في أحد الحقول وراء الغلمان الحصادين لتلتقط بين الحُزم. وإن كونها أممية مما يزيد من كرامتها. لقد كانت تقية بين أهل لا يعرفون التقوى، وكانت مؤمنة، في حين أن بني إسرائيل أنفسهم برهنوا على عدم الإيمان، ولكن حاجة راعوث إلى خلاص الله لم تكن تقل عن حاجة ثامار وراحاب.

                              لكن حتى الآن لم نصل إلى المعنى البعيد من وضع هذا الاسم في سلسلة نسب المسيح. إن راعوث بكل ما فيها من وداعة وحلاوة وصلاح، كانت تقوم دونها عقبة لم تقم دون الباقيات. كانت راعوث موآبية، وكان هناك نص صريح في الناموس يحرّم دخول العموني أو الموآبي في جماعة الرب إلى الأبد ( تث 23: 3 ). وبذلك كانت راعوث تحت الحرمان بحكم الناموس. ويا للعجب أن الناموس يقف حائلاً دون هذه المرأة الفاضلة وبين شعب الله، ولا يقف دون ثامار أو راحاب، وبذلك عبّر الله تعبيرًا صادقًا عن طبيعة الناموس. إن الناموس يقف حائلاً بين الإنسان كإنسان (ولو كان البار بين الناس)، وبين محضر الله، لأن كل أعمال برنا كثوب عدّة (نجس).

                              لكن لم يَحل الناموس دون دخول راعوث في جماعة الرب. لقد نُحي الناموس جانبًا من أجل إيمان راعوث. وبدلاً من أن يُحرم نسلها من الدخول في جماعة الرب حتى الجيل العاشر، نجد حفيدها في الجيل الثالث يجلس على عرش إسرائيل ويسمع الوعد المُثبّت لهذا العرش في نسله على مدى الأجيال المتعاقبة.

                              وهكذا في راعوث يظهر «بر الله بدون الناموس ... بر الله بالإيمان بيسوع المسيح، إلى كل وعلى كل الذي يؤمنون. لأنه لا فرق. إذ الجميع أخطأوا وأعوزهم مجد الله» ( رو 3: 21 -23). هذا ما تشهد له راعوث. وهذه هي قصة النعمة التي يتلذذ الله بإذاعتها بمختلف اللغات.

                              ف.و. جرانت
                              نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                              تعليق

                              من قاموا بقراءة الموضوع

                              تقليص

                              الأعضاء اللذين قرأوا هذا الموضوع: 0

                                معلومات المنتدى

                                تقليص

                                من يتصفحون هذا الموضوع

                                يوجد حاليا 1 شخص يتصفح هذا الموضوع. (0 عضو و 1 زائر)

                                  يعمل...
                                  X