إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - مارس 2006

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - مارس 2006

    الأربعاء 1 مارس 2006

    امرأة كانت خاطئة


    --------------------------------------------------------------------------------
    جاءت بقارورة طيبٍ ووقفت عند قدميه من ورائه باكية، وابتدأت تبل قدميه بالدموع، وكانت تمسحهما بشعر رأسها، وتُقبِّل قدميه وتدهنهما بالطيب ( لو 7: 37 ، 38)

    بينما لم يستَفِد الفريسي شيئًا من الرب، رغم ما تكلفه من نفقات ضيافته، فإن المرأة التي كانت خاطئة، والتي بالطبع لم تكن مدعوّة، هي وحدها دون جميع المتكئين حظيت بقول الرب لها: «إيمانك قد خلَّصك، اذهبي بسلام». ويصف لنا البشير لوقا سبعة أمور عن هذه المرأة:

    (1) كانت خاطئة: إنها ليست مستمرة في خطأها وشرها، بل كرهت ماضيها بكل ما فيه من شر وفساد.

    (2) علمت أنه متكئ: لقد أظهرت اهتمامًا كبيرًا بالرب، أين يمكث، وماذا يقول. إنها أحد صفات خراف الرب: تتبع صوت الراعي «خرافي تسمع صوتي وأنا أعرفها فتتبعني» ( يو 10: 27 ).

    (3) جاءت: وهنا نرى جَرأة الإيمان، فكيف بها، وهي المرأة المنبوذة والمرفوضة من الجميع، تتجاسر وتدخل، لا بيتًا عاديًا، بل بيت رجل فريسي؟! فإن كانت السامرية لم تستطع أن تملأ جرتها سوى في حر النهار، حتى تتفادى نظرات الاشمئزاز والازدراء من العيون، فكيف بالمرأة هنا تتغاضى عن كل هذا، عازمة في قلبها أن تحظى بمقابلة أقدس مَنْ على الأرض؛ الرب يسوع له كل المجد!! لقد قدمت في إيمانها "فضيلة" أي شجاعة أدبية.

    (4) جاءت بقارورة طيب: إنها لم تأتِ فارغة، بل أتت ومعها شيء ثمين. إنها بذلك أرادت أن تُظهر تقديرها للرب، ورغبتها الشديدة في إكرامه. لقد شعرت أنه هو وحده الذي يستحق منها كل إكرام وتقدير.

    (5) وقفت عند قدميه: إنها علمت أنها ليست أمام مجرد رجل عظيم، أو حتى نبي الله، بل أمام الرب، الذي له وحده يليق السجود. وهذا ما أدركه أيضًا بطرس من قبلها ( لو 5: 8 )، ومريم من بعدها ( لو 10: 39 ).

    (6) من ورائه: إنها أمام قداسته لم تستطع أن تواجهه وتأتي من أمامه، بل أتت من الخلف. لقد شعرت بهيبة قداسته، وأنها لا تستطيع أن تواجه عينيه الطاهرتين النقيتين.

    (7) باكية: لقد سكبت قلبها أمامه، فدموعها سبقت كلماتها. إنها لم تجد ما تُعبِّر عنه في الكلمات، فعبَّرت بالدموع، وهي بذلك استجابت لقول المرنم «يا قوم اسكبوا قدامه قلوبكم» ( مز 62: 8 ).


    عاطف إبراهيم
    نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

  • #2
    مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - مارس 2006

    الخميس 2 مارس 2006

    المطوّبة مريم


    --------------------------------------------------------------------------------
    وباركهما سمعان، وقال لمريم أمه ... أنت أيضًا يجوز في نفسك سيف ( لو 2: 34 ، 35)

    هي بصدق الأم المثالية لكل الأجناس ولكل الأجيال. وقصتها امتزج فيها الشرف والمجد، بالمُعاناة والألم. فمن بداية الحكاية، لما ظهر لها الملاك جبرائيل وبشّرها، يذكر لنا البشير لوقا أنها اضطربت من كلامه، وفكّرت ما عسى أن تكون هذه التحية. ولكن اضطرابها وأفكارها في ذلك اليوم، كانت فقط مقدِمة لاضطرابات وأفكار كثيرة لحقت بعد ذلك.

    أً يمكن أن تنسى نظرات الشك والريب في أمرها من جميع عارفيها، وحتى خطيبها يوسف أراد تخليتها سرًا، لولا ظهور ملاك السماء له؟ ثم أ تنسى يوم حان موعد ولادة الطفل، إذ لم يكن لهما موضع في المنزل، فولدت الوليد العظيم في مكان للبهائم؟ ثم أ تنسى كيف اضطرت بعد الولادة أن تهرب بالصبي يسوع إلى مصر، إذ طلب هيرودس أن يقتله، فقاست في مصر قسوة الاغتراب بين قوم لا تعرفهم دون ذنب فعلت؟

    ومرَّت الأعوام وخرج السيد العظيم للخدمة الجهارية، وطبقت شهرته الآفاق، والأم تترقب تحقيق وعد الملاك بالعرش والمُلك. لكنها أيضًا كانت تتابع الموقف العدائي المُلتهب الذي اتخذته أُمته منه. لقد سمعت عن احتقار الأمة له، وعدائها نحوه، ووعيدها ومؤامراتها، وقلب الأم يخفق إشفاقًا وترقبًا.

    بالإجمال نقول: إنه لم تعرف أم غبطة نظير المطوّبة مريم، كما لم تُقاسِ أيضًا أم نظيرها من آلام ومُعاناة على مدى حياتها. فكم بالأحرى وهي عند الصليب؟ لعلها تذكَّرت أنه من أكثر من ثلاثين عامًا خَلت، وهي ما زالت في أيام شبابها عندما حملت على ذراعيها وليدها فخورة ومعتزة به، سمعت من سمعان البار كلامًا نبويًا غريبًا إذ قال: «ها إن هذا قد وُضع لسقوط وقيام كثيرين في إسرائيل»، ثم قال لها: «وأنتِ أيضًا يجوز في نفسك سيف» ( لو 2: 35 ). والأرجح أنها لم تفهم معنى كلماته وقتها. ولعلها تفكّرت كثيرًا في ما بعد، ما عسى أن تعنيه نبوته هذه. أما أخيرًا، عندما وقفت إلى جوار الصليب، فقد عرفت كل شيء.

    وعندما استيقظ سيف رب الجنود على راعي إسرائيل ليضرب المسيح ( زك 13: 7 )، كان هناك في نفس الوقت سيف آخر يجتاز في أحشائها، وهي بجوار ذياك الصليب.

    يوسف رياض
    نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

    تعليق


    • #3
      مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - مارس 2006

      الجمعة 3 مارس 2006

      ترنيمة التحدي والانتصار


      --------------------------------------------------------------------------------
      إن كان الله معنا، فمَنْ علينا؟ ... مَنْ سيشتكي على مُختاري الله؟ ... مَنْ هو الذي يدين؟ ... مَنْ سيفصلنا عن محبة المسيح؟ ( رو 8: 31 - 35)

      ما أحلى الترنيم عندما تكون لغته هي لغة التحدي، ولحنه هو لحن الانتصار. فالمرنم في مزمور93 لا يتجاهل واقعه، بل يتحداه. إنه لا ينكر ظروفه الصعبة، ولا يطمئن نفسه بأن كل شيء سيكون على ما يُرام، كلا، لكنه على العكس، فهو يراها بكل شراستها ويستشعر كل قسوتها، لكن الجميل أنه يرى ويستشعر دون أدنى خوف منها! بل أنه يتحداها بقدرة إلهه، بل بإلهه القادر.

      هذا الإيمان عينه هو الذي جعل بولس يرنم أشهر ترنيمة في العهد الجديد في رومية8، تلك الترنيمة التي كتبها بلغة التحدي ولحّنها بلحن الانتصار؛ وفيها تحدى كل أنواع الآلام، بل وكل صنوف الأعداء. الترنيمة التي بدأها بأشهر تحدي: «إن كان الله معنا، فمَنْ علينا؟»، وختمها بأروع تحدي عندما قال: «مَنْ سيفصلنا عن محبة المسيح؟».

      وعندما أعلن هذا التحدي الأخير، برز له في الحال سبعة مُحاربين أشدّاء، قابلين التحدي، ومُعلنين قدرتهم على فصله عن محبة المسيح، ومنع وصولها إلى قلبه وعقله، وجعله يتشكك من جهتها. محاربون، كل واحد منهم أشد من سابقه؛ أولهم هو أكثر ما يقابلنا: الشدة، وآخرهم هو أصعب ما يمكن أن يقابلنا: الموت، وليس الموت العادي، بل الموت قتلاً بالسيف.

      فإذ به يبارزهم جميعًا، أحيانًا فرادى، وأحيانًا أخرى جماعات، إلا أنه في كلتى الحالتين لم يتركهم إلا جثثًا هامدة! وخرج من معاركه معهم رافعًا صوته بهتاف، مغنيًا ترنيمة الانتصار قائلاً: «مَنْ سيفصلنا عن محبة المسيح؟ أ شدة أم ضيق أم اضطهاد أم جوعٌ أم عُري أم خطر أم سيف؟ كما هو مكتوب: إننا من أجلك نُمات كل النهار. قد حُسبنا مثل غنمٍ للذبح. ولكننا في هذه جميعها يعظُم انتصارنا بالذي أحبنا»!!

      بل استطاع بعدها أن يُعلن عن يقينه الشديد من جهة تحقيق الانتصار على أي عدو آخر من المتحدين! فأضاف لقائمة السبعة الأُول قائمة جديدة من عشرة، بدأها بما انتهى إليه في القائمة الأولى، أي بأصعب ما فيها! فقال: «فإني متيقنٌ أنه لا موت ولا حياة، ولا ملائكة ولا رؤساء ولا قوات، ولا أمور حاضرة ولا مستقبلة، ولا علو ولا عمق، ولا خليقة أخرى، تقدر أن تفصلنا عن محبة الله التي في المسيح يسوع ربنا» ( رو 8: 31 - 39).

      ماهر صموئيل
      نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

      تعليق


      • #4
        مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - مارس 2006

        السبت 4 مارس 2006

        بوعز في حقله


        --------------------------------------------------------------------------------
        فقال يوعز.. لمن هذه الفتاة؟ .. هي فتاةٌ موآبية قد رجعت مع نُعمي من بلاد موآب، وقالت دعوني ألتقط وأجمع بين الحُزم وراء الحصادين(را 2: 5- 7)

        جاء بوعز إلى حقله ليتفقد حال الحصَّادين، وسرعان ما أبصر بنظره الثاقب راعوث وهي تلتقط في حقله، فتحوَّل الغلام الموكَّل على الحصادين وسأله: «لمن هذه الفتاة؟» فأخبره الغلام مَنْ هي، وكيف أتت في ذلك اليوم (را 2: 5- 7).

        والجواب الجامع الذي أجاب به الغلام الموكَّل على الحصادين، يعيّن لنا بكل تأكيد مسئوليتنا نحو الذين يحضرون إلى اجتماعاتنا، إذ نحن مسئولون عن التعرُّف بهم ومعرفة لماذا أتوا، فقد يكون من بين هؤلاء مَنْ عرف الرب ولكنه يحتاج أن يعرفه أكثر، وقد يكون منهم مَنْ يسعى لطلب الراحة بين شعب الرب بعيدًا عن العالم وأوهامه. فهل نسمح لمثل هؤلاء أن يحضروا اجتماعاتنا ويخرجوا منها دون أن نتعرف عليهم؟

        وكم من مرة جعلنا أشخاصًا مُحبين للرب، يخرجون من أماكن اجتماعاتنا ولم نتعرف عليهم، والسبب في ذلك هو أن محبة المسيح فينا لم تكن كافية لأن تحفزنا للتعرُّف بهؤلاء الأشخاص، الذين هدى الرب خطواتهم إلى اجتماعاتنا، فنعرف مَنْ هم، وماذا يحتاجون؟ حقًا أيها الأخوة الأحباء، نحن جميعًا مُقصرون في هذا الأمر الهام.

        لم يَكد بوعز يسمع جواب غلامه، حتى تحوَّل بشخصه إلى راعوث وابتدأ يتكلم معها كأنه قصد أن يقودها إلى أن تعرف شخصه بنفسها. وهكذا يفعل ربنا يسوع المسيح، إذ يريد أن تعرفه كل نفس من نفوس المؤمنين به كالشخص الحي، فهو لا يريد أن نعرف عنه فقط، بل أن نعرفه حيًا فينا، وأمامنا كل حين.

        وقال بوعز لراعوث ناصحًا «لا تذهبي لتلتقطي في حقلٍ آخر» (را 2: 8). لماذا؟ ذلك لأن بوعز سيد في حقله، وطالما هي في حقله، فهو يحميها، وهو يقدم لها من غناه، كل ما تدفعه إليه عواطف قلبه، لهذا يشدد بوعز على راعوث أن لا تترك حقله. وهذه هي رغبة ربنا يسوع المسيح، فهو يريد منا أن نكون على الدوام في حقله ـ أي في حالة الشركة معه ومع شعبه، فنتمتع بحمايته، ونتمتع بكفايته، ونتمتع بمحبته.

        يا ليت الرب يساعدنا جميعًا لنوجد في كل حين في شركة معه، بين شعبه، ولا نُرى باحثين لأنفسنا عن أفراح في العالم بين أهله.

        ج.ب. روبرت
        نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

        تعليق


        • #5
          مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - مارس 2006

          الأحد 5 مارس 2006

          أنا بينكم كالذي يخدم


          --------------------------------------------------------------------------------
          لأن مَنْ هو أكبر: الذي يتكئ أم الذي يخدم؟ أ ليس الذي يتكئ؟ ولكني أنا بينكم كالذي يخدم ( لو 22: 27 )

          تولى أحد ضباط الصف قيادة مجموعة من المُجنَّدين كُلِّفت بإنشاء بعض التحصينات العسكرية في أثناء الثورة الأمريكية. فكان يصرخ ويزجر بغطرسة وتصلُّف، وهو يُلقي بأوامره إلى الجنود الذين في عُهدته، محاولاً حَملهم على رفع عارضة خشبية ثقيلة، بينما الأمر يحتاج إلى مساعدة إضافية من شخص آخر.

          وبينما الرجال يجاهدون عبثًا لرفع العارضة من مكانها، توقف عابر سبيل، تلوح منه سيماء العظمة والجلال، وسأل ضابط الصف عن سبب عدم مُساعدته لرجاله. فرفع ضابط الصف رأسه بتعالٍ، ومَدّ عنقه بكبرياء، ونفخ صدره كأنه امبراطور، وأجابه: "أنا عرّيف يا سيدي!".

          قال عابر السبيل: "أ عريفٌ أنت؟! .. آسف، لم أُلاحظ ذلك". ثم رفع قُبعته وانحنى قائلاً: "عفوك أيها العريف!".

          ثم خلع ذلك الغريب معطفه، وانحنى وساعد العسكر على رفع العارضة الثقيلة وتثبيتها. وبعد إنجار العمل، ارتدى معطفه، والتفت إلى ضابط الصف وقال: "أيها السيد العريف، عندما يكون لديك عمل آخر كهذا، ولا يكون عندك رجال يكفي عددهم، فارسل خبرًا إلى قائدك الأعلى، وأنا آتي وأساعدك مرة أخرى".

          بُهت العريف وانعقد لسانه من فرط الذهول والخوف. فالرجل الذي كان يكلمه لم يكن إلا الجنرال "جورج واشنطن" نفسه، القائد الأعلى للقوات العسكرية، وبطل حرب الاستقلال الأمريكية، وأول رئيس للولايات المتحدة، وواحد من أعظم الرجال في التاريخ!!

          أيها الأحباء .. إن الله يقيس العظمة بمقدار الخدمة. والعظمة الحقيقية لا تتحقق بالتعالي والترأُس على الآخرين وإصدار الأوامر؛ بل بالخدمة المُضنية الباذلة المُكلّفة. والرب يسوع ـ تبارك اسمه ـ هو قدوتنا ومثالنا الأسمى في هذا الشأن. فمع أنه هو الله، ومع أنه يستحق كل إكرام وسجود وتعبد الجميع، فإنه قَبِلَ أن يأتي إلى عالمنا إنسانًا، مُخليًا نفسه من هالة المجد، مُستترًا في الناسوت الذي تهيأ له، وساترًا صورة الله تحت صورة العبد، وأعلن أنه «لم يأتِ ليُخدم بل ليَخدِم، وليبذل نفسه فدية عن كثيرين» ( مت 20: 28 ). لقد كان له مقام السيادة والسلطان، ولكنه تنازل ليشغل مقام الخادم، فأعطانا قدوة عجيبة.

          فايز فؤاد
          نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

          تعليق


          • #6
            مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - مارس 2006

            الاثنين 6 مارس 2006

            اتباع الرب


            --------------------------------------------------------------------------
            أن أراد أحد أن يأتي ورائي فلينكر نفسه ويحمل صليبه كل يوم ويتبعني.فإن مَنْ أراد أن يخلّص نفسه يُهلكها. ( لو 9: 23 ، 24)

            بعد أن رسم الرب الخطوط العريضة لمستقبله، دعا تلاميذه إلى اتّباعه. وكان هذا يحتِّم عليهم ضرورة إنكار ذواتهم وحَمْل صليبهم. وإنكار النفس يعني التنازل طوعًا عما يُسمَّى الحق في التخطيط أو في الاختيار، والاعتراف بربوبيته وسيادته على كل جانب من جوانب حياتنا. أما حمل الصليب، فيعني أننا نختار طوعًا صنف الحياة التي عاشها الرب. وهذا يتضمن:

            * مقاومة الأحباء.

            * تعيير العالم.

            * ترك العائلة، والبيت، والأراضي، وترفُّه هذه الحياة.

            * الاتكال الكُلي على الله.

            * الطاعة لإرشاد الروح القدس.

            * إذاعة رسالة غير مُرحَّب بها عند العامة.

            * السير في درب موحش.

            * هجومات منظمة مصدرها القادة الدينيون الرسميون.

            * التألم من أجل البر.

            * التعرُّض للإهانة والخجل.

            * بذل الحياة لأجل الآخرين.

            * الموت عن الذات وعن العالم.

            إلا أن ذلك يتضمن أيضًا الإمساك بالحياة ـ الحياة الفعلية. كما أنه يعني العثور على السبب الكامن وراء وجودنا، ويعني أيضًا نوال المُجازاة الأبدية.

            قد ننغمس في الملذات والشهوات من خلال تنعمنا بالرخاء، والرفاهية، والراحة، وبعيشتنا ليومنا الحاضر، وبتسخيرنا أفضل ما نملك من مهارات للعالم، مقابل بعض السنوات من الطمأنينة المُزيفة. لكننا بفعلنا هذا، نخطئ عن بلوغ الهدف الحقيقي من الحياة، مع ما يرافقها من مُتعة روحية عميقة. ومن جهة أخرى، قد نُهلك حياتنا في سبيل المخلِّص. وفي هذه الحال، سيعتبرنا الناس مجانين، إلا أن حياة التسليم للرب هذه، تشكِّل الحياة الحقيقية. ففيها من الفرح، ومن النُصرة المقدسة، ومن الشبع الداخلي العميق، ما يعسر وصفه.

            وليم ماكدونالد
            نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

            تعليق


            • #7
              مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - مارس 2006

              الثلاثاء 7 مارس 2006

              القيامة والحياة


              --------------------------------------------------------------------------
              قال لها يسوع: أنا هو القيامة والحياة. مَنْ آمن بي، ولو مات، فسيحيا ( يو 11: 25 )

              مرَّت أربعة أيام قبل أن يصل الرب إلى بيت عنيا، وأثناء تلك الأيام الأربعة، كان للأختين القلقتين الحزينتين، مصدر واحد للتعزية. لقد أرسل الرب لهما كلمة تثبيت وتدعيم. فقد أخبر رسولهما أن «هذا المرض ليس للموت، بل لأجل مجد الله، ليتمجد ابن الله به» ( يو 11: 4 ).

              لكن نتيجة لتأخير وصول الرب، تعرَّض إيمان الأختين للامتحان. فقد مكث الرب في الموضع الذي كان فيه، ولم يذهب في الحال ليعزي ويعين هاتين الأختين. ربما بدا هذا وكأنه عدم اهتمام من جانبه، لكن أ لم تكن كلماته رغم هذا، أساسًا راسخًا للثقة؟ لقد أعطى لهما الضمان أن مجد الله سيكون هو المُحصّلة النهائية لمرض أخيهما. ورغم عدم مقدرتهما على فهم كيفية تحقيق هذا، إلا أن الوعد قد أُعطيَ لهما ليدعم قلبيهما حتى تحين لحظة الخلاص.

              إن ظروف هذه القصة لا تزال تتكرر في الحياة اليومية، وعزاؤنا العظيم في وقت التجربة هو كلمة الرب. لكن للأسف أن بعض المؤمنين لا يشعرون بالراحة والتعزية، إلا بعد خروجهم من صعوباتهم وأحزانهم. وحينئذ يقول الواحد منهم : "نعم أنا كنت أعلم أن الكل سيكون خيرًا". لكن في الحقيقة إنهم حتى لحظة خلاصهم من التجربة، كانوا ممزقين بالشكوك والمخاوف، رغم الوعد الشامل: «كل الأشياء تعمل معًا للخير..» ( رو 8: 28 )

              لقد أُعطيت لنا كلمة الله لتقوية إيماننا أثناء الظروف المؤلمة، كوسيلة مؤكدة للراحة. الكلمة التي تمكِّن المؤمن من أن يُمسك بينابيعه في الله، ويثق فيه.

              عندما كان التلاميذ وسط العاصفة، رأوا الريح والأمواج تهدأ بواسطة كلمة الرب يسوع. وقد استراحت أفكارهم المُضطربة. لقد كان ممكنًا لهم أن يتمتعوا بهذه الراحة قبل ذلك، لو تفكروا في أنهم في أمان تام، حتى أثناء هياج الأمواج، لأن الرب معهم.

              لنا السلامُ والثبات في الربِ كلَ حينْ
              ففي الحياةِ والممات ملجأُنا الأمينْ
              فجيدٌ أن ننتظرْ بالصبرِ والصلاهْ
              ولنتوقعْ بسكوتْ دومًا خلاص الله


              و. ج. هوكنج
              نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

              تعليق


              • #8
                مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - مارس 2006

                الأربعاء 8 مارس 2006

                ساعة الإحياء


                --------------------------------------------------------------------------
                الحق الحق أقول لكم: إنه تأتي ساعة وهي الآن، حين يسمع الأموات صوت ابن الله ( يو 5: 25 )

                هذه الساعة تُشير إلى كل فترة النعمة الحاضرة، الفترة المُسماه: "تدبير نعمة الله". ويقول المسيح عن هذه الساعة إنها أتت بالفعل، فهي بدأت بظهوره بالجسد، وخروجه ـ تبارك اسمه ـ للخدمة. وفي هذه الساعة يسمع الأموات صوت ابن الله، والسامعون يحيون.

                لقد تعجب السامعون في ذلك اليوم مما قاله المسيح (ع28). وأعتقد أن الآية السابقة تحتوي على ثلاثة أسباب على الأقل تدعو الإنسان الطبيعي إلى التعجب من كلام المسيح:

                السبب الأول: أنه بحسب هذه الآية يُنظر إلى الإنسان بصفة عامة أنه ميت بالذنوب والخطايا. فرغم كون جميع اليهود أولاد إبراهيم، ورغم كون الغالبية العُظمى منهم حريصين على الممارسات الدينية، ورغم تحلي البعض منهم بمكارم الأخلاق، فإنهم يُعتبرون ـ رغم كل ذلك ـ أمواتًا روحيًا. فيقول المسيح: «تأتي ساعة ... حين يسمع الأموات». هذا معناه، أنه لا العقيدة الصحيحة، ولا الممارسات الدينية، ولا السلوك الراقي، يمكنها أن تَهَبنا الحياة!

                والسبب الثاني للعجب: هو أن الميت ـ كما نعلم ـ لا يسمع، لكن المسيح يقول هنا: «يسمع الأموات صوت ابن الله». كيف يمكن أن يكون هذا؟ الإجابة إن صوت ابن الله له إمكانية اختراق الموت، وأن يصل إلى المائتين، ويجعلهم يسمعون!

                والسبب الثالث للعجب: أن صوت ابن الله بمجرد أن يصل إلى الأموات بالذنوب والخطايا، ولو كان قد مرّ على موتهم عشرات من السنين، ولو كانوا أنتنوا في قبور خطاياهم، فإنهم بمجرد أن يسمعوا صوت ابن الله، فإنهم يحيون!

                وإن كانت الجموع تعجبت من كلام المسيح في ذلك اليوم، فإننا نحن أيضًا نتعجب، ليس لِما قال ابن الله، بل لأن الأكثرية من الأموات في ذلك اليوم وحتى اليوم، لم تسمع ولم تَنَل الحياة! فمن العجيب والمُحزن حقًا، احتقار الإنسان لنعمة الله. فماذا بالنسبة لك أنت أيها القارئ العزيز؟

                يوسف رياض
                نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                تعليق


                • #9
                  مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - مارس 2006

                  الخميس 9 مارس 2006

                  أصدقاء الله


                  --------------------------------------------------------------------------
                  وسار أخنوخ مع الله ( تك 5: 24 )
                  إبراهيم ... دُعي خليل الله ( يع 2: 23 )
                  يكلم الرب موسى وجهًا لوجه كما يكلم الرجل صاحبه ( خر 33: 11 )

                  أخنوخ، إبراهيم، موسى؛ ثلاثة يستحقون بحق هذا اللقب: ”أصدقاء الله“، والثلاثة شهد عنهم الوحي بذلك. فيُقال عن أخنوخ إنه سار مع الله، والفعل ”سار“ هنا يفيد التوافق والصداقة (وما زلنا نستعمل مثل هذا التعبير كناية عن الصداقة). كما يُقال عن إبراهيم «خليل (صديق) الله»، وعن موسى إنه كان يكلم الرب «كما يكلم الرجل صاحبه».

                  ولهذه الصداقة سمات ومقوِّمات؛ ونستطيع أن نرى في كل واحد من هؤلاء الأفاضل سِمَة، ويمكننا أن نقول:

                  عن أخنوخ: سار مع الله ( تك 5: 22 ،23)،

                  وعن إبراهيم: سار أمام الله ( تك 17: 1 )،

                  وعن موسى سار خلف الله ( خر 33: 14 ،15).

                  ففي أخنوخ نرى حلاوة الشركة والعشرة بالرب. لقد قضى الوقت الطويل يتحدث مع إلهه، ولا يُخبرنا الكتاب بشيء عن هذا الحديث؛ وكأنه يستحث كل واحد منا أن تكون له أحاديثه الخاصة السرية مع الرب. لقد شارك أخنوخ الله أفكاره، ففهم فكره حتى عن أمور لم تحدث إلى يومنا هذا، بعد آلاف السنين من حياته. واستمر الحال هكذا حتى «لم يوجد لأن الله أخذه».

                  وفي إبراهيم نرى قوة التقوى. فالقول «سِِر أمامي» يساوي ”تذكَّر في كل لحظة أنني أنظر سلوكك“، وقد عاش إبراهيم بالفعل هكذا، حتى أن الله نفسه شهد له «علمت أنك خائف الله» ( تك 22: 12 ). كان ”يفعل“ أو ”يمتنع“، ”يتكلم“ أو ”يصمت“، ”يذهب“ أو ”يجيء“، بناء على هذا المبدأ: أن الله يرى الكل.

                  أما في موسى فنرى روعة الانقياد برأي الله. لقد رفض أن يسير وراء أي مخلوق، حتى لو كان ملاكًا؛ مؤثِرًا أن يُقتاد بالله دون سواه. فلقد كان يرى في ذلك: الضمان، والأفضل، والامتياز. فمَنْ يضمن الطريق إلا الأعلى؟ ومَنْ يعرف الأفضل للمخلوق إلا الخالق؟ وأي امتياز لإنسان، بمقدار أن يكون الله قائده؟ لذا، فقد كانت طلبته: "علمني طريقك حتى أعرفك".

                  ولنا نحن أيضًا، في يومنا هذا، أن نتمتع بهذا الامتياز أيضًا: أن نكون أصدقاء لله. فإن كانت تلك أشواقنا، فدعونا:

                  نسير مع الله؛ في شركة حميمة تبغي الدخول إلى العُمق،

                  نسير أمام الله؛ في تقوى حقيقية، مُراعين مشاعر إلهنا،

                  نسير خلف الله؛ منقادين برأيه، لا بأفكارنا.

                  عصام خليل
                  نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                  تعليق


                  • #10
                    مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - مارس 2006

                    الجمعة 10 مارس 2006

                    هو يعتني بكم


                    --------------------------------------------------------------------------
                    مُلقين كل همكم عليه، لأنه هو يعتني بكم ( 1بط 5: 7 )

                    ليس من طريق مؤكد للراحة، أكثر من أن نحوِّل إلى الرب يسوع كل هموم الحياة، واثقين من أنه يستلم في الحال كل ما نسلّمه له، كما أنه لا بد أن يفعل لنا الأفضل لكي يتمجد اسمه. ولا يجوز لنا قط أن نعود ونأخذ شيئًا سبق أن سلمناه له. ألقِ بهمومك عليه واحدًا فواحدًا. ضع همك في حقيبة المسيح. «مباركٌ الرب، يومًا فيومًا يُحمِّلنا إله خلاصنا» ( مز 68: 19 ).

                    لكن هناك أمران أو ثلاثة يجب أن تسبق طرح الهم عليه: فينبغي أولاً أن نطرح خطايانا قبل أن نستطيع أن نطرح همومنا. وبتعبير آخر؛ ينبغي أن نكون أبناء في بيت الآب. ثم ينبغي أن نعيش بحسب إرادته، وأن نكون واثقين من أننا نسير كما يريدنا هو، وفي دائرة خطته لحياتنا، وأننا نضرب خيامنا تحت عمود سحابته المُظللة. وعلاوة على ذلك ينبغي أن نسلم له حياتنا ونكرسها له ليعمل فيها كما يشاء. كذلك ينبغي أن لا نتغافل عن تغذية إيماننا بمواعيده، لأن الإيمان إن لم يجد غذاءه الطبيعي، يصير هزيلاً ... وبعد أن نتمم هذه الشروط، يكون من السهل علينا أن نجثو عند قدميه ونلقي همومنا عليه، وعندما ننتهي من الصلاة، نقوم ممتلئة قلوبنا فرحًا وسلامًا، ووجوهنا تلمع بإشراق مجده .. ربما يكون الكأس لا زال مهيأً لنشربه، والتأديب مُعدًا لنتحمله، لكن ألم الهم المُضني، ينبغي تسليمه لمن لا يخيِّب رجانا.

                    «لأنه هو يعتني بكم» ... إن استطعنا أن نسلم كل الأمور للرب، فإننا لا بد أن نجد أنه عمل أكثر جدًا مما نطلب أو نفتكر ( أف 3: 20 ). إن كان هناك صديق، حكيم، قوي، مُقتدر جدًا، قد تعهد بتسوية مشكلة تربكني، وأنا أثق فيه ثقة كاملة، وهو أكّد لي بأنه قادر على تسويتها، فلماذا أستمر في الانزعاج؟ ينبغي أن أعتبر بأن المهمة قد تمت، طالما كان هو قد استلمها.

                    عزيزي المؤمن ... إن قلب الله الرَحب يمتلئ اهتمامًا بكل ما يعنيك. هو يعتني بك جدًا لدرجة أنه يصغي لأقل تنهداتك وأنّاتك وسط أصوات الموسيقى السماوية، وتسبيحات الملائكة. وهو يرى كل احتياجاتك ورغباتك قبل أن تعبِّر عنها، أو حتى تشعر بها. فليتنا نثق فيه، ونطرح كل همومنا عليه.

                    ف.ب. ماير
                    نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                    تعليق


                    • #11
                      مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - مارس 2006

                      السبت 11 مارس 2006

                      خدمات المخدع


                      --------------------------------------------------------------------------

                      يسلم عليكم أبفراس، الذي هو منكم، عبدٌ للمسيح، مجاهد كل حين لأجلكم بالصلوات، لكي تثبتوا كاملين وممتلئين في كل مشيئة الله ( كو 4: 12 )

                      لخدمات المخدع مزايا للذين يمارسونها والذين تُمارس من أجلهم، فهي خدمات هادئة تؤدَّى في السكون، وفي حالة الوحدة والخشوع في حضرة الله، بعيدًا عن غوغاء العالم ومناظره. وما كان أقل ما يعرفه الكولوسيون عن خدمات أبفراس الحُبية الحارة لهم، لو لم يدوّنها الروح القدس، بل ربما رماه البعض منهم بالتقصير في الاهتمام بهم والغيرة من أجلهم. وربما وُجد بينهم، كما يوجد الكثيرون الآن، مَنْ يقيسون اهتمام الإنسان وعواطفه بزياراته ورسائله. ولكن كان يجب على الكولوسيين أن يروا أبفراس جاثيًا على ركبتيه حتى يتمكنوا من الحكم على عنايته بهم ومحبته لهم. لأنه لا يوجد شيء سوى المحبة للنفوس وللمسيح، استطاع أن يدفعه للمُجاهدة من أجل شعب الله، لكي يثبتوا كاملين وممتلئين في كل مشيئة الله.

                      على أن خدمات المخدع الثمينة لا تتطلب موهبة خاصة، بل يستطيع كل مسيحي أن يمارسها. فإن لم يكن للجميع مقدرة على التبشير أو التعليم أو الكتابة، فإن للجميع مقدرة على الصلاة. نسمع أحيانًا عن "موهبة الصلاة"، ولكن هذا التعبير غير صحيح، وغير موافق لكلمة الله، لأن الذين يقولونه يقصدون به طلاقة اللسان في ترديد ما يَرِد على الذاكرة من الحقائق الكتابية المعروفة. وليس هذا ما كان عليه أبفراس، ولا ما نحتاج إليه الآن. ولكننا نحتاج إلى روح صلاة حقيقية، روح تشعر بحاجة الكنيسة تمامًا، وتأتي بهذه الحاجة إلى عرش النعمة بالتضرعات الحارة بكل لجاجة وثقة. ويمكننا أن نتدرب على هذه الروح في كل الأوقات والظروف. فالصباح والظهر والمساء ونصف الليل، كلها أوقات مناسبة لخدمة المخدع، ويمكن للقلب أن يهرع إلى عرش النعمة بالصلاة والتضرع في أي وقت من الأوقات، فيجد أذني أبينا مفتوحتين، وحضرته المباركة مُرحبة به. نجده مستعدًا أن يسمع ويستجيب، كيف لا، وهو الذي قال: «اسألوا .. اطلبوا .. اقرعوا» ( مت 7: 7 ) «ينبغي أن يُصلى كل حين ولا يُمَّل» ( لو 18: 1 ) «وكل ما تطلبونه في الصلاة مؤمنين تنالونه» ( مت 21: 22 ). «وإنما إن كان أحدكم تُعوزه حكمة، فليطلب من الله» ( يع 1: 5 ). هذه الكلمات عامة، تنطبق على جميع أولاد الله. فأضعف مؤمن يقدر أن يصلي وينتظر إجابة صلاته وينالها، ثم يرجع ليعطي مجدًا لله.

                      ماكنتوش
                      نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                      تعليق


                      • #12
                        مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - مارس 2006

                        الأحد 12 مارس 2006

                        يسوع مُصليًا


                        --------------------------------------------------------------------------

                        فقال يسوع: يا أبتاه اغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون ( لو 23: 34 )

                        إن الرب يسوع مع أنه الله، لكنه أيضًا إنسان، وكلماته هنا إنسانية تمامًا، لكن فيها شموخ النُبل الإنساني الذي لم يعرفه أحد قبله. لقد قال المسيح لتلاميذه: «أحبوا أعداءكم .. وصلوا لأجل الذين يُسيئون إليكم». يا للمستوى الراقي! صحيح، لقد صلى إبراهيم خليل الله لأجل أهل سدوم الخطاة، لكنه صلى لأجلهم من أجل لوط ابن أخيه. وصلى موسى كليم الله لأجل الشعب المُخطئ، لكنهم أيضًا شعبه. لكن مَنْ قبل، مسيح الله، صلى لأجل أعدائه؟ وإن كان شهداء المسيحية ساروا بعد ذلك على نهج المسيح القدوة، كما فعل مثلاً استفانوس الشهيد ( أع 7: 59 ، 60)، فإنما يظل المسيح هو الأصل والمصدر، والكل تعلموا منه، كما أنه لم يبلغ أحد القمة نظيره.

                        ويلفت النظر أن استفانوس صلى لأجل نفسه أولاً، ثم بعد ذلك صلى لأجل قاتليه، أما المسيح، فكانت أولى عباراته من فوق الصليب، هي صلاة لأجل قاتليه، وآخر عباراته (العبارة السابعة) هي صلاة لأجل نفسه!

                        إنه بحق نموذج للصفح عن الإساءة، ودمه فعلاً «يتكلم أفضل من هابيل» ( عب 12: 24 )، فدم هابيل، الشهيد الأول، صرخ إلى الله يطلب نقمته من أخيه، أما "يسوع"، الشهيد الأعظم، فقد طلب من الله الصفح لصالبيه!

                        وإذا رجعنا إلى إشعياء 53، حيث النبوة الشهيرة عن آلام المسيح، نجد نحو عشر نبوات تمت بدقة فائقة في المسيح الذبيح. وآخر نبوتين فيها، هما «وأُحصيَ مع أثمة، وهو حَمَل خطية كثيرين، وشفع في المُذنبين».

                        «أُحصيَ مع أثمة»: هذا ما فعله البشر إذ صلبوه مع المُذنبين واحدًا عن يمينه، والآخر عن يساره. «فتم الكتاب القائل، وأُحصيَ مع أثمة» ( مر 15: 28 )، لكنه هو «حَمل خطية كثيرين، وشفع في المُذنبين»، وهذا ما فعله هنا عندما قال: «يا أبتاه، اغفر لهم، لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون».

                        نعم، إنَّ آخِر ما عندهم قدموه له، إذ صلبوه. فقدَّم هو لهم أول ما عنده إذ تشفّع لأجلهم. فعندما أفرغوا ما في جُعبتهم، بدأ هو ـ تبارك اسمه ـ يفيض بالجود. فختام أصحاح الآلام (إش53) يشير إلى هذه الصلاة، التي هي أولى عبارات المسيح فوق الصليب.

                        يوسف رياض
                        نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                        تعليق


                        • #13
                          مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - مارس 2006

                          الاثنين 13 مارس 2006

                          العطاء بسخاء


                          --------------------------------------------------------------------------
                          مَنْ يزرع بالشُّح فبالشُّح أيضًا يحصد، ومَنْ يزرع بالبركات، فبالبركات أيضًا يحصد. كل واحدٍ كما ينوي بقلبه، ليس عن حُزن أو اضطرار، لأن المعطي المسرور يُحبه الله ( 2كو 9: 6 ، 7)

                          العطاء نوع من الزرع (إلقاء البذار)، ولذلك تنطبق عليه قوانين الزرع والحصاد. فلو ألقيت البذار بشُّح، يكون المحصول شحيحًا. وإذا ألقيت بسخاء، جاء المحصول سخيًا وفيرًا ( 2كو 9: 6 ). ولا يمكن أن يكون الأمر بخلاف ذلك، سواء في الطبيعة، أو فيما يتعلق بأمور الله. وعندما نعطي الآخرين، نزرع نعمة «والله قادرٌ أن يَزيدكم كل نعمة، لكي ... تزدادون في كل عملٍ صالح» (ع8). ولكن لكي يكون العطاء مصدر سرور لله فعلاً، يجب أن يُقدَّم بسرور (ع7). أما إذا قُدِّم بدون رضى، أو نتيجة ضغط، فإنه يفقد قيمته في نظر الله.

                          وعندما نعطي، لا نزرع نعمة فقط، بل برًا أيضًا. وتُقتبس الآية9 من المزمور112: 9 «فرَّق، أعطى المساكين، بره قائم إلى الأبد». والمزمور112 يطوِّب الرجل «المتقي الرب، المسرور جدًا بوصاياه»، المستقيم، الذي «يدبر أموره بالحق». مثل هذا الرجل يفرِّق ويعطي المحتاجين. ولا يتكلم المزمور عن عطائه كنعمة، بل كبِرّ يبقى إلى الأبد. فهل اعتدنا أن ننظر إلى العطاء في ضوء هذا؟ لقد أخذنا بلا حدود من الله، ولذلك يليق بنا أن نقوم بدور المُعطي. ما دام الله قد ائتمنا على بركات مادية أو روحية. ولكن إذا لم نُعط،ِ واكتنزناها لأنفسنا، أو أنفقناها على مسراتنا، لكان هذا منافيًا للبر.

                          كما أن اتساع القلب والعطاء بسرور، لها بركات وفيرة. وأولها سد إعواز القديسين (ع12). وهذا في حد ذاته عملٌ صالح، يدركه مَنْ رأى ارتياح وسرور القديسين الفقراء الذين انتشلهم سخاء إخوتهم من العَوز. الأكثر من هذا تمجيد الله (ع13). والقيام بهذه الخدمة «يَزيد بشكر كثير لله». فالقديس الذي قُدِّم له العون والمساعدة، يقدم الشكر المتزايد لله على العطية ومَنْ قدموها له. وأيضًا أولئك الذين أعطوا، يجدون أنفسهم في بركات متزايدة من الله، وإنما لغلات برهم (ع10)، فيشكرون الله أنه أعطاهم امتياز العطاء. ولنا أن نستشهد بالآية التي تقول: «مغبوط هو العطاء أكثر من الأخذ» ( أع 20: 35 ). وأخيرًا، فهؤلاء القديسون الفقراء، الذين ليس لديهم ما يقدمونه في المقابل، يردّون جميل ما قُدّم لهم بالمشاعر المتجاوبة والدعاء. ويحصد مَنْ قاموا بالعطاء، البركات التي تنبع من حب وصلوات أولئك الذين قدموا لهم هذا العون.

                          ف.ب. هول
                          نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                          تعليق


                          • #14
                            مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - مارس 2006

                            الثلاثاء 14 مارس 2006

                            الهتاف المرتقب


                            --------------------------------------------------------------------------

                            لأن الرب نفسه بهتاف، بصوت رئيس ملائكة وبوق الله، سوف ينزل من السماء ... ( 1تس 4: 16 )

                            إننا إن كنا لا نستطيع تحديد موعد مجيء الرب بالسنة والشهر واليوم والساعة، لكننا نؤمن أن هذا الجيل سيُعاين مجيء الرب بالاختطاف. ونحن نترقب مجيئه القريب جدًا، بأكثر مما نتصور. وكم هو أمر مُبهج للغاية، للمسيح نفسه وكذلك للكنيسة! إذ يُصاحب مجيئه للاختطاف هتاف الرب، وأيضًا فرح كل القديسين بهذا اللقاء السعيد الذي تاقت له جموع المفديين. لن تجد في مشهد الاختطاف دمعة حزن واحدة، ولن تخرج أنّة من قلب كسير. ستتبدد دموع الحزن، ويبطُل الأنين، وتكُف الشكوى. لقد انتهت الأسباب المُكدِّرة والضيقات الحاضرة من القديسين الذين اختُطفوا ـ سواء كانوا راقدين أم أحياء ـ فأجسادهم افتُديت من شوكة الموت وأوباء الهاوية ( هو 13: 14 ؛ 1كو15: 55)، بل تغيرت من الحالة الترابية وخضوعها للأحكام والدينونات الأرضية، واكتسبت صفات سماوية جديدة لتتفق مع حالة المجد الذي سنُقيم فيه. كما سنحمل القوة والخلود والنُصرة والمجد. وسنكون مثل ربنا يسوع في اكتسابنا لذات خصائص جسد مجده، لنتشارك معه في كل ما أورثه كالإنسان الكامل ( 1يو 3: 2 ، 3).

                            ودعني أسألك يا قارئي المؤمن: هل يُنعش قلبك هذا الرجاء الحي؟ وهل تفرح إزاء توقعك مجيء الرب لأخذ الكنيسة؟

                            إن العالم الذي نعيش فيه يزداد شرًا وظلمة، وقد نضج للدينونة التي تنتظره قريبًا. إنه يُلقي بنجاسته ومبادئه الفاسدة ليُدنس بها المؤمنين، ويعطّل رجاءهم وأفراحهم السماوية. إن العالم لن تتحسن صورته الأدبية، بل إنه ينحدر إلى الأسوأ. إننا لا نسعى إلى امتلاك شيء فيه ولا نقبل منه شيئًا، بل نسلك فيه كما سلك سيدنا كغرباء ونُزلاء، نتحلى بصفة الغريب السماوي، ولا بد أن يأتي مخلصنا لينقذنا من هذا العالم الحاضر الشرير مُخلصًا إيانا لملكوته السماوي.

                            ونحن لا يمكننا أن نكون في حالة الانتظار والسهر، ما لم نتطهّر من أدناس العالم وشروره. فهل نتطهر، كأفراد وكبيوت مسيحية وكجماعة قديسين، بقوة الكلمة الحية الفعالة، من العالم الحاضر الشرير، لنسلك في قداسة عملية، مُظهرين مجد الله في حياتنا، منتظرين وطالبين سرعة مجيئه؟ يا ليتنا جميعًا هكذا.

                            ثروت فؤاد
                            نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                            تعليق


                            • #15
                              مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - مارس 2006

                              الأربعاء 15 مارس 2006

                              لماذا السماء جذابة؟


                              --------------------------------------------------------------------------

                              أنا أعطي العطشان من ينبوع ماء الحياة مجانًا ( رؤ 21: 6 )

                              هل سبب ذلك الأبواب اللؤلؤية والشوارع الذهبية؟ كلا. ستكون السماء جذابة، لأننا هناك سنشاهد ذاك الذي أحبنا، لدرجة أنه أخلى نفسه لكي يموت عنا. ما الذي يجعل المنزل جذابًا؟ هل الأثاث الجميل والغرف المُنظمة؟ كلا. كم من البيوت فيها كل هذا، ومع ذلك فهي كالقبور المُبيّضة!

                              حدث أن امرأة كانت تحتضر، وكان ضروريًا أن يؤخذ طفلها بعيدًا عنها، إذ لم يكن ممكنًا أن يوجد بجانبها، دون أن يسبب لها تعبًا كثيرًا. وكل ليلة كان الطفل يصيح طالبًا أن يبيت بجوار أمه، ولكن إذ لم يُتمم له غرضه، وكان يؤخذ إلى بيت أحد الجيران، كان ينام والدموع تتهاطل على وجنتيه فتبلل وسادته. أخيرًا ماتت الأم، ورؤيَ أن الأفضل عدم تمكين الطفل من رؤية والدته في نعشها. وبعد دفنها، أُحضر الولد إلى المنزل، فأخذ يجري إلى أحد الغرف قائلاً "ماما! ماما!" ثم يخرج منها ويدخل إلى أخرى صارخًا: "ماما! ماما!" وهكذا إلى أن دخل كل غرف المنزل، ولما لم يجد تلك الشخصية المحبوبة لقلبه، صرخ بشدة قائلاً: "أنا لا أريد أن أبقى في هذا المنزل. خذوني إلى بيت الجيران". إن هذا الطفل لم يستطع البقاء في مكان لم يجد فيه مَنْ يحبه؛ وهكذا ما يجعل السماء جذابة، يحلو فيها الوجود، هو رؤية المسيح الذي أحبنا وأسلم نفسه لأجلنا.

                              إذا سألتني: لماذا يحبنا الله؟ فلا أستطيع أن أُجيبك. ربما يحبنا لأنه أب حقيقي. إن طبيعته أن يحب، كما أن طبيعة الشمس أن تضيء. والله يريدك أن تتمتع بمحبته لك، فلا تدع عدم الإيمان يبعدك عنه. لا تظن بأنه لكونك خاطئًا، فالله لا يحبك، أو لا يهتم بك. «لأن المسيح إذ كنا بعد ضعفاء، مات في الوقت المعين لأجل الفجار» ( رو 5: 6 ). أ ليس هذا كافيًا لأن يقنعك بأنه يحبك؟ هل بلغت بقلبك القساوة لدرجة أنك تزدري بمحبته وترفضها؟ إنك تستطيع بكل أسف أن تفعل ذلك، لكن هذا الأمر المُرعب يؤدي بك إلى الهلاك الأبدي.

                              كاتب غير معروف
                              نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                              تعليق

                              من قاموا بقراءة الموضوع

                              تقليص

                              الأعضاء اللذين قرأوا هذا الموضوع: 0

                                معلومات المنتدى

                                تقليص

                                من يتصفحون هذا الموضوع

                                يوجد حاليا 1 شخص يتصفح هذا الموضوع. (0 عضو و 1 زائر)

                                  يعمل...
                                  X