إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

قرأت لك :من "طعام وتعزية" -يونيو 2011

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • قرأت لك :من "طعام وتعزية" -يونيو 2011

    الأربعاء 1 يونيو 2011

    محبة الله
    لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد، لكي لا يهلك كل مَن يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية ( يو 3: 16 )

    كلمة «هكذا» في يوحنا3: 16 لا تُخبرنا فقط عن مقياس ومقدار محبة الله الفائقة المعرفة ( أف 3: 19 )، لكنها تعرِّفنا أيضًا بالكيفية التي عبَّر بها الله عن محبته للبشر، لأنه «بهذا قد عرفنا المحبة: أن ذاك وضع نفسه لأجلنا» ( 1يو 3: 16 )، وأيضًا «الله بيَّن محبته لنا لأنه ونحن بعد خطاة مات المسيح لأجلنا» ( رو 5: 8 ).

    ولمَن اتجهت هذه المحبة؟ إنها اتجهت إلى العالم أجمع؛ لكل الناس دون تمييز أو تحيز أو مُحاباة لأي أحد، دون تعصب أو استبعاد أي إنسان لأي سبب، بغض النظر عن الجنس أو العِرق أو المركز الاجتماعي أو الثقافة أو الدين أو حتى مقدار الشرور التي ارتكبها الإنسان في ماضيه.

    ولكن هذا لا يعني أن الله يوافق أو يتغاضى عن الخطايا التي يرتكبها الإنسان، حاشا، لأن الله قدوس ويكره الشر، ولكنها تعلن أنه بالرغم من شرور الناس، فإن الله يحبهم، ويحمل لهم مشاعر مليئة بالخير والرغبة في خلاصهم وإنقاذهم من الشرور التي يرتكبونها وهم مُستعبدون لها. وهذا ما نرى ظلاً له في العلاقة التي تربط أبًا تقيًا بابنه العاصي الأثيم، فقلب الأب يمتلئ بالمحبة والعطف والرغبة في إنقاذ ابنه، بالرغم من عدم رضاه على تصرفات الابن الخاطئة.

    والطريقة التي عبَّر الله بها عن محبته للعالم عجيبة لم تحدث من قبل، أو تخطر على فكر إنسان، والسبب أن الخطية جعلت الإنسان أنانيًا، مُحبًا لنفسه، ولديه الاستعداد أن يضحي بأي شيء، أو أي شخص، لكي يُنقذ نفسه.

    وفي يوحنا3: 16 نتعلم أن الله بذل ابنه الوحيد. والكلمة «بذل» تعني أنه أعطى بسخاء، هِبة وعطية. لو وُجد بين البشر أب لديه ابن وحيد حبيب لديه، وهذا الأب قدَّم ابنه وبذله للموت، لو حدث هذا، فمن المؤكد أنه يصوِّر أسمى مستوى للمحبة.

    هذه هي محبة الله المُعلنة في الإنجيل، الله بكامل إرادته الحُرَّة والمُطلقة، أعطى وسلَّم ابنه لأيدي الخطاة الآثمين، لكي يموت على الصليب، لكي يفدي ويخلِّص هؤلاء من الموت والعذاب الأبدي. ونتيجة الإيمان والقبول لكل ما أعلنه الله وعمله المسيح، يحصل كل مَن يؤمن على أسمى بركتين في الوجود: لا يهلك ولا يأتي إلى دينونة، بل تكون له الحياة الأبدية. يا لروعة نعمة الله! يا لغناها! يا لسموها!

    نبيل عجيب
    نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

  • #2
    رد: قرأت لك :من "طعام وتعزية" -يونيو 2011

    الخميس 2 يونيو 2011

    يعقوب يبارك ابني يوسف
    فمدَّ إسرائيل يمينه ووضعها على رأس أفرايم وهو الصغير، ويساره على رأس منسى. وضع يديه بفطنةٍ، فإن منسى كان البِكر ( تك 48: 14 )

    كان ليوسف رغبته الخاصة في بركة ابنيه، وهي أن تُعطَى البركة لمنسى باعتباره البِكر. وطبقًا لذلك وضعه عن يمين إسرائيل، ووضع أفرايم عن يساره. وبالرغم من أن عيني يعقوب كانتا قد أظلمتا عن البصر، فإن عين الإيمان فيه كانت تُبصر بوضوح وتميِّز الأمور كما يريدها الله. بل نقول: إنه كان أحدّ بصرًا وبصيرة من يوسف نفسه الذي قال عنه فرعون: «ليس بصيرٌ وحكيمٌ مثلك» ( تك 41: 39 ).

    لقد «وضع يديه بفطنةٍ». ونلاحظ أن الذي فعل ذلك هو «إسرائيل» وليس «يعقوب»، وهو الاسم الذي يملأ كل الأصحاح. إنه الشخص الناضج الفاهم لأفكار الله. وضع هذا الأب الشيخ يديه بطريق التقاطع (يسارًا بيمين ويمينًا بيسار)، وكأنه يرسم علامة الصليب الذي يشطب على الإنسان بحسب الجسد من جهة الاستحقاق، ويعطي البركة بالنعمة فقط طبقًا لمقاصد الله. ولقد فعل إسرائيل ذلك بالإيمان وليس بالعيان.

    كان يعقوب أحدّ بصرًا من إسحاق أبيه في نهاية حياته، حيث كادت شهوة الجسد أن تعميه عن حقيقة اختيار يعقوب للبركة دون عيسو. أما هنا فإن إسرائيل يسير في خط البركة لابني يوسف مُخالفًا للفكر الطبيعي ومضادًا لعواطف ورغبات يوسف الأبوية.

    ولعله لم توجد لحظة في كل تاريخ يعقوب أكثر إشراقًا من تلك اللحظة. فبكل ثبات وثقة بارك الابنين بحسب مقاصد الله، دون أن يرتعد ارتعادًا عظيمًا، كما حدث مع إسحاق في يومٍ سابق (تك27). لقد تعلَّم يعقوب بالاختبار أهمية الخضوع لأفكار الله، وعدم التأثر بمشاعر الناس وآرائهم.

    وصل يعقوب هنا إلى قمة أعلى من سائر الآباء في التمييز والفهم لأفكار الله، وكان في توافق تام مع قصده. ولا شك أن هذا لا يأتي إلا بعد إدانة عميقة للذات. فلقد تذكَّر موقفًا مُماثلاً يوم اختلس البركة وخدع أباه بطريقة جسدية رديئة. وكأنه وهو يبارك ابني يوسف، كان يقول لنفسه: أما كان الله قادرًا أن يتحكم في إسحاق أبي، ويجعله يُخلف يديه، ويحقق مقاصده، ويضمن لي البركة، كما يحدث الآن معي، بدلاً من الطريقة المُخزية التي اتبعتها هناك؟

    محب نصيف
    نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

    تعليق


    • #3
      رد: قرأت لك :من "طعام وتعزية" -يونيو 2011

      الجمعة 3 يونيو 2011

      خِداع النظرة البشرية
      غِرت من المُتكبرين إذ رأيتُ سلامة الأشرار ( مز 73: 3 )

      عندما يقول آساف «غِرت ... إذ رأيتُ سلامة الأشرار»، فهذا معناه أنه سلك بالعيان، وأنه تعامل مع المنظور الذي تراه العيون الخارجية. وبالعيان، وبدون الإيمان، لا يمكن للمِرء أن يرى من القصة سوى جانب واحد فقط. لقد رأى آساف الظاهر في حياة الأشرار، ولم يرَ الباطن؛ رأى الحاضر، ولم يرَ المستقبل، رأى الطريق الصاعد، ولم يرَ المنحدر المُخيف الذي يلي هذا الصعود.

      لم يكن آساف هو الوحيد، ولا هو الأول بين الذين خدعتهم عيونهم عندما رأوا. فلقد سبقه لوط، وعاخان، وشمشون، وداود، والكثيرون جدًا من شعب الله ( عد 15: 39 ). ونظرًا لخطورة هذه البوابة الرئيسية على القلب، فلا عَجَب أن قال المسيح في موعظته على الجبل: «سراج الجسد هو العين، فإن كانت عينك بسيطة فجسدك كله يكون نيرًا، وإن كانت عينك شريرة، فجسدك كله يكون مُظلمًا».

      تأمل لوط الذي يقول عنه الكتاب المقدس إنه رفع عينيه ونظر كل دائرة الأرض أنها أرض سقي، كجنة الرب كأرض مصر. والحقيقة أن سدوم وعمورة كانتا أبعد ما يكون عن جنة الرب. تمامًا كما يظهر الشيطان كأنه ملاك نور وخدامه أنهم خدام للبر، وما الشيطان ملاك نور، ولا خدامه هم خدام البر. هكذا مع لوط في سدوم، فإنه لما دخل إلى تلك الجنة المُشتهاة، قضى أيامه كلها، بدون استثناء يوم واحد، في بؤس مُقيم، يعذب نفسه البارة يومًا فيومًا بالأفعال الأثيمة ( 2بط 2: 8 ).

      ونحن بعد أن نقرأ قصة إبراهيم الذي عاش في خيام، متمتعًا بالشركة الهانئة مع إلهه، وقصة لوط الذي سكن في قصر في سدوم، دعنا نتساءل: مَن الرابح؟ لا أقول في العالم الآتي فقط، بل حتى في هذا العالم؟ هل لوط الذي كان يعذب نفسه كل يوم؟ هل لوط الذي ترك كل تعبه لحريق النار في سدوم، وخرج بلا شيء؟ هل لوط الذي خسر حتى زوجته شريكة حياته إذ صارت عمود ملح؟ هل لوط الذي تذكِّرنا قصة ابنتيه بالخزي والنجاسة؟ في كلمة واحدة: مَن الرابح: رجل العيان لوط، أم رجل الإيمان إبراهيم؟

      وكما أن لوط في زمانه كان يعذب نفسه البارة، فإن آساف في مزمور73 تمرمر قلبه وانتخس في كليتيه. وبعده قال الملك سليمان الحكيم: «الكل باطل وقبض الريح (أو انقباض الروح)، ولا منفعة تحت الشمس» ( جا 2: 11 ).

      يوسف رياض
      نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

      تعليق


      • #4
        رد: قرأت لك :من "طعام وتعزية" -يونيو 2011

        السبت 4 يونيو 2011

        غضب المسيح
        فصنع سوطًا من حبال وطرد الجميع من الهيكل، الغنم والبقر، وكبَّ دراهم الصيارف وقلب موائدهم. وقال لباعة الحمام: ارفعوا هذه من ههنا! ( يو 2: 15 ، 16)

        إننا نرى في محبة الرب يسوع المسيح لهيب نار متقدة، وغيرة لا يمكنها أن تتحمل أية إهانة تلحق مجد أبيه وبيته. وهذا ما حدث عند زيارة الرب يسوع للهيكل في يوحنا2. لقد كان غضب الرب موجهًا ضد الإهانة التي لحقت ببيت أبيه، ولكنه لم يخطئ في غضبه.

        والمرء عادةً، عندما يغضب لا يكون متمالكًا لنفسه، ولربما يندفع إلى قول أو فعل خاطئ. لقد غضب موسى عند ماء مريبة لِما رآه في الشعب، ولكنه لم يتصرف حسنًا، وأخطأ إذ فرَّط بشفتيه ( عد 20: 9 - 13؛ مز106: 32، 33). لكن «ربي وإلهي» لم يكن كذلك، فلا ترى منه أبدًا تهورًا أو اندفاعًا. حاشا! لقد لاحظ التلاميذ غيرته، فعندما رأى الشر لم يسكت، لكنه أيضًا لم يفقد حكمته واتزانه. ولاحظ كيف تعامل ”سيدي“ مع المشكلة:

        لقد صنع سوطًا من حبالٍ، لكنه لم يضرب به أحدًا، بل طرد به الجميع ـ بدون استثناء ـ من الهيكل .. وبالنسبة للغنم والبقر، طردها، ولا خطورة من ذلك .. ودراهم الصيارف كبَّها. وهذه يمكن جمعها بسهولة. أما بالنسبة للحمام، فإنه قال للباعة: «ارفعوا هذه من ههنا!» ولو فعل أكثر من ذلك، لكان ممكن للحمام أن ينزعج ويطير بعيدًا ويستحيل جمعه ثانية، ويضيع على أصحابه. هذا هو الرب يسوع الوديع الحكيم، حينما يغضب! فيا للروعة!! ويا للجمال!! ويا للكمال!!

        أيها الأحباء. إن الطمع الذي أفسد هيكل الله في أورشليم، قد دخل أيضًا إلى هيكل الله الروحي في المسيحية، بنتائجه المدمرة. وها المعلمون الكَذَبة ـ وما أكثرهم في هذه الأيام ـ «يدسون بدع هلاك.. وهم في الطمع يتّجرون.. بأقوال مُصنَّعة» ( 2بط 2: 1 - 3)، وهم «يظنون أن التقوى تجارة» ( 1تي 6: 5 ). وإني إذا كنت أرى أو أسمع كلمات التجديف المُهينة لشخص ربنا يسوع المسيح ولمجده، ومحاولات التشكيك في صحة الوحي الكامل واللفظي للكتاب المقدس، إن كنت أرى أو أسمع هذه الأمور وأبقى جامدًا ولا تحتد روحي فيَّ، فإني لا أكون في الحالة التي يجب أن تميز المسيحي الذي يحب الرب يسوع ويعتز بمجده وكرامته. إن عدم الغضب في هذه الحالة هو عدم تقدير لمجد وكرامة سيدنا المعبود المبارك.

        فاغضب ما شئت يا عزيزي المؤمن إن كان هناك داعٍ لهذا، بشرط أن تكون مثله في غضبك.

        فايز فؤاد
        نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

        تعليق


        • #5
          رد: قرأت لك :من "طعام وتعزية" -يونيو 2011

          الأحد 5 يونيو 2011

          صوت ابن الله
          الحق الحق أقول لكم: إنه تأتي ساعة وهي الآن، حين يسمع الأموات صوت ابن الله، والسامعون يحيون ( يو 5: 25 )

          إنه صوت الشخص الذي تكلَّم إلى نيقوديموس في الليل عن محبة الله العجيبة ـ ابن الإنسان الذي هو في السماء ـ وهو الذي على وشك أن يُرفع. في هذه الليلة تكلَّم عن الحق والنور، ونال نيقوديموس الحياة بواسطة صوته ( يو 3: 1 - 12)!

          إنه نفس الصوت الذي تكلَّم إلى السامرية عند بئر سوخار، فصنع منها ساجدة حقيقية (يو4). يا للقوة العظيمة التي في هذا الصوت!

          إنه صوت ذاك الذي شفى المرضى والعُرج، صوت ذاك الذي أعطاهم حياة يعيشونها لمجد الله، وصُنع مشيئته. إنه الصوت الذي أعاد لعازر للحياة، مُعلنًا مجد الله، فتمجد الابن أيضًا. إنه الصوت الذي أحياني أنا «الحق الحق أقول لكم: إن مَن يسمع كلامي ويؤمن بالذي أرسلني فله حياة أبدية، ولا يأتي إلى دينونة، بل قد انتقل من الموت إلى الحياة» ( يو 5: 24 ). إنه صوت ذاك الذي يجذب إليه الجميع دائمًا. وعن قريب سوف يُسمع صوته مرة أخرى بقوة لا تُقاوم فتنفتح القبور «فيخرج الذين فعلوا الصالحات إلى قيامة الحياة، والذين عملوا السيئات إلى قيامة الدينونة» ( يو 5: 29 ). ونرى في يوحنا11 استعراضًا مُسبقًا لذلك، إذ نجد ابن الله، ونسمع صوت قوته. فبالرغم من أن اليهود قد رفضوا أعماله وكلماته، بل ورفضوا حتى شخصه المبارك، فإنه ـ في اتكال تام على الآب، وفي شركة كاملة معه ـ يشهد عن عظمته ومجده. إن الشخص الذي صرخ يومًا بصوتٍ عظيم وهو يضع حياته ذائقًا الموت باختياره، هو نفسه الذي ينادي هنا بصوت عظيم مُعيدًا لعازر إلى الحياة.

          وبنفس هذا الصوت العظيم سينفذ المسيح دينونة الله ( رؤ 1: 10 )، لأن الآب «أعطاه سلطانًا أن يدين أيضًا، لأنه ابن الإنسان» ( يو 5: 27 ). وسوف يتمم ما قاله: «لا تتعجبوا من هذا، فإنه تأتي ساعة فيها يسمع جميع الذي في القبور صوته، فيخرج ...» ( يو 5: 28 ، 29). أما في هذا الجزء (يو11) فإن الرب ينادي لعازر فقط، وإلا لكان كل الأموات قد قاموا. إنه الصوت الذي أحيانا، ويقودنا كخرافه، وكل هذا على أساس قيامته ( عب 13: 20 ).

          صوتهُ الحلوُ أتاني وبحنان حبهْ ناداني
          مَنْ تُرَى حبُّه عجيبْ إلا شخص ذا الحبيبْ

          كاتب غير معروف
          نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

          تعليق


          • #6
            رد: قرأت لك :من "طعام وتعزية" -يونيو 2011

            الاثنين 6 يونيو 2011

            الخدمة المُثمرة
            فقال لها: أعطيني ابنكِ. وأخذه من حضنها وصعد به إلى العُلِّية التي كان مُقيمًا بها، وأضجعه على سريره ( 1مل 17: 19 )

            في ملوك الأول17: 22 نرى صبيًا لأرملة قد أُعيد للحياة بواسطة خدمة إيليا، وفي ملوك الثاني4: 35 نرى ابنًا لامرأة قد أُعيد للحياة بواسطة خدمة أليشع. ومن هاتين الحادثتين نرى أن إيليا وأليشع يمثلان الخدمة الحية المُثمرة، بينما جيحزي يمثل الخدمة العقيمة وغير المُثمرة.

            لقد ذهب جيحزي ـ ومعه عكاز أليشع ـ إلى غرفة الصبي، ولكننا لا نقرأ أنه أغلق الباب للصلاة. ورجع جيحزي إلى أليشع مُبلِّغًا إياه رسالة فشله قائلاً: «لم ينتبه الصبي»، ولكنه هل عمل كل ما كان في استطاعته لإيقاظ الصبي؟ وهل كان مشغولاً حقًا بإحياء الولد؟ لعل وقته الضيِّق لم يكن يسمح له بكل ذلك! وعلى أية حالة، فإننا نلمح في جيحزي ما يجعله شبيهًا بذلك ”الغريب“ المذكور في يوحنا10: 5، إذ قالت أم الصبي لأليشع: «حيٌ هو الرب، وحيةٌ هي نفسك، إنني لا أتركك»، فأبَتْ أن تتبع جيحزي، وكأنها بذلك تمثل خراف المسيح المكتوب عنهم: «وأما الغريب فلا تتبعه .. لأنها لا تعرف صوت الغرباء». ولكنها في الوقت نفسه استطاعت أن تثق بأليشع لأنها رأت في ملامحه سِمات اللطف والاشتراك الفعلي مع قلبها الحزين، بخلاف جيحزي الذي لم ترَ في أسارير وجهه ما يوحي إليها بالثقة فيه.

            جَرَت العادة أن يوضع الميت في غرفة خاصة في المنزل، ولكن في الحالتين اللتين نتأمل فيهما، نرى كلا من الميتين قد وُضع على سرير النبي الخاص. ألا يدل هذا على وجود دالة خاصة، الأمر الذي هو من الأهمية بمكان في طريق خدمة الإنجيل. إن الله لا يمدح أولئك الذين يتغاضون عن لحمهم ( إش 58: 7 ). إن الذين يكرزون بالإنجيل هم في خطر أن لا يقتربوا قُربًا كافيًا من أولئك الذين يبشرونهم، ولكن من الأمور النافعة والممدوحة جدًا، هو أن نزورهم في بيوتهم وندعوهم إلى بيوتنا حتى بذلك نصل إلى نفوسهم.

            مرة كان تلميذان من تلاميذ يوحنا يتبعان يسوع، فقالا له: «ربي .. أين تمكث؟ فقال لهما: تعاليا وانظرا! فأتيا ونظرا أين يمكث، ومكثا عنده ذلك اليوم» ( يو 1: 38 ، 39). ولم يكن الرب مُسرعًا في التخلُّص من هذين التلميذين، ليتنا نتعلم من سيدنا أيضًا هذا الدرس النافع لنا.

            و.و. فراداي
            نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

            تعليق


            • #7
              رد: قرأت لك :من "طعام وتعزية" -يونيو 2011

              الثلاثاء 7 يونيو 2011

              تأثير الرجاء
              لأننا بالرجاء خلصنا .. إن كنا نرجو ما لسنا ننظره فإننا نتوقعه بالصبر ( رو 8: 24 ، 25)

              إن غرضي من الكلام هو الرجاء، وليس اليأس. وأي شيء أقوى من الرجاء في تأثيره! إن رجاء الحصاد هو الذي يفرِّح الفلاح وينسيه تعبه. والمنفي في غربته يسنده الرجاء بأنه سيرى بلاده العزيزة يومًا ما. إن التاجر يحفزه على العمل رجاء الربح، والتلميذ رجاء النجاح، والمحارب رجاء الغَلبة وسلب الغنائم. انزع من قلوب هؤلاء رجاء المحصول على ما يكدّون لأجله، يُنتزع منهم حالاً كل دافع للجهاد ولتحمل المتاعب. اسلب من الأم رجاء رؤية أولادها في راحة مُكرَّمين، فماذا تترك لها ليقويها على تحمل متاعبها العديدة المُضنية ليلاً ونهارًا؟ لا بل هناك ما هو أكثر من ذلك إذ إنه، حتى في العالم الحاضر، يمتد الرجاء إلى ما وراء حدود حياة الفرد، فيقود الناس لأن يحيوا ويعملوا باجتهاد لتحسين مستقبل أولادهم الذين سيتركونهم خلفهم بعد خروجهم من العالم.

              لكننا ننتقل إلى الوجه المُنير في رجاء المؤمنين الآن، إننا ننتظر رجوع المسيح نفسه الذي يُدخلنا إلى جميع البركات التي لنا. إن الرب هو رجاؤنا، وذلك نراه واضحًا في 1تيموثاوس1: 1 «بولس رسول يسوع المسيح بحسب أمر الله مخلِّصنا وربنا يسوع المسيح رجائنا».

              والسماء أيضًا رجاء المؤمنين، حتى أن الآباء ابتغوا «وطنًا أفضل أي سماويًا» ( عب 11: 16 ). شكرًا لله لأن كلمته تؤكد لنا أن أمامنا السماء كرجائنا وليست الأرض. من المفيد أن نعرف فكر الله من ناحية الأرض في المستقبل، ولكن لنوقن أنه لا يوجد في الوحي الإلهي كلمة واحدة تزعزع الرجاء السماوي الذي يوجده الروح القدس بمجرد عمله في النفس.

              ثم يوجد رجاء آخر موافق لكلمة الله، وهو سعادة الوجود مع المسيح بالنسبة لمَن يرقدون قبل مجيء الرب. يعلمنا الوحي الإلهي بوضوح وبيقين أنه بينما للمؤمن «الحياة هي المسيح» كذلك له أيضًا «الموت هو ربح». كان الرسول واثقًا من هذا لدرجة أنه قال: «لي اشتهاء أن أنطلق وأكون مع المسيح ذاك أفضل جدًا». ثم يقول في مكان آخر: «نثق ونُسرّ بالأولى أن نتغرب عن الجسد ونستوطن عند الرب» ( 2كو 5: 8 ). هذه الأقوال مُضافًا إليها تأكيد الرب للّص التائب «اليوم تكون معي في الفردوس» ( لو 23: 43 ) تُثبت لنا حقيقة وجودنا مع الرب في سعادة في الفترة ما بين الموت والقيامة.

              تروتر
              نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

              تعليق


              • #8
                رد: قرأت لك :من "طعام وتعزية" -يونيو 2011

                الأربعاء 8 يونيو 2011

                حصار السامرة
                وإن جنديًا .. قال: هوذا الرب يصنع كوى في السماء! هل يكون هذا الأمر؟ فقال: إنك ترى بعينيك، ولكن لا تأكل منه ( 2مل 7: 2 )

                مما نتعلمه من حصار السامرة لدينا كلمة إلى المعاندين، وأخرى إلى المترددين، وثالثة إلى المؤمنين:

                أما المعاندون الذين لا يريدون أن يؤمنوا بعمل المسيح فليتعظوا بحادثة ذلك الجندي الذي سمع كلمات أليشع ولم يصدقها، بل سَخَر منها. لقد كان ذلك الجندي قريبًا جدًا من أليشع، وعارفًا بمقامه ونسبته، وسامعًا لأقواله، ولكنه لم يقبل ولم يصدِّق، فكان نصيبه أنه يرى بعينيه ولكنه لا يأكل منه، إذ يقول الكتاب: «داسه الشعب في الباب فماتَ» (ع20). وكم من المسيحيين لهم أسماء تشهد بأنهم مسيحيون، بل وأكثر من ذلك يسمعون الكلمة كل يوم، وربما يعاشرون المؤمنين، ولكنهم لا يؤمنون. فماذا يكون نصيبهم إلا البحيرة المتقدة بالنار والكبريت؟ إنهم يُشبهون الملح الفاسد الذي لا يصلُح لشيء إلا أن يُطرح خارجًا ويُداس من الناس، وسوف يسمعون تلك الكلمة الهائلة المرعبة من فم السيد: «أما أعدائي، أولئك الذين لم يُريدوا أن أملك عليهم، فأتُوا بهم إلى هنا واذبحوهم قدامي» ( لو 19: 27 ).

                أما المترددون في قبول الإيمان الذين يُشبهون أحد عبيد ذلك الملك الذي شك في صحة رواية البُرص، فأشار على الملك قائلاً: «نُرسل ونرى» (ع13). أولئك الذين لا يؤمنون من المواعظ التي تُلقى عليهم، بل يريدون أن يختبروا المسيحية وهم خارجها. أولئك الذين يقولون بلسان حالهم «نرسل ونرى»، فإن يسوع المسيح يقول لكل واحد منهم: «تعال وانظر». إنكم أيها المترددون لا تستطيعون أن تتمتعوا بالمسيحية وأنتم خارجها، لأن المسيحية ليست شيئًا نظريًا، ولكنها عملية محضة، فلن تتمتعوا بها حتى تختبروها، حتى تدخلوا فيها وتصلوا إلى أعماقها وتجوبوا في أطرافها. فتعالوا وانظروا كم في المسيح من صفات وكم في المسيحية من لذّات.

                ويا أيها المؤمنون غير العاملين، أَ لم يأتِ الوقت الذي فيه تقولون: «لسنا عاملين حسنًا. هذا اليوم هو يوم بشارة ونحن ساكتون» (ع9). وهلا تخافون أن تنتظروا إلى ضوء الصباح ومجيء الرب، حينما يصادفكم الشر، إذ تسمعون صوت المسيح قائلاً لكم: ”لستم عاملين حسنًا، ولستم أُمناء على الوكالة، ولستم مستحقين أكاليل“. أَ ليس الأفضل أيها الأحباء أن نحكم على أنفسنا الآن قبل أن يُحكم علينا.

                أزوالد سميث
                نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                تعليق


                • #9
                  رد: قرأت لك :من "طعام وتعزية" -يونيو 2011

                  الخميس 9 يونيو 2011

                  سمعان البار
                  سمعان .. هذا الرجل كان بارًا تقيًا .. وكان قد أُوحيَ إليه بالروح القدس أنه لا يرى الموت قبل أن يرى مسيح الرب ( لو 2: 25 ، 26)

                  سمعان وحنة يُشبهان زكريا وأليصابات في كونهما جزء من البقية الإسرائيلية الأمينة المُنتظرة مجيء المسيا.

                  «وسمعان .. كان قد أُوحيَ إليه بالروح القدس أنه لا يرى الموت قبل أن يرى مسيح الرب»، وكونه كان ينتظر تعزية إسرائيل، فهذا يعني انتظار تحقيق الرجاء المسياوي فقط، وقد استُجيبت رغبته عندما كان في الهيكل، ورأى الشخص الذي كان ينتظره.

                  وهناك فارق كبير بين سمعان وبين مؤمني العهد الجديد، فسمعان كمؤمن يهودي كان أمامه الموت فقط مثل داود الذي قال «أنا ذاهب في طريق الأرض كلها» ( 1مل 2: 2 )، لأنه لم يُعلن لهم حقيقة مجيء المسيح لاختطاف الكنيسة، والذي كان سرًا في أزمنة العهد القديم ( 1كو 15: 51 )، أما المؤمن المسيحي فينتظر لا الموت بل مجيء الرب لاختطاف المؤمنين، ولسان حاله: «آمين. تعال أيها الرب يسوع» ( رؤ 22: 20 ).

                  وفي الحقيقة إن مجيء المسيح قد غيَّر الوضع بالنسبة للمؤمنين، فعلى سبيل المثال كان الملك حزقيا خائفًا من الموت، وهذا ما أشار إليه الرسول بولس في قوله: «فإذ قد تشارك الأولاد في اللحم والدم اشترك هو أيضًا كذلك فيهما، لكي يبيد بالموت ذاك الذي له سلطان الموت، أي إبليس، ويُعتق أولئك الذين ـ خوفًا من الموت ـ كانوا جميعًا كل حياتهم تحت العبودية» ( عب 2: 14 ، 15)، لكن الوضع اختلف تمامًا بعد مجيء المسيح، فها هو سمعان، وهو يحمل الصبي يسوع على ذراعيه؛ ذاك الذي انتزع الخوف من الموت، لذلك ـ وبدون خوف ـ نطق بهذه العبارة الرائعة: «الآن تُطلق عبدك يا سيد حسب قولك بسلام، لأن عينيَّ قد أبصرتا خلاصك» ( لو 2: 29 ، 30).

                  وسمعان الذي يعني اسمه ”استماع“، كانت أُذناه مفتوحة لكي يسمع ما يقوله روح الرب له، وعلاوة على ذلك كان فاهمًا ودارسًا للنبوات ولا سيما نبوة السبعون أسبوعًا، وغيرها من النبوات، وكانت نظرته أوسع من نظرة العذراء مريم وأيضًا زكريا الكاهن، إذ تخطت نظرته حدود إسرائيل وذهبت إلى الخلاص لجميع الشعوب وليس لإسرائيل فقط «خلاصك، الذي أعددته قدام وجه جميع الشعوب. نور إعلان للأمم ومجدًا لشعبك إسرائيل» (ع30-32).

                  رشاد فكري
                  نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                  تعليق


                  • #10
                    رد: قرأت لك :من "طعام وتعزية" -يونيو 2011

                    الجمعة 10 يونيو 2011

                    لا يعوزني شيء
                    الرب راعيَّ فلا يعوزني شيءٌ. في مراعٍ خُضرٍ يُربضني. إلى مياه الراحة يوردني. يرُّد نفسي ( مز 23: 1 - 3)

                    يا لها من تعزية لنفسي أن أدرك أنه عند انتقالي من الموت إلى الحياة أندمج وأصير واحدًا بين خراف الرب يسوع المفدية، وأعرف أن شخص الرب نفسه هو سيدي وراعيَّ. ولأن شخصه العزيز المبارك هو وحده الراعي الوحيد دونه كل الرعاة، يستطيع الإيمان أن يصرِّح بالقول: «الرب راعيَّ فلا يعوزني شيء».

                    (1) لا تُعوزني راحة لأنه «في مراعٍ خُضر يُربضني». تأملوا قطيعًا من الغنم كان أمامه أكل كثير فأكل وشبع، بعد ذلك لا بد له من أن يجلس مستريحًا وفي أثناء راحته يجتّر على ما اختزنه من أكل وطعام في جوفه، وذلك ما نراه في هذا النوع من الحيوانات التي لها طبيعة الاجترار.

                    ولنا في هذا تطبيق جميل وهو أننا كلما تأملنا في الكلمة وقلَّبناها المرة بعد الأخرى، فاحصين ثناياها في أذهاننا، لا بد وأن نرى نفوسنا وإذ هي ترعى حيث تلك المراعي الغنية التي فيها نقول: «وُجد كلامك فأكلته، فكان كلامك لي للفرح ولبهجة قلبي» ( إر 15: 16 ). كما يستطيع سيدنا أن يعطينا أن نجد في كلمته سدًا لجميع احتياجاتنا، ومن ثم نستطيع أن نجد الراحة التي فيها وعليها يقوم نمونا وثباتنا، الأمور التي نحن في شديد الحاجة إليها في طريقنا المسيحية.

                    (2) لا يعوزني انتعاش لأنه «إلى مياه الراحة يوردني». إن ارتواء نفوسنا هو في تلك المياه الحية التي في شخص ربنا يسوع؛ الينبوع الحي. لقد قال له المجد: «مَن يؤمن بي فلا يعطش أبدًا» ( يو 6: 35 )، وقال لهم أيضًا: «إن عطش أحد فليُقبل إليَّ ويشرب» ( يو 7: 37 )، كما قال أيضًا عند البئر للمرأة السامرية: «مَن يشرب من الماء الذي أعطيه أنا فلن يعطش إلى الأبد، بل الماء الذي أعطيه يصير فيه ينبوع ماءٍ ينبع إلى حياة أبدية» ( يو 4: 14 ).

                    (3) لا يعوزني إنهاض لأنه «يرُّد (أو يُنهض) نفسي». كلمة «نفسي» المُترجمة في رسالة العبرانيين معناها الأساسي ”حياة الشخص“، ولذلك تكون قوة المدلول ومعنى العبارة هو ”يردني وقت ضلالي“. وكم من المرات كنا موضوع حراسته التي لا تغفل، وحفظه الذي لا ينام، فردّ نفوسنا عن طريق ضلالنا، وأسرع بنا في السير وراءه من جديد.

                    وإن ضَلَلنا في الطريقْ يطلُبُنا بنفسـهِ
                    فإنَّهُ الراعي الأمينْ يَهدينا من أجل اسمهِ

                    هـ. ك
                    نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                    تعليق


                    • #11
                      رد: قرأت لك :من "طعام وتعزية" -يونيو 2011

                      السبت 11 يونيو 2011

                      الصلاة المسيحية
                      كل ما طلبتم من الآب باسمي يعطيكم ( يو 16: 23 )

                      الصلاة المسيحية تختلف قليلاً عن التي نجدها في العهد القديم. هذا الاختلاف سببه العلاقة التي صارت لنا مع الله. إن القديس في العهد القديم كان يقترب إلى الله كالله القدير، أو يقترب إليه بسبب علاقته بشعبه على أساس العهد الذي عمله معهم. ولكن تلاميذ الرب عندما طلبوا من الرب أن يعلِّمهم أن يصلوا، كان جوابه: «متى صليتم فقولوا أبانا». لقد قرَّبنا من الله كالآب، هذا القُرب الذي هو أعظم بما لا يُقاس مما كان لقديسي العهد القديم، وإن كانوا أحيانًا أكثر تكريسًا لله مما نحن عليه الآن. والحق باقٍ وثابت وهو أننا نستطيع أن نقترب من الله في هذه العلاقة العجيبة (علاقة البنين). وسيدنا المبارك، بعد قيامته، قال لتلاميذه: «إني أصعد إلى أبي وأبيكم وإلهي وإلهكم» ( يو 20: 17 ).

                      ثم يعلِّمنا الرب في يوحنا16: 23 أن نسأل باسمه. هذا أيضًا امتياز عجيب وفي غاية الأهمية. علينا أن نقترب إلى الله في اسم ابنه يسوع المسيح. وهذا بالطبع يعني أكثر من مجرد أن نضيف في آخر صلواتنا العبارة المألوفة ”باسم يسوع المسيح ربنا“ لكن معناه أن نطلب كما يريد، أن نطلب من أجل الأشياء التي يريدنا أن نطلب من أجلها.

                      يقول الرب في متى21: 22: «وكل ما تطلبونه في الصلاة مؤمنين تنالونه»، وأيضًا نقرأ في يعقوب1: 6 «ولكن ليطلب بإيمان غير مرتاب البتة». ويمكننا أن نقول هنا إن هذا الإيمان لا يعني الثقة بأن الله يعطينا كل ما نطلبه، بل بالأحرى الثقة فيه كمَن يعرف الأفضل لنا وكمَن يعمل هذا الأفضل لنا، نحن شعبه.

                      وللمؤمن أيضًا معونة الروح القدس في الصلاة «وكذلك الروح أيضًا يعين ضعفاتنا. لأننا لسنا نعلم ما نصلي لأجله كما ينبغي ولكن الروح نفسه يشفع فينا بأنّات لا يُنطق بها».

                      قد لا تُجاب صلواتنا أحيانًا: لأننا قد نطلب رديًا لننفق في لذاتنا، أو لأن الله يعدّ لنا شيئًا أفضل، أو لأنه يريد أن يستخدم الظروف القائمة لخيرنا ولمجد اسمه فينا. ولا ننسى مع هذا أنه لا يوجد في حياة المؤمن ما يساعده على أن يكون وِفق فكر الله أكثر من قضائه أوقاتًا طويلة على ركبتيه أمام عرش النعمة. ولنتذكر قول أحد المؤمنين: ”إن الشيطان يرتعب إذا رأى القديس على ركبتيه“.

                      كاتب غير معروف
                      نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                      تعليق


                      • #12
                        رد: قرأت لك :من "طعام وتعزية" -يونيو 2011

                        الأحد 12 يونيو 2011

                        طاعته العجيبة
                        طعامي أن أعمل مشيئة الذي أرسلني وأُتمم عمله ( يو 4: 34 )

                        في أول يوحنا4 نقرأ عن المسيح أنه كان لا بد له أن يجتاز السامرة، بمعنى أن ذلك كان أمرًا لا مفرّ منه. ولم تكن هناك حتمية جغرافية أن يجتاز السامرة، وهو في طريقه من اليهودية إلى الجليل، لأنه كان لليهود طرق بديلة يتفادون بها المرور على السامرة، ولكن كانت هناك حتمية إلهية أن يجتاز السامرة، لكي يخلِّص المرأة السامرية، ومن خلالها يخلِّص الكثيرين جدًا من الذين آمنوا باسمه.

                        لم تكن لدى المسيح طاعة فقط، ولا محبة فقط، بل كانت لديه طاعة المحبة، عبَّر عنها هذا التعبير الجميل عندما قال: «طعامي أن أعمل مشيئة الذي أرسلني وأُتمم عمله». وهذا معناه أنه كان يحب العمل. وفي مناسبة أخرى قال: «ينبغي أن أعمل أعمال الذي أرسلني» ( يو 9: 4 )، وفي هذه الآية نجد التزامه بالعمل.

                        واسمعه يقول في يوحنا6: 38 «لأني قد نزلت من السماء، ليس لأعمل مشيئتي، بل مشيئة الذي أرسلني». ليس معنى ذلك أنه عندما أتى من السماء قرر ألاّ يعمل مشيئته، وأن يضحي بالمشيئة الشخصية في سبيل إتمام مشيئة أبيه، كلا، بل إنها تعني أنه في الأزل كان هناك مشروع وقصد عند الآب يخص النفوس الهالكة، ولقد عُهد بتنفيذ هذه المأمورية للابن، فلما جاء الابن إلى المشهد يقول: أنا نزلت من السماء، ليس لأن عندي أجندة خاصة بي أريد إتمامها، بل إن سبب نزولي من السماء هو أن أتمم مشيئة الذي أرسلني، وهذا في الوقت نفسه هو طعامي.

                        ما أعجب أنه لما رجع التلاميذ إلى معلمهم، لم يروا عليه علامات التذمر والضَجَر، ولا علامات الخوار والإعياء، بل بالحري الشبع والانتعاش، فتصوَّروا أن أحدًا أتاه بشيء ليأكل. ولكن الحقيقة أنه عندما كان يوصل عطية الله للبؤساء، كان هو شخصيًا يُطعَم ويشبع. وعندما كان يحرر النفوس الغالية من قبضة الشيطان ومن الهوان، كان ينتعش ويفرح. شيء رائع أنه كان يعتبر إتمامه لمشيئة الذي أرسله بمثابة طعام، يقبل عليه بكل نفسه. كانت الخدمة شبعًا للنفس وبهجة للروح. وهذا نوع من الشبع لا يعرفه سوى مَن يخدم الله ويتمم مشيئته في حياته. وليت الرب يعطينا أن نتذوق شيئًا من هذا الشبع والسرور.

                        يوسف رياض
                        نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                        تعليق


                        • #13
                          رد: قرأت لك :من "طعام وتعزية" -يونيو 2011

                          الاثنين 13 يونيو 2011

                          أعمال الإيمان
                          ما المنفعة يا إخوتي إن قال أحدٌ إن له إيمانًا ولكن ليس له أعمال، هل يقدر الإيمان أن يخلِّصه؟ ( يع 2: 14 )

                          يجب أن نلاحظ بكل عناية، أن الأعمال التي يؤكد عليها يعقوب بقوة في يعقوب2: 14- 26، هي «أعمال الإيمان». وفي الأصحاحات 3، 4 من الرسالة إلى مؤمني رومية، وأيضًا الأصحاح الثالث من الرسالة إلى مؤمني غلاطية، يُظهر الرسول بولس بشكل مُقنع أننا نتبرر بالإيمان لا بالأعمال. إلا أن الأعمال التي يستبعدها بولس كُليةً هي أعمال الناموس.

                          افترض كثيرون أن هناك صِدام وتعارض بين الرسولين في هذا الموضوع، ولكن هذا غير موجود على الإطلاق. فكِلا الرسولين يتكلم عن الأعمال، لكن هناك فرق شاسع بين أعمال الناموس وأعمال الإيمان. فأعمال الناموس، التي يتكلم عنها بولس، هي أعمال تؤدى إطاعةً لمطاليب ناموس موسى، على أمل الحصول على تبرير يُقبل أمام الله.

                          يقول الناموس «اعمل هذه فتحيا». وهذه الأعمال تُعمل على أمل الحصول على الحياة ـ وهي حياة على الأرض ـ المُشار إليها هنا. ولم يحدث أن حصل واحد من البشر على حياة باقية بحفظ الناموس، وقد عرَّفنا يعقوب أن مَن «عَثَر في واحدة، فقد صار مُجرمًا في الكل» (الآية10). إذًا، فإننا جميعًا نقع بالطبيعة تحت حكم الناموس، و«أعمال الناموس» أعمال ميتة، مع أنها تُعمل على أمل الحصول على الحياة.

                          أما ”أعمال الإيمان“ التي يتكلم عنها يعقوب، فهي تلك التي تنبع من إيمان حي كتعبير مباشر عنه ونتيجةً له. وهي دليل على حيوية الإيمان، مثلما أن الأزهار والثمار دليل على حياة الشجر، وهي أيضًا مُطابقة لطبيعة الشجرة. وإذا لم توجد هذه الأعمال، فهذا دليل على أن إيماننا ميت، لأنه بقيَ وحده دون ثمار.

                          هل هناك تناقض بين هاتين المجموعتين من الحقائق؟ ليس هناك شيء من هذا على الإطلاق. فالأعمال التي تُعمل من أجل التبرير مُستبعدة تمامًا. والتأكيد بقوة هو على الأعمال النابعة من الإيمان الذي يُبرر، هذا ليس عند يعقوب فقط، بل عند بولس أيضًا، لأنه في رسالته إلى تيطس يقول: «وأريد أن تُقرَّر (تؤكد على) هذه الأمور، لكي يهتم الذين آمنوا بالله أن يُمارسوا أعمالاً حسنة. فإن هذه الأمور هي الحَسَنة والنافعة للناس» ( تي 3: 8 ). والأعمال التي يتكلم عنها في هذه الآية، مُطالب بها «الذين آمنوا بالله»، أي أنها أعمال الإيمان.

                          ف.ب. هول
                          نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                          تعليق


                          • #14
                            رد: قرأت لك :من "طعام وتعزية" -يونيو 2011

                            الثلاثاء 14 يونيو 2011

                            لماذا المرض؟
                            هوذا للسلامة قد تحولت لي المرارة، وأنت تعلقت بنفسي من وهدة الهلاك، فإنك طرحت وراء ظهرك كل خطاياي ( إش 38: 17 )

                            هذه الآية هي جزء من تسبيحة الملك التقي حزقيا، بعد أن شفاه الله من مرض فتَّاك كاد أن يُنهي حياته بالموت. والمرض في الوحي المقدس، غالبًا إما بسبب الخطية أو رمز لها. والمريض يحتاج إلى الشفاء، والله هو الشافي، والخاطئ يحتاج إلى الغفران، والمسيح هو الغافر. وفي الكثير من معجزات الشفاء التي أجراها المسيح كان يمنح الغفران والشفاء معًا، وذلك لأن المسيح هو الله الظاهر في الجسد.

                            «هوذا للسلامة قد تحولت لي المرارة» .. أي هوذا مرارتي تحولت إلى سلام، و”المرارة“ دليل على الحزن المُفرط، ولا شك أن المرض مُذِل ويسبب الشعور بالمرارة في حاسة التذوق وأيضًا في المشاعر. والله الذي يسمح بالمرض لا يقصد به الضرر بل الخير، لأنه يحب الإنسان. «يا سيد هوذا الذي تحبه مريض»، وهنا يبرز سؤال هام: لماذا المرض؟

                            المرض رسالة من الله للإنسان، ليُذكّره بخطاياه التي سببت المرض، ويذكِّره بمدى ضعفه، وأن كل ادعاء بالقوة إنما هو غرورٌ باطلٌ وكبرياء. وحتى لا ينسى الله الذي أعطاه الحياة ويمنحه الشفاء. ولذلك يا عزيزي لا تسمح لنفسك أن يكون مرضك الذي سمح لك به الرب مُبررًا للتذمر، بل للاعتراف بالخطية والتوبة، ليس مُبررًا للشك، بل فرصة لزيادة الإيمان وطلب الشفاء، ليس استحقاقًا بل رحمةً ومنحةً من الله، فيكون لك اختبار رائع بسببه تُسبِّح الله وتشهد للآخرين قائلاً: «باركي يا نفسي الرب، ولا تنسي كل حَسَناته. الذي يغفر جميع ذنوبك. الذي يشفي كل أمراضك».

                            «وأنت تعلقت بنفسي من وهدَةِ الهلاك». أو ”وأنت أحببت نفسي ونجيتها من هوة الهلاك“. يا لروعة الإعلان الإلهي وجماله! إذ الدافع وراء إنقاذي هو محبة الله لنفسي، وذلك لأن طبيعته هي المحبة، ولأن نفسي ثمينة في عينيه «إذ صرت عزيزًا في عينيَّ مُكرمًا، وأنا قد أحببتك» ( إش 43: 4 ).

                            «فإنك طرحت وراء ظهرك كل خطاياي» ـ أي أن الله لم يكتفِ بإنقاذه من المرض، بل خلَّصه من السبب، وهو الخطية، فمنحه الغفران.

                            عزيزي .. إن عمل الله المحب يتصف دائمًا بالكمال، هو يشفي المرض ويغفر الذنب، ألا تشتاق أن تختبر هذا في حياتك الآن، إلجأ إليه بالإيمان.

                            نبيل عجيب
                            نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                            تعليق


                            • #15
                              رد: قرأت لك :من "طعام وتعزية" -يونيو 2011

                              الأربعاء 15 يونيو 2011

                              بلا فضة وبلا ثمن
                              فذهب (نعمان) وأخذ بيده عشر وزناتٍ من الفضة، وستة آلاف شاقلٍ من الذهب، وعشر حُللٍ من الثياب ( 2مل 5: 5 )

                              ما أصعب أن يرتفع القلب البشري إلى مقياس أفكار الله! فلم يكن يدخل في عقل نعمان أنه يستطيع أن يحصل على التطهير من برصه بدون مقابل، وفي الوقت نفسه كان مستعدًا أن يبذل بسِعَة في سبيل الحصول على البُرء من برصه فأعد معداته الكثيرة. أما فكرة الحصول على ما يتمناه «بلا فضة وبلا ثمن» فكان بعيدًا عن خياله، لأنه لم يكن بعد يعلم نعمة إله إسرائيل، بل ظن أن يقتني موهبة الله بدراهم. وهذه غلطة الملايين من الناس، بل غلطة القلب البشري في كل زمان وفي كل مكان.

                              إنه من الجهل الفادح أن نفتكر أنه يمكننا بقليل من الذهب أو الفضة أن نقتني شيئًا من «الرب الإله العلي مالك السماوات والأرض». وبكل سهولة نستطيع أن نحكم أن هذا جهل مُبين، ولكنه ليس من السهل علينا أن نرى الجهل في إتياننا أمام الله معتمدين على أعمالنا وآدابنا، على برّنا وتهذيب حياتنا، على تغيير أخلاقنا وعاداتنا، على صلواتنا ومظاهرنا الدينية، على دموعنا وأنّاتنا، على عهودنا ونذورنا، على أعمالنا الخيرية وإحساناتنا الشريفة، وبالاختصار على أي شيء من ثمار أفكارنا أو أقوالنا أو أعمالنا. إن الناس لا يستطيعون أن يدركوا أن الاعتماد على هذه الأشياء وأمثالها كالاعتماد على دفع قليل من الذهب أو الفضة تمامًا. فإن كان لي كل الأعمال الصالحة التي عُملت تحت الشمس، وكل الدموع التي سُكبت، وكل الأنّات التي لُفظت، وبالإجمال إن كان لي كل أعمال البر الإنساني التي عُملت في العالم مضاعفة ألف مرة، فلن تستطيع أن تمحو نقطة واحدة من الذنب من ضميري، ولن تستطيع أن تعطيني سلامًا يثبت في حضرة الله القدوس. نحن لا ننكر أن هذه الأشياء نافعة في محلها، ولكن الأساس الوحيد لسلام النفس هو «يسوع وحده»، وهو الذي يجب أن يأخذ كل ثقة قلوبنا لأن فيه لنا كل شيء، ومعه لا يعوزنا شيء.

                              على أن اقتناعنا بعدم نفع مجهوداتنا الذاتية يستلزم وقتًا طويلاً، لأنه يصعب على القلب البشري أن يصدِّق أن لا شيء يؤهلنا للانتفاع بالمسيح إلا معرفتنا بخرابنا التام، وأنه لا لزوم للانتظار حتى نُصلِح ذواتنا لأنها لن تُصلَح إصلاحًا يؤهلها لمقابلة الله والوجود في السماء.

                              دينيت
                              نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                              تعليق

                              من قاموا بقراءة الموضوع

                              تقليص

                              الأعضاء اللذين قرأوا هذا الموضوع: 0

                                معلومات المنتدى

                                تقليص

                                من يتصفحون هذا الموضوع

                                يوجد حاليا 1 شخص يتصفح هذا الموضوع. (0 عضو و 1 زائر)

                                  يعمل...
                                  X