إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - أبريل 2006

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - أبريل 2006

    السبت 1 إبريل 2006

    المسيح بالنسبة لنا


    -- -- -- --------------------------------------------------------------------------

    قد تعلمت أن أكون مكتفيًا بما أنا فيه ... أستطيع كل شيء في المسيح الذي يقويني ( في 4: 11 - 13)

    في رسالة فيلبي نجد القليل من التعليم، أو إن شئت فقُل لا تعليم، ولكننا نجد صورة جميلة لاختبار مسيحي حقيقي، إذ يُنظر للمؤمنين لا كجالسين معًا في السماويات في المسيح يسوع ـ كما في أفسس ـ ولكن كعابرين في هذا العالم، وقد نسوا ما وراء، وهم يمتدون نحو المسيح يسوع في المجد. وهذه الرسالة تعطينا اختبار شخص سائر في هذه الرحلة بقوة ومؤازة روح يسوع المسيح ( في 1: 19 ). وليس هذا الاختبار قاصرًا على رسول، مثل بولس. إذ من الممكن لأي مؤمن، بقوة الروح القدس، أن يتمثله. ولهذا السبب، فإن الرسول لا يتكلم عن نفسه كرسول، ولكنه يكتب رسالته كعبد يسوع المسيح ( في 1: 1 ).

    وكم هو أمر مبارك أن نجد المسيح مُستعلنًا من البداية إلى النهاية في تلك الرسالة الجميلة. في الأصحاح الأول: المسيح هو حياتنا وهو يقود المؤمن أن يرى كل شيء بالارتباط به ( في 1: 21 ). وفي الأصحاح الثاني: المسيح مثالنا في تواضعه لكي يوحّدنا معًا في فكر واحد ( في 2: 5 ). وفي الاصحاح الثالث: المسيح هو غرضنا في المجد ليمكننا أن نغلب كل المقاومات ( في 3: 14 ). وفي الأصحاح الأخير: المسيح هو قوتنا لمواجهة احتياجاتنا ( في 4: 13 ).

    والآن لنا المسيح كحياتنا، فهل نطلب حياة أفضل؟ ولنا المسيح كمثالنا، فهل نتطلع إلى مثال أروع؟ ولنا المسيح كغرضنا، فهل نصبو إلى غرض أسمى؟ ولنا المسيح كقوتنا، فهل نسأل عن قوة أعظم؟ هل نحن شباعى بالمسيح؟ يا ليته يكون هو الرابح الكاسب من وراء فترة حياتنا القصيرة هنا، إلى أن نربح نحن ونكسب بأخذنا لنكون معه ومثله إلى الأبد «لأن لي الحياة هي المسيح والموت هو ربح» ( في 1: 21 ).

    وفضلاً عن ذلك نتعلم من الرسالة أن نتمتع بهذا الاختبار إذا سرنا في هذا العالم بقوة الروح القدس والمسيح أمامنا. ونختبر مع الرسول الفرح في الرب ( في 1: 4 في 1: 6 - 3، 4: 4، 10)، والثقة في الرب ( في 4: 7 )، والسلام الذي يفوق كل عقل ( في 1: 8 ). والمحبة بعضنا لبعض ( في 3: 20 في 4: 12 ، 4: 1)، والرجاء الذي يتطلع إلى مجيء الرب يسوع (في3: 20)، والإيمان الذي يستند على مؤازرة الرب (في4: 12، 13).

    هاملتون سميث
    نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

  • #2
    مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - أبريل 2006

    الأحد 2 إبريل 2006

    دم رش يتكلم


    --------------------------------------------------------------------------------
    قد أتيتم إلى ... وإلى وسيط العهد الجديد، يسوع، وإلى دم رش يتكلم أفضل من هابيل ( عب 12: 22 - 24)

    «دم رش يتكلم أفضل من هابيل» .. لقد قدَّم المُفسرون لهذه العبارة رأيين:

    * الرأي الأول، يرى أن هذه العبارة تعني أننا أتينا إلى ذاك الذي فيه تصير كل البركات مضمونة لنا "وسيط العهد الجديد، يسوع" والذي "دمه الثمين" يتكلم أفضل من "دم هابيل". فدم هابيل صرخ من الأرض شاهدًا ضد قايين، طالبًا الانتقام من أخيه المُذنب ( تك 4: 1 )، أما دم المسيح فيتكلم بقوة وفاعلية أعظم، مُطالبًا بالعفو عن الخطاة المُذنبين، مقدمًا لهم الغفران والقبول.

    ورغم وجاهة وبساطة هذا التفسير، فإنه يُقابل بمشكلتين:

    ـ المشكلة الأولى: أن الرسول عندما يقول: «أفضل» فإنه إنما يُجري "مقارنة" وليس "مقابلة". والمقارنة تُجرى بين شيئين متماثلين، بينما المقابلة تُجرى بين شيئين متعارضين (دم يطلب النقمة ودم يطلب الرحمة).

    ـ المشكلة الثانية: أن الرسول لا يقول: "دم رش يتكلم أفضل من دم هابيل"، ولكن يقول: «إلى دم رش يتكلم أفضل من هابيل». فالمفارقة هنا بين دم المسيح الذي يتكلم، وبين هابيل الذي يتكلم أيضًا، والذي «وإن مات يتكلم بعد!» ( عب 11: 4 )، وهذا يأتي بنا إلى:

    * الرأي الثاني، وهو أن الرسول بهذه العبارة يُجري مقارنة بين حديث دم ربنا يسوع المسيح، وحديث هابيل نفسه. فدم المسيح يتكلم، وهابيل أيضًا يتكلم، والاثنان يتكلمان في نفس الموضوع. هابيل يتكلم عن فضل الذبيحة، وعن طريق الإيمان الذي ينال به الخاطئ بركة. وحيثما يُكرز بالإنجيل كرازة صحيحة، يتكلم هابيل قائلاً: لا تحاولوا الاقتراب إلى الله بدون ذبيحة، إن الطريق الوحيد للاقتراب إلى الله هو دم البديل.

    فهابيل يتكلم عن ذلك الحق الأساسي العظيم: أن الفداء هو العلاج الوحيد للخطية، وأن الإيمان هو الطريق الوحيد الذي به يقترب الخاطئ إلى الله لكي ينال البركة. ولكن بالمقارنة، فإن دم المسيح يتكلم بقوة وفاعلية أكثر. إنه يتكلم قائلاً: إن القبول أمام الله، ليس على أساس ذبيحة حيوانية تُقدم، ولكن على أساس الذبيحة الكاملة الكافية التي قُدمت مرة واحدة على الصليب، وقُبِلت إلى الأبد: ذبيحة ربنا يسوع المسيح ( عب 9: 12 ؛ 10: 14).

    ماهر صموئيل
    نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

    تعليق


    • #3
      مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - أبريل 2006

      الاثنين 3 إبريل 2006

      تركت محبتك الأولى


      --------------------------------------------------------------------------------

      أنا عارف أعمالك وتعبك وصبرك... لكن عندي عليك: أنك تركت محبتك الاولى، فاذكر من أين سقطت وتُب، واعمل الأعمال الأولى ( رؤ 2: 2 - 5)

      إن ترك المحبة الأولى هو أساس كل انحراف وكل تراجع. ويجب أن نعرف عن أنفسنا أن فينا الميل للنشاط والحركة، أكثر كثيرًا من الميل للتوبة والانكسار وإدانة النفس. ولكن ما لم نَتُب ونرجع إلى المحبة الأولى، فلن تكون هناك شهادة حقيقية للرب، وهو لن يفرح بنا وبعبادتنا الشكلية وبنشاطنا الجسدي وخدمتنا التي تخلو من قوة الروح القدس. ولن نكون أكثر من نحاس يطن أو صنج يرن. ولهذا يجب أن يحترس كل مؤمن إذا لاحظ ما يلي:

      ـ أنه يميل للنشاط والحركة أكثر من فحص النفس والتوبة.

      ـ أنه يركض إلى الخدمة، ولا يبالي بالخلوة والجلوس طويلاً أمام الرب، وأنه يبتهج في أي فرص أكثر من فرص الصلاة.

      ـ أنه بدأ يهمل قراءة الكتاب المقدس ويهمل الاجترار على ما يقرأ أو يسمعه. وأنه يتلذذ بقراءات أخرى أكثر من كلمة الله.

      ـ أن حساسية الضمير تجاه الخطية بدأت تقل، والتقدير لقداسة الله لم يَعُد كالأول. فسمح لنفسه ببعض التجاوزات، وأساء فهم النعمة والصبر الإلهي.

      ـ أن الاستعداد للتضحية لأجل الرب، بالوقت والجهد والمال والكرامة، أخذ يتناقص.

      ـ أن التقدير للاجتماع (اجتماعات الكنيسة للسجود أو كسر الخبز أو التعليم أو الصلوات أو الشركة) ما عاد له الأهمية كما كان قبلاً.

      ـ أن المصالح الشخصية والزمنية أخذت مكانًا أكثر من مصالح الرب وخدمته وشعبه. وكأنه يقول مع مَنْ قالوا: «وما المنفعة؟»، ومثل بطرس الذي قال مرة: «أنا أذهب لأتصيد».

      ـ أنه بدأ يميل إلى إرضاء الذات وإشباع وإمتاع رغبات النفس بما هو عالمي، وأن محبة العالم وصداقته تزحف على حياته وبيته. وأنه بدأ يتأثر بروح العالم ومبادئه، بدلاً من أن يؤثر هو في العالم بتقواه، ويشهد ضده.

      ـ أن حقيقة مجيء الرب غابت عن ذهنه وما عاد الرجاء لامعًا في حياته. وأنه يتوقع أشياء كثيرة أقرب من مجيء الرب.

      إذا كان الأمر كذلك بشكل أو آخر، فعلينا أن نتحذر ونحترس، ونذكر من أين بدأ الانحدار، ونتوب ونرجع إلى محبتنا الأولى.

      محب نصيف
      نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

      تعليق


      • #4
        مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - أبريل 2006

        الثلاثاء 4 إبريل 2006

        تعزية في يوم الضيق


        --------------------------------------------------------------------------------

        ونحن نعلم أن كل الأشياء تعمل معًا للخير للذين يحبون الله، الذين هم مدعوون حسب قصده ( رو 8: 28 )

        كانت وما زالت هذه العبارة سبب تشجيع لكثيرين، وخصوصًا في الأوقات الحرجة. ورغم أنك لا تجد فيها وعدًا لعيشة خالية من الأزمات، إلا أن هذه العبارة تظهر قوتها وضرورتها في يوم الضيق. إذ أن كلماتها تلمع وتضيء بنور الأمل والرجاء لهؤلاء الذين يجتازون الممر المُظلم، الذين في عتمات الحيرة والارتباك يتساءلون عما أصابهم، ويطلبون أن يصير النهار. إنهم في هذا الممر الضيق المُظلم لا يعرفون لماذا هم هنا، ولا يعرفون متى يخرجون منه، أو إن كان هناك أمل للخروج. بعض منهم تبدو أن مسيرتهم مُتحكم فيها الشيطان، أو الناس الأشرار، أو رؤساء أو مسئولين، أقوياء وأغنياء، وبعض منهم قد فتك بهم مرض خطير جعل صحتهم هزيلة ولا أمل عند الطب والأطباء، وآخرون يقضون أيامهم في برية الخسارة والحرمان يبكون قسمتهم ونصيبهم.

        إن هذه العبارة تحمل بلسانًا ودواءً لتلك النفوس الجريحة. تحمل شرحًا مفصلاً لتطمئن النفس بأقوى أنواع السلام. إنها ترفع الخائر والمتحير والخاسر، وتجعله يهتف باطمئنان، ويضم صوته مع مَنْ اجتازوا آلامًا مثله، ومعهم يقول: «ونحن نعلم أن كل الأشياء تعمل معًا للخير للذين يحبون الله».

        في رأس هذه العبارة قيل: «ونحن نعلم»، وعليك أخي المؤمن أن تقول في يوم الضيق "وأنا أعلم وأؤمن". هذا العلم وهذا الإيمان نابعان من اختبار باطني يقيني من حصيلة الاختبار الشخصي مع الله، ومن اختبارات أُناس الله المدوَّنة في كلمة الله. هذه الحصيلة تجعلك ترى الله في كل ظروفك الصعبة باعتباره صاحب السلطان المُطلق الذي يجبر، ويلزم ويُخضع كل الأشياء لكي تعمل لخيرك، وأنك لست متروكًا للصدفة والفوضى، أو للشرير والأشرار، بل إن ما يجري معك هو جزء من مخطط إلهي محسوب ودقيق ومُراقب من عيني الله الساهرتين. لذلك فالله سيُلزم كل الأشياء، حتى تلك التي تبدو أقوى منك، والتي تقف حائلاً ضدك، سيلزمها الله لبركة نفسك وخيرك. إنه القادر أن يُخرج من الشر خيرًا، كما هو مكتوب «من الآكل خرج أُكل، ومن الجافي خرجت حلاوة» ( قض 14: 14 ).

        ميشيل نويصري
        نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

        تعليق


        • #5
          مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - أبريل 2006

          الأربعاء 5 إبريل 2006

          الولادة ثانية. . حتمية أساسية


          --------------------------------------------------------------------------------

          ينبغي أن تُولدوا من فوق ( يو 3: 7 )

          إن بركة الولادة ثانية نحصل عليها بعمل الروح القدس فينا. وبدون هذه الولادة الروحية، لا يمكن لأي إنسان ـ مهما كان إخلاصه أو إمكانياته ـ أن يبدأ علاقة صحيحة وحيَّة مع الله.

          وأول مَنْ تكلم صراحة عن بركة الولادة ثانية، هو المسيح نفسه، عندما شرحها لنيقوديموس (يو3). لكن المسيح وهو يشرح هذا الحق، كان يتكلم عن أمر مُتضمَّن في أسفار العهد القديم، بدليل أن نيقوديموس عندما لم يفهم، وسأل الرب: «كيف يمكن أن يكون هذا؟» أجابه المسيح: «أنت مُعلم إسرائيل ولست تعلم هذا؟» ( يو 3: 10 ).

          والرب عندما قال لنيقوديموس: «لا تتعجب أني قلت لك: ينبغي أن تولدوا من فوق» ( يو 3: 7 )، فقد فعل ذلك بحكمة. والرسالة لنا، هي إنه إن كان رجل مثل نيقوديموس: الشيخ والمتدين، والرئيس في إسرائيل، يحتاج إلى ولادة ثانية، فهذا معناه أنه لا يوجد على الإطلاق مَنْ لا يحتاج إليها.

          لقد أصبح الإنسان بالسقوط عاجزًا عن معرفة الله، فاقدًا القدرة للاتجاه نحوه بأية كيفية. بل إن طبيعته أصبحت تجنح دائمًا نحو العداوة لله. «لأن اهتمام (أو فكر) الجسد هو عداوة لله» ( رو 8: 7 ). ومع أن الإنسان البعيد عن الله قد يكون مؤدبًا أو ظريفًا من الناحية الشكلية، لا بل قد يكون متدينًا أيضًا وعابدًا، لكنه في ذلك كله، ليس أكثر من الورود الصناعية التي قد تبدو لأول وهلة جميلة، ولكن لا حياة فيها على الإطلاق. فالإنسان لا يحتاج إلى قلب صفحة جديدة، بل إلى ولادة جديدة. ليس إلى ولادة مرة ثانية، بل إلى ولادة من مصدر جديد.

          أما الطريقة التي تتم بها هذه الولادة، فهي كما أوضحها المسيح: «الماء والروح». والمقصود بالماء هنا، كلمة الله ( 1بط 1: 23 تك 1: 2 )، وأما الروح، فالمقصود به الروح القدس. وفي أول الكتاب المقدس عند تجديد الخليقة نقرأ «روح الله يرّف» ثم «قال الله» ( يو 6: 63 ، 3). ثم بعد ذلك كرر المسيح هذه الثنائية مرة ثانية عندما قال: «الروح هو الذي يُحيي .. الكلام الذي أُكلمكم به هو روحٌ وحياة» (يو6: 63). هنا أيضًا نرى روح الله وكلمة الله يعملان معًا، أو بعبارة أخرى، نرى الأقنوم الإلهي العامل، الذي هو الروح القدس، كما نرى الوسيلة الإلهية المُستخدمة، والتي هي كلمة الله.

          يوسف رياض
          نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

          تعليق


          • #6
            مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - أبريل 2006

            الخميس 6 إبريل 2006

            أليمالك ونعمي


            --------------------------------------------------------------------------------
            رجل من بيت لحم يهوذا ... اسم الرجل أليمالك، واسم امرأته نُعمي(را 1: 1، 2)

            في تواريخ العهد القديم، وفي النبوات، كثيرًا ما يكون للأسماء دلالة لا شك فيها، تكون بمثابة مفتاح للتعليم الأدبي والروحي المقصود من الفصول المتضمنة لهذه الأسماء. فأليمالك معناه "الله الملك" أو "الله ملك". ولا يَرِد هذا الاسم في الكتاب المقدس إلا هنا. وإذا جعلنا هذا المعنى في بالنا، نؤخذ بجمال ترتيب العدد الأخير من السفر السابق (القضاة) «في تلك الأيام لم يكن ملكٌ في إسرائيل» مع العدد الذي يليه مباشرة (را 1: 1، 2) حيث نجد شخصًا في إسرائيل يحمل في ثنايا اسمه ما يُرينا أن الله هو الملك، ولو أن الأمة لا تعترف بسلطانه ـ ذاك الساكن بين الكروبيم في خيمة الاجتماع.

            فمهما اشتد الظلام، فلا بد أن يكون لله مَنْ يرفعون منارته. وأليمالك كان يحمل نور الحق في اسمه. فعندما أنكر إسرائيل سلطان الله و«كل واحد عَمِلَ ما حسُن في عينيه» ( قض 21: 25 )، كان هذا الرجل في بيت لحم، كأنه في صمت يُذكر بين وطنه بأنه «كان في يشورون ملكًا» ( تث 33: 5 ).

            في سبط يهوذا الملكي ( تك 49: 10 ) وقف أليمالك كشاهد مُكرَّم بأن الله هو الحاكم المُطلق السلطان لشعبه المفدي، بالرغم من الوثنية والاستقلال الذاتي والفوضى التي تفشَّت بينهم. وكان أليمالك خليقًا بهذا الاسم في أرض يهوذا، أما في أرض موآب، فكان الاسم على غير مُسمّى، لأنه كيف يتسنى لمن يعترف بأن الله هو الملك، أن يهجر شعب الله ليتغرَّب في بلاد غريبة.

            و"نُعمي" اسم زوجة أليماك لا يَرِد أيضًا في الكتاب إلا في سفر راعوث، ويظهر أن معنى هذا الاسم "نعمة" أو "جمال" أو "حلاوة"، وبالأخص تلك النعمة المقترنة بالجمال الروحي. ويستعمل المرنم هذه الكلمة عندما يتكلم عن النظر إلى "جمال الرب" في مزمور27: 4، وعندما يطلب أن يكون هذا الجمال أو "نعمة الرب" على شعبه ( مز 90: 17 قارن زك11: 7، 10؛ لو2: 40، 52). وتقترن هذه الكلمة "نُعمي" بالحكمة أيضًا، لأن سليمان يقول «طرقها طُرق نِعَم» ( أم 3: 17 ). فمن الاسم يتضح أنه لا بد أن كانت "نُعمي" الطيبة المُنعمة الحكيمة، شريكة موافقة لأليمالك. وكان هذان الزوجان شريفين وقويين وسعيدين في حياتهما، إلى أن تركا أرض الرب، فتبدَّل الحال معهما.

            و.ج. هوكنج
            نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

            تعليق


            • #7
              مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - أبريل 2006

              الجمعة 7 إبريل 2006

              ثلاثيات في رسالة السماويات


              --------------------------------------------------------------------------------
              الله الذي هو غني في الرحمة، من أجل محبته الكثيرة التي أحبنا بها، ونحن أموات بالخطايا أحيانا مع المسيح . بالنعمة أنتم مُخلّصون ( أف 2: 4 ، 5)

              تتميز رسالة أفسس بأنها رسالة الثلاثيات. فلا يخلو أصحاح من هذه الرسالة من أكثر من ثُلاثية. وفي أفسس2: 1- 10 نجد أربع ثلاثيات:

              الثلاثية الأولى: النتائج البغيضة للخطية، وعجز الإنسان الكامل:

              1 - الموت بالذنوب والخطايا (ع1). فالإنسان الخاطئ ميت روحيًا، طالما بقي بعيدًا عن الرب يسوع مصدر الحياة. والإنسان الميت لا يستطيع أن يفعل شيئًا به يُحيي نفسه.

              2- أبناء المعصية (ع2). هذه المعصية ورثناها من أبينا الساقط آدم «ومن البطن سُميت عاصيًا» ( إش 48: 8 ).

              3- أبناء الغضب (ع3) لأن كل مَنْ هو في آدم الأول، مستحق الغضب.

              الثُلاثية الثانية: أعداء الإنسان الثلاثة التي تسيطر عليه:

              1ـ العالم (ع2) «.. التي سلكتم فيها قبلاً حسب دهر هذا العالم» وهذا العدو يُحيط بنا من كل جانب.

              2ـ الشيطان (ع2) «رئيس سلطان الهواء، الروح الذي يعمل الآن في أبناء المعصية». وهذا العدو فوقنا.

              3ـ الجسد (ع3) «عاملين مشيئات الجسد والأفكار». وهذا العدو فينا.

              الثلاثية الثالثة: المصادر الإلهية العظيمة والعجيبة لخلاص الإنسان وبركته.

              1ـ الرحمة الغنية (ع4) «الله الذي هو غنيٌ في الرحمة».

              2ـ المحبة الكثيرة (ع4) «من أجل محبته الكثيرة التي أحبنا بها».

              3ـ النعمة الغنية والفائقة (ع5، 7) «ليُظهر في الدهور الآتية غنى نعمته الفائق».

              الثلاثية الرابعة: مقامنا نحن المؤمنين نتيجة اتحادنا بالمسيح:

              1ـ أحيانا مع المسيح (ع5) «ونحن أموات بالخطايا، أحيانا مع المسيح».

              2ـ «وأقامنا معه (أو معًا)» (ع6).

              3ـ «وأجلسنا معه (أو معًا) في السماويات في المسيح يسوع» (ع6). وهذا هو الحق الذي تتميز به رسالة أفسس، المؤمن جالسًا فوق جميع السماوات، وفي ذات المكان الذي يجلس فيه المسيح الآن. فيا له من مقام سامٍ!

              رشاد فكري
              نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

              تعليق


              • #8
                مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - أبريل 2006

                السبت 8 إبريل 2006

                البار والأشرار


                --------------------------------------------------------------------------------
                طوبى للرجل .. ليس كذلك الأشرار .. الرب يعلم طريق الأبرار، أما طريق الأشرار فتهلك ( مز 1: 1 ، 4، 6)

                المزموران الأول والثاني، يعدّان مقدمة لسفر المزامير، تحوي ملخصًا وافيًا لِما سنجده في هذا السفر. والمزمور الأول يلفت الانتباه إلى رجلين هما على طرفي نقيض في كل شيء.

                فإذا نظرنا إلى أول الرجلين، فإن الله يضع أمام ناظرينا ربنا المبارك يسوع المسيح. فمَنْ مِن البشر نظيره، منفصل عن الخطاة تمامًا، في الفكر والقول والعمل؟ ومَنْ نظيره يجد سروره الكامل في شريعة الرب؟ ومَنْ سواه يجتر على كلمة الله نهارًا وليلاً؟ ومَنْ سواه يمكن تشبيهه بشجرة مغروسة راسخة على مجاري المياه، مصدرًا دائمًا للإنعاش والأثمار؟ مَنْ سواه كان كاملاً في سلوكه، لامعًا في شهادته، ناجحًا في كل ما تمتد إليه يده؟ بالحق إنه يجلّ عن المَثَل .. لا أحد نظيره!

                غير أنه لا يُرسم أمامنا لمجرد الإعجاب به، بل ينبغي أن يكون هو قدوتنا، هو نفسه يُخبرنا أن «تعلموا مني» ( مت 11: 29 )، «اتبعني أنت» ( يو 21: 22 ). دعونا نكيِّف حياتنا وفق هذا المثال الكامل في حياته هنا على الأرض، لكي ننجح في كل أعمالنا. وعندما ننظر إليه في مجده الأدبي «نتغير إلى تلك الصورة عينها من مجد إلى مجد» ( 2كو 3: 18 ).

                وفي مُباينة صارخة مع هذا الرجل المبارك، يُخبرنا صاحب المزمور أن «ليس كذلك الأشرار». فلا بركة، ولا ارتواء، ولا أثمار، ولا اخضرار، ولا ثبات للأشرار. إنهم مُشبَّهون بالعُصافة التي تذريها الريح، ولا ينتظرها سوى الحريق. والشرير سيَرِد ذكره في المزامير كثيرًا. فنجده يقاوم الرجل البار، ويقاوم الرب، ويقاوم البقية التقية اليهودية في الصور النبوية المختلفة (لأن سفر المزامير له تطبيقه النبوي). وفي هذا كله يبدو ظاهريًا أنه نجح. لكن ـ وكما رأينا من البداية ـ «طريق الأشرار تهلك».


                جاز في أرضِ الشقا مُظهرًا كلَ كمالْ
                عظموه واقتفوا إثرَ مَنْ أعطى المثالْ
                من أُهين سيجي عن قريبٍ للجزا
                فتأنوا تبلغوا الـ مجدَ معه والمُنى



                يوجين فيدر
                نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                تعليق


                • #9
                  مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - أبريل 2006

                  الأحد 9 إبريل 2006

                  قد اتكل على الله


                  --------------------------------------------------------------------------------

                  وكذلك رؤساء الكهنة أيضًا وهم يستهزئون مع الكتبة والشيوخ قالوا: قد اتكل على الله، فلينقذه الآن إن أراده! لأنه قال: أنا ابن الله ( مت 27: 41 - 43)

                  لعله لم يكن بين كل التعييرات التي وقعت على ربنا المبارك في ساعة اتضاعه العميق التي لا يُعبَّر عنها، ما هو أشد مرارة ووخزًا من تلك العبارة التي قالها المستهزئون به عند الصليب: «قد اتكل على الله، فلينقذه الآن إن أراده».

                  إن مرارة هذه العبارة تكمن فيما يبدو كأنه حق وصدق بحسب الظاهر في كلمات المُعيرين. لأنه ما من أحد على الإطلاق اتكل على الله، كما اتكل عليه ذلك المتألم الكريم. كانت كل حياته ثقة كاملة غير متزعزعة في الله، حتى أنه لا يمكن أن يُقال عن أحد آخر سواه «قد اتكل على الله». لكن هجمات المُعيرين له عند الصليب، كانت تعني اتهامه بالخداع والتضليل، لأن كلمة الله واختبار الإنسان يؤكدان على السواء، أن الله لا يتأخر عن أن يخلص مَنْ يتكل عليه حقًا.

                  ولقد أُضيفت إلى مرارة التهكم، جريمة أخرى بسبب كلمة «الآن» «فلينقذه الآن». الآن وقد سُمرت منه اليدان والرجلان .. الآن وقد هرب عنه الأصدقاء والخلان .. الآن والناس من حوله مشدوهون، وقُضاته ينظرون إليه شذرًا، والعسكر يسخرون منه، واللصان يُعيرانه. فهذه هي اللحظة التي فيها تُكافأ الثقة في الله ـ إن كانت هناك ثقة حقًا.

                  هكذا فكَّر الناس، وهكذا تصوّروا، بينما هو احتمل في وداعة وسكوت التعييرات تنهال عليه، لأنه كان على الصليب، ليس فقط ليصنع كفارة للإساءة التي جلبتها الخطية ضد الله، وليس فقط ليكفِّر عن ذنب الخطية، وليس فقط ليبذل نفسه فدية عن كثيرين وليحمل خطاياهم كالبديل الإلهي، وليس فقط ليكون فدية لأجل الجميع ليعبِّر عن محبة الله للعالم، وليس فقط ليموت وهو البار من أجل الأثمة ليقرّبنا إلى الله ويتمم كل القصد الإلهي الذي من أجله جاء، لكنه أيضًا كان على الصليب ليُكلل حياة قُضيت في الطاعة المتواصلة بموت هو أكمل صورة للتكريس الكامل لله.

                  إن وقت المكافأة لم يكن قد جاء حينئذاك. وكان لا بد أن يكون أمينًا إلى الموت. وكان لا بد أن يصل ذلك المتألم الصابر البار إلى أغوار مُظلمة مستوحشة. على أن ثقته في الله الذي أرسله، وجدت متنفسًا في آخر ما نطق به عن كامل ثقة إذ قال: «يا أبتاه، في يديك أستودع روحي» ( لو 23: 46 ).

                  بللت
                  نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                  تعليق


                  • #10
                    مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - أبريل 2006

                    الاثنين 10 إبريل 2006

                    خلاص النفوس


                    --------------------------------------------------------------------------------
                    وأما أنت فاصحُ في كل شيء. احتمل المشقات. اعمل عمل المبشر. تمم خدمتك ( 2تي 4: 5 )

                    إني مقتنع تمام الاقتناع أنه لا يمكن أن يكون المسيحي شاغلاً مركزه الصحيح، إن كان لا يسعى بأية طريقة في الإتيان بنفوس إلى المسيح. وعلى نفس المبدأ أيضًا، لا يوجد اجتماع في الحالة الصحيحة إن لم يكن له نشاط تبشيري. يجب علينا أن نكون مهتمين بالبحث عن النفوس، وحينئذ نتأكد أننا سنرى نتائج مُفرحة ومُنعشة لنفوسنا. ولكن إن كنا نستمر من أسبوع إلى أسبوع، ومن شهر إلى شهر، ومن سنة إلى سنة دون أن يولد أحد بواسطتنا، فحالتنا يُرثى لها.

                    ولكن علينا أن نلاحظ في تبشيرنا أن يكون غرضنا أن نُكرم ابن الله المبارك، وأن نعتمد عليه في عملنا، وأن نتبعه حيث يقودنا ـ لا نتقدم أمامه ولا نتأخر عن إرشاده.

                    كثيرًا ما أردد هذه العبارة في نفسي ولنفسي "ستكون السماء أحسن وأضمن مكان فيها نسمع عن نتائج عملنا". وهذه كلمة نافعة لكل العاملين في حقل الرب. وإنني أفزع كثيرًا عندما أرى أسماء خدام المسيح تُذاع على صفحات الجرائد، تقترن فيها تلميحات لأعمالهم الفائقة وثمارها.

                    وإني أؤمن أننا لسنا نحتاج في التبشير الناجح إلى كمية كبيرة من الحق، على قدر ما نحتاج إلى المحبة المتوقدة للنفوس. تأمل جورج هوايتفيلد المبشر المشهور. ماذا تظن كان سر نجاحه؟ إنك إذا قرأت مواعظه لا تجد فيها كمية كبيرة من التعليم. ولكن كان في هوايتفيلد ما نطمع فيه ونشتهي أن يكون عندنا؛ كانت فيه محبة متأججة للنفوس، وعطش لخلاصها. وكان له تأثير عظيم على الضمير وتعامل جريء وحار مع الأشخاص بخصوص طرقهم الماضية. وحالتهم الحاضرة، ونصيبهم المستقبل. هذه هي الأمور التي استخدمها الرب وباركها. ونريد أن يستخدمها بنا، ويباركها لنا.

                    وما أحلى الكلمة المقولة في حينها، فكثيرًا ما يستخدمها الرب لبركة النفوس. تشجَّع وتكلم عن الرب يسوع في كل مكان وفي كل وقت، وهو سيرعى كلمته ولن ترجع إليه فارغة. «إرمِ خبزك على وجه المياه، فإنك تجده بعد أيام كثيرة» ( جا 11: 1 ). ويا ليتنا نستمع إلى نصيحة الرسول بولس لابنه تيموثاوس: «اكرز بالكلمة، اعكف على ذلك في وقت مناسب وغير مناسب» ( 2تي 4: 2 ).

                    ماكنتوش
                    نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                    تعليق


                    • #11
                      مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - أبريل 2006

                      الثلاثاء 11 إبريل 2006

                      المسيح الذي سنعرفه


                      --------------------------------------------------------------------------------
                      فإننا ننظر الآن في مرآة في لغز، لكن حينئذ وجهًا لوجه. الآن أعرف بعض المعرفة، لكن حينئذ سأعرف كما عُرفت ( 1كو 13: 12 ، 13)

                      كل ما نعرفه هنا في الأرض، إنما نعرفه معرفة ناقصة. ولكننا ننتظر الكامل (حالة الكمال)، حينئذ سنعرفه له المجد في كل ملئه.

                      سنعرفه أيضًا كالمسيح الذي يكشف كل شيء، ويجازي على كل شيء ( 2كو 5: 10 ). فسواء بنينا خشبًا، أو عُشبًا، أو قشًا، أو ذهبًا، أو فضة، أو حجارة كريمة. كل ذلك سيُعلن بواسطة الرب كاشف السرائر الذي سيجازي عبيده ( 2تي 4: 8 ).

                      على أننا لا ننسى أنه في ذلك اليوم سنعرفه أيضًا كالمسيح المعزي. فهو للبقية الراجعة يقول: «كإنسان تعزيه أمه، هكذا أعزيكم أنا، وفي أورشليم تُعزون» ( إش 66: 13 ). والآن هو مُعزي شعبه، وفي الوقت الضيق والحزن والثكل، يتكلم بسلام إلى القلب، لكن هناك تعزية عُظمى تنتظرنا عندما نوجد في محضره المجيد البهيج. والأمور التي كانت أسرارًا مُستغلقة علينا هنا من أسرار العناية الإلهية، ستتوضح أمامنا هناك، وسنتعزى به له المجد. سيمسح كل دمعة. ويا لها من خواطر مباركة، أن دموعنا معروفة عنده، وليست منسية ( مز 56: 8 ). فلنبكِ كثيرًا. لنبكِ على حالة نفوسنا. لنبكِ على غير المُخلَّصين. لنبكِ على حالة الكنيسة. لنبكِ على العالم المسكين الأعمى. لنبكِ في الخفاء، فإنه سيعزينا أكثر جدًا مما بكينا، عندما يذكر دموعنا.

                      سنعرفه أيضًا كالمسيح المُظفر المتسيد. ويا لها من نُصرة له في ذلك اليوم. الآن هو مُحتقر ومُهان، وبلا كرامة عند الناس، لكن حينذاك، ستجثو له كل ركبة، وسيعترف به كل لسان، وسيخضع كل شيء تحت قدميه، وسيُطرح كل عدو، وسيخرس كل لسان متكلم بالكذب. ونحن سنراه وسنعرفه عندما يتبوأ عرشه ويمارس سلطانه، وستكون نُصرته نُصرتنا، وملكوته ملكوتنا، لأننا سنملك معه. فليتنا نتوقع بشوق تلك المعرفة الكاملة بشخص الرب عندما نراه كما هو.

                      إن انتظارًا كهذا، لا بد وأن يوشّحنا بالقوة في حياتنا، وبكل سرور نقبل أن نتألم معه، وأن نُرفَض مثله من عالم يزعم أنه متدين. منتظرين صباحًا جديدًا عتيدًا، فيه سنعرفه، وسنراه كما هو.

                      كاتب غير معروف
                      نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                      تعليق


                      • #12
                        مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - أبريل 2006

                        الأربعاء 12 إبريل 2006

                        تحنن علينا وأعِنا


                        --------------------------------------------------------------------------------
                        فقال له يسوع: إن كنت تستطيع أن تؤمن. كل شيء مستطاع للمؤمن. فللوقت صرخ أبو الولد بدموع وقال: أُومن يا سيد، فأعن عدم إيماني ( مر 9: 23 ، 24)


                        هذه القصة تستعرض أمامنا بشكل مؤثر، عواطف قلب أب تجاه ابنه. وهي أيضًا تضع أمامنا مبادئ هامة ونافعة للآباء في كل حين.

                        أولاً: تكشف القصة النقاب عن الحرب الروحية، وتعرض أمامنا هذا الصراع المستمر في كل العصور: الصراع مع أجناد الشر الروحية في السماويات. فقد يركز المجتمع على الصراعات القومية، أو الخصومات الشخصية، أو الاضطرابات الاقتصادية. ولكن الأصل الدفين وراء كل ويلات العالم هي هجمات الشيطان، ذاك الذي كل شهوته أن «يسرق ويذبح ويهلك» ( يو 10: 10 ). فهذا الولد المسكين لم يكن بمقدوره أن ينظم حياته أو يتحكم فيها. ولقد حاول الروح النجس كثيرًا أن يقتله. فالحرب الروحية إذًا حقيقة لا يمكن تجاهلها.

                        ثانيًا: أحضر الأب ابنه إلى الرب يسوع. لم يكن هناك خيار آخر أمامه إذا أراد إنقاذ ابنه. فحتى التلاميذ عجزوا عن مدّ العون له. وقد قوبل طلب الرجل بترحاب واهتمام الرب، فدعاه: «قدموه إليَّ» (ع19). وهذا بالضبط ما ينبغي أن نعمله: أن نستحضر عائلاتنا إلى الرب يسوع. فهو وحده الذي يستطيع أن يسد حاجات أولادنا، إذ أنه وحده الذي يعلم هذه الاحتياجات بالضبط، كما حدث في قصتنا. فالأب تحدَّث عن «روح أخرس» (ع17)، ولكن الرب يسوع انتهر الروح النجس قائلاً له: «أيها الروح الأخرس الأصم ...» (ع25).

                        ثالثًا: الإيمان أمر جوهري ولازم. فالأب في قصتنا لم يتحدث عن استحقاق شخصي أو ثقة في ذاته، بل بالحري صرخ في استعطاف وبدموع، وقال: «أؤمن يا سيد، فأعِن عدم إيماني» (ع24). فاقترابنا إلى المسيح يأتي بعد اكتشافنا لخوائنا الروحي ولخطيتنا ولعدم استحقاقنا ولفشلنا الدائم والمستمر، وإذ ذاك نضع ثقتنا في الرب يسوع باعتباره الشخص الذي دفع ديننا بموته وذبيحته الكاملة الكافية. وعندما نختبر كفاية الرب لسداد كل احتياج لنا وإشباع كل عَوَز فينا، عندئذ يمكننا أن نستحضر أولادنا وعائلاتنا له.

                        والمنظر الختامي في قصتنا، منظر أخّاذ: «فأمسكه يسوع بيده وأقامه، فقام» (ع27). فعوضًا عن أن يترك الولد ليتشدد من ذاته، فإنه ـ تبارك اسمه ـ يمده بالقوة اللازمة لذلك.

                        س.س. كامبل
                        نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                        تعليق


                        • #13
                          مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - أبريل 2006

                          الخميس 13 إبريل 2006

                          كالب ... رجل الإيمان العظيم


                          --------------------------------------------------------------------------------
                          صارت حبرون لكالب ... لأنه اتَّبع تمامًا الرب... واسم حبرون قبلاً قرية أربع، الرجل الأعظم في العناقيين ( يش 14: 14 ، 15)

                          نعمًا لك يا كالب يا رجل الإيمان العظيم، فعنك انطبقت كلمات الرسول عن الأبطال: «الذين بالإيمان ... نالوا مواعيد» ( عب 11: 33 ). إن العمر المتقدم لم يَعقك عن المعركة، والجبابرة في الأرض لم يرعبوك، ولا العمالقة أفزعوك.

                          والمعنى الروحي الذي نحتاج كلنا أن نتعلمه من شيخ تلك الأيام الخوالي، هو أنه لكي نتمتع بالشركة مع الرب حقًا (كمعنى اسم حبرون) يجب أولاً عزل الرجل الأعظم من مكانه. فطالما ظل «أربع» هذا متربعًا، وله السيادة، وطالما ظل الإنسان العتيق المتكبر متسلطًا على الكيان، لن تكون حبرون أبدًا لنا، ولن نتمتع قط بالشركة مع الله. وعزل "أربع" من على كرسيه، ليس أمرًا سهلاً يقوم به الذين يفتكرون في الأرضيات، بل أولئك الذين يُقدرون أمور الله، والذين ينتظرون الرب؛ ليس أولئك المُرفَّهون، بل الذين يقمعون أجسادهم ويستعبدونها، والذين بالروح يُميتون أعمال الجسد.

                          ولقد وردت قصة كالب في كل من سفر يشوع وسفر القضاة، بالألفاظ ذاتها تقريبًا، لأنه، سواء في أيام القوة في الكنيسة الأولى التي نرى صورتها في سفر يشوع، أو أيام الخراب والفشل الآن، التي نرى صورتها في سفر القضاة، فإن الإيمان له المُشجعات عينها.

                          وهناك اختلاف وحيد بين القصتين له مدلوله الجميل. فالنُصرة التي أحرزها كالب على أعدائه، بحسب سفر يشوع، تُنسب في سفر القضاة لسبط يهوذا. هذا هو طابع سفر القضاة، أن رجلاً واحدًا يعمل لأجل السبط، أو الشعب. وهو عينه طابع أيامنا الحاضرة، فشخص واحد يكون بركة لكنيسة الله. وكل واحد منا الآن، شيخًا كان أم شابًا، رجلاً كان أم امرأة، يمكن أن يكون هذا الشخص، ممكن أن يكون سبب تشجيع لشعب الرب، وحافزًا قويًا لإخوته.

                          وبعد أن امتلك كالب حبرون، فقد واصل الصعود إلى سُكان دَبِير، كما واصل الامتلاك ( يش 15: 15 ). ومن الجميل أن نلاحظ أن الكتاب لا يسجل لكالب هذا، هزيمة على الإطلاق. إنه ينطلق من نُصرة إلى نُصرة، ومن امتلاك إلى امتلاك. وهو في هذا يُعطينا صورة للغالبين بحسب سفر الرؤيا2، 3 الذين لهم المواعيد العُظمى من الرب يسوع الغالب الأعظم.

                          يوسف رياض
                          نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                          تعليق


                          • #14
                            مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - أبريل 2006

                            الجمعة 14 إبريل 2006

                            زيت الأرملة


                            --------------------------------------------------------------------------------
                            فقال لها أليشع: ماذا أصنع لكِ؟ أخبريني ماذا لكِ في البيت؟ فقالت: ليس لجاريتك شيءٌ في البيت إلا دهنة زيت ( 2مل 4: 2 )

                            هي أرملة أحد بني الأنبياء، الذي كان يخاف الرب، وكانت مُهددة بأخذ ولديها لمواجهة مطاليب دائنها. إن تعرُّض أرملة نبي لهذا الضيق المُذل، إن دلّ على شيء، فإنما يدل على حالة الشعب المنحطة للغاية. لكن المرأة كان لها إيمان مكَّنها من الاستفادة من النعمة التي يُظهرها أليشع، فجاءت إليه وعرضت أمرها عليه، فسألها: «ماذا أصنع لكِ؟ أخبريني ماذا لكِ في البيت؟». ولقد أظهرت المرأة في إجابتها أنها ليست في حاجة عميقة فحَسَب، بل شهدت بأن ما لديها عاجز كل العجز عن سد حاجتها.

                            والطريقة التي استخدمها أليشع، هي بحق طريقة الرب التي كان يستخدمها هنا على الأرض في أيام جسده، إذ نقرأ أنه لما جاء إليه تلاميذه وأخبروه عن حاجة الجموع، قبل أن يُظهر نعمته، أظهر عدم قدرة التلاميذ لمواجهة الحاجة بسؤاله لهم: «كم رغيفًا عندكم؟». ولقد أظهر هذا السؤال أنه ليس عندهم سوى خمسة أرغفة وسمكتين صغيرتين، ولكن ما هذا لهؤلاء؟ هذا عين ما أظهره سؤال أليشع للأرملة، إذ بيَّن أنه ليس لديها سوى «دهنة زيت». ولكن، كيف يمكن لهذه أن تواجه مطاليب الدائن؟ وكما هيأ سؤال الرب الفرصة لإظهار نعمة الله الغنية، هكذا هيأ سؤال خادم الرب الفرصة لإظهار هذه النعمة أيضًا، فالرب أخذ الأرغفة الخمسة والسمكتين وشَخَص إلى السماء وباركها، وكأنه ربط هذا القليل الذي كان بين أيدي التلاميذ، بموارد السماء الغنية، فواجهت حاجة الجموع وفضل منها. وهذا عين ما حدث في دهنة الزيت التي إذ ارتبطت بقوة الله في غنى نعمته، كان فيها سداد للحاجة وبقي منها.

                            ونلاحظ أن أليشع استخدم دهنة الزيت التي كانت عند المرأة، كما استخدم الرب الأرغفة وصغار السمك التي كانت عند التلاميذ، وفي كلتا الحالتين، كان الزيت والخبز والسمك من الله، لذلك لم تُهمل. والله لا يسمح بوضعنا في ظروف لا تحمل علامة على ما أعدته رحمته. قد يكون هذا الشيء قليلاً وغير كافٍ، لكن الإيمان يقدّر هذا الشيء ويشجع النفس فتهتف قائلة: «الرب مُعيني». لقد أوجد الرب لدى الأرملة، ما كان واسطة لسد حاجتها، ورجل الله قادها إلى كيفية استخدام هذا الشيء اليسير بالاعتماد على الله.

                            هاملتون سميث
                            نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                            تعليق


                            • #15
                              مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - أبريل 2006

                              السبت 15 إبريل 2006

                              كلمة الله


                              --------------------------------------------------------------------------------
                              وأما كلمة الرب فتثبت إلى الأبد ( 1بط 1: 25 )

                              من النافع لنا أن نذكر كيف أن عددًا واحدًا من الكتاب، كان سلاحًا كافيًا في يد المسيح، وكان حُجة كافية لإفحام الشيطان.

                              حقًا إن كلمة الله هي التي تُثبِّت نفسها، وهي التي تحوي قوتها وسلطانها في داخلها، ولو أن الروح القدس هو الذي يعطيها هذه القوة على نفوسنا والعيشة مع الله؛ هي وحدها التي تمكننا من اجتلاء محاسنها والتغذي بما فيها من دسم وحلاوة. فالروح القدس هو المعلم المباشر للكلمة، وهو الذي يستخرج لنا ـ متى شاء ـ جواهر من كنوزها، ولكن عندما يفيض النهر، يجب علينا أن نشرب لنفوسنا لإرواء ظمأنا.

                              ولا يوجد أخطر من التعامل مع الكلمة بدون الروح القدس. إني لا أعرف شيئًا يبعد الشقة ما بيني وبين الله، مثل التكلم عن الحق بدون الشركة مع الله.

                              إن الله لا يعلن أموره "للحكماء والفهماء"، بل "للأطفال". فالذي يحصل على البركة، ليس هو الذهن البشري الجبار الذي يحكم في "أمور الله"، بل هو روح الطفل الذي يشتهي «اللبن العقلي العديم الغش». فأقوى عقل، يجب أن ينحني أمام كلمة الله كالطفل المولود الآن.

                              ولا توجد كلمة واحدة في كل كتاب الله، لا تحمل غذاء لنفوسنا. فادرس الكتاب المقدس بالصلاة. وابحث فيه عن الرب، لا عن العلم. ولا بد أنك ستجد العلم أيضًا، إنما اجعل غرضك الرب.

                              ويجب أن نعرف جيدًا أن ما يجعلنا ندخل إلى أفكار ومقاصد الله في الكتاب، ليس هو مجهود الإنسان، بل تعليم الله ـ ولست أقصد بذلك أن لا نعمل مجهودًا في درس الكتاب بكثرة، بل أقصد أن ندرسه مع الله.

                              يوجد إنسان واحد يعرف الحق، لأنه هو الحق ويكتفي بالكلمة المكتوبة، وهو الرب.

                              وتذكَّر أنه لا توجد حيلة من حيل الشيطان، لا نجد في كلمة الله ما يكفي لمواجهتها. وعندما تنتهي هذه الحياة العابرة، سيبقى فقط كل ما هو من ثمر الكلمة.

                              وكلامُكَ سراجي وهو نوري في الطريق
                              وخلاصي وحياتي حسب وعدك الوثيق


                              داربي
                              نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                              تعليق

                              من قاموا بقراءة الموضوع

                              تقليص

                              الأعضاء اللذين قرأوا هذا الموضوع: 0

                                معلومات المنتدى

                                تقليص

                                من يتصفحون هذا الموضوع

                                يوجد حاليا 1 شخص يتصفح هذا الموضوع. (0 عضو و 1 زائر)

                                  يعمل...
                                  X