إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

قرأت لك :من "طعام وتعزية" -يوليو 2011

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • قرأت لك :من "طعام وتعزية" -يوليو 2011

    الجمعة 1 يوليو 2011

    الطيور والزنابق
    لا تهتموا لحياتكم بما تأكلون وبما تشربون، ولا لأجسادكم بما تلبسون .. انظروا إلى طيور السماء ... تأملوا زنابق الحقل ( مت 6: 25 - 28)

    لقد قال الرب: «انظروا إلى طيور السماء» ( مت 6: 26 )، كما قال أيضًا «تأملوا زنابق الحقل» (ع28). فكأن المعلم العظيم هنا يصحبنا معه إلى رحلة خلوية، ويأخذ أفكارنا كيما نتعلم من خليقته دروسًا عظيمة. أَ لم يَقُل الرسول مرة «الطبيعة نفسها تعلِّمكم» ( 1كو 11: 14 )؟ ها هو رب بولس، معلّمنا المجيد وسيدنا العظيم يدعونا لكي ننظر إلى الطيور، ونتأمل الزنابق في الحقول.

    لنا إذًا درس من عالم الحيوانات ودرس آخر من عالم النباتات. وإن كان الخالق العظيم يعتني بكل المملكة الحيوانية والمملكة النباتية (انظر مثلاً مزمور104)، وإن كان الله هو الذي يُحيي الكل ( 1تي 6: 13 )، لكن ربنا يسوع هنا يوجه أنظارنا بصفة خاصة إلى الطيور (العصافير) وإلى الزنابق.

    الأولى مجالها الجو والسماء، والثانية مجالها الحقل والأرض. ثم إن الأولى هي أقل الطيور أهمية، والثانية تُعتبر من أقل النباتات حجمًا.

    وطيور السماء بخلاف كثير من المخلوقات الأخرى لا يهتم الإنسان قط بإطعامها، بل على العكس قد يفكر في اصطيادها وأكلها. وكذلك الزنابق هنا؛ إنها زنابق الحقول أو بالحري زنابق البراري، تلك التي لا يعتني بها أحد وربما لا يراها أحد من وقت أن تنبت حتى تموت.

    بالنسبة للطيور هي لا تزرع ولا تحصد ولا إلى مخازن تجمع، كما يفعل الرجال عادةً في الحقل. أما بالنسبة للزنابق فهي لا تتعب ولا تغزل كما كانت تفعل النساء في ذلك الوقت، في البيت ( أم 31: 19 ، 22، 24).

    أما الدرس الذي نتعلمه من الطيور فهو عدم الاهتمام بما نأكل ونشرب، والدرس الذي نتعلمه من الزنابق هو عدم الاهتمام بالكساء والملبس.

    كأن الرب هنا يقول لتلاميذه: ارفعوا الأعين إلى فوق ترون الطيور، أو اخفضوها إلى أسفل ترون زنابق الأودية؛ هذه وتلك تحدثنا عن اهتمام الله العجيب بخليقته، فحق للمؤمن أن يرنم:

    فكيفَ يَنْساني؟! فكيفَ يَنْساني؟!
    يكسو الزهور يُحيي الطيورْ فكيفَ يَنْساني؟!

    يوسف رياض
    نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

  • #2
    رد: قرأت لك :من "طعام وتعزية" -يوليو 2011

    السبت 2 يوليو 2011

    ماذا أتعلم من الكتاب؟
    ناموس الرب كامل يرُّد النفس. شهادات الرب صادقة تُصيِّر الجاهل حكيمًا ( مز 19: 7 )

    إنني أتعلَّم من الكتاب المقدس أنه يوجد إله واحد حي، أعلن ذاته لنا بالتمام في المسيح، وعرفناه كالآب والابن والروح القدس في وحدانية اللاهوت؛ ولكن كل أقنوم من الأقانيم الثلاثة مُعلَن في الكتاب متميزًا بذاته: يريد، ويعمل، ويرسل، ويأتي، ويقسِّم أي يوزع، وغير ذلك من الأعمال؛ أقانيم ثلاثة في إله واحد، ثالوث في وحدانية.

    وأتعلم أن الله هو خالق كل الأشياء، لكن عملية الخلْق منسوبة شخصيًا للكلمة أي الابن، وإلى فعل روح الله.

    وأتعلَّم أن الكلمة الذي كان عند الله وكان هو الله، صار جسدًا وحلَّ بيننا، فإن الآب قد أرسل الابن مخلِّصًا للعالم، وأن الكلمة، باعتباره المسيح، وُلد من مريم العذراء بحلول الروح القدس عليها، إنسانًا حقيقيًا، بلا خطية، حلَّ فيه كل ملء اللاهوت جسديًا؛ وهو نسل داود الموعود به حسب الجسد؛ هو ابن الإنسان، وابن الله؛ أقنوم مبارك، الله وإنسان، الإنسان يسوع المسيح، الممسوح، يهوه المخلِّص، وأنه مات من أجل خطايانا حسب الكتب «أُظهر مرة عند انقضاء الدهور ليُبطل الخطية بذبيحة نفسه»، وأنه حمل خطايانا في جسده على الخشبة، متألمًا من أجل الخطايا، البار من أجل الأثمة، لكي يُقربنا إلى الله؛ وأنه أُقيم من بين الأموات، مُقامًا من الله، ومن تلقاء نفسه، بمجد الآب، وصعد إلى الأعالي، وجلس عن يمين الله.

    وأتعلَّم أنه بعد صعود المسيح نزل الروح القدس ليسكن في شعبه أفرادًا وجماعة بحيث أنهم صاروا ـ من الناحيتين كأفراد وكجماعة ـ هيكلاً لله. ونحن مختومون وممسوحون بالروح الذي هو عربون ميراثنا لفداء المقتنى، وبه نصرخ «يا أبا الآب»، عالمين أننا أبناء.

    وأتعلَّم أن المسيح سيأتي أيضًا لكي يأخذنا إليه، فيُقيم الراقدين الذين له، ويُغيِّر المؤمنين الأحياء لتكون أجسادهم جميعًا على صورة جسد مجده، بحسب عمل استطاعته أن يُخضع لنفسه كل شيء؛ وأن أجساد قديسيه الذين يرقدون الآن سوف تُقام بمجد، وسوف ينطلقون ليكونوا معه.

    وأتعلَّم أن الله قد أقام يومًا هو فيه مُزمع أن يدين المسكونة بالعدل برجلٍ قد عيَّنه مُقدمًا إيمانًا للجميع إذ أقامه من الأموات، وأنه في النهاية سيجلس على العرش العظيم الأبيض ويدين الأموات صغارًا وكبارًا.

    داربي
    نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

    تعليق


    • #3
      رد: قرأت لك :من "طعام وتعزية" -يوليو 2011

      الأحد 3 يوليو 2011

      نبع الخلاص
      فبهذه المشيئة نحن مُقدَّسون بتقديم جسد يسوع المسيح مرةً واحدةً ( عب 10: 10 )

      لم يكن الفداء فكرًا حادثًا طرأ على قلب الله، ولم يكن سقوط الإنسان أمرًا مُستغربًا عنده استدعى أنه يجلس لتدبير علاج له، بل كان المشروع مرسومًا من قبل ذلك بكثير، هناك في المشورات الأزلية القديمة ( عب 10: 7 ). فمن قبل كون العالمين ومن قبل دخول الخطية قد رتَّب الله أن يجيء المسيح لعمل مشيئته تعالى، وفي تلك المشيئة كان خلاص الإنسان.

      ولإتمام هذا المشروع العجيب جاء الابن الأزلي من حضن الآب، حضن المحبة غير المحدودة, جاء لكي يفعل مشيئة الله مهما كلَّفه ذلك، وقد كان طعامه وشرابه أن يفعل تلك المشيئة. لم يأتِ من السماء ليفعل مشيئته بل مشيئة الآب، وتبارك اسمه القدوس لأنه فعلها. أتم تلك المشيئة، أكمل العمل، هكذا وضع أساس سلامنا المتين، وما لم تستطع جميع الذبائح التي حسب الناموس أن تفعله قد فعله الرب يسوع بذبيحته الواحدة ( عب 10: 7 - 14).

      هنا نجد المجرى الذي تجري فيه مياه الخلاص إلينا، وهو «تقديم جسد يسوع المسيح مرةً واحدة»، فليس الخلاص بواسطة الكنيسة ولا بالأسرار المقدسة ولا بالطقوس والفرائض، ولا بالترتيبات والوظائف الدينية، ولا بأعمال البر من أي نوع، سواء أَ كانت صلوات أو أصوام أو صَدَقات أو أي شيء آخر من عمل الإنسان، بل «بتقديم جسد يسوع المسيح مرةً واحدة». ولنلاحظ القوة التي في كلمة «واحدة». فإنه لا يمكن أن يحدث تكرار لتلك الذبيحة. وكل فكر عن ذبيحة مستمرة عن الخطايا إنما هو منافٍ للحقيقة الصريحة التي يبسطها الروح القدس في عبرانيين10. إن كلمة الله تعلِّمنا بكل وضوح أن الخطية قد أُبطلت بذبيحة المسيح على الصليب، تلك الذبيحة الواحدة الكاملة، والبرهان على ذلك هو جلوس ربنا يسوع في عرش العظمة في السماوات. فوقوف الكهنة اليهود كل يوم قد استُعيض عنه بجلوس ابن الله إلى الأبد. وذبائح اللاويين الكثيرة قد استُعيض عنها بذبيحة يسوع المسيح الواحدة. لم يكن ممكنًا للكهنة الذين تحت الناموس أن يجلسوا، لأن العمل لم يكن ليُكمَل أبدًا، أما المسيح فبعدما أكمل العمل جلس إلى الأبد، وفي جلوسه السر الحقيقي لراحة الضمير. ولا يمكن أن يقوم المسيح مرة ثانية ليحمل الخطايا، ولكنه إنما يقوم ليستقبل شعبه إليه، ولينفذ الدينونة على أعدائه.

      أديب يسى
      نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

      تعليق


      • #4
        رد: قرأت لك :من "طعام وتعزية" -يوليو 2011

        الاثنين 4 يوليو 2011

        تعقلوا واصحوا للصلوات
        ولكن قبل كل شيء، لتكن محبتكم بعضكم لبعضٍ شديدة، لأن المحبة تستر كثرة من الخطايا. كونوا مُضيفين بعضكم بعضًا بلا دمدمة ( 1بط 4: 8 ، 9) «وإنما نهاية كل شيء قد اقتربت، فتعقَّلوا واصحوا للصلوات» ( 1بط 4: 7 )

        يلخِّص الرسول في هذا العدد الاتجاه المسيحي للعالم الذي نجتاز فيه. إنه عالم الفجور والتمرد حيث يفعل الناس إرادتهم الذاتية، وينغمسون في ملذَّاتهم، ويتكلمون بالشر على المسيحي الذي يتألم لأجل البر، ويتألم صابرًا، ويتألم في الجسد عوضًا أن يستسلم للخطية. ففي مشهد عالم شرير، وفي مشهد الآلام الواقعة لا بد للمؤمن المسيحي أن يتذكَّر أن نهاية كل شيء قد اقتربت. والنهاية تعني الدينونة على غير المخلَّصين وبركة المؤمن المسيحي، ويتطلب ذلك التعقل والصحو للصلوات؛ التعقل بالنظر إلى النهاية التي تقود إليها الأمور الحادثة، والصحو لكل ما يحيط بنا، والصلاة من حيث العلاقة مع الله.

        وإذا كانت الشهوة هي العلامة البارزة لدائرة العالم ( 1بط 4: 2 )، فإن المحبة هي أبرز علامة للشركة المسيحية (ع8). وهناك صفات أخرى تلمع في هذه الدائرة، ولكن الصفة التي تتوج الصفات الأخرى هي المحبة، وبدونها يصبح كل شيء آخر باطلاً. ولذلك يقول الرسول: «ولكن قبل كل شيء (أو فوق كل شيء)، لتكن محبتكم بعضكم لبعض شديدة» (ع8). وللمرة الثالثة في رسالته الأولى يؤكد الرسول على المحبة كالصفة البارزة في الشركة المسيحية ( 1بط 1: 22 ؛ 3: 8؛ 4: 8).

        ولا يمكن للمحبة ألاّ تبالي بالخطية، ولكن لا يعني ذلك أن المحبة تستعرض بالضرورة الخطايا أو تنشغل كثيرًا بفضائح الآخرين وفشلهم. فالمحبة تتعامل مع الخطايا بشكلٍ خاص، على قدر الإمكان، دون الحاجة أن يكون التعامل جهارًا وعلى الملأ. وعندما يتم التعامل مع الخطية ويُحكم عليها، فإن من دواعي المحبة ألاّ نتكلم عنها أو ننشرها. فالمحبة لا تؤذي أو تدفع بالضرر، ولا تقود الناس أن يصبحوا فضوليين. والمحبة تغطي وتستر كثرة من الخطايا، كما يقول الحكيم: «البغضة تهيِّج خُصومات، والمحبة تستر كل الذنوب» ( أم 10: 12 ).

        وبالإضافة إلى ذلك، ففي الدائرة التي لا نُعد فيها غرباء بعضنا عن بعض، بل مترابطين معًا برُبط المسيح، فإن المحبة تُسرّ بخدمة الضيافة، كلما سَنحَت الفرصة إلى ذلك. وحيث تسود المحبة بشدة عندئذٍ تصبح الضيافة بلا دمدمة (ع9).

        هاملتون سميث
        نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

        تعليق


        • #5
          رد: قرأت لك :من "طعام وتعزية" -يوليو 2011

          الثلاثاء 5 يوليو 2011

          الرجاء إلى النهاية
          ولكننا بحسب وعده ننتظر سماوات جديدة وأرضًا جديدة يسكن فيها البر ( 2بط 3: 13 )

          في ميادين السباق الرياضية يعنى اللاعبون بأقدامهم، حتى لا يعطلها عن الركض معطل، ويثبِّتون أنظارهم على الهدف المقصود. فهل يصحّ لنا نحن الذين نركض لأجل جعالة سامية وميراث لا يفنى ـ هل يصحّ لنا أن نتوانى في الطريق ونتلفت من وقت لآخر على أتفه أمور الأرض؟ وما دام أمامنا مجد كهذا، هل يخدعنا زُخرف مجد الشيطان، فيجعلنا نركز اهتماماتنا على تراب ورماد سيكون وقودًا للنيران عند مجيء المسيح؟ إنها لحقيقة مُذللة ومُحزنة للشخص العالمي إذ يعرف أن كل ما يفتخر به، كل ما كان يجمعه لنفسه، فإنه يجمعه ليوم غضب الله!

          تأمل أيها القارئ في هذا القول: «خلاصنا الآن أقرب مما كان حين آمنا» ( رو 13: 11 ). لقد تناهى الليل وتقارب النهار فلنخلع أعمال الظلمة ونلبس أسلحة النور. ولا نقنع بخلع جزء من الشر هنا، والجزء الآخر هناك. بل لنخضع لأمر الرب: «اخرجوا .. واعتزلوا» ولا نَدَع شعرة واحدة من الشر تقف في طريقنا، ولنتخلَّص من كل ثقل عالمي يحني رؤوس المؤمنين ويعوقهم عن أن ينظروا إلى فوق ويروا أن خلاصهم يقترب. «فبما أن هذه كلها تنحل، أي أُناس يجب أن تكونوا أنتم في سيرة مقدسة ... ولكننا بحسب وعده ننتظر سماوات جديدة وأرضًا جديدة يسكن فيها البر. لذلك أيها الأحباء إذ أنتم مُنتظرون هذه، اجتهدوا لتوجدوا عنده بلا دنس ولا عيب في سلام» ( 2بط 3: 14 ). إذًا «فلنثبت في الرب».

          حبذا لو ظهرت قوة الله فينا أكثر كثيرًا! حبذا لو استطعنا أن ننتصب من النظرة إلى التراب، إلى نظرة رفيعة لمجدنا الكامل، وأن الأبدية مكتوبة على عواطفنا كما هي على آمالنا.

          وحينما تكون أشياء هذا العالم موضوع غضب الله ودينونته النارية، حينما يدعو الناس الصخور والآكام لكي تسقط عليهم وتغطيهم، عبثًا، حينئذٍ سيبرهن القديسون أن أكاليلهم لا تتدنس وأن ميراثهم لا يفنى «لذلك منطقوا أحقاء ذهنكم صاحين فألقوا رجاءكم بالتمام على النعمة التي يؤتى بها إليكم عند استعلان يسوع المسيح» ( 1بط 1: 13 ).

          وهو المخلِّص الوحيد من كلِّ حزنٍ وتعب
          وبهِ أيضًا عن قريبْ سنخلُصُ من الغضبْ

          كاتب غير معروف
          نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

          تعليق


          • #6
            رد: قرأت لك :من "طعام وتعزية" -يوليو 2011

            الأربعاء 6 يوليو 2011

            الأبرص يوم طُهرِهِ

            .. يُوخذ للمُتطهر عُصفوران حيان طاهران، وخشب أرز وقرمز .. ويأمر الكاهن أن يُذبح العصفور الواحد في إناء خزفٍ.. ( لا 14: 4 ، 5)

            في شريعة الأبرص يوم تطهيره نرى أن الزوفا مقترنة بشيئين لتطهير ذلك الأبرص المسكين، الموت (أو الدم) والحياة (في العصفور الذي يُطلق حيًا)، وهذه صور عجيبة للشيئين اللازمين لتطهير الخاطئ المُثقل بالآثام؛ موت الرب يسوع وقيامته، الذي أُسلم من أجل خطايانا وأُقيم لأجل تبريرنا. إن الدم وحده كان هو العلاج في حالة الأبرص، فالكاهن كان «ينضح على المتطهر سبع مرات» (ع7) بعد أن يكون قد غمس الزوفا والعصفور الحي في دم العصفور المذبوح. فأساس تطهير الأبرص لم يكن سوى الدم، وهذا هو الحال تمامًا مع الخاطئ.

            وربما تقول النفس المُثقلة التائبة إن كل هذا واضح ولا يحتاج إلى تفسير، ولكن كيف أعرف أني قد تطهرت من برص خطيتي في نظر الله كما يعرفني هو؟ ونحن نسأل كيف كان الأبرص يعرف أنه قد تطهر؟ كان الكاهن ينضح على المتطهر «فيطهره، ثم يُطلِق العصفور الحي على وجه الصحراء»، فلم يكن هناك أي شك أو ريب، فإطلاق العصفور الحي كان هو البرهان الأكيد على كفاية الدم. وما الذي يُعلنه الله بإقامة يسوع من الأموات: «فليكن معلومًا عندكم ... أنه بهذا يُنادى لكم بغفران الخطايا، وبهذا يتبرر كل مَن يؤمن من كل ما لم تقدروا أن تتبرروا منه بناموس موسى» ( أع 13: 38 ). لنا في هذا الإعلان تأكيد لا يقل عن التأكيد الذي كان يحصل عليه الأبرص بعد أن يرى أن الكاهن قد غمس الزوفا في دم العصفور المذبوح ونضح عليه سبع مرات (عدد الكمال) وأعلن طهارته، وأطلق العصفور الحي. إنه لم يكن في حاجة إلى تأكيد أكثر من ذلك، وها أن يسوع قد مات كفارة عن الخطايا، ولم يبق عليك سوى أن تصدق الله الذي يعلن لك غفران خطاياك بواسطته وينادي أن كل مَن يؤمن يتبرر من كل شيء، والدليل على ذلك هو قيامة الرب يسوع، من بين الأموات، فالمسيح ليس بعد في القبر، بل هو الآن حي وقد أُقيم من الأموات لأجل تبريرنا، فهل نحتاج إلى تأكيد أعظم من هذا؟ وإذا كنا نؤمن أن ربنا يسوع الذي أُسلم من أجل خطايانا وأُقيم لأجل تبريرنا قد أقامه الله، فما هي النتيجة التي تتبع ذلك؟ «فإذ قد تبررنا بالإيمان لنا سلام مع الله بربنا يسوع المسيح» ( رو 5: 1 ).

            ماكنتوش
            نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

            تعليق


            • #7
              رد: قرأت لك :من "طعام وتعزية" -يوليو 2011

              الخميس 7 يوليو 2011

              نيقوديموس

              كان إنسانٌ من الفريسيين اسمه نيقوديموس، رئيسٌ لليهود. هذا جاء إلى يسوع ليلاً .. ( يو 3: 1 )

              شغَل نيقوديموس مركزًا خاصًا، فقد جذبته الآيات إلى الرب يسوع كما جذبت أولئك المذكورين في الأصحاح الثاني من إنجيل يوحنا، غير أن نفسه قد مسَّها الحق بخلاف أولئك، وآخرته لم تكن مثل بدايته. فهو لم يتعجب ويؤمن فقط، بل تأمل تأملاً عميقًا ثم طلب الرب.

              ومع أنه قصَدَه خائفًا ولكنه استمر في طلبه، فالآيات حركت قدميه للسير إلى يسوع، والعمل الذي أجراه فيه كان أسمى من عمل الآيات، فقد كشف الرب له عن نفسه، ومكَّنه أن يتعلم عن نفسه أيضًا.

              ليس للرب صِلة مع مَن يؤمن به كشخص جاء في التاريخ، ولا مع مَن يؤمن به بناء على قوة البرهان كما هو الحال مع العالم المسيحي الآن، بل قد جاء خصيصًا إلى الخاطئ لكي يكون في شركة معه إلى أبد الآبدين ويفيض بنعمته المخلِّصة إليه. فعَوز الخاطئ وملء المسيح يتقابلان معًا وتتكون بينهما العلاقة إلى الأبد، وهذه العلاقة قد نشأت بين المخلِّص ونيقوديموس الخاطئ.

              في يوحنا7: 50 نرى نيقوديموس يناضل عن البر الذي في شخص الرب يسوع وسط الشيوخ، فهو لا يزال بينهم عاملاً معهم ونفسه تخالجها الظنون والشكوك ويخامرها الجُبن والخوف كمَن جاء إلى يسوع ليلاً، لكنه اعترف بالبار على نوعٍ ما.

              ولكنه في الأصحاح التاسع عشر قد خطا خطوة إلى الأمام وأظهر تعلقه بذاك الذي قتله العالم، فوقف نيقوديموس مع الله عالمًا أنه سيُقيم هذا المتألم المبارك قيامة مجيدة عن قريب. فنيقوديموس ورفيقه يوسف جهزا للرب يسوع قبرًا وأكفانًا وحنوطًا عطّرا بها ذلك القبر الذي كانت ستفتحه قوة الله. وهنا نرى نيقوديموس قد شَغَل المركز الذي أخبره عنه يسوع في الأصحاح الثالث، وكان ينظر بالإيمان إلى الحية المرفوعة، إلى ابن الإنسان المصلوب، ولذلك أصبح ضمن الأفراد الذين ائتمنهم الرب على نفسه. هل تعلم الآن أن يسوع يريد أن يأتمنك على نفسه؟

              غيرَ أني إذ يطولُ الـ وقتُ بي في حضرتكْ
              كلما تعتاد عينا ىَ ضياءَ طَلعتكْ
              هكذا تشبع نفسي من بهاءِ هيبتكْ

              كاتب غير معروف
              نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

              تعليق


              • #8
                رد: قرأت لك :من "طعام وتعزية" -يوليو 2011

                الجمعة 8 يوليو 2011

                الحُلَّة الأولى

                فقال الأب لعبيده: أَخرجوا الحُلة الأولى وأَلبسوه .. ( لو 15: 22 )

                في لوقا15: 20، 21 نقرأ عن المقابلة السعيدة بين الأب والابن، ترحيب الأب الحبي، اعتراف الابن وهو مكسور الخاطر. ويجب أن نلاحظ أن كل هذا حدث خارج البيت بمسافةٍ ما، لأنه «ركض» ليقابله. والآن إذ اقتربا ”الأب والابن“ ـ من البيت، نادى الأب عبيده وقال: «أخرجوا الحُلَّة الاولى». آه! فالأب لا يستطيع أن يقبل الابن على مائدته بملابسه الرثَّة القذرة. فهذا يعني التنحي عن مطاليب بيته البارة: «تملك النعمة بالبر» ( رو 5: 21 )، وليس على حساب البر. جميل إذًا أن نرى النعمة وهي تركض لملاقاة الضال، والآن نرى البر الذي دبَّر تبديل ثيابه القذرة!

                وهكذا نشاهد بقلوب شاكرة ما أُعدَّ للضال المسكين. يجب أن ننتبه إلى أن الضال لم يُحضر معه حُلَّته من الكورة البعيدة، ولا أنه دبَّر لهذا الأمر في رحلته للبيت. في الواقع كلا، إنها مجهزة له، وأعطاها الأب له. فهي كانت جاهزة له، تنتظره!

                ونحن لنا أن نُعجب بجودة الملابس المُعطاة له. فالأب قال: «أخرجوا الحُلَّة الأولى»، يا لها من نعمة عجيبة! أَ كانت «الحُلَّة الأولى» في بيت الأب محجوزة للضال؟ وهذا لا يعني إلا أن الخاطئ المخلَّص بالنعمة، له أن يرتدي رداءً أكثر مجدًا مما للملائكة الأطهار! ولكننا نتساءل، هل يمكن أن يحدث هذا؟ هل هذا ممكن؟ وما هي تلك «الحُلَّة الأولى»؟ ولماذا شخص المسيح البار هو الذي يجب أن يغطي التائب الراجع؟ إن هذا ”البر المكتسب“ هو الذي طُرِّز لنا بطاعة مخلِّصنا الكاملة وموته النيابي «فرحًا أفرح بالرب. تبتهج نفسي بإلهي، لأنه قد ألبسني ثياب الخلاص. كساني رداء البر» ( إش 61: 10 ).

                ونلاحظ أن «الحُلَّة الأولى» وُضعت عليه، «أخرجوا الحُلَّة الأولى وألبسُوهُ». فكل شيء عُمل له. فالحُلَّة الأولى لم تُمنح له فقط، ولكنها وُضعت عليه. وهذا يذكِّرنا بما نقرأه في تكوين3: 21 «وصنع الرب الإله لآدم وامرأته أقمصة من جلد وألبسهما». فالرب الإله لم يُحضر فقط «أقمصة من جلدٍ» بنفسه، ولكنه ألبس أبوينا الأولين! ونجد نفس الأمر مرة أخرى في زكريا3: 4 «انزعوا عنه الثياب القذرة. وقال له: انظر. قد أَذهبت عنك إثمك، وأُلبسكَ ثيابًا مُزخرفة». يا لها من نعمة!

                آرثر بنك
                نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                تعليق


                • #9
                  رد: قرأت لك :من "طعام وتعزية" -يوليو 2011

                  السبت 9 يوليو 2011

                  ماذا أتعلم من الكتاب؟ (2)

                  ناموس الرب كامل يرُّد النفس. شهادات الرب صادقة تُصيِّر الجاهل حكيمًا ( مز 19: 7 )

                  وإنني أتعلَّم من الكتاب المقدس أن الرب يسوع المسيح قد مات لأجل الجميع، بذل نفسه فدية لأجل الجميع. وأنه صنع كفارة لخطايانا وليس لخطايانا فقط، بل لكل العالم؛ وأنه بذلك وجد لنا فداءً أبديًا. وأنه بتقديم نفسه مرة واحدة تطهَّرت كل خطايا الذين يؤمنون به، وأنه بالإيمان به ـ له المجد ـ قد تطهرت ضمائرهم، والله لا يعود يذكر خطاياهم ولا آثامهم فيما بعد؛ وإذ هم مدعوون من الله ينالون وعد الميراث الأبدي إذ إنهم تكمَّلوا إلى الأبد، وبذلك صارت لنا ثقة بالدخول إلى الأقداس بدمه بالطريق الحديث الحي الذي كرسه لنا.

                  وأتعلَّم أن الدخول في ملكوت الله يقتضي الولادة من الماء والروح، والولادة من فوق، لأننا بالطبيعة أموات في الخطايا، وبالطبيعة نحن أبناء الغضب، وأن أداة ولادتنا الجديدة هي كلمة الله، ومن ثم قد صرنا بالإيمان أولاد الله.

                  وأتعلَّم أن الله هكذا أحب العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي تكون لكل مَنْ يؤمن به حياة أبدية. ولأجل هذه الغاية، وبالنظر لأن الله هو إله بار وقدوس، فقد لزم أن يُرفع ابن الإنسان على الصليب، وهناك حَمل خطايانا في جسده على الخشبة. وجُعل خطية لأجلنا لكي نصير نحن بر الله فيه.

                  وأتعلَّم أن إله وأبا ربنا يسوع المسيح قد اختارنا فيه قبل تأسيس العالم لنكون قديسين وبلا لوم قدامه في المحبة، وأننا نحن الذين أخذنا الروح لسنا فقط نصرخ يا أبا الآب، بل نعلم أننا في المسيح وأن المسيح فينا؛ والمسيح لا يظهر أمام الله لأجلنا فقط، بل أننا فيه وهو جالس في يمين الله منتظرًا حتى يوضع أعداؤه موطئًا لقدميه، وأننا في نظر الله أموات عن الخطية، وعلينا أن نحسب أنفسنا هكذا، لأننا قد خلعنا الإنسان العتيق ولبسنا الجديد، وصرنا أحياء لله بيسوع المسيح (إذ المسيح حياتنا الجديدة)، وأننا مصلوبون للعالم وأموات للناموس، وإذ نحن في المسيح فإن المسيح فينا، ونحن تحت التزام أن نُظهر حياة المسيح يسوع في جسدنا المائت، ونسلك كما سلك هو، إذ إن الله قد وضعنا في العالم كرسالة المسيح الذي تكفينا نعمته، والذي قوته في الضعف تُكمل.

                  وثقــة الدخـول لـلـ أقداسِ قد نلنا بهِ
                  يا عجبًا من حبِّ مَنْ أعطى كجودِ قلبهِ

                  داربي
                  نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                  تعليق


                  • #10
                    رد: قرأت لك :من "طعام وتعزية" -يوليو 2011

                    الأحد 10 يوليو 2011

                    أمجاد المسيح المتنوعة

                    الذي، وهو بهاءُ مجده، ورسمُ جوهره، وحاملٌ كل الأشياء بكلمة قدرته، بعد ما صنع بنفسه تطهيرًا لخطايانا ( عب 1: 3 )

                    يستعرض الروح القدس في مَطلع الرسالة إلى العبرانيين أمجادًا متنوعة لربنا المعبود، فيطالعنا بوصف سُباعي لأمجاد الابن: ففي البداية نراه كالوارث، والخالق لكل شيء، بهاء مجد الله ورسم جوهره، والحامل لكل الأشياء بكلمة قدرته، فما هي الصفات الأخرى التي يليق أن توضع بجانب هذه الأمجاد السامية؟ أ يمكن أن يجد الحق العظيم الخاص بالفداء مكانه بين هذه الحقائق السامية العجيبة؟ نعم أيها الأحباء، في وصف هذه التيجان الكثيرة التي تتوج رأسه، في وصف مجده كابن الله، نجد حق الفداء المبارك يحتل مكانه بينها «بعدما صنع بنفسه تطهيرًا لخطايانا، جلس في يمين العظمة في الأعالي».

                    إنه لا يتكلم عنه هنا كالحامل للخطية، ولا يتناول بالضبط موضوع جعْله خطية لأجلنا، فذلك موضوع يناقشه الرسول بالتفصيل بعد ذلك في الرسالة، وإنما هو يُشير هنا مجرد إشارة إلى الحق العظيم أنه ـ له المجد ـ صنع تطهيرًا لخطايانا، صنع الفداء كاملاً، صنع بنفسه، ليس بواسطة ملاك أو أي شخص آخر. ابن الله نفسه، هو الذي صنع وتمم تطهير الخطايا.

                    تأمل في السلسلة التي يحتل الفداء مكانة بينها! تأمل في ابن الله المبارك باعتباره «بهاء مجد الله ورسم جوهره»، ثم تأمل في الفداء. إنهما فكران متلازمان في هذا الاستعراض الكتابي الجميل. إننا نتكلم عن ابن الله، ليس فقط باعتباره الذي عمل العالمين، والحامل لكل الأشياء بكلمة قدرته، ولكننا بنفس العبارة نتكلم عنه كمَن صنع تطهيرًا للخطايا. وهل يمكن أن يكون هناك أدنى شك في أن تطهير الخطايا هو أمر أكيد وكامل، أمر إلهي ومُمجِّد لله تمامًا ككل صفة من الصفات الأخرى، وكل شعاع آخر من أشعة المجد الإلهي الذي يطالعنا به هذا الجزء المبارك من كلمة الله؟ إن تطهير الخطايا يقرنه الله مع مجد ابنه، مع كل ما هو كالخالق والحامل لكل شيء والمُعادل له في كل شيء.

                    وأخيرًا نراه راجعًا إلى حيث كان قبلاً، إلى ذلك المجد الذي كان له عند الآب قبل إنشاء العالم. راجعًا بما له من حق خاص، ليس فقط مدعوًا إلى هناك بمجد الآب كما نعلم أن ذلك كان حقًا أيضًا، بل آخذًا مكانه هناك في قوة حقه كابن الإنسان وابن الله الذي له الحق في كل شيء، ليس فقط باستحقاقه الإلهي، بل كمَن تمم في عَبرْ الزمن عمل الفداء، وبذلك جلس في يمين العظمة في الأعالي.

                    صموئيل ريداوت
                    نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                    تعليق


                    • #11
                      رد: قرأت لك :من "طعام وتعزية" -يوليو 2011

                      الاثنين 11 يوليو 2011

                      لا يقدر أحد أن يخدم سيدين


                      لا يقدر أحد أن يخدم سيدين ... لا تقدرون أن تخدموا الله والمال. ( مت 6: 24 )

                      لا يقدر أحد أن يخدم سيدين لأن الله لا يريد خدمة الشفتين فقط، ولا خدمة اليدين فحسب، بل يريد خدمة المحبة، والمحبة من كل القلب. قال الرب قديمًا على لسان هوشع النبي «قد قسَموا قلوبهم. الآن يُعاقبون» ( هو 10: 2 ). كما وبَّخ إيليا النبي الشعب في أيامه قائلاً: «حتى متى تعرجون بين الفرقتين؟ إن كان الرب هو الله فاتبعوه، وإن كان البعل فاتبعوه» ( 1مل 18: 21 ). ويا لها من كلمات فاحصة لقلوبنا نحن أيضًا!

                      لكن خدمة الرب ليست فقط خدمة من كل القلب، بل أيضًا خدمة كل الوقت. إنها خدمة التكريس الكُلي واتباع الرب تمامًا. إن خدمة الهواة لا تنفع مع الله، بل يلزم التكريس الكامل قبل أن نخدمه.

                      ماذا قيل عن الابن الضال وهو في الكورة البعيدة؟ قيل «مضى والتصق بواحدٍ من أهل تلك الكورة، فأرسله إلى حقوله ليرعى خنازير» ( لو 15: 15 ). وهكذا فإن كل إنسان عليه أن يوازن بين الالتصاق بالسيد القاسي الذي يرسله إلى حقوله (صورة للعالم) فلا يجد حتى طعام الخنازير، وبين التحول نهائيًا عن ذلك السيد وحقوله وخنازيره ليعود راجعًا إلى أحضان الأب وقُبلاته الغامرة، فيجد عنده الشبع على مائدته بالعِجل المُسمَّن، فتتم فيه كلمات الرسول الحلوة «وأما مَن التصق بالرب فهو روحٌ واحدٌ» ( 1كو 6: 17 ).

                      قد يقول قائل إني بوسعي أن أعدل بين السيدين اللذين أخدمهما، وأسلك سلوكًا متوازنًا بين العالمين اللذين أحيا لهما. لكن تذكَّر ـ عزيزي ـ أن هذه هي كلمات الرب يسوع، وهو يعرف أفضل منك، وما يقوله هو دائمًا الصواب.

                      تفكَّر في الشاب الغني الواردة قصته في مرقس10، لقد أراد أن يتبع المسيح لكنه اكتشف أنه ينبغي أن يترك كل أمواله، فنكص على عقبيه، ومضى حزينًا!

                      ثم تفكَّر في يهوذا الإسخريوطي، الذي لأجل حفنة قليلة من النقود باع الرب الودود!

                      وحنانيا وسفيرة أيضًا يقدمان لنا بوق تحذير وإنذار. فالمال جعل الشيطان يملأ قلبيهما ويكذبان على الله!

                      هؤلاء جميعًا لم يستطيعوا الاحتفاظ بولائهم الظاهري للمسيح رغم حُسن النوايا، وذلك لأن في قلوبهم كان يوجد سيد آخر وهو المال.

                      يوسف رياض
                      نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                      تعليق


                      • #12
                        رد: قرأت لك :من "طعام وتعزية" -يوليو 2011

                        الثلاثاء 12 يوليو 2011

                        الإيمان القليل


                        ما بالكم خائفين يا قليلي الإيمان؟ ( مت 8: 26 )سُرُّوا أيها الرجال، لأني أُومن بالله أنه يكون هكذا كما قيل لي ( أع 27: 25 )

                        قارن تخاذل وخوف الاثنى عشر أمام تلك العاصفة الجليلية القصيرة بهدوء بولس أثناء العاصفة المُخيفة في البحر المتوسط وقد استمرت أسبوعين (أع27). لم يكن بولس «قليل الإيمان» بل قال: «إني أؤمن بالله» ( أع 27: 25 )، واستطاع أن يبث الثقة الراسخة التي كانت عنده، في أولئك الذين كانوا معه على سطح السفينة المحطمة، وكانوا حوالي ثلاثمائة نفس.

                        والحق إن الله أعطانا روحه القدوس ليسكن في داخلنا، وفيه لنا قوة أعظم من أية قوة قد نتعرض لها، جسدية كانت أو روحية، وكما كان إسرائيل يقاتل عماليق في وادي رفيديم، وموسى على التل يشفع للنصر، هكذا أيضًا لنا شفيع كهنوتي عظيم في الأعالي في يده أمرنا، حتى إن الترنيمة الدائمة في أفواهنا هي: «شكرًا لله الذي يعطينا الغلَبَة بربنا يسوع المسيح» ( 1كو 15: 57 )، وأولئك الذين لهم الثقة في غلبة الله لا يخافون الهزيمة قط. ولكن الإيمان الذي يفشل في التمسك بموارد الله العظيمة التي أعدَّها لحفظنا وسلامتنا، إنما هو عُرضة لأن يُكتسح في أية لحظة ويهوي إلى قرارة اليأس، فتنطلق حينئذٍ الصرخة: «يا معلم، يا معلم، إننا نهلك!» ( لو 8: 24 ).

                        إن أولاد الله في الأزمة الحاضرة التي بين أمم العالم يُحزنون يسيرًا بتجارب متنوعة، لكي تكون تزكية إيمانهم ... توجد للمدح والكرامة والمجد عند استعلان يسوع المسيح ( 1بط 1: 6 ، 7). أما ضعفاء الإيمان فهم الذين يسقطون في الامتحان، إذ يغزو الخوف قلوبهم وفي إثره الشك والجُبن. والرب عرف هذا الضعف في تلاميذه، لذلك قُبيل انطلاقه قال لهم: «لا تضطرب قلوبكم» ( يو 14: 27 ). لأنه إذا كان قد استولى عليهم الرُعب المزعج وقت العاصفة والرب معهم، فماذا كانت حالتهم يا تُرى عندما ارتفع عنهم إلى الأعالي؟ قال الرب إن في العالم ضيقًا للمؤمنين، ولكن لهم أن يثقوا لأن الرب نفسه قد غلب العالم وفيه للمؤمنين سلام ( يو 16: 33 ؛ 1يو5: 4). بعد هذه الكلمات مباشرة أحرز الرب نُصرة الصليب وأُبيدت قوة الشيطان الذي ينفث سموم ”الخوف من الموت“ إلى القلوب الضعيفة المرتعبة، فأصبح ممكنًا لرجال الإيمان أن يتغنوا الآن بالقول:

                        ما دمتَ تحفظ الحياةْ لا نرهَبُ الهلاكْ
                        في الضيقِ أو حينَ النجاةْ نكونُ في حِماكْ

                        بللت
                        نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                        تعليق


                        • #13
                          رد: قرأت لك :من "طعام وتعزية" -يوليو 2011

                          الأربعاء 13 يوليو 2011

                          بشارة الله


                          إله هذا الدهر قد أعمى أذهان غير المؤمنين، لئلا تُضيء لهم إنارة إنجيل مجد المسيح، الذي هو صورة الله. ( 2كو 4: 4 )

                          إن الإنجيل هو بشارة نعمة الله ( أع 20: 24 )، فالله في شخص ابنه الحبيب قد نزل من السماء، في محبة كاملة، لكي يعلن محبته هذه للخطاة. إن حالة الإنسان كانت رديئة لدرجة أنه لم يوجد شيء سوى عمل الله يستطيع أن يخلِّصه من خطاياه أو يُرجعه ثانيةً إلى شخصه المبارك. بسبب ذلك قد وضع ربنا حياته على صليب الجلجثة، قد وضعها لأجل أعدائه، لأجلك ولأجلي. وعلى أساس سفك الدم هذا، وليس على أساس أي شيء آخر البتة، يستطيع الله الآن أن يمحو خطايانا. لا يوجد شيء سوى دم المسيح يستطيع أن يغسلنا من آثامنا.

                          ثم إن الإنجيل هو أيضًا بشارة مجد المسيح ( 2كو 4: 4 )، لقد نزل الرب يسوع إلى هذه الأرض وصار في نعمته إنسانًا ثم رجع أيضًا (بعد أن أكمل الفداء) إلى المجد. وهكذا الإنجيل ينادي بمسيح حي في المجد كغرض الإيمان. الله الآن ليس فقط يخلِّص الخطاة من خطاياهم ومن الجحيم، بل يباركهم بإعطائهم مكانًا في المسيح أمامه في السماء. كل مَن يؤمن بالرب يسوع يستطيع أن يتطلع بالإيمان إلى أعلى، إلى نفس مجد الله ويقول: ”المسيح مخلِّصي في السماء، فمكاني أنا أيضًا هناك، وذلك لأن الله قد باركني بكل بركة روحية في المسيح في المجد، وقريبًا جدًا سأكون معه هناك في جسد مثل جسده“.

                          وأخيرًا أقول إن الإنجيل هو بشارة الله المبارك ( 1تي 1: 11 )، إن الله قد اكتفى بعمل المسيح الكامل على الصليب. كل الدين الذي له على الخاطئ قد سدده المسيح عن آخره إلى الأبد. نستطيع أن نقول، في يقين، بأن الله يجد الآن سروره الكامل في أن يبارك كل خاطئ يأتي إلى المسيح ويؤمن به. ثم إن مجد الله وقوته ومحبته تتضافر معًا لخلاص الناس، ليس على أساس المكان الموجود فيه كل منهم كخاطئ هنا على الأرض، بل على أساس المكان الموجود فيه المسيح في الأعالي. ليس على أساس ما عليه الخاطئ في حالته البائسة التعيسة، بل على أساس ما عليه الرب يسوع كالإنسان المُقام والممجَّد.

                          ما أعظم هذا الإنجيل! الله مصدره، الابن المبارك، ميتًا ومُقامًا ومُمجدًا هو موضوعه. إنه يعلن إعلانًا كاملاً نعمة الله ومجد الله، كما يقدم أيضًا للهالكين خلاصًا عظيمًا مقرونًا بمجد الله.

                          وليم مكاي
                          نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                          تعليق


                          • #14
                            رد: قرأت لك :من "طعام وتعزية" -يوليو 2011

                            الخميس 14 يوليو 2011

                            التصرف الحكيم لإبراهيم



                            فقال أبرام للوط: لا تكن مخاصمة بيني وبينك، وبين رعاتي ورعاتك، لأننا نحن أخوان ( تك 13: 8 )

                            لقد رأى إبراهيم أنه لا يليق أن تستمر المخاصمة بين رعاة لوط ورعاته، خصوصًا وقد «كان الكنعانيون والفرِزّيونَ حينئِذٍ ساكنين في الأرضِ» (ع7)، لأنه لو بلغت إلى أسماعهم أخبار مُنازعات جيرانهم لهجموا عليهم. ففي الاتحاد القوة، وفى الانقسام الضعف.

                            وفضلاً عن ذلك فإن إبراهيم أدرك تأثير الانقسام والخصام على الشهادة، إنهما من الأعمال الذميمة التي تهين اسم الله، وتحقر شأن عبادته. ليت جميع أولاد الله يتجنبون كل عوامل المنازعات والانقسامات ويعلمون جميعًا أنهم أولاد أب واحد.

                            وهكذا دعا إبراهيم لوطًا وقال له: «لا تكن مخاصمة بيني وبينك، وبين رعاتي ورعاتك، لأننا نحن أخوانِ. أ ليست كل الأرضِ أمامك؟ اعتزِل عني. إِن ذهبت شمالاً فأنا يمينًا، وإِن يمينًا فأنا شمالاً» ( تك 13: 8 ، 9).

                            لقد دلّ هذا الاقتراح على منتهى الحكمة. فإنه إذ وجد أن هناك مصدرًا مستمرًا للتعب والمشاكل، وأنه إن تكلم مع لوط بالشدة، فقد يرُّد عليه بنفس الروح، وقد يؤدى ذلك إلى عداوة مُستحكمة. لذلك رأى أنه من الحكمة أن يستأصل أصل الشر من جذوره واقترح أن ينفصل الواحد عن الآخر.

                            كذلك دلّ هذا الاقتراح على النُبل والشرف وإنكار النفس مع التواضع. فإنه بلا مَراء كان له حق الاختيار باعتباره أكبر سنًا وباعتباره رئيس الجماعة، ولكنه تنازل عن هذا الحق حبًا في الصُلح والسلام.

                            كما دلّ هذا الموقف أيضًا على الإيمان، فإن إيمانه كان قد بدأ يأخذ مركزه اللائق به. وبدأ يتزايد قوة وعظمة. إن كان الرب قد وعده أن يظلله بعنايته ويعطيه ميراثًا، فلم يكن هناك مُبرر للخوف من أن يسلبه لوط ما ضمنه له الرب الأمين. لهذا فضّل ألف مرة أن يختار له الرب من أن يختار هو لنفسه.

                            إن الإنسان الذي ركَّز كل ثقته في الله، لا يبالي كثيرًا بأمور هذا العالم، لأنه يرى الرب ميراثًا ثابتًا له. وإن كان له الرب، فإن له كل شيء. وواضح من التاريخ المقدس أن مَنْ يختار لنفسه ليس بأفضل ممن يسلِّم الأمر لله، وكأن المؤمن الروحي يقول: ليختَر الآخرون لأنفسهم إن أرادوا، أما أنا فقد تركت أمري بين يدي الرب ليختار لي نصيبي ( مز 47: 4 ).

                            ف.ب. ماير
                            نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                            تعليق


                            • #15
                              رد: قرأت لك :من "طعام وتعزية" -يوليو 2011

                              الجمعة 15 يوليو 2011

                              بالنعمة فقط


                              بسطت ذيلي عليكِ وسَترت عورتَكِ، وحلفتُ لكِ، ودخلت معكِ في عهدٍ، يقول السيد الرب، فصرتِ لي ( حز 16: 8 )

                              في الوقت الذي ينكر فيه الناس نعمة الله، يجب على كل أولئك الذين يُقيمون فيها؛ كل أولاد الله الحقيقيين، أن يعظموا هذه النعمة ويمجِّدوها. وفي أقوال النبي حزقيال نرى صورة جميلة ترسم لنا نعمة الله كما خُلعت على أورشليم. فقد كانت إلى حزقيال كلمة الرب التي بيَّنت بالتفصيل حالة أورشليم قبل افتقادها «مَخرجُك ومَولدُكِ من أرض كنعان. أبوكِ أموري وأُمكِ حثية» ( حز 16: 3 ). ويا له من مولد ونسب!! أَوَليس هذا ما يتفق مع مولدنا ونسبنا؟

                              لقد حُبل بنا ووُلدنا بالخطية والإثم، ”وطُرحنا على وجه الحقل بكراهة أنفسنا يوم وُلدنا“ وكنا ”مدوسين بدمنا“ (ع5، 6)، مثل ذلك الإنسان الذي كان نازلاً من أورشليم إلى أريحا، فوقع بين اللصوص. وماذا كان يمكن أن يعمل طفل وليد مطروح في العَراء على قارعة الطريق، عاجزًا مُشرفًا على الموت؟

                              لقد تجرَّد من كل قوة ومقدرة. لكن الرب مرَّ به فتحنن عليه وأول ما عمل أمرَ له بالحياة «فقلت لكِ: بدمك (وأنت في دمك) عيشي» (ع6). والنعمة كذلك تعطي الميت حياة قبل كل شيء، لأننا كنا أمواتًا بالذنوب والخطايا. ثم ماذا بعد ذلك؟ اقرأ معي الأصحاح السادس عشر من سفر حزقيال، تجد الرب يقول: «بسطت ذيلي عليكِ وسترت عورتك ... حلفت لكِ، ودخلت معكِ في عهدٍ .. فصرتِ لي ... فحممتُكِ بالماء، وغسلتُ عنكِ دماءكِ، ومسحتك بالزيت، وألبستك مطرَّزة، ونعلتُكِ بالتُخس، وأزَّرتك بالكتان، وكسوتك بَزًا، وحلَّيتك بالحليِّ، فوضعت أسورةً في يديكِ وطوقًا في عُنقك. ووضعت خزامةً في أنفك وأقراطًا في أذنيك وتاج جمالٍ على رأسكِ» (ع8- 12).

                              وماذا بعد كل هذا؟ هل فعلت تلك المولودة شيئًا؟ كلا ولا شيء. فمن اللحظة التي فيها قال الرب: «عيشي» إلى الوقت الذي وضع فيه بيده الكريمة تاج الجمال على رأسها، كان كل شيء من عمله هو. هكذا الكل من النعمة. بالنعمة فقط ولا شيء غير النعمة.

                              فلنعظم نعمة الله بأن نعيش ونحيا كما يليق بأُناس لهم حياة الله، قد غُسلوا من خطاياهم ومُسحوا بالزيت ـ بالروح القدس، وأمامهم في المجد أجمل الأكاليل.

                              أيرنسايد
                              نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                              تعليق

                              من قاموا بقراءة الموضوع

                              تقليص

                              الأعضاء اللذين قرأوا هذا الموضوع: 0

                                معلومات المنتدى

                                تقليص

                                من يتصفحون هذا الموضوع

                                يوجد حاليا 1 شخص يتصفح هذا الموضوع. (0 عضو و 1 زائر)

                                  يعمل...
                                  X