إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - نوفمبر 2006

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16
    مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - نوفمبر 2006

    الخميس 16 نوفمبر 2006

    جدعون ونصرته على المديانيين


    --------------------------------------------------------------------------
    جدعون كان يخبط حنطة في المعصرة لكي يهرّبها من المديانيين ... فقال له الرب: إني أكون معك، وستضرب المديانيين كرجل واحد ( قض 6: 11 ، 16)

    عندما أتى ملاك الرب إلى جدعون، وجده يخبط حنطة في المعصرة. لقد قرر جدعون أن تتوفر عنده حنطة. والحنطة تحدثنا عن المسيح ( يو 12: 24 ). وإذا تحدثنا بلغة الرمز، نقول إن جدعون قرر أن يكون له نصيب من المسيح.

    وعلاوة على ذلك، كان جدعون يدرك في نفسه أنه لا شيء «بماذا أخلِّص إسرائيل؟ ها عشيرتي هي الذُلى في منسى، وأنا الأصغر في بيت أبي» (ع15). إن طريق القوة هو الوجود دائمًا في حالة الشعور بالضعف ( 2كو 12: 9 ).

    وفي قضاة 7 نجد المزيد من أسباب نُصرة جدعون على المديانيين:

    1ـ عدم الخوف: فقد استبعد جدعون كل مَنْ هو خائف ومرتعد، قائلاً: «مَنْ كان خائفًا ومرتعدًا فليرجع .. من جبل جلعاد» (ع3) وكان هذا إتمامًا لقول الرب «مَنْ هو الرجل الخائف والضعيف القلب؟ ليذهب ويرجع إلى بيته» ( تث 20: 8 ).

    2ـ الاكتفاء بما هو ضروري فقط، وعدم الاهتمام بإشباع الرغبات الطبيعية. فقد أخذ جدعون معه الثلاث مئة رجل الذين لم يضعوا أفواههم على سطح الماء، ولكنهم فقط اغترفوا الماء وولغوه بأياديهم إلى فمهم.

    3ـ الطاعة للقائد: «وقال لهم: انظروا إليَّ وافعلوا كذلك ... فيكون كما أفعل أنكم هكذا تفعلون» (ع17). وكم هو جميل أيضًا أن ننظر نحن أيضًا إلى قائدنا، ونطيع أوامره في كل شيء.

    4ـ إظهار النور الذي في الجرار الفارغة عن طريق كسرها. النور هو حياة الرب يسوع المسيح فينا. ونحن لا يمكننا أن نُظهر نور المسيح ونشهد له (الضرب بالأبواق ع18- 20) إن لم نكن كجرار مكسورة لا إرادة ذاتية لنا، ليكون فضل القوة لله لا منا.

    5ـ صرخوا صراخ النُصرة: «وصرخوا: سيفٌ للرب ولجدعون» (ع20). والسيف هو كلمة الله. والكتاب المقدس هو سيف لله وليسوع المسيح.

    6ـ الوقوف بثبات: «ووقفوا كل واحد في مكانه حول المحلة» (ع21). ونحن أيضًا يجب علينا أن نطيع المكتوب: «احملوا سلاح الله الكامل ... وبعد أن تتمموا كل شيء أن تثبتوا. فاثبتوا ...» ( أف 6: 13 ، 14).

    رشاد فكري
    نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

    تعليق


    • #17
      مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - نوفمبر 2006

      الجمعة 17 نوفمبر 2006

      نظرة الإيمان


      --------------------------------------------------------------------------
      وقال داود: الرب الذي أنقذني من يد الأسد ومن يد الدُب ، هو ينقذني من يد هذا الفلسطيني ( 1صم 17: 37 )

      لا شيء يستطيع أن يَهَبنا القوة الكافية، مثل اعتقادنا الراسخ بأننا عاملون "لأجل الرب" وبأن الله "يعمل معنا". إيمان كهذا يعلو فوق كل صعوبة ويرتفع بالنفس فوق المؤثرات البشرية ويُحضرها إلى دائرة القوة، ومتى تأكدنا من أننا نقف بجانب الله، وأن يده تعمل معنا، استطعنا أن نؤدي الخدمة والشهادة بأمانة «أستطيع كل شيء في المسيح الذي يقويني» ( في 4: 13 ). وهكذا، فإن أضعف مؤمن، يمكنه أن يفعل كل شيء في المسيح. ولكن العين البشرية متى نظرت إلى هذا المؤمن الضعيف، تحكم بأنه من المستحيل أن ينتصر. وهكذا كان الحال مع شاول ملك إسرائيل عندما نظر إلى داود وقارنه بجليات، فإنه قال: «لا تستطيع أن تذهب إلى هذا الفلسطيني لتحاربه، لأنك غلامٌ وهو رجل حرب مُنذ صباه» ( 1صم 17: 33 ). نعم، كان حكمه منطقيًا لأنه قارن لحمًا بلحم. وهل يستطيع أي واحد أن يُخطِّئ شاول في هذا، عند مقارنته مجرد غلام أعزل، بجبار مُدجج بالسلاح؟ ولكن متى قارن الإيمان قوة جليات بقوة الله، استطاع أن يحكم الحكم الصائب. وما أجمل القول: «فقال داود لشاول: كان عبدك يرعى لأبيه غنمًا، فجاء أسد مع دُب وأخذ شاة من القطيع، فخرجت وراءه وقتلته وأنقذتها من فيه، ولما قام عليَّ، أمسكته من ذقنه وضربته فقتلته. قتل عبدك الأسد والدُب جميعًا. وهذا الفلسطيني الأغلف يكون كواحدٍ منهما، لأنه قد عيَّر صفوف الله الحي» ( 1صم 17: 34 - 36). هذه مقارنة الإنسان الواثق في الله، فاليد التي استطاعت أن تنقذ من صعوبة، يمكنها أن تنقذ من صعوبة أخرى، ولا يوجد مكان لكلمة "إن" أو "إذا" في مقارنات الإيمان. فداود لم ينتظر علامة، بل قال بإيمان: «عبدك يذهب» لأنه شعر بوجود الله معه في الخفاء، قبل أن يتقدم كخادم لله ولإسرائيل. وكما قال أحد الكُتَّاب: إن داود لم يفتخر بقتله الأسد والدُب، إذ لم يُخبر أحدًا قبل الآن بهذه الواقعة، ولم يكن ليذكرها إلا ليبرهن على شدة يقينه في نتيجة العمل الذي سيدخله، إذ يريد أن يثبت أنه ليس بقوته يتقدم، بل بقوة رب الجنود. وهكذا الحال في أمر اختطاف بولس إلى السماء الثالثة، إذ ظلت هذه الحادثة مدفونة في طي الكتمان مدة أربع عشرة سنة، ولم يكن ليذكرها، لو لم تضطره مُباحثات الكورنثيين الغبية إلى ذلك.

      ماكنتوش
      نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

      تعليق


      • #18
        مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - نوفمبر 2006

        السبت 18 نوفمبر 2006

        العالم لم يعرفه


        --------------------------------------------------------------------------
        كان في العالم وكوِّن العالم به، ولم يعرفه العالم (يوحنا1: 10)

        انظروا إلى الرب يسوع. انظروه كيف سلك في هذا العالم، واخبروني: هل عرفه العالم ولو مرة واحدة؟ هل أدركه؟ هل تعاطف معه؟ أبدًا أبدًا.

        ولماذا لم يعرفه العالم؟ لأنه، يا أحبائي، من عند الله خرج، وإلى الله يمضي، وفي كل طريقه كان غريبًا ونزيلاً. كان رجلاً له غرض واحد في هذا العالم، غرض حفظته أمامه إرادة الله أبيه ومحبته للإنسان على طول الخط، حتى الصليب حيث تمجد ابن الإنسان. فإلى أية درجة من هذا المقياس وصلت أنا، ووصلت أنت؟

        حقًا إنه لم يكن هناك غرض في هذا العالم، نستطيع أن نصفه بأنه غرض شخص من هذا العالم، سعى إليه الرب يسوع؛ فتشوا إن وجدتم مثل هذا الغرض.

        لقد كانت له ضرورات وأعواز حقيقية، ولم تكن ألوهيته هي التي تحول دون تعرضه لمثل هذه الإعواز الإنسانية العامة. لقد كانت للثعالب أوجرة ولطيور السماء أوكار، ولكن ابن الإنسان لم يكن له أين يسند رأسه.

        هل أدرك العالم شخصه؟ إنه لم يقدِر أن يأتمنهم على نفسه. لم يقدر أن يكون في سلام معهم، لأنه أتى بالله وبمطاليب الله إلى هذا العالم، ومهما ضحى ومهما تكلف شخصيًا، فلن يمكنه أن يضحي بالله وبمطاليبه؛ ولذلك أبغضه العالم.

        وأنتم أيها الأحباء إذا أخذتم الله ومطاليبه إلى صميم عملكم وعلاقاتكم، وإلى داخل بيوتكم، وإلى أماكن راحتكم، فماذا تكون النتيجة؟ هل تظنون أن الناس الذين لا يريدون الله، سوف يتهافتون عليكم إذا أنتم توحدّتم قلبًا وقالبًا مع الله؟ كان أمام الرب غرض واحد لا سواه، هو «مسرة الرب»، ونحو هذا الغرض كان ينطلق بثبات. من عند الآب خرج وإلى الآب يمضي. إنه لم يكن أرضيًا من الأرض، كان هو الرب من السماء؛ والعالم لم يدركه. وكيف كان يمكنهم ذلك؟ وعلى قدر ما أدركوه، جزئيًا، أبغضوه. لقد أدرك الناس أن فيه نورًا، ولقد أبغضوا النور، وأحبوا الظلمة لأن أعمالهم كانت شريرة. وإن كان هو نور العالم، فالناس أرادوا أن يُطفئوا النور لكي يستمتعوا بالظلمة. يا له من عار!!


        جاز في أرض الشقا مُظهرًا كل كمال
        عظّموه واقتفوا إِثرَ مَنْ أعطى المثال

        ف. و. جرانت
        نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

        تعليق


        • #19
          مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - نوفمبر 2006

          الأحد 19 نوفمبر 2006

          ساعته لم تكن قد جاءت


          --------------------------------------------------------------------------
          فطلبوا أن يُمسكوه، ولم يلقِ أحدٌ يدًا عليه، لأن ساعته لم تكن قد جاءت بعد ( يو 7: 30 )

          يا له من أمر يدعو للتعزية، أن تتكرر مرتين في إنجيل يوحنا، أن أحدًا لم يلقِ يدًا عليه، لأن ساعته لم تكن قد جاءت بعد ( يو 7: 30 ؛ 8: 20). فإن كان الأشرار قديمًا فشلوا في الإيقاع بداود وإيليا وأليشع وغيرهم من قديسي العهد القديم، فهل كان يمكن لهم أن ينجحوا مع ابن الله؟ مُحال.

          لقد كان المسيح في خلال كل مساره هنا، مُحاطًا بالعداوة والبُغضاء من جانب الإنسان، وفي الوقت نفسه كان مُحاطًا بالحماية الإلهية، التي لا يقدر العدو أن ينفذ منها، حتى تأتي ساعته، تلك الساعة المعروفة في المقاصد الإلهية. بل إن تلك الساعة لم تكن فقط معروفة، بل كانت أيضًا معيَّنة من قبل تأسيس العالم، فكل شيء خاص بالصليب كان مُحتمًا ليس فقط بعلم الله السابق، بل أيضًا، وقبل ذلك، بمشورته المحتومة.

          ومن القول: «لم يُلقِ أحدٌ عليه الأيادي» يمكننا أن نفهم أنهم عجزوا عن مدّ أياديهم الآثمة عليه، بسبب قوة غير منظورة أجبرتهم على ذلك. فمع أن الإرادة الشريرة كانت متوفرة لديهم، ورغبتهم في إيذائه كانت مستعرّة فيهم، لكن لم يمتلكوا القدرة على تنفيذها، لأن الحماية الإلهية كانت أقوى منهم «الرب ... في ظل يده خبأني ... في كنانته أخفاني» ( إش 49: 1 ، 2).

          وعندما لم يُلقِ أحد عليه الأيادي، لم يكن ذلك لخوفهم من الكثيرين الذين كانوا في صفه، بل «لأن ساعته لم تكن قد جاءت بعد». ثم عندما أتت ساعته، وسُلِّم إلى أيدي الخطاة ليفعلوا به كما أرادوا، لم يكن ذلك لنقص في إمكانيات دفاع الآب عنه، بل لأن ساعته كانت قد أتت، وهو بكامل إرادته سلَّم نفسه ليموت كبديل عن الخطاة.

          ولكن أخيرًا أتت الساعة. وعندها، فإن المسيح بحسب هذا الإنجيل (إنجيل يوحنا) سلَّم هو نفسه لكي يُصلب. فلا يذكر فيه قُبلة يهوذا، بل بالحري، خرج يسوع وقال للذين أتوا لإلقاء القبض عليه: مَنْ تطلبون؟ وبكلمة واحدة منه، سقطوا جميعًا على الأرض. نعم في إنجيل يوحنا بالذات، إنجيل ابن الله، كان ـ تبارك اسمه ـ سيد الظروف كلها، قبل مجيء الساعة وبعدها. وهذه الساعة كانت تنتظر مشيئة الله وأمره، وليس مشيئتهم هم.

          يوسف رياض
          نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

          تعليق


          • #20
            مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - نوفمبر 2006

            الاثنين 20 نوفمبر 2006

            درس من الطيور


            --------------------------------------------------------------------------
            وكانت الغربان تأتي إليه بخبز ولحم صباحًا، وبخبز ولحم مساءً، وكان يشرب من النهر ( 1مل 17: 6 )

            إنه مشهد عجيب، كان يراه إيليا مرتين في اليوم، منظر غراب يحمل في فمه «خبز ولحم»!! أن نرى غرابًا يهرب بطعام قد خطفه، هذا أمر طبيعي، لكن أن يُحضر غراب طعامًا دون أن يهرب به ويأكله، فهذا أمر يدعو للدهشة والتعجب!!

            ما الذي حدث للغراب؟ مَنْ الذي غيَّر من طبيعته التي تميل إلى الخطف والسرقة، وجعله هكذا أليفًا مستأنسًا؟! بل إنني أتجاسر وأقول، لقد صار الغراب صديقًا وفيًا لإيليا الذي لم يكن له سابق معرفة به، مع أنه لم يكن على الإطلاق صديقًا وفيًا لنوح الذي كان يعرفه، بل وكان هو الذي يُطعمه داخل الفلك!! إننا لا نجد سببًا منطقيًا نستطيع أن نقوله، لكننا نستطيع أن نجزم عن يقين، أن الرب هو الذي جعل الغراب يفعل ذلك!

            سأل مرة الرب شعبه قائلاً: «هل يغيِّر الكوشي جلده أو النمر رُقطه؟ فأنتم أيضًا تقدرون أن تصنعوا خيرًا أيها المتعلمون الشر!» ( إر 13: 23 ). لقد كانت الإجابة أنه لا يستطيع أحد من البشر أن يفعل ذلك. فمَنْ يستطيع أن يغيِّر الطبيعة الفاسدة المتاصلة في الكيان في الداخل. وهذا ما أدركه أيوب، فقال للرب: «ولو اغتسلت في الثلج، ونظَّفت يديَّ بالأشنان، فإنك في النقع تغمسني حتى تكرهني ثيابي» ( أي 9: 30 ، 31). بل هذا ما يُعلنه أيضًا الرب لإرميا ( إر 2: 22 ).

            ولكن شكرًا للرب الذي قال: «غير المستطاع عند الناس مستطاع عند الله» ( لو 18: 27 ). فالذي جعل الغراب يُحضر الطعام لإيليا، هو وحده القادر أن يمنح طبيعة جديدة، تختلف تمامًا عن الطبيعة القديمة «إذًا إن كان أحدٌ في المسيح، فهو خليقة جديدة: الأشياء العتيقة قد مضت، هوذا الكل قد صار جديدًا» ( 2كو 5: 17 ). فبعد أن كانت تحكمنا أهواء وشهوات رديئة، صارت لنا دوافع مقدسة، ترغب في كل ما هو روحي وإلهي، وهذا ما يُشير إليه الرسول يوحنا بالقول: «المولود من الجسد جسدٌ هو، والمولود من الروح هو روح» ( يو 3: 6 ). فإن كان الأشرار من حولنا ينطبق عليهم القول: «مكروه وفاسدٌ الإنسان الشارب الإثم كالماء» ( أي 15: 16 )، أما نحن فلنا أن نقول مع الرسول بولس: «نحن الذين مُتنا عن الخطية، كيف نعيش بعد فيها؟!» ( رو 6: 1 ).

            عاطف إبراهيم
            نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

            تعليق


            • #21
              مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - نوفمبر 2006

              الثلاثاء 21 نوفمبر 2006

              عبادة وانتظار


              --------------------------------------------------------------------------
              كيف رجعتم إلى الله من الأوثان، لتعبدوا الله الحي الحقيقي، وتنتظروا ابنه من السماء ... يسوع ( 1تس 1: 9 ، 10)

              نلاحظ أن هؤلاء التسالونيكيين رجعوا إلى الله من الأوثان، لا من الأوثان إلى الله؛ بمعنى أنهم لم يسأموا أصنامهم حتى قرروا أن يوفروا لله فرصة، كلا، بل رجعوا إلى الله، وإذ أشبع الله قلوبهم بالتمام، تخلوا عن أصنامهم.

              ونحن نعرف أن المسيح هو صاحب تلك النظرة التي أذابت قلب بطرس،

              وذلك الوجه الذي رآه استفانوس،

              وذلك القلب الذي بكى مع مريم،

              مَنْ باستطاعته أن يجذب النفس بعيدًا عن الأوثان سواه؟

              دعونا ألا نفقد ما تتضمنه هذه الرواية من شعور بالرهبة والروعة. رجلان يقصدان مدينة وثنية ـ بولس وسيلا ـ حاملين إليها كلمة الله. وهناك يكرزان بالإنجيل بقوة الروح القدس، فتحصل من جراء ذلك، معجزة الولادة الجديدة، رجال ونساء يحررهم المخلص، فيتخلون عن أوثانهم. ثم تتكون هناك جماعة محلية من مؤمنين يسبحون الله، ويعيشون حياة القداسة، ويُعانون الاضطهاد ببسالة، ويربحون آخرين للمسيح. حقًا إن خدمة الرب هي تاج الدعوات!

              ولم يكن التسالونيكيين يعبدون (يخدمون) الله الحي الحقيقي (بالمفارقة مع الأوثان الخالية من الحياة الزائفة) فحَسَب، بل كانوا أيضًا ينتظرون الرب يسوع. ولنلاحظ التفاصيل المتعلقة بانتظارهم.

              (1) الشخص: ابنه

              (2) المكان: من السماء

              (3) الضمان: الذي أقامه من الأموات

              (4) الاسم الغالي: يسوع

              (5) التوقع: الذي ينقذنا من الغضب الآتي.

              وهكذا لنا في العددين التاسع والعاشر، الأوجه الثلاثة لاختبار التسالونيكيين: رجوع (قارن عمل الإيمان، ع3)، عبادة (خدمة ـ قارن تعب المحبة، ع3)، انتظار (قارن صبر الرجاء، ع3). لقد حلّل أحدهم هذه المقارنة على الشكل التالي: الإتباع: النظر إلى الله؛ الخدمة: النظر إلى الحقول؛ الانتظار: النظر إلى يسوع. لقد كان التسالونيكيون ينتظرون ابن الله من السماء. وهذا يتضمن احتمال مجيئه خلال أية لحظة من حياتهم. إن الرجاء الوشيك للرب يسوع هو الرجاء المسيحي.

              وليم مكدونالد
              نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

              تعليق


              • #22
                مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - نوفمبر 2006

                الأربعاء 22 نوفمبر 2006

                ليس لي إنسانٌ


                --------------------------------------------------------------------------
                هذا رآه يسوع مُضجعًا... فقال له: أَ تريد أن تبرأ؟ فأجابه المريض: يا سيد، ليس لي إنسانٌ يُلقيني في البِرْكة متى تحرك الماء ( يو 5: 6 ، 7)

                «ليس لي إنسانٌ»: هذا التعبير جاء على لسان مريض بِركة بيت حسدا، الذي وضع كل أمل ورجاء له في البِركة، وفي الملاك الذي يحرّك ماءها، وفي الإنسان الذي يلقيه إلى البِركة متى حرَّك الملاك الماء. وطال به الانتظار زمانًا طويلاً، حتى أُوصد أمامه كل أمل في الشفاء. وهكذا كل إنسان يضع آماله في الإنسان، أو في الملاك، أو في أي شيء، للشفاء من مرض الخطية، فينتهي به المطاف إلى بحيرة النار الأبدية.

                عزيزي .. كم كان هذا الرجل متألمًا لأنه قريب من البِركة، وليس له إنسان يلقيه فيها متى حرَّك الملاك الماء. ولكن يا لروعة نعمة الله المُخلِّصة، فبعدما أُوصدت أمامه كل الأبواب، بحث عنه "رجل نعمة الله" الذي وصل إليه «مملوءًا نعمةً وحقًا». وجاء إليه الطبيب العظيم والمخلّص القدير، ونطق بالقول الكريم، من فمه الذي انسكبت عليه النعمة: «أ تريد أن تبرأ؟». فأجاب المريض: «يا سيد ليس لي إنسان»، واضعًا كل تفكيره في البِركة والملاك. ولكن سيدنا المعبود تعامل معه على أساس النعمة الغنية، فقال له: «قُم واحمل سريرك وامشِ» ( يو 5: 8 ) وحالاً برئ الإنسان وحَمل سريره ومشى، وذهب إلى الهيكل ليقدم المجد لله.

                عزيزي، يا مَنْ تشعر بمرض الخطية العُضال، ولك رغبة شديدة في الشفاء منه، حوِّل تفكيرك عن الإنسان، وعن كل الوسائط العقيمة، وثبِّت نظرك بالإيمان إلى مَنْ كان لأجلك على الصليب، ففي الحال تخلص، وتُشفى من جميع خطاياك، وتنجو من الدينونة الرهيبة التي تنتظرك، وتتمتع بقوة الحياة الجديدة، فيمكنك أن توجد في حضرته ساجدًا وشاكرًا. فهيا الآن، وأنت تقرأ هذه الكلمات، وسلِّم قلبك للمسيح. لا تؤجل ولا تتأخر!

                وأنت يا أخي المؤمن، يا مَنْ تشعر بالوحدة والوحشة والإنفراد والترْك من الجميع، أوَلا تفكَّر في ذاك المجيد الفريد الذي عاش مُحتقرًا ومخذولاً من الناس، ثم مات متروكًا من الله ومن الجميع. تأمله لأجلك على الصليب، وتأمله وكل ما حصَّله لنفسه من أمجاد لا يشغله عنك ـ اسمعه وهو يقول لك: «ها أنا معك ... لأني لا أتركك حتى أفعل ما كلمتك به» ( تك 28: 15 ).

                خليل حزقيال
                نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                تعليق


                • #23
                  مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - نوفمبر 2006

                  الخميس 23 نوفمبر 2006

                  إيليا ويوحنا المعمدان


                  --------------------------------------------------------------------------
                  فأجاب يسوع وقال لهم: إن إيليا يأتي أولاً ويرُّد كل شيء ... حينئذ فَهم التلاميذ أنه قال لهم عن يوحنا المعمدان ( نا 17: 11 - 13)

                  كان إيليا أحد اثنين شقا نهر الأردن بردائهما، وأحد اثنين في العهد القديم أقاما أشخاصًا من الموت، كما كان أحد اثنين صعدا إلى السماء دون أن يريا الموت، وأحد اثنين ظهرا مع الرب يسوع فوق جبل التجلي. وعندما جاء الوعد بمولد يوحنا المعمدان، قال عنه الملاك جبرائيل: إنه يتقدم أمام وجه الرب بروح إيليا وقوته. فإيليا في العهد القديم ويوحنا في العهد الجديد، امتلكا الشجاعة النادرة التي بها وبَّخا الملوك على عيشة الشر التي عاشوها.

                  وقد أشار الرب يسوع نفسه إلى تلك العلاقة والمُشابهة بين إيليا ويوحنا المعمدان، عندما سأله التلاميذ بعد حادثة التجلي قائلين: «فلماذا يقول الكتبة: إن إيليا ينبغي أن يأتي أولاً؟ فأجاب يسوع وقال لهم: إن إيليا يأتي أولاً ويرُّد كل شيء. ولكني أقول لكم: إن إيليا قد جاء ولم يعرفوه، بل عملوا به كل ما أرادوا.. حينئذ فهم التلاميذ أنه قال لهم عن يوحنا المعمدان» ( مت 17: 10 -13)، ونستطيع أن نرى هذه المُشابهات على النحو التالي:

                  (1) كلاهما عاشا حياة البرية والانفصال عن مجموع الأمة في عُزلة في الصحراء معظم حياتهما.

                  (2) كان إيليا يلبس جلود الحيوانات، والمعمدان يلبس وبر الإبل. وكلاهما عاشا حياة خشنة.

                  (3) كل منهما ظهرت فيه قوة الروح القدس بكيفية واضحة ومؤثرة.

                  (4) كلاهما تميز بالشجاعة والشهادة ضد الشر، وتوبيخ الملوك؛ فإيليا وبَّخ أخآب، ويوحنا المعمدان وبَّخ هيرودس.

                  (5) كلاهما اضطُهد من امرأة شريرة طلبت قتله. فإيليا اضطهدته إيزابل، ويوحنا اضطهدته هيروديا امرأة فيلبس.

                  (6) طابع خدمتهما هو البر ودعوة الأمة إلى التوبة، وإعلان القضاء المُرتبط بالتعدي. وكلٌ منهما أعدَّ الطريق لخدمة النعمة بعده. فأليشع جاء بالنعمة بعد إيليا، والرب يسوع المسيح جاء مملوءًا نعمة بعد يوحنا المعمدان.

                  (7) كل منهما جاء عليه وقت، خار وفشل. فإيليا اكتئب وطلب الموت لنفسه، والمعمدان شك وهو في السجن، وسأل: «أنت هو الآتي أم ننتظر آخر؟». وفي الحالتين ترفَّق الرب بخادمه الأمين، وعامله بنعمة سامية في يوم ضعفه.

                  محب نصيف
                  نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                  تعليق


                  • #24
                    مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - نوفمبر 2006

                    الجمعة 24 نوفمبر 2006

                    صمته العجيب


                    --------------------------------------------------------------------------
                    الذي إذ شُتم لم يكن يشتم عوضًا، وإذ تألم لم يكن يهدد، بل كان يسلِّم لمن يقضي بعدلٍ ( 1بط 2: 23 )

                    كإنسان مثلنا، خضع سيدنا الكريم للمحدوديات البشرية التي نخضع نحن لها، عدا أنه القدوس الخالي من الخطية. لقد كانت له مشاعر رقيقة وتميز بإحساس مُرهف. وعاش في أرضنا التي كان كل شيء فيها مُعاكسًا له، واجه كل أنواع العِداء وتعرَّض يوميًا للضغوط والاضطهاد، رأى الناظرين المُستهزئين ومؤامرات الحاقدين، رُفض من جُهلاء، وعانى كثيرًا من عدم فهم الأقرباء. ففي إحدى المرات نزل أقرباؤه من الناصرة إلى كفرناحوم لكي يوبّخوه لكثرة انشغاله في الخدمة ونسيان طعامه، حتى قالوا عنه إنه مُختل ( مر 3: 21 )، لكنه لم يُجبهم بكلمة. صمت أمام هذه الإهانات. وفي مناسبة أخرى رفع اليهود حجارة ليرجموه، أما يسوع فاختفى وخرج من الهيكل مُجتازًا في وسطهم ومضى هكذا في صمت ( يو 8: 59 ). عرف كيف يسحب نفسه صامتًا ويذهب لكي ما يسكب نفسه أمام الآب «الذي إذ شُتم لم يكن يَشتم عوضًا، وإذ تألم لم يكن يُهدد، بل كان يسلم لمن يقضي بعدلٍ» ( 1بط 2: 22 ).

                    فهل نتعلم منه أن نصمت عندما نُشتم؟ وهل نسحب أنفسنا، لنسلِّم الأمر لذاك الذي يقضي بعدل؟

                    ولقد أنكر بطرس سيده مُعلنًا أنه لا يعرفه لأنه خجل به. ورغم صعوبة ومرارة هذا النُكران على قلب الرب، إلا أنه أظهر ردًا هادئًا، صمت ولم ينطق بكلمة واحدة لأنه لم يَحِن وقت العتاب، بل في لفتة حنان نظر لبطرس، وانتظر الوقت المناسب ليقدم كلامًا مناسبًا لبطرس، وهو ما فعله عند بحر طبرية بعد القيامة ( يو 21: 15 - 17). إن الطبيب الحكيم الخبير، قدَّم في الوقت المناسب، والمكان المناسب، كلامًا مناسبًا لبطرس، مُعاتبًا إياه وهما وحدهما. فنفع الدواء وشفى الداء.

                    كم من المرات عاتبنا إخوتنا في وقت غير موافق، وجرحنا مشاعرهم بكلام قاسٍ، وعاتبناهم في مكان غير مُلائم. فلنتعلم من السيد أن نصمت إلى حين أن يكون الوقت للمعاتبة مناسبًا، فنربح أخانا.

                    بالحق نعجب يا سيدنا من كلمات النعمة التي خرجت من شفتيك، ونعجب كثيرًا من صمتك العجيب، وفي هذا كنت جميلاً كقول عروس النشيد «شفتاه سوسن تقطران مُرًا مائعًا» ( نش 5: 13 ).

                    ميشيل نويصري
                    نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                    تعليق


                    • #25
                      مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - نوفمبر 2006

                      السبت 25 نوفمبر 2006

                      الصلاة في الروح القدس


                      --------------------------------------------------------------------------
                      وأما أنتم أيها الأحباء، فابنوا أنفسكم على إيمانكم الأقدس، مُصلين في الروح القدس(يع 20)

                      تُرى، ماذا يقصد الوحي بهذا التعبير: «مُصلين في الروح القدس»؟ (يه20؛ أف6: 18).

                      بداية نقول: إنه لا يمكن أن يصلي شخص في الروح، ما لم يكن هو نفسه "في الروح". ولن يكون الشخص في الروح، إن لم يكن الروح القدس ساكنًا فيه ( رو 8: 9 ). وعليه، فإن المؤمن الحقيقي، والذي بإيمانه سكن الروح القدس في قلبه ( أف 1: 13 )، هو فقط الذي يمكنه أن يصلي في الروح، أما الإنسان الطبيعي الذي يُكثر أحيانًا من الصلوات ( إش 1: 15 )، فيستحيل عليه أن يصلي في الروح القدس. لكن السؤال المهم: هل كل صلوات المؤمنين، هي صلوات في الروح القدس؟

                      إن الصلاة في الروح معناها أن ينشئ الروح القدس فينا الرغبات المقدسة لِما نطلبه، وأن يعطينا القوة للطلب. وهذه تستلزم من المؤمن أن يجتهد باتضاع ليعرف مشيئة الله، حتى لا تكون طلباته مُغايرة لفكر الرب. ومن أين يمكننا أن نتعلم مشيئة الله؟ من أي مصدر يمكننا معرفة تلك المشيئة، إلا من المكتوب؟ ومن هنا يتضح الارتباط الوثيق بين دراسة كلمة الله والصلاة في الروح القدس، وهو ما أوضحه الوحي في الآية التي ذكرناها عن الصلاة في الروح القدس (يه 20) وأيضًا في أفسس6: 18 . ففي هذين الفصلين وردت الإشارة إلى الصلاة في الروح القدس مباشرة، بعد الحديث عن دور الكتاب المقدس في حياة المؤمن. فالرسول بولس في أفسس 6 بعد أن أشار إلى «سيف الروح الذي هو كلمة الله»، ذكر بعدها مباشرة "الصلاة في الروح". ويهوذا بعد أن أشار إلى بُنيان أنفسنا على إيماننا الأقدس (الذي نجده في الكتاب المقدس)، أشار أيضًا بعدها مباشرة إلى الصلاة في الروح. وهذا معناه أنه يستحيل أن يصلي أحد في الروح القدس، في الوقت الذي فيه يهمل قراءة الكتاب المقدس ودراسته، ذلك الكتاب الذي أعطاه الله لنا لكي يُنيرنا ويهدي طريقنا.

                      إن الصلاة في الروح القدس هي أبعد ما تكون عن ترديدنا لصلوات بعينها، سواء كان ترديدنا لهذه الصلوات فرضًا علينا نتيجة لسوء التعليم، أو اختياريًا من جانبنا، نتيجة لسوء العادة. إننا قد نردد طوال عمرنا صلوات، ولا نكون قد صلينا في الروح القدس، ولا مرة واحدة كل أيام حياتنا.

                      يوسف رياض
                      نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                      تعليق


                      • #26
                        مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - نوفمبر 2006

                        الأحد 26 نوفمبر 2006

                        الأعظم هو مَنْ يخدم


                        --------------------------------------------------------------------------

                        مَنْ أراد أن يكون فيكم عظيمًا فليكن لكم خادمًا، ومَنْ أراد أن يكون فيكم أولاً، فليكن لكم عبدًا ( مت 20: 26 ، 27)

                        يا لروعة المظهر الذي يظهر به ربنا المبارك في إنجيل يوحنا 13: 1- 10 !! هو مظهر مملوء من النعمة. فنراه حاملاً مِغسلاً، مُتزرا بمنشفة، ومنحنيًا ليغسل أرجل تلاميذه. نعم، إن "يسوع" ابن الله، خالق الكون وحامله، هو الذي نراه هنا يضع يديه الطاهرتين على أقدام تلاميذه ليغسلها من كل ما لصق بها من الأقذار، حتى تلك التي لم يشعروا بها. ولو تأملنا في مركز ومجد الشخص القائم بهذا العمل، لتجلَّت أمام عيوننا النعمة الغنية التي انطوى عليها صنيعه هذا. فالمكان الذي أتى منه الرب يسوع لا يوجد أسمى منه، وأقدام البشر القذرة لا يوجد أدنى منها!

                        والرب يسوع المسيح وهو يغسل أرجل التلاميذ، لم يكن قد غاب عن باله أن الآب قد دفع كل شيء إلى يديه، ولا أنه من عند الله خرج، وإلى الله يمضي، بل كان متثبتًا من ذلك تمامًا ( يو 13: 3 ، 4). فيا لها من نعمة غنية!! فالشخص الذي له كل السلطان في يده، هو نفس الشخص الذي عنده كل المحبة في قلبه. وهكذا حدث أنه بدافع المحبة في قلبه، أخذ، بنفس اليدين، اللتين فيهما كل القوة، أرجل تلاميذه التي اتسخت في الطريق. فيا للروعة!! ويا للعظمة!! يا ليت الرب يقودنا إلى التأمل العميق في قيمة هذا الأمر حتى نستطيع أن نتبع المثال الذي يقدمه لنا فيه، حيث يقول: «لأني أعطيتكم مثالاً، حتى كما صنعت أنا بكم، تصنعون أنتم أيضًا» ( يو 13: 15 ).

                        أيها الأحباء ... يليق بأبناء هذا العالم أن يترأسوا بعضهم على بعض، كل واحد بحسب رُتبته ومكانته الاجتماعية ومركزه العالمي. ولا غرابة في ذلك، لأن هذا من نظام العالم الحاضر «أنتم تعلمون أن رؤساء الأمم يسودونهم والعظماء يتسلطون عليهم» ( مت 20: 25 ). ولكن الرب يسوع أنشأ نظامًا آخر يقتضي أن نتصرف فيه بخلاف روح العالم تمامًا «فلا يكون هكذا فيكم، بل مَنْ أراد أن يكون فيكم عظيمًا، فليكن لكم خادمًا، ومَنْ أراد أن يكون فيكم أولاً، فليكن لكم عبدًا» ( مت 20: 26 ، 27). فيجب أن لا يوجد موضع في كنيسة الله للتسلط العالمي «بل الكبير فيكم ليكن كالأصغر، والمتقدم كالخادم» ( لو 22: 26 )، و«بالمحبة اخدموا بعضكم بعضًا» ( غل 5: 13 ).

                        فايز فؤاد
                        نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                        تعليق


                        • #27
                          مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - نوفمبر 2006

                          الاثنين 27 نوفمبر 2006

                          الاتكال على الرب


                          --------------------------------------------------------------------
                          توكَّل على الرب بكل قلبك، وعلى فهمك لا تعتمد. في كل طرقك اعرفه، وهو يقوِّم سُبلك ( أم 3: 5 ، 6)

                          بحسب أمثال 3: 1- 21 نجد أربعة شروط ينبغي أن نتممها لكي نختبر الإرشاد الإلهي في كل قرارات الحياة:

                          الشرط الأول: هو أن نتعلم كلمة الله (ع1- 4). والأصحاح يبدأ بالقول: «يا ابني، لا تنسَ شريعتي، بل ليحفظ قلبك وصاياي». فمشيئة الله مُعلنة في كلمته، والطريق الأوحد لمعرفة مشيئة الله هو أن ندرس الكلمة ونُطيعها؛ ومن ثم تنمو الشخصية التقوية فينا، حتى أن الرحمة والحق يصبحان سِمات جميلة تتصف بها حياتنا ( أم 3: 3 ). إن طاعة كلمة الله تضيف سنينًا لحياتنا، وتضفي حياة على سنينا.

                          الشرط الثاني: هو إطاعة مشيئة الله بخصوص الأمور التي أعلن الرب لنا عن فكره حيالها (ع5- 8). والوعد الإلهي في هذا الجزء: «وهو يقوِّم سُبلك» (ع6)، غير أن إتمامه رهن بطاعتي للرب. ينبغي أن نثق فيه بكل قلوبنا وأن نطيعه في كل طرقنا. وهذا يعني التسليم الكامل له ( رو 12: 1 ، 2). إن كلمة «توكَّل» (ع5) تعني أن "ننطرح على وجوهنا عاجزين"، وهي تصوِّر عبدًا ينتظر أمر سيده راغبًا في طاعته. والخطر هنا أن نتكل على فهمنا وخبراتنا، أو نعوِّل على حكمة البشر وتجاربهم. لقد وقع إبراهيم في هذه الغلطة ( تك 12: 10 - 20)، ومن بعده يشوع عندما هاجم عاي (يش7)، لقد كانوا حكماء في أعين أنفسهم ( أم 3: 7 ). ولكن لنحذر من التطرف في الاتجاه المُضاد فنلغي عقولنا وحواسنا. فالمطلوب هو الخضوع الإرادي النابع من الثقة الكاملة في صلاح إلهنا.

                          الشرط الثالث: أن نشارك الآخرين في خيرات الرب لنا. وهنا تجدر الإشارة إلى أن تقديم العشور (على الأقل) للرب، ليست أجرة عن إكرامه لنا، ولا هو رشوة طمعًا في المزيد، ولكنها دليل على إكرامنا للرب بطاعته والثقة فيه ( مت 6: 21 ، 33)، ومفتاح هذا الجزء، الآية التي تقول: «أكرم الرب من مالك ... فتمتلئ خزائنك» ( أم 3: 9 ، 10).

                          الشرط الرابع: أن نخضع لتأديب الرب لنا. إن الله لا يؤدبنا كقاضٍ يحكم على مجرم، ولكن كأب لابنه ( أم 3: 11 ، 12؛ عب12: 1- 11). قد تكون التجربة ثقيلة، ولكن من المؤكد أنها لن تؤذينا، لأن الدافع للتأديب من قِبَل الله، هو المحبة ( أم 3: 12 ).

                          وارين ويرسبي
                          نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                          تعليق


                          • #28
                            مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - نوفمبر 2006

                            الثلاثاء 28 نوفمبر 2006

                            كيف نعالج الهموم ؟


                            --------------------------------------------------------------------------
                            مُلقين كل همكم عليه، لأنه هو يعتني بكم ( 1بط 5: 7 )

                            "الهم" بحسب منطوق الكلمة اليونانية، هو ما يحوّل النفس عن واجبها الحالي إلى التفكير المُضني في كيف نقابل الحالات ونواجه الظروف التي قد لا تأتي مُطلقًا. "الهم" هو القلق والاضطراب، والانزعاج، هو التعوّد على انتظار الشر مُقدمًا، هو الخوف من عبور الجسور قبل الوصول إليها، وهو توقع المخاوف في المستقبل، هو انشغال البال بأخطاء الماضي، وحصر التفكير في الظلمات التي قد تأتي بها الحوادث القادمة، أكثر من التفكير والتعلق بمحبة الله، والتسليم لإرادته .. وماذا نفعل بهموم الحياة؟

                            «مُلقين كل همكم عليه»، لا يدل الفعل في اللغة اليونانية على أننا نستمر في إلقاء الهم كل يوم، بل أن نُلقيه مرة واحدة وإلى الأبد.

                            ومَنْ ذا الذي لم يختبر، عند الاستيقاظ في الصباح، الشعور بالضيق، والاستماع إلى الصوت يهمس بقصة طويلة عن الأثقال التي يجب تحمُّلها، والمشاكل التي يجب مواجهتها، والمصاعب التي ستقابلها طول اليوم. يقول ذلك الصوت: "اذكر بأنك يجب أن تقابل ذلك الدائن الذي يطالب بدينه، وتلك المشاكل التي يجب حلها، وتلك الثورة التي يجب تهدئتها، وتلك الأمزجة العنيفة التي يجب مواجهتها. لا فائدة من الصلاة، والأفضل أن تلبث حيث أنت. لا مفر من الكارثة القادمة".

                            وكثيرًا ما استسلمنا لهذه الإيحاءات. وإذا ما صلينا، تكون صلاتنا صلاة اليائس، نلتمس معونة الله، لكننا لا نجسر على الاعتقاد بأنه سوف ينجي. لا تتوفر الثقة أو اليقين في الداخل، ولا الهدوء في الخارج. وتصير الحالة تَعِسة للبعض، فإنهم يقضون حياتهم هكذا دوامًا، في انزعاج مستمر، يجاهدون ضد العواصف والأمواج، بدلاً من أن يمشوا فوق المياه الثائرة. ويمشون في الممرات الصخرية، بدلاً من أن يُحمَلوا بمركبات الله.

                            وكم هو أفضل جدًا جدًا أن نلقي همنا على كتفي المسيح القويتين، وأن نعامل الهموم كما نعامل الخطايا. سلّمها للرب يسوع، الهم بعد الآخر. ألقها عليه. قُل له وأنت تتطلع إليه بروح الإيمان: "يا رب، لا يمكنني أن أحتمل هذا الهم، وذاك. أنت قد حملت خطاياي، فاحمل همومي. إنني ألقيها عليك، واثقًا أنك سوف تعمل لي كل ما أحتاج، وأكثر مما أحتاج".

                            ف.ب. ماير
                            نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                            تعليق


                            • #29
                              مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - نوفمبر 2006

                              الأربعاء 29 نوفمبر 2006

                              غفران الخطايا


                              --------------------------------------------------------------------------
                              الذي فيه لنا الفداء بدمه غفران الخطايا، حسب غنى نعمته ( أف 1: 7 )

                              إذا كان بعض مُعلمي المسيحية يُنكرون عليَّ حق الثقة في أمر خلاصي، فكلمة الله تعلمني عكس ذلك، وأيهما أُصدِّق؟ إن أولئك يملأونني شكوكًا ومخاوف، وأما كلمة الله فثقة وسلامًا مع الله. كلام أولئك مؤسس على أعمالي، وأما كلمة الله فتبني على عمل الله الكامل، فبأيهما أتمسك إذًا؟ هل توجد في كلمة الله أقل إشارة يؤخذ منها، أنه غير ممكن لي الوثوق من خلاصي الأبدي؟ أقول بكل جسارة: أبدًا. فكلمة الله بعكس ذلك، ترسم أمامنا في كل جزء من أجزائها بأجلى وضوح، امتيازات المؤمن التي تخوّل له حق التمتع بثقة الغفران والقبول في المسيح، بما لا يقبل التأويل أو الريب على الإطلاق.

                              وهنا اسمحوا لي أن أسأل: أ ليست ثقة النفس بالتمتع بيقين الخلاص، مبنية على صدق كلمة الله وأمانته تعالى، وعلى عمل المسيح الكامل؟ بلى، والإنسان له هذه الثقة بالإيمان، والروح القدس هو الذي ينشئ هذا الإيمان في القلب. وجلّ رغبتي الآن، أن لا يأتي القارئ على مُطالعة آخر كلمة من هذا المقال، إلا وقد تأكد إمكانية نوال الثقة الآن، بأنه محفوظ بمقدار ما يمكن لقوة المسيح أن تحفظه، فهو إذًا في دائرة الأمان. وما دام قد أمكن لأي خاطئ أن ينال تلك الثقة، فلماذا لا يمكن للقارئ أن يتمتع بها هو أيضًا؟ لأنه هل أتم المسيح العمل؟ هل كلمة الله صادقة وأمينة؟ لا شك. إذًا مَنْ يؤمن بذلك إيمانًا بسيطًا قلبيًا، فقد غُفرت له الخطايا وتبرر وقُبِل، لأن كل خطاياي قد وضعت على يسوع عندما سمروه على خشبة اللعنة، والرب هو الذي وضعها عليه. وهكذا حملها وأزالها عنا إلى الأبد، وهو الآن في السماء بلا خطية، وأنا يكفيني ذلك، لأنه إذا كان الذي حمل خطاياي جميعها، الآن جالس عن يمين العظمة في الأعالي، فواضح أنه لم يبق عليَّ بعد شيء، إذ كل مطاليب عدل الله التي كانت ضدي، قد رفعها حامل الخطايا، والذي لم يعرف خطية، احتمل غضب الله بسببها، لكي أصير أنا مُبررًا مجانًا، ومقبولاً في شخص المخلِّص المُقام والمُمجد إلى الأبد.

                              هذا هو الإنجيل، فهل يؤمن القارئ به؟

                              ماكنتوش
                              نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                              تعليق


                              • #30
                                مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - نوفمبر 2006

                                الخميس 30 نوفمبر 2006

                                عثنيئيل وعكسة
                                --------------------------------------------------------------------------
                                وقال كالب: مَنْ يضرب قرية سفر ويأخذها، أُعطيه عكسة ابنتي امرأة. فأخذها عثنيئيل بن قناز أخو كالب. فأعطاه عكسة ابنته امرأة ( يش 15: 16 ، 17)

                                لقد كان مَغنمًا عظيمًا لعثنيئيل أن يصاهر رجلاً هو رئيس بيت يهوذا، وأن يرتبط ببيت الإيمان والتقوى، بل وأن يقترن أيضًا ببنت تربّت في جو التقوى وتقدير أمور الله. إن امرأة كهذه ـ بكل يقين ـ تُفضَّل على كل ثروات الدنيا، وعلى كل جمال الكون.

                                إننا نتعلم من بنات صلفحاد، ميزة أن تكون الزوجة، ليست فقط من شعب الله بصفة عامة، بل من السبط عينه، فهذا يضمن عدم ضياع الميراث ( عد 27: 1 - 11). لكننا في عثنيئيل وعكسة، نجد بُعدًا آخر، فليس فقط السبط عينه، بل الإيمان الواحد والرؤية الواحدة. فلقد كان لعثنيئيل ميراثه المُعيَّن له من الله، لكنه نال أيضًا نصيبًا من ميراث عمه كالب بارتباطه بعكسة. فلقد غرَّت رجلها بطلب حقل من أبيها، ثم طلبت هي من أبيها ينابيع ماء لتروي ذلك الحقل ( يش 15: 18 ، 19). فارتباط عثنيئيل بعكسة ضاعف من ميراثه. وهكذا كل ارتباط بين مؤمن تقي ومؤمنة تقية (من نوع عكسة) يضاعف الميراث، إذ يُضاف ميراث الرجل إلى ميراث المرأة، وإيمانهما معًا يعمل العجائب.

                                وعثنيئيل وعكسة في العهد القديم، يُذكّراننا بأكيلا وبريسكلا في العهد الجديد. ونحن نعتقد أنه لو كان شخص غير أكيلا زوجًا لبريسكلا، ولو كانت امرأة غير بريسكلا زوجة لأكيلا، لما أمكنهما أن يضعا عنقيهما لأجل الرسول بولس ( رو 16: 3 ، 4). بل وربما لما أمكنهما أن يفتحا بيتهما ليكون مكانًا لاجتماع الكنيسة فيه ( رو 16: 5 ؛ 1كو16: 19).

                                وعليه، فيمكن القول إنه إن كنا نحرص على الميراث ألاّ يضيع منا، فعلى المؤمن أن يبحث عن مؤمنة من السبط عينه. وأما إذا رغبنا في زيادة الميراث ومضاعفته، فعلينا أن نبحث عن أخت لها المستوى الروحي العالي، والتقوى الواضحة.

                                وصية صريحة وواضحة في الكتاب المقدس، سواء في العهد القديم أو العهد الجديد، أن يرتبط المؤمن بمؤمنة في العلاقة الزوجية، وإهمالها لا يمكن أن ينتج عنه سوى الخسارة، لكن فكر الله أيضًا أن يرتبط الذين لهم الفكر الواحد في أمور الله (السبط عينه)، وأعظم من كليهما ارتباط الأتقياء الذين لهم الإيمان الذي يقدِّر أمور الله ويتمسك بها.

                                يوسف رياض
                                نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                                تعليق

                                من قاموا بقراءة الموضوع

                                تقليص

                                الأعضاء اللذين قرأوا هذا الموضوع: 0

                                  معلومات المنتدى

                                  تقليص

                                  من يتصفحون هذا الموضوع

                                  يوجد حاليا 1 شخص يتصفح هذا الموضوع. (0 عضو و 1 زائر)

                                    يعمل...
                                    X