إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - ديسمبر 2006

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - ديسمبر 2006

    الجمعة 1 ديسمبر 2006

    تدريبات يونان النبي


    --------------------------------------------------------------------------
    فصلى يونان إلى الرب إلهه من جوف الحوت ( يون 2: 1 )

    لندرس اختبارات نفس النبي وهو في قبره الحي. في ضيقه صرخ للرب الذي حاول أن يختبئ منه. إن الحياة الإلهية نظير المياه، تسعى لأن تكون في مستوى واحد. ولأن يونان ـ بِغضِّ النظر عن فشله ـ كان لا يزال ابنًا لله، فإنه يتحول بغريزة البنوة إلى ذاك الذي هو أحزنه، وذلك في الوقت الذي أدرك فيه أنه غرض التأديب الإلهي. والإنسان يكون في طريق رّد النفس، إذا كان على استعداد للإقرار بعدالة التأديب، وإذ رأى يونان أنه تحت يد الله، وإذ سبق أن اعترف للنوتية بأن هذه هي حالته، فها هو الآن يصرخ لذاك الذي يسمعه حتى «من جوف الهاوية».

    اكتنفته مياه إلى النفس، التفَّ عُشب البحر برأسه، جازت فوقه جميع تيارات ولجج الله، ومع ذلك يعود فينظر إلى هيكل قدسه. في الواقع هو شيء مبارك أن النفس لا تخور تحت تأديب الرب ولا تحتقر تأديبه، بل تتطلع إلى الله وتعتمد على نعمته، مهما يضغط على الضمير الإحساس بالمذلة. لقد كانت نفسه على وشك أن تخور في داخله، لكنه تذكَّر الرب، وأيقن أن صلواته لا بد أن تُسمع وتَنفُذ إلى هيكله المقدس.

    على أنه يثق الآن أنه سوف لا يضل مرة أخرى، ولو أن ثقته ـ كما سنتعلم ـ كانت في غير محلها حينئذ. فقلبه لم يصبح أجدر بالثقة به بعد دخوله في بطن الحوت، عما كان من قبل. وحينما صرخ «بصوت الحمد أذبح لك» ثم « أوفي بما نذرته» لم يكن من جانب الله جواب، ذلك أنه لم يفرغ من ذاته بعد. وكما في أمر تغيير الخاطئ، هكذا في رّد نفس القديس، لا بد أن ينتهي من ذاته قبل أن يجيب الرب دعواه. فقبل أن يُظهر الله نعمته، يلزم أن الخاطئ يتعلم أنه بلا قوة، وعلى القديس الضال أيضًا أن يتعلم أنه في ذاته ليس أفضل أو أقوى ذرة واحدة من سواه.

    هكذا الحال هنا .. فبعد أن أصبحت الصلوات والتعهدات والنذور بلا جدوى، انتهت الأزمة، إذ اعترف يونان بأن «للرب الخلاص». حينئذ، وليس قبل ذلك، أمر الرب الحوت فقذف يونان إلى البر. إنه الآن في مدرسة الله، وسوف يكون الرب له معلم مُشفق صابر.

    هنري أيرنسايد




    قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - نوفمبر 2006
    نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

  • #2
    مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - ديسمبر 2006

    السبت 2 ديسمبر 2006

    الثبات في محبة المسيح


    --------------------------------------------------------------------------
    اثبتوا في محبتي. إن حفظتم وصاياي تثبتون في محبتي، كما أني أنا قد حفظت وصايا أبي وأثبت في محبته ( يو 15: 9 ، 10)

    إن المميِّز الأول والأعظم لجماعة المسيح، هو أن لهم محبة المسيح. فجماعة المسيح محبوبون منه. ربما العالم لا يعرفهم علي الإطلاق، أو إذا كان يعرفهم، فإنهم مُبغَضون ومُحتقَرون ومرفوضون منه، ولكنهم محبوبون من المسيح، وهذه المحبة عميقة جدًا، علي قياس محبة الآب للمسيح.

    لقد كان الآب ينظر إلي المسيح كإنسان علي الأرض، وأحبه حسب كمال محبته الإلهية. والآن، فإن المسيح ينظر من المجد إلي خاصته في هذا العالم، ويسكب عليهم فيض محبته. إلي هؤلاء يقول الرب: «اثبتوا في محبتي». إن تمتعهم بالبركات التي لهم، وقوتهم في الشهادة، ستعتمد علي ثباتهم بوعي في محبة المسيح.

    إن الكلمات المُحزنة الموجَّهة إلي ملاك كنيسة أفسس في وقت لاحق لذلك «إنك تركت محبتك الأولى» تشير إلي الخطوة الأولى في الطريق المؤدي إلي خراب وتفرُّق الجماعة المسيحية علي الأرض. وخطوة السقوط التي تلي هذه، كانت هي توقف شهادتهم الجماعية للمسيح (تزحزح المنارة ـ رؤ2: 4، 5). عندما يسير المسيحيون في قوة التمتع بالمحبة الإلهية، فلن يستطيع أي شيء أن يقف ضد شهادتهم الجماعية، ولكنهم إذا فقدوا محبتهم الأولى، وذلك من خلال فقدهم التمييز لمحبة الرب لهم، توقفت في الحال شهادتهم الجماعية أمام العالم.

    لقد شبّه البعض حسنًا القول «احفظوا أنفسكم في محبة الله» بأنه لكي نحفظ أنفسنا في ضوء الشمس ينبغي أن نبقى في المكان الذي تسقط عليه أشعة الشمس. إن محبة المسيح توجد في طريق الطاعة، وتسطع علي سُبل وصاياه. إن حفظ وصاياه، ليس هو المُنشئ للمحبة، كما أن السير في الأماكن المُشمسة، ليس هو الذي يولِّد أشعة الشمس. ولذلك فإن التحريض ليس هو أن نسعى أن نستحق أو نحصل علي المحبة، ولكن أن نبقى فيها ـ أي نحفظ أنفسنا في دائرتها ولا نخرج بعيدًا عن نطاقها. إن الرب يسوع المسيح نفسه هو المثال الكامل للشخص الذي سلك طريق الطاعة ولذلك استطاع أن يقول: «كما أني أنا قد حفظت وصايا أبي وأثبت في محبته».

    هاملتون سميث
    نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

    تعليق


    • #3
      مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - ديسمبر 2006

      الأحد 3 ديسمبر 2006

      الـمَن السماوي


      --------------------------------------------------------------------------
      هو كبزر الكزبرة، أبيض، وطعمه كرقاقٍ بعسلٍ ( خر 16: 31 )

      كان المَن كبزر الكزبرة ( خر 16: 31 ) ذكي الرائحة، رمزًا إلى «رائحة المسيح الذكية» ( 2كو 2: 15 )، و"لرائحة أدهانك الطيبة. اسمك دُهن مُهراق» ( نش 1: 3 ).

      كما أن بذرة الكزبرة صغيرة مستديرة. في صِغرها تُشير إلى تواضعه، وفي استدارتها تُشير إلى أنه لا بداءة أيام له ولا نهاية حياة، فهو الأزلي الأبدي.

      ويُقال عن المَنْ أيضًا إنه «دقيق» أو «رقيق» (Fine) ( خر 16: 14 ) وهنا نرى صورة للمسيح في رقته ووداعته وتواضع قلبه.

      ويُقال عنه أيضًا إنه «مثل قشور» أو «مستدير»(granular or round) ( خر 16: 14 ). وفي هذا نرى أيضًا رمزًا إلى أن المسيح ـ له كل المجد ـ هو لجميع العالم. وتُرينا أيضًا كم كان المسيح قريبًا من الصغير والكبير، الغني والفقير، المتدين والفاجر، الجميع على السواء أمكنهم أن يصلوا إليه، ليتباركوا فيه.

      وكان لون المَنْ «أبيض» ( خر 16: 31 ) رمزًا إلى حياة ربنا يسوع المسيح الطاهرة «حبيبي أبيض وأحمر» ( نش 5: 10 ). ففي المسيح ـ له المجد ـ كمال أدبي فائق لا أثر للعيب فيه، وهو فريد في هذا الكمال وليس له نظير. فالمولود من العذراء هو «القدوس» ( لو 1: 35 )، وهو الذي في كل حياته «لم يفعل خطية» ( 1بط 2: 22 ) و«لم يعرف خطية» ( 2كو 5: 21 ) و«ليس فيه خطية» ( 1يو 3: 5 ).

      وكان المَن حلو المذاق «طعمه كرقاق بعسلٍ» ( خر 16: 31 ). هكذا الرب يسوع المسيح. ما أحلاه! ما أشهاه! فهو «جميل .. وحلو» ( نش 1: 16 ) و«حلقه حلاوة وكُله مُشتهيات» ( نش 5: 16 ) وأيضًا «ثمرته حلوة لحلقي» ( نش 2: 3 ).

      ولكن الأكل من المَن، والتمتع بالخبز النازل من السماء، يحتاجان إلى ذوق سماوي، أما الإنسان الطبيعي، فلن يجد في هذا الطعام لذة، فيشتاق إلى طعام مصر، ويميل للرجوع إلى الوراء ( عد 11: 4 ، 5). وواضح أننا إذا أردنا التمتع بالمسيح، فعلينا أن نفطم قلوبنا عن كل ما في العالم الحاضر الشرير، عن كل شهوة نرغب فيها بحسب الإنسان الطبيعي، أي كأُناس أحياء في الجسد، وعندئذ نستطيع أن نختبر المكتوب «ذوقوا وانظروا ما أطيب الرب».

      رشاد فكري
      نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

      تعليق


      • #4
        مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - ديسمبر 2006

        الاثنين 4 ديسمبر 2006

        وصايا المحبة


        --------------------------------------------------------------------------
        بهذا نعرف أننا نحب أولاد الله: إذا أحببنا الله وحفظنا وصاياه. فإن هذه هي محبة الله: أن نحفظ وصاياه. ووصاياه ليست ثقيلة ( 1يو 5: 2 ، 3)

        هناك بعض المؤمنين الذين ينكرون بشدة وجود أية وصايا بالنسبة للمسيحي، وهم بذلك يرفضون فكرة وجود وصايا لنا، إذ أنهم يشعرون أن فكرة الوصايا مرتبطة بناموس موسى، وأن إخضاع المؤمن لأية وصايا، معناه إخضاعه للناموس، وهم في هذا مُخطئون. فتَحتَ النعمة، نحن دخلنا ملكوت الله، وقد حلّ سلطانه الإلهي في قلوبنا، إن كنا مؤمنين حقيقيين. ومع أن المحبة هي القوة المُهيمنة في ذلك الملكوت المبارك، فإن المحبة لها وصاياها، وهي لا تقل عن الناموس في هذا. مع هذا الفارق الجوهري أن الناموس فَرَض الوصايا دون أن يعطي الدافع ولا القوة التي تضمن طاعتها. والمحبة فقط هي التي تعطي القوة اللازمة. ولكن وصايا المحبة موجودة «فإن هذه هي محبة الله: أن نحفظ وصاياه، ووصاياه ليست ثقيلة» ( 1يو 5: 3 ). تحت الناموس، أُعطيت للناس وصايا يتوقف على حفظها حياتهم وموقفهم أمام الله. أما تحت النعمة، فحياة المؤمن ومقامه مؤكدان في المسيح، والوصايا المُعطاة له، إنما لتشكل وتوجّه حياته الجديدة بالطريقة التي تُرضي الله.

        ونشكر الله، أنه في العهد الجديد، لنا وصايا كثيرة واضحة من الرب، تغطي كل الجوانب الأساسية للحياة والخدمة. ولكن هناك الكثير من الأمور الصُغرى التي لم يفرض فيها الرب توجيهات مُحددة ( 1كو 7: 6 ، 25، 14: 37)، وهذا الإغفال لم يحدث سهوًا، ولكن لقصد مُحدد. فمن الواضح أن الله قصد أن يترك عدة أمور لكي يصلي القديسون من أجلها، ولكي يفتشوا الكلمة ليكتشفوا ما يرضيه، وليحكموا فيها بناء على قياس مُستمد من تعاملات الله في الماضي. وهذا لكي ينموا في الإيمان وليكون لهم الحواس المُدرّبة «على التمييز بين الخير والشر» ( عب 5: 14 ).

        هذا نُقرّه تمامًا، ولكن نخشى أن بعض المؤمنين للأسف مُعرَّضون لخداع أنفسهم في هذا الشأن. فهم يشغلون أنفسهم بموضوع معيَّن ويسعون للوصول للنور، ويصلّون من أجله بخشوع. مع أنهم لو فتحوا كتابهم المقدس، لوجدوا وصية صريحة من الرب بخصوص ما يبحثون عنه، إلا أنهم يتجاهلونها. وفي هذه الحالة، فإن صلاتهم وبحثهم ليس له قيمة تُذكر، إنما هي في الحقيقة شكل من أشكال الرياء.

        ف.ب. هول
        نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

        تعليق


        • #5
          مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - ديسمبر 2006

          الثلاثاء 5 ديسمبر 2006

          مجيء الرب


          --------------------------------------------------------------------------
          رجعتم إلى الله من الأوثان، لتعبدوا الله الحي الحقيقي، وتنتظروا ابنه من السماء .... ( 1تس 1: 9 ، 10)

          إن مجيء ربنا يسوع ليس تعليمًا مجردًا، بل هو ركيزة أساسية في إيمان كنيسة الله، تلك الركيزة التي تتوقف عليها الحالة الأدبية للقديسين، وبالتالي للكنيسة. وسنرى كيف أن هذا الأمر واضح تمامًا في الرسالة الأولى إلى تسالونيكي. فمجيء الرب يمتزج بكل جزء في المسيحية ويميزه، كما ويرتبط بكل أفكار ومشاعر المؤمن. فمجيء الرب هو الطابع المميز للمسيحية، فإذا أخذته منها، فقَدَت المسيحية صبغتها المتفردة.

          ففيما يختص بالرجوع إلى الله، نقرأ في نهاية الأصحاح الأول أن الشخص يرجع إلى الله ليعبده، وأيضًا لكي ينتظر ابنه الحبيب من السماء (ع9، 10).

          وفي الأصحاح الثاني يتحدث الرسول عن ماهية تعزيته وفرحه في الخدمة: لقد أجبر الاضطهاد بولس أن يترك تسالونيكي، وهو يكتب إليهم عن تعزيته عندما يفكر فيهم، ولكن فيما يفكر؟ «لأن مَنْ هو رجاؤنا وإكليل افتخارنا؟ أم لستم أنتم أيضًا أمام ربنا يسوع المسيح في مجيئه؟» (ع19). لم يتمكَّن الرسول من الحديث عن اهتمامه وفرحه بهم بدون أن يذكر مجيء الرب. وفي نهاية ص3 يربطه بالقداسة «والرب يُنميكم ويزيدكم في المحبة ... لكي يثبِّت قلوبكم بلا لوم في القداسة، أمام الله أبينا في مجيء ربنا يسوع المسيح مع جميع قديسيه» (ع12، 13).

          وقد كان مؤمنو تسالونيكي في ترقب شديد للرب، فحزنوا من جهة إخوتهم الذين رقدوا. لكن الرسول يصحح لهم هذا الخطأ، ويعزيهم في ص4 «نحن الأحياء لا نسبق الراقدين». إن أول ما سيفعله الرب هو إقامة القديسين الراقدين، وسيُحضرهم معه. وبينما كانوا هم راقدين، كانت أرواحهم معه، لكنهم سيُقامون في مجد، ويكونون مثله كما كانوا قبلاً مثل آدم الأول، وسيقابلونه في الهواء ليكونوا كل حين معه. وعندما يظهر هو، سيكونون معه، ويُظهرون معه بالمجد.

          أما في ص5 فإن الرسول يصلي أن تُحفظ روحهم ونفسهم وجسدهم بلا لوم عند (إلى) مجيء ربنا يسوع المسيح (ع23). هذا الرجاء إذًا هو جزء من حالة المؤمن في كل الأوجه: الرجوع إلى الله، والفرح في الخدمة، والعيشة في القداسة، والرقاد.

          داربي
          نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

          تعليق


          • #6
            مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - ديسمبر 2006

            الأربعاء 6 ديسمبر 2006

            صوت الحكمة


            -------------------------------------------------------------------------
            الحكمة تنادي في الخارج. في الشوارع تعطي صوتها. تدعو في رؤوس الأسواق، في مداخل الأبواب. في المدينة تُبدي كلامها ( أم 1: 20 ، 21)

            تطالعنا في سفر الأمثال ثلاثة أصوات تدعو الإنسان، ألا وهي:

            1ـ صوت التأديب: «اسمع يا ابني تأديب أبيك، ولا ترفض شريعة أمك» ( أم 1: 8 ). إنه صوت الله أبينا الذي يرسم لنا طريقًا آمنًا من التجربة.

            2ـ صوت التجربة: «يا ابني، إن تملَّقك الخطاة فلا ترضَ. إن قالوا: هلم معنا لنكمن للدم ... فنجد كل قنية فاخرة، نملأ بيوتنا غنيمة» ( أم 1: 10 - 13). إنه صوت الخداع، صوت الوحشية، صوت الآمال الكاذبة. ولكي لا ننخدع بصوت التجربة، علينا:

            أ ـ أن نتجنب المعاشرات الردية: «يا ابني، لا تسلك في الطريق معهم. امنع رجلك عن مسالكهم» (ع 15).

            ب ـ أن لا نلهو مع التجربة: «لأنه باطلاً تُنصب الشبكة في عيني كل ذي جناح» (ع 17). أما كل مَنْ يستجيب لصوت التجربة، فلن يجني سوى الهلاك (ع 18).

            3ـ صوت الخلاص: والذي يذيع صوت الخلاص هو الرب يسوع المسيح «الذي صار لنا حكمة من الله ...» ( 1كو 1: 30 ).

            أ ـ كيف ينادي؟ الإجابة: بصوت عال، بواسطة الخليقة ( رو 1: 20 رو 2: 14 - 4)، وبواسطة الضمير (رو2: 14- 16).

            ب ـ وأين ينادي؟ «الحكمة تنادي في الخارج. في الشوارع تعطي صوتها، تدعو في رؤوس الأسواق، في مداخل الأبواب. في المدينة تُبدي كلامها» ( أم 1: 20 ، 21؛ 8: 1- 3). إن الحكمة تُعلن نفسها للجميع، وبشارة الخلاص مُقدمة للجميع.

            ج ـ مَن يدعو؟ إنه يدعو الجهّال (البسطاء)، والمستهزئين، والحمقى (الأغبياء) (ع 22؛ 8: 4، 5).

            د ـ ماذا يقول؟ إنه يوجه اتهامًا ( أم 1: 22 ) ثم يبسط دعوة «ارجعوا عند توبيخي. هأنذا أفيض لكم روحي. أعلمكم كلماتي» ( أم 1: 23 ).

            هـ ـ ما هي إجابتك على دعوة الحكمة؟ لا يمكنك أن تكون مُحايدًا إزاءها، فإما أن تقبلها فتتمتع بالحياة الأبدية بكل بركاتها ( أم 3: 13 - 19؛ 8: 17- 21)، وإما أن تصُم أذنيك وتستهزئ، فتضحك الحكمة عند مجيء بلية الرافض لدعوتها (ع 24- 32؛ 8: 36) «اليوم، إن سمعتم صوته فلا تقسوا قلوبكم» ( عب 4: 7 ).

            وارين ويرسبي
            نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

            تعليق


            • #7
              مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - ديسمبر 2006

              الخميس 7 ديسمبر 2006
              عُوبيد أدُوم الجتي وبيته


              --------------------------------------------------------------------------
              وبقي تابوت الرب في بيت عوبيد أدوم الجتي ... فأخبر الملك داود وقيل له: قد بارك الرب بيت عوبيد أدوم، وكل ما له بسبب تابوت الله ( 2صم 6: 11 ، 12)

              إن عناية عوبيد بالتابوت، جلبت عليه بركة الرب. وما أجمل الدروس التي نتعلمها من مُباركة الرب لعوبيد وبيته:

              أولاً: إن بركة الله الممنوحة للإنسان حقيقة واقعة وملموسة. فقانون الله ثابت على مرّ العصور والأجيال «إني أُكرم الذين يُكرمونني» ( 1صم 2: 30 ). والغِنى الروحي لا ينفي البركة المادية «لأن الرب الله ... لا يمنع خيرًا عن السالكين بالكمال» ( مز 84: 11 ) و«التقوى نافعة لكل شيء، إذ لها موعد الحياة الحاضرة والعتيدة» ( 1تي 4: 8 ).

              ثانيًا: إن بركة الرب واضحة، حتى أن الآخرين يلاحظونها. أ لم يلاحظ أبيمالك ومَنْ معه، بركة الله لإسحاق؟ ( تك 26: 28 ). أوَ لم يلاحظ فوطيفار بركة الرب ليوسف؟ ( تك 26: 28 ). لقد قال لابان ليعقوب: «ليتني أجد نعمة في عينيك. قد تفاءلت فباركني الرب بسببك» ( تك 30: 27 ). إن الأشرار لا يقرأون كلمة الله، لكنهم يقرأون حياة خاصته وشعبه، وسريعًا ما يميزون بركة الله معهم. وما أعظم تأثير ذلك على نفوسهم!

              ثالثًا: إن الجميع يعلمون السبب الذي من ورائه أتت بركة الرب. وهذا واضح من جهة ما حدث مع عوبيد نفسه، فلقد قيل للملك داود: «قد بارك الرب بيت عوبيد أدوم، وكل ما له بسبب تابوت الله». لقد عرفوا سبب البركة، واستنتجوا مصدرها. أدركوا أن الله أكرم الشخص الذي أكرمه، وشهدوا أن «التقوى مع القناعة .. هي تجارة عظيمة» ( 1تي 6: 6 ).

              رابعًا: إن بركة الرب تكون دائمًا مَثَار دهشة الآخرين وإعجابهم، حتى أنهم يتناقلون الحديث عنها. وهذا ما حدث فعلاً مع عوبيد، إذ تناقلت أخبار بركة الرب له، حتى وصلت إلى داود الذي قيل له: «قد بارك الرب بيت عوبيد، وكل ما له بسبب تابوت الله».

              خامسًا: إن بركة الرب يكون لها تأثير عظيم على نفوس الآخرين. فكم كان تأثير البركة التي لحقت بعوبيد وبيته، عظيم على داود، الذي شعر بالخسارة التي لحقت به لعدم وجود التابوت عنده، مما جعله يتشجع مرة أخرى ليُصعد تابوت الله إلى مدينته، مدينة داود. لقد تبدّدت مخاوفه واستعاد حماسه. إن الخبرة التي يأخذها الآخرون من مكاسبنا، وعناية الرب بنا، تشجعنا على التمسك بالرب أكثر، وفي نفس الوقت تجعل الآخرين يرحبون بقبول الرب في بيوتهم.

              عاطف إبراهيم
              نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

              تعليق


              • #8
                مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - ديسمبر 2006

                الجمعة 8 ديسمبر 2006

                شهادة الروح القدس لنا بغفران خطايانا


                --------------------------------------------------------------------------
                لأنه بقربان واحد قد أكمل إلى الأبد المقدسين. ويَشهد لنا الروح القدس أيضًا .. يقول الرب .. لن أذكر خطاياهم وتعدياتهم في ما بعد ( عب 10: 14 - 17)

                موضوع شهادة الروح القدس، جديرة بأن نعطيها كل انتباه، وموضوعها أن الله غفر خطايانا، وأنه لن يذكرها فيما بعد. وعندما يسجل الوحي هذه الكلمات المُعزية: «لن أذكر خطاياهم وتعدياتهم فيما بعد» فهذا معناه أن الله سبق وذكر هذه الخطايا، لكنه لن يذكرها بعد ذلك إلى الأبد. لقد ذكرها الله واحدة فواحدة في الجلجثة، عندما وضع الرب على المسيح إثم جميعنا ( إش 53: 6 ). كما ذكرها مرة ثانية عندما أتينا إليه كخطاة، معترفين بآثامنا وبشرِّنا العظيم، فسمعنا من فمه الكريم، قوله الحلو: «مغفورة لك خطاياك». ولكنه ـ بحسب شهادة الروح القدس لنا ـ لن يعود بعد ذلك يذكرها مرة أخرى إلى الأبد. ويا لها من أخبار سارة حقًا للخطاة، تمنحهم الضمير المُكمَّل إلى الأبد.

                وما عمله المسيح لأجلنا، وما يعمله الروح القدس فينا، يمكن تشبيهه بما يحدث في حالة شخص مديون، وعليه حكم بالسجن، وتدَّخل أحد الأصدقاء الأغنياء فسدد نيابة عن صديقه الغرامة التي عليه لكي يعفيه من السجن. لكن لنفترض أن هذا الصديق الذي سدد الدين، نسيَ أن يبلّغ صديقه بذلك. سيظل ذلك الصديق يخشى مواجهة الشرطة، وهو يتوقع بين لحظة وأخرى أن تأتي الشرطة لإلقاء القبض عليه وإيداعه السجن. وهكذا تمر الأيام بالنسبة له بطيئة متثاقلة، والخوف يملأ كيانه. لكن ما أن يبلغه الصديق أنه قد سدد نيابة عنه كل ديونه، ويسلّمه الإيصال بذلك، حتى يتبدَّل حاله، وتنفرج أساريره، ويمكنه العيش في اطمئنان وسلام، فلا خطر عليه بعد.

                هذا بالضبط ما عمله المسيح في الجلجثة من ألفي عام. لقد سدد المسيح ديوننا بالكامل في الجلجثة، ثم أتى الروح القدس من السماء لكي يبلغني النبأ السار: أنني الآن مغفور الإثم، وأنني مُبرر تمامًا.

                ماذا لو افترضنا أن الله أرسل ملاكًا من السماء ليُخبرني أنا شخصيًا أنني مغفور الخطايا إلى الأبد، وأن الله لن يذكر خطاياي فيما بعد؟ ألا يكون هذا شيئًا عظيمًا، ويملأ قلبي بالثقة؟ .. لكن ليس ملاكًا هذا الذي يشهد لي بذلك، بل هو الله الروح القدس. أ ليست شهادته أعظم بما لا يُقاس؟ ثم إنه لم يُخبرنا بها شفاهة في ذات يوم، بل أخبرنا بها مسجلة بوضوح في الكتاب المقدس!

                يوسف رياض
                نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                تعليق


                • #9
                  مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - ديسمبر 2006

                  السبت 9 ديسمبر 2006

                  طاعة الإيمان والشركة مع الرحمان


                  --------------------------------------------------------------------------
                  فانطلق (إيليا) وعَملَ حسب كلام الرب، وذهب فأقام عند نهر كريث الذي هو مقابل الأردن ( 1مل 17: 5 )

                  يا لها من طاعة دقيقة أنشأها الإيمان في إيليا دون مناقشة! وعندما نتأمل النبي في مكان سُكناه الجديد بجوار النهر، وحيدًا مُنعزلاً وسط الصخور والأدغال، هل كان يشعر بالملل من الوحدة؟ بلا شك. هل كان يخاف إذا سمع حفيف الحيّات على الصخر أو أصوات الوحوش في الغابة؟ ربما. لقد كان هناك حبيسًا من أجل الرب، إطاعةً لأمره. لم يكن معه إنسان يؤنس وحدته ويُسلي غربته، لكنه كان يختبر في كل يوم أنه عزيز على قلب الرب، وموضوع رعايته واهتمامه. لقد أُجبر على الانفراد مع الرب والحديث معه. وكان الرب رفيقه، الذي يعزيه ويشجعه ويجدد قواه، حيث لم يجد إنسانًا يحكي معه أو مجتمعًا يحتك به. وكانت هذه الفترة فرصة عظيمة لفحص النفس والصلاة والاختلاء مع الله، دون ما يقطع هذه الخلوة.

                  كان كل ما حوله ينطق بدروس عظيمة لنفسه عن الله. ففي الصخور، كان يرى صخر الدهور الذي لا يتغير. وفي النهر العَذب، وجد إنعاشًا من المحبة الإلهية العطوفة المتدفقة نحوه. ولعله كان يفكر في عظمة ذلك الإله الذي يفجّر عيونًا في الأودية بين الجبال تجري، تسقي كل حيوان البر. وفي الأشجار المُظللة، كان يرى شجرة التفاح التي يستريح تحت ظلها كل مَنْ أعيا في البرية. أو كان يتأمل في ذلك الرجل الذي في ناموس الرب مسرته، فيكون كشجرة مغروسة عند مجاري المياه، فتعطي ثمرها في أوانه وورقها لا يذبل. وبالإجمال كان كل ما في باطنه يسبح الرب ويتغنى بعظمته.

                  لقد قاده الرب إلى هذا المكان الذي هو «مقابل الأردن». و«الأردن» معناه "الموت". وكان عليه أن يتدرب ليكون له في نفسه حكم الموت بإزاء رغباته الطبيعية الأرضية. فإذا سمح الرب لنا بالعُزلة، وأن نُترك بلا عمل، فلا ينبغي أن نفشل. لأن الرب سيغير فينا ويشكِّل في أوانينا في هذه الفترات. سنتحرر من الرياء والتمثيل أمام الناس. وسنتعامل مع الله الحي الحقيقي بإخلاص وواقعية، وسنتذوق حلاوة الشركة مع الله، وسنتخلى عن الذات، ونقبل إرادته.


                  أنجز يا ربي قصدك بي خزفٌ إني بين يديكْ
                  كيِّف حياتي كما تشا أودعتُ كل قلبي لديكْ

                  محب نصيف
                  نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                  تعليق


                  • #10
                    مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - ديسمبر 2006

                    الأحد 10 ديسمبر 2006

                    كلفة التجسد وغرضه


                    --------------------------------------------------------------------------
                    أيها الآب أريد أن هؤلاء الذين أعطيتني يكونون معي حيث أكون أنا، لينظروا مجدي ( يو 17: 24 )

                    ابن الله الأزلي، صار في ملء الزمان ابن الإنسان، الكلمة الأزلي صار جسدًا وحلّ بيننا، وخالق العالم وحامل كل الأشياء بكلمة قدرته، والموجود باستمرار في حضن الآب، كان كطفل لا حول له، راقدًا في حضن أمه. كان ابن الله خاضعًا لأبويه الأرضيين، وهو الذي أمامه تسجد وتجثو أجناد السماء، وعاش مجهولاً حتى بدأ خدمته، ولم يكن يُعرف إلا بابن النجار.

                    كان دائمًا في شركة مع الله خاضعًا للآلام، راضيًا في طريق محبته للخطاة أن يأخذ مركزهم فوق الصليب، لأنه جُعل خطية، وتُرك من الله لأجلنا ( 2كو 5: 21 ). تحمَّل كل ضُغطة ودينونة الله ضد الخطية لأجلنا. نعم في محبته غير المحدودة وصلاحه الفائق، كان: «رجل أوجاع ومُختبر الحَزَن» ( إش 53: 3 ).

                    ولقد رجع الابن للسماء التي نزل منها، ليُكمل عمل محبته لفائدة بني آدم. رجع إلى ذلك المجد الذي كان له مع الآب قبل كَون العالم. إن ابن الله الأزلي هو الآن جالس كإنسان على العرش. وفي هذا المكان السماوي، سوف يضم إليه كل الذين أعطاهم حياته. سيكونون على صورة وشبه ابن الإنسان المُقام من الأموات بالمجد. في ذلك اليوم العظيم المبارك القريب، سوف يُبتلع الموت إلى غَلَبة ( 1كو 15: 54 ) وسيغيّر شكل جسد تواضعنا ليكون على صورة جسد مجده ( في 3: 21 ). كل أولئك الذين من أجلهم تحمَّل الموت، سوف يشرقون في سَنَا مجده. فهو يقول لأبيه: «وأنا قد أعطيتهم المجد الذي أعطيتني، ليكونوا واحدًا كما أننا نحن واحد» ( يو 17: 22 ). هناك لن يكون أي أثر للنجاسة، حيث لا عيب ولا ضعف، ولا أي شيء مما هو حاصل الآن في أجسادهم الفانية. هناك سيكونون معه إلى الأبد وسيرى من تعب نفسه ويشبع ( إش 53: 11 ) ومعهم سوف يسكت في محبته. مَنْ يقدر أن يصف هذا الفرح الذي سوف يملأ قلبه حينذاك، ذاك الذي كان يملأ الفرح قلبه عندما يضع الخروف الضال الذي يجده فوق منكبيه، كيف يكون الأمر بالنسبة له، عندما يكون كل مفدييه حوله في الفرح الأبدي.

                    قصد التجسدِ العظيمْ حسبَ مشوراتِ الأزلْ
                    أعلَنَهُ الفادي الكريم على الصليبِ كالحَمَلْ

                    ماكنتوش
                    نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                    تعليق


                    • #11
                      مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - ديسمبر 2006

                      الاثنين 11 ديسمبر 2006

                      الكبرياء ونتائجه


                      --------------------------------------------------------------------------
                      تكبُّر قلبك قد خدعك... إن كنت ترتفع كالنسر، وإن كان عُشك موضوعًا بين النجوم، فمن هناك أُحدرك. يقول الرب(عو3، 4)

                      الكبرياء هو علة سقوط الشيطان (إش14؛ حز28)، وكذا الإنسان (تك3؛ عو3). «يقاوم الله المُستكبرين، وأما المتواضعون فيعطيهم نعمة» ( يع 4: 6 )، بل إن الرب يبغض «العيون المتعالية» ( أم 6: 16 ).

                      ولكي يكتم الله الكبرياء عن الإنسان، ينذره مرة ومرات، ثم يختم على تأديبه ( أي 33: 16 ، 17). فها نبوخذ نصر، رغم اختباراته في دانيال2: 3، 4، وبرغم مشورة دانيال الصالحة له أن يفارق خطاياه بالبر، وآثامه بالرحمة للمساكين ( دا 4: 27 )، لكنه عند نهاية اثني عشر شهرًا، كان يتمشى بكبرياء وخيلاء على قصر مملكة بابل، مُفتخرًا متعظمًا بقوة اقتداره وبجلال مجده!! وفي التو، وقع قضاء الله من السماء عليه، فزال المُلك عنه، وطُرِد من بين الناس، وكانت سُكناه مع حيوان البَر، وأطعموه العُشب كالثيران. وبعد سبعة سنين، رفع عينه إلى السماء، فرجع إليه عقله، وبارك العلي وسبَّح وحمد الحي إلى الأبد، الذي كل أعماله حق وطرقه عدل «ومَنْ يسلك بالكبرياء فهو قادر على أن يذله» (دا 4).

                      ويعوزنا الوقت إن أخبرنا عن بيلشاصر الملك الذي تعظم على رب السماء وشرب الخمر في آنية بيت الرب وهو يسبح آلهته (دا 5)، أو عن هامان الأجاجي الذي ابتغى السجود لنفسه، وكيف كانت النهاية مريرة (أس7). ولذلك نحن نضع أمامك ـ عزيزي القارئ، بعض نتائج الكبرياء:

                      1ـ نزول بلا قرار: «أنزل الأعزاء عن الكراسي» ( لو 1: 52 )، «كبرياء الإنسان تضعه» ( أم 29: 23 ).

                      2ـ الهوان والدمار: «تأتي الكبرياء، فيأتي الهوان» ( أم 11: 2 ).

                      3ـ السقوط والانكسار: «قبل الكسر الكبرياء، وقبل السقوط تشامخ الروح» ( أم 16: 18 ). 4 ـ مقاومة الله الجبار: «يقاوم الله المُستكبرين» ( يع 4: 6 ). 5ـ مُلاقاة الذل والعار: «من أجل الكبرياء ... هبط عن رأسيكما تاج مجدكما» ( إر 13: 17 ، 18).

                      6ـ بُغضة الرب البار: «هذه الستة يبغضها الرب .. عيون متعالية» ( أم 6: 16 ). 7ـ التشتت في الأفكار: «شتت المُستكبرين بفكر قلوبهم» ( لو 1: 51 ). فيا ليت يكون لسان حال قلوبنا: «يا رب، لم يرتفع قلبي، ولم تستعلَ عيناي، ولم أسلك في العظائم» ( مز 131: 1 )

                      وهيب ناشد
                      نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                      تعليق


                      • #12
                        مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - ديسمبر 2006

                        الثلاثاء 12 ديسمبر 2006

                        الطريق المجهول


                        --------------------------------------------------------------------------
                        عندما ترون تابوت عهد الرب إلهكم.. فارتحلوا من أماكنكم وسيروا وراءه ... لكي تعرفوا الطريق الذي تسيرون فيه. لأنكم لم تعبروا هذا الطريق من قبل ( يش 3: 3 ، 4)

                        عندما تُشرق شمس يوم جديد، يقف كل إنسان أمامه كطفل في الاختبار، وهو لا يدري ما يحتويه من خير أو شر. صحيح أننا جميعًا قد تعلمنا دروسًا في الماضي، ولنا مبادئ نتمسك بها بثقة وإيمان، ومع ذلك فكلنا ينطبق علينا القول: «لم تعبروا هذا الطريق من قبل».

                        من مميزات هذه الحياة، ما فيها من تغييرات دائمة وتشكيلات متنوعة لا تنتهي، فالله يخلق في حياتنا أشياء جديدة كل يوم. قد يبدأ النهار صحوًا جميلاً، ولكن لا يستطيع أحد أن يتنبأ عما سيأتي به المساء، لأننا نسير دائمًا من المعلوم إلى المجهول، وهذا يجعل الكثيرين جُبناء مترددين، ثائري الأعصاب، بينما هذا التغيير والتزعزع يجب أن يقودنا في الواقع إلى الاعتماد الكُلي على هداية الله الثابتة، أو (باستعارة الرمز) إلى جعل التابوت متقدمًا في حياتنا. يجب أن تكون الاختبارات التي أعطاها الله لنا، مقوية لإيماننا إلى أن نعبر هذه الحياة ويد قائدنا مُمسكة بأيدينا.

                        وما أعظم صلاح الله في إخفائه المستقبل عن عيوننا! لو عرفنا ما سيأتي به المستقبل، لانشغلنا في تدبير الخطط لأنفسنا، وفشلنا في الاستناد الكُلي على الله، ولكن في غموض الحياة وتزعزعها، حافز على الإيمان والثقة في الله. إن سيرنا في الطريق الذي نجهله يُشعرنا بالحاجة المستمرة إلى الله في كل يوم، بل في كل ساعة، كما أنه يجعلنا نستخف بأمور الزمان المادية ولا نعطيها أهمية تُذكر، عالمين أننا غرباء في سياحتنا في هذا العالم.

                        وإلى أي شيء كان يرمز التابوت؟ إنه كان يرمز إلى أن هذا الشعب قد تخصص لله بواسطة معرفته في الفداء وفي الخدمة، فكانوا يأخذون معرفة الله معهم في عبورهم في الطريق المجهول.

                        وما الذي نحتاج إليه ونحن عابرون في هذا الطريق المجهول؟ نحتاج إلى التمتع بوجود الرب معنا وحلوله بالإيمان في قلوبنا. نحتاج إلى الثقة فيه كمَنْ يعتني بالعصافير ويُلبس زنابق الحقل أبهى الحُلل، ويُحصي حتى شعور رؤوسنا، ويهتم بتجاربنا وينظر إلى المسكين والمنسحق الروح. لنأخذ هذه الثقة معنا كل يوم في اتجاهنا إلى المستقبل المجهول، وحينئذ تتبدد كل مخاوفنا.

                        كاتب غير معروف
                        نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                        تعليق


                        • #13
                          مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - ديسمبر 2006

                          الأربعاء 13 ديسمبر 2006

                          البشارة للرعاة


                          --------------------------------------------------------------------------
                          فقال لهم الملاك: لا تخافوا! فها أنا أُبشركم بفرحٍ عظيم يكون لجميع الشعب: أنه وُلد لكم اليوم في مدينة داود مخلصٌ هو المسيح الرب ( لو 2: 10 ، 11)

                          يظن بعض الناس أنهم سيأتون للرب عندما يملُّون هذا العالم ويزهدون فيه. ولكن أ ليس أمرًا أفضل وأعظم أثرًا أن ترى إنسانًا يملك ملذات العالم وله أعماله الخاصة، ثم يسمع الأخبار السارة (الإنجيل)، فيتحول اتجاهه ويترك ما في يده ليهيء مكانًا للمخلِّص. ثم يأخذ في اتّباع السيد وفي خدمته؟

                          هكذا كان الحال مع الرُعاة الذين نقرأ عنهم في هذا المشهد الليلي هنا. لقد كانوا يحرسون رعيتهم من الذئاب ومن اللصوص «وإذا ملاك الرب وقف بهم، ومجد الرب أضاء حولهم، فخافوا خوفًا عظيمًا». الخوف هو غالبًا، الأثر الذي يحدث عندما يبدأ الله في التعامل مع الإنسان. لعل بعضنا يتذكَّر ما حدث عندما ارتحل مجد الله من الأرض (حز10)، إنه كان ينسحب ببطء، كما لو كان غير راغب في ذلك. وهنا في هذا المشهد، ماذا نجد؟ مجد الرب يأتي إلى الأرض مرة أخرى بولادة المخلص الابن، وتُسرع الملائكة ليزفوا الأخبار السارة لأولئك الرعاة في سكون ذلك الليل الذي أضاء بنور سماوي. ويا له من مجد ظهر على سهول بيت لحم في تلك الليلة! لا غرابة إذًا إن كان أولئك الرعاة قد ارتاعوا. إنه لأمر جميل أن يرتاع الإنسان عندما يستيقظ ضميره ويدرك حالته التَعِسة كخاطئ. ومن علامات الشخص غير المُخلَّص، أن خوف الله ليس قدام عينيه. ولكن عندما تبدأ النفس تشعر أن الله يتحدث معها، يبدأ هذا الخوف المقدس.

                          ولكن ماذا يقول الملاك للرعاة؟ «لا تخافوا! فها أنا أبشركم بفرحٍ عظيم يكون لجميع الشعب». ها هي الأخبار السارة تُعلن لأول مرة على سهول بيت لحم، وأنه لأمر كفيل بأن يُوجد الفرح العظيم. انظر إلى السامرة عندما بشّر فيلبس هناك بالإنجيل «فكان فرحٌ عظيمٌ في تلك المدينة» ( أع 8: 8 ). قد يكون التأثير الأول عندما يصل الإنجيل إلى القلب، أن يشعر الإنسان ببؤسه ويفكر في خطاياه، ومن هنا ينبع الخوف المقدس، ولكن ماذا بعد ذلك؟ يُبعد الإنجيل الخوف، ومحبة الله الكاملة «تطرح الخوف إلى خارج» ( 1يو 4: 18 ). ولذلك يقول الملاك للرعاة: «لا تخافوا! ... أنه وُلد لكم اليوم في مدينة داود مُخلصٌ هو المسيح الرب». لقد ولد المخلِّص، وهو الآن حي في السماء يخلِّص جميع الذين يأتون إليه.

                          و.ت. ولستون
                          نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                          تعليق


                          • #14
                            مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - ديسمبر 2006

                            الخميس 14 ديسمبر 2006

                            يوسف وعطايا المحبة


                            --------------------------------------------------------------------------
                            وأعطاهم يوسف عجلات بحسب أمر فرعون. وأعطاهم زادًا للطريق. وأعطى كل واحدٍ منهم حُلل ثياب... وقال لهم: لا تتغاضبوا في الطريق ( تك 45: 21 -24)

                            أرسل يوسف إخوته بمهمة صعبة، وهي إخبار أبيهم أنه حي، وهي عكس ما ابتدعوه أمام أبيهم عن كون يوسف افتُرس ومات. لذلك أدرك يوسف خطورة هذه المهمة، وصعوبة موقفهم بإخبار أبيهم بالحقيقة التي ستؤدي إلى كشف كذبهم وخبثهم القديم. ولأجل إعانتهم على تتميم هذه المهمة الصعبة والحَرجة، قدم لهم معونات وتسهيلات وتشجيعات، ليبرهنوا ويؤكدوا لأبيهم بأن يوسف حي في مصر.

                            إن المحبة تسند مُرسليها، وتملأ كل احتياجهم طول الطريق. لقد زوَّدهم يوسف في هذه الإرسالية بكل متطلبات الرحلة، بل أعطاهم من ملء غنى مركزه الجديد عطايا ومعونات. قدَّم لهم عجلات لتحملهم وتخفف عنهم عناء الطريق، وليؤكد لهم أنهم محمولون بعناية وقوة محبته. ولقد أشعرهم من خلال تلك العطايا أنه معهم طول الطريق كأفضل رفيق. ولقد كانت تلك العجلات سبب راحة وسلام لهم.

                            كما وأعطاهم أيضًا زادًا للطريق وطعامًا من يده ليذهبوا من قوة إلى قوة، يمدهم بطاقة جديدة وإنعاش وشبع، لئلا تضعف نفوسهم. ويا لها من نعمة فائضة، تُشبع وتُريح! لقد أراد يوسف أن يُشغل إخوته في هذه الرحلة بمحبته من خلال عطاياه. فكل الأشياء التي معهم: العجلات التي تحملهم، والطعام الذي بين أيديهم، الكل يؤكد ويشهد عن محبة يوسف لهم، لئلا يشكّوا أو يخوروا في الطريق.

                            ولقد كساهم يوسف ثيابًا فاخرة، ثيابًا سترت كل عيوبهم وكل ماضيهم، وقد أشعرهم بمركزهم الجديد، وأنساهم ذلك الماضي الكئيب. إن حُلل الثياب أعلنت موقف يوسف الجديد، وكأنه يقول لهم: دعونا ننسى الماضي وجروحه، وننظر للمستقبل وشروقه. والآن كلما نظروا بعضهم لبعض، أو الواحد لنفسه، سيرى يوسف من خلال الحُلة الجديدة.

                            أشعرهم بأنهم في حالة جديدة، وأن الأشياء العتيقة قد مضت، وأوصاهم «لا تتغاضبوا في الطريق»، بل «كما أحببتكم أنا تحبون أنتم أيضًا بعضكم بعضًا». فكلما كانت عيونهم على الحُلل الجديدة، كانوا أكثر احتمالاً بعضهم لبعض، فلا يتغاضبون في الطريق. لقد متّعهم بسلام مع الله، ومع شخصه، وسلام لضمائرهم، وسلام مع بعضهم البعض، ومع أبيهم.

                            ميشيل نويصري
                            نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                            تعليق


                            • #15
                              مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - ديسمبر 2006

                              الجمعة 15 ديسمبر 2006

                              عندما تغلق الأبواب هناك رجاء


                              --------------------------------------------------------------------------
                              فأجاب سمعان وقال له: يا مُعلم، قد تعبنا الليل كله ولم نأخذ شيئًا. ولكن على كلمتك أُلقي الشبكة ( لو 5: 5 )

                              نفوس مُصابة بالإحباط، مُنهكة من شدة التعب والإعياء، كليلة بلا رجاء، مُحاطة بسُحب قاتمة سوداء. صيادون مهرة لهم خبرة السنين في صيد الأسماك، يحالفهم الفشل في ليلة غبراء، فلا يأخذون شيئًا حتى أنهم غسلوا الشباك وتركوا السُفن، وتهيأوا للرجوع إلى الديار بخيبة وعار، وسلالهم خالية من أي إدام، فماذا يقولون لذويهم؟! سينعقد اللسان ويبطل الكلام!

                              لكن يبرز في المشهد رب السماء البار، الذي له السلطان، الذي يخضع له كل دواب الأرض وكل سمك البحار، يقول لسمعان بعد أن دخل إحدى السفينتين التي له، لكي يعلِّم منها جموع من الآنام «ابعُد إلى العُمق وألقوا شباككم للصيد» ( لو 5: 4 )، فأجابه بطرس بعبارتين: الأولى مُمتزجة بالخوار والفشل، والثانية حلَّق بها في جو الإيمان الواثق في خالق كل الأشياء، الذي سمع كلمته التي كانت بسلطان، ورأى قوته وسلطانه الذي أمر به الأرواح النجسة فخرجت، وانتهر الحُمى من حماته فقامت وصارت تخدمهم. «فأجاب سمعان وقال له: يا معلم، قد تعبنا الليل كله ولم نأخذ شيئًا. ولكن على كلمتك أُلقي الشبكة» ( لو 5: 5 ).

                              «ولما فعلوا ذلك أمسكوا سمكًا كثيرًا جدًا، فصارت شبكتهم تتخرق. فأشاروا إلى شركائهم الذين في السفينة الأخرى أن يأتوا ويساعدوهم. فأتوا وملأوا السفينتين حتى أخذتا في الغَرَق» (ع6، 7).

                              لنتأمل معًا بعُمق ـ عزيزي المؤمن ـ في هذا الشخص الكريم الذي يعطي بسخاء وينعم بفيض، ولنتأكد أنه عندما توصد الأبواب أمامك، هناك رجاء أكيد في رب السماء. وعندما تعلو أمواج الهموم في الحياة، فسيدنا المعبود قادر أن يعمل لك مسالك في غمارها، مهما كانت عاتية. وعندما تفشل من نفسك، ويبدو أن لا مناص لك، فسوف تجد في التو والحال عمل الله الذي يقودك إلى نجاح باهر. أ ليس الذي ضَمَن لك مستقبلك الأبدي، قادرًا أن يملأ كل احتياج لك بحسب غناه في المجد؟ ( في 4: 19 ). وعندما تجف مواردنا، فإن ينابيعه لا تنضب، وعندما تكون السُحب قاتمة، توقع الأمطار الغزيرة، وعندما تكون الأمور شائكة ومتشابكة، فاعلم أن عنده الحل السريع. وإن كانت جبال المصاعب عالية، فإنه ـ تبارك اسمه ـ يستطيع أن يصعد بك فوقها ( حب 3: 18 ، 19).

                              خليل حزقيال
                              نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                              تعليق

                              من قاموا بقراءة الموضوع

                              تقليص

                              الأعضاء اللذين قرأوا هذا الموضوع: 0

                                معلومات المنتدى

                                تقليص

                                من يتصفحون هذا الموضوع

                                يوجد حاليا 1 شخص يتصفح هذا الموضوع. (0 عضو و 1 زائر)

                                  يعمل...
                                  X