إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

قرأت لك :من "طعام وتعزية" - أكتوبر 2011

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • قرأت لك :من "طعام وتعزية" - أكتوبر 2011

    السبت 1 أكتوبر 2011

    مقادس الله

    فلما قصدت معرفة هذا، إذ هو تعبٌ في عينيَّ. حتى دخلت مقادس الله، وانتبهت إلى آخرتهم ( مز 73: 16 ، 17)

    يمكننا أن نفهم «مقادس الله» في مزمور73: 17، بمعناها الأدبي الواسع وليس بمعناها الحرفي الضيِّق. في هذه الحالة لا تكون هي المقادس الحرفية في خيمة الاجتماع أو في الهيكل، ولا ما تُشير إليه من وجودنا في اجتماعات العبادة، فقد يكون المرء داخل المقادس الحرفية، ويُصاب هناك بالخَرَس لضعف الإيمان، كما حدث مثلاً مع زكريا أبي يوحنا المعمدان (لوقا1). واليوم ممكن للشخص أن يكون بجسده في الاجتماع، ولا يكون بقلبه في المقادس. ومن الجانب الآخر يمكن للمؤمن أن يمارس حياته العادية، ويكون مع ذلك عائشًا في جو المقادس.

    إن المقادس بهذا المفهوم هي جو شركة المؤمن مع إلهه. وعليه فهي مكان التقاء القلب بالرب، وتلذذه به.

    لقد كان إبراهيم حتمًا في المقادس ـ بمفهوم أدبي ـ عندما رفض عروض ملك سدوم. لقد عرف أنه أغنى من ملك سدوم بما لا يُقاس، فكيف يسمح له بأن يقول: «أنا أغنيت أبرام» ( تك 14: 23 )؟

    وكان دانيال أيضًا في المقادس عندما أيقن أنه أعظم جدًا من ذلك الإمبراطور الشهواني الشرير الذي أتت نهايته، فقال له: «لتكن عطاياك لنفسك. وهَبْ هِباتك لغيري. لكني أقرأ الكتابة للملك وأُعرِّفه بالتفسير» ( دا 5: 17 ). ثم أخبره بقضاء الله عليه.

    وكان بولس يعيش في المقادس عندما صلى إلى الله أن يكون الملك أغريباس وباقي الأمراء وعلية القوم نظيره هو، ما خلا القيود التي في يديه!

    وهذا معناه أن المؤمن في المقادس لا يعوزه شيء، ويشعر بأنه أسعد من الملوك الزائفين الزائلين على الأرض. إننا هناك يمكننا أن نشبع بالرب، إذ ننظر إلى جماله ( مز 27: 4 ). قال المرنم:

    ومعك سوف أُكمل مسيرتي في ذي الحياة
    لن يُبهر بريقُها عينًا رأت نورَ الإله

    يوسف رياض
    نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

  • #2
    رد: قرأت لك :من "طعام وتعزية" - أكتوبر 2011

    الأحد 2 أكتوبر 2011

    رجل الأوجاع

    رجل أوجاع ومُختبر الحَزَن ( إش 53: 3 )

    «فإذ كان يسوع قد تعب من السفر جلس هكذا على البئر» ( يو 4: 6 ). تفكروا في الرب نفسه، وهو رب المجد، يجلس مُتعَبًا على البئر، عطشانًا يسأل رشفة ماء في هذا العالم الذي كُوِّن به والذي لم يعرفه!!

    لقد كان له المجد، مهما كانت الكُلفة على نفسه، إعلانًا عن محبة الله للإنسان. وإني أسجد تعبدًا لأجل محبته التي قادته لأن يُجعل خطية لأجلي، المحبة التي دفعته لأن يتحمل كل تلك الآلام نيابةً عنا.

    ماذا أتوقع من أصدقائي إذا دخلت في تجربة؟ على الأقل أتوقع أن لا يتركوني. لكن الجميع تركوه وهربوا. وماذا أتوقع من الجالس على كرسي العدالة؟ أتوقع أن يحمي البريء. وبيلاطس يغسل يديه من دمه، ويسلِّمه ـ ويا للعجب ـ للشعب!

    وماذا أتوقع من الكاهن؟ أتوقع أن يترفق بالجهال والضالين، لكنهم ازدادوا تحريضًا للشعب على قتل البار، وأن يصرخوا قائلين «خُذه اصلبه».

    أوجاعه، ينبغي أن تكون أبدًا وعلى الدوام، موضوع تأملنا، نتفرَّس فيها بكل احترام وخشوع. هذا التأمل العميق يرفع نعمة الرب يسوع أمام النفس، ويولِّد فيها الإحساس بأن هذا المتألم ليس سوى ابن الله الكامل.

    انتظر رقة فلم تكن، معزين فلم يجد. ليس إنسان منا يستطيع أن يسبر أغوار هذه الحقيقة، أن ذاك الذي هو في حضن الآب، يجد نفسه، كإنسان، متروكًا من الله! وعلى قياس معرفته بأنه القدوس، على هذا القياس عينه أستشعر معنى أن يُجعل خطية أمام الله. وعلى قياس معرفته بمحبة الله، على هذا القياس عينه أحس بمعنى ان يكون متروكًا من الله!

    هو القيامة والحياة. ويا للعجب وهو كذلك في هذا العالم كمَن بيده مغاليق الموت، نراه يخطو بنفسه إلى ما داخل الموت لأجلنا!!

    قاسى ربي كل هولٍ وتحمَّل العنا
    حتى سيفُ العدلِ جازَ فيهِ كي أنجو أنا
    نكس الرأس أخيرًا مائتًا عن الخطاهْ
    فلكَ نجثو بحبٍّ أيها الرب الإلهْ

    داربي
    نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

    تعليق


    • #3
      رد: قرأت لك :من "طعام وتعزية" - أكتوبر 2011

      الاثنين 3 أكتوبر 2011

      بدوني لا شيء

      أنا الكرمة وأنتم الأغصان. الذي يثبت فيَّ وأنا فيه هذا يأتي بثمرٍ كثير، لأنكم بدوني لا تقدرون أن تفعلوا شيئًا ( يو 15: 5 )

      إن اتحاد الكرمة بالغصن هو أوثق اتحاد ممكن. انظر إلى الغصن، إنه والكرمة نسيج واحد وينمو نموًا من ذات ساقها. وفي الحقيقة هو جزء منها. والحياة التي في الكرمة والعصارة التي تسري فيهما هما أيضًا في الغصن وينتجان الثمر. إن انفصل الغصن عنها ذبل ومات.

      هذا الاتحاد يستخدمه الرب لتصوير الاتحاد الوثيق بينه وبين المؤمن الحقيقي. إن اتحادنا به ـ له المجد ـ وثيق وحقيقي تمامًا كاتحاد الغصن بالكرمة.

      والرب يسوع عندما يتكلم عن أغصان لا تحمل ثمرًا فتُطرح وتجف وتُحرق، إنما لا يقصد مؤمنين حقيقيين بل أولئك الذين يقولون إنهم مؤمنون وبذلك يُظهرون أنفسهم كأنهم مُتحدون به، ولكنهم في الحقيقة لم يتصلوا به قط بالروح القدس. وممكن للإنسان أن يبدو ظاهريًا كأنه غصن، وقد يعترف بأنه واحد مع المسيح في الوقت الذي هو بالفعل ليس كذلك. إن الغصن الحقيقي في الكرمة يبرهن على اتحاده الحي بها عن طريق الإتيان بثمر.

      حق وصحيح ما قيل على لسان البعض وهو: ”هناك مبدآن يجب أن نُمسك بهما: الأول هو أنه لا يمكن أن يكون الواحد غصنًا في المسيح ـ عضوًا حيًا في جسده ولا يأتي بثمر. لأن اتحادًا حيًا بالمسيح، لا يتبرهن بمظاهر الحياة فيه، أمر مُحال وتجديف أيضًا. والثاني هو أنه ما من غصن حي في الكرمة الحقيقية، ما من مؤمن في المسيح يهلك على الإطلاق. إنما يهلك أولئك الذين قد يظهرون في مظهر المؤمنين وليسوا بمؤمنين“.

      ولكن ما أحوجنا إلى أن نتذكَّر باستمرار كلماته المباركة «بدوني لا تقدرون أن تفعلوا شيئًا». إنه يقول لنا في هذه الكلمات: ”أنتم تحتاجون إليَّ في كل لحظة وفي كل خطوة من خطوات الطريق“. وماذا يكون جواب قلوبنا، قلوبنا التي اختبرته وتعرفه. حقًا أنا محتاج إليك يا رب. إني أرجو اتكالاً أكمل عليك والتصاقًا أوثق بك في مسير الطريق وتمتعًا أعمق بذلك الاتحاد الذي أتت بي إليه نعمتك. هكذا يجب أن تكون رغبتنا وصلواتنا. إنها اشتياقات الطبيعة الجديدة. حقًا بدون الرب لا نقدر أن نفعل شيئًا.

      و.ج. هوكنج
      نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

      تعليق


      • #4
        رد: قرأت لك :من "طعام وتعزية" - أكتوبر 2011

        الثلاثاء 4 أكتوبر 2011

        المُنقذ المسكين

        جميع عظامي تقول: يا رب، مَن مثلك المُنقذ المسكين ممن هو أقوى منه، والفقير والبائس من سالبه؟ ( مز 35: 10 )

        هل من الممكن فعلاً أن ندعو الله ”إله المساكين“؟

        أعتقد أن مَن يقرأ الكتاب المقدس بصفة عامة، وسفر المزامير بصفة خاصة، يمكنه أن يُجيب بالقول: نعم بكل تأكيد إن الله هو إله المساكين. هو إله لا يصغر المسكين أبدًا في عينيه. إن أكثر ما يحطم نفس المسكين هو احتقار الآخرين له لكونه مسكينًا، لكن عندما نتأمل هذا الإله العظيم نجده إنه يحب المساكين، ليس حب العطف الأبوي فقط، ويشفق عليهم ليس من قبيل الإحسان لمحتاج فقط، لكنه يقدِّر إنسانيتهم العاقلة، ويحترم كينونتهم الروحية. إن فقرهم المادي لا يرخص ثمنهم في عينيه، وانعدام جمالهم الجسدي لا يقلل إعجابه بهم ولهفته على الشركة معهم، وذلهم الاجتماعي لا يقلل من هيبة أرواحهم قدامه!! إنهم لا يصغرون أبدًا في عينيه، بل هو دائمًا يحبهم ويقدّرهم، وهم بدورهم يحبونه ويقدّرونه. يقول عنه داود بروح النبوة، مُشيرًا إلى المسيح: «لأنه لم يحتقر ولم يُرذل مسكنة المسكين، ولم يحجب وجهه عنه، بل عند صراخه إليه استمع» ( مز 22: 24 ). وفي مزمور12: 5 نسمعه يقول بفم داود: «من اغتصاب المساكين، من صرخة البائسين، الآن أقوم، يقول الرب. أجعل في وسعٍ الذي ينفث فيه» أي أن : اغتصابهم يقيمه، وصرختهم تنهضه ليخلِّصهم، إنه يتعاطف بكل قوته لحسابهم، بل من أعجب الأمور أنه عندما يتكلم عن نفسه ويكشف شيئًا عن أمجاده نسمعه يقول بلسان إشعياء: «السماوات كرسيِّ، والأرض موطئ قدميَّ .... وكل هذه صنعتها يدي» لكن العجيب أنه يضيف قائلاً: «وإلى هذا أنظر: إلى المسكين والمنسحق الروح والمرتعد من كلامي» ( إش 66: 1 ، 2) أي أنه يربط بين مجده ككلي الوجود، ومجده كالخالق واجب الوجود، بمجده كإله المساكين!!

        وعلى الجانب الآخر نجد أن هذه العواطف من جانبه تفجر في المساكين كل ينابيع الحب له، وبالتالي يفيض من قلوبهم كل السجود له. اسمع مثلاً ما يقوله مسكين قد تمتع بمحبة إله المساكين واختبر نجاته، وتأمل عمق تأثره: «جميع عظامي تقول: يا رب، مَن مثلك المُنقذ المسكين ممن هو أقوى منه، والفقير والبائس من سالبه؟» ( مز 35: 10 ). واسمع آخر يقول واثقًا ومُسبحًا: «لا يرجعن المنسحق خازيًا. الفقير والبائس ليُسبحا اسمك» ( مز 74: 21 ).

        ماهر صموئيل
        نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

        تعليق


        • #5
          رد: قرأت لك :من "طعام وتعزية" - أكتوبر 2011

          الأربعاء 5 أكتوبر 2011

          الفُلك .. كمال عمل المسيح

          فقال الله لنوح: نهاية كل بشر قد أتت أمامي ... فها أنا مُهلكهم مع الأرض. اصنع لنفسك فُلكًا.. ( تك 6: 13 ، 14)

          كان الطوفان، ذلك الغمر الجارف؛ دينونة الله العاصفة على شر الإنسان وخطيته، بينما كان الفلك هو الطريق الإلهي الوحيد للخلاص المُقدَّم للإنسان مُمثلاً في نوح وعائلته. وهو إشارة إلى كفاية شخص المسيح وعمله «الذي مثاله يخلِّصنا نحن الآن .. بقيامة يسوع المسيح» ( 1بط 3: 21 ).

          كان الفلك من تصميم الله وتخطيطه. الله هو الذي دبَّره لاستبقاء حياة للجنس البشري من دينونة لم تُبقِ نسمة واحدة من العالم الأثيم. هذا الفلك لم يكن شيئًا غير عادي بل مألوف المنظر، صورة للمسيح كمَن أتى في شبه الناس ( في 2: 7 ، 8).

          صُنع من خشب جفر إشارة إلى إنسانية ربنا يسوع المسيح. وكان مطليًا بالقار من الداخل والخارج، فما كان يسمح بنفاذ قطرة واحدة من مياه الدينونة إلى الذين هم فيه، والذين احتموا به، لا شر ولا خطر، إشارة لكفاية شخص المسيح وعمله لمَن يحتمي فيه «إذًا لا شيء من الدينونة الآن على الذين هم في المسيح يسوع» ( رو 8: 1 ).

          كان الفلك متناسب المقاييس ومتناسق الأبعاد، إشارة إلى كمال وجمال إنسانية الرب يسوع المسيح. وكانت له مساكن. فهو فلك واحد وحيد يجمع عشائر وأجناس مختلفة، إشارة إلى لا محدودية الخلاص المُقدَّم للعالم كله «إلى كل وعلى كل الذين يؤمنون» ( رو 3: 22 ).

          وكانت له طوابق تمثل الارتقاء إلى الأعلى وإلى الأعلى، لكن حتى الأدنى مع الأرقى، الكل في أمان. الجميع خلصوا خلاصًا كاملاً مُطلقًا غير مشروط، بغض النظر عما بينهم من فوارق السن والجنس والنوع، إشارة إلى أمان وضمان كل مَنْ يلجأ إلى المسيح.

          كان للفلك كوى من أعلى ، الناظر منها يرى السماء، ولا تقع عينه على الجيف الطافية وعفنها. هكذا كان المسيح لنا على الصليب الحِمى من كل دينونة الله المُرعبة على الخطية. وكذلك الأمان والضمان لنا من كل ضرر، وفيه لنا أيضًا أن نُعاين الله في وجهه ( 2كو 4: 6 ).

          «والداخلات دخلت ذكرًا وأُنثى من كل ذي جسدٍ كما أمره الله. وأغلق الرب عليه» ( تك 7: 16 ). إن الله الآن يأمر ويدعو كل خليقته لتدخل إلى فلك النجاة الوحيد، وتحتمي به من القضاء الرهيب الذي سيأتي حتمًا عن قريب.

          شنودة راسم
          نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

          تعليق


          • #6
            رد: قرأت لك :من "طعام وتعزية" - أكتوبر 2011

            الخميس 6 أكتوبر 2011

            بطرس والتوبة الحقيقية

            فبعد ما تغدوا قال يسوع لسمعان بطرس: يا سمعان بن يُونا، أَ تحبني أكثر من هؤلاء؟ ( يو 21: 15 )

            لا يمكن لأي رجوع أن يُعتبر كاملاً وإلهيًا إلا إذا وصل أثره إلى أعماق القلب. ولهذا لو رجعنا إلى شاطئ بحر طبرية لوجدنا السيد هناك يتناول قلب بطرس ويعالج حالته بقوة غريبة. ومما يلذ ملاحظته هو أننا لا نجد أقل إشارة إلى الحوادث الماضية تُذكر وقت الغذاء عند شاطئ بحر طبرية، ذلك الغذاء الذي جهزه ورتبه وقدَّمه الرب المُقام. «فبعدما تغدَّوا قال يسوع لسمعان بطرس: يا سمعان بن يُونا، أَ تحبني أكثر من هؤلاء؟». وكأن سمعان عند سماع هذه الكلمات من فم سيده الأمين، تذكَّر في الحال ذلك القول الذي نطق به مرة وهو محمول بالثقة الذاتية: «إن شك فيك الجميع، فأنا لا أشُك أبدًا» ( مت 26: 33 ). وبعد ذلك يأتي السؤال الفاحص لأعماق القلب مُكررًا ثلاث مرات مُتتالية، وكأن الرب يقصد بذلك أن يذكِّر بطرس بذلك الإنكار المُثلث الذي حصل منه. هذه الكلمات قد مسَّت قلب بطرس، ووصلت إلى جذور وأساس الموضوع كله، وهذا ما كان لازمًا في حالة بطرس كما هو لازم أيضًا في كل حالة أخرى. فعمل الرجوع لا يمكن أن يكون كاملاً إلا إذا وصل إلى الجذور وحكم عليها، فالعمل السطحي لا ينفع بتاتًا. ونحن نميل دائمًا للاكتفاء بقطف الحشائش التي تظهر على سطح حياتنا العملية اليومية دون الوصول إلى الجذور المدفونة؛ جذور الثقة في الذات، والنتيجة المُحزنة هي أن الحشائش تظهر ثانيًا بسرعة، وتكون مَدعَاة لأسفنا وخزينا وإهانة اسم سيدنا. إن الحكم على الذات يجب أن يكون أكثر تعمقًا إذا كنا نريد حقًا أن نتقدم تقدمًا صحيحًا. إننا بالأسف سطحيون بشكل مُريع، ومتساهلون للغاية، ويعوزنا أن نكون أكثر تعمقًا وتدقيقًا. كما أننا في حاجة أشد إلى عمل قلبي نظير العمل الذي تم في سمعان بن يونا على شاطئ بحر طبرية «فحزن بطرس لأنه قال له ثالثةً: يا سمعان ابن يونا، أَ تحبني؟» ( يو 21: 17 )، على أن مشرط الطبيب الإلهي قد وصل إلى أصل المرض الأدبي وكفى. إنه كان لازمًا وفي الوقت نفسه كان كافيًا، وما كان على سمعان بطرس المتألم والحاكم على ذاته إلا أن يعود إلى تلك الحقيقة العظمى، وهي أن سيده كان يعلم كل شيء «يا رب، أنت تعلم كل شيءٍ. أنت تعرف أني أحبك».

            إن هذا العمل كامل حقًا، فأمامنا نفس قد رجعت تمامًا، رجعت بضميرها ورجعت بقلبها.

            ماكنتوش
            نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

            تعليق


            • #7
              رد: قرأت لك :من "طعام وتعزية" - أكتوبر 2011

              الجمعة 7 أكتوبر 2011

              وَلَدْ أم عمود حديد؟

              هأنذا قد جعلتك اليوم مدينة حصينة، وعمود حديدٍ وأسوار نحاس على كل الأرض ( إر 1: 18 )

              قارئي، ربما يملأك هذا العنوان بالحيرة للوهلة الأولى، وهل الطبيعة أو الحياة، تمنح فرص الخيار، لكائن أن يختار، أن يكون فأرًا أو أسدًا؟ أو أقول لك بأسلوب كتابي، هل يمكن للولد، وأقصد ما تحمله الكلمة من معاني الضعف والصِغَر، أن يكون عمود حديد وأسوار نحاس؟ أو هل يمكن للعنكبوت أو الوبار أن يصبح «عمودًا في هيكل الله»؟ وما السبيل إلى ذلك؟

              لقد كلَّف الرب إرميا في يومه بمهمة شريفة، وكما «اختار داود عبده، وأخذه من حظائر الغنم، من خلف المرضعات أتى به ليرعى يعقوب شعبه» ( مز 78: 70 ، 71)، كلَّف إرميا صغير السن، ضيِّق النفس، فجعله «نبيًا للشعوب» ( إر 1: 5 )، وكانت الإجابة المتوقعة منه «آه، يا سيدي الرب، إني لا أعرف أن أتكلم لأني ولدٌ» ( إر 1: 6 )، وماذا يمكن أن يفعله الولد أمام «الشر الذي كان عتيدًا أن ينفتح من الشمال على سكان الأرض» (ع14)؟ بل أمام شر أمة قائلة: «للعود أنت أبي، وللحجر أنت ولدتني»؟ بل تلخيصًا أقول: ماذا يفعل الولد أمام شعب فاسد، وقاضٍ عادل، وقضاءٍ مرعبٍ؟ بل ماذا يفعل مَنْ أراه الرب ثمانِ رؤى في ليلةٍ واحدة، ربطت التاريخ بالنبوة، من بداية أزمنة الأمم، وامتدت حتى رجاء الشعب الأرضي. أقصد زكريا النبي، وقيل عنه أيضًا «اجرِ وكلِّم هذا الغلام» ( زك 2: 4 ). فإرميا ولد، وزكريا غلام، وبولس «يُسر بالضعفات» ( 2كو 12: 10 )، بل «في الحضرة ذليل بينهم» ( 2كو 10: 1 )، بل وقيل عن حضوره بالجسد «ضعيف» ( 2كو 10: 10 )، ونحن جميعًا «الوبار الطائفة الضعيفة» ( أم 30: 26 )، بل و«أونِ خزفية»، ولكن لا تنسَ أن الكنز بداخلها (2كو4).

              ما دُمتَ تبغي صُحبتي عَوني إليكَ أقبلْ
              لا تخشَ بأسًا قوتي في الضعفِ فيكَ تُكمَلْ

              بطرس نبيل
              نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

              تعليق


              • #8
                رد: قرأت لك :من "طعام وتعزية" - أكتوبر 2011

                السبت 8 أكتوبر 2011

                حل المشاكل في المقادس

                اللَّهُم، في القدس طريقك. أي إلهٍ عظيمٌ مثل الله؟ ( مز 77: 13 )

                في مزمور77: 13 قال آساف: «اللَّهُم، في القدس طريقك». وهذا معناه أننا في داخل المقادس سيمكننا أن نفهم أمور الله. خارج المقادس تكون الرؤية غير واضحة، والذهن مشوَّشًا، ولكن داخل المقادس يمكن للقديس أن يرى الأمور بعين الله، وبالتالي فإنه يرى لا الحاضر فحسبْ، بل المستقبل أيضًا.

                وكثير من رجال الله وجدوا حلاً لمشكلاتهم المتنوعة في المقادس. فلقد كان عند الملك حزقيا مشكلة قومية حربية، عندما أتت عليه جيوش ملك أشور. فكيف حُلَّت تلك المشكلة؟ لقد حُلَّت عندما دخل هيكل الله، ونشر أمامه رسائل سنحاريب ملك أشور، فاستجاب الرب لصلاته، وأعطاه نُصرة عجيبة على الأعداء.

                وبعده كان عند حبقوق مشكلة كونية أدبية، كيف يسمح الله القدوس بأن يبلع الشرير من هو أبَر منه؟ وهذه حُلَّت عندما وقف حبقوق على الحصن وعلى المرصد، ليراقب ماذا يقول الرب له، وماذا يُجيبه عن شكواه. فأجابه الرب، واستراح حبقوق من حيرته!

                وقبلهما كان عند حنَّة مشكلة شخصية صحية، فهي كانت عاقرًا. هذه المشكلة حُلَّت عندما دخلت حَنَّة المقادس بمشكلتها المستعصية، ولما خرجت لم يكن وجهها بعد مُغيرًا.

                وفي أيام المسيح بالجسد، كان عند يوحنا المعمدان مشكلة كتابية فكرية. إن يوحنا المعمدان العظيم شكّ، وأرسل إلى المسيح يقول له: «أنت هو الآتي، أم ننتظر آخر؟». ومع أن هذا الشك غير ممدوح، ومع أن الرب قال له: «طوبى لمَن لا يعثر فيَّ»، ولكن الجميل أن المعمدان اتجه بمشكلته وحيرته إلى الاتجاه الصحيح، إلى المسيح، وإذ لم يكن ممكنًا له أن يذهب إليه بنفسه، لأنه كان في السجن، فقد أرسل إليه اثنين من تلاميذه، وعند المسيح وَجدت مشكلته حلاً، وسؤاله وجد ردًا.

                ونلاحظ أن حزقيا بمشكلته الحربية، وحَنَّة بمشكلتها الصحية وجدا الحل لمشكلتيهما في الصلاة، ولقد قيل عن الصلاة إنها تحرك اليد التي تحرك الكون. وأما حبقوق بمشكلته الكونية، ويوحنا بمشكلته الفكرية وجدا الحل لمشكلتيهما في كلمة الله. لذا فما أهم أن يكون لكلٍ منا لقاء يومي نختلي فيه مع الله، نقرأ فيه الكتاب المقدس، ونتحدث فيه إلى الآب بروح المودّة، أو لنطرح همومنا عند قدميه، أو لنعترف أمامه بخطايانا.

                يوسف رياض
                نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                تعليق


                • #9
                  رد: قرأت لك :من "طعام وتعزية" - أكتوبر 2011

                  الأحد 9 أكتوبر 2011

                  مغزى الصليب

                  في طريق العدل أتمشى، في وسط سُبل الحق، فأورِّث مُحبيّ رزقًا وأملأ خزائنهم ( أم 8: 20 ، 21)

                  إننا لو حوّلنا الصليب إلى شيء جميل وإلى فلسفة رائعة للمحبة والتضحية وانكسار القلب بسبب عالَم لا يبالي، وتوقفنا عند ذلك كما فعل بعض اللاهوتيين، لكان فشلنا ذريعًا في فهم معنى الصليب. ولو استطعنا أن نستعرض آلام المسيح المُبرحة التي احتملها في جسده، وبرعنا في ذلك حتى جرت الدموع أنهارًا من مآقينا، ووقفنا عند هذا الحد، لَمَا فهمنا المعنى الحقيقي لصليب ربنا المعبود.

                  إن معنى الصليب الحقيقي يتلخص في أننا كنا خطاة. فكان للشيطان الذي يعرف قانون الله، كما يعرف أننا خطاة نجسون، حُجة المشتكي على كل واحد منا ( مز 109: 6 ، زك3: 1- 3). والله البار ما كان يمكنه تجاهل تلك الشكوى الصحيحة التي تستوجب موتنا. بهذا المعنى كان للشيطان سلطان الموت أو حجته علينا. فذهب المسيح البار ليموت مكان الخطاة، وليأخذ نيابةً عن التائبين المؤمنين الدينونة التي كانوا يستحقونها عدلاً.

                  لقد كانت المعضلة الكبرى هي: هل من الممكن أن يكون الله بارًا ومخلِّصًا في الوقت نفسه ( إش 45: 21 )؟ وكان حل تلك المعضلة الكبرى في الصليب. فذاك المصلوب على الصليب الأوسط كان بديلنا الكريم، الذي حَمَل هو نفسه خطايانا في جسده على الخشبة ( 1بط 2: 24 ). وعلى رأسه القدوس وضع الله «إثم جميعنا». وبعد ساعات ثلاث من تعامل الله الديان مع المسيح يسوع، صرخ ـ تبارك اسمه ـ صرخة شقت الظلام «إلهي إلهي لماذا تركتني؟» وارتدت الصرخة بلا إجابة. فذاك الذي طوال خدمته على الأرض كانت السماء مفتوحة له، أمسَت وقتها مغلقة في وجهه. وذاك الذي من الأزل وإلى الأبد «في حضن الآب» ( يو 1: 18 ) نراه الآن في مشهد الظلمة بدون شعاع واحد من النور يصل إلى نفسه البارة لينعشها. لقد كان في تلك الساعات مُمثلاً للإنسان. ولهذا خاطب الله قائلاً: «إلهي إلهي».

                  نعم، دعنا نقف بنعال مخلوعة، وننظر في خشوع إلى البديل وإلى الكُلفة. فلقد أخذ الرب يسوع مكاني، ودفع ديوني. فيا للمخلِّص ويا لله!!

                  فقد ضللنا كُلنا كغنمٍ في طرقنا
                  والرب هكذا وضع عليهِ كل إثمنا

                  يوسف رياض
                  نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                  تعليق


                  • #10
                    رد: قرأت لك :من "طعام وتعزية" - أكتوبر 2011

                    الاثنين 10 أكتوبر 2011

                    حياة المفديين العملية

                    افتُديتم .. بدمٍ كريمٍ .. فأحبوا بعضكم بعضًا من قلبٍ طاهرٍ بشدة .. فاطرحوا كل خبثٍ وكل مكرٍ والرياء والحسد وكل مذمة ( 1بط 1: 18 - 2: 1)

                    في أيامنا السابقة قبل أن يدخل المسيح إلى حياتنا، كنا بعيدين عن الله، ونحيا الحياة الباطلة التي عاشتها الأجيال الساقطة. إننا قد افتُدينا من هذه الحالة، ولقد كانت القيمة التي قدّرها الله لفدائنا، تتضح من التكلفة الباهظة التي تكلفها في الصليب. إننا لم نُفتدَ بأشياء تفنى، بفضة أو ذهب، بل «بدمٍ كريم، كما من حملٍ بلا عيبٍ ولا دنسٍ، دمِ المسيح» ( 1بط 1: 18 ، 19). والحَمَل كان معروفًا سابقًا من الله قبل تأسيس العالم، ولكنه أُظهر في وقته للمؤمنين، وبواسطته نُستحضر لله لنسلك أمامه بالإيمان والرجاء، عالمين أن الله أقام المسيح من الأموات وأعطاه مجدًا. وإيماننا في الله الذي يستطيع أن يُقيم الموتى، ورجاؤنا في الله الذي يعطي المجد. وهكذا كمفديين، نتميز بالإيمان والرجاء بالله (ع20، 21).

                    ونحن أولاد بالارتباط بالآب، ونحن مفديون بالارتباط بعمل المسيح، ونحن إخوة بالارتباط أحدنا بالآخر. ولهذا نُحرَّض كإخوة «فأحبوا بعضكم بعضًا من قلبٍ طاهرٍ بشدة» (ع22). و”القلب الطاهر“ تتحصل عليه النفس التي تتطهر من كل شر ومن كل دوافع ذاتية التي تعوق انسياب المحبة بطاعة الحق.

                    إن علاقاتنا كإخوة لا تعود إلى الميلاد الطبيعي، كما كان مع إسرائيل، بل تعود إلى الولادة الروحية عندما «ولدنا ثانيةً ... بكلمة الله» (ع23). وبهذه الولادة الثانية نلنا طبيعة جديدة، وهي ذات الطبيعة التي هي المحبة، وبالرغم من الاختلافات الاجتماعية العديدة، فإننا قادرون أن يحب أحدنا الآخر. فالحياة والعلاقات التي تنساب من هذه الولادة الجديدة هي باقية ودائمة ككلمة الله التي تُولد بها النفس. فكلمة الله ”حية وباقية إلى الأبد“، حتى أن كل مَن وُلد ثانيةً يدخل إلى الحياة وإلى العلاقات التي لا يمسها الموت أو نهاية الزمان.

                    وإذ وُلدنا من الكلمة، وامتلكنا طبيعة جديدة برغبات جديدة، كما امتلكنا الحق الذي نُطهر به نفوسنا، فإن الرسول يحذرنا من شرور الطبيعة القديمة التي تعوق محبتنا بعضنا لبعض، وكذلك نمونا الروحي. وعلينا أن نطرح الخبث الذي يضمر الأفكار الشريرة تجاه الآخرين، والمكر الذي يخفي حقيقتنا، والرياء الذي يدّعي ما ليس فينا، والحسد الذي يقود إلى الافتراء على مَنْ نحسده.

                    هامتلون سميث
                    نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                    تعليق

                    من قاموا بقراءة الموضوع

                    تقليص

                    الأعضاء اللذين قرأوا هذا الموضوع: 0

                      معلومات المنتدى

                      تقليص

                      من يتصفحون هذا الموضوع

                      يوجد حاليا 1 شخص يتصفح هذا الموضوع. (0 عضو و 1 زائر)

                        يعمل...
                        X