إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - أبريل 2007

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - أبريل 2007

    الأحد 1 إبريل 2007

    إله وإنسان في شخص واحد


    وكان هو نائمًا ... ثم قام وانتهر الرياح والبحر ... فتعجَّب الناس قائلين: أي إنسانٍ هذا؟ فإن الرياح والبحر جميعًا تُطيعه! ( مت 8: 24 - 27)

    لقد اجتمع الناسوت واللاهوت في شخص ربنا يسوع المسيح لأنه الله الظاهر في الجسد. وإن تاريخه الشخصي عندما عاش على الأرض بين الناس يبرهن على هذه الحقيقة:

    * تأمل في متى 8: 23- 27 فداخل القارب الشراعي نام الرب يسوع في هدوء. وهو بالتأكيد هنا إنسان، لأن الله لا ينام ( مز 121: 4 ). ولكن عندما أيقظه تلاميذه، وقد أرعبتهم الرياح الهائجة وهي تتلاعب بالقارب، انتهر الريح والبحر، فصار هدوء عظيم. وهنا أظهر أنه الله المُسيطر على قوات الطبيعة وعناصرها. ونومه يمكن أن يُنسب فقط إلى حقيقة أنه إنسان، أما سلطانه على الريح والبحر فيُنسب إلى كونه الله. وهذا يُرى أيضًا في متى14: 25 عندما مشى على البحر. وبكلمته بدأ بطرس يمشي على الماء، ولكن عندما حوَّل نظره عن الرب إلى الأمواج المُضطربة بدأ يغرق. ولكن البحر تحت سلطان الرب يسوع تمامًا، لأنه الله، وبينما هو واقف على البحر انتشل بطرس.

    * وفي يوحنا9: 11 عندما استرد الرجل الأعمى بصره بعد أن أطاع تعليمات الرب، يُشير إلى الرب بالقول: «إنسان يُقال له (يُدعى) يسوع». ولكن عندما وجده الرب بعد هذا (وكان اليهود قد أخرجوه من المجمع) سأله «أ تؤمن بابن الله؟» تساءل الرجل: «مَنْ هو يا سيد لأُومن به؟» فأجابه الرب يسوع: «قد رأيته، والذي يتكلم معك هو هو» ( يو 9: 37 )، قال الرجل في الحال: «أُؤمن يا سيد. وسجد له».

    وقد قبل الرب يسوع سجود هذا الرجل له، بينما لم يقبل بطرس أن يسجد كرنيليوس له ( أع 10: 25 ، 26)، ولم يسمح الملاك أيضًا ليوحنا أن يسجد له ( رؤ 22: 8 ، 9)، لأن السجود لله وحده ( مت 4: 10 ). وقد قَبل الرب السجود في عدة مناسبات دون اعتراض، لأنه هو الله، وهو أيضًا إنسان حقًا، كما قال الرجل الأعمى عنه.

    وهذا قليل من كثير من الآيات التي تشهد لمعجزة اتحاد مجد الله الفائق والنعمة البشرية الجاذبة في شخص واحد مُمجَّد إلى الأبد. كم يملأنا هذا بالرهبة، والدهشة والتمجيد إلى الأبد.

    ليزلي جرانت
    نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

  • #2
    مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - أبريل 2007

    وهذا قليل من كثير من الآيات التي تشهد لمعجزة اتحاد مجد الله الفائق والنعمة البشرية الجاذبة في شخص واحد مُمجَّد إلى الأبد. كم يملأنا هذا بالرهبة، والدهشة والتمجيد إلى الأبد.
    هل هى بالفعل معجزة ؟؟
    انا اعلم انه امر فريد لكن لم اكن اعلم انه معجزة
    لانه على حد علمى ان المعجزة تكون مرتبطة فى حدوثها باحد لا يقدر عليها ( الذى تحدث له او معه )

    كما انى لم افهم كلمة النعمة البشرية
    انى اسمع دومآ عن النعمة الألهية لكنى لم اسمع يومآ عن النعمة البشرية

    انا لم اقصد التعليق لكنى حقآ ارادت ان اسئل لكى افهم
    واشكر لك تعب محبتك والرب يباركك
    للسكوت وقت وللتكلم وقت
    {جامعة 7:3 }

    تعليق


    • #3
      مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - أبريل 2007

      الاثنين 2 إبريل 2007

      افرحوا في الرب كل حين


      افرحوا في الرب كل حين، وأقول أيضًا: افرحوا ( في 4: 4 )

      الفرح هو أمنية كل إنسان، وقد أعدَّ الله لشعبه نصيبًا من السعادة التي لا يمكن أن تتأثر بالظروف الخارجية، بل بالحري تنمو وتتزايد على مرّ الزمن. والكتاب المقدس يضع أساسًا ثابتًا ومتينًا لسعادة المؤمنين، فيعلّمنا أن نفرح في الرب وليس في الظروف. وفي كل أجزاء الكتاب المقدس نجد رجالاً ونساءًا من المؤمنين الذين كانوا مُجرَّبين في حياتهم بتجارب متنوعة، ومع ذلك فقد كانوا سعداء. لأن «فرح الرب» هو أساس ثباتكم أيها المؤمنون كما كان لأولئك المؤمنين قبلكم. وهكذا نرى حبقوق الذي بدا كأنه خسر كل شيء، ولكنه استطاع أن يقول: ومع ذلك «فإني ... أفرح بإله خلاصي».

      أيها الأحباء إن خزائن السماء مفتوحة لحساب المؤمنين، والرب هو الموزع الوحيد الذي يَهَبكم بسخاء كل ما تحتاجون إليه، وفي استطاعتكم أن تفرحوا ولو أرغمتكم الظروف على الوجود وسط الناس الأشرار الذين يبغضونكم ويسيئون إليكم ( لو 6: 22 ، 23) ولا داعِ للخوف مما يفعله الناس بكم. ثقوا في ذراع المسيح القوية لأنه لا يتخلى عنكم أو يترككم. حتى ولو أُلقيتم في السجن، فإنكم تستطيعون أن ترنموا وتسبحوا الله في نصف الليل «لأن فرح الرب هو قوتكم» ( نح 8: 10 ).

      كذا يوجد فرح في التضحية، كما قال بولس: «لكنني وإن كنت أنسكب أيضًا على ذبيحة إيمانكم وخدمته، أُسرُّ وافرح معكم أجمعين» ( في 2: 17 ). مجانًا أخذتم، فيا ليتكم تُعطون مجانًا ما تريدون أن تحتفظوا به ـ هذه هي التضحية.

      ثم يوجد فرح في الصلاة ( في 4: 6 ) وذلك عندما تحددون طلباتكم، فتسألون ما تشعرون في قرارة نفوسكم بالاحتياج إليه. يجب أن لا تطلبوا بعدم اهتمام، ولكن يجب أيضًا في الوقت نفسه أن لا تكونوا ضحية الاهتمام «لا تهتموا بشيء ... بل في كل شيء بالصلاة..» والله لا يمكن أن يغض النظر عن احتياجكم، بل يسد كل أعوازكم، فقط لاحظوا أن تكون صلواتكم مقترنة بتشكراتكم. ولا بد أن يكون جزاء ثقتكم فيه السلام، فإذا أتينا إلى اجتماع الصلاة وعلى أكتافنا حِمل ثقيل وطرحناه على الرب، فلا بد أن يعطينا بدلاً عنه سلامه الذي يفوق كل عقل، ويا لها من بركة أن يكون لنا هذا النبع من الله وفيه.

      وليم نتر
      نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

      تعليق


      • #4
        مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - أبريل 2007

        الثلاثاء 3 إبريل 2007

        الذين عندهم الرجاء


        نعلم أنه إذا أُظهر نكون مثله، لأننا سنراه كما هو. وكل مَنْ عنده هذا الرجاء به، يُطهر نفسه كما هو طاهر ( 1يو 3: 2 ، 3)

        يا له من كلام فاصل، يميِّز الذين عندهم الرجاء من غيرهم! ويا له من تحريض قوي لنا بأن نستيقظ ونجِّد في السير، ناظرين إلى الرب، وخارجين إليه في الطريق الضيق خارج المحلة حاملين عاره! ولا ريب أن الذين يسيرون في هذا الطريق المُعيَّن من الله ـ طريق الإيمان والمحبة والرجاء ـ لا ريب أنهم يسبقون بمراحل أولئك المُتباطئين الذين يتعوقون في ملذات العالم وأرباحه، عوضًا عن أن يشهدوا للناس عن الخطر والخراب الذي يتهددهم. ولا ريب أيضًا أنهم يُحرمون من الملذات العالمية، ويتألمون مع المسيح ولأجله، ولكن ابتسامته الحلوة تعوّض لهم تعويضًا فائقًا عن كل ما يقاسونه.

        ولا توجد حقيقة عملية أعظم من هذه. فمن جهة الخدمة، يقول المسيح: «تاجروا حتى آتي» ( لو 19: 13 ). ومن جهة الاهتمام بالآخرين، يقول: «ومهما أنفقت أكثر فعند رجوعي أُوفيك» ( لو 10: 35 ). ومن جهة شعورنا بوحشة الوجود في العالم الشرير، يقول: «آتي أيضًا وآخذكم إليَّ، حتى حيث أكون أنا تكونون أنتم أيضًا» ( يو 14: 3 ). ومن جهة الاهتمام ببيت الله، يقول: «طوبى لذلك العبد الذي إذا جاء سيده يجده يفعل هكذا! بالحق أقول لكم: إنه يُقيمه على جميع أمواله» ( يو 12: 43 ، 44). ومن جهة ضعف الخيمة التي نحن ساكنون فيها، مكتوب أننا ننتظر من السماوات «مُخلصًا هو الرب يسوع المسيح، الذي سيغيّر شكل جسد تواضعنا ليكون على صورة جسد مجده» ( في 3: 20 ، 21). ومن جهة النوم وعدم المُبالاة، نجد التحذير من العبد الرديء الذي قال في قلبه: «سيدي يُبطئ قدومه» ( لو 12: 45 ). ومن جهة اللهج في الكلمة والمسَّرة بها، يقول: «ها أنا آتي سريعًا. طوبى لمن يحفظ أقوال نبوة هذا الكتاب» ( رؤ 22: 7 ). ومن جهة الخمول والفشل في طريق الخدمة، يشجعنا بقوله: «ها أنا آتي سريعًا وأجرتي معي لأجازي كل واحد كما يكون عمله» ( رؤ 22: 12 ). ومن جهة الموت الذي يُخيف، مكتوب: «لا نرقد كلنا، ولكننا كُلنا نتغير، في لحظة في طرفة عين» ( 1كو 15: 51 ، 52). فهل يوجد حق آخر يتضمن أمورًا عملية أكثر من الرجاء المبارك بمجيء الرب الثاني.

        داربي
        نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

        تعليق


        • #5
          مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - أبريل 2007

          الأربعاء 4 إبريل 2007

          تغيير ثلاثة رجال


          له يشهد جميع الأنبياء أن كل مَنْ يؤمن به ينال باسمه غفران الخطايا ( أع 10: 43 )

          إن تغيير كلٌ من: الخصي الحبشي في أعمال8، وشاول الطرسوسي في أعمال9، وكرنيليوس قائد المئة الروماني في أعمال10، يبدو أنه يقدم لنا أمثلة تُظهر أن نعمة الله تتجه لجميع الناس على السواء.

          وهناك بعض المقارنات والمفارقات الشيّقة بخصوص تغيير هؤلاء الرجال:

          (1) كان هؤلاء الرجال الثلاثة على مستوى عالٍ من الأخلاق والاستقامة، ومع ذلك كانوا جميعًا هالكين ومحتاجين إلى الخلاص.

          (2) كان لكل واحد من الثلاثة رسولٌ خاص أُرسل إليه ليحدّثه. «كيف يسمعون بلا كارز؟» إنه امتياز عظيم أن نحمل كلمة الحياة للنفوس الهالكة.

          (3) كان واحد منهم حبشيًا، والثاني يهوديًا، والثالث أمميًا. وهم بذلك يمثّلون الجنس البشري كله: فالخصي مُنحدر من نسل حام؛ وشاول من نسل سام، وكرنيليوس من نسل يافث.

          (4) كان الأول سياسيًا (وزير لخزائن كنداكة ملكة الحبشة)، وكان الثاني لاهوتيًا عظيمًا، وكان الثالث خبيرًا عسكريًا. وهذه العيّنات الثلاث، هي أصعب الفئات التي يمكن الوصول إليه بالإنجيل.

          (5) تأثر الأول بقراءة الكلمة، والثاني برؤية وسماع الرب في المجد، والثالث برؤيا ملائكية ثم كرازة الرسول بطرس.

          (6) كان واحد منهم في طريقه إلى البيت، والثاني مُسافرًا من البيت، بينما كان الثالث في البيت.

          (7) كان واحد منهم يتوقع الحصول على السلام، لكن ها هو يعود إلى بيته دون أن يوفَّق في بحثه، وكان الثاني مُحطِمًا للسلام، وأما الثالث فكان يطلب سلام الله.

          وكثيرًا ما نقابل هذه الحالات الروحية الثلاث. فالبعض مثل الخصي يريدون أن يخلصوا. لكنهم لا يعرفون كيف، والبعض مثل شاول لا يبصرون احتياجهم بسبب عماهم الديني الذي يوحي إليهم بالاكتفاء والشبع، بينما الكثيرون يحتاجون فقط إلى لفت انتباههم إلى الرسالة، حتى يُمسكوا بها حالاً بالإيمان، كما حدث مع كرنيليوس.

          أوجست فان راين
          نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

          تعليق


          • #6
            مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - أبريل 2007

            الخميس 5 إبريل 2007

            ابنة يفتاح .. فتاة عظيمة


            فقالت له: يا أبي، هل فتحت فاك إلى الرب؟ فافعل بي كما خرج من فيك، بما أن الرب قد انتقم لك من أعدائك بني عمون ( قض 11: 36 )

            خرج يفتاح إلى المعركة وانتصر. وعاد القائد الظافر إلى بيته مُبتهجًا، وسمعت الابنة بخبر نُصرة أبيها، فخرجت بفرحة تلقائية تستقبل أباها بالرقص والأغاني. كانت هي محبة عمره، وتصرفها دلّ على أنها أيضًا كانت تحب أباها بعُمق. ولما رآها أبوها خارجة لتستقبله بالرقص، انزعج انزعاجًا عظيمًا. وقال لابنته: «قد أحزنتيني حُزنًا، وصرت بين مُكدريَّ، لأني فتحت فمي إلى الرب ولا يمكنني الرجوع». وأمام انكسار قلب الأب البطل، برزت عظمة هذه البنت ونُبلها، بل وظهرت بطولتها الحقيقية، إذ قالت لأبيها: «يا أبي، هل فتحت فاك إلى الرب، فافعل بي كما خرج من فيك، بما أن الرب قد انتقم لك من أعدائك بني عمون».

            ما هذا النُبل الذي تحلَّت به هذه الفتاة؟ ما هذا التصرف الرائع لابنة يفتاح الصغيرة؟ إن كل الذي طلبته من أبيها هو مُهلة شهرين من الزمان، فيهما بكت مع صاحباتها، ليس لأنها ستموت، بل لأنها ستموت بدون نسل، الأمر الذي كان يمثل المأساة الأكبر لأية امرأة يهودية. وبعد الشهرين رجعت إلى أبيها ففعل بها نَذره الذي نَذر.

            إنها بحق فتاة عظيمة. ففي علاقاتها الخاصة نجدها فتاة تجّل أباها وتعتز به، وفي علاقاتها العامة كانت تحب شعبها وتهفو لنُصرته على أعدائه، وفي علاقتها مع الله كانت توقر إلهها، وتحترم اسمه، وتعرف أن النُطق باسمه ليس مجالاً للعَبَث واللهو.

            وأما في صفاتها الشخصية، فقد كانت فتاة مؤتمَنة، وَثَق بها أبوها عندما طلبت الإذن لمدة شهرين، إذ كان واثقًا أنها ستعود في الموعد المُحدد تمامًا. كما كانت فتاة ذات عزم وحزم، تسير إلى الموت بخُطى ثابتة. وإن كان الوحي حدَّثنا مرة عن رجل شيخ تسلق جبلاً مع أخيه وابنه، سائرًا معهما بثبات، رغم عِلمه أنه يرتقي الجبل، ولن ينزل منه، بل سيُدفن فوقه، ونجده يخلع ثيابه ليلبسها ابنه، ثم يموت الأب فورًا (عد20)، لكن الإعجاب يزداد ونحن نرى فتاة صغيرة تمضي مع صاحباتها إلى جبل آخر تبكي عذراويتها، ثم ترجع إلى أبيها في موعدها. ترجع في شجاعة وتصميم ليتمم فيها نذره، فلا تموت ميتة طبيعية مثل هرون الشيخ الذي أشرنا إليه الآن، بل لتُقدَّم مُحرقة، ومع ذلك لم يتسرَّب إليها الضعف الأنثوي، فيسوقها إلى التردد أو إلى الهروب، بل في هدوء جليل، تُقابل مصيرها بصبر نبيل!

            يوسف رياض
            نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

            تعليق


            • #7
              مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - أبريل 2007

              الجمعة 6 إبريل 2007

              نظرة الشفقة والحنان


              استقبله عشرة رجال بُرصٍ، فوقفوا من بعيد … فنظر وقال لهم: اذهبوا وأَروا أنفسكم للكهنة، وفيما هم مُنطلقون طَهَروا ( لو 17: 12 - 14)

              إن العيون لها قدرة على التعبير قد تفوق قدرة الكلمات التي تخرج من الشفاه! إذ إنها تُعبِّر عن ما يكنّه الإنسان في الباطن، وبذلك تُعطي انطباعًا يفوق، في العادة، أي انطباع تُحدثه الكلمات مهما سَمَت وكثرت. وهذا ما نراه واضحًا جدًا في شخص الرب ـ تبارك اسمه ـ والذي عبَّرت عيناه بأمور متنوعة، نُبهَر ونحن نتأملها، ونُعجب بما تُحدِثه من تأثير قوي في نفوسنا.

              في ذهاب الرب إلى أورشليم اجتاز في وسط السامرة والجليل، وفيما هو داخل إلى قرية، استقبله عشرة رجال بُرصٍ. ما أبأس حال هؤلاء الرجال! إذ إن المرض الذي يُعانون منه ليس فقط غير قابل للشفاء، بل أنه حرمهم من بيوتهم وأُسرهم، وصاروا منبوذين من الكل، لا مكان لهم بين الناس، بل سُكناهم خارج حدود القرية أو المدينة، يعيشون مستوحشين بائسين لا ينتظرون سوى ساعة الموت والفناء، وهم يتأملون في أجسادهم البالية وهذا المرض اللعين يتغلغل فيها ويحللها، حتى تأتي ساعة المنية.

              لكن ها رب المجد بجلاله وعظمته، ببهائه ونعمته، بجوده وصلاحه؛ بينما هو يشق طريقه إلى أورشليم، حيث سيتمم خطة الله الأزلية، ويُكمِّل أعظم عمل عُمل تحت الشمس، إذ به يُحوِّل مسار موكبه الجليل، فيجتاز وسط السامرة والجليل، ليتسنى لهؤلاء الشرذمة المُهملة البائسة أن تتلاقى معه، وتحظى بما لم يخطر لهم على بال: أن ينالوا شفاءً كاملاً، وطُهرًا خالصًا من هذا المرض القاسي المُميت! ولكن قبل أن يحصلوا على كل هذا، وفيما هم يصرخون إليه طالبين الرحمة، إذ بعيونهم المشتاقة المتلهفة لنظرة حنان، تتلاقى مع عيني ذلك الشفوق الحنون، فقبل أن يأمرهم بالذهاب إلى الكهنة، يقول البشير لوقا إنه «نظر وقال لهم»!

              أية معانٍ متناغمة تحمل بين ثناياها كل مشاعر اللطف والحنان، الموَّدة والإحسان، الرحمة والغفران، عبَّرت عنها تلك النظرة الرائقة الطاهرة النقية!! فقبل أن تنطق شفتاه الكريمتان بما فيه شفاء أجسادهم، وعلاجهم من هذا المرض اللعين، عالجت عيناه الرائعتان نفوسهم المشوَّهة المُحطّمة، بتلك النظرة الخالدة، والتي تركت تأثيرًا قويًا مُنعشًا في نفوسهم التي عانت آلامًا قاسية أكثر مما عانته أجسادهم الضعيفة من جرَّاء هذا المرض!!

              عاطف إبراهيم
              نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

              تعليق


              • #8
                مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - أبريل 2007

                السبت 7 إبريل 2007

                غسل الأرجل


                قال له بطرس: لن تغسل رجليَّ أبدًا! أجابه يسوع: إن كنت لا أغسلك، فليس لك معي نصيب ( يو 13: 8 )

                في يوحنا13: 8 نجد بطرس بدلاً من أن يتحذّر من إجابة الرب له، وينتظر حتى يفهم كل شيء فيما بعد، نراه يندفع بكل تصميم قائلاً: «لن تغسل رجليَّ أبدًا»، ولكن الرب قال له: «إن كنت لا أغسلك فليس لك معي نصيب». وفي هذا الجواب القصير نرى المعنى الروحي لغسل الأرجل، إنه يُشير إلى خدمة الرب الحالية التي بها يُزيل عنا كل شيء يُعطِّل شركتنا معه. ونلاحظ أن الرب لم يَقُل ”ليس لك فيَّ نصيب“. إن خدمة غسل الأرجل مع أنها خدمة ثمينة جدًا، إلا أنها لا تستطيع أبدًا أن تمنح نصيبًا في المسيح، لأن هذا يتطلب عمل الصليب الذي على أساسه أصبح لكل مؤمن نصيب في المسيح. أما غسل الأرجل، فهذا عمل تم على الأرض لكنه يشير إلى خدمة ستستمر في السماء.

                وخدمة غسل الأرجل هذه لا تُشير بالتحديد إلى خدمة الرب كالشفيع أو كرئيس الكهنة، مع أنها في الحقيقة تُمثِّل جانبًا من الخدمتين، فخدمة المسيح الكهنوتية متعلقة بتقصيراتنا وضعفاتنا، وخدمته الشفاعية متعلقة بخطايانا وسقطاتنا. وخدمة غسل الأرجل تزيل الغشاوة عن النفس وتصقل العواطف التي قد تتبلَّد بمشاغل الحياة اليومية.

                وقد يكون الضعف الجسماني أيضًا عائقًا في طريق شهادتنا للمسيح هنا على الأرض، وهذا يستلزم خدمة رئيس الكهنة الذي يُعين ضعفاتنا. وقد نسقط في الخطية، وفي هذه الحالة لا نصلح لأن نكون شهودًا للمسيح، وحينئذٍ فإن الرب كالشفيع يرُّد نفوسنا. ولكن إذا بردت العواطف بالرغم من عدم وجود شيء يمس الضمير، فإن هذا يكون بلا شك عائقًا ومُعطلاً، وهنا تأتي خدمة غسل الأرجل لتزيل هذا العائق. فضلاً عن ذلك، فإنه يوجد فرق آخر بين الشفاعة وغسل الأرجل، وهو أن الشفاعة ترُّد نفوسنا إلى المكان الذي كنا فيه، بينما خدمة غسل الأرجل ترفع أرواحنا للشركة مع المسيح في السماء.

                لقد كان لزامًا على الكهنة في العهد القديم أن يغسلوا أيديهم وأرجلهم في المرحضة قبل أن يدخلوا إلى القدس. ربما يكونون في حالة لائقة بالنسبة للشعب أو للمحلة أو للبرية، ولكن اللياقة لمحضر الرب لا يمكن أن تأتي إلا بغسل الأرجل. ولهذا كانت المرحضة أمام باب الخيمة ( خر 30: 17 - 21).

                هاملتون سميث
                نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                تعليق


                • #9
                  مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - أبريل 2007

                  الأحد 8 إبريل 2007

                  دُعيَ ناصريًا !


                  وأتى وسكن في مدينة يُقال لها ناصرة، لكي يتم ما قيل بالأنبياء: إنه سيُدعى ناصريًا ( مت 2: 23 )

                  نسمع كثيرًا عن تباهي الملوك بمسقط رؤوسهم، فكلما كانت مدينة الميلاد عظيمة، زادت عظمة الملك. لكن إن كان هذا مع ملوك الأرض، فماذا عن ملك المجد، الذي يخلِّص شعبه من خطاياهم؟ وأي من الولايات العظيمة سيختار لكي تتشرَّف بميلاد شخصه الكريم والعظيم؟ العجب، وكل العجب، أنه اختار أبسط المدن وأصغرها «بيت لحم» ( مت 2: 6 ). وليس ذلك فقط، بل إن ملك الدهور لم يكن له مكان في فندق، بل كان مسقط رأس هذا الملك الجليل هو مذود للبهائم. أي اتضاع عجيب فائق منك يا سيدنا، وأي افتقار أتيت فيه يا ملكنا!

                  أما عند مدينة السكن فيقول البشير متى: «وأتى وسكن في مدينة يُقال لها ناصرة، لكي يتم ما قيل بالأنبياء: إنه سيُدعى ناصريًا». كم تعددت القصور والقلاع والحصون بتعدد الملوك والرؤساء، فملك اليوم لا يرضى بالسكن في قصر ملك الأمس، وما أن يأتي أحدهم إلى المُلك حتى يبني ويشيِّد أكبر وأعظم من كل ما شيَّده أسلافه، وذلك ليسكن فيه سنين قليلة من عمره. لكن ماذا عن سيد الأرض كلها حين أتى؟ لقد أتى وسكن في مدينة يُقال لها ناصرة. ولعلنا نستطيع أن نستنتج من التعبير: «يُقال لها» إنها مدينة غير معروفة، مجهولة تمامًا، ليس لها ذِكر ولا موضع على خريطة للبلدان. حتى أن نثنائيل، حين قال له فيلبس: «وجدنا الذي كتب عنه موسى في الناموس والأنبياء، يسوع ابن يوسف الذي من الناصرة، صرخ قائلاً له: أَ من الناصرة يمكن أن يكون شيءٌ صالح؟» ( يو 1: 45 ، 46). لقد استكثر نثنائيل على الناصرة أن تُخرج شيئًا صالحًا. لكن ملك المجد لم يرفض أن يتربى في الناصرة! كم ترفَّع الملوك على رعاياهم، وكم كانت المسافة كبيرة بينهم وبين أفقرهم وأذلهم، لكن حبيبنا وملكنا وربنا يسوع المسيح سُرَّ بأن يكون وسط أذل الغنم، وأفقر الطبقات، أن يعيش في أحقر كل القرى!

                  إن شخصه العظيم الجليل غيَّر خريطة العالم ومعالم الأرض، فأشهر وأعظم المدن في كل العالم أصبحت بيت لحم، كيف لا والمدبر قد خرج منها ( مت 2: 6 )؟! وأشهر بقعة في كل المسكونة أصبحت الناصرة، وكيف لا وملك المجد قد تربى فيها؟!

                  شنودة راسم
                  نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                  تعليق


                  • #10
                    مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - أبريل 2007

                    الاثنين 9 إبريل 2007

                    أفكار حول عمل الله


                    وصار قول الرب إلى يونان بن أَمتاي قائلاً: قُم اذهب إلى نينوى المدينة العظيمة ونادِ عليها، لأنه قد صعد شرهم أمامي ( يون 1: 1 ، 2)

                    (1) إن الله يستخدم مَنْ يراهم مناسبين لحالة واحتياج شعبه في الزمان والمكان وبالأسلوب الذي يراه الرب. فليس كل خادم نافع لكل زمان، ولا كل أسلوب نافع لكل وقت أو مكان.

                    (2) الله يستخدم الإناء الذي شكَّلته وصاغته نعمته وفقًا لموهبته وتقواه وشخصيته بما يناسب عمل الله في ذلك الوقت بالتحديد.

                    (3) لقد استخدم الرب عزرا الذي تميَّزت حياته بالهدوء والوداعة والاتكال الكامل على الرب، في القيام بدور مؤثر في عملية البناء من الداخل لبيت الله، ثم استخدم الرب في وقت لاحق رجلاً تميَّزت حياته بالجهاد والمُثابرة والجدية والصرامة أحيانًا، في إقامة السور الخارجي لمدينة الله، فهو يعرف متى ومَنْ يستخدم في بناء النفوس داخليًا، والحراسة والعناية بهم من الخارج.

                    (4) إن هناك تفاوتًا في مستوى الروحانية بين خادم وآخر، على أن الرب لا يستخدم دائمًا أصحاب الروحانية العالية في شتى مجالات الخدمة التي تتعلق بشعب الله وظروفهم، بل إن الرب استخدم ولا زال يستخدم أشخاصًا هم الأقل روحانية أو موهبة من غيرهم، للقيام بدور فعّال ومؤثر في عمل الله وسياسته.

                    (5) إن المسيح، باعتباره رأس الجسد، يستخدم مَنْ يشاء من خدامه وقتما شاء، وأينما شاء؛ ففي يوم كان هناك أنبياء عظماء في ذات الوقت الواحد مثل إشعياء وهوشع وعاموس وميخا، إلا أن الرب أرسل إلى نينوى يونان بن أمتاي دونهم. لماذا؟ لأن لكل خادم دوره ووقته ورسالته في القيام بعمل الله حسب خطته ومشيئته ومقاصده.

                    (6) إن عمل الرب لا يقوم به الخادم تحت شعار الأقدمية أو الأحقية أو الأفضلية أو التميز. فعمل الله يجب أن يُمارس تحت سلطانه وخضوعًا لإرشاداته وتوجيهاته حتى لا تتحول خدمة الرب إلى ما يُشبه الاحتكار. الاحتكار الذي يحرم البعض من ممارسة مواهبهم، خاصة في مجال الخدمات المشتركة. وعلينا أن نُفسح المجال لظهور واكتشاف المواهب بين شعب الرب واحتضانها وتشجيعها والتأني عليها وهي في طريقها للنضوج.

                    (7) إن الاستعداد الجيد والنشاط الذي ننوي القيام به في عمل الرب، أمر مبارك، إلا أن التحرك حسب ما يضعه الرب في قلوبنا له أهميته القصوى للحصول على أكبر قدر من البركة والفائدة.

                    جوزيف وسلي
                    نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                    تعليق


                    • #11
                      مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - أبريل 2007

                      الثلاثاء 10 إبريل 2007

                      مَنْ أخطأ ؟


                      فسأله تلاميذه قائلين: يا معلم، مَن أخطأ: هذا أم أبواه حتى وُلِدَ أعمى؟ أجاب يسوع: لا هذا أخطأ ولا أبواه، لكن لتظهر أعمال الله فيه ( يو 9: 2 ، 3)

                      قد يستخدم الله المرض أو الموت ليُظهر قوته ويُخلّص غير المؤمنين، مثل الموقف المأساوي الذي يرويه يوحنا9 عن رجل أعمى منذ ولادته وسط ثقافة كانت تُعتبر أن الإعاقة الجسدية دينونة من الله بسبب الخطية؛ إلا أن الرب يسوع أوضح أن الخطية لم تكن السبب في ما أصابه من عمى «أجاب يسوع: لا هذا أخطأ ولا أبواه، لكن لتظهر أعمال الله فيه» ( يو 9: 3 )، ثم أعاد إليه بصره وآمن بالمسيح ( يو 9: 38 ).

                      وفي يوحنا11 يصف الرب يسوع مرض لعازر الذي سمح به الله، والذي أدى إلى موته، قائلاً: «هذا المرض ليس للموت، بل لأجل مجد الله، ليتمجد ابن الله به» و«لعازر مات. وأنا أفرح لأجلكم إني لم أكن هناك، لتؤمنوا» ( يو 11: 4 ، 14).

                      لقد سمح الله بالمآسي الواردة في يوحنا9، 11 لإظهار قوته ومجده لكي يؤمن الناس بالمسيح. ويقول مزمور76: 10 أن الله يستطيع أن يستخدم حتى غضب الإنسان كي يحمده؛ فعندما رفض فرعون أن يُطلق العبيد العبرانيين، أعطى الله فرصة أن يعمل العجائب لشعبه ( خر 5: 2 أع 8: 4 ). وفي أعمال16 استخدم الله نوايا الناس الشريرة مع كارثة طبيعية لكي يخلِّص سجان فيلبي ويؤسس كنيسة فيها، وقد أدى الاضطهاد الروماني للمسيحيين الأوائل إلى انتشار الإنجيل في العالم المعروف وقتئذٍ «فالذين تشتتوا جالوا مُبشرين بالكلمة» (أع8: 4).

                      إن الحياة بأمانة وسط الأحداث المأساوية تجعل من شعب الله مؤمنين ناضجين. لقد تسببت أعمال إخوة يوسف وزوجة فوطيفار الشريرة في أحداث مأساوية في حياة يوسف (تك37، 39)، إلا أنه تعلَّم من خلال المآسي والألم أن يثق في الرب بصورة أكثر عُمقًا، واكتسب نُضجًا روحيًا، وأعاد أنظار إخوته على الله وبرنامجه وما سمح به، وأثبت لهم أن كل ما جرى حوَّله الله لخيرهم ليُحيي شعبًا كثيرًا ( تك 50: 20 ). وقد ازداد فهم أيوب لله ونضج إيمانه نتيجة الكوارث المتلاحقة التي ألمّت به ( أي 42: 1 - 5). كما تقوَّى إيمان مرثا ومريم وثقتهما بموت أخيهما «ولكن كل تأديب في الحاضر لا يُرى أنه للفرح بل للحزن، وأما أخيرًا فيُعطي الذين يتدربون به ثمر بر للسلام» ( عب 12: 11 ).

                      ديفيد ر. ريد
                      نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                      تعليق


                      • #12
                        مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - أبريل 2007

                        الأربعاء 11 إبريل 2007

                        رسالة الله إليك


                        الحق الحق أقول لكم: إن مَنْ يسمع كلامي ويؤمن بالذي أرسلني فله حياة أبدية، ولا يأتي إلى دينونة، بل قد انتقل من الموت إلى الحياة ( يو 5: 24 )

                        لقد استهل الرب يسوع هذا العدد بعبارته الشهيرة: «الحق الحق»، موجهًا بذلك الأنظار إلى مدى أهمية ما كان مُزمعًا أن يتفوّه به. ومن ثم أضاف إليها التصريح الشخصي الصِرف: «أقول لكم» إذًا، يتحدث إلينا ابن الله بأسلوب شخصي وحميم.

                        «إن مَن يسمع كلامي» إن سماع كلام الرب يسوع لا يقتصر على مجرد الإصغاء إليه، بل يتضمن أيضًا قبوله، والإيمان به، وإطاعته.

                        «ويؤمن بالذي أرسلني» إنها مسألة إيمان بالله. لكن، هل يعني ذلك أن الإنسان يخلص بمجرد الإيمان بالله؟ فالعديد من الناس يعترفون بإيمانهم بالله، مع أنهم لم يختبروا الخلاص أبدًا. كلا، فالمقصود هنا هو أن على الإنسان أن يؤمن بالله الذي أرسل الرب يسوع المسيح إلى العالم. وبِمَ يجب أن يؤمن؟ عليه أن يؤمن بأن الله أرسل الرب يسوع المسيح ليكون مخلصًا. كذلك عليه أن يؤمن بما صرَّح به الله عن الرب يسوع، ولا سيما كونه المُخلِّص الوحيد، وأن لا مغفرة للخطايا بمعزل عن عمله الذي أكمله على صليب الجلجثة.

                        «فله حياة أبدية» ولنلاحظ أن الرب لم يذكر أنه سوف ينال الحياة الأبدية، بل صرَّح بالحري بأن هذه الحياة قد أصبحت له، من نصيبه، منذ الآن. والحياة الأبدية هي حياة الرب يسوع المسيح. كما أنها ليست حياة ستستمر إلى الأبد فحَسب، بل هي أيضًا حياة على مستوى أرفع وأسمى. إنها حياة المُخلِّص الممنوحة لنا نحن المؤمنين به.

                        «ولا يأتي إلى دينونة» والفكرة هنا هي أنه لا يُدان الآن، كما أنه لن يُدان في المستقبل. فالذي يؤمن بالرب يسوع المسيح يتحرر من الدينونة، بما أن المسيح قد دفع عنه عقاب خطاياه على الصليب. والله لن يُطالب بدفع ثمن هذه العقوبة مرتين.

                        «بل قد انتقل من الموت إلى الحياة» فكل مَن آمن بالمسيح قد انتقل من حالة الموت الروحي إلى الحياة الروحية. لقد كان قبل التعرُّف بالمسيح، ميتًا في الذنوب والخطايا. كما أنه كان ميتًا في ما يتعلق بمحبته لله أو شركته مع الرب. لكن ما إن جعل إيمانه في يسوع المسيح، حتى سكن فيه روح الله القدوس، وأصبح حائزًا الحياة الإلهية.

                        وليم ماكدونالد
                        التعديل الأخير تم بواسطة الشيخ; الساعة 12-04-07, 04:06 AM.
                        نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                        تعليق


                        • #13
                          مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - أبريل 2007

                          الخميس 12 إبريل 2007

                          رحبعام والقرار الأحمق (1)


                          فاستشار الملك رحبعام الشيوخ الذين كانوا يقفون أمام سليمان أبيه وهو حي... فترك مشورة الشيوخ التي أشاروا بها عليه ( 2أخ 10: 6 - 8)

                          ذهب رحبعام للمشورة إلى الشيوخ الذين كانوا يقفون أمام سليمان. وكانت بداءة حسنة أن يلجأ إلى أولئك الذين تعلَّموا الحكمة من سليمان أبيه وصقلتهم خبرة الزمن، وليته أكمل. وحسن أن نستشير ( أم 11: 14 ؛ 15: 22؛ 24: 6)، لكن مَن هم مُشيرونا؟ لا بد أن يكونوا من صنف الذين تعلّموا الحكمة النازلة من فوق في مدرسة الله.

                          وقد كانت مشورة الشيوخ «إن كنت صالحًا نحو هذا الشعب وأرضيتهم وكلمتهم كلامًا حسنًا، يكونون لك عبيدًا كل الأيام» (ع7). أَوَ ليس هذا عين الصواب؟! على أنها لم تلتقِ مع هوى قلبه «فترك (وهي كلمة تنُم عن فعل عمد) مشورة الشيوخ» (ع8). ويا له من عناد أحمق أن يترك مشورة الذين وقفوا أمام سليمان الذي قالت عنه ملكة سبأ يومًا «طوبى لرجالك وطوبى لعبيدك هؤلاء الواقفين أمامك دائمًا السامعين حكمتك» ( 1مل 10: 8 ).

                          لقد كان قبوله لمشورتهم يعني أن يتضع ويجعل نفسه خادمًا للشعب، فهل يقبل ابن العز هذا؟! للأسف، لم يقبلها قلبه المُتكبر، مع أن كل القادة الأتقياء كانوا خدامًا لشعبهم! فكِّر في موسى ويشوع وصموئيل وداود، ولنذكر ما قاله سيدنا الكريم: «أنتم تعلمون أن رؤساء الأمم يسودُونهم ... فلا يكون هكذا فيكم، بل مَنْ أراد أن يكون فيكم عظيمًا فليكن لكم خادمًا .... كما أن ابن الإنسان لم يأتِ ليُخدم بل ليخدم» ( مت 20: 25 - 28).

                          لقد كان العيب الوحيد في هذه المشورة أنها لم تتفق مع ميوله، فاتجه إلى رفاقه ليسألهم. وهنا يبدو لي أنه كان على استعداد أن يستشير الكل إلا الرب! فما فكَّر أن يفعل كما فعل سليمان في بدء مُلكه عندما صلى طالبًا حكمة، ولا سمعنا أنه استشار نبيًا للرب ليُخبره عن فكره!

                          ذهب إلى الأحداث «الذين نشأوا معه ووقفوا أمامه»، ومن هذا التعبير «وقفوا أمامه» يبدو جليًا خداع رحبعام لنفسه إذ أراد أن يشعر بقيمته، ومَلق أصدقائه من الناحية الأخرى، كما ويبدو خطورة ضغط الرفاق. وهنا ينبغي أن أستعير قول أبيه «المُساير الحكماء يصير حكيمًا، ورفيق الجهال يُضر» ( أم 13: 20 )، وأي ضرر أضر رحبعام نفسه؟!

                          عصام خليل
                          نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                          تعليق


                          • #14
                            مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - أبريل 2007

                            الجمعة 13 إبريل 2007

                            بطرس يمشي فوق الماء!


                            ولكن لما رأى الريح شديدة خاف، وإذ ابتدأ يغرق، صرخ قائلاً يا رب نجني. ففي الحال مدّ يسوع يده وأمسك به وقال له يا قليل الإيمان لماذا شككت؟ ( مت 14: 30 ، 31)

                            هناك دروس تعلمها بطرس من سيره فوق الماء: لقد تعلم شيئًا من قدرة الرب؛ وهناك أيضًا دروس أخرى تعلمها بطرس عندما أخذ في الغرق: فلقد عرف شيئًا عن ضعفه هو. وحقًا إن رحلتنا في الحياة مع المسيح لا تخرج عن هذين الدرسين الهامين: أن الرب كل شيء، وأننا نحن لا شيء.

                            لقد بدأ بطرس السير حسنًا، وهو ناظر إلى المسيح مُستندًا على أمره له ”تعال“. لكن يقول الوحي إنه لما رأى الريح شديدة خاف. ولعله أخذ يفكر هل أُكمل السير أم أعوم؟ هل أعود راجعًا إلى السفينة، أم أُكمل الطريق إلى المسيح. ويقول الرسول يعقوب: «رجل ذو رأيين هو متقلقل في جميع طرقه» ( يع 1: 8 )

                            في تصرف بطرس في هذا الموقف هناك إيجابيات يجدر بنا أن نتعلمها، وسلبيات يجدر بنا أن نتحذر منها.

                            فالإيجابيات هي أن محبته للمسيح جعلته يطلب من الرب أن يدعوه إليه. إنه يوّد أن يكون مع المسيح، ولو كان الطريق مياهًا مُزبدة. وكأنه يقول مع المرنم:


                            أقتحمُ الأعداءَ لا أخشى من النارِ
                            ألقى المنايا والعنا شوقًا إلى الباري


                            ثم إن إيمانه في الرب جعله يمشي فوق الماء بخلاف الطبيعة.

                            ثم نجد طاعته، فهو لن يتحرك خطوة إلا بعد أن يأخذ الأمر من الرب: «مُرني أن آتي إليك».

                            وأما الشيء السلبي فهو أنه حوَّل نظره عن المسيح في أثناء سيره فوق الماء. لقد استطاع السير فوق الماء طالما كان ناظرًا إلى المسيح، لكنه لما رأى الريح شديدة، ابتدأ يغرق. وفي الحقيقة سواء كانت العواصف شديدة أو كان البحر ساكنًا، فإنه أمر فوق قدرة الإنسان، وفوق الطبيعة، أن يمشي أحد فوق الماء. مما يدل على أن المسألة ليست في شدة الرياح، بل في تحول العين عن الرب.

                            لكنه حتى في هذا الموقف نتعلم من بطرس درسًا هامًا، فهو بمجرد أن بدأ يغرق، صرخ للرب. قال له كلمات بسيطة، لكنها نابعة من الأعماق: «يا رب نجني». وهي تُعتبر أقصر صلاة في الكتاب المقدس، ونالت استجابة فورية. فالصلاة ليست بطولها تُقاس، بل بعمقها.

                            يوسف رياض
                            نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                            تعليق


                            • #15
                              مشاركة: قرأت لك ـ من "طعام وتعزية" - أبريل 2007

                              السبت 14 إبريل 2007

                              مياه الراحة


                              الرب راعيَّ ... في مراعٍ خُضر يُربضني. إلى مياه الراحة يوردني ( مز 23: 1 ، 2)

                              يجب على الرعاة أن يتضرعوا إلى الله دائمًا لأجل الذين يهرعون إلى كل مجرى ماء ظانين أن فيه ما يرويهم، ومن أجل الذين ينقرون لأنفسهم آبارًا مُشققة لا تضبط ماء.

                              ليس كل ماء يروي العطش الروحي، لذلك لا يقود الرب قطيعه إلى أي ماء كيفما كان حاله، فإن الذي يعرف طبيعة الخراف، يعرف أيضًا طبيعة الماء الذي يرويها.

                              مرة أخذ راعِ صغير خراف أبيه وخرج بها لترعى. وفي الطريق صادف مجرى ينحدر فيه الماء بقوة وبصوت مسموع، ورغوة الماء تتقلب على سطحه وتتدافع كأنها في سباق. ولكن الغنم لم تشرب. وتعجب الصبي لأن الغنم لم تشرب من هذه المياه الفائضة. فقال له أبوه: إن منظر الماء يتدافع ويتدفق قد يعجبك أنت، لكن الغنم لا تشرب إلا من الماء الهادئ الذي ينساب بالراحة. هذه طبيعة الغنم يا ابني. والذي يعرف طبيعة الغنم أعطانا وصف طبيعة الماء الذي تشرب منه في المزمور الثالث والعشرين، حيث يقول: «إلى مياه الراحة يوردني»، ثم قاد الغنم إلى جدول رائق هادئ، وهناك شربت وارتوت.

                              إن بعضًا ممن يقومون بخدمة الرعاية بين شعب الرب، خصوصًا مَنْ كانوا قليلي الخبرة، تعجبهم المياه المتدفقة الصاخبة التي تنكسر عليها ألوان الطيف، ثم يضيقون بالغنيمات التي تتحول عن كل هذا ولا تشرب.

                              ليس عبثًا يصف الرب المياه المروية لخرافه بأنها «مياه الراحة». إلى هذه المياه الهادئة يقتاد الرب غنم مرعاه.

                              فإلى أحبائنا الشبان الذين يتدربون على خدمات الرعاية بين الأحداث، نقول: إن الرب لم يكن في الريح العظيمة الشديدة التي شقَّت الجبال وكسَّرت الصخور في أيام إيليا، ولم يكن في الزلزلة، ولم يكن في النار، لكنه تكلم بصوت مسموع «مُنخفِض خفيف» ( 1مل 19: 11 ، 12). وكان على إيليا أن يتعلم أن الريح والزلزلة والنار لا يمكن أن تكون وسائط لإيقاظ الناس إلى أن يُسمع «الصوت المنخفض الخفيف». فلا رجوع إلى الله رجوعًا حقيقيًا، إلا إذا سُمع صوت النعمة الذي يجتذب القلب إلى الله.

                              ليُعطِ الرب حكمة من فوق لكل واحد، وكلنا معًا لننشد خير القطيع. إن الحنطة (وليس تبن البيدر) تنمي الفتيان ( زك 9: 17 ).

                              كاتب غير معروف
                              نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس . 1 بطرس 1:9

                              تعليق

                              من قاموا بقراءة الموضوع

                              تقليص

                              الأعضاء اللذين قرأوا هذا الموضوع: 0

                                معلومات المنتدى

                                تقليص

                                من يتصفحون هذا الموضوع

                                يوجد حاليا 1 شخص يتصفح هذا الموضوع. (0 عضو و 1 زائر)

                                  يعمل...
                                  X